back page fehrest page next page

[797]

قال إن الله أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم النبيين بأسره و أسره إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقيل علي (عليه السلام) أعلم أو بعض الأنبياء فقال إن الله يفتح مسامع من يشاء أقول إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حوى علم جميع النبيين و علمه الله ما لم يعلمهم و أنه جعل ذلك كله عند علي (عليه السلام) فتقول علي أعلم أو بعض الأنبياء و تلا قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ثم فرق بين أصابعه فوضعها على صدره و قال عندنا و الله علم الكتاب كله .

و أخبرنا السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي عن جعفر الدوريستي عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي عن

[798]

الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه حدثنا أبي حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي بشر عن كثير بن أبي عمران عن الباقر (عليه السلام) قال :
لقد سأل موسى (عليه السلام) العالم مسألة لم يكن عنده جوابها و لقد سأل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها و لو كنت شاهدهما لأخبرت كل واحد منهما بجوابه و لسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب .

قال سعد و حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو

[799]

عن عبد الله بن الوليد السمان قال :
قال الباقر (عليه السلام) يا عبد الله ما تقول في علي و موسى و عيسى قلت ما عسى أن أقول فيهم قال هو و الله أعلم منهما ثم قال أ لستم تقولون إن لعلي ما لرسول الله من العلم قلت نعم و الناس ينكرون قال فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى (عليه السلام) وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فعلمنا أنه لم يكتب له الشي‏ء كله و قال لعيسى (عليه السلام) وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فعلمنا أنه لم يبين الأمر كله و قال لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قال فسئل عن قوله قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال و الله إيانا عنى و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

[800]

و قال إن العلم الذي نزل به آدم على حاله عندنا و ليس يمضي منا عالم إلا خلفه من يعلم علمه و العلم يتوارث .

و إذا كان ذلك كذلك فكل حديث رواه أصحابنا و دونه مشايخنا في معجزاتهم و دلائلهم لا يستحيل في مقدورات الله أن يفعله تأييدا لهم و لطفا للخلق فإنه لا يطرح بل يتلقى بالقبول و أنا أوصي الناظر في هذا الكتاب أن ينظر بعين الإنصاف و لا يتجاذب أهداب الخلاف لئلا يخرج السيف من الغلاف .

فصل :

روى سعد بن عبد الله عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الأصفهاني حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي أخبرنا الحسين بن زيد بن علي نا

[801]

إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال :
قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا توفي أن أستقي سبع قرب من بئر غرس فأغسله بها فإذا غسلته و فرغت من غسله أخرجت من في البيت فإذا أخرجتهم قال فضع فاك على في ثم سلني أخبرك عما هو كائن إلى يوم الساعة من أمر الفتن قال علي (عليه السلام) ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلى أن تقوم الساعة و ما من فتنة تكون إلا و أنا أعرف أهل ضلالتها من أهل حقها .

[802]

قال سعد بن عبد الله و حدثني إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي أخبرنا إبراهيم بن صالح الأنماطي قال أخبرنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أنا مت فغسلني بسبع قرب من بئر غرس غسلني بثلاث قرب غسلا و سن علي أربعا سنا فإذا غسلتني و حنطتني فأقعدني و ضع يدك على فؤادي ثم سلني أخبرك بما هو كائن إلى يوم القيامة قال ففعلت

[803]

و كان علي (عليه السلام) إذا أخبرنا بشي‏ء يكون قال هذا مما أخبرني به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد موته .

و روى سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن فضيل بن سكرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) إذا أنا مت فاستق لي سبع قرب من ماء بئر غرس فغسلني ثم خذ بمجامع كفني و أجلسني ثم سلني عما شئت فو الله لا تسألني عن شي‏ء إلا أخبرتك فيه .

[804]

و روي عن جعفر بن إسماعيل الهاشمي عن أيوب بن نوح عن زيد النوفلي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : أوصاني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال إذا أنا مت فغسلني بسبع قرب من بئر غرس فإذا فرغت من غسلي فأدخلني أكفاني ثم ضع أذنك على فمي ففعلت ذلك فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة .

و روي عن الحسن بن علي الزيتوني عن أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أنا مت فغسلني و كفني و حنطني و ما أملي عليك فاكتب قلت ففعل قال نعم .

[805]

و عنه عن أحمد بن هلال عن إسماعيل بن عباد القصري عن محمد بن أبي حمزة عن سليمان الجعفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أنا مت فغسلني و كفني و حنطني و أقعدني و ما أملي عليك فاكتب قلت ففعل قال نعم .

و أتى أيضا بخمس روايات أخر بمثله عن الصادق (عليه السلام) .

فصل :

و عن محمد بن الحسن الصفار عن الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة عن عمران بن أبي شعبة

[806]

الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لقي أبا بكر فقال له أ ما تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرك أن تسلم علي بإمرة المؤمنين و أن تتبعني قال فجعل يتشكك عليه و قال لأجعل بيني و بينك حكما فقال له أ ترضى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال و من لي به قال فأخذ بيده فمضى به حتى أدخله مسجد قبا فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قاعد في المحراب فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أ لم آمرك أن تسلم لعلي و تتبعه قال بلى قال فاعتزل و سلم إليه و اتبعه تسلم قال نعم فلقي عمر صاحبه فعرفه الخبر فقال له أ نسيت سحر بني هاشم و ذكره بأشياء فأمسك و أقام على أمره إلى أن مات .

[807]

و روي عن عباد بن سليمان عن أبيه عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار الدهني قال : دخل أبو بكر على علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحدث إلينا في أمرك شيئا بعد أيام الولاية بالغدير و أنا أشهد أنك مولاي مقر لك بذلك و قد سلمت عليك على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإمرة المؤمنين و أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنك وصيه و وارثه و خليفته في أهله و نسائه و أنك وارثه و ميراثه صار إليك و لم يخبرنا أنك خليفته في أمته من بعده و لا جرم لي فيما بيني و بينك و لا ذنب لنا فيما بيننا و بين الله فقال له علي (عليه السلام) إن أريتك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يخبرك بأني أولى بالأمر الذي أنت فيه منك و أنك إن لم تعتزل عنه فقد خالفت قال إن رأيته حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به قال فنلتقي إذا صليت المغرب حتى أريكاه قال فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده فأخرجه إلى مسجد قبا فإذا هو برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في القبلة فقال له يا فلان وثبت على مولاك علي و جلست مجلسه و هو مجلس النبوة لا يستحقه غيره لأنه وصيي و نبذت أمري و خالفت ما قلت لك و تعرضت لسخط الله و سخطي فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حق و لا أنت من أهله و إلا فموعدك النار

[808]

قال فخرج مذعورا ليسلم الأمر إليه و انطلق أمير المؤمنين فحدث سلمان بما كان و خرج فقال له سلمان ليبدين هذا الحديث لصاحبه و ليخبرنه بالخبر فضحك أمير المؤمنين و قال أما إنه سيخبره و يمنعه إن هم بأن يفعل ثم قال لا و الله لا يذكران ذلك أبدا حتى يموتا قال فلقي صاحبه فحدثه بالحديث كله و قال له ما أضعف رأيك و أخور قلبك أ ما تعلم أن ما أنت فيه الساعة من بعض سحر ابن أبي كبشة أ نسيت سحر بني هاشم فأقم على ما أنت عليه .

و روي عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير و علي بن الحكم

[809]

عن الحكم بن مسكين عن أبي عمارة و أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
إن أمير المؤمنين (عليه السلام) احتج على أبي بكر و قال هل ترضى برسول الله بيني و بينك قال و كيف لي به فأخذ بيده و أخرجه حتى أتى به مسجد قبا فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقضى لعلي (عليه السلام) عليه و أمره أن يعتزل و قال له سلم إليه تسلم فجاء مذعورا إلى صاحبه فأخبره بالخبر فتضاحك منه و قال أ نسيت سحر بني هاشم .

