[ 21 ]

علي بأني أخبرتك أن يوسف إنما كان ذنبه عند إخوته حتى طرحوه في الجب الحسد له ، حين أخبرهم أنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر وهم له ساجدون وكذلك لابد لهذا الغلام من أن يحسد ، ثم دعا موسى ، وعبدالله ، وإسحاق ، ومحمد والعباس وقال لهم : هذا وصي الاوصياء وعالم علم العلماء ، وشهيد على الاموات والاحياء ثم قال : يايزيد " ستكتب شهادتهم ويسألون " ( 1 ) .
32 نى : روي عن زرارة بن أعين أنه قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وعند يمينه سيد ولده موسى عليه السلام وقدامه مرقد مغطى فقال لي : يازرارة جئني بداود الرقي ، وحمران ، وأبي بصير ، ودخل عليه المفضل بن عمر ، فخرجت فأحضرت من أمرني باحضاره ، ولم تزل الناس يدخلون واحدا إثر واحد ، حتى صرنا في البيت ثلاثين رجلا .
فلما حشد المجلس قال : ياداود اكشف لي عن وجه إسماعيل ، فكشفت عن وجهه فقال أبوعبدالله عليه السلام : ياداود أحي هو أم ميت ؟ قال داود : يامولاي هو ميت ، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل ، حتى أتى على آخر من في المجلس وكل يقول : هو ميت يامولاي ، فقال : اللهم اشهد ثم أمر بغسله وحنوطه ، و إدراجه في أثوابه .
فلما فرغ منه قال للمفضل : يامفضل احسر عن وجهه ، فحسر عن وجهه فقال : أحي هو أم ميت ؟ فقال : ميت قال : اللهم اشهد عليهم ، ثم حمل إلى قبره ، فلما وضع في لحده قال : يا مفضل اكشف عن وجهه وقال للجماعة : أحي أم ميت ؟ قلنا له : ميت فقال : اللهم اشهد ، واشهدوا فانه سيرتاب المبطلون ، يريدون إطفاء نور الله بأفواههم ثم أومأ إلى موسى ، والله متم نوره ولو كره المشركون ، ثم حثوا عليه التراب ، ثم أعاد علينا القول فقال : الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو ؟ قلنا : إسماعيل قال : اللهم اشهد ، ثم أخذ بيد موسى عليه السلام وقال : هو حق ، والحق معه ومنه ، إلى أن يرث الله الارض ومن عليها .

___________________________________________________________________
( 1 ) المناقب ج 3 ص 435 والاية في سورة الزخرف الاية : 19 .

[ 22 ]

ووجدت هذا الحديث عنه بعض إخواننا فذكر أنه نسخه من أبي المرجى ابن محمد بن المعمر الثعلبي ، وذكر أنه حدثه به المعروف بأبي سهل يرويه عن أبي الصلاح ، ورواه بندار القمي ، عن بندار بن محمد بن صدقة ، ومحمد بن عمرو ، عن زرارة ، وأن أبا المرجى ذكر أنه عرض هذا الحديث على بعض إخوانه فقال : إنه حدثه به الحسن بن المنذر باسناد له عن زرارة ، وزاد فيه أن أبا عبدالله عليه السلام قال : والله ليظهرن عليكم صاحبكم وليس في عنق أحد أحد له بيعة ، وقال : فلا يظهر صاحبكم حتى يشك فيه أهل اليقين " قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون " ( 1 ) .
33 نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين ، عن عبيس بن هشام عن درست ، عن الوليد بن صبيح قال : كان بيني وبين رجل يقال له عبدالجليل صداقة في قدم فقال لي : إن أبا عبدالله عليه السلام أوصى إلى إسيماعيل قال : فقلت ذلك لابي عبدالله عليه السلام : إن عبدالجليل حدثني بأنك أوصيت إلى إسماعيل في حياته قبل موته بثلاث سنين فقال : ياوليد لا والله ، فان كنت فعلت فالى فلان يعني أبا الحسن موسى عليه السلام وسماه ( 2 ) .
34 - نى : عبدالواحد ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن أحمد بن علي الحميري ، عن الحسن بن أيوب ، عن عبدالكريم بن عمر والخثعمي ، عن حماد الصائغ قال : سمعت الفضل بن عمر يسأل أبا عبدالله عليه السلام هل يفرض الله طاعة عبد ثم يكنه خبر السماء ؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام : الله أجل وأكرم وأرأف بعباده ، وأرحم من أن يفرض طاعة عبد ثم يكنه خبر السماء ، صباحا ومساءا قال : ثم طلع أبوالحسن موسى عليه السلام فقال له أبوعبدالله عليه السلام : يسرك أن تنظر إلى صاحب كتاب على ؟ ( فقال له المفضل : وأي شئ يسرني إذا أعظم من ذلك ؟ فقال : هو هذا ، صاحب كتاب علي ) ( 3 ) الكتاب المكنون الذي قال الله

