back page fehrest page next page

[850]

الله فيها من الثمر و ليأكلن ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قول الله تعالى وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شي‏ء في الأرض و ما كان فيها حتى أن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون .

فصل :

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أخبرنا محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال : ما من ملك يهبطه الله في أمر إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه و إن مختلف الملائكة من عند الله إلى صاحب هذا الأمر .

و عن عبد الله بن عامر بن سعد أخبرنا الربيع بن الخطاب عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا

[851]

وَ لا تَحْزَنُوا
فقال أما و الله لربما وسدناهم الوسائد في منازلنا فقيل له الملائكة يظهرون لكم فقال هم ألطف بصبياننا منا بهم و ضرب بيده إلى مساور في البيت فقال و الله طالما انكب عليها الملائكة و ربما التقطنا من زغبها .

و عن عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المغراء عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : نحن الذين إلينا تختلف الملائكة

[852]

و قال منا من يسمع الصوت و لا يرى الصورة و إن الملائكة لتزاحمنا على تكأتنا و إنا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخبا لأولادنا .

عن أحمد بن الحسين أخبرنا الحسن بن برة الأصم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا و تنقلب على فرشنا و تحضر موائدنا و تأتينا من كل نبات في زمانه برطب و يابس و تقلب علينا أجنحتها و تقلب على أجنحتها صبياننا و تمنع الدواب أن تصل إلينا و تأتينا في وقت كل صلاة فتصليها معنا و ما من يوم يأتي علينا و لا ليل إلا و أخبار أهل الأرض عندنا و ما يحدث فيها و ما من ملك يموت في الأرض و يقوم غيره إلا و تأتينا بخبره و كيف كانت سيرته في الدنيا .

[853]

فصل :

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أخبرنا إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : إن لنا خداما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم قال سدير أوصاني أبو جعفر (عليه السلام) بحوائج له بالمدينة فخرجت فبينا أنا في فج الروحاء على راحلتي إذا شخص يلوح بثوبه فملت إليه و ظننت أنه عطشان فناولته الإداوة فقال لا حاجة لي فيها فناولني كتابا طينه رطب فلما نظرت إلى الختم إذا هو ختم أبي جعفر (عليه السلام) فقلت متى عهدك بصاحب الكتاب فقال الساعة

[854]

فقرأته فإذا فيه أشياء يأمرني بها فالتفت فإذا ليس عندي أحد فقدم أبو جعفر (عليه السلام) فلقيته فقلت له رجل أتاني بكتابك و طينه رطب فقال نعم إذا عجل بنا أمر أرسلنا بعضهم يعني الجن .

و قال أبو جعفر (عليه السلام) : بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) قاعد إذ أقبل ثعبان و قال أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن و إن أبي مات و أوصاني أن آتيك و أستطلع رأيك فقد أتيتك فما تأمرني به يا أمير المؤمنين و ما ترى فقال له أوصيك بتقوى الله و أن تنصرف و تقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم فانصرف ثم قيل يا أمير المؤمنين يأتيك عمرو قال نعم و ذاك واجب عليه .

[855]

و عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال : جئت أستأذن على أبي جعفر (عليه السلام) فقيل لي إن عنده قوما اثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج على قوم أنكرتهم و لم أعرفهم ثم أذن لي فدخلت و قلت هذا زمان بني أمية و سيفهم يقطر دما و رأيت قوما عندك أنكرتهم فقال هؤلاء وفد شيعتنا من الجن سألونا عن معالم ديننا .

قال أبو حمزة : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فيما بين مكة و المدينة إذ التفت عن يساره و إذا كلب أسود فقال ما لك ما أشد مسارعتك و إذا هو شبه الطائر فقلت ما هذا قال هذا عثيم بريد الجن مات هشام الساعة فهو ينعاه في كل بلدة و يطير .

