back page fehrest page next page

فقلت تراني أرزق ولدا فقال برأسه نعم فقلت ذكرا فقال برأسه لا فولدت لي ابنة .

و منها ما روى أبو سليمان عن علي بن زيد المعروف بابن رمش قال : اعتل ابني أحمد و كنت بالعسكر و هو ببغداد فكتبت إلى أبي محمد أسأله الدعاء .

فخرج توقيعه أ و ما علم علي أن لكل أجل كتابا , فمات الابن .

[439]

و منها ما روى أبو سليمان عن المحمودي قال : كتبت إلى أبي محمد أسأله الدعاء بأن أرزق ولدا .

فوقع رزقك الله ولدا و أصبرك عليه فولد لي ابن و مات .

و منها ما روي عن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني قال : كتبت إلى أبي محمد أسأله التبرك بأن يدعو أن أرزق ولدا ذكرا من بنت عم لي فوقع رزقك الله ذكرانا فولد لي أربعة .

و منها ما روي عن علي بن جعفر الحلبي قال : اجتمعنا بالعسكر و ترصدنا لأبي محمد (عليه السلام) يوم ركوبه فخرج توقيعه ألا لا يسلمن علي أحد و لا يشير إلي بيده و لا يومئ أحدكم فإنكم لا تأمنون على أنفسكم .

[440]

قال و إلى جانبي شاب قلت من أين أنت قال من المدينة قلت ما تصنع هاهنا قال اختلفوا عندنا في أبي محمد (عليه السلام) فجئت لأراه و أسمع منه أو أرى منه دلالته ليسكن قلبي و إني من ولد أبي ذر الغفاري فبينا نحن كذلك إذ خرج أبو محمد (عليه السلام) مع خادم له فلما حاذانا نظر إلى الشاب الذي بجنبي .

فقال غفاري أنت قال نعم قال ما فعلت أمك حمدويه فقال صالحة و مر فقلت للشاب أ كنت رأيته قط و عرفته بوجهه قبل اليوم قال لا .

قلت فيقنعك هذا قال و من دون هذا .

و منها ما قال يحيى بن المرزبان : التقيت مع رجل من أهل السيب سيماه الخير و أخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الإمامة و القول في أبي محمد (عليه السلام) و غيره قلت لا أقول به أو أرى منه علامة .

فوردت العسكر في حاجة فأقبل أبو محمد (عليه السلام) فقلت في نفسي متعنتا إن مد يده إلى رأسه فكشفه ثم نظر إلي فرده قلت به .

فلما حاذاني مد يده إلى رأسه فكشفه ثم برق عينيه في ثم ردهما ثم قال

[441]

يا يحيى ما فعل ابن عمك الذي تنازعه في الإمامة فقلت خلفته صالحا .

قال لا تنازعه ثم مضى .

و منها ما روي عن ابن الفرات قال : كان لي على ابن عم لي عشرة آلاف درهم فكتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء لذلك فكتب إلي أنه راد عليك مالك و هو ميت بعد جمعة قال فرد علي ابن عمي مالي فقلت له ما بدا لك في رده و قد منعتنيه قال رأيت أبا محمد (عليه السلام) في النوم فقال إن أجلك قد دنا فرد على ابن عمك ماله .

و منها ما روي عن علي بن الحسن بن سابور قال : قحط الناس بسرمن‏رأى في زمن الحسن الأخير (عليه السلام) فأمر المعتمد بن المتوكل الحاجب و أهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء .

فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى يستسقون و يدعون فما سقوا فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء و معه النصارى و الرهبان و كان فيهم راهب فلما مد يده هطلت السماء بالمطر .

[442]

و خرج في اليوم الثاني فهطلت السماء بالمطر فشك أكثر الناس و تعجبوا و صبوا إلى النصرانية فبعث الخليفة إلى الحسن و كان محبوسا فاستخرجه من حبسه و قال الحق أمة جدك فقد هلكت .

فقال له إني خارج في الغد و مزيل الشك إن شاء الله .

