back page fehrest page next page

قال فلما رجعت إلى بيتي سرق جميع ما كان لي .

[770]

فكان الناس يأخذون مني درهما عليه اسم الرضا و يعطوني دنانير فغنيت بها .

و منها ما روي عن ظريف بن ناصح قال : لما كانت الليلة التي خرج فيها محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن دعا أبو عبد الله (عليه السلام) بسفط و أخذ منه صرة و قال هذه مائتا دينار عزلها علي بن الحسين من ثمن شي‏ء باعه لهذا الحدث الذي حدث الليلة في المدينة فأخذها و مضى من وقته إلى طيبة .

و قال هذه حادثة ينجو منها من كان منها على مسيرة ثلاث ليال و كانت تلك الدنانير نفقته بطيبة إلى أن قتل محمد بن عبد الله .

و منها ما روي عن عبد الرحمن بن كثير : أن رجلا منا دخل يسأل عن الإمام بالمدينة فاستقبله رجل من ولد الحسن فدله على محمد بن عبد الله فصار إليه و ساءله هنيهة فلم يجد عنده طائلا .

فاستقبله فتى من ولد الحسين فقال له يا هذا إني أراك تسأل عن الإمام قال نعم قال فأصبته قال لا .

[771]

قال فإن أحببت أن تلقى جعفر بن محمد (عليه السلام) فافعل فاستدله فأرشده إليه فلما دخل عليه قال له هذا إنك دخلت مدينتنا هذه تسأل عن الإمام فاستقبلك فتى من ولد الحسن فأرشدك إلى محمد بن عبد الله فسألته و خرجت فإن شئت أخبرتك بما سألته عنه و ما رده عليك و ذكر ثم استقبلك فتى من ولد الحسين و قال لك إن أحببت أن تلقى جعفر بن محمد فافعل قال صدقت قد كان كل ما ذكرت و وصفت .

و منها ما روي عن أبي بصير قال : سمعت الصادق (عليه السلام) يقول إن أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه فبكى بعض أصحابه عند رأسه فنظر إليه و قال إني لست بميت من وجعي هذا قال فبرأ و مكث ما شاء الله من السنين فبينا هو صحيح ليس به بأس فقال يا بني إني ميت يوم كذا فمات في ذلك اليوم .

و منها ما روي : أن عليا دخل الحمام فسمع صوت الحسن و الحسين فخرج إليهما فقال ما لكما .

قالا اتبعك هذا الفاجر ابن ملجم فظننا أنه يغتالك .

فقال لهما دعاه لا بأس .

و أن الحسين لما توجه إلى الكوفة دعا بقرطاس فكتب فيه : من الحسين بن علي إلى بني هاشم , أما بعد ; فإنه من لحق بي استشهد و من

[772]

تأخر عني لم يبلغ الفتح و السلام

[773]

و منها ما روي عن ابن مسافر عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أنه قال : في العشية التي توفي في ليلتها إني ميت الليلة ثم قال نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه .

و منها ما روي عن الباقر (عليه السلام) : أن أباه علي بن الحسين (عليه السلام) أتي في الليلة التي توفي فيها بشراب فقيل له اشرب فقال هذه الليلة التي وعدت أن أقبض فيها فقبض فيها .

و منها ما روي عن علي بن ميسرة قال : لما استقدم عبد الله بن محمد الدوانيقي أبا عبد الله (عليه السلام) أقام مولى له بسيف مسلول قد أسبل عليه كمه و قال إذا دخل جعفر و صرت خلفه و أشرت إليك فاضرب عنقه .

فلما دخل و نظر إلى الدوانيقي أسر شيئا فيما بينه و بين نفسه لم ندر ما هو إلا قوله يا من يكفي خلقه كله و لا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن محمد .

[774]

فصار أبو جعفر الدوانيقي لا يبصر مولاه فيومئ إليه و صار مولاه لا يبصره و لا يرى أبا عبد الله فقال له لقد عنيتك يا جعفر في هذا الحر فانصرف .