[810]

فصل :

و عن سعد بن عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى أخبرنا علي بن محمد عن علي بن معمر عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : جاء ناس إلى الحسن بن علي (عليه السلام) فقالوا أرنا بعض ما عندك من عجائب أبيك الذي كان يريناها فقال أ تؤمنون بذلك قالوا نعم نؤمن به و الله قال أ ليس تعرفون أمير المؤمنين قالوا بلى كلنا نعرفه قال فرفع لهم جانب الستر و قال أ تعرفون هذا الجالس قالوا بأجمعهم هذا و الله أمير المؤمنين و نشهد أنك ابنه و أنه كان يرينا مثل ذلك كثيرا .

و عن فرات بن أحنف عن يحيى ابن أم الطويل عن رشيد الهجري قال : دخلنا على أبي محمد (عليه السلام) بعد مضي أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فتذاكرنا له شوقنا إليه فقال الحسن أ تريدون أن تروه قلنا نعم و أنى لنا بذلك و قد مضى لسبيله فضرب بيده إلى ستر كان معلقا على باب في صدر المجلس فرفعه فقال انظروا

[811]

من في هذا البيت فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن ما رأيناه في حياته .

فقال هو هو ثم خلى الستر من يده فقال بعضنا هذا الذي رأيناه من الحسن كالذي نشاهد من دلائل أمير المؤمنين و معجزاته .

و عن الباقر عن أبيه (عليه السلام) أنه قال : صار جماعة من الناس بعد الحسن إلى الحسين (عليه السلام) فقالوا يا ابن رسول الله ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها فقال هل تعرفون أبي قالوا كلنا نعرفه فرفع له سترا كان على باب بيت ثم قال انظروا في البيت فنظروا فقالوا هذا أمير المؤمنين و نشهد أنك خليفة الله حقا .

و قد روى الرواة من أصحابنا : أن الله خلق ملائكة على صورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و علي و جميع الأئمة (عليه السلام) .

و كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حدث أصحابه بأنه رأى ليلة المعراج في كل سماء ملكا على صورة علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال جبرئيل يا محمد إن ملائكة السماء كانوا

[812]

يشتاقون إلى علي (عليه السلام) فخلق الله لهم ملكا في كل سماء على صورته ليستأنسوا به و لا يخفى أن يوم بدر كانت الملائكة المنزلون لنصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم كانوا على صورة علي (عليه السلام) ليكونوا في قلوب الكفار أهيب على أنه .

روي أن عليا (عليه السلام) قال للحارث الهمداني :

يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا

و هذا الكلام منه (عليه السلام) عام يتناول حال حياته و الحال التي بعد وفاته .

[813]

فصل :

و عن محمد بن الحسن الصفار حدثنا الحسن بن علي حدثنا العباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : كنت خلف أبي و هو على بغلته فنفرت فإذا رجل في عنقه سلسلة و رجل يتبعه فقال لأبي يا علي بن الحسين اسقني فقال الرجل الذي خلفه كأنه موكل به لا تسقه لا سقاه الله فإذا هو معاوية .

[814]

و عن الصفار عن الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمي عن أخيه إدريس عن أبي عبد الله (عليه السلام) سمعته يقول : بينا أنا و أبي (عليه السلام) متوجهين إلى مكة فتقدمني أبي في موضع يقال له ضجنان إذ جاءني رجل في عنقه سلسلة يجرها فأقبل علي فقال اسقني اسقني اسقني فسمعه أبي و صاح لا تسقه لا سقاه الله و إذا رجل تبعه حتى جذب سلسلته و طرحه على وجهه فغاب في أسفل درك من النار قال لي أبي هذا الشامي لعنه الله .

[815]

و عن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن المغيرة قال : نزل أبو جعفر (عليه السلام) بوادي ضجنان فسمعناه يقول ثلاث مرات لا غفر الله لك فقال له أبي لمن تقول جعلت فداك قال مر بي الشامي لعنه الله يجر سلسلته التي في عنقه و قد دلع لسانه يسألني أن أستغفر له فقلت لا غفر الله له و وادي ضجنان من أودية جهنم .

و عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أبي الصخر قال و حدثني الحسن بن علي بن فضال قال دخلت أنا و رجل من أصحابنا على عيسى بن عبد الله أبي طاهر العلوي قال أبو الصخر أظنه من ولد عمر بن علي

[816]

قال و كان نازلا في دار الصيديين فدخلنا إليه عند العصر و بين يديه ركوة فيها ماء و هو يتمسح منها فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم ابتدأنا فقال معكما أحد قلنا لا فالتفت يمينا و شمالا فلم ير أحدا فقال أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع الباقر (عليه السلام) بمنى و هو يرمي الجمار فرمى و بقي في يده خمس حصيات فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة و بثلاث في ناحية منها فقال له جدي جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد إنك رميت بحصياتك في العقبات ثم رميت بخمس بعد ذلك يمنة و يسرة قال نعم يا ابن عم إذا كان في كل موسم يخرج الله القاسطين الناكثين غضين طريين فيصلبان هاهنا لا يراهما إلا الإمام فرميت الأول بثنتين و الثاني بثلاث لأنه أكفر و أظهر لعداوتنا و الأول أدهى و أمر .

[817]

فصل :

و عن الصفار عن معاوية بن حكيم عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : قال لي بخراسان رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هاهنا و التزمته .

و عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد و عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت للرضا (عليه السلام) حدثني عبد الكريم بن حسان عن عبيد بن الله بن بشير الخثعمي عن أبيك (عليه السلام) أنه قال كنت رديف أبي (عليه السلام) و هو يريد العريض قال فلقيه شيخ أبيض الرأس و اللحية يمشي فنزل أبي إليه فقبل ما بين عينيه

[818]

قال إبراهيم و لا أعلمه إلا قد قال و قبل يده ثم جعل يقول له جعلت فداك و الشيخ يوصيه فكان آخر ما وصاه به انظر لا تدع الأربع ركعات قال ثم غاب الشيخ و قال جعفر أبي و ركب فقلت له يا أبت من هذا الذي صنعت به ما لم أرك صنعت بأحد من الناس قبله فقال يا بني هذا أبي .

و عن الصفار عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) و أنا أحدث نفسي فرآني فقال ما لك تحدث نفسك تشتهي أن ترى أبا جعفر فقلت نعم قال قم فادخل هذا البيت فانظر قال فدخلت فإذا أبو جعفر (عليه السلام) و معه قوم من الشيعة ممن مات قبله و بعده .

و عن الصفار عن الحسن بن علي بإسناده قال : سئل الحسن بن علي (عليه السلام) بعد مضي أمير المؤمنين عن أشياء فقال لهم أ تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه قالوا نعم قال فارفعوا هذا الستر فرفعوه فإذا هم به (عليه السلام) لا ينكرونه فقال لهم علي (عليه السلام) إنه يموت من مات منا و ليس بميت و يبقى من بقي حجة عليكم .

[819]

و عن الصفار عن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : خرجت مع أبي (عليه السلام) إلى بعض أمواله فلما صرنا في الصحراء استقبله شيخ فنزل إليه أبي و سلم عليه فجعلت أسمعه و هو يقول جعلت فداك ثم تساءلا طويلا ثم ودعه أبي و قام الشيخ فانصرف و أبي ينظر خلفه حتى غاب شخصه عنه فقلت لأبي من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظمه في مساءلتك قال يا بني هذا جدك الحسين (عليه السلام) .

و عن الصفار عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن العلاء بن يحيى المكفوف عن عمر بن أبي زياد عن عطية الأبزاري أنه قال : طاف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكعبة فإذا آدم بحذاء الركن اليماني فسلم عليه ثم انتهى إلى الحجر فإذا نوح بحذائه رجل طوال فسلم عليه .

[820]

فصل :

و عن الصفار عن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن رجل من أصحابه سماه عن عباية الأسدي قال : دخلت على علي (عليه السلام) و عنده رجل حسن الهيئة و هو مقبل عليه يكلمه قال فلما قام الرجل قلت يا أمير المؤمنين من هذا الذي شغلك عنا لا أعرفه قال هذا يوشع بن نون وصي موسى بن عمران .

و عن الصفار عن الحسن بن علي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن عليا لما عبر الفرات يريد صفين انفلق الجبل عن هامة بيضاء و هو يوشع .

و هذا الخبر قد مضى في معجزات علي (عليه السلام) .

