(قصة الملك النعمان مع نديميه)

 (لطيفة) روى انه كان ينادم النعمان بن المنذر رجلان من العرب هما خالد بن المفضل وعمرو بن مسعود الأسديان، فشرب معهما ليلة فراجعاه الكلام فغضب عليهما وامر بأن يجعلا في تابوتين ويدفنا بظهر الكوفة، فلما اصبح سأل عنهما فأخبر بصنيعه فقدم وركب حتى وقف عليهما وامر ببناء الغريين وجعل لنفسه كل سنة يوم نعم ويوم بؤس، وكان يضع سريره بينهما فاذا كان يوم نعمه فاول من يطلع عليه يعطيه مأئة من الإبل واذا كان يوم بؤسه فاول من يطلع عليه يعطيه رأس طربال وهي دويبة منتنة الرائحة ويأمر بقتله ويعزي به قبريهما. وبقي هذا حاله الى ان كان في سنة يوم بؤسه طلع عليه رجل طائي رماه الدهر بسهام الفقر فخرج في طلب القوت ليناله فعلم الطائي انه المقتول فقال: حيى الله الملك ان لي صبية صغاراً واهلا جياعا خرجت في طلب الرزق لهم فأوقعني سوء الحظ في هذا اليوم العبوس ولن يتفاوت الحال في قتلي بين اول النهار وآخره فإن رأى الملك ان اوصل اليهم هذا القوت واوصي بهم اهل المروة في الحي لئلا يهلكوا ضياعا ثم اعود للملك واسلم نفسي لنفاذ امره؟ فرق له النعمان وقال له: لاآذن لك الا ان يضمنك رجل معنا فان لم ترجع قتلناه. وكان شريك بن عدي نديم النعمان معه، فالتفت الطائي الى شريك فقال: اضمني وانا ارجع قبل الليل فقال شريك: انا ضامنه. فمر الطائي مسرعا وصار النعمان يقول لشريك: جاء وقتك فتأهب للقتل، فقال له شريك: ليس للملك علي سبيل حتّى يأتي المساء، فلما قرب المساء قال النعمان: تأهب للقتل. فقال شريك: هذا شخص قد لاح من بعيد مقبلا وارجو أن يكون الطائي والا فامرك ممتثل. فبينما هم كذلك واذا بالطائي قد اشتد في عدوه مسرعا حتى وصل فقال: خشيت ان ينقضي النهار قبل وصولي فعدوت ثم وقف قائما وقال: ايها الأمير مر بامرك، فاطرق النعمان برأسه الى السماء فقال: ما رأيت باعجب منك اما انت يا طائي فما تركت لأحد في الوفاء مقاماً يقوم فيه ولا ذكراً يفتخر به، واما انت يا شريك فما تركت لكريم سماحة يذكر بها في الكرماء فلا اكون انا ألأم الثلاثة، الا واني قد رفعت يوم بؤسي عن الناس و نقضت عادتي كرماً لوفاء الطائي وكرم شريك. فقال النعمان للطائي: ما حملك على الوفاء وفيه اتلاف نفسك؟ فقال: ديني من لا وفاء له لا دين له فاحسن له النعمان ووصله (اقول) هذا هو الأصل في التسمية بالغريين الا انه الآن اشتهر بالغري.

 

(الفرقة الناجية من الفرق الاسلامية)

 (فائدة) روى فخر المحققين عن والده العلامة (قده) قال: حكى لنا والدي عن افضل المتأخرين الخواجة نصير الحق والدين الطوسي (طيب الله ثراه) قال: اني وقفت على جميع المذاهب اصولها وفروعها فوجدت من عدا الإمامية مشتركين في الأصول المعتبرة في الايمان وان اختلفوا في اشياء تساوى اثباتها ونفيها بالنسبة الى الايمان، ثم وجدت ان طائفة الامامية يخالفون الكل في أصولهم، فلو كانت فرقة من عداهم ناجية لكان الكل ناجين، فيدل على ان الناجين هم الامامية لا غير ـ انتهى.

 (قال) الفاضل المحدث السيد نعمة الله الجزائري بعد نقل ذلك وتحريره: ان جميع الفرق متفقون على ان مشاعر النجاة ودخول الجنة هو الإقرار بالشهادتين، وخالفهم الإمامية وقالوا: لابد من ضم ولاية اهل البيت((عليهم السلام)) والبراءة من اعدائهم وهي التي يدور عليها النجاة والهلاك. قال واجاب نصير الدين والملة الطوسي جوابا آخر حيث قال: انه((صلى الله عليه وآله)) عين الفرقة الناجية والهالكة في حديث او صحيح متفق عليه، وهو قوله((صلى الله عليه وآله)): «مثل اهل بيتي كسفينة نوح من ركبهانجا ومن تخلف عنها غرق» وهذا الحديث متفق عليه رواه الجمهور من طرق متعددة والإمامية، وهم مختصون بركوب هذه السفينة لأنهم اخذوا مذهبهم عن الإمام ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق((عليه السلام)) ولقب مذهبهم بالجعفري، وهو أخذه عن ابيه باقر العلوم، وهو اخذه عن ابيه زين العابدين، وهو اخذه عن ابيه سيد الشهداء، وهو اخذه عن ابيه امير المؤمنين((عليه السلام)) وهو اخذه عن اخيه وابن عمه رسول الثقلين((صلى الله عليه وآله))، وهو اخذه عن جبرئيل((عليه السلام)) وهو اخذه عن رب العزة جل شأنه، وكل فرقة غيرهم اخذت دينها عن امامها كأصحاب ابي حنيفة واصحاب الشافعي واصحاب احمد بن حنبل واصحاب المالكي. وهذا ظاهر لا يحتاج الى البيان، على ان الحديث روي بعدة اسانيد هكذا قال((صلى الله عليه وآله)): افترقت امة موسى على احد وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي التي اتبعت خليفته يوشع بن نون، وافترقت امة عيسى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي التي اتبعت وصيه شمعون، وستفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي التي تتبع وصيي علياً ـ انتهى كلامه زيد مقامه.

 (يقول ناظم هذه الدرر ومطرز هذا الخبر) قد وقع لي تحقيق في هذا المقام قبل الوقوف على كلام هؤلاء الاعلام اذكره هنا بلفظه: اقول: من اقوى الالزامات للمخالفين واظهر الحجج والبراهين على صحة هذا المذهب ـ وهو مذهب الامامية ـ قوله((صلى الله عليه وآله)): «ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة والباقون في النار» وقوله((صلى الله عليه وآله)): «مثل اهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» والحديث الأول مما اجتمع على نقله المؤالف والمخالف، وقد صنف الشهرستاني كتاب الملل والنحل في ضبط تلك الفرق تصديقاً للخبر المذكور، ومقتضاه يجب ان يحكم بنجاة فرقة واحدة من تلك الفرق لا ازيد، والا الزم تكذيبه((صلى الله عليه وآله)) والرد عليه فيما قال وهو كفر محض. واما الحديث الثاني فقد استفاض بل تواتر نقله من طريق

الجمهور ايضاً بالفاظ عديدة رواه احمد في مسنده ونقله صاحب المشكاة عن ابى ذر قال وهو متعلق بأستار الكعبة: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا جندب بن جنادة سمعت رسول الله((صلى الله عليه وآله)) بإذني و الا صمتا يقول: «الا ان مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» وقد روى ابن المغازلي الشافعي هذا المعنى في كتاب المناقب بعدة اسانيد وبعبارات مختلفة. ويعضد هذا الخبر ايضاً ما تواتر عنه((صلى الله عليه وآله)) من قوله: «انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما» وقد رواه في مسنده من ثلاث طرق بعبارات متقاربة، ورواه مسلم في صحيحه والتغلبي في تفسيره وابن المغازلي في مناقبه ورزين العبدي في الجمع بين الصحاح الستة الى غير ذلك من المواضع.

 وانت خبير بانه لا معنى لكونهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ـ كما تضمنه الخبر الثاني ـ ولا معنى للتمسك بهم ـ كما تضمنه الخبر الثالث ـ الا الأخذ بأقوالهم والاقتداء بافعالهم والتدين بدينهم وشريعتهم والاقتداء بطريقتهم وسنتهم. وقد اعترف بذلك المخالفون قال التفتازاني في شرح المقاصد: فان قيل: «اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى» الى آخره وقال: «اني تارك فيكم ما ان اخذتم بهم لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي» ومثل هذا يشعر بفضلهم على العالم وغيره؟ قلت: نعم لاتصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النسب، ألا ترى انه((عليه السلام)) قرنهم في كون التمسك بهم منقذاً من الضلال ولا معنى للتمسك بالكتاب الا الأخذ بما فيه الهداية وكذا العترة ـ انتهى. وقال الطيبي في شرح المشكاة: شبه الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات والبدع والأهواء الزائغة ببحر لجي يغشاه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض وقد احاط باكناف واطراف الأرض كلها وليس منه خلاص ولا مناص الا بتلك السفينة ـ انتهى.

 وحينئذ فنقول: من البين الواضح البيان والمستغني بذلك عن الحجة والبرهان انه لم يركب احد من الامة في تلك السفينة المنجية من الضلال ولم يتخذها احد من تلك الفرق العديدة ملجأ من الأهوال ولم يتمسك بحبل ولاء الائمة الطاهرين ((عليهم السلام))غير الشيعة الاثنى عشرية، فإنهم من زمن الائمة ((عليهم السلام)) هم القائلون بأمامتهم والعاكفون على احياء طريقتهم وسنتهم، فلا يعتمدون في معالم دينهم اصولا وفروعا إلا على اخبارهم عاكفون على زيارة قبورهم مقيمون شعائر احزانهم وتعزيتهم صابرون على الأذى بل القتل في حبهم. وهذا كله ظاهر لا ينكره الا من ينكر المحسوسات

الوجدانية و يقابل بالتمويهات السوفسطائية وبه يظهر ان الناجية من تلك الفرق الثلاث والسبعين هي فرقة الشيعة الاثنى عشرية و ان ما عداها من الهالكين .

