back page fehrest page next page

[826]

و كان متكئا فجلس و قال و تقبلون أن عليا أنكح فلانا بنته إن قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل و لا الرشاد فصفق بيده و قال سبحان الله أ ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقدر أن يحول بينه و بينها فينقذها كذبوا لم يكن ما قالوا إن فلانا خطب إلى علي (عليه السلام) بنته أم كلثوم فأبى علي (عليه السلام) فقال للعباس و الله لئن لم يزوجني لأنتزعن منك السقاية و زمزم فأتى العباس عليا (عليه السلام) فكلمه فأبى عليه فألح العباس فلما رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) مشقة كلام الرجل على العباس و أنه سيفعل بالسقاية ما قال أرسل أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيقة بنت جريرية فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم و حجبت الأبصار عن أم كلثوم و بعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوما فقال ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل و حوت الميراث و انصرفت إلى نجران و أظهر أمير المؤمنين (عليه السلام) أم كلثوم .

[827]

فصل :

و عن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فلما كنا في الطواف قلت يا ابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق قال إن أكثر من ترى قردة و خنازير قلت أرنيهم فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري فرأيتهم قردة و خنازير كما قال قلت فرد بصري فدعا فرأيتهم كما رأيتهم في المرة الأولى خلقا سويا ثم قال أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون و الله لا يجتمع في النار منكم اثنان لا و الله و لا واحد .

و عن الصفار عن الحسن بن علي بن فضال عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري قال أبو جعفر (عليه السلام) : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام) إذا أنا مت فاستق سبع قرب من بئر غرس ثم غسلني و كفني و خذ بمجامعي

[828]

و أجلسني و سائلني عما شئت و احفظ عني و اكتب فإنك لا تسألني عن شي‏ء إلا أخبرتك به قال علي (عليه السلام) فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة .

و عن الصفار عن أحمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن عمر بن أبي شعبة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة دخل علي (عليه السلام) عليه فأدخل رأسه معه فقال له يا علي إذا أنا مت فغسلني و كفني ثم أقعدني و سائلني و احفظ عني .

و عن الصفار عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال جميعا عن مثنى الحناط و أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزار و علي بن الحكم جميعا عن

[829]

مثنى الحناط عن الحسين الخزاز عن الحسن بن معاوية قال :
قال لي جعفر الصادق (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا في مرضه عليا فقال له إذا أنا مت فغسلني بسبع قرب ماء تسقيها من بئر غرس و نق غسلي و حنطني و كفني ثم أجلسني و ضع يدك على صدري و اسألني عما بدا لك و احفظ عني .

و قد مضى أمثالها برواية سعد بن عبد الله .

فصل :

و عن الصفار عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال حدثنا العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إنا لنعلم ما يحدث بالليل و النهار الأمر بعد الأمر و الشي‏ء بعد الشي‏ء ينكت في قلوبنا و ينقر في آذاننا فنعرفه .

[830]

و عن حمران بن أعين قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : إن عليا (عليه السلام) كان محدثا و أخبرت أصحابي بذلك قالوا لي ما صنعت شيئا هلا سألته من كان يحدثه فرجعت إليه و قلت ما قالوا فقال لي يحدثه ملك قلت إنه نبي قال لا ثم قال أو كصاحب سليمان يعني آصف بن برخيا أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أو ما بلغكم أنه قال فيكم مثله بل هو أفضلهم و خيرهم .

و عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان علي (عليه السلام) محدثا قلت و ما آية المحدث قال يأتيه الملك فينكت في قلبه كيت و كيت فقال ابن أبي يعفور لأبي عبد الله (عليه السلام) إنا نقول إن عليا (عليه السلام) كان ينكت في أذنه أو يقذف في قلبه و إنه كان محدثا قال فلما أكثرت عليه قال لي إن عليا (عليه السلام) كان يوم بني قريظة

[831]

و النضير جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يحدثانه و قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن الله لم يخل الأرض من عالم يعلم الزيادة و النقصان في الأرض فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم و إذا نقصوا كمله لهم فقال خذوه كاملا و لو لا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم و لم يفرقوا بين الحق و الباطل .

