الكشكول

الآخرة فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض لانه نزل من شان السماء إلى الدنيا فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت تردّ شأن الآخرى إلى السماء والحيوة في الأرض والموت في السماء وذلك انه يفرق بين الارواح والجسَد فردت الروّح والنّور الى القدرة الاولى وترك الجسد لأنّه من شأن الدنيا وانما فسد الجسد في الدنيا لان الريح تنشف الماء فيبس ويبقى الطين فيصير رفاتاً ويبلى ويرجع كلّ الى جوهره الأوّل وتحركت الرُّوح بالنفس حركتها من الريح فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيّد بالعقل وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكر له فهذه صورة نار وهذه صورة نور والموت رحمة من الله لعباده المؤمنين ونقمة على الكافرين ولله عقوبتان احدهما امر الروح والاخرى تسليط بعض الناس على بعض فما كان من قبل الروح فهو السقم والفقر وما كان من تسليط فهو النقمة وذلك قوله تعالى : ) وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ( من الذنوب فما كان من ذنب الروح من ذلك سقم وفقر وما كان من تسليط فهو النقمة كل ذلك للمؤمن عقوبة له في الدنيا وعذاب له فيها واما الكافر فنقمته عليه في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة ولا يكون ذلك إلاّ بذنب والذنب من الشهوة وهي من المؤمن خطأ ونسيان وان يكون مستكرهاً وما لا يطيق وما كان في الكافر عمد وجحود واعتدآء وحسد وذلك قوله تعالى : ) كفاراً حسداً  من عند انفسهم ((1) .


1 ـ من كتاب علل الشرائع للصدوق .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   كتب متفرقة