 ومن العجب نقل اولئك الفضلاء منهم لهذه الأخبار واعترافهم بكون التمسك بهم منقذاً من الضلالة وان التمسك بهم عبارة عن الأخذ بما فيه الهداية من اقوالهم وافعالهم مع انهم من العاكفين على خلافهم والتاركين للاقتداء بشريف اخلاقهم واوصافهم، فتراهم لا يروون بواسطة احد منهم رواية ولا يعدونه من جملة من اعتمدوه من ذوي الغواية فضلا عن ان يتخذوه مناراً للهداية ومقصداً فيها وغاية (انها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). فليت شعري بماذا يجيبون غداً عند الله سبحانه وعند الرسول((صلى الله عليه وآله)) بعد روايتهم لهذه الأخبار وبماذا يعتذرون بين يدي العزيز الجبار؟!

 واعجب من ذلك ما رواه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من علماء السنة على ما نقله عنه جمع من اصحابنا منهم السيد الزاهد المجاهد رضي الدين بن طاووس في الطرائف والقاضي نور الله الشوشتري في احقاق الحق روى ذلك في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الاثنى عشر: تفسير ابي يوسف يعقوب بن سفيان، وتفسيرا بن جريح، وتفسير مقاتل بن سليمان، وتفسير وكيع بن جراح، وتفسير يوسف بن موسى القطان، وتفسير قتادة، وتفسير ابو عبيدة القاسم بن سلام، وتفسير علي بن حرب، وتفسير السدي، وتفسير مجاهد، وتفسير مقاتل بن مقاتل بن حيان، وتفسير ابي صالح ـ وكلهم من اهل السنة ـ رووا عن انس بن مالك قال: كنا جلوسا عند رسول الله((صلى الله عليه وآله)) فتذاكرنا رجلا يصلي ويصوم ويتصدق ويزكي، فقال لنا رسول الله((صلى الله عليه وآله)): لا اعرفه، فقلنا: يا رسول الله انه يعبد الله ويسبحه ويقدسه ويهلله، فقال: لا اعرفه. فبينما نحن في ذكر الرجل اذ طلع علينا فقلنا: يا رسول الله هو ذا، فنظر اليه رسول الله((صلى الله عليه وآله)) وقال لأبي بكر: خذ سيفي هذا وامض الى هذا الرجل واضرب عنقه فانه من يجيء في حزب الشيطان، فدخل ابو بكر المسجد فرآه راكعاً فقال: والله لا اقتله فان رسول الله((صلى الله عليه وآله)) نهانا عن قتل المصلين، فرجع الى رسول الله((صلى الله عليه وآله)) فقال: يا رسول الله اني وجدت الرجل راكعاً وانت نهيتنا عن قتل المصلين الراكعين، فقال رسول الله((صلى الله عليه وآله)): اجلس فلست بصاحبه، ثم قال: قم يا عمر فخذ سيفي من يد ابي بكر وادخل المسجد واضرب عنقه، قال عمر: فاخذت السيف من يد ابي بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل ساجداً فقلت: والله لا اقتله فقد استأذنه من هو خير مني، فرجعت الى رسول الله((صلى الله عليه وآله)) فقلت: يا رسول الله اني وجدت الرجل ساجداً. فقال رسول الله: اجلس فلست بصاحبه قم يا علي فانك قاتله فان وجدته فاقتله فانك ان قتلته لم يبق بين امتي اختلاف ابداً، قال علي: فأخذت السيف ودخلت المسجد فلم اره فرجعت الى رسول الله((صلى الله عليه وآله)) فقلت: يا رسول الله ما رأيته فقال: يا ابا الحسن ان امة موسى افترقت على أحد وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقون في النار، وان امة عيسى افترقت على اثنين وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقون في النار، وستفترق امة محمد((صلى الله عليه وآله)) على ثلاث وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقون في النار. فقلت: يا رسول الله فما الفرقة الناجية؟ قال: المتمسك بها انت واصحابك فأنزل الله: (ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله) يقول هذا اول من يظهر من اصحاب البدع والضلالات. قال ابن عباس: والله ما قتل ذلك الرجل الا امير المؤمنين((عليه السلام)) يوم النهروان، ثم قال الله تعالى: (له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) اي بقتاله علي بن ابي طالب((عليه السلام)) يوم صفين.

 (اقول) فانظر ايها العاقل المنصف الى رواية هؤلاء الأجلاء الأعلام لهذا الحديث المتضمن للنص الجلي على ان الفرقة الناجية هم علي وشيعته من بين تلك الفرق الثلاث والسبعين فرقة، والى ما تضمنه من النص الجلي على مخالفة ابي بكر وعمر له((صلى الله عليه وآله)) في حياته بحضوره ولم يمتثلا امره بقتل رجل لو قتل لم يقع بين امته اختلاف ويتعللان باشتغاله بالركوع والسجود، مع انه((صلى الله عليه وآله)) عالم بذلك، سيما مع تقدم وصفه والثناء عليه بذلك والله سبحانه يقول: (من اطاع الرسول فقد اطاع الله) فاذا كانت هذه حالهم معه((صلى الله عليه وآله)) في حياته فكيف يستبعد منهم ذلك بعد مماته، فهل يجوز عقلا او نقلا ان يروي احد مثل هذه الرواية ثم يتخذه اماماً يدين الله تعالى بطاعته ويجعله واسطة بينه وبين الله تعالى يتقرب اليه بولايته؟! ولكن سخ الطيبة الردية قد غلب ذلك على الأمة الغوية (فانه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) والى الله سبحانه المشتكى منهم.

 (كتاب الخصال) بسنده عن الصادق((عليه السلام)) قال: قال رسول الله((صلى الله عليه وآله)): اربع تميت القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء ـ يعني محادثتهن ـ ، ومماراة الأحمق تقول ولا يرجع الى خير، ومجالسة الموتى فقيل: يا رسول الله وما الموتى؟ قال: كل غني مترف.

 (وعنه) ((صلى الله عليه وآله)) انه قال لأصحابه: اسمعوا مني كلاماً هو خير لكم من الدهم الموقفة: لا يتكلم احدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه. حتى يجد له موضعاً فرب متكلم في غير موضعه جنا على نفسه في كلامه، ولا يمارين احدكم سفيها ولا حليما فانه من مارى سفيها أراده، واذكروا أخاكم اذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون ان تذكروا به اذا غبتم عنه، واعملوا عمل من يعلم انه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإحترام (بيان) الدهم جمع ادهم اي خير لكم من الخيول السود التي اوقفت لكم ولحوائجكم.

 

(في علم الله تعالى بالأشياء)

 (فائدة) من افادات مولانا العلامة الشيخ احمد بن محمد بن يوسف البحراني (قدس سره) اعلم ايدك الله وسددك ان علم الله سبحانه بالأشياء لما كان بمعنى حضورها عنده وانكشافها، وكان نسبة ذاته لجميع الأشياء نسبة واحدة في القرب والبعد فليس بعض الموجودات الحادثة من الأزمنة وما في الأزمنة اقرب الى ذاته من البعض وابعد فإن كان وجوده ذاتياً قبل الزمان ومع الزمان وبعده فلا مجال لتعلق نسبة القرب والبعد اليه، ويرشد الى ذلك ما رواه في الروايات من تفسير قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) من ان المراد استوى على كل شيء فليس هو اقرب اليه من شيء، وانما يتحقق نسبة القرب والبعد لشيئين حادثين اذا قيس احدهما الى ثالث، وذلك واضح عند التأمل الصادق فنقول: سلسلة الحوادث زمانها وزمانيها ممحوها ومثبتها محوها واثباتها معلومة اي حاضرة عنده منكشفة له على النهج التي هي عليه لا ترتيب بينها بالنسبة اليه تعالى بل بنسبة بعضها الى البعض بالقياس الى بعض آخر ثالث. ولا ريب انه لا تغير في العلم بهذا المعنى اذ لا تغير في الحضور والانكشاف، وانما التغير في الحاصل المنكشف المسمى بالمعلوم، وهو المراد بالبداء المفسر بالمحو والاثبات وتسميته بالبداء لا باعتبار ظهور ذلك التغير لله تعالى بعد ان لم يكن ظاهراً بل بمعنى بروزه الى فضاء الوجود بعد ان لم يكن بالنسبة الينا، فمعنى «بد الله في الشيء الفلاني» انه ظهر منه اثر في ذلك الشيء بالنسبة الى غيره لم يكن ظاهراً. قيل له: فما تضمنته الأحاديث الكثيرة من ان لله علمين: علم مخزون مكنون لا يعلمه الا هو منه يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله فهو المحتوم فانه سيكون، والمراد من العلم في ذلك اسم المفعول اي المعلوم والمراد ان المعلومات شيئت واريدت وقضيت وحتم امضاؤها فليست محلا للبداء بمعنى وجوب وقوع ذلك المعلوم على النهج الذي وقع عليه التقدير والقضاء من غير تغيير ولا تبديل، والوجوب في ذلك وجوب عارض بمعنى اقتضاء المصلحة والحكمة لوقوعه على ذلك النهج لا بمعنى رفع الاختيار عنه او الى البعد المؤدي الى الاجبار.

 ولا شك ان المعلومات التي اخبر الله تعالى بوقوعها ملائكته ورسله على نهج مخصوص ولم يستثن عليهم في ذلك بمشيئته بما اقتضت المصلحة والحكمة باعتبار الاحتراز عن الكذب وجب وقوعها على النهج المخبر، ومنها معلومات مخزونة مكنونة عنده لم يطلع عليها احدا، فهي عندنا بالنسبة الى الله تعالى موقوفة بمعنى انا نجوز فيها الوقوع واللاوقوع ويجوز على الله فيها الايقاع او اللاايقاع وان كانت بالنسبة الى علمه غير موقوفة بل منكشفة الوقوع واللاوقوع واللاايقاع، وهذه المعلومات هي محل البداء. ومعنى كونها محلا له انه ربما ظهر من الله تعالى اثراً واثار مؤدية لوجود ذلك المعلوم بحيث ربما حكمنا بكونه ثم يمحو الله تلك الآثار ويثبت، او اثار مانعة لكونه مؤدية الى عدمه وربما ظهر عكس ذلك.

