« تعلم مَليكُ الحبش أنّ محمّدا
|
نبيّ كموسى والمسيح بن مريم
|
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به
|
فكلٌّ بأمر اللّه يَهدى و يعصم
|
وانّكم تتلونه في كتابكم
|
بصدق حديث لا حديث المرجّم
|
وانّك ما يأتيك منّا عصابة
|
بفضلك الاّ عاودوا بالتكرّم
|
فلا تجعلوا للّه ندّا وأسلِموا
|
فانّ طريق الحقّ ليس بمظلم »(1)
.
|
وفي سنة (6209) بعد البعثة بخمس سنين ، ولدت
فاطمة (صلوات اللّه عليها) بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، كما يأتي في
الباب الثاني انشاء اللّه .
ودخل
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله الشعب في سنة (6210) وذلك انّه لمّا أسلم حمزة
وحمى النجاشي من عنده من المسلمين ، وكان المسلمون حينذاك في حمى ابي طالب ،
اجتمعت قريش فيما بينهم ، وقرّروا بأجمعهم قتل محمّد صلىاللهعليهوآله .
فلمّا
بلغ ذلك أبو طالب جمع بني هاشم وبني عبد المطلب ، ودخلوا الشعب المعروف بشعب أبي
طالب ، واشترك جميع أولاد عبد المطّلب ـ مسلمون وغير مسلمين ـ في نصرة رسول اللّه
صلىاللهعليهوآله واطاعة لأبي طالب ، وللنزعة القبلية عندهم ، الاّ أبولهب فانه
أبى ذلك .
فكان
أبو طالب يحرس النبي صلىاللهعليهوآله بالليل والنهار ، وجعل العيون على طرفي
الوادي ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يبيت مكانه ، وكان حمزة يحرسه في كل ليلة
، فلمّا رأى ذلك كفّار قريش ، وعلموا انّه لا طريق لهم للوصول الى رسول اللّه
صلىاللهعليهوآله ، اجتمع اربعون نفرا من اكابرهم في دار الندوة ، وتعاهدوا على
أن لا يؤاكلوا أحدا من بني هاشم ولا يكلموهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يزوّجوهم ، ولا
يتزوجوا منهم ، ولا يصالحوهم ، حتى يدفعوا اليهم محمدا ليقتلوه ، وكتبوا ذلك في
صحيفة وختموها وجعلوها عند أم الجلاس خالة أبي جهل تحتفظ بها .
وكان
أهل مكة لا يجسرون على أن يبيعوا لبني هاشم شيئا ، ومن باع اليهم شيئا انتهبوا
ماله وآذوه ، الاّ في موسم الحج فكانوا يخرجون من الشعب ويشترون الاطعمة لكن قريش
لم ترض بهذا فكانوا يزيدون على السعر ويشترونه لأنفسهم .
ولو
أرسل أحد الى الشعب شيئا من الطعام بسبب القرابة آذوه ونهبوا ماله ، وكانوا يعذبون
كل من خرج من الشعب .
فممن
أرسل الطعام الى الشعب هشام بن عمرو ، وحكيم بن حزام بن خويلد