انّ الذوائب من فهر وأخوتهم
|
قد بينوا سنة للناس تتبع
|
يرضى بها كل من كانت سريرته
|
تقوى الاله وبالأمر الذي شرعوا
|
قوم اذا حاربوا ضروا عدوّهم
|
أو حاولوا النفع من أشياعهم نفعوا
|
سجية تلك منهم غير محدثة
|
انّ الخلايق فاعلم شرها البدع
|
لا يرفع الناس ما أوهت اكفّهم
|
عند الدفاع ولا يوهون ما رفعوا
|
ان كان في الناس سباقون بعدهم
|
فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
|
لا يجهلون وان حاولت جهلهم
|
في فضل أحلامهم عن ذاك متسع
|
إن عفة ذكرت في الوحي عفتهم
|
لا يطمعون ولا يرديهم الطمع
|
فقال
أقرع بن حابس : واللّه انّ محمدا لمؤتى له من الغيب ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ،
وشاعره أشعر من شاعرنا فأوثقوا اسلامهم ، ثم أطلق صلىاللهعليهوآله أسراهم
وأعطى لكل واحد منهم جائزة تليق بشأنه .
ذكر غزوة
تبوك :
تبوك (بفتح التاء وضم الباء) موضع ما بين
الحِجْر ـ وهي ديار ثمود وبلادهم الذين قال اللّه تعالى فيهم : « كذّب حجر
المرسلين » ـ والشام واسم حصن وبئر سار اليه جيش المسلمين ، وتسمى هذه الغزوة
بالفاضحة أيضا لان المنافقين عرفوا فيها وانفضحوا ، وسمي الجيش بجيش العسرة لما
لحقهم من العسرة والجوع ، وهي من أواخر غزوات النبي صلىاللهعليهوآله .
وكان
سبب هذه الغزوة انّ جمعا من التجّار خرجوا من الشام الى المدينة للتجارة ، فأشاعوا
بالمدينة أنّ الروم قد اجتمعوا لغزو المدينة ومعهم قبائل لخم وحذام وعاملة وغسّان
وقد قدم عسكرهم البلقاء ، فأمر صلىاللهعليهوآله المسلمين بالتهيؤ والاستعداد
للحرب ، لكن شقّ عليهم الخروج للقتال لانّه كان وقت ادراك الثمار وحصاد الغلاّت ،
ولبعد المسافة وكثرة الاعداء وشدّة الحرّ ، فأنزل اللّه تعالى :
« يَا أَيَّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الاْءَرْضِ
... »