 ومن هنا يظهر معنى ما تضمنه كثير من الأخبار من انه لم يبدأ لله في شيء ما بدا له في اسماعيل، وهو انه ظهر لله تعالى فيه بالنسبة الينا من الآثار والاثارات المؤدية الى حكمنا بكونه هو الامام بعد ابيه جعفر((عليه السلام)) المستلزم لبقائه بعد ابيه ما لم يظهر منه تعالى لنا في غيره، ثم محى ذلك بموته قبل ابيه المستلزم لعدم امامته. والسر في البداء وكونه ما عظم الله بشيء مثله اعلام العباد ببقاء قدرته تعالى على حبس ما لم يبرز الى فضاء الوجود وان تحصلت جملة من اسبابه وطائفة من مقدماته المقتضية لحكم مثلنا ظاهراً بالوقوع، وذلك لقدرته على اعدام تلك الأسباب واحداث الموانع من ان يعمل مقتضاها سوى ذلك الأمر من فعله او فعلنا وفي اعتقاد بقاء الاختيار بيده تعالى وكونه قابضاً لوازم الفعل والترك بيمينه من تعظيم يسلب العجز عنه وكونه غالباً في سلطانه لا مغلوباً به، كما هو قول المفوضة الذين اخرجوا من حيز القدرة على عبيده الذين بما اعطاهم من القدرة قدرو اوبما ملكهم من الاختيار اختيار واما لا يخفى على ذي لب.

 (اذا عرفت هذا) فاعلم انه استفاض فى الروايات كل كائن في السماوات والأرض سواء ما كان من فعل الله تعالى او من فعل العبد خيراً او شراً لا يكون إلا بمشيئة وارادة وقدر وقضاء، ومحصل ذلك انه لابد من تعلق المشيئة واخواتها المذكورة بالطرف الواقع من الفعل، والقول الخير من الله ومن العبد والشر منه كما يرشد اليه ما ورد من «ان الله تعالى، امر ولم يشأ وشاء ولم يأمر: امر ابليس ان يسجد لآدم ولم يشأ ان يسجد ولو شاء لسجد، وشاء آدم ان يأكل من الشجرة ولم يأمر به ولو شاء لم يأكل» وغير ذلك من الأحاديث. وتوضيحه وحل ما فيه من الإشكال الذي به يزول توهم الاجبار ما نطقت به الأخبار من لله تعالى مشيئة عزم واختيار ومشيئة حتم واجبار، وكذلك الارادة والقدرة والقضاء. وشرح ذلك ان الله تعالى لما علم ان فلاناً الفلاني يفعل الفعل الفلاني المتشخص بجميع متشخصاته فى الوقت الفلاني باختياره وعزمه، وقد شاء الله واراد وقدر وقضا ان يقع الفعل او الترك الذين هما متعلق التكليف من العبد باختياره لا باجبار منه تعالى، فكلما تعلق به اختيار العبد ودواعية من فعل او ترك او طاعة او معصية فقد تعلق به مشيئة الله تعالى وأخواتها مما عطف عليها وما لم يتعلق به مشيئة الله تعالى، لان تعلق مشيئة الله بما يعلم انه لا يقع من المكلف إلا بالاجبار مع عدم مشيئته تعالى ذلك، ومشيئته تعالى صدور ذلك الفعل بالاختيار مما لا يعلق ويجوز ان يتعلق به امره ونهيه، لأن صحة الامر والنهي لا يتوقف على وقوع المأمور به وترك المنهي عنه، بل يكفي فيهما امكانهما الذاتي مع قطع النظر عن سوء اختيار العبد. والثمرة حاصلة باظهار عذر الآمر والناهي عند المأمورين والمنهيين بتقديمه الامر والنهي ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة.

 واما تحقيق المشيئة واخواتها فلم نؤت من علمها إلا قليل وما هو إلا اجمال دون التفصيل، وهي انها آثار سماوية وارضية مفضية الى فعل شيء او تركه مختلفة في الاقتضاء اليهما بحسب القرب من المعلول والبعد منه مترتبة في الوجود وكل لاحق منها مؤكد لسابقه أو انها ارقام واحكام محدثة في لوح المحو والاثبات يحكي ما يقع عليه الفعل خارجاً بحيث يكون بأزآء كلما يصدر عن العبد من الاسباب المقتضية للفعل او الترك من همه بالفعل وقصده اليه ثم جده فيه وعزمه عليه ثم تقدير ما عليه الفعل من المقادير والاشكال والصفات المشخصة له ثم القصد الى اصداره وحكمه به حكما جازماً حكم ورقم من الله في ذلك اللوح، فالحكم والرقم المحدث منه تعالى الموازي للهم بالفعل في الجملة يسمى من الله مشيئة مثلا، والموازي فيه للجد والعزم عليه بتعيين بعض صفاته او بدونه يسمى ارادة وهي كالمؤكد للأول والموازي لتقدير ما عليه الفعل من المقادير، وتصور ما عليه العقل من بعض الصفات المشخصة يسمى تقديراً والموازي للقصد الى اصداره قصداً جازماً وحكما حاتماً يسمى قضاء فللّه تعالى المشيئة في هذه الأرقام والاحكام بالمحو والاثبات حتى يجوز الفعل الى قضاء الوجود او يصدر منه تعالى اعلام ملائكته ورسله بالوقوع، يصير المحو والاثبات فيهما ممتنعاً بالغير لا ليقتضي سلب الإختيار عنه تعالى.

 (فان قلت) قد ورد انه تعالى خلق الشقاوة والسعادة من قبل ان يخلق خلقه، فمن خلقه سعيداً لم يبغضه وان عمل شراً أبغض عمله ومن خلقه شقياً لم يحبه ابداً وان عمل صالحاً احب عمله وابغضه لما يصير اليه، فاذا أحب شيئاً لم يبغضه ابداً واذا أبغض شيئاً لم يحبه ابدا وظاهره يوهم الجبر ويمنع وقوع البداء في الشقاوة والسعادة المستتبعين للمحبة من الله والبغضة، وينافي ما تواتر معنى عن اهل العصمة من الدعوات «اللهم انك ان كنت كتبتني عندك في ام الكتاب شقياً فامح من الكتاب شقائي واكتبني سعيداً فانك تمحوح ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب».

 (قلنا) كل ذلك مندفع وذلك لان الخلق خلقان خلق تقدير وخلق تكوين، وقد علمت ان تقدير الله متعلق بكل كائن والمراد بخلق الله للسعادة والشقاوة وتقديره لهما، والمراد بالسعادة حالة موافقة للموت يستوجب بها صاحبها وكونه من اهل الشقاوة حاله كذلك يستوجب بها صاحبها كونه من اصحاب النار او موافاته للموت على احد الحالين. وتقديره تعالى، للسعادة والشقاوة تابع لعلمه باختيار العبد لاحدى الحالين التابع للاختيار المذكور، فاندفع توهم الجبر اذ خلقهما بمعنى تقديرهما قبل خلق الخلق بهذا المعنى غير ظاهر. وحيث جاز ان يقدر الله تعالى، فيمن قدر سعادته ان يسلك به مسالك الاشقياء ويعمل اعمالهم حتى يقال ما اشبهه بهم بل هو منهم، وفيمن قدر شقاوته ان يسلك به مسالك السعداء حتى يقال ما اشبهه بهم بل هو منهم، ثم يدرك كلا من الفريقين ما قد صح البدأ في الشقاوة والسعادة بهذا المعنى وصح طلب محو الشقاوة من الداعي واثبات السعادة، لأن المراد بالشقاوة المكتوبة المطلوب محوها واثبات السعادة مكانها هو سلوك مسالك الاشقياء في اثناء العمر لا موافاتا للأجل على تلك الحال وذلك قابل للمحو والاثبات. واما موافاة الأجل على تلك الحال وذلك هو المحو والإثبات فلا ينافي لاختلاف معنى السعادة والشقاوة حينئذ فيختلف مورد السلب والايجاب فلا تناقض. والله اعلم. الى هنا الموجود من ذلك وصلى الله على محمد وآله.

 

(رسالة ابي غالب الزراري الى ابن ابنه)

 حدثنا ابو عبدالله الحسين بن عبيدالله بن ابراهيم الواسطي ابو غالب احمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكر بن اعين الشيباني منه الى ابن ابنه محمد بن عبيد الله ابن احمد: سلام عليك، فإني احمد اللّه اليك الذي لا اله الا هو الحق مبدع الخلق الموفق للخير والمعين عليه، واسأله ان يصلي على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.

 (اما بعد) فانا اهل بيت اكرمنا الله عزوجل بمنه علينا بدينه واختصنا بصحبة اوليائه وحججه على خلقه من اول نسبنا الى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة، فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين((عليه السلام)) وكان حمران من اكبر مشائخ الشيعة المفضلين الذين لايشك فيهم فكان احد حملة القرآن ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القرآن، وروي انه قرآ علي ابي جعفر محمد بن علي((عليه السلام)) وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة، ولقي حمران وجدنا زرارة وبكير ابا جعفر محمد بن علي وابا عبدالله جعفر بن محمد((عليه السلام)) ولقي بعض اخوتهم و جماعة من اولادهم مثل حمزة بن حمران وعبيد بن زرارة ومحمد بن حمران و غيرهم ابا عبدالله جعفر بن محمد((عليه السلام)) ورووا عنه، وكان عبيدا وافداً للشيعة بالكوفة الى المدينة عند وقوع الشبهة في امر عبدالله بن جعفر، وله في ذلك احاديث كثيرة قد ذكرت، وله في الكتب. وآل اعين اكثر اهل بيت الشيعة واكثرهم حديثاً وفقها وذلك موجود في كتب الحديث ومعروف عند رواته. وكان عبدالله بن بكير فقيه كثير الحديث (سقط في الأصل ).