فخرج الجاثليق في اليوم الثالث و الرهبان معه و خرج الحسن (عليه السلام) في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب و قد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى و يأخذ ما بين إصبعيه ففعل و أخذ من بين سبابته و الوسطى عظما أسود فأخذ الحسن (عليه السلام) بيده ثم قال له استسق الآن فاستسقى و كانت السماء متغيمة فتقشعت و طلعت الشمس بيضاء فقال الخليفة ما هذا العظم يا أبا محمد .

فقال (عليه السلام) هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله فوقع في يده هذا العظم و ما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر .

[443]

و منها ما روى أبو سليمان قال حدثنا أبو القاسم بن أبي حليس قال : كنت أزور العسكر في شعبان في أوله ثم أزور الحسين (عليه السلام) في النصف فلما كان في سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان و ظننت أني لا أزوره في شعبان فلما دخل شعبان قلت لا أدع زيارة كنت أزورها و خرجت إلى العسكر و كنت إذا وافيت العسكر أعلمهم برقعة أو برسالة .

فلما كان في هذه المرة قلت أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها و قلت لصاحب المنزل أحب أن لا تعلمهم بقدومي .

فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين و هو يبتسم متعجبا و يقول بعث إلي بهذين الدينارين و قيل لي ادفعهما إلى الحليسي و قل له من كان في حاجة الله كان الله في حاجته .

و منها ما روى إسحاق بن يعقوب عن بدل مولاة أبي محمد (عليه السلام) قالت : كنت رأيت من عند رأس أبي محمد (عليه السلام) نورا ساطعا إلى السماء و هو نائم .

[444]

و منها ما روى علي بن محمد بن الحسن قال : وافت جماعة من الأهواز من أصحابنا و أنا معهم و خرج السلطان إلى صاحب البصرة يريد النظر إلى أبي محمد (عليه السلام) فنظرنا إليه ماضيا معه و قعدنا بين الحائطين بسرمن‏رأى ننتظر رجوعه .

قال فرجع فلما حاذانا وقف فمد يده إلى قلنسوته فأخذها من رأسه و أمسكها بيده ثم أخذ بيده الأخرى و وضعها على رأسه و ضحك في وجه رجل منا .

فقال الرجل أشهد أنك حجة الله و خيرته فقلنا يا هذا ما شأنك قال كنت شاكا فيه .

فقلت في نفسي إن رجع و أخذ القلنسوة من رأسه قلت بإمامته .

و منها ما روي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال : دخلت يوما على أبي محمد (عليه السلام) و إني جالس عنده إذ ذكرت منديلا كان معي فيه خمسون دينارا فقلقت لها و لم أتكلم بشي‏ء و لا أظهرت ما خطر ببالي

[445]

فقال أبو محمد (عليه السلام) لا بأس هي مع أخيك الكبير سقطت منك حين نهضت فأخذها و هي محفوظة معه إن شاء الله فأتيت المنزل فردها إلي أخي .

و منها ما روي عن محمد بن ربيع الشيباني قال : ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز ثم قدمت سرمن‏رأى و قد علق قلبي بشي‏ء من مقالته و إني لجالس على باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمد (عليه السلام) من دار العامة يوم الموكب فنظر إلي و أومأ بسبابته أحد أحده فوحده فسقطت مغشيا علي .

و منها ما روي عن أبي العيناء محمد بن القاسم الهاشمي قال : كنت أدخل على أبي محمد (عليه السلام) و أعطش فأجله أن أدعو بالماء فيقول يا غلام اسقه و ربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول يا غلام دابته .

[446]

و منها ما روي عن أبي بكر الفهفكي قال : أردت الخروج من سرمن‏رأى لبعض الأمور و قد طال مقامي بها فغدوت يوم الموكب و جلست في شارع أبي قطيعة بن داود إذ طلع أبو محمد (عليه السلام) يريد دار العامة فلما رأيته قلت في نفسي أقول له يا سيدي إن كان عندك الخروج من سرمن‏رأى خيرا لي فأظهر التبسم في وجهي .