و عن علي بن الحكم قال حدثنا علي بن النعمان عن علي بن إسماعيل عن محمد بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال : كنت أنا و أبو بصير عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له أبو بصير بما يعلم عالمكم قال إن عالمنا لا يعلم الغيب و لو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم و لكن يحدث في ساعة بما يحدث في الليل و في ساعة بما يحدث في النهار

[832]

الأمر بعد الأمر و الشي‏ء بعد الشي‏ء بما يكون إلى يوم القيامة و قال أبو جعفر (عليه السلام) ما ترك الله الأرض بغير عالم ينقص ما زاد و يزيد ما نقص و لو لا ذلك لاختلط على الناس أمرهم و سأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول و النبي و المحدث فقال (عليه السلام) الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين و تبلغه الأمر و النهي عن الله تعالى و النبي الذي يوحى إليه في منامه ليلا و نهارا فما رأى كما هو رأى و المحدث يسمع كلام الملائكة و لا يرى الشخص فينقر في أذنه و ينكت في قلبه و صدره .

[833]

فصل :

و عن الصفار عن محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير عن عبد العزيز قال : خرجت مع علي بن الحسين (عليه السلام) إلى مكة فلما وافينا الأبواء و كان (عليه السلام) على راحلته و كنت أمشي فإذا قطيع غنم و نعجة قد تخلفت و هي تصيح لسخلة لها خلفها و كلما قامت السخلة صاحت النعجة حتى تتبعها فقال (عليه السلام) يا عبد العزيز أ تدري ما تقول هذه النعجة لسخلتها قلت لا و الله قال إنها تقول لها الحقي بالقطيع فإن أختك في العام الأول تخلفت عن القطيع في هذا الموضع فأكلها الذئب .

و عن الصفار عن عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم حدثنا بشير النبال عن علي بن أبي حمزة قال : دخل رجل من موالي أبي الحسن

[834]

(عليه السلام) فقال له رأيت أن تتغذى عندي فقام فمضى معه فلما دخل بيته وضع له سريرا فقعد عليه و كان تحته زوج حمام فذهب الرجل ليحمل طعامه و عاد إليه فوجده يضحك فقال أضحك الله سنك مم تضحك فقال إن حمامك هذا هدر الذكر على الأنثى فقال يا سكني و عرسي و الله ما على وجه الأرض أحد أحب إلي منك ما خلا هذا القاعد على السرير فقلت و تفهم ذلك فقال نعم علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شي‏ء .

و عن الصفار عن محمد بن الحسين عن داود بن فرقد عن عبد الله بن فرقد قال : كان أبو عبد الله (عليه السلام) يسير و نحن معه قال فمر غراب فنعق فقال أبو عبد الله (عليه السلام) مت جوعا فو الله ما تعلم شيئا إلا و أنا أعلمه و إني لأعلم بالله منك و صاحت العصافير فقال (عليه السلام) تدرون ما تقول قلنا لا و الله قال إنها

[835]

تقول اللهم إنا خلق من خلقك لا بد لنا من رزق فارزقنا و اسقنا و قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن سليمان قال وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ و علم كل شي‏ء عندنا و قال أبو جعفر (عليه السلام) يا أيها الناس علمنا منطق الطير و أوتينا كل شي‏ء .

فصل :

و عن جماعة حدثنا أبو الحسن بن عتيق حدثنا أبي حدثنا الفضل بن يعقوب البغدادي حدثنا الهيثم بن جميل حدثنا عمرو بن عبيد عن عيسى بن سلام عن علي بن نصر بن سيار عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)

[836]

و عن حذيفة بن اليمان قالا :
بينما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيتها الريح إني أستودعك إخواننا فرديهم إلينا قالت قد أمرت بالسمع و الطاعة لك فدعا ببساط كان أهدي إليه فبسطه ثم دعا بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فأجلسه عليه ثم دعا بأبي ذر و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و سلمان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف و أبي بكر و عمر و عثمان فأجلسهم عليه ثم قال أما إنكم سائرون إلى موضع فيه عين من ماء فانزلوا و توضئوا و صلوا ركعتين و أدوا إلي الرسالة كما تؤدى إليكم ثم قال أيها الريح استعلي بإذن الله فحملتهم الريح حتى رمتهم إلى بلاد الروم عند أصحاب الكهف فنزلوا و توضئوا و صلوا فأول من تقدم إلى باب الكهف أبو بكر فسلم فلم يردوا ثم عمر فسلم فلم يردوا ثم تقدم واحد بعد واحد يسلم فلم يردوا ثم قام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأفاض عليه الماء و صلى ركعتين ثم مشى إلى باب الغار فسلم بأحسن ما يكون من السلام فانصدع الكهف ثم قاموا إليه فصافحوه و سلموا عليه بإمرة المؤمنين و قالوا يا بقية الله في أرضه بعد رسوله فعلمهم ما أمره رسول الله ثم رد الكهف كما كان فحملتهم الريح فرمتهم في

[837]

مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد خرج النبي لصلاة الفجر فصلوا معه .

