back page fehrest page next page

فقال أما فارسية هذا فنعم قال لك احتمل الجدري ماء .

و منها ما قال أبو هاشم : قال لي أبو الحسن (عليه السلام) و على رأسه غلام كلم هذا الغلام بالفارسية و أعرب له فيها .

فقلت للغلام ناف تو چيست فسكت الغلام فقال له أبو الحسن (عليه السلام) يسألك عن سرتك .

و منها ما روي عن محمد بن الحسن بن الأشتر العلوي قال : كنت مع أبي على باب المتوكل و أنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي إلى غير ذلك و كان إذا جاء أبو الحسن (عليه السلام) ترجل الناس كلهم حتى يدخل .

[676]

فقال بعضهم لبعض لم نترجل لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا بأكبر منا سنا و لا أعلمنا فقالوا و الله لا ترجلنا له .

فقال لهم أبو هاشم و الله لنترجلن له صغارا و ذلة إذا رأيتموه فما هو إلا أن أقبل و بصروا به فترجل له الناس كلهم .

فقال لهم أبو هاشم أ ليس زعمتم أنكم لا تترجلون له .

فقالوا و الله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا .

و منها ما روي عن علي بن محمد عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال : مرض المتوكل من خراج خرج به فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة و هو قد أشرف به على الموت فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن (عليه السلام) مالا جليلا من مالها .

و قال له الفتح بن خاقان قد عجز الأطباء لو بعثت إلى هذا الرجل يعني .

[677]

أبا الحسن (عليه السلام) فسألته فربما كان عنده صفة شي‏ء يفرج الله به عنك .

قال ابعثوا إليه فمضى الرسول و رجع فقال خذوا كسب الغنم فديفوه بماء الورد و ضعوه على الخراج فإنه نافع بإذن الله .

فهزئ الأطباء به فقال الفتح و هل يضر ذلك قالوا لا و لكن لا ينفع .

فقلت و الله لأرجون الصلاح به فأحضر الكسب و ديف بماء الورد و وضع على الخراج فانفتح و خرج ما كان فيه و بشرت أم المتوكل بعافيته فحملت إلى أبي الحسن (عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها .

و لما كان بعد أيام كثيرة سعى البطحائي بأبي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكل و قال عنده أموال و سلاح فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلا و يأخذ ما يجده عنده من الأموال و السلاح و يحمله إليه .

قال إبراهيم بن محمد قال لي سعيد الحاجب صرت إلى دار أبي الحسن (عليه السلام) ليلا و معي سلم فصعدت منه إلى السطح و نزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة

[678]

و لم أدر كيف أصل إلى الدار .

فناداني أبو الحسن (عليه السلام) يا سعيد توقف حتى تؤتى بالمصباح .

فأتوني بالشمع فنزلت فوجدت عليه جبة صوف و قلنسوة صوف و سجادة على حصير بين يديه و هو مقبل إلى القبلة فقال لي دونك البيوت .

فدخلتها و فتشتها فلم أجد فيها شيئا و وجدت بدرة مختومة بخاتم أم المتوكل و كيسا مختوما معها .

فقال لي أبو الحسن (عليه السلام) دونك المصلى فرفعته فوجدت سيفا في جفن ملبوس فأخذت ذلك أيضا و صرت إلى المتوكل .

فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة فقالت نذرت في علتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه لما عوفيت فأمر أن يضم إلى البدرة بدرة أخرى و قال لي احمل ذلك إلى أبي الحسن (عليه السلام) و اردد عليه السيف و الكيس بما فيه فحملت جميع ذلك إليه و استحييت منه فقلت يا سيدي عز علي بدخولي عليك دارك بغير إذنك و لكني مأمور .

فقال وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .

[679]

و منها ما روي عن محمد بن الفرج الرخجي أنه قال : إن أبا الحسن (عليه السلام) كتب إلي اجمع أمرك و خذ حذرك قال فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد بما كتب إلي حتى ورد علي رسول حملني من مصر مصفدا بالحديد و ضرب على كل ما أملك .

فمكثت في السجن ثماني سنين ثم ورد علي كتاب من أبي الحسن (عليه السلام) و أنا في السجن لا تنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب و قلت في نفسي يكتب إلي أبو الحسن (عليه السلام) بهذا و أنا في السجن إن هذا لعجيب فما مكثت إلا أياما يسيرة حتى أفرج عني و حلت قيودي و خلي سبيلي .

و لما رجع إلى العراق لم يقف ببغداد لما أمره أبو الحسن (عليه السلام) و خرج إلى سرمن‏رأى .

قال فكتبت إليه (عليه السلام) بعد خروجي أسأله أن يسأل الله ليرد علي ضياعي .

[680]

فكتب إلي سوف يرد عليك و ما يضرك ألا يرد عليك و لما رد ضياعه مات سريعا بسرمن‏رأى. .

و منها ما روي عن صالح بن سعيد : أن المتوكل بعث إلى أبي الحسن (عليه السلام) يدعوه إلى الحضور بالعسكر فلما وصل تقدم بأن يحجب عنه في يومه فنزل في خان الصعاليك فدخلت عليه فقلت في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان .

فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده فإذا بروضات و أنهار و جنان ففيها خيرات و ولدان فحار بصري و كثر تعجبي فقال لي (عليه السلام) حيث كنا فهذا لنا .

[681]

و منها ما روي عن أبي يعقوب قال : رأيت أبا الحسن (عليه السلام) مع أحمد بن الخصيب يتسايران و قد قصر عنه أبو الحسن (عليه السلام) فقال له ابن الخصيب سر فقال أبو الحسن (عليه السلام) أنت المقدم .

فما لبثنا إلا أربعة أيام حتى وضع الدهق على ساق ابن الخصيب و قتل و قد ألح قبل هذا ابن الخصيب على أبي الحسن (عليه السلام) في الدار التي قد نزلها و طالبه بالانتقال منها و تسليمها إليه .

فقال له أبو الحسن (عليه السلام) لأقعدن لك من الله مقعدا لا يبقى لك معه باقية فأخذه الله في تلك الأيام و قتل .

[682]

فصل في أعلام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) :

عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت في الحبس مع جماعة فحبس أبو محمد (عليه السلام) و أخوه جعفر فخففنا له و قبلت وجه الحسن و أجلسته على مضربة كانت تحتي و جلس جعفر قريبا منه فقال جعفر وا شيطناه بأعلى صوته يعني جارية له فزجره أبو محمد و قال له اسكت و إنهم رأوا فيه أثر السكر .

و كان المتولي لحبسه صالح بن وصيف و كان معنا في الحبس رجل جمحي يدعي أنه علوي فالتفت أبو محمد (عليه السلام) و قال لو لا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج الله عنكم و أومأ إلى الجمحي فخرج فقال أبو محمد هذا الرجل ليس منكم فاحذروه و إن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه فقال بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة و يعلمه على أنا نريد أن نثقب الحبس و نهرب .

[683]

و منها ما قال أبو هاشم : إن الحسن (عليه السلام) كان يصوم فإذا أفطر أكلنا معه مما كان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة و كنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة و ما شعر بي أحد ثم جئت و جلست معه فقال لغلامه أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر فتبسمت فقال ما يضحكك يا أبا هاشم إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه فقلت صدق الله و رسوله و أنتم عليكم السلام فأكلت فقال أفطر ثلاثا فإن المنة لا ترجع لمن أنهكه الصوم في أقل من ثلاث .

فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنا جاءه الغلام فقال يا سيدي أحمل فطورك فقال احمل و ما أحسبنا نأكل منه فحمل طعام الظهر و أطلق عند العصر عنه و هو صائم فقال كلوا هداكم الله .

و منها ما روي عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن سيار قالا : حضرنا ليلة على غرفة لأبي محمد الحسن بن علي الزكي و قد كان الوالي في ذلك

[684]

الوقت معظما له إذ جاء والي البلد و معه رجل مكتوف فقال يا ابن رسول الله أخذت هذا على باب حانوت صيرفي فلما هممت بضربه قال إني من شيعة علي و شيعتك فكففت فهل هو كذلك .

فقال معاذ الله ما هذا من شيعة علي فنحاه و قال ابطحوه فبطحوه و أقام عليه جلادين و قال أوجعاه فأهويا إليه بعصيهما فكانا لا يصيبانه و إنما يصيبان الأرض .

قال فرده الوالي إلى الإمام أبي محمد (عليه السلام) فقال عجبا لقد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلا للأنبياء .

فقال الحسن بن علي أو للأوصياء ثم قال إنما هي لنا و هو لنا محب .

فقال الوالي ما الفرق بين الشيعة و المحبين فقال شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا و يطيعوننا في جميع أوامرنا و نواهينا و من خالفنا في كثير مما فرضه الله فليس من شيعتنا .

و منها ما قال أبو هاشم : ما دخلت قط على أبي الحسن و أبي محمد (عليهما السلام) إلا و رأيت منهما دلالة و برهانا فدخلت على أبي محمد (عليه السلام) و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست و أنسيت ما جئت له فلما أردت النهوض رمى إلي بخاتم و قال أردت فضة فأعطيناك خاتما و ربحت الفص و الكراء هناك الله

[685]

و منها ما قال أبو هاشم : سأله الفهفكي ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا و يأخذ الرجل القوي سهمين قال لأن المرأة ليس عليها جهاد و لا نفقة و لا عليها معقلة إنما ذلك على الرجال فقلت في نفسي قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب فأقبل (عليه السلام) علي فقال نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء و الجواب منا واحد إذا كان معنى المسألة واحدا جرى لآخرنا ما جرى لأولنا و أولنا و آخرنا في العلم و الأمر سواء و لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و لأمير المؤمنين (عليه السلام) فضلهما .

[686]

و منها ما قال أبو هاشم : إني قلت في نفسي أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمد (عليه السلام) في القرآن أ هو مخلوق أو أنه غير مخلوق و القرآن سوى الله فأقبل علي فقال أ ما بلغك ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) لما نزلت قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خلق الله لها أربعة آلاف جناح فما كانت تمر بملإ من الملائكة إلا خشعوا لها و قالوا هذه نسبة الرب تبارك و تعالى .

و منها ما قال أبو هاشم : سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا لا يخطر على بال العباد حتى يقول أهل الشرك وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فذكرت في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فقال رجل و من أشرك فأنكرت ذلك و تنمرت للرجل فأنا أقوله في نفسي إذ أقبل علي فقال إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ بئسما قال هذا و بئسما روى .

و منها ما قال أبو هاشم : سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد (عليه السلام) عن قوله تعالى لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ فقال (عليه السلام) له الأمر من قبل أن يأمر

[687]

به و له الأمر من بعد أن يأمر به بما يشاء فقلت في نفسي هذا قول الله أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ فأقبل علي و قال هو كما أسررت في نفسك أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ قلت أشهد أنك حجة الله و ابن حججه على عباده .

و منها ما قال أبو هاشم : أنه سأله عن قوله تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ قال كلهم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام و المقتصد العارف بالإمام و السابق بالخيرات بإذن الله الإمام فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و بكيت فنظر إلي و قال الأمر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فاحمد الله أن جعلك مستمسكا بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم إنك على خير .

و منها ما قال أبو هاشم : سأله محمد بن صالح الأرمني عن قوله تعالى يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ

[688]

فقال هل يمحو إلا ما كان و هل يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف قول هشام بن الحكم إنه لا يعلم بالشي‏ء حتى يكون فنظر إلي فقال تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها قلت أشهد أنك حجة الله .

و منها ما قال أبو هاشم : سمعته يقول من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا فقلت في نفسي إن هذا لهو الدقيق و ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شي‏ء فقال صدقت يا أبا هاشم الزم ما حدثتك به نفسك فإن الشرك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا أو قال الذر على الصفا في الليلة الظلماء .

[689]

و منها ما قال أبو هاشم : سمعته (عليه السلام) يقول إن في الجنة لبابا يقال له المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف فحمدت الله في نفسي و فرحت بما أتكلف من حوائج الناس فنظر إلي و قال نعم فدم على ما أنت عليه فإن أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في أخراهم جعلك الله منهم .

و منها ما قال أبو هاشم : دخل الحجاج بن سفيان العبدي على أبي محمد (عليه السلام) فسأله عن المبايعة قال ربما بايعنا الناس فنواضعهم المعاملة إلى الأصل قال لا بأس الدينار بالدينارين بينهما خرزة فقلت في نفسي هذا شبه ما يفعله المربيون فالتفت إلي فقال إنما الربا الحرام ما تقصد به الحرام فإذا جاوزت حدود الربا و زويت عنه فلا بأس الدينار بالدينارين يدا بيد و يكره ألا يكون بينهما شي‏ء يوقع عليه البيع .

[690]

فصل في أعلام الإمام وارث الأنبياء و الأوصياء حجة الله على خلقه صاحب المرأى و المسمع م‏ح‏م‏د بن الحسن المهدي عليه من الصلوات أفضلها و من التحيات أكملها صاحب الزمان (عليه السلام) :

عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال : إذا قام القائم بمكة و أراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناد ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا و يحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام) الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا فلا ينزل منزلا إلا نصبه فانبعثت منه العيون فمن كان جائعا شبع و من كان ظمآن روي فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء و اللبن دائما فمن كان جائعا شبع و من كان عطشانا روي .

[691]

و منها ما روى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) : قلت له إني أريد أن أمس صدرك قال افعل فدنوت منه و مسست صدره و منكبيه فقال ما تريد بهذا قلت إني سمعت أباك يقول إن القائم منا واسع الصدر مشرف المنكبين عريض ما بينهما قال إن أبي لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان يرفع ذيلها و لبستها فكان كذلك و هي على صاحب هذا الأمر مشمرة كما كانت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

و منها ما روي عن أبي القاسم بن أبي حليس قال : كتبت في إنفاذ خمسين دينارا لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابنة عم لي لم تكن من الإيمان على شي‏ء فجعلت اسمها آخر الرقعة و الفصول ألتمس بذلك الدلالة في ترك الدعاء لها فخرج في فصول المؤمنين تقبل الله منهم و أحسن إليهم و أنابك و لم يدع لابنة عمي بشي‏ء .

و منها ما قال ابن أبي حليس أيضا : و أنفذت أيضا دنانير لقوم مؤمنين و أعطاني رجل يقال له محمد بن سعيد دنانير فأنفذتها باسم أبيه متعمدا و لم يكن من دين الله على شي‏ء فخرج الوصول باسم من غيرت اسمه محمد .

و منها ما قال أيضا : و حملت في هذه السنة التي ظهرت لي فيها الدلالة

[692]

ألف دينار بعث بها أبو جعفر و معي أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف و إسحاق بن الجنيد فحمل أبو الحسين الخرج إلى الدور و اكترينا ثلاثة أحمرة فلما بلغنا القاطول لم نجد حميرا فقلت لأبي الحسين احمل الخرج الذي فيه المال و اخرج مع القافلة حتى أتخلف في طلب حمار لإسحاق بن جنيد يركبه فإنه شيخ .

فاكتريت له حمارا و لحقت بأبي الحسين في الحير بسرمن‏رأى و أنا أسايره و أقول أحمد الله على ما أنت عليه .

فقال وددت أن هذا العمل دام لي فوافيت سرمن‏رأى و أوصلت ما معنا فأخذه الوكيل بحضرتي و وضعه في منديل و بعث به مع غلام أسود .

فلما كان العصر جاءني برزمة خفيفة و لما أصبحنا خلا بي أبو القاسم و تقدم أبو الحسين و إسحاق فقال لي أبو القاسم الغلام الذي حمل الرزمة جاءني بهذه الدراهم فقال ادفعها إلى الرسول الذي حمل الرزيمة فأخذتها منه .

فلما خرجت من باب الدار قال لي أبو الحسين من قبل أن أنطق أو يعلم أن معي شيئا لما كنت معك تمنيت أن تجيئني منه دراهم أتبرك بها و كذلك عام أول حيث كنت معك بالعسكر فقلت له خذها قد أتاك بها

[693]

و منها ما روى مفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : أ تدري ما كان قميص يوسف قلت له لا قال إن إبراهيم (عليه السلام) لما أوقدت له النار أتاه جبرئيل (عليه السلام) بثوب من الجنة فألبسه إياه فلم يضره معه حر و لا برد فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمة و علقها على إسحاق (عليه السلام) و علقه إسحاق على يعقوب (عليه السلام) فلما ولد يوسف علقه عليه فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان فلما أخرجه من التميمة يوسف بمصر وجد يعقوب ريحه و هو قوله تعالى حاكيا عنه إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ فهو ذلك القميص الذي أنزل من الجنة قلت جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص قال إلى أهله و هو مع قائمنا إذا خرج يجد المؤمنون ريحه شرقا و غربا ثم قال كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .

و منها ما روي عن إبراهيم الكرخي حدثنا نسيم خادم أبي محمد (عليه السلام) :

[694]

قال لي صاحب الزمان (عليه السلام) و قد دخلت عليه بعد عشرة أيام من مولده فعطست عنده فقال يرحمك الله ففزعت فقال لي أ لا أبشرك في العطاس فقلت بلى قال هو أمان من الموت ثلاثة أيام .

و منها ما روي عن أبي أحمد بن راشد عن بعض إخوانه من أهل المدائن قال : كنت مع رفيق لي حاجا قبل الأيام فإذا شاب قاعد و عليه إزار و رداء فقومناهما مائة و خمسين دينارا و في رجله نعل صفراء ما عليها غبار و لا أثر السفر فدنا منه سائل فتناول من الأرض شيئا فأعطاه فأكثر له السائل الدعاء و قام الشاب و ذهب و غاب .

فدنونا من السائل فقلنا ما أعطاك فأرانا حصاة من ذهب قدرناها عشرين دينارا فقلت لصاحبي مولانا معنا و لا نعرفه اذهب بنا في طلبه .

فطلبنا الموقف كله فلم نقدر عليه ثم رجعنا فسألنا عنه من كان حوله .

[695]

فقالوا شاب علوي من المدينة يحج في كل سنة ماشيا .

و منها ما روى نصر بن صباح البلخي عن محمد بن يوسف الشاشي قال : خرج باسور على مقعدي فأريته الأطباء و أنفقت عليه مالا فقالوا لا نعرف له دواء فكتبت رقعة على يدي امرأة تختلف إلى الدار أسأله الدعاء .

فوقع ألبسك الله العافية و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة .

فما أتت علي جمعة حتى عوفيت و صارت مثل راحتي .

و منها ما قال محمد بن يوسف الشاشي : إنني لما انصرفت من العراق كان عندنا رجل بمرو يقال له محمد بن الحصين الكاتب و قد جمع مالا للغريم

[696]

فسألني عن أمر الغريم فأخبرته بما رأيته من الدلائل فقال عندي مال للغريم فأيش تأمرني فقلت وجهه إلى حاجز فقال لي فوق حاجز أحد فقلت نعم الشيخ فقال إذا سألني الله عن ذلك أقول إنك أمرتني قلت نعم .

قال فخرجت من عنده فلقيته بعد سنين فقال هو ذا أخرج إلى العراق و معي مال الغريم و أعلمك أني وجهت بمائتي دينار على يد العامر بن يعلى الفارسي و أحمد بن علي الكلثومي و كتبت إلى الغريم بذلك و سألته الدعاء فخرج الجواب بما وجهت و ذكر أنه كان له قبلي ألف دينار و أني وجهت إليه بمائتي دينار لأني شككت و أن الباقي له عندي فكان كما وصف و قال إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري فقلت أ فكان كما كتب إليك .

قال نعم وجهت بمائتي دينار لأني شككت فأزال الله عني ذلك فورد موت حاجز بعد يومين أو ثلاثة فصرت إليه فأخبرته بموت حاجز فاغتم .

فقلت لا تغتم فإن ذلك دلالة لك في توقيعه إليك و إعلامه أن المال ألف دينار و الثانية أمره بمعاملة الأسدي لعلمه بموت حاجز .

و منها ما قال محمد بن الحسين إن التميمي حدثني عن رجل من أهل أسدآباد قال : صرت إلى العسكر و معي ثلاثون دينارا في خرقة منها دينار شامي

[697]

فوافيت الباب و إني لقاعد إذ خرج إلي جارية أو غلام الشك مني قال هات ما معك قلت ما معي شي‏ء .

فدخل ثم خرج فقال معك ثلاثون دينارا في خرقة لونها أخضر منها دينار شامي و معه خاتم كنت تمنيته فأوصلته ما كان معي و أخذت الخاتم .

و منها ما قاله : إن مسرورا الطباخ قال كتبت إلى الحسن بن راشد لضيقة أصابتني فلم أجده في البيت فانصرفت فدخلت مدينة أبي جعفر فلما صرت في الرحبة حاذاني رجل لم أر وجهه و قبض على يدي و دس فيها صرة بيضاء فنظرت فإذا عليها كتابة فيها اثنا عشر دينارا و على الصرة مكتوب مسرور الطباخ .

و منها ما روي عن جعفر بن حمدان عن حسن بن حسين الأسترآبادي قال : كنت في الطواف فشككت فيما بيني و بين نفسي في الطواف فإذا شاب قد استقبلني حسن الوجه قال طف أسبوعا آخر .

و منها ما قال و حدثنا محمد بن شاذان بالتنعيم قال : اجتمعت عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهما فأتممتها من عندي و بعثت بها إلى محمد بن

[698]

أحمد القمي و لم أكتب كم لي فيها فأنفذ إلي كتابه وصلت خمسمائة درهم لك فيها عشرون درهما .

و منها ما روي عن أبي سليمان عن المحمودي قال : ولينا الدينور مع جعفر بن عبد الغفار فجاءني الشيخ قبل خروجنا فقال إذا وردت الري فافعل كذا و كذا فلما وافينا الدينور وردت عليه ولاية الري بعد شهر فخرجت إلى الري فعلمت ما قال لي .

back page fehrest page next page