 ولقي عبيدالله بن زرارة و غيره من بني اعين ابا الحسن موسى بن جعفر((عليه السلام)) وكان جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا ومولانا ابي الحسن الرضا((عليه السلام)) وله كتاب معروف قد رويته عن ابي عبدالله احمد بن محمد العاصمي لأنه كان ابن اخت علي بن عاصم (ره )، وكان علي بن عاصم شيخ الشيعة في وقته ومات في حبس المعتضد، وكان حمل من الكوفة مع جماعة من اصحابه فجلس من بينهم في الطامير فمات على سبيل ما واطلق الباقون، وكان سعى به رجل يعرف بابن ابي الدواب وله قصة طويلة. وكان للحسن بن الجهم جدنا سليمان ومحمد والحسين ابناء الحسن ولا ادري ايهم اسن ولم يبق لمحمد والحسين ولد. وقد روي محمد بن الحسن بن الجهم الحديث روى عنه علي بن الحسن بن فضال عن عبدالله بن ميمون القداح وغيره، وكانت ام الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة، ومن هذه الجهة نسبنا الى زرارة ونحن من ولد بكير، وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم وانا درب في خطة اسعد بين محلتهم وهو في ظهر دار من دورنا وقف لم يبق لبني اعين في تلك المحلة دار غيرها، وانا اذكر حالها بعد انشاء الله تعالى. وبين خطة بني تميم وكان يعرف بدرب الجهم الى ان فني به اعين فنسب الى بقال على بابه فهو يعرف به الى هذا الوقت. واول من نسب منا الى زرارة جدنا سليمان نسبه اليه ابو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر((عليه السلام))، وكان اذا ذكره في توقيعاته الى غيره: «قال الزراري» تورية عند وستراً له ثم اتسع ذلك وسمينا به. وكان((عليه السلام)) يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد وامه ام ولد يقال لها: (رومية). وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلباً ومعها ابنة لها صغيرة فرباها فخرجت بارعة الجمال وادبها فأحسن ادبها فاشتريت لعبدالله بن طاهر فأولدها عبيدالله بن عبدالله وكان سليمان خال عبيد اللّه. وانتقل اليه من الكوفة وباع عقاره بها في محلة بني اعين، وخرج معه الى خراسان عند خروجه اليهما فتزوج بنيسابور امرأة من وجوه اهلها وارباب النعم فولدت بنيسابور ابنا سماه احمد مات في حياة ابيه وولدت له جدي محمد بن سليمان وعم علي ابن ابي سليمان واختاً لهم تزوجها عند عود سليمان الى الكوفة محمد بن يحيى المغازي فأولدها محمد بن محمد بن يحيى واخته فاطمة بنت محمد.

 وقد روى محمد بن يحيى طرفاً من الحديث، وروى محمد بن محمد بن يحيى بن عمه ايضاً صدراً صالحاً من الحديث ولم تطل اعمارهما فيكثر النقل عنهما، فلما انصرف آل طاهر عن خراسان اراد سليمان ان ينقل عياله بها وولده الى العراق فامتنعت زوجته وظنت بعمتها واهلها، فاحتال عليها بالحج ووعدها الرجوع بها الى خراسان فرغبت في الحج فأجابته الى ذلك فخرج بها وبولده منها فحج بها ثم عاد الى الكوفة وليس بها داراً فنزل دور اهله ومحلتهم وفيهم اذ ذاك بقية، فنزل بالقرب من الجامع رغبة فيه على قوم من التجار يعرفون بني عباذ حزازين في بني زهرة، ثم ابتاع في موضعه دوراً واسعة بقيت في ايدي ولده. وقد خلف من الولد بعد ابنه الذي مات في حياة جدي محمد بن سليمان وكان اسن ولده وعلياً اخاه من امه وحسناً وحسيناً وجعفراً واربع بنات احداهن زوجة المغازي من المرأة النيسابورية وباقي البنين والبنات من امهات الأولاد، وخلف ضيعة في بساتين الكوفة المعروفة بالحواشة قرية في الفلوجة تعرف بقرية منير وايضاً واسعة جميعها في النجف مما يلي الحيرة لا اعرف اي قرية هي، وكان قد استخرج لها عيناً يجر بها اليها في قنا يحملها من حد قبة تعرف بقبة الشنبق قد رأيت انا اثر القناة وادركت شيخاً كان قد قام له عليها. وكان سبب استخراجه العين ان بعض اهل زوجته من خراسان ورد حاجا فاشتهى ان يرى الحياة فخرج معها اليها وكان قبة الشنبق احد الأشياء التي يقصدها الناس للنزهة وكانت مما يلي النجف وقبة  عظين مما يلي الكوفة وهي باقية الى هذا الوقت ولا اعرف خبر قبة الشنبق هل هي باقية ام لا، فلما جلسوا للطعام قال الخراساني: هاهنا ماء ان استنبط ظر، ثم ساروا فرأوا النجف وعلوه على الأرض التي اسفله فقال: يوشك ان يسيح ذلك الماء على هذه الأرض. فابتاع سليمان ذلك الأرض وجمع منها ما امكن ثم عمل على استنباط العين فانفق عليها مالا فظهر له من الماء ما ساقه في القناة الى تلك الأرض، وكان له حديث حدثت به فذهب عني في امر العين الا ان الذي رزق من المال كان يسيراً فلم تزل تلك الضياع في يده الى ان مات، ثم خرج ولده كلهم عن قرية ميسر وعن هذه الارض التي في النجف، وجمع جدي (ره) مع ما خصه من الضيعة في الحواشية بعض اموال اخوته فكانت تأتيه في ذلك الى ان مات وخلفه لي ولأختي فلم تزل في ايدينا الى ان امتحنت في سنة اربع عشرة وثلاث مائة وما بعدها فخرج ذلك عن يدي في المحن وخراب الكوفة بالفتن.

 وكان دارنا بالكوفة من حدود بني عباد في دار الخران بن حريث الشارع من جانبيه بقية من سليمان وداراً بناها جدي محمد بن سنان وداراً بنتيها انا ودارا اصطبل ودور للسكان ليس في المشارع دور لغيرنا الا دار لعمي علي بن سليمان ودار لعمات ابي الثلاث وكن مقيمات ببغداد في دار عبيدالله بن طاهر، وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن في دارهن الى ان مات عبدالله وتبين قتله وبعده بيسير، فأقام سليمان في دوره بالكوفة وعبيدالله بن عبدالله ابن اخته اذ ذاك ببغداد يتقلدها وله المنزلة الرفيعة من السلطان. وكان عمال الحرب والخراج يركبون الى سليمان وسيدنا ابو الحسن يكاتبه وكان يحمل عليه من غلة زوجته في كل سنة مع الحاج ما يحمل، فمات سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومأتين بمدة ليس يحصلها، وكانت الكتب ترد بعد ذلك على جدي محمد بن سليمان الى ان مات جدي (ره) في اول سنة ثلاثمائة ويحمل اليه ما لم اكن احصله لصغر سني، وكان اخر ما وردت عليه الكتب في ذكري في سنة تسع وتسعين وحملت اليه هدايا من هدايا خراسان، فكاتبه ابن خاله وكان يعرف بعلي بن محمد بن شجاع حفظت ذلك لأن جدي (ره) كان يطالبني بقراءة كتبه وكانت ترد بألفاظ غريبة وكلام متعسف، فوردت الكتب عليه وعاد الحاج وقد مات في المحرم سنة ثلاث مائة وست وثلاثون وكان مولده بنيسابور سنة سبع و ثلاثين ومائتين فعرف من عاد من الحاج ممن جاء بالكتب خبر موته، ولم تكن لي همة استعلم به حاله واكاتب ابن خاله الذي كان يكاتبه وانقطعت الكتب عنا وما كان يحمل بعد سنة ثلاث مائة، وكاتب الصاحب جدي محمد بن سليمان بعد موت ابيه الى ان وقعت الغيبة وقل رجل منها الا وقد روى الحديث.

 وحدثني ابو عبدالله بن الحجاج (ره) وانه كان من رواة الحديث انه قد جمع من روى الحديث من آل اعين فكانوا ستين رجلا وحدثني ابوجعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشائخه ان بني اعين بقوا اربعين سنة رجلا لا يموت منهم رجلا الا ولد فيهم غلام وهم على ذلك يستولون على بني شيبان في خطة بني اسد بن همام، ولهم مسجد الخطة يصلون فيه وقد دخله سيدنا ابوعبدالله((عليه السلام)) جعفر بن محمد وصلى فيه، وهذه المحلة دور بني اعين متقاربة وقد بقي منها الى هذا الوقت دار وقفها محمد بن عبدالرحمن بن حمران على اهله ثم على الأقرب فالأقرب اليه، وكانت في ايدي بني عقبة الشيباني ولم يتكلم فيها احد من اهلي ولا تعرض لي حتى تكلمت انا فيها في سنة اربع وستين وثلثمائة فأشهدت علي الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن عقبة الشيباني الذي كانت في يده على بني اعين واخذت من اجارتها ما سلمت الى ولد عم ابي جعفر بن سليمان، ولم يكن في كتاب الوقف زيادة في النسب على محمد بن عبد الرحمن بن حمران. وكان في الكتاب شهادة علي بن الحسن فضال ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني ومحمد بن هديم الشيباني واظنه محمد بن عبدالرحمن بن حمران بن اعين.

 وكان اعين غلاماً رومياً اشتراه رجل من بني شيبان من حلب فرباه وتبناه واحسن تأديبه وحفظه القرآن وعرف الأدب فخرج بارعا اديباً، فقال له مولاه استلحقك؟ فقال: لا ولائى منك احب الي من النسب. فلما كبر قدم عليه ابوه من بلاد الروم وكان راهباً اسمه سنسا وذكر انه غسان مما دخل بلاد الروم في اول الاسلام.

 وقيل: انه كان يدخل بلاد الإسلام بأمان فيزور ابنه اعين ثم يعود الى بلاده فولد اعين على ما حدثني به ابو طالب الأنباري قال: حدثني محمد بن الحسن ان علي بن الصباح سلام المدائني قال: حدثني ابي وعمي قالا: حدثنا احمد بن الحسن ابن علي بن فضال عن ولد اعين قال: ولد اعين عبدالملك وحمران وزرارة وبكير وعبد الرحمن بن اعين هؤلاء كبراؤهم معروفون وقعنب ومالك ومليك بن اعين غير معروفين، فذلك ثمانية انفس. وبغير هذا الأسناد: ولهم اخت يقال لها (ام الأسود) ويقال لها انها اول من عرف هذا الأمر منهم من جهة ابي خالد الكاهلي. وبالاسناد الأول: ولد زرارة الحسين ويحيى ورومي والحسن وعبيدالله وعبدالله فذلك ثماينة انفس، فولد بكير عبدالله وعبدالحميد وعبدالأعلى والجهم ابني بكير فذلك خمسة انفس، وولد حمران حمزة وعقبة. وبغير هذا الأسناد: ومحمد، وولد عبدالملك محمد او ظريس وعلى بني عبدالملك، فذلك ثلاثة انفس، وولد عبدالرحمن بن اعين بن عبدالرحمن وحمران وسميعا وعباسا وابراهيم واسحاق بن عبدالرحمن فذلك ستة انفس، وولد عبدالله بن بكير رحبان وكان اسمه محمد والحسين وعليا بني عبدالله بن بكير. وقال ابوطالب: وسقط بقية النسب من كتاب ابن جعفر بن الصباح وكان زرارة يكنى ابي علي. وذكره الجاحظ في كتاب الحيوان واورد عنه شعراً نسبه اليه في ذكر المهدي، وروى له ايضاً شعراً في كتاب النساء وذكر له بيتاً في كتاب العرجان الأشراف ولا ادري صدق الجاحظ في ذلك ام لا. وقال في كتاب الحيوان: وكان زرارة بن اعين مولى بني اسعد بن هشام وكان رئيس التمية، وكان بكير يكنى ابو الجهم وحمران يكنى ابا حمزة وعبدالله بن بكير يكنى ابا علي، ومن ولد زرارة محمد ابن عبد اللّه بن زرارة وكان كثير الحديث، وروى عنه علي بن الحسن بن علي بن فضال حديثاً كثيراً. ووجدت في كتاب الصابوني المصري يونس بن عبدالملك ابن اعين وجعفر بن تعلب بن اعين ممن روي عن ابي عبد اللّه، وذكر في الكتاب ان ولد جعفر بالضيوم، وروي ان من عرف هذا الأمر عبدالملك عرفه صالح بن ميثم ثم عرفه حمران عن ابي خالد الكاهلي رحمهم الله تعالى.

 وروي ان زرارة كان وسيما جسيما ابيضاً فكان يخرج الى الجمعة وعلى رأسه برنس اسود و بين عينيه سجاوة وفي يده عصى ويقوم له الناس سماطين ينظرون اليه لحسن هيئته فربما رجع عن طريقه، وكان خصما جدلا لا يقوم احد بحجته الا ان العبادة اشغلته عن الكلام والمتكلمون من الشيعة تلاميذه، ويقال انه عاش تسعين سنة، ولآل اعين من الفضائل وما روى فيهم اكثر من ان اكتبه وهو موجود في كتب الحديث.

 وحدثني ابو الحسن محمد بن احمد داود قال: حدثنا ابو القاسم علي بن عيسى ابن قرني قال: حدثني الحسين بن احمد بن فضال قال: حدثني جدك الحسين بن يوسف بن مهران قال ابو غالب (رض): واقول انا انه جده لأمه لأن ام علي بنت الحسين((عليه السلام)) يوسف وهم اهل بيت يعرفون ببني السفائجي قال ابن فضال: وكان جدك أليفاً لبني فضال وجارهم. قال: خرج الحسن بن علي بن فضال فقال لي: قم يا حسين حتى نمضي الى مليك بن اعين فهو عليل وقد جاءني رسوله، فقمت معه فاعتمد على يدي فدخلنا على مليك وهو يجود بنفسه فقال له الحسن: ماحاجتك؟ فقال: اوصي اليك واعهد اليك، فقال: ما تقول فيها؟ فقال: ما تسمح نفسي ان اقول الا خيراً، فضرب بيده الى يدي فنسلها فقال: قم يا حسين، ثم التفت اليه فقال: مت اي ميتة شئت. وكان مليك وقعنب ابنا اعين بذهبان مذهب العامة مخالف لاخوتهم فقال بن فضال في هذا الحديث: وخلف اعين حمران وزرارة وبكير وعبدالملك وعبدالرحمن ومالك وموسى وضريس ومليك وقعنب فذلك عشرة انفس هذا من هذه الرواية وقد ذكرت الرواية ووقع الإختلاف في عدد ولد اعين وقد ذكرت الأصل الذي كنت اعرفه وما رواه لي ابو طالب الأنباري وما رواه لي ابو الحسن بن داود(ره) عن ابي القاسم بن قوني عن ابن فضال، وروى لي ابن المغيرة عن ابى محمد بن حمزة العلوي عن ابي العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث انهم سبعة عشر رجلا الا انه لم يذكر اسماءهم وما يتهم في معرفته ولا يشك في علمه. وجدتى ام ابي فاطمة بنت جعفر بن الحسن بن محمد القرشي النوار مولى لبني مخزوم.وقد روى محمد بن الحسن الحديث وكان احد حفاظ القرآن وقد نقلت عنه قراءات وكبرت منزلته فيها. واخوها ابو العباس محمد بن جعفر الزراري وهو احد رواة الحديث ومشائخ الشيعة، وكان له اخ اسمه الحسن بن جعفر، وقد روى ايضاً الحديث الا ان عمره لم يطل فينقل عنه. وكان مولد محمد بن جعفر سنة ستة وثلاثين ومائتين ومات سنة ست عشرة وثلاثمائة وسنه ثمانون سنة. وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم الى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومائتين واقام بها سنة وعاد وقد ظهر له من امر الصاحب((عليه السلام)) ما احتاج اليه. وامه وام اخته فاطمة جدتي محمد بن عيسى القيسي التستري وانا اذكر حاله بعد ذكر أمي، وامي الحسين بنت عيسى بن علي بن محمد بن عيسى بن زياد القيسي التستري، وامها ام ولد رومية. وكان عيسى بن زياد انتقل من نواحي البصرة في ايام الغيبة بعد قتل ابراهيم بن عبدالله بن حسن فنزل تستر ـ وتستر احد طساسيج الكوفة واسمه موجود في كل كتاب عمل لذكر طساسيج السواد ـ فنزل قرية منه يقال لها (بقرونا) وهي ثلاثة وروم فنزل ورماً يقال له (صقلينا) وهي على عمود الفرات الأعظم الذي يحمل من الكوفة الى نجران ويجتاز الى نجران ويجتاز الى جنتلا ويلونا وهي مدينة عظيمة فتحها خالد بن الوليد في اول الإسلام، وبقرونا ينسب اليها الرستاق وهي في شرقي الفرات وصقلينا في غربيه، فملك ضياعا واسعة وحفر فيها نهراً يسمى نهر عيسى وبقي في يدي من تلك الضياع بالميراث شيء الى اشياء كنت استردتها الى ان خرج الجميع من يدي في المحن التي امتحنت بها من شر الأعراب اياي، وغير ذلك وخراب السواد بالفتن المتصلة بعد دخول الهجرتين الكوفة الا شيء يسير يطل علي بالحال التي جرت بيني وبين عمران بن يحيى العلوي في سنة خمس وعشرين وثلاث مائة، وكان محمد بن عيسى احد مشائخ الشيعة ومن كان يكاتب، وكان قد خرج توقيع اليه جواب كتاب كتبه على يدي ايوب بن نوح (رض) في امر عبدالله بن جعفر حدثني بذلك خالي ابو العباس الزرار جوابا مستقصاً لم اقف على حفظه وغابت عني نسخته والجواب موجود في الحديث، وكتب بعد ذلك الى الصاحب يسأل مثل ذلك فكتب قد خرج منا الى التستري في هذا المعنى ما فيه كفاية او كلام هذا معناه، وكان محمد بن عيسى احد رواة الحديث حدثني عنه خالي ابي محمد بن جعفر الزرار وهو جده ابو امه عن الحسن بن فضال الحديث منه كتاب البشارات لابن فضال، وحدثني عنه بكتاب عيسى بن عبدالله العلوي وهو كتاب معروف. وابنه علي بن محمد بن عيسى جد امي وخالي ابي العباس الزرار فقد روي ايضاً صدراً من الحديث، وكانت دورهم في موضع من الكوفة يعرف بلجام البكريين وهو في ظهر خطة بني اسد بن همام، وقد خرب واتصل بخرابات ابي عجل الى حدود حمراء ديلم لم ادرك انا من الناحية الا خرابا قد زرع فيها اشنان، وكان في دورنا منه شيء فكنا نأخذ منه في كل سنة شنانا تغزانا ودراهم اجرة الاقرحة، ومضيت اليها مرة وانا صبي مع من كان يمضي فجئنا بالدراهم والاشنان فرأيتها ورأيت فيها بينها قبر محمد بن عيسى وقبور بعض ولده.

 وكان جدي ابو طاهر احد رواة الحديث لقي محمد بن خالد الطيالسي فروى عنه كتاب عاصم بن حميد وكتاب سيف بن عمرة وكتاب العلا بن زرين وكتاب اسماعيل بن عبدالخالق واشياء غير ذلك. وروى محمد بن الحسن بن ابي الخطاب شيئاً كثيراً منه كتاب أحمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي، وكانت روايته عنه هذا الكتاب في سنة سبع وخمسين ومائتين وسنه اذ ذاك عشرون سنة، وروى عن يحيى ابن زكريا اللؤلؤي وعن رجال غيره، ومات ابي محمد بن محمد بن سليمان وسنه نيف وعشرون سنة وسني اذ ذاك خمس سنين واشهر، وكان مولدي ليلة الإثنين لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين، ومات جدي محمد بن سليمان(ره) في غرة المحرم سنة ثلاث مائة فرويت عنه بعض حديثه، وسمعني من عبدالله بن جعفر الحميرى وكان دخل الكوفة في سنة سبع وتسعين ومائتين وجدت هذا التاريخ بخط عبدالله بن جعفر في كتاب الصوم للحسين بن سعيد ولم اكن حفظت الوقت للحداثة وسني اذ ذاك اثنى عشر سنة وشهور. وسمعت انا بعد ذلك من عم ابي علي بن سليمان ومن خال ابي محمد بن جعفر الزرار واحمد بن ادريس القمي واحمد بن محمد بن العاصمي وجعفر بن محمد بن مالك القراري البزاز، وكان كالذي رباني لأن جدي محمد بن سليمان حين اخرجني من الكتاب جعلني في البزازين عند ابن عمه الحسين بن علي بن مالك وكان احد فقهاء الشيعة وزهادهم، وظهر بعد موته من زهده مع كثرة ما كان يجري على يده امر عجيب ليس هذا موضع ذكره. وسمعت من ابي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار الأهوازي وغيرهم (رحمهم الله تعالى) وسمعت من حميد بن زياد وابي عبدالله بن ثابت واحمد بن رباح وهؤلاء من رجال الواقعة الا انهم كانوا فقهاء ثقاة في حديثهم كثيرين الدراية، وسمعت بعد ذلك من جماعة غير من سميت فعندي بعض ما سمعته منهم وذهب بعضهم فيما ذهب من كتبي ثم امتحنت محنا شغلتني، واخرجت اكثر كتبي التي سمعتها عن يدي السرقة والضياع، ورزقت اياك وسني ثمان وعشرون سنة وفي سنة ولادته امتحنت محنة اخرجت اكثر ملكي من يدي واخرجتني الى السفر والاغتراب وشغلتني عن حفظ ما كنت جمعت قبل ذلك، ولما صلح ابوك لسماع الحديث وسلوك طريقة اجدادهم جذبته الى ذلك فلم ينجذب وشغلنا طلب المعاش والبعد عن مشاهدة العلماء عن العلم وعلت سنى فأيست من الولد وبلغ ابوك سبعاً وثلاثين سنة ولم يرزق ولداً ورزقني الله عزوجل الحج ومجاورة الحرمين سنة فجعلت كدي واكثر دعائي في المواضع التي يرجى فيها قبول دعاه ان يرزق الله تعالى اباك ولداً ذكراً يجعله خلفاً لآل اعين، ثم قدمت العراق فزوجت اباك من امك فبفضل الله عزوجل ان رزقناك في اسرع وقت وزمن بأن جعلك سوي الخلقة مقبول الصورة صحيح العقل الى ان كتبت اليك الكتاب، وكان مولده في قصر عيسى ببغداد يوم الأحد لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وقد خفت ان يسبق اجلي ادراكك وتمكنك في سماع الحديث وتمكني من حديثك ما سمعته من الحديث وان افرط في شيء من ذلك كما فرط جدي وخال ابي (ره) ان لم يجذباني الى سماعي جميع حديثهما مع ما شاهداه من رغبتي في ذلك، ولم يبق فى وقتي من آل اعين واحداً يروي الحديث ولا يطلب علما، وشححت على اهل هذا البيت الذى لم يخل من محدث ان يضمحل ذكرهم ويندرس رسمهم ويبطل حديثهم من اولادهم، وقد بينت لك آخر كتابى هذا اسماء الكتب التي بقيت عندى من كتبي وما حفظت اسناده وتيقنت روايته، فان كان قد غاب عني و شرحت لك ممن سمعت ذلك واجزت لك خاصة روايتها عني على حسب ما اشرحه لك من ذلك عند ذكري اسماءها واخرجت لك ما عندي من الكتب القديمة، وذكرت لك ما منها بخط جدي محمد بن سليمان(ره) وما فيها بخط من عرفت خطه وما جددت لك من الكتب التي اخلقت، وجعلت جميع ذلك عند والدتك وديعة لك ووصيتها ان تسلمها اليك اذا بلغت وتحفظها عليك الى حين علمك بمحلها وموضعها ان حدث بي حادث الموت قبل بلوغك هذه الحال، فان حدث بي حدث قبل ذلك ان توصي بها من تثق به لك وعليك، فاتق الله عزوجل واحفظ هذه الكتب فان لك فيها ما قرىء (قرأ). على عبدالرحمن بن ابي نجران في سنة سبع وعشرين ومائتين وهو كتاب داود بن سرحان وفيها ما قرأ جدي محمد بن سليمان على محمد بن الحسين بن ابي الخطاب فى سنة سبع وخمسين ومائتين، وتاريخ ذلك في اواخر الكتب واروها عني حسبما رسمته لك وتوخ سلوك طريقة اجداد ابيك (رحمهم الله) وتقبل اخلاقهم و تشبه بهم في افعالهم واجتهد في حفظ الحديث والتفقه فيه وواظب على ما يقر بك من الله عزوجل، واعلم انه ما اسن قط احد الا ندم على ما فاته من التقرب الى الله عزوجل بطاعته في شيبته وعلى ما دخل فيه من المخطورات في حداثته حين لا تنفعه الندامة ولا يمكنه استدراك ما فاته من عمره، واصحب من مشائخ اصحابك من تتزين بصحبته بين الناس، وان صحبت احداً من اترابك فلا تدع صحبة المشائخ مع ذلك. اجاب الله فيك دعوتي واحسن عليك خلافتي، وان رزق الله عزوجل الحياة ومد في الأجل الي ان تكتب لي على ما امليه عليك وتحفظ ما اسنده لك فذلك مناي والى الله عزوجل ارغب فيه، وان تكن الأخرى ونفذت ايامي قبل ذلك فالله عزوجل خليفتي عليك واياه اسأل ان يحفظني فيك ويحفظ صالح اجدادك من بكير والي كما حفظ الغلامين بصلاح ابيهما. فقد مر في بعض الحديث انه كان بين ابيهما الذي حفظا له وبينهما سبعمائة سنة و اللّه عزوجل حسبي وفي نفسي ونعم الوكيل.

 وعملت هذه الرسالة في ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاثمائة وجددت هذه النسخة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة.

 ثبت الكتب التي اخبرت لك روايتها على الحال التي قدمت ذكرها واسماء الرجال الذين رويتها عنهم: فمن ذلك كتاب الصوم للحسين بن سعيد وزيادات ابن مهزيار. قال ابو غالب: حدثني به ابو العباس عبدالله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن سعيد وهي ثلاثة ابواء، وقال عبدالله بن جعفر: وما كانت هذه الرواية عن علي بن مهزيار فانه حدثني به ابراهيم بن مهزيار عن اخيه علي وما كان عن العباس بن معروف فهو فيما صنفه علي بن مهزيار، حدثني بهذا الكتاب الحميري على الشرح في شعبان سنة سبع وستين ومائتين، وله رواية اخرى ايضاً حدثنا بها ابوعلي احمد بن ادريس عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد، كتاب الصوم لابن رباح حدثني به ابن رباح. كتاب الأشربة للحسين بن سعيد حدثني به ابو العباس عبد اللّه ابن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عنه. كتاب ما يبتلى به المؤمن لابن سعيد حدثني عبد اللّه بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد. كتاب الأيمان والنذور له حدثني به الحميري عبدالله بن جعفر عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد. كتاب الزكاة ليونس حدثني به الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس. كتاب محمد الحلبي حدثني به عبدالله بن جعفر عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد الحلبي. كتاب الديات للحسن بن طريف حدثني به عبدالله بن جعفر عن الحسن بن طريف. كتاب التجمل والمروة للحسين بن سعيد حدثني به الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عنه كتاب اعيص بن القاسم ويعقوب بن شعيب حدثني به عبداللّه بن جعفر عن ايوب ابن نوح عن صفوان عن يعقوب بن شعيب وفيه احاديث اخر عن ايوب بن نوح. كتاب السفر في المحاسن حدثني به عبدالله بن جعفر عن احمد بن ابي عبدالله وهو مصنفه وحدثني مؤدبي ابو الحسن علي بن الحسين السعدابادي به وبكتب المحاسن اجازة عن احمد بن ابي عبدالله عن خاله. كتاب الحج تصنيف موسى بن الحسن بن عامر روايتي عن الحميرى عنه وروى الحميري لنا ما رواه موسى عن رجال سماهم لنا بالسماع في اخر الكتاب بخط جدي (ره). كتاب عبدالله بن علي الحلبي حدثني به جدي ابو طاهر محمد بن سليمان عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبدالله زرارة عن ابن ابي عمير عن حماد عن الحلبي. كتاب عبدالسلام بن سالم حدثني به جدي وعم ابي محمد وعلي ابناء سليمان رحمهما الله تعالى عن ابي جعفر محمد بن الحسين الهمداني عن الحسن ابن علي بن بقاح عن عبدالسلام.كتاب عمر بن اذنية حدثني به جدي عن علي بن الحسين بن فضال عن محمد بن عبدالله زرارة عن ابن ابي عمير عن ابن اذنية جزاء وهو الثالث من كتاب اخر لابن اذنية وفي آخرة كتاب ابراهيم بن بلال اخبرني به خال ابي ابو العباس عن محمد بن الحسين عن ابن ابي عمير عن اذنية. كتاب عبدالرحمن بن الحجاج حدثني به ابو طاهر جدي(ره) عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن ابن ابي عمير عن عبدالرحمن، وفي الكتاب احاديث خرجت الروايات فيها بها عن النهشلي عن ابن ناجية عن عبدالرحمن، وكان سماعي ذلك منه مؤرخا بخطي في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين. كتاب لعبدالرحمن بن الحجاج ايضاً حدثني به عم جدي علي ومحمد ابنا سليمان عن ابي جعفر محمد بن الحسين الهمداني عن صفوان عن عبدالرحمن. كتاب داود بن سرحان حدثني به جدي ابو طاهر عن الحسين بن حريز عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة عن محمد بن ارومة عن ابن سعيد. كتاب معاوية بن وهب البجلي، حدثني به عم ابي علي بن سليمان (ره) عن محمد بن الحسين بن ابي