فلما دنا مني تبسم تبسما بينا جيدا فخرجت من يومي فأخبرني بعض أصحابنا أن غريما لي كان له عندي مال قدم يطلبني و لو ظفر بي لهتكني لأن ماله لم يكن عندي شاهدا .

و منها ما روي عن محمد بن أحمد بن الأقرع قال : كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله عن الإمام هل يحتلم و قلت في نفسي الاحتلام شيطنة و قد أعاذ الله أولياءه من ذلك .

فورد الجواب حال الأئمة في النوم حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم

[447]

شيئا و قد أعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك .

و منها ما روي عن محمد بن عبد العزيز البلخي قال : أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم فإذا بأبي محمد (عليه السلام) قد أقبل من منزله يريد دار العامة فقلت في نفسي إن صحت يا أيها الناس هذا حجة الله عليكم فاعرفوه يقتلوني فلما دنا مني أومأ إلي بإصبعه السبابة على فيه أن اسكت و رأيته تلك الليلة يقول إنما هو الكتمان أو القتل فاتق الله على نفسك .

و منها ما روي عن عمر بن أبي مسلم قال : كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا و يبلغني عنه ما أكره و كان ملاصقا لداري فكتبت إلى أبي محمد

[448]

(عليه السلام) أسأله الدعاء بالفرج منه .

فرجع الجواب الفرج سريع يقدم عليك مال من ناحية فارس و كان لي بفارس ابن عم تاجر لم يكن له وارث غيري فجاءني ماله بعد ما مات بأيام يسيرة .

و وقع في الكتاب استغفر الله و تب إليه مما تكلمت به و ذلك أني كنت جالسا يوما مع جماعة من النصاب فذكروا آل أبي طالب حتى ذكروا مولاي فخضت معهم لتضعيفهم أمره فتركت الجلوس مع القوم و علمت أنه أراد ذلك .

و منها ما روي عن الحجاج بن سفيان العبدي قال : خلفت ابني بالبصرة عليلا و كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء لابني .

فكتب إلي رحم الله ابنك إنه كان مؤمنا .

قال الحجاج فورد علي كتاب من البصرة أن ابني مات في ذلك اليوم الذي كتب إلي أبو محمد بموته و كان ابني شك في الإمامة للاختلاف الذي جرى بين الشيعة .

[449]

و منها ما قال أبو القاسم الهروي : خرج توقيع من أبي محمد (عليه السلام) إلى بعض بني أسباط قال كتبت إلى الإمام أخبره من اختلاف الموالي و أسأله بإظهار دليل .

فكتب إلي إنما خاطب الله العاقل و ليس أحد يأتي بآية أو يظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا كاهن و ساحر و كذاب و هدي من اهتدى غير أن الأدلة يسكن إليها كثير من الناس .

و ذلك أن الله يأذن لنا فنتكلم و يمنع فنصمت .

و لو أحب الله أن لا يظهر حقنا ما بعث الله النبيين مبشرين و منذرين يصدعون بالحق في حال الضعف و القوة و ينطقون في أوقات ليقضي الله

[450]

أمره و ينفذ حكمه .

و الناس على طبقات مختلفين شتى فالمستبصر على سبيل نجاة متمسك بالحق فيتعلق بفرع أصيل غير شاك و لا مرتاب لا يجد عنه ملجأ .

و طبقة لم تأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عند موجه و يسكن عند سكونه و طبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد على أهل الحق و دفع الحق بالباطل حسدا من عند أنفسهم .

فدع من ذهب يمينا و شمالا كالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأدون السعي .

ذكرت ما اختلف فيه موالي فإذا كانت الوصية و الكبر فلا ريب .

و من جلس مجالس الحكم فهو أولى بالحكم أحسن رعاية من استرعيت و إياك و الإذاعة و طلب الرئاسة فإنهما يدعوان إلى الهلكة .

[451]

ذكرت شخوصك إلى فارس فاشخص عافاك الله خار الله لك و تدخل مصر إن شاء الله آمنا و أقرئ من تثق به من موالي السلام و مرهم بتقوى الله العظيم و أداء الأمانة و أعلمهم أن المذيع علينا سرنا حرب لنا .

