ومنهم من يقول انّ إطلاق الواحد يراد منه المتفرّد في رتبة من مراتب التوحيد الأربع توحيد الذات وتوحيد الصفات وتوحيد الأفعال وتوحيد العبادة وإذا أطلق الأحد يراد منه المتفرّد فيها جميعاً ومنهم من يفرّق بينهما باعتبار المفهوم لغةً أو عرفاً وفي الأوّل مناقشة وفي الثاني يفصل وفي الثالث إجمال .
فائدة: واجب الوجود لذاته والحقّ المطلق تعالى هو المعبّر عنه بالوجود الحقيقي عند المشّائين وبالنور الغني عند الرواقيّين وبمنشأ إنتزاع الموجوديّة عند أهل الذوق من المتألّهين وبالوحدة الحقيقة عند الفيشاغور سيين وبالمرتبة الأحدية وغيب الغيوب عند الصوفية .
قال الصفدي في شرح لامية العجم للطغرائي ولله درّ الشبلي البغدادي إذ يقول :
صحّة المرء للسقام طريق***بالذي يغتذي يموت ويحيى
ما لقينا من غدر دنيا فلا***وطريق الفناء يغدو البقا
اقتل الداء للنفوس الدواء***كانت ولا كان أخذها والعطا
صلف تحت راعد وسراب***راجع جورها عليها فمهما
كرعت منه مؤمن من خرقاء***يهب الصبح يستردّ المساء
ليت شعري حلماً تمرّ به الأيّام***أم ليس تعقل الأشياء
من فساد يكون في عالم الكون***وقليلا ما تصحب الصحّة الجسم
قبّح الله لذّة لشقانا***فما للنفوس منه اتّقاء