فصل :

و عن جماعة حدثنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن أحمد البرمكي حدثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الأحمري حدثنا أبي عن الأعمش حدثنا أبو سفيان عن أنس قال : كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و أبو بكر و عمر في ليلة مكفهرة فقال لهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوما فأتيا باب حجرة علي فذهبا فنقرا الباب نقرا خفيا فخرج علي (عليه السلام) متأزرا بإزار من صوف مترديا بمثله في كفه سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لهما أ حدث حدث فقالا خير أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نقصد بابك و هو بالأثر إذ أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا أبا الحسن أخبر أصحابي ما أصابك البارحة قال (عليه السلام) إني لأستحيي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله لا يستحيي من الحق قال علي (عليه السلام) أصابتني جنابة من فاطمة فطلبت في منزلي ماء فلم أصب فوجهت الحسين كذا و الحسن كذا فأبطئا علي فإذا أنا بهاتف يهتف يا أبا الحسن خذ السطل و اغتسل فإذا بين يدي سطل من ماء و عليه منديل من سندس فأخذت السطل

[838]

فاغتسلت منه و أخذت المنديل فمسحت به ثم رددت المنديل فوق السطل فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة و أصابت مني هامتي فوجدت بردها على الفؤاد فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بخ بخ من كان خادمه جبرئيل .

قالوا و حدثنا البرمكي حدثنا عبد الله بن داهر حدثنا الحماني حدثنا محمد بن الفضيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن سلمان قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كنت أنا و علي نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربع عشرة ألف سنة فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزءين فركبه في صلب آدم و أهبطه إلى الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذفه في صلب إبراهيم فجزء أنا و جزء علي و النور الحق يزول معنا حيث زلنا .

[839]

فصل :

و عن محمد بن عبد الحميد عن أبي جميلة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ و من ذي ضعف قوي .

و عن أبي بكر الحضرمي عن عبد الملك بن أعين قال : قمت من عند أبي جعفر (عليه السلام) فاعتمدت على يدي فبكيت و قلت كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر و بي قوة فقال أ ما ترضون أن أعداءكم يقتل بعضهم بعضها و أنتم آمنون في بيوتكم إنه لو كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا و جعلت قلوبكم كزبر الحديد لو قذفت بها الجبال لفلقوها و كنتم قوام الأرض و خزانها .

[840]

و عن محمد بن عيسى عن صفوان عن مثنى الحناط عن عمرو بن شمر عن جابر قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن الله نزع الخوف من قلوب أعدائنا و أسكنه قلوب شيعتنا فإذا جاء أمرنا نزع الخوف من قلوب شيعتنا و أسكنه قلوب عدونا فأحدهم أمضى من سنان و أجرأ من ليث يطعن عدوه برمحه و يضربه بسيفه و يدوسه بقدمه .

و عن محمد بن عيسى عن صفوان عن مثنى الحناط عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : إذا قام قائمنا وضع يده على رءوس العباد فجمع بها عقولهم و أكمل بها أخلاقهم .

و عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد عن أبي الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم و أبصارهم حتى لا يكون بينهم

[841]

و بين القائم بريد يكلمهم و يسمعون و ينظرون إليه و هو في مكانه .

و عن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن الحسن بن محبوب عن صالح بن حمزة عن أبان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : العلم سبعة و عشرون جزءا فجميع ما جاءت به الرسل جزءان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزءين فإذا قام القائم أخرج الخمسة و العشرين جزءا فبثها في الناس و ضم إليها الجزءين حتى يبثها سبعة و عشرين جزءا .

فصل :

و عن جماعة عن أبي جعفر البرمكي عن الحسين بن الحسن حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا شريك بن حماد عن أبي ثوبان الأسدي و كان من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) عن الصلت بن المنذر عن المقداد بن الأسود : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في طلب الحسن و الحسين (عليه السلام) و قد خرجا من البيت و أنا معه فرأيت أفعى على الأرض

[842]