قال فلما قرأت و تدخل مصر لم أعرف له معنى و قدمت بغداد و عزيمتي الخروج إلى فارس فلم يتهيأ لي الخروج إلى فارس و خرجت إلى مصر فعرفت أن الإمام عرف أني لا أخرج إلى فارس .

و منها ما روي عن محمد بن عبد الله قال : لما أمر سعيد بحمل أبي محمد (عليه السلام) إلى الكوفة كتب أبو الهيثم إليه بلغنا خبر أقلقنا فكتب بعد ثلاث يأتيكم الفرج فقتل المعتز يوم الثالث .

قال و فقد غلام لأبي الحسن صغير فلم يوجد فأخبر بذلك .

فقال اطلبوه في البركة فطلب فوجد في بركة الدار ميتا .

و وقع أبو محمد (عليه السلام) و هو صغير في بئر الماء و أبو الحسن (عليه السلام) في الصلاة و النسوان يصرخن فلما سلم قال لا بأس فرأوه و قد ارتفع الماء إلى رأس البئر و أبو محمد على رأس الماء يلعب بالماء .

[452]

و منها ما قال علي بن محمد بن زياد : إنه خرج إليه توقيع أبي محمد (عليه السلام) فيه فكن حلسا من أحلاس بيتك قال فنابتني نائبة فزعت منها فكتبت إليه أ هي هذه فكتب لا أشد من هذه فطلبت بسبب جعفر بن محمود و نودي علي من أصابني فله مائة ألف درهم .

و منها ما روي عن أحمد بن محمد بن مطهر قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد (عليه السلام) من أهل الجبل يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى (عليه السلام) أتولاهم أم أتبرأ منهم فكتب إليه لا تترحم على عمك لا رحم الله عمك و تبرأ منه أنا إلى الله منهم بري‏ء فلا تتولاهم و لا تعد مرضاهم و لا تشهد جنائزهم و لا تصل على أحد منهم مات أبدا .

سواء من جحد إماما من الله أو زاد إماما ليست إمامته من الله أو جحد أو

[453]

قال ثالث ثلاثة .

إن جاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا و الزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا .

فكان هذا أي السائل لم يعلم أن عمه كان منهم فأعلمه ذلك .

و منها أن أبا هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي محمد (عليه السلام) فقال إذا خرج القائم (عليه السلام) أمر بهدم المنار و المقاصير التي في المساجد للجامع .

فقلت في نفسي لأي معنى هذا .

فأقبل علي فقال معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي و لا حجة .

و منها : أن قبور الخلفاء من بني العباس بسامرة عليها من ذرق الخفافيش

[454]

و الطيور ما لا يحصى و ينقى منها كل يوم و من الغد تعود مملوءة ذرقا و لا يرى على رأس قبة العسكريين و لا على قباب مشاهد آبائهما (عليه السلام) ذرق طير فضلا على قبورهم إلهاما للحيوانات و إجلالا لهم صلوات الله عليهم أجمعين

[455]

الباب الثالث عشر في معجزات الإمام

صاحب الزمان (عليه السلام)

عن حكيمة قالت : دخلت يوما على أبي محمد (عليه السلام) فقال يا عمة بيتي عندنا الليلة فإن الله سيظهر الخلف فيها قلت و ممن قال من نرجس قلت فلست أرى بنرجس حملا قال يا عمة إن مثلها كمثل أم موسى لم يظهر حملها بها إلا وقت ولادتها فبت أنا و هي في بيت فلما انتصف الليل صليت أنا و هي صلاة الليل فقلت في نفسي قد قرب الفجر و لم يظهر ما قال أبو محمد فناداني أبو محمد (عليه السلام) من الحجرة لا تعجلي فرجعت إلى البيت خجلة فاستقبلتني نرجس و هي ترتعد فضممتها إلى صدري و قرأت عليها قل هو الله أحد و إنا أنزلناه و آية الكرسي فأجابني الخلف من بطنها يقرأ كقراءتي قالت و أشرق نور في البيت فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد لله تعالى إلى