[856]

و قال أبو عبد الله (عليه السلام) : بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين جبال تهامة إذا رجل متكئ على عكازة طويل كأنه نخلة فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نغمة جني قال أنا الهام بن الهيثم بن لاقيس بن إبليس قال ما بينك و بين إبليس إلا أبوان قال نعم قال و كم أتى عليك قال أكلت عمر الدنيا إلا أقله أنا كنت يوم قتل قابيل هابيل غلام أفهم الكلام و أنهى عن الاستعصام و أطوف الآجام و أعلو الآكام و آمر بقطيعة الأرحام و أفسد الطعام فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بئس سيرة الشيخ المتأمل و الشاب المؤمل قال إني تائب و قد جرت توبتي على يد نوح (عليه السلام) و كنت معه في السفينة و

[857]

و عاتبته على دعائه على قومه ثم كنت مع هود (عليه السلام) في مسجده مع الذين آمنوا معه فعاتبته على دعائه على قومه و لقد كنت مع إلياس (عليه السلام) بالرمل و كنت مع إبراهيم (عليه السلام) حين كاده قومه و ألقوه في النار فكنت بين المنجنيق و النار فجعلها الله عليه بردا و سلاما ثم كنت مع يوسف (عليه السلام) حين حسده إخوته و ألقوه في الجب فبادرته إلى قعر الجب و تناولته و وضعته وضعا رفيقا ثم كنت معه في السجن أؤنسه حتى أخرجه الله ثم كنت مع موسى (عليه السلام) و علمني سفرا من التوراة و قال لي إن أدركت عيسى فاقرأه مني السلام فلقيته و أقرأته السلام من موسى و كنت معه و علمني سفرا من الإنجيل و قال لي إن أدركت محمدا فاقرأه مني السلام فعيسى يا رسول الله يقرأ عليك السلام فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) على عيسى روح الله و كلمته ما دامت السماوات و الأرض السلام و عليك يا هام لما بلغت السلام فارفع إلينا حوائجك فقال حاجتي أن يبقيك الله لأمتك و يصلحهم لك و يرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك فإن الأمم السالفة إنما هلكت بعصيان الأوصياء و حاجتي أن تعلمني يا رسول الله سورا من القرآن أصلي بها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) علم الهام و ارفق فقال هام يا رسول الله و من هذا الذي ضممتني إليه فإنا معشر الجن

[858]

أمرنا ألا نتبع إلا نبيا أو وصي نبي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا هام من وجدتم في الكتب وصي آدم قال شيث قال فمن كان وصي نوح قال سام قال فمن كان وصي هود قال يوحنا بن حنان ابن عم هود قال فمن كان وصي إبراهيم قال إسماعيل و وصي إسماعيل إسحاق قال فمن كان وصي موسى قال يوشع بن نون قال فمن كان وصي عيسى قال شمعون بن حمون الصفاء ابن عم مريم قال فلم كانوا هؤلاء أوصياء الأنبياء قال لأنهم كانوا أزهد الناس في الدنيا و أرغب الناس في الآخرة قال فمن وجدتم في الكتب وصي محمد قال هو في التوراة اليا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن هذا اليا هذا علي وصيي و أخي و هو أزهد الناس في الدنيا و أرغب الناس إلى الله في الآخرة فسلم هام على علي (عليه السلام) ثم قال يا رسول الله فله اسم غير هذا قال نعم هو حيدرة فعلمه علي (عليه السلام) سورا من القرآن فقال هام يا علي يا وصي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أكتفي بما علمتني من القرآن في صلاتي قال نعم قليل القرآن كثير و جاء هام بعد فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و ودعه و انصرف فلم يلقه حتى قبض (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما كان يوم الهرير تراءى لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال يا وصي محمد إنا وجدنا في كتب الأنبياء أن الأصلع وصي محمد خير الناس فكشف (عليه السلام) عن رأسه مغفره و قال أنا و الله ذاك يا هام .

[859]

فصل :

و عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن معتب غلام الصادق قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالعريض فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه و هو يصلي في موضع من المسجد فلما انصرف قال يا معتب ترى هذا الموضع قلت نعم قال بينا أبي (عليه السلام) يصلي في هذا المكان إذ دخل شيخ يمشي حسن السمت فجلس فبينما هو جالس إذ جاء رجل آدم حسن الوجه و التمسه فقال للشيخ ما يجلسك ليس بهذا أمرت فقاما و انصرفا فتواريا عني فلم أر شيئا فقال أبي يا بني هل رأيت الشيخ و صاحبه قلت نعم فمن الشيخ و من صاحبه قال الشيخ ملك الموت و الذي جاء فأخرجه جبرئيل .