فلما أحست وطأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قامت فنظرت و كانت أعلى من النخلة و أضخم من البكر متبصبصة تخرج من أفواهها النار فهالني ذلك فلما رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صارت كأنها خيط فالتفت إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لا تدري ما تقول يا أخا كندة قلت الله و رسوله أعلم قال تقول الحمد لله الذي لم يمتني حتى جعلني حارسا لابني رسول الله فجرت في الرمل رمل الشعاب فنظرت إلى شجرة و أنا أعرف ذلك الموضع ما رأيت فيه شجرة قط قبل يومي و لا رأيتها و لقد أتيتها بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها و كانت الشجرة أظلتهما بورق و جلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينهما فبدأ بالحسن فوضع رأسه على فخذه الأيمن ثم بالحسين فوضع رأسه على فخذه الأيسر ثم جعل يرخي لسانه في فم الحسين فانتبه الحسين فقال يا أبة ثم عاد في نومه و انتبه الحسن فقال يا أبة و عاد في نومه فقلت كأن الحسين أكبر فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة سل أمه عنه

[843]

فلما انتبها حملهما على منكبيه ثم أتيت أنا فاطمة فوقفت بالباب فأتت حمامة و قالت يا أخا كندة فقلت من أعلمك أني بالباب قالت أخبرتني سيدتي أن رجلا بالباب من كندة من أطيبها أخبارا يسألني عن موضع قرة عيني فكبر ذلك عندي فوليتها ظهري كما كنت أفعل حين أدخل على رسول الله في منزل أم سلمة فقلت لفاطمة ما منزلة الحسين قالت إنه لما ولدت الحسن أمرني أبي أن لا ألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتى أفطمه فأتاني أبي زائرا فنظر إلى الحسن و هو يمص النوى قال فطمتيه قلت نعم قال إذا أحب علي الاشتمال فلا تمنعيه فإني أرى في مقدم وجهك ضوءا و نورا و ذلك أنك ستلدين حجة لهذا الخلق و حجة على ذا الخلق فلما أن تم الشهر من حملي وجدت في بطني سخنة فقلت لأبي ذلك فدعا بتور من ماء فتكلم عليه و تفل فيه و قال اشربي فشربت فطرد الله عني ما كنت أجد و صرت في الأربعين من الأيام فوجدت دبيبا في ظهري كدبيب النمل بين الجلدة و الثوب فلم أزل على ذلك حتى تم الشهر الثاني فوجدت الاضطراب و الحركة فو الله لقد تحرك في بطني و أنا بعيدة عن المطعم و المشرب فعصمني الله عنهما

[844]

كأني شربت منا لبنا حتى تم الثلاثة و أنا أجد الخير و الزيادة في منزلي فلما صرت في الأربعة آنس الله به وحشتي و لزمت المسجد لا أبرح منه إلا لحاجة تظهر لي فكنت في الزيادة و الخفة في ظاهري و باطني حتى أكملت الخمسة فلما أن دخلت الستة كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح و جعلت أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلاي التسبيح و التقديس في بطني فلما مضى من الستة تسع ازددت قوة و كنت ضعيفة اللذات فذكرت ذلك لأم سلمة فشد الله بها أزري فلما زادت العشر من الستة و غلبتني عيني أتاني آت في منامي فمسح جناحه على ظهري ففزعت و قمت و أسبغت الوضوء فصليت ركعتين ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منامي و عليه ثياب بيض فجلس عند رأسي فنفخ في وجهي و في قفاي فقمت و أنا خائفة فأسبغت الوضوء و أديت أربعا ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منامي فأقعدني و رقاني و عوذني فأصبحت و كان يوم أم سلمة المباركة فدخلت في ثوب حمامة ثم أتيت أم سلمة فنظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى وجهي و رأيت أثر السرور في وجهه فذهب عني ما كنت أجد و حكيت ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبشري أما الأول فخليلي عزرائيل الموكل بأرحام النساء يفتحها و أما الثاني فخليلي ميكائيل الموكل بأرحام أهل بيتي نفخ فيك فقلت نعم

[845]

قالت ثم ضمني إلى نفسه فقال أما الثالث فأخي جبرئيل يقيمه الله بولدك فرجعت فأنزلته في تمام الستة .

فصل :

و بالإسناد المذكور عن الحسين بن الحسن أخبرنا أبو سمينة محمد بن علي عن جعفر بن محمد عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال : خرج الحسن و الحسين (عليهما السلام) حتى أتيا نخل العجوة للخلاء فهويا إلى مكان و ولى كل واحد منهما بظهره إلى صاحبه فرمى الله بينهما بجدار يستتر به أحدهما عن صاحبه فلما قضيا حاجتهما ذهب الجدار و ارتفع من موضعه و صار في الموضع عين ماء و إجانتان فتوضيا و قضيا ما أرادا ثم انطلقا حتى صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فظ غليظ فقال لهما ما خفتما عدوكما من أين جئتما فقالا إننا جئنا من الخلاء

[846]