[456]

القبلة فأخذته فناداني أبو محمد (عليه السلام) من الحجرة هلمي بابني إلي يا عمة قالت فأتيته به فوضع لسانه في فيه و أجلسه على فخذه و قال انطق يا بني بإذن الله فقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ و صلى الله على محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي أبي قالت حكيمة و غمرتنا طيور خضر فنظر أبو محمد إلى طائر منها فدعاه فقال له خذه و احفظه حتى يأذن الله فيه فإن الله بالغ أمره قالت حكيمة قلت لأبي محمد ما هذا الطائر و ما هذه الطيور قال هذا جبرئيل و هذه ملائكة الرحمة ثم قال يا عمة رديه إلى أمه كي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم أن وعد الله حق و لكن أكثر الناس لا يعلمون فرددته إلى أمه قالت حكيمة و لما ولد كان نظيفا مفروغا منه و على ذراعه الأيمن مكتوب جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً

[457]

و منها ما روي عن السياري قال حدثتني نسيم و مارية قالتا : لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه نحو السماء ثم عطس فقال الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله عبدا داخرا لله غير مستنكف و لا مستكبر و لا مستحسر ثم قال زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة و لو أذن لنا في الكلام لزال الشك

[458]

و منها ما روى علان عن ظريف أبي نصر الخادم قال : دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) و هو في المهد فقال لي علي بالصندل الأحمر فأتيته به فقال أ تعرفني قلت نعم أنت سيدي و ابن سيدي فقال ليس عن هذا سألتك فقلت فسر لي فقال أنا خاتم الأوصياء و بي يرفع الله البلاء عن أهلي و شيعتي .

و منها ما روى عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال : وجه قوم من المفوضة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد (عليه السلام) قال فقلت في نفسي لما دخلت عليه أسأله عن الحديث المروي عنه (عليه السلام) لا يدخل الجنة إلا من عرف

[459]

معرفتي و كنت جلست إلى باب عليه ستر مرخى فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي يا كامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلك و ألهمت أن قلت لبيك يا سيدي فقال جئت إلى ولي الله تسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك و قال بمقالتك قلت إي و الله قال إذن و الله يقل داخلها و الله إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية قلت و من هم قال قوم من حبهم لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يحلفون بحقه و لا يدرون ما حقه و فضله أي قوم يعرفون ما يجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلا من معرفة الله تعالى و رسوله و الأئمة (عليه السلام) و نحوها ثم قال و جئت تسأل عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله عز و جل فإذا شاء الله تعالى شئنا و الله يقول وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ فقال لي أبو محمد (عليه السلام) ما جلوسك و قد أنبأك بحاجتك قم فقمت

[460]

و منها ما روي عن رشيق حاجب المادراني قال : بعث إلينا المعتضد رسولا و أمرنا أن نركب و نحن ثلاثة نفر و نخرج مخفين على السروج و نجنب آخر و قال الحقوا بسامراء و اكبسوا دار الحسن بن علي فإنه توفي و من رأيتم فيها فأتوني برأسه .

فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدنا دارا سرية كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت فرفعنا الستر و إذا سرداب في الدار الأخرى فدخلناه و كان فيه بحرا و في أقصاه حصير قد علمنا أنه على الماء و فوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا و لا إلى شي‏ء من أسبابنا .

فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى فغرق في الماء و ما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته و أخرجته فغشي عليه و بقي ساعة .

و عاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك فناله مثل ذلك فبقيت مبهوتا .

فقلت لصاحب البيت المعذرة إلى الله و إليك فو الله ما علمت كيف الخبر و إلى من نجي‏ء و أنا تائب إلى الله .

فما التفت إلي بشي‏ء مما قلت فانصرفنا إلى المعتضد .

[461]

فقال اكتموه و إلا أضرب رقابكم .