[860]

و عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) بينا أنا في الدار مع جارية لي إذ أقبل رجل قاطب بوجهه فلما رأيته علمت أنه ملك الموت فاستقبله رجل آخر أطلق منه وجها و أطلق بشرا فقال له ليس بذا أمرت فبينا أنا أحدث الجارية و أعجب مما رأيت إذ قبضت .

و عن محمد بن عيسى بن عبيد عن صفوان بن يحيى عن أبي علي الخراساني عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كأني بطائر أبيض فوق الحجر فيخرج من تحته رجل يحكم بين الناس بحكم آل داود و سليمان و لا يبتغي بينة .

و قال حمران بن أعين لأبي عبد الله (عليه السلام) : أنبياء أنتم قال لا قلت حدثني من لا أتهمه أنكم أنبياء قال من هو أبو الخطاب قلت نعم قال هجر قلت بما تحكمون قال لا تذهب الدنيا حتى يخرج واحد مني يحكم بحكومة آل داود و لا يسأل عن بينة يعطي كل نفس حكمها .

[861]

و عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال : كنا زمان أبي جعفر (عليه السلام) حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها فلقيت سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من إمامك قلت أئمتي آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال هلكت و أهلكت أ ما سمعت أنت و أنا أبا جعفر (عليه السلام) و هو يقول من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية فقلت بلى لعمري فرزقنا الله المعرفة فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن سالما قال لي كذا و كذا فقال لي إنه ما مات منا ميت حتى يخلف الله من بعده من يعلم علمه و يعمل عمله و ليس تميل به شهوته و يدعو إلى مثل الذي دعا إليه من كان قبله إنه إذا قام قائمنا حكم بحكم داود و سليمان لا يسأل الناس بينة .

[862]

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) لأي شي‏ء سمي المهدي قال لأنه يهدي لأمر خفي يبعث إلى الرجل من أصحابه لا يعرف له ذنب فيقتله .

فصل :

و روى لنا جماعة عن جماعة عن أبي جعفر بن بابويه حدثنا أبي حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن فضيل الرسان عن أبي جعفر (عليه السلام) : أن جماعة قالوا لعلي (عليه السلام) يا أمير المؤمنين لو أريتنا ما نطمئن إليه مما أنهى إليك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم و قلتم ساحر كذاب و كاهن و هو من أحسن قولكم قالوا ما منا أحد إلا و هو يعلم أنك ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و صار إليك علمه قال علم العالم شديد و لا يحتمله إلا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان و أيده بروح منه ثم قال أما إذا أبيتم إلا أن أريكم بعض عجائبي و ما آتاني الله من العلم

[863]

فاتبعوا أثري إذا صليت العشاء الآخرة فلما صلاها أخذ طريقه إلى ظهر الكوفة فاتبعه سبعون رجلا كانوا في أنفسهم خيار الناس من شيعته فقال لهم علي (عليه السلام) إني لست أريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله و ميثاقه أن لا تكفروني و لا ترموني بمعضلة فو الله ما أريكم إلا ما علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ عليهم العهد و الميثاق أشد ما أخذ الله على رسله من عهد و ميثاق ثم قال حولوا وجوهكم عني حتى أدعو بما أريد فسمعوه جميعا يدعو بدعوات لا يعرفونها ثم قال حولوها فحولوها فإذا جنات و أنهار و قصور من جانب و السعير تتلظى من جانب حتى أنهم ما شكوا أنهما الجنة و النار فقال أحسنهم قولا إن هذا لسحر عظيم و رجعوا كفارا إلا رجلين فلما رجع مع الرجلين قال لهما قد سمعتما مقالتهم و أخذي العهود و المواثيق عليهم و رجوعهم يكفرونني أما و الله إنها لحجتي عليهم غدا عند الله فإن الله ليعلم أني لست بساحر و لا كاهن و لا يعرف هذا لي و لا لآبائي و لكنه علم الله و علم رسوله أنهاه إلى رسوله و أنهاه إلى رسوله و أنهيته إليكم فإذا رددتم علي رددتم على الله حتى إذا صار إلى مسجد الكوفة دعا بدعوات يسمعان فإذا حصى المسجد در و ياقوت فقال لهما ما الذي تريان فقالا هذا در و ياقوت فقال صدقتما لو أقسمت على ربي فيما هو أعظم من هذا لأبر قسمي