فانصرف أبو عبد الله (عليه السلام) فقال الدوانيقي لمولاه ويلك ما منعك من أن تمتثل أمري قال لا و الله ما أبصرته و لا أبصرتك حتى خرج و لقد دهمني حجاب حال بيني و بينه و بينك .

فقال الدوانيقي لئن تحدثت بهذا لأقتلنك بدلا منه .

و منها ما روي عن معاوية بن وهب قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة و هو راكب على حمار له فنزل و قد كنا صرنا إلى السوق فسجد سجدة طويلة و أنا أنتظره ثم رفع رأسه فسألته عن ذلك فقال

[775]

إني ذكرت نعمة الله علي فقلت ففي السوق و الناس يجيئون و يذهبون فقال إنه لم يرني أحد منهم غيرك .

و منها ما روي عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض الليالي فقرأ تبت يدا أبي لهب فقيل لأم جميل أخت أبي سفيان امرأة أبي لهب إن محمدا لم يزل البارحة يهتف بك و بزوجك في صلاته و يقنت عليكما فخرجت تطلبه و هي تقول لئن رأيته لأسمعنه و جعلت تنشد من أحس لي محمدا حتى انتهت إلى رسول الله و أبو بكر جالس معه فقال أبو بكر يا رسول الله لو تنحيت فإن أم جميل قد أقبلت و أنا خائف أن تسمعك سبابا فقال إنها لن ترني فجاءت حتى قامت عليه فقالت يا أبا بكر رأيت محمدا قال لا فمضت راجعة إلى بيتها

[776]

فقال أبو جعفر ضرب الله بينهما حجابا أصفر و كانت تقول له (صلى الله عليه وآله وسلم) مذمم و كذا قريش كلهم فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله أنساهم ذكر اسمي و هم يسبون مذمما و أنا محمد .

و منها ما روي عن محمد بن مسلم قال : دخلت مع أبي جعفر (عليه السلام) مسجد الرسول فإذا طاوس اليماني يقول من كان نصف الناس فسمعه أبو جعفر (عليه السلام) فقال إنما هو ربع الناس آدم و حواء و هابيل و قابيل قال صدقت يا ابن رسول الله قال محمد بن مسلم فقلت في نفسي هذه و الله مسألة فغدوت إلى منزل أبي جعفر (عليه السلام) و قد لبس ثيابه و أسرج له فلما رآني ناداني قبل أن أسأله فقال بالهند و وراء الهند بمسافة بعيدة رجل عليه مسوح يده مغلولة إلى عنقه موكل

[777]

به عشرة رهط يعذب إلى أن تقوم الساعة قلت و من ذاك قال قابيل .

و منها ما روي عن سليمان بن خالد : كان أبو عبد الله البلخي في سفر مع أبي عبد الله (عليه السلام) فعطش القوم فقال (عليه السلام) للبلخي انظر هل ترى جبا فإذا جب ليس فيه ماء فقام (عليه السلام) على شفيره و قال أيها الجب اسقنا مما جعل الله فيك فنبع منه ماء عذب فشربوا .

فقال البلخي سنة فيكم كسنة موسى قال نعم و الحمد لله .

و منها ما روي عن المفضل بن عمر قال : حمل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) مال من خراسان مع رجلين من أصحابه فلم يزالا يتفقدان المال حتى صارا إلى الري و لقيهما رجل من إخوانهما فدفع إليهما كيسا فيه ألفا درهم .

فجعلا يتفقدان المال في كل يوم و الكيس في جملته حتى قربا من المدينة فقال

[778]

أحدهما لصاحبه تفقد المال فنظرا فإذا كيس الرازي مفقود .

فوجما من ذلك و اغتما و قالا ما نقول لمولانا أبي عبد الله (عليه السلام) .

فقال أحدهما أبو عبد الله و الله كريم و نرجو أن يكون علم ذلك عنده .

فلما دخلا المدينة و وصلا إليه و سلما عليه حملا المال و سلماه فقال لهما أين كيس الرازي فأخبراه بالخبر .