___________________________________________________________________
( 1 ) غيبة النعماني ص 179 والاية في سورة ص الاية : 67 .
( 2 ) نفس المصدر ص 178 وفيه بدل " صداقة " " كلام " .
( 3 ) مابين العلامتين ساقط من نسخة الكمباني أضفناه من المصدر .

[ 23 ]

عزوجل " لايمسه إلا المطهرون " ( 1 ) .
35 نى : محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن الحسن بن محمد التيملي ، عن يحيى بن إسحاق ، عن أبيه قال : دخلت على
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 23 سطر 4 الى ص 31 سطر 4 أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن صاحب الامر من بعده فقال لي : صاحب البهمة ، وكان موسى عليه السلام في ناحية الدار صبيا ، ومعه عناق مكية وهو يقول لها : اسجدي لله الذي خلقك ( 2 ) .
36 نى : من مشهور كلام أبي عبدالله عليه السلام عند وقوفه على قبر إسماعيل : غلبني لك الحزن عليك ، اللهم وهبت لاسماعيل جميع ما قصر عنه ، مما افترضت عليه من حقي ، فهب لي جميع ماقصر عنه فيما افترضت عليه من حقك ( 3 ) .
37 ن : الوراق ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن صفوان بن يحيى عن أبي أيوب الخزاز ، عن سلمة بن محرز قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن رجلا من العجلية قال لي : كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ ، إنما هو سنة أو سنتين حتى يهلك ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ألا قلت له : هذا موسى بن جعفر ، قد أدرك مايدرك الرجال ، وقد اشترينا له جارية تباح له ، فكأنك به إن شاء الله وقد ولد له فقيه خلف ( 4 ) .
38 ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحجال ، عن سعيد بن أبي الجهم ، عن نصر بن قابوس قال : قلت لابي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام إني سألت أباك عليه السلام : من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو فلما توفي أبوعبدالله عليه السلام ذهب الناس يمينا وشمالا وقلت أنا وأصحابي بك فأخبرني من الذي

___________________________________________________________________
( 1 ) غيبة النعماني ص 178 بتفاوت يسير والاية في سورة الواقعة : 79 .
( 2 ) نفس المصدر ص 178 .
( 3 ) المصدر السابق ص 179 .
( 4 ) عيون أخبار الرضا " ع " ج 1 ص 29 والعجلية : هم ضعفاء الزيدية منسوبون إلى هارون بن سعيد العجلى .

[ 24 ]

يكون بعدك ؟ قال : ابني علي عليه السلام ( 1 ) .
39 ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن المبرد ، عن الرياشي قال : حدثنا أبوعاصم ورواه عن الرضا عليه السلام أن موسى بن جعفر عليه السلام تكلم يوما بين يدي أبيه عليه السلام فأحسن فقال له : يابني الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء ، وسرورا من الابناء ، وعوضا عن الاصدقاء ( 2 ) .
40 ب : محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى شلقان قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وأنا اريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئا قبل أن أجلس : ياعيسى مامنعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ماتريد ؟ قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح عليه السلام وهو قاعد في الكتاب ( 3 ) وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدئا : ياعيسى إن الله تبارك وتعالى أخذ الميثاق النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها أبدا ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنها أبدا وأعار قوما الايمان زمانا ثم يسلبهم إياه ، وإن أبا الخطاب ممن اعير الايمان ثم سلبه الله تعالى ، فضممته إلي وقبلت بين عينيه ثم قلت : