back page fehrest page next page

[747]

كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ و إني أقسم بالله قسما حقا ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر من عسكري هذا يدعون أنهم أصحابي لحقوا بنا آنفا إمامهم ضب اصطادوا في طريقهم و بايعوه و لو شئت أن أسميهم لفعلت .

قال فرأينا عمرو بن حريث ينتفض مثل السعفة جبنا و نفاقا .

و منها ما روي عن جابر بن عبد الله عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : بينا علي (عليه السلام) في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي إليه على زوجها فقضى لزوجها عليها فقالت و الله ما حكمت بالعدل فقال كذبت يا جرية يا بذية يا سلفع و هي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء و لا تحيض من حيث تحيض النساء فولت المرأة تولول و تقول يا ويلها و أعولها لقد هتكت مني ما كان مستورا فقال لها عمرو بن حريث استقبلتي عليا بكلام سررتيني فيه ثم إنه أصابك بكلمة فوليت هاربة عنه

[748]

فقالت أخبرني بما لم يعلمه زوجي و لا أبواي و كنت أكتمهم إياه فرجع عمرو إلى علي (عليه السلام) فأخبره بما قالت ثم قال ما علمناك و لا عرفناك بالكهانة فقال علي (عليه السلام) ويلك يا عمرو إنه ليس بكهانة و لكن الله كتب بين أعينهم مؤمن أو كافر و ما هم به مبتلون و ما هم عليه من شر أعمالهم و حسناتهم أنزل بذلك قرآنا عربيا على نبيه فقال إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المتوسم و أنا من بعده و الأئمة من ذريتي المتوسمون من بعدي و إن هذه المرأة كما حكمت عليها بالحق .

و منها ما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : جاءت امرأة متنقبة إلى

[749]

علي (عليه السلام) و هو يخطب و قد كان قتل أخاها و أباها بالنهروان فقالت يا قاتل الأحبة و مؤتم الصبية فقال لها يا سلفع يا جرية يا مذكرة يا سلقلق و هي التي تحيض من دبرها يا صاحبة الشي‏ء المدلى فمضت صارخة و تبعها عمرو بن حريث و كان مروانيا و قالت لقد اطلع على ما لم يعرفه أحد من خلق الله إلا أمي فنظرت نساؤه إليها فإذا شي‏ء مدلى على ركبها فرأوا عظيما و في رواية أن امرأة جاءته فقالت أعطيت العطاء جميع الأحياء و تركت هذا الحي من مراد فقال اسكتي يا سلقع يا سلقلقية يا مهيع يا قردع و ترفق بها عمرو حتى أقرت له و قالت أما قوله يا سلقع فإني صاحبة نساء و أما قوله يا قردع فإني أخرب بيت زوجي فما أبقي له شيئا و أما قوله يا مهيع فإني عقيم و أما قوله يا سلقليقة فإني لا تحرم علي الصلاة من حيث تحرم على النساء قال ما علمه بهذا أ تراه ساحرا قالت ما أدري إلا أنه قال ما أعرفه من نفسي .

[750]

و منها ما روي عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : لما قدموا ببنت يزدجرد بنت شهريار آخر ملوك الفرس و خاتمهم على عمر و أدخلت المدينة استشرفت لها عذارى المدينة و أشرق المجلس بضوء وجهها و رأت عمر فقالت أ فيروزان فغضب عمر فقال شتمتني هذه العلجة و هم بها فقال له علي (عليه السلام) ليس لك إنكار ما لا تعلمه فأمر أن ينادى عليها فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يجوز بيع بنات الملوك و إن كانوا كافرين و لكن أعرض عليها أن تختار رجلا من المسلمين حتى تزوج منه و يحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن فقال عمر أفعل و عرض عليها أن تختار فجاءت فوضعت يدها على منكب الحسين (عليه السلام) فقال (عليه السلام) لها چه نامى دارى اى كنيزك أي أيش اسمك يا صبية قالت جهانشاه بارخذاه فقال (عليه السلام) شهربانويه قالت خواهرم شهربانويه أي تلك أختي قال (عليه السلام) راست گفتى أي صدقت

[751]

ثم التفت إلى الحسين (عليه السلام) فقال له احتفظ بها و أحسن إليها فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك و هي أم الأوصياء الذرية الطيبة فولدت علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) و يروى أنها ماتت في نفاسها به و إنما اختارت الحسين (عليه السلام) لأنها رأت فاطمة بنت محمد (عليه السلام) في النوم و أسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين و لها قصة عجيبة و هي أنها قالت رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا كأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل دارنا و قعد و معه الحسين (عليه السلام) و خطبني له و زوجني أبي منه فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي و ما كان لي خاطب غير هذا فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد أتتني و عرضت علي الإسلام و أسلمت ثم قالت إن الغلبة تكون للمسلمين و إنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين (عليه السلام) سالمة لا يصيبك بسوء أحد قالت و كان من الحال أن أخرجت إلى المدينة .

[752]

و منها ما روي عن إسماعيل بن مهران قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أودعه و كنت حاجا في تلك السنة فخرجت ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عنه فرجعت إليه و مجلسه غاص بالناس و كان ما أسأله عنه بيض طيور الماء فقال لي من غير سؤالي الأصلح أن لا تأكل .

و منها ما قال البزنطي حدثني رجل من أهل جسر بابل قال : كان في القرية رجل جزير يؤذيني و يقول لي يا رافضي و يسمعني و يشنع علي و كان يلقب بقرد القرية بالنبطية .

قال حججت في بعض السنين فلقيت أبا عبد الله (عليه السلام) و سلمت عليه و سألني عن حالي ثم قال لي بالنبطية ابتداء منه قرية ما نامت قلت متى قال الساعة فخرجت و أثبت اليوم و الساعة فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن مات من قريتنا فكان ما قال لي قرية ما نامت و هو قرد القرية فقلت متى فقال يوم كذا و ساعة كذا الذي أخبرني به مولاي أبو عبد الله (عليه السلام)

[753]

و منها ما روى أحمد بن قابوس عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : دخل عليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء قبل أن يسأل من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره فقالوا له بالفارسية لا نفهم بالعربية فقال لهم هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ باشد و قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب على كل مدينة سور من حديد فيها ألف ألف باب من ذهب كل باب بمصراعين و في كل مدينة سبعون ألف لسان مختلفات اللغات و أنا أعرف جميع تلك اللغات و ما فيهما و ما بينهما حجة غيري و غير آبائي و غير أبنائي بعدي .

و منها ما روي عن عمران بن علي الحلبي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لما أتي بعلي بن الحسين (عليه السلام) و من معه إلى يزيد بن معاوية عليهما لعائن الله جعلوهم في بيت خراب واهي الحيطان فقال بعضهم إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فقال الموكلون بهم من الحرس بالقبطية انظروا إلى هؤلاء يخافون أن

[754]

يقع عليهم هذا البيت و هو أصلح لهم من أن يخرجوا غدا فتضرب أعناقهم واحدا بعد واحد صبرا فقال علي بن الحسين بالقبطية لا يكونان جميعا بإذن الله فقال و كان كذلك .

منها ما روي عن داود بن فرقد قال : ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) قتل الحسين و أمر علي ابنه (عليه السلام) في حمله إلى الشام فقال إنه لما رد إلى السجن قال بعض أصحابه لبعض ما أحسن بنيان هذا الجدار و عليه كتابة بالرومية فقرأها علي بن الحسين (عليه السلام) فتراطن الروم بينهم و قالوا ما في هؤلاء من هو أولى بدم المقتول ابن نبيهم من هذا يعنون علي بن الحسين (عليه السلام) .

و منها ما روى جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) قال : خرج علي (عليه السلام) بأصحابه إلى ظهر الكوفة فقال أ رأيتم إن قلت لكم لا تذهب الأيام حتى يحفر هاهنا نهر يجري فيه الماء و السفن ما قلتم أ كنتم مصدقي فيما قلت قالوا يا أمير المؤمنين و يكون هذا قال إي و الله لكأني أنظر إلى نهر في هذا الموضع و قد جرى فيه الماء

[755]

و جرت فيه السفن تكون عذابا على أهل هذه القرية أولا و رحمة عليهم آخرا قال فلم تذهب الأيام حتى حفر نهر الكوفة فكان عذابا على أهل الكوفة أولا و رحمة عليهم آخرا فكان فيه الماء و انتفع به و كان كما قال (عليه السلام) .