فقال لهما إن رأيتما الكيس تعرفانه قالا نعم قال يا جارية علي بالكيس فأخرجته فدفعه إليهما فقالا هو هو .

قال فإني احتجت في جوف الليل إلى مال فوجهت من شيعتنا من الجن إلى ما معكما فأتاني بهذا الكيس من متاعكما .

و منها ما روي عن عبد الرحمن بن كثير : قال أبو الحسن (عليه السلام) لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هبط جبرئيل و الملائكة و الروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ففتح أمير المؤمنين (عليه السلام) بصره فرآهم من منتهى السماوات إلى الأرض ثم

[779]

كانوا يغسلون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع علي (عليه السلام) و يصلون عليه و يحفرون له و الله ما حفر له غيرهم و لما وضع في قبره تكلم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و فتح لعلي سمعه فسمعه يوصيهم بعلي فبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) و سمعهم يقولون لن نألوه جهدا و هو صاحبنا بعدك حتى إذا مات أمير المؤمنين (عليه السلام) رأى الحسن (عليه السلام) مثل الذي رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى إذا مات الحسن (عليه السلام) رأى منهم الحسين (عليه السلام) مثل ذلك حتى إذا مات الحسين (عليه السلام) رأى علي بن الحسين (عليه السلام) منهم مثل ذلك حتى إذا مات علي بن الحسين (عليه السلام) رأى منهم محمد بن علي (عليه السلام) مثل ذلك حتى إذا مات محمد بن علي (عليه السلام) رأى جعفر بن محمد (عليه السلام) منهم مثل ذلك حتى إذا مات جعفر بن محمد (عليه السلام) رأى منهم موسى بن جعفر (عليه السلام) مثل ذلك و سمع الأوصياء يقولون أبشري أيتها الشيعة بنا و هكذا يخرج إلى آخرنا .

[780]

و منها ما روي عن ضريس قال : كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له أبو بصير ما يعلم عالمكم قال لا يعلم الغيب إلا الله و لو وكل عالمنا إلى نفسه لكان مثل بعضكم و لكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة و قال لا و الله لا يكون عالم جاهلا أبدا الله أجل و أعظم من أن يفرض طاعة عبد ثم يحجب عنه علم سمائه و أرضه ثم قال لا يحجب عنه علم ذلك .

و منها ما روي عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة و أتى قوم موسى في أمر تشاجروا فيه فيما بينهم و أصلح بينهم ثم عاد ليلته ثم صلى الغداة بالمدينة

[781]

فكان الصادق (عليه السلام) هذا الرجل طويت له الأرض أو ركب على الريح .

و منها ما روي : أنه دخل عليه رجل من أهل اليمن قال عندكم علماء قال نعم قال فما بلغ من علم عالمكم قال يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتى يقطع اثني عشر عالما مثل عالمكم هذا فيها خلائق ما يعلمون أن الله خلق آدم قال يعرفونكم قال نعم ما افترض الله عليهم إلا ولايتنا و البراءة من أعدائنا .

و منها ما روي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا أراد الله أن يخلق إماما أخذ الله بيده شربة من تحت عرشه فدفعها إلى ملك من ملائكته فأوصلها إلى الإمام فكان الإمام من بعده منها فإذا مضت له أربعون يوما سمع الصوت و هو في بطن أمه فإذا ولد غذي بالحكمة و كتب على عضده الأيمن وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

[782]

فإذا وصل الأمر إليه أعانه الله بثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا عدة أهل بدر فكان معهم سبعون رجلا و اثنا عشر نقيبا و أما السبعون فيبعثهم إلى الآفاق يدعون الناس إلى ما دعوا إليه أولا و يجعل الله له في كل موضع سراجا يبصر به أعمالهم .

و منها : أن أبا محمد العسكري (عليه السلام) كان يركب إلى دار الخلافة كل إثنين و خميس و كان يحضر يوم النوبة من الناس شي‏ء عظيم و يغص الشارع بالدواب و البغال فلا يكون لأحد موضع .

فإذا جاء أبو محمد (عليه السلام) هدأ صهيل الخيل و سكنت الضجة و تفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا فلا يحتاج أن يتوقى ثم يدخل فإذا أراد الخروج صاح البوابون هاتوا دابة أبي محمد سكن الصياح و الصهيل حتى يمضي .

[783]

و منها : أن أبا محمد (عليه السلام) جلس يوما إلى نخاس فأتي بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه فباعوه إياه بوكس فأمر غلامه أن يطرح عليه السرج فهدأ و لم يتحرك فقال النخاس ليس يباع فقال أبو محمد (عليه السلام) يا غلام قم فخرج ثم جاء النخاس ليأخذه فكاد يهلكه فلحق النخاس أبا محمد (عليه السلام) فقال صاحبه يقول أشفقت أن يرد فقال الغلام فاشترينا الفرس و ما آذاني قط .

و منها ما روي عن محمد بن الحسن بن رزين حدثنا أبو الحسن الموسوي حدثنا أبي : أنه كان يغشى أبا محمد العسكري (عليه السلام) بسرمن‏رأى كثيرا .

و أنه أتاه يوما فوجده و قد قدمت إليه دابته ليركب إلى دار السلطان و هو متغير اللون من الغضب و كان بجنبه رجل من العامة فإذا ركب دعا له و جاء بأشياء يشنع بها عليه فكان (عليه السلام) يكره ذلك فلما كان في ذلك اليوم زاد الرجل في الكلام و ألح فسار حتى انتهى إلى مفرق الطريقين و ضاق على الرجل أخذهما من كثرة الدواب فعدل إلى طريق يخرج منه و يلقاه فيه .

[784]

فدعا (عليه السلام) بعض خدمه و قال له امض فكفن هذا فتبعه الخادم .

فلما انتهى (عليه السلام) إلى السوق و نحن معه خرج الرجل من الدرب ليعارضه فكان في الموضع بغل واقف فضربه البغل فقتله و وقف الغلام فكفنه كما أمره و سار (عليه السلام) و سرنا معه .

و منها ما روي عن علي بن إبراهيم الفدكي قال : قال الأزدي بينا أنا في الطواف قد طفت ستة و أريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة و شاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب و مع هيبته متقرب إلى الناس فتكلم فلم أر أحسن من كلامه و لا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني الناس و قالوا هو ابن رسول الله يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه فيحدثهم فقلت مسترشد أتاك فأرشدني هداك الله قال فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض خدامه ما الذي دفع إليك ابن رسول الله فقلت حصاة

[785]

فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب و إذا هو قد لحقني فقال قد ثبتت عليك الحجة و ظهر لك الحق و ذهب عنك العمى فتعرفني قلت اللهم لا قال أنا المهدي أنا قائم الزمان أنا الذي أملؤها عدلا كما ملئت جورا إن الأرض لا تخلو من حجة و لا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل و قد قرب أيام خروجي فهذه أمانة في رقبتك تحدث بها إخوانك من أهل الحق .

و منها ما روي عن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال : حججت عشرين حجة أطلب بها عيان الإمام فلم أجد إليه سبيلا .

[786]

إذ رأيت ليلة في النوم قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لك .

فخرجت حاجا نحو المدينة ثم إلى مكة و حججت .

فبينا أنا ليلة في الطواف إذ أنا بفتى حسن الوجه طيب الرائحة طائف فحس قلبي به فابتدأني فقال لي من أين قلت من الأهواز .

قال أ تعرف الخصيبي .

قلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله فما أطول ليله .

أ فتعرف علي بن إبراهيم قلت أنا علي .

قال آذن لك صر إلى رحلك و صر إلى شعب بني عامر تلقاني هناك .

فأقبلت مجدا حتى وردت الشعب فإذا هو ينتظرني و سرنا حتى تخرقنا جبال عرفات و سرنا إلى جبال منى و انفجر الفجر الأول و قد توسطنا جبال الطائف فقال انزل فنزلنا و صلينا صلاة الليل ثم الفرض ثم سرنا حتى علا ذروة الطائف فقال هل ترى شيئا .

قلت أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا .

فقال هنالك الأمل و الرجاء ثم صرنا إلى أسفله فقال انزل فهاهنا يذل كل صعب خل عن زمام الناقة فهذا حرم القائم لا يدخله إلا مؤمن يدل .

[787]

و دخلت عليه فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة و تأزر بأخرى و قد كسر بردته على عاتقه و إذا هو كغصن بان ليس بالطويل الشامخ و لا .

بالقصير اللازق بل مربوع مدور الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدين على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر .

فلما أن رأيته بدرته بالسلام فرد علي أحسن ما سلمت عليه و سألني عن المؤمنين .

قلت قد ألبسوا جلباب الذلة و هم بين القوم أذلاء .

قال لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلاء قلت لقد بعد الموطن .

قال إن أبي عهد إلي ألا أجاور قوما غضب الله عليهم و أمرني ألا أسكن من الجبال إلا وعرها و لا من البلاد إلا قفرها و الله مولاكم أظهر التقية فأنا في

[788]

التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج .

قلت متى يكون هذا الأمر قال إذا حيل بينكم و بين الكعبة .

فأقمت أياما ثم أذن لي بالخروج فخرجت نحو منزلي و معي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا .

و منها ما روى جماعة : إنا وجدنا بهمدان أهل بيت كلهم مؤمنون فسألناهم عن ذلك قالوا كان جدنا قد حج ذات سنة و رجع قبل دخول الحاج بكثير فقلنا كأنك انصرفت من العراق .

[789]

قال لا إنما أنا قد حججت مع أهل بلدتنا و خرجنا .

فلما كان في بعض الليالي في البادية غلبتني عيناي فنمت فما انتبهت إلا بعد أن طلعت الشمس فانتبهت فلم أر للقافلة أثرا و خرجت القافلة و أيست من الحياة و كنت أمشي و أقعد يومين و ثلاثة فأصبحت يوما و إذا أنا بقصر فأسرعت إليه و وجدت ببابه أسود فأدخلني دارا و إذا أنا برجل حسن الوجه و الهيئة فأمر أن يطعموني و يسقوني .

فقلت له من أنت جعلت فداك قال أنا الذي ينكرني قومك و أهل بلدك .

فقلت و متى تخرج قال ترى هذا السيف المعلق هاهنا و هذه الراية فمتى انسل من غمده و انتشرت الراية بنفسها خرجت .

فلما كان بعد وهن من الليل قال تريد أن تخرج إلى بيتك قلت نعم .

قال لبعض غلمانه خذ بيده و أوصله إلى منزله فأخذ بيدي فخرجت معه و كأن الأرض تطوى تحت أرجلنا فلما انفجر الفجر و إذا نحن بموضع أعرفه بالقرب من بلدتنا قال لي غلامه هل تعرف الموضع قلت نعم أسدآباذ فانصرف .

قال و دخلت همدان ثم دخل بعد مدة أهل بلدتنا ممن حج معي و حدث الناس بانقطاعي منهم و تعجبوا من ذلك فاستبصرنا من ذلك جميعا .

[790]

و منها : أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه لم يرزق منها ولدا فكتب إلى الشيخ أبي القاسم بن روح أن يسأل الحضرة ليدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب إنك لا ترزق من هذه و ستملك جارية ديلمية ترزق منها ولدين فقيهين فرزقت محمدا و الحسين فقيهين ماهرين و كان لهما أخ أوسط مشتغل بالزهد لا فقه له

[791]

فصل :

و اعلم أن معجزاتهم و دلائلهم و علاماتهم أكثر من أن تحصى و قد أضربنا عن تعداد أخواتها فهي كالرمل و الثرى و الحصى لئلا يمل الناظر في الكتاب إذا كان مطولا مستقصى و بدون ذلك مقنع للأدنى و الأقصى .