الخطاب عن جعفر بن بشير وعبدالله بن جبلة عن معاوية بن وهب. كتاب معاوية بن وهب ايضاً حدثني به حميد بن زياذ عن الحسن بن محمد بان سماعة عن احمدبن الحسين الميثمي عنه. كتاب غياث بن ابراهيم حدثنى به جدي (ره) عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث مجلس لابن هلال، حدثني به جدي (ره) عن احمد بن هلال. كتاب جميل بن دراج، وفيه كتاب معمر بن خلاد حدثني به عم ابي علي بن سليمان عن احمد بن عبدالرحمن بن سراج عن علي بن حديد المدائني عن جميل، وبكتاب معمر عن احمد بن عبدالرحمن عن عمير. كتاب ابان عن عثمان حدثني به خال ابي ابو العباس الزرار عن عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي عن الحسن بن علي بن زياد الخزاز عنه. كتاب هارون بن حمزة الغنوي حدثني به جدي ابو طاهر(ره) عن علي بن فضال عن يزيد بن اسحاق شغر عن هارون وحدثني به خال ابي عن خاله وجدي علي بن محمد بن عيسى عن يزيد بن اسحاق عن هارون. كتاب عبدالله بن ميمون القداح ثلاثة اجزاء، حدثني به خال ابي ابو العباس الزرار عن محمد بن الحسين عن ابن الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن القداح. كتاب الجامع ليونس بن عبدالرحمن، وهو جامع الآثار اربعة اجزاء حدثني به خال ابي أبو العباس الزرار عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن اسماعيل بن بزي عن يونس، وحدثني به ايضا ابو العباس الحميري، فقد صار الأصل الذي فيه سماعي من الحميري اتى رجل من اهل باب الطاق يعرف بابن سبق والسماع بخط جدي. كتاب جابر الجعفي حدثني به خال ابي ابو العباس الزرار عن القاسم ابن الربيع عن ابن سنان عن عمار عن منجل عن جابر وعن يحيى بن زكريا اللؤلؤي عن ابن سنان عن عمار عن منجل عن جابر. كتاب التجمل والمروة عن العبيدي حدثني به خال ابي ابوالعباس الزرار عن محمد بن عيسى العبيدي. كتاب حنان بن سدير نسخة حدثني بها خالد خال ابي الزرار عن يحيى بن زكريا عن محمد بن بكر بن جناح عن حنان. كتاب جامع البزنطي حدثني به خال ابي محمد بن جعفر وعم ابى علي بن سليمان عن محمد بن الحسين عن البزنطي. كتاب حماد بن سدير نسخة اخرى حدثنى به ابو العباس الحميري عن محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد القميين عن حنان بخطي. رسالة النياح المدائني حدثني بها ابو العباس الزرار عن القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان عن نياح المدائنى عن مفضل بن عمر، وكتاب بشر بن سلام وغيره حدثنى به خال ابى ابو العباس الزرار عن يحيى بن زكريا عن بشر بن سلام من الرجال هو بخطي. مقتل حجر حدثني به جدي محمد بن سليمان عن حمدان القلانسي عن عمرو بن عمر الجلال عن هشام بن محمد السائب الكلبي. كتاب الزكاة لابن فضال حدثني به جعفر بن محمد بن مالك عن علي بن فضال. الجزء الأول من كتاب الزهد لعمرو بن خلاد ومسائل معمر حدثني به ابو العباس الزرار عن جده محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد. الجزء الثاني من كتاب جعفر بن بشر حدثني به الحميري عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشر. المعرفة تصنيف العبيدي حدثني بها الزرار خال ابي عن محمد بن عيسى العبيدي. كتاب الوصايا ليونس حدثني به جدى محمد بن سليمان عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن محمد بن اسلم، كتاب فيه احاديث ثمانية اوراق حدثنى بها جعفر بن محمد بن مالك. كتاب التقية للحسين بن سعيد حدثني به الحميري عن محمد بن احمد بن عيسى عنه. كتاب مسائل الرضا للبزنطي حدثني بها جدي عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن ابي بصير البزنطي عنه((عليه السلام)). كتاب حريز بخط حميد بن زياد حدثني به حميد بن زياد عن عبدالله بن احمد بن نهيك عن ابن ابي عمير عن حماد بن عيسى عن عبدالله السجستاني. كتاب الدلائل للحميري اخبرني به ابو العباس الحميري هو مصنفه، نسخة اخرى للعيص بن القاسم حدثني بها حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن الحسن بن هشام او علي بن رباط وصفوان بن يحيى عن العيص. كتاب احاديث عن العباس بن عقدة ومن مسائل علي بن جعفر كتاب الغيبة للحميري عنه جزء بخط الزرار عنه جزء فضائل الكوفة. كتاب عبدالله بن بكير رواه جدي محمد بن سليمان عن احمد بن الحسن بن فضال عن ابيه عن ابن بكير. جزء صغير من حديث جعفر بن محمد بن مالك عنه. كتاب صغير عن هارون بن ابي بردة قال: حدثني جدي(ره) عن يحيى بن زكريا عن هارون بن ابي بردة، وحدثني به عم ابي ابو الحسن علي بن سليمان عن يحيى بن زكريا. كتاب مثنى الخياط حدثني به جدي عن الحسن بن محمد بن خالد الطيالسي عن الحسن بن علي بن بنت الياس الخزاز عن مثنى. كتاب الطارئف لمحمد بن سنان حدثني به جدي ابو طاهر محمد بن سليمان عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان. كتاب لموسى بن سعد ان حدثني جدي عن محمد بن الحسين سعدان. كتاب عبدالرحمن بن الحجاج نسخة اخرى حدثني بها جدي وعم ابي محمد وعلي ابنا سليمان عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن صفوان بن عبدالرحمن. كتاب جميل بن دراج حدثني به جدي عن علي بن الحسن بن فضال عن ايوب بن نوح عن ابن ابي عمير عنه، وعن علي بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم عنه. كتاب الزكاة لحماد بن عيسى حدثني به عم ابي علي بن سليمان عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن اسماعيل بن سهل عن حماد بن عيسى. كتاب الملاحم عن اسماعيل بن مهران حدثني به عم ابي ابو الحسن علي بن سليمان عن جدي محمد بن سليمان عن ابي جعفر احمد بن الحسن عن اسماعيل. كتاب نوادر الحكمة حدثني به خال ابي ابو العباس الزرار عن محمد بن احمد بن يحيى وهو مصنفه. كتاب البشارات لابن فضال حدثني به خال ابي ابو العباس الزرار عن جدنا محمد بن عيسى بن زياد التستري عن الحسن بن فضال. كتاب البشارات لابن سماعة حدثني به حميد بن زياد عنه. كتاب الوصافي حدثني به ابو العباس الزرار عن محمد بن الحسين عن ابي جعفر محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الوصافي. ذكر الطلاق عن معاوية بن حكيم حدثني به ابو العباس عن معاوية بن حكيم. حديث عن الحسن بن محبوب حدثني به الزرار ومحمد بن الحسين عن ابن محبوب. جزء جلد صغير بخط الزرار عن خالد وهو جد امي علي بن محمد بن عيسى التستري عن يزيد بن اسحاق عن هارون بن حمزة الغنوي وغيره. كتاب نوادر لمحمد بن سنان بخط ابي طاهر جدي حدثني به ابو الحسن محمد بن محمد المغاري عن جدي ابي طاهر محمد بن سليمان عن محمد بن سلمان عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان. كتاب لمحمد بن سنان ايضاً حدثني به خالي عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي عن محمد بن سنان. كتاب الأظلة وشيء من فواضل انا انزلناه ونوادر لمحمد بن محسن بن زياد العطار حدثني به حميد بن زياد عن علي بن صالح عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير بكتاب الأظلة، وحدثني به حميد ايضاً بالإسناد بفضل انا انزلناه، وحدثني به حميد عن محمد بن ابي الحسن بن زياد بنوادره، وبعد ذلك حديث الفضل بن يونس الكاتب حدثني به حميد عن عبيد ابن احمد بن نهيك عن سعيد بن صالح عن الحسن بن عمر عن ابيه. كتاب بريهة العبادي بخطي حدثني به حميد عن ابي جعفر محمد بن غالب عن علي بن الحسن عن الحسن بن ايوب عن محمد بن الحسن الصيرفي عن عمار بن مروان عن بريهة. نوادر محمد بن الحسن بن شمعون البصري حدثني به ابو علي محمد بن همام عن عبد اللّه بن العلا المداري. ورقتان بخط جدي ابو طاهر فوقع عليها بخطي احاديث عن جعفر بن مالك، وحدثني بها ابو عبدالله جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ خمسة اجزاء في مجلد، حدثني بما فيها محمد بن محمد المعاوي عن محمد بن يحيى العطار وفيها احاديث عن احاديث عن عبدالله بن جعفر الحميري. وجميع كتاب الكافي تصنيف ابي جعفر محمد بن يعقوب الكليني روايتي عنه بعضه قراءة وبعضه اجازة، وقد نسخت منه كتاب الصوم والصلاة في نسخة وكتاب الطهر والحيض في جزء والجميع مجلد، وعزمي ان انسخ بقية الكتاب في جزء واحد ورق طلحي. كتاب هشام بن الحكم وكتاب رفاعة وكتاب يعقوب بن شعيب حدثني بذلك حميد بن زياد عن عبيدالله بن احمد عن ابن ابي عمير عن هشام وعن رفاعة، وبالإسناد عن ابن ابي عمير عن عبدالله ابن المغيرة ومحمد بن ابي حمزة عن يعقوب بن شعيب. جزء بخطي فيه اخبار من كتاب حماد بن عيسى حدثني بها ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار قال: حدثني ابي قال: حدثني عمي داود بن مهزيار، وحدثني حماد بن عيسى واجاز لي رواية جمع ما رواه عنه الموصليان، وقد اجزت لك رواية ما اجاز لي روايته. كتاب جدنا الحسن بن الجهم في جلود مخلق وارجو أن اجدده، حدثني به ابوعبد اللّه حمد ابن محمد العاصمي، وسمي العاصمي لأنه كان ابن اخت علي بن عاصم (ره) قال: حدثني الحسين بن احمد بن فضال عن ابيه عن علي بن سياب عن الحسن بن الجهم، و كان توقيعاً عليه بخط جدي حدثني به القمي عن علي بن اسباط عن الحسن بن الجهم اجزاء بخطي فيها دعاء السر حدثني به ابو عبدالله محمد بن ابراهيم النعماني عن الرجال المذكورين في الكتاب. جزآن بخطي فيهما ثمانية اوراق حدثني بأحدهما حميد بن زياد وحدثني بالآخر ابو الحسن احمد بن محمد بن رباح. ست ورقات بخطي في حياة جدي (ره) اخبار في الصوم عنه عن الرجال. اخبار مجموعة عن الحميري وعن جدي وخالي رحمهما الله عن حميد. جزء لطيف بخطي اخبار علي بن سليمان بن المبارك القمي وفيه اجازة لي بخطي. كتاب سعد وكتاب سوارات احمد بن محمد بن عيسى وغير ذلك. جزء بخطي في ظهور ادلة احاديث جمعتها في الحج وفي آخره اشياء اخترتها من كتاب بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله فيه خطبة النبي((صلى الله عليه وآله)) يوم الغدير رواية الخليل كان ابوك وابن عمه حضرا بعض سماعه. كتاب وصية النبي((صلى الله عليه وآله)) لأمير المؤمنين الى العباس بن عقدة، وعلى ظهره اجازة لي جميع حديثه بخطه، وقد اجزت لك رواية ذلك. جزء فيه اشياء جمعتها واخبار اخترتها من كتاب بصائر الدرجات لسعد. كتاب فيه قراءة القرآن عن الصفواني. جزء في طهور بخطي فيه خطب لأمير المؤمنين((عليه السلام)) رواية الواقدي حدثني به عمر بن الفضل وراق الطبري عن رجاله. كتاب فيه رسالة قاضي المدينة في الرد على من يحلل المسكر كثيرة واخبار وغير ذلك. جزآن مربعان فيهما كتاب الأنبياء لابن فضال رواية ابن سعيد ونوادر ابن ابي عمير وهما ستة اجزاء رويتها عن عبدالله بن جعفر الحميري عن ايوب بن نوح عن ابن ابي عمير. كتاب خلود موقع عليه. كتاب ابن الحسن وفيه عن احمد بن محمد و محمد بن اسماعيل و معمر ابن خلاد. وكتاب لعلي بن رباب حدثنى به جدي عن محمد بن الحسين عن الحسن ابن محبوب عنه. كتاب حكم بن مسكين حدثني به خالي عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين. كتاب عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي عن علي بن اسباط حدثني به خالي عن يحيى. كتاب علا بن رزين القلا حدثني به خالي وعم ابي وجدي عن محمد ابن احمد الطيالسي عن العلا. كتاب آداب ومواعظ حدثنى به جدى عن رجاله. كتاب مسعدة بن زياد الربعى حدثني به خالي عن هارون بن مسلم عن سعد بن زياد. كتاب عبدالله بن سنان ونوادر له حدثني به جدي عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان. كتاب الدعاء لابن مهزيار حدثني به ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن ابيه الحسن بن علي عن علي بن مهزيار. كتاب المكاسب للبرقي بالاسناد في المحاسن. كتاب احمد بن محمد البزنطي حدثني به عم ابي علي بن سليمان وخال ابي محمد ابن جعفر الزرار عن محمد بن الحسين عنه. كتاب الحجال حدثني به الحميري، الجزء الثالث من كتاب الحجال حدثني به الحميري عن محمد بن الحسين عن الحجال. كتاب عيسى بن عبدالله العلوي حدثني به خالي عن جدنا محمد بن عيسى بن زياد التستري عن عيسى. كتاب الفرائض لابن سماعة بخط حميد حدثني به حميد عنه. كتاب تغلبة بن ميمون حدثني به حميد عن الرجال عن تغلبة.