[821]

فصل :

و عن الصفار عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن برة عن إسماعيل بن عبد العزيز عن أبان عن أبي بصير : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما فضلنا على من خالفنا فو الله إني أرى الرجل منهم أرخى بالا و أنعم عيشا و أحسن حالا و أطمع في الجنة قال فسكت عني حتى كنا بالأبطح من مكة و رأينا الناس يضجون إلى الله قال يا أبا محمد هل تسمع ما أسمع قلت أسمع ضجيج الناس إلى الله قال ما أكثر الضجيج و العجيج و أقل الحجيج و الذي بعث بالنبوة محمدا و عجل بروحه إلى الجنة ما يتقبل الله إلا منك و من أصحابك خاصة قال ثم مسح يده على وجهي فنظرت فإذا أكثر الناس خنازير و حمير و قردة إلا رجل بعد رجل .

و عن أبي سليمان داود بن عبد الله عن سهل بن زياد أخبرنا عثمان بن عيسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) أنا مولاك و من شيعتك ضعيف ضرير اضمن لي الجنة

[822]

قال أ و لا أعطيك علامة الأئمة قلت و ما عليك أن تجمعها لي قال و تحب ذلك قلت كيف لا أحب فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيها جالسا قال يا أبا محمد مد بصرك فانظر ما ذا ترى بعينيك قال فو الله ما أبصرت إلا كلبا و خنزيرا و قردا قلت ما هذا الخلق الممسوخ قال هذا الذي ترى هذا السواد الأعظم لو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصور ثم قال يا أبا محمد إن أحببت تركتك على حالك هكذا و حسابك على الله و إن أحببت ضمنت لك على الله الجنة و رددتك إلى حالتك الأولى قلت لا حاجة لي إلى النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني ردني فما للجنة عوض فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت .

[823]

فصل :

و عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي عن كرام عن عبد الله بن طلحة قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الوزغ فقال هو رجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل ثم قال إن أبي (عليه السلام) كان قاعدا يوما في الحجر إذا بوزغ يولول قال إنه يقول لئن شتمتم عثمان لأشتمن عليا ثم قال إن الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله .

و عن أبي بصير جدعان بن نصر أخبرنا البرقي محمد بن خالد أخبرنا محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : بينا علي بالكوفة إذ أحاطت به اليهود فقالوا أنت الذي تزعم أن الجري منا معشر اليهود ثم مسخ فقال لهم نعم ثم ضرب يده إلى الأرض فتناول منها عودا فشقه باثنين و تكلم عليه بكلام و تفل عليه ثم رمى به في الفرات فإذا الجري يتراكب بعضه على بعض و يقول بصوت عال يا أمير المؤمنين

[824]

نحن طائفة من بني إسرائيل عرضت علينا ولايتكم فأبينا أن نقبلها فمسخنا الله جريا .

و قد روى الشيخ المفيد في الإرشاد : أن الماء طغى في الفرات و زاد حتى أشفق أهل الكوفة من الغرق ففزعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و خرج و الناس معه إلى شاطئ الفرات فنزل (عليه السلام) و أسبغ الوضوء و صلى منفردا بنفسه و الناس يرونه و دعا الله بدعوات سمعها أكثرهم ثم تقدم إلى الفرات متوكئا على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء و قال انقص بإذن الله و مشيئته فغاض الماء حتى بدت الحيتان في قعر الفرات فنطق كثير منها بالسلام على أمير المؤمنين بإمرة المؤمنين و لم ينطق منها أصناف من السمك و هي الجري و الزمار و المارماهي

[825]

فتعجب الناس لذلك و سألوه عن علة نطق ما نطق و صمت ما صمت فقال (عليه السلام) أنطق الله لي من السمك ما طهر و أصمت عني ما حرمه و نجسه و أبعده إن الجريث مسخ و إن من اليهود من مسخه الله جريا .

فصل :

عن أبي بصير جدعان بن نصر حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسعدة حدثنا محمد بن حمويه بن إسماعيل الأربنوئي عن أبي عبد الله الزبيني عن عمر بن أذينة قال : قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) إن الناس يحتجون علينا و يقولون إن أمير المؤمنين زوج فلانا ابنته أم كلثوم

back page fehrest page next page