و قد كنت جمعت خمس مختصرات تتعلق بهذا الفن من العلوم فأضفتها إلى هذا الكتاب أيضا بالخطبة التي في أول كل واحد منها و هي :

كتاب نوادر المعجزات .

و كتاب أم المعجزات .

و كتاب الفرق بين الحيل و المعجزات .

و كتاب الموازاة بين المعجزات .

و كتاب العلامات للنبي و الأئمة عليهم أفضل الصلوات .

[792]

الباب السادس عشر

في نوادر المعجزات

أما بعد حمد الله الذي جعل لنا في الدارين أعضادا و الصلاة على نبيه محمد و آله الذين يكونون في القيامة روادا و ذوادا فإن هذه أحاديث هائلة مهولة فإنها من المشكلات التي تتهافت فيها العقول لكونها من المعضلات و قد كان الشيخ الصدوق سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ذكرها في كتاب البصائر و أوردها الشيخ الثقة محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات و كلاهما لم يكن غاليا و لا قاليا و قد كان الراوي لنا عنهم عاليا .

فإن الشيخ علي بن محمد بن عبد الصمد التميمي أخبرنا عن أبيه عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الجوزي الحسيني

[793]

حدثنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
إن حديث آل محمد عظيم صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه و ما اشمأزت منه قلوبكم و أنكرتموه فردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد فإنما الهالك من يحدث بحديث لا يحتمله فيقول و الله ما كان هذا و الله ما كان هذا و الإنكار هو الكفر .

و أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن منصور

[794]

بن يونس عن مخلد بن حمزة بن نصر عن أبي الربيع الشامي قال :
كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا فرأيت أنه قد نام فرفع رأسه و هو يقول يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه قلت ما هو قال قول علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان يا أبا الربيع أ لا ترى أنه يكون ملك و لا يكون مقربا و لا يحتمله إلا مقرب و قد يكون نبي و ليس بمرسل فلا يحتمله إلا مرسل و قد يكون مؤمن و ليس بممتحن فلا يحتمله إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان .

و روى جماعة عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خالطوا الناس بما يعرفون و دعوهم مما ينكرون و لا تحملوهم على أنفسكم و علينا إن أمرنا صعب مستصعب إلى آخره .

[795]

و أخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن النيسابوري و الشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد عن الشيخ أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن محمد العمري حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : أتى الحسين (عليه السلام) أناس فقالوا له يا أبا عبد الله حدثنا بفضلكم الذي جعل الله لكم فقال إنكم لا تحتملونه و لا تطيقونه قالوا بلى نحتمل قال إن كنتم صادقين فليتنح اثنان و أحدث واحدا فإن احتمله حدثتكم فتنحى اثنان و حدث واحدا فقام طائر العقل و مر على وجهه و ذهب فكلمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئا و انصرفوا .

و بهذا الإسناد قال : أتى رجل الحسين بن علي (عليه السلام) فقال حدثني بفضلكم الذي جعل الله لكم قال إنك لن تطيق حمله قال بلى حدثني يا ابن رسول الله إني أحتمله فحدثه بحديث فما فرغ الحسين (عليه السلام) من حديثه حتى ابيض رأس الرجل و لحيته و أنسي الحديث فقال الحسين (عليه السلام) أدركته رحمة الله حيث أنسي الحديث .

[796]

و أخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى و المجتبى ابنا الداعي الحسني و الأستاذان أبو جعفر و أبو القاسم ابنا كميح عن الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سعد عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء و ورثنا علمهم و فضلنا عليهم في فضلهم و علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لا يعلمون و علمنا علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهو أفضلهم أينما نكون فشيعتنا معنا و قال (عليه السلام) تمصون الرواضع و تدعون النهر العظيم فقيل ما تعني بذلك

back page fehrest page next page