و منها ما روي عن جندب بن زهير الأزدي قال : لما فارقت الخوارج عليا (عليه السلام) خرج إليهم و خرجنا معه فانتهيت إلى عسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل في قراءة القرآن و فيهم أصحاب البرانس و ذوو الثفنات فلما رأيت ذلك دخلني شك فتنحيت و نزلت عن فرسي و ركزت رمحي و وضعت ترسي و نثرت عليه درعي و قمت أصلي و أنا أقول في دعائي اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم رضا لك فأرني من ذلك ما أعرف به أنه الحق و إن كان لك سخطا فاصرف عني إذ أقبل علي (عليه السلام) فنزل عن بغلة رسول الله و قام يصلي إذ جاء رجل و قال قطعوا النهر ثم جاء آخر تشتد به دابته و قال قطعوه و ذهبوا فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما قعطوه و لا يقطعونه و ليقتلن دونه عهد من الله و رسوله و قال يا جندب ترى التل قلت نعم قال فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حدثني أنهم يقتلون عنده ثم قال أما إنا نبعث إليهم رسولا يدعوهم إلى كتاب الله و سنة نبيه فيرشقون وجهه بالنبل و هو مقتول قال فانتهينا إليهم فإذا هم في معسكرهم لم يبرحوا و لم يرتحلوا فنادى في الناس فضمهم ثم أتى الصف و هو يقول :

[756]

من يأخذ هذا المصحف فيمشي إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله و سنة نبيه و هو مقتول و له الجنة فما أجابه أحد إلا شاب من بني عامر بن صعصعة فلما رأى حداثة سنه قال ارجع إلى موقفك ثم عاد القول فما أجابه أحد إلا ذلك الشاب فقال خذه أما إنك مقتول فمشى به حتى إذا دنا من القوم حيث يسمعهم ناداهم فرموا وجهه بالنبل فأقبل علينا و وجهه كالقنفذ فقال علي (عليه السلام) دونكم القوم فحملنا عليهم قال جندب ذهب الشك عني و قتلت بكفي ثمانية و لما قتل الحرورية قال (عليه السلام) التمسوا في قتلاهم رجلا مخدجا إحدى ثدييه عضده مثل ثدي المرأة فطلبوه فلم يجدوه فقام فأمر بهم فقلب بعضهم على بعض فإذا حبشي إحدى عضديه مثل ثدي المرأة عليه شعرات مثل سبلات السنور و كبر و كبر الناس معه

[757]

و قال هذا شيطان لو لا أن تتكلموا لحدثتكم بما أعد الله على لسان نبيكم لمن قتل هؤلاء .

و منها : أن عليا (عليه السلام) لما امتنع من البيعة على أبي بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا إذا ما سلم من صلاة الفجر بالناس فأتى خالد و جلس إلى جنب علي (عليه السلام) و معه السيف .

فكان أبو بكر يتفكر في صلاته في عاقبة ذلك فخطر بباله أن عليا إن قتله خالد ثارت الفتنة و إن بني هاشم يقتلونني .

فلما فرغ من التشهد التفت إلى خالد قبل أن يسلم و قال لا تفعل ما أمرتك به .

ثم قال السلام عليكم فقال علي (عليه السلام) لخالد أ كنت تريد أن تفعل ذلك قال نعم .

فمد يده إلى عنقه و خنقه بإصبعين كادت عيناه تسقطان من رأسه و ناشده بالله أن يتركه و شفع إليه الناس في تخليته فخلاه .

[758]

فكان خالد يرصد الفرصة و الفجأة لعله يقتل عليا غرة .

و قد بعث أبو بكر ذات يوم عسكرا مع خالد إلى موضع .

فلما خرجوا من المدينة و كان على خالد السلاح التام و حواليه شجعان قد أمروا أن يفعلوا كلما يأمرهم خالد و أنه رأى عليا يجي‏ء من ضيعة له منفردا بلا سلاح فقال خالد في نفسه الآن وقت ذلك .