[864]

فرجع أحدهما كافرا و أما الآخر فثبت فقال (عليه السلام) إن أخذت شيئا ندمت و إن تركت ندمت فلم يدعه حرصه حتى أخذ درة فصرها في كمه حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درة بيضاء لم ينظر الناس إلى مثلها قط فقال يا أمير المؤمنين إني أخذت من ذلك الدر واحدة و هي معي قال و ما دعاك إلى ذلك قال أحببت أن أعلم أ حق هو أم باطل قال إنك إن رددتها إلى موضعها الذي أخذتها منه عوضك الله منها الجنة و إن أنت لم تردها عوضك الله منها النار فقام الرجل فردها إلى موضعها الذي أخذها منه فحولها الله حصاة كما كانت فبعضهم قال كان هذا ميثم التمار و بعضهم قال كان عمرو بن الحمق الخزاعي .

فصل :

و عن قتيبة بن الجهم قال : لما دخل علي (عليه السلام) إلى بلاد صفين مر بقرية يقال لها صندوداء فعبر عنها و عرس بنا في أرض بلقع

[865]

فقال مالك بن الحارث الأشتر نزلت على غير ماء فقال إن الله يسقينا في هذا المكان ماء أصفى من الياقوت و أبرد من الثلج فتعجبنا و لا عجب من قول أمير المؤمنين (عليه السلام) فوقف على أرض فقال يا مالك احتفر أنت و أصحابك فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فلم نستطع أن نزيلها فقال علي (عليه السلام) اللهم إني أسألك أن تمدني بحسن المعونة و تكلم بكلام حسبناه سريانيا ثم أخذها فرمى بها فظهر لنا ماء عذب طيب فشربنا و سقينا دوابنا ثم رد الصخرة عليه و أمرنا أن نحثوا التراب عليها فلما سرنا غير بعيد قال (عليه السلام) من يعرف منكم موضع العين قلنا كلنا فرجعنا فخفي علينا أشد خفاء فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها و منه فقلنا هل عندك ماء فسقانا ماء مرا خشنا فقلنا له لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين هاهنا فقال صاحبكم نبي قلنا وصي نبي فانطلق معنا إلى علي (عليه السلام) فلما بصر به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال شمعون قال نعم هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلا الله ثم قال ما اسم هذه العين قال (عليه السلام) اسمها عين راحوما من الجنة شرب منها ثلاثمائة نبي و ثلاثمائة وصي و أنا آخر الوصيين شربت منها

[866]

فقال الراهب هكذا وجدت في جميع الكتب و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك وصي محمد ثم قال علي (عليه السلام) و الله لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم و أنسابهم .

فصل :

و عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال كشط الله لإبراهيم السماوات حتى نظر إلى ما فوق العرش و كشطت له الأرض حتى رأى ما تحت تخومها و ما فوق الهواء و فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل

[867]

ذلك و إني لأرى صاحبكم و الأئمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك .

و سأله أبو بصير : هل رأى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ملكوت السماوات و الأرض كما رأى ذلك إبراهيم قال نعم و صاحبكم و الأئمة من بعده .

و قال أبو جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى : وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ كشطت له السماوات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة و ما فيها و الأرضين السبع حتى نظر إليهن و ما فيهن و فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما فعل بإبراهيم (عليه السلام) و إني لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك و الأئمة من بعده مثل ذلك .

و عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران الجمال عن أبي داود السبيعي عن بريدة الأسلمي قال : كنت جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و علي (عليه السلام) جالس معه إذ قال يا علي أ لم أشهدك معي سبعة مواطن حتى ذكر المواطن الثلاثة

[868]

و الموطن الرابع ليلة الجمعة أريت ملكوت السماوات و الأرض و رفعت إلي حتى نظرت إلى ما فيها و اشتقت إليك فدعوت الله تعالى فإذا أنت معي فلم أر من ذلك شيئا إلا و قد رأيته .

و عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن عن حسان أبي علي الجمال عن أبي داود السبيعي عن بريدة الأسلمي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : يا علي إن الله أشهدك معي سبعة مواطن فذكرها حتى ذكر الموطن الثاني قال أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء فقال أين أخوك قلت ودعته خلفي قال ادع الله يأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي و كشط لي عن السماوات السبع و الأرضين السبع حتى رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك منها فلم أر

[869]

من ذلك شيئا إلا و قد رأيته كما رأيته .

فصل :

و عن المعلى بن محمد البصري عن الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن علي عن خالد بن نجيح قال : دخلت على أبي إبراهيم (عليه السلام) بالرميلة فلما نظرت إليه قلت في نفسي مظلوم مغصوب مضطهد ثم قبلت بين عينيه فالتفت إلي فقال نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا لو أردناه رد إلينا و إن لهؤلاء القوم مدة و غاية لا بد من الانتهاء إليها .

[870]

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول و عنده أناس من أصحابه و هم حوله إني لأعجب من قوم يتولونا و يجعلونا أئمة و يصفون بأن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا و يعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا و التسليم لأمرنا أ يرون أن الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم أخبار السماوات و الأرض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران يا ابن رسول الله أ رأيت ما كان من قيام أمير المؤمنين و الحسن و الحسين (عليه السلام) و خروجهم و قيامهم بدين الله و ما أصيبوا به من قبل الطواغيت و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر (عليه السلام) و لو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من ذلك سألوا الله أن يرفع ذلك عنهم و ألحوا عليه في إزالة ملك الطواغيت عنهم إذا لأجابهم و دفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه و لا لعقوبة معصية خالفوه

[871]

فيها و لكن لمنازل و كرامة من الله أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بكم المذاهب .

و عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن صالح بن عقبة الأسدي عن أبيه قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يقولون بأمر ثم يكسرونه و يضعفونه يزعمون أن الله احتج على خلقه برجل ثم يحجب عنه علم السماوات و الأرض لا و الله لا و الله لا و الله قلت فما كان من أمر هؤلاء الطواغيت و أمر الحسين بن علي (عليه السلام) فقال لو أنهم ألحوا فيه على الله لأجابهم الله و كان أهون من سلك يكون فيه خرز انقطع فذهب و لكن كيف إذا نريد غير ما أراد الله .

يعني أن الله تعالى لم يرد ذلك إلجاء و اضطرارا و إنما أراد أن يكون ذلك اختيارا و الإلجاء ينافي التكليف و كذلك نحن نريد مثل ذلك و لا نخالف الله .

[872]

فصل :

و أخبرنا السيد ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني عن الشيخ أبي جعفر الطوسي أخبرنا محمد بن علي بن خشيش أخبرنا أبو المفضل حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية حدثنا سعد بن سعد الأشعري قال : سألت الرضا (عليه السلام) عن الطين فقال كل طين حرام كالميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل به لغير الله ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام) فإنه شفاء من كل داء .

[873]

و قال أبو المفضل الشيباني حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني ببغداد حدثنا المنذر بن محمد القابوسي حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الأزدي حدثنا أبي قال : صليت في جامع المدينة و إلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر يقول أحدهما لصاحبه يا فلان أ ما علمت أن طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء و ذلك أنه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد منه عافية و آيست و كانت عندنا عجوز من الكوفة فقالت لي يا سالم ما أرى علتك كل يوم إلا تزيد فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله قلت نعم فسقتني ماء في قدح فبرأت و كان اسمها سلمة فقلت لها بعد أشهر بما ذا داويتيني قالت بواحدة مما في هذه السبحة و كان في يدها سبحة من تربة الحسين (عليه السلام) فقلت يا رافضية داويتيني بطين قبر الحسين فخرجت مغضبة فو الله لقد رجعت علتي أشد ما كانت و أنا أقاسي الجهد و البلاء .

back page fehrest page next page