فهم بهما فسمعوا صوتا يقول يا شيطان أ تريد أن تناوي ابني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد علمت بالأمس ما فعلت و ناويت أمهما و أحدثت في دين الله و سلكت غير الطريق و أغلظ له الحسين (عليه السلام) أيضا فهوى بيده ليضرب بها وجه الحسين (عليه السلام) فأيبسها الله من عند منكبه فأهوى باليسرى ففعل الله به مثل ذلك ثم قال أسألكما بحق جدكما و أبيكما لما دعوتما الله أن يطلقني فقال الحسين (عليه السلام) اللهم أطلقه و اجعل له في هذا عبرة و اجعل ذلك عليه حجة فأطلق الله يده فانطلق قدامهما حتى أتى عليا (عليه السلام) و أقبل عليه بالخصومة فقال أين دسستهما و كأن هذا كان بعد يوم السقيفة بقليل فقال علي (عليه السلام) ما خرجا إلا للخلاء و جذب رجل منهم عليا حتى شق رداءه فقال الحسين (عليه السلام) للرجل لا أخرجك الله من الدنيا حتى تبتلى بالدياثة في أهلك و ولدك و قد كان الرجل يقود ابنته إلى رجل من العراق فلما خرجا إلى منزلهما قال الحسين للحسن (عليه السلام) سمعت جدي يقول إنما مثلكما مثل يونس إذ أخرجه الله من بطن الحوت و ألقاه بظهر الأرض و أنبت عليه شجرة من يقطين و أخرج له عينا من تحتها فكان يأكل من اليقطين و يشرب من ماء العين و سمعت جدي يقول أما العين فلكم و أما اليقطين فأنتم عنه أغنياء و قد قال

[847]

الله في يونس وَ أَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ و لسنا نحتاج إلى اليقطين و لكن علم الله حاجتنا إلى العين فأخرجها لنا و سنرسل إلى أكثر من ذلك فيكفرون و يمتعون إلى حين فقال الحسن (عليه السلام) قد سمعت هذا .

فصل :

و عن سعد بن عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الحسين بن سعيد حدثنا النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي قال : قال علي بن الحسين (عليه السلام) كنت مع أبي الليلة التي قتل صبيحتها فقال لأصحابه هذا الليل فاتخذوه جملا فإن القوم إنما يريدونني و لو قتلوني لم يلتفتوا إليكم و أنتم في حل و سعة فقالوا لا و الله لا يكون هذا أبدا قال إنكم تقتلون غدا كذلك لا يفلت منكم رجل قالوا الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك ثم دعا و قال لهم ارفعوا رءوسكم و انظروا

[848]

فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم و منازلهم من الجنة و هو يقول لهم هذا منزلك يا فلان و هذا قصرك يا فلان و هذه درجتك يا فلان فكان الرجل يستقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل إلى منزله من الجنة .

فصل :

في الرجعة :

و عن أبي سعيد سهل بن زياد حدثنا الحسن بن محبوب حدثنا ابن فضيل حدثنا سعد الجلاب عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال الحسين بن علي (عليه السلام) لأصحابه قبل أن يقتل إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يا بني إنك ستساق إلى العراق و هي أرض قد التقى بها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا و إنك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد و تلا قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ تكون الحرب عليك و عليهم بردا و سلاما فأبشروا فو الله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق عنه الأرض فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين (عليه السلام) و قيام قائمنا و حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله لم ينزلوا إلى الأرض قط و لينزلن إلي جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و جنود من الملائكة و لينزلن محمد و علي و أنا و أخي و جميع من من الله عليه في حمولات

[849]

من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لواءه و ليدفعنه إلى قائمنا مع سيفه ثم إنا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن و عينا من لبن و عينا من ماء ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدفع إلي سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيبعثني إلى الشرق و الغرب و لا آتي على عدو إلا أهرقت دمه و لا أدع صنما إلا أحرقته حتى أقع إلى الهند فأفتحها و إن دانيال و يونس يخرجان إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقولان صدق الله و رسوله و يبعث معهما إلى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتلتهم و يبعث بعثا إلى الروم فيفتح الله لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب و أعرض على اليهود و النصارى و سائر الملل و لأخيرنهم بين الإسلام و السيف فمن أسلم مننت عليه و من كره الإسلام أهرق الله دمه و لا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب و يعرفه أزواجه و منازله في الجنة و لا يبقى على وجه الأرض أعمى و لا مقعد و لا مبتلى إلا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت و لتنزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى أن الشجرة لتقصف بما يريد

back page fehrest page next page