فلما دنا من علي (عليه السلام) و كان في يد خالد عمود حديد رفعه ليضربه على رأس علي فوثب (عليه السلام) إليه فانتزعه من يده و جعله في عنقه كالقلادة و فتله .

فرجع خالد إلى أبي بكر و احتال القوم في كسره فلم يتهيأ لهم شي‏ء فاستحضروا جماعة من الحدادين فقالوا هذا لا يمكن انتزاعه إلا بالنار و إن ذلك يؤدي إلى هلاكه .

و لما علم القوم بكيفية الحال قال بعضهم إن عليا هو الذي يخلصه من ذلك كما جعله في رقبته و قد ألان الله له الحديد كما ألانه لداود .

فشفع أبو بكر إلى علي فأخذ العمود و فك بعضه من بعض بإصبعين .

و منها : أن قصابا باع لحما من جارية إنسان و كان حاف عليها فبكت

[759]

و خرجت و رأت عليا فشكته إليه فمشى معها إليه و دعاه إلى الإنصاف في حقها و كان يعظه و يقول له ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي فلا تظلم الجارية .

و لم يكن القصاب يعرف عليا فرفع يده فقال اخرج أيها الرجل .

فخرج (عليه السلام) و لم يتكلم بشي‏ء فقيل له هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقطع يده و أخذها و خرج بها إلى أمير المؤمنين معتذرا فدعا (عليه السلام) له فصلحت يده .

و منها ما قال ابن فرقد : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) و جاءه غلام أعجمي برسالة فلم يزل يهذي و لا يعبر حتى ظننت أنه يضجره .

فقال له تكلم بأي لسان شئت تحسنه سوى العربية فإنك لا تحسنها فإني أفهم .

فكلمه بالتركية فرد عليه الجواب بمثل لغته و مضى الغلام متعجبا .

و منها ما روى إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال : اختلف أبي و عمومتي في الأربعة الأيام التي تصام في السنة فركبوا إلى أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) و هو مقيم بصريا قبل مسيره إلى سرمن‏رأى .

فقال لهم جئتم تسألونني عن الأيام التي تصام في السنة .

[760]

فقالوا ما جئناك إلا لهذا فقال اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول و هو اليوم الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و اليوم السابع و العشرون من رجب و هو اليوم الذي بعث فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و اليوم الخامس و العشرين من ذي القعدة و هو اليوم الذي دحيت فيه الأرض من تحت الكعبة و اليوم الثامن عشر من ذي الحجة و هو يوم الغدير .

و منها ما روي عن داود بن القاسم قال : دخلت على أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) فقال لي كلم هذا الخادم بالفارسية فإنه زعم أنه يحسنها فقلت للخادم زانوى تو چيست فلم يجبني الخادم .

فقال (عليه السلام) له إنه يسألك و يقول ركبتك ما هي .

و منها ما روي عن أبي سيار مسمع بن عبد الملك كردين عن أبي عبد الله (عليه السلام)

[761]

قال :
سمعته يذكر رجلا أو رجلين بخير من أهل الكوفة فأخبرتهما بما قال و كانا يتواليانه فقال أحدهما سمعت و صدقت و أطعت و أحمد الله .

و قال الآخر و أهوى بيده إلى جيبه فشقه و قال و الله لا رضيت حتى أسمعه منه و خرج متوجها نحوه و تبعته فلما صرنا بالباب استأذنا فأذن لنا فدخلنا فلما رآه قال يا فلان أ يريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة .

إن الذي أخبرك مسمع به لحق فقال جعلت فداك إني أحببت أن يزول الشك مني و لا أتصوره بصورة من يقول ما لم يسمعه .

قال فالتفت إلى رجل عنده من سواد الكوفة صاحب قبالات فقال لي درفة ثم قال (عليه السلام) إن درفة بالنبطية خذها أجل فخذها فخرجنا من عنده .

و منها ما روي عن علي بن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) مع أبي بصير فبينا نحن قعود إذ تكلم أبو عبد الله (عليه السلام) بحرف فقلت في نفسي

[762]

هذا و الله مما أحمله إلى الشيعة هذا حديث لم أسمع و الله بمثله قط .

قال فنظر في وجهي ثم قال لي إني أتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أحدث كذا و إن شئت أحدث كذا .

