جُمِعَتْ في صِفاتِكَ الأَضْدادُ
|
فلِهذا عَزّتْ لك الأَندادُ
|
زاهدٌ حاكمٌ حَليمٌ شُجاعٌ
|
فاتكٌ ناسكٌ فَقيرٌ جَوادٌ
|
شِيَمٌ ما جُمِعْنَ في بَشَرٍ قَطْ
|
ولا حازَ مثلَهُنّ العبادُ
|
خُلُقٌ يخجل النَسيم مِن
|
اللطفِ وبأس يذوب منه الجماد
|
وبالجملة
حوى عليهالسلام جميع الصفات وكان فيها أعلى من كل أحد ، سوى إبن عمه محمد رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله ، فوجوده الشريف في الكون محيط بالممكنات ومن أظهر
المعجزات ، ولن يتمكن أحد من إنكاره (بأبي أنت وأمي يا آية اللّه العظمى والنبأ
العظيم) .
أما
المعجزات التي كانت تصدر عنه في بعض الأحيان فهي اكثر من ان تُحد أو تُعد ، وأشير
هنا الى مجمل منها لنكوّن فهرسا لأهل الخبرة والاطلاع ، منها المعاجز التي تتعلق
بانقياد الحيوانات والجنّ اليه ، كما ينجلي هذا الأمر من حديث الاسد مع جويرية إبن
مسهر ، وتكلمه عليهالسلام مع الثعبان من فوق المنبر بالكوفة ، وتكلّم الطيور
والذئب والجريّ معه عليهالسلام ، وتسليم سمك الفرات عليه بأمرة المؤمنين ، ورفع
الغراب خفّه وسقوط حية منه ، وقصة الرجل الآذربيجاني وبعيره الهائج ، وحكاية الرجل
اليهودي وفقده لماله واتيان الجن بماله بأمر أمير المؤمنين ، وكيفية أخذه البيعة
مع الجنّ في وادي عقيق وغيره .
وأما
معاجزه التي تتعلق بالجمادات والنباتات كردّ الشمس له في زمن رسول اللّه
صلىاللهعليهوآله وبعد وفاته في أرض بابل ، وقد ألّف بعض العلماء كتبا في جواز
ردّ الشمس وذكروا ردّ الشمس له في مواضع عديدة .
ومنها
تكلّم الشمس معه في مواضع عديدة ، ومنها أمره عليهالسلام بسكون الارض حينما حدثت
زلزلة في المدينة في زمن أبي بكر وكانت دائمة الحركة ، فسكنت بأمر أمير المؤمنين
عليهالسلام . ومنها تكلّم الحصى في كفّه ومنها حضوره على جنازة سلمان في المدائن
بطيّ الارض وتجهيزه .
ومنها
إيصال أبي هريرة الى بيته وأهله بطيّ الاض حينما شكى الى عليّ عليهالسلام كثرة
شوقه الى اهله وحب لقائه لهم ، ومنها حديث البساط وسيره به فيالهواء مع بعض
الصحابة وذهابهم الى الكهف والى اصحاب الكهف وتسليمهم عليهم وعدم ردّهم للسلام
الاّ لعليّ عليهالسلام وتكلّمهم معه .
ومنها
انقلاب الحجر ذهبا للمديون ببركة دعائه ، وأمره للجدار الذي كان عليهالسلام متكئا
عليه بعدم السقوط ، ومنها سرده لحلقات درعه بيده كما قال خالد بن الوليد : رأيت
عليا يسرد حلقات درعه بيده ويصلحها ، فقال عليّ عليهالسلام له : يا خالد بِنا
لانَ الحديد لداود .
ومنها
شهادة نخيل المدينة بفضله وفضل إبن عمه وأخيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ،
فقال
(149)
النبي
صلىاللهعليهوآله : يا عليّ سمّ نخل المدينة صيحانيّا فقد صاحت بفضلي وفضلك ، ومنها
اعادته شجرة العرموط اليابسة الى الحياة وانقلاب قوسه ثعبانا بأمره ، ومن قبيل هذه
المعاجز الشيء الكثير الذي لا يمكن احصاءه .
وأما
معاجزه التي تتعلق بالمرضى والموتى ، كالتئام يد هاشم بن عدي الهمداني التي قطعت
في معركة صفين ، والتئام يد الرجل الأسود التي قطعت بأمره عليهالسلام لسرقته وكان
من محبّي أمير المؤمنين عليهالسلام .
ومنها
تكلم الجمجمة البالية معه في أراضي بابل ، فبني هناك مسجد ، ومكانه قرب مسجد ردّ
الشمس في نواحي الحلّة ، وقد أشرت الى مسجد ردّ الشمس ومسجد الجمجمة في كتاب تحية
الزائر .
ومنها
إحياؤه سام بن نوح ، وإحياؤه أصحاب الكهف (كما مرّ) ، وقد روي عن الباقر
عليهالسلام انّه قال : مرض رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مرضةً فدخل عليّ
عليهالسلام المسجد فاذا جماعة من الأنصار ، فقال لهم : أيسركم أن تدخلوا على رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ قالوا : نعم ، فاستأذن لهم فدخلوا ، فجاء عليّ وجلس
عند رأس رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فأخرج يده من اللّحاف وبيّن صدر رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله فاذا الحمّى تنفضه نفضا شديدا ، فقال : أم ملدم أخرجي
عن رسول اللّه وانتهرها .
فجلس
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وليس به بأس ، فقال : يا بن أبي طالب لقد أعطيت
من خصال الخير حتى أنّ الحمّى لتفزع منك