و منها ما روي عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من أصفهان قال : حججت في سنة إحدى و ثمانين و مائتين و كنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا فلما قدمنا مكة نزلنا دارا في سوق الليل تسمى دار الرضا (عليه السلام) و فيها عجوز سمراء فسألتها ما تكونين من أصحاب هذه الدار قالت أنا من مواليهم و عبيدهم أسكننيها الحسن بن علي (عليه السلام) فكنا إذا انصرفنا من الطواف تغلق الباب .

فرأيت غير ليلة ضوء السراج و رأيت الباب قد انفتح و لا أرى أحدا فتحه من أهل الدار و رأيت رجلا ربعة أسمر يميل إلى الصفرة ما هو قليل اللحم يصعد إلى غرفة في الدار حيث تكون العجوز تسكن و كانت تقول لنا إن لي في الغرفة ابنة لا تدعو أحدا يصعد إليها فأحببت أن أقف على خبر الرجل .

فقلت للعجوز إني أحب أن أسألك .

قالت و أنا أريد أن أسر إليك فلم يتهيأ من أجل أصحابك .

فقلت ما أردت أن تقولي فقالت يقول لك يعني صاحب الدار و لم تذكر

[462]

أحدا باسمه لا تخاشنن أصحابك و شركاءك و لا تلاحهم فإنهم أعداؤك و دارهم فلم أجسر أن أراجعها فقلت أي أصحابي قالت شركاؤك الذين في بلدك و في الدار معك و قد كان جرى بيني و بين من معي في الدار عنت في الدين فسعوا بي حتى هربت و استترت بذلك السبب فوقفت على أنها عنت أولئك .

و كنت نذرت أن ألقي في مقام إبراهيم عشرة دراهم ليأخذها من أراد الله فأخذت عشرة دراهم فيها ستة رضوية و قلت لها ادفعي هذه إلى الرجل فأخذت الدراهم و صعدت و بقيت ساعة ثم نزلت فقالت يقول لك ليس لنا فيها حق اجعلها في الموضع الذي نذرت و نويت و لكن هذه الرضوية خذ منا بدلها و ألقها في الموضع الذي نويت ففعلت .

و منها ما روي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضي أبي محمد (عليه السلام) و كان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله و ركب السفينة و خرجت معه مشيعا له فوعك .

[463]

فقال ردني فهو الموت و اتق الله في هذا المال و أوصى إلي و مات .

و قلت لا يوصي أبي بشي‏ء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق و لا أخبر أحدا فإن وضح لي شي‏ء أنفذته و إلا أنفقته فاكتريت دارا على الشط و بقيت أياما فإذا أنا برسول معه رقعة فيها .

يا محمد معك كذا و كذا حتى قص علي جميع ما معي و ما لم أحط به علما مما كان معي فسلمت المال إلى الرسول و بقيت أياما لا يرفع لي رأس فاغتممت فخرج إلي قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله تعالى .

و منها ما قال أبو عقيل عيسى بن نصر : إن علي بن زياد الصيمري كتب

[464]

يلتمس كفنا فكتب إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين .

فمات في سنة ثمانين و بعث إليه بالكفن قبل موته .

و منها ما روي عن بدر غلام أحمد بن الحسن عنه : وردت الجبل و أنا لا أقول بالإمامة إلى أن مات يزيد بن عبد الملك فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند و سيفه و منطقته إلى مولاه (عليه السلام) فخفت إن لم أدفع الشهري إلى إذكوتكين نالني منه استخفاف فقومتها كلها بسبعمائة دينار في نفسي و لم أطلع عليه أحدا فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق أن وجه سبعمائة الدينار التي لنا قبلك من ثمن

[465]

الشهري السمند و السيف و المنطقة .

و منها ما روي عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد قال : خرج نهي عن زيارة مقابر قريش و قبر الحسين (عليه السلام) فلما كان بعد أشهر زارها رجلان من الشيعة فدعاهما الوزير الباقطاني و زجرهما فقال لخادمه الق بني الفرات و البرسيين و قل لهم لا تزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يقبض على كل من زار .

back page fehrest page next page