هذا آخر ما وجدته في فهرست احمد ابن محمد الزرار والحمد لله وصلى اللّه على محمد وآله الطاهرين.

 قال شيخنا ابو عبدالله الحسين بن عبيدالله: وجدت في المنتخبات التي اجازنا اياها جعفر بن محمد بن قولويه عن ابيه عن سعد بن عبدالله بن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن يقطين عن مروك بن عبيك عن محمد بن مقرون الكوفي قال: حدثني المشائخ من اصحابنا ان حمران وزرارة وعبدالملك وبكير وعبد الرحمن بن اعين كانوا مستقيمين فمات منهم اربعة في زمن ابي عبدالله((عليه السلام)) وكانوا من اصحاب ابي جعفر((عليه السلام)) وبقي الى ان ... مات ابو عبدالله وكان افقههم فلقي من الناس ما لقي، وكان له اخوان ليسا في شيء من هذا الأمر مالك وقعنب، وكان لزرارة اربعة بنين عبيدالله وعبدالله والحسن والحسين ولم يذكر رزين في هذا الخبر وقد وجدت ايضاً زيادة لزرارة ابنا اسمه محمد اخبرني محمد بن موسى القزويني اخبرني اسماعيل بن علي الدعيلي حدثني ابو علي الدعيلي حدثنى ابو جعفر البجلي الكوفي حدثني يحيى بن المعلا حدثنى سلامة بن نوح الكوفي حدثني محمد بن زرارة بن اعين عن ابي عبد اللّه جعفر بن محمد((عليه السلام)) قال: خطب امير المؤمنين((عليه السلام)) فقال في خطبته: انا الجانب والجنب والآخر والأول والحافظ والوداع.

 ووجدت ايضاً فيما حكى رواه الحسن بن حمزة عن علي بن عبد اللّه العلوي الحسيني الطبري(رض) قال: سمعت محمد بن اميذوار الطبري يقول: حضرت مجلس الحسن بن علي الموسوم بالناصر صاحب طبرستان وقد روى حديثا عن حمران ابن اعين قال ابو جعفر بن اميذوار: فنظر الى الشيخ ثم اومىء بيده الي هكذا الأخوان يعني حمران وزرارة وقد زانهما اخوان فقط، فقال ليس لهما ثالث، قال الحسن بن حمزة: وكنت على هذا دهراً الى ان اجتمعت مع ابي جعفر احمد بن عبدالله البرقي ومحمد بن جعفر المودة فجاريتهما بعد ما كان جرى لي مع ابي جعفر بن اميذوار فقال لي: ولا رد عليك بل هم اثنى عشر اخوة وكنت على هذا دهراً الى ان اجتمعت مع ابي العباس بن عقدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فجرى بينى و بينه ما تقدم ذكره فقال لي: يا ابا محمد هم ستة عشر اخوة وسماهم او سبعة عشرة، قال ابو محمد: الشك مني. حدثني عن آل اعين قال: كل واحد منهم كان فقيهاً يصلح ان يكون مفتي بلد ما خلا عبدالرحمن بن اعين، فسألته عن العلة فيه فقال: كان يتعاطى الفترة الى ايام الحجاج، فلما قدم الحجاج العراق قال: لا يستقيم لنا الملك تحت الحجر فاختفوا وتواروا فلما اشتد الطلب عنهم ظفر بعبدالرحمن هذا المستفتي من بين اخوته فأدخل على الحجاج فلما بصر به قال: لم تأتوني بآل اعين وجئتموني بزمارها وخلى سبيله.

 وجدت بخط ابي الحسن محمد بن احمد بن داود القمي (ره) قال ابو علي محمد ابن علي بن همام (ره) حدثني ابو الحسن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بكير بن اعين المعروف بالرازي: ان بني اعين كانوا عشرة عبدالملك و عبدالأعلى وحمران وزرارة وعبدالرحمن وعيسى وقعنب وبكير وضرسي وسميع وانكر ان يكون فيهم ملك فقال ملك عين الجهني، وذكر ان اعين كان رجلا من الفرس فقصد امير المؤمنين ليسلم على يديه وتوالى اليه فاعترضه في طريقه قوم من بني شيبان بدعوة حتى تولى اليهم وقال ابوالحسن علي بن احمد العقبقي في كتاب الرجال: من بني اعين عبيد والحسين والحسن بنو زرارة بن اعين وعبيدالله بن بكير وحمزة بن حمران وضريس بن عبدالملك بن اعين وجعفر بن قعنب بن اعين، وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر وفيها قبر غسان بن عبدالملك بن اعين، فهؤلاء اولادهم الذين رووا عن ابي عبدالله((عليه السلام)).

 وروي ان بني اعين اقاموا أربعين سنة اربعين رجلا كلما مات منهم رجل ولد فيهم ذكر. وهذا الحديث الذي ذكره ابن همام (ره) ولم يقع لأبي غالب (رض) ولو وقع اليه او كان سمعه من عم ابيه لحدثنا به وذكر في هذه الرسالة لأنه كان شديد الحرص على جمع شيء من آثار اهله(رحمهم الله تعالى) وكان ايضاً يكره سنسن جد بكير وبني اعين وولاه بني شيبان وانه من الرومي، وانما وجدت هذا بعد وفاته(ره) في سنة ثلاث وتوفي احمد بن محمد الزراري الشيخ الصالح (رض) في جمادي الأولى سنة ثمان وستين وثلاثمائة وتوليت جهازه وحملته الى مقابر قريش (على صاحبها السلام) ثم اتى الكوفة ونفذت ما اوصى بانفاذه واعانني على ذلك هلال بن محمد (رض) ثم توفي هلال بن محمد في شوال من هذه السنة فتوليت امره وجهازه ووصيته وحملته الى الشهيدين بمقابر قريش ثم الى الكوفة وقبر اهماره بالغري، ثم توفي في هذه السنة في ذي الحجة محمد بن احمد بن داود (رض) بالبطيحة من شفتني ودفن هناك ثم نقل الى بغداد وحيل بيني وبين انفاذ وصيته والقيام بأمره. رضي الله عنه وعن جميع شيوخنا وجمع بيننا في جنان النعيم صلى الله على عباده الذين اصطفى.