و منها ما روي عن أبي أراكة قال : كنا مع علي (عليه السلام) بمسكن فتحدثنا أن عليا (عليه السلام) ورث من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السيف و قال بعضنا البغلة و الصحيفة في حمائل السيف إذ خرج علينا و نحن في حديثنا فقال ابتداء و ايم الله لو نشطت لحديثكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفا بما ورثت و حويت من رسول الله و ايم الله إن عندي صحفا كثيرة و إن فيها لصحيفة يقال لها القبيط ما على العرب أشد منها و إن فيها لتميز القبائل المبهرجة من العرب ما لهم في دين الله من نصيب .

و منها ما روي عن منصور الصيقل قال : حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلمت عليه ثم التفت فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) ساجدا فجلست حتى مللت ثم قلت لأسبحن ما دام ساجدا فقلت

[763]

سبحان ربي و بحمده أستغفر ربي و أتوب إليه ثلاثمائة مرة و نيفا و ستين مرة فرفع رأسه ثم نهض فاتبعته و أنا أقول في نفسي إن أذن لي فدخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا فكيف ينبغي لنا أن نصنع فلما وقفت على الباب خرج إلي مصادف فقال لي ادخل يا منصور فدخلت فقال لي مبتدئا يا منصور إنكم إن أكثرتم أو أقللتم فو الله لا يقبل إلا منكم .

و منها ما روي عن الرضا عن أبيه (عليهما السلام) قال : جاء رجل إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قد وشى بك إلى المنصور و ذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك على الناس لتخرج عليهم فتبسم و قال يا أبا عبد الله لا ترع فإن الله إذا أراد إظهار فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسدا باغيا يحركها حتى يبينها اقعد معي حتى يأتي الطلب فتمضي معي إلى هناك حتى تشاهد ما يجري من قدرة الله التي لا معدل لها عن مؤمن فجاء الرسول و قال أجب أمير المؤمنين فخرج الصادق (عليه السلام) و دخل و قد امتلأ المنصور غيظا و غضبا فقال له أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين تريد أن تفرق جماعتهم و تسعى في هلكتهم و تفسد ذات بينهم

[764]

فقال الصادق (عليه السلام) ما فعلت شيئا من هذا قال المنصور فهذا فلان يذكر أنك فعلت كذا و أنه أحد من دعوته إليك فقال إنه لكاذب قال المنصور إني أحلفه فإن حلف كفيت نفسي مئونتك فقال الصادق (عليه السلام) إنه إذا حلف كاذبا باء بإثم فقال المنصور لحاجبه حلف هذا الرجل على ما حكاه عن هذا يعني الصادق (عليه السلام) فقال له الحاجب قل و الله الذي لا إله إلا هو و جعل يغلظ عليه اليمين فقال الصادق (عليه السلام) لا تحلفه هكذا فإني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال إن من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله في يمينه و يصفه بصفاته الحسنى فيأتي تعظيمه لله على إثم كذبه و يمينه فيؤخر عنه البلاء و لكن دعني أحلفه باليمين التي حدثني بها أبي عن جدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه فقال المنصور فحلفه إذا يا جعفر فقال الصادق (عليه السلام) للرجل قل إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله و قوته و لجأت إلى حولي و قوتي فقالها الرجل فقال الصادق (عليه السلام) اللهم إن كان كاذبا فأمته فما استتم كلامه حتى سقط الرجل ميتا و احتمل و مضي به و سري عن المنصور و سأله عن حوائجه فقال (عليه السلام) ليس لي حاجة إلا إلى الله و الإسراع إلى أهلي فإن قلوبهم

[765]

بي متعلقة فقال المنصور ذلك إليك فافعل منه ما بدا لك فخرج من عنده مكرما قد تحير فيه المنصور و من يليه فقال قوم ما ذا رجل فاجأه الموت ما أكثر ما يكون هذا و جعل الناس يصيرون إلى ذلك الميت ينظرون إليه فلما استوى على سريره جعل الناس يخوضون في أمره فمن ذام له و حامد إذ قعد على سريره و كشف عن وجهه و قال يا أيها الناس إني لقيت ربي بعدكم فلقاني السخط و اللعنة و اشتد غضب زبانيته علي للذي كان مني إلى جعفر بن محمد الصادق فاتقوا الله و لا تهلكوا فيه كما هلكت ثم أعاد كفنه على وجهه و عاد في موته فرأوه لا حراك به و هو ميت فدفنوه و بقوا حائرين في ذلك .

و منها ما روي : أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء منهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس و أبو جعفر المنصور و عبد الله بن الحسن و ابناه محمد و إبراهيم و أرادوا أن يعقدوا لرجل منهم فقال عبد الله هذا ابني و هو المهدي و أرسلوا إلى جعفر (عليه السلام) فجاء فقال

[766]

لما ذا اجتمعتم قالوا نبايع محمد بن عبد الله فهو المهدي قال جعفر (عليه السلام) لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد و هو ليس بالمهدي فقال عبد الله يحملك على هذا الحسد لابني فقال و الله لا يحملني ذلك و لكن هذا و إخوته و أبناءهم دونكم و ضرب بيده على ظهر أبي العباس ثم قال لعبد الله ما هي إليك و لا إلى ابنيك و لكنها لبني العباس و إن ابنيك لمقتولان ثم نهض و قال إن صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفر يقتله فقال عبد العزيز بن علي و الله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتله و انفض القوم فقال أبو جعفر لجعفر (عليه السلام) تتم الخلافة لي فقال نعم أقوله حقا .

و منها ما روي عن محمد بن زيد الرزامي قال : كنت في خدمة الرضا (عليه السلام) لما جعله المأمون ولي عهده فأتاه رجل من الخوارج و في كمه مدية مسمومة و قد قال لأصحابه و الله

[767]

لآتين هذا الذي زعم أنه ابن رسول الله و قد دخل لهذا الطاغية فيما دخل فأسأله عن حجته فإن كانت له حجة و إلا أرحت الناس منه فأتاه و استأذن عليه فأذن له فقال له أبو الحسن (عليه السلام) أجيبك عن مسألتك على شريطة تفي لي بها فقال له و ما هذه الشريطة فقال إن أجبتك بجواب يقنعك و ترضاه تكسر التي في كمك و ترمي بها فبقي الخارجي متحيرا و أخرج المدية و كسرها ثم قال له أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له و هم عندك كفار و أنت ابن رسول الله ما حملك على هذا فقال له أبو الحسن (عليه السلام) أ رأيت هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر و أهل مملكته أ ليس هؤلاء على حال يزعمون أنهم موحدون و أولئك لم يوحدوا الله و لم يعرفوه و يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي ابن نبي يسأل العزيز و هو كافر فقال اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و كان يجلس مجالس الفراعنة .

و إنما أنا رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجبرني على هذا الأمر و أكرهني عليه ما الذي أنكرت و نقمت علي فقال لا عتب عليك إني أشهد أنك ابن نبي الله و أنك صادق .

و منها ما روي عن الوشاء قال : كنت كتبت مسائل قبل أن أقطع

[768]

على الرضا (عليه السلام) و أحببت أن أختبره .

فحملت الكتاب في كمي و صرت إلى منزله و أنا متفكر في طلب الإذن عليه إذا أنا بغلام خرج من الدار ينادي أيكم الحسن بن علي الوشاء فقلت أنا فقال هذا الكتاب أمرني الرضا (عليه السلام) بدفعه إليك .

فأخذته فإذا و الله جواب مسألة مسألة فتركت الوقف و قطعت عليه .

و منها ما روي عن الريان بن الصلت قال : دخلت على الرضا (عليه السلام) بخراسان و قلت في نفسي أسأله عن هذه الدراهم المضروبة باسمه فلما دخلت عليه قال لغلامه إن أبا محمد يشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلم بثلاثين درهما منها فجاء بها الغلام فأخذتها .

[769]

ثم قلت في نفسي ليته كساني من بعض ما عليه فالتفت إلى غلامه فقال و قل لهم لا يغسلون ثيابي و تأتي بها كما هي فأتيت بقميص و سروال و نعل .

و منها : لما أنشد دعبل الخزاعي قصيدته في الرضا (عليه السلام) بعث إليه بدراهم رضوية و ردها فقال خذها فإنك تحتاج إليها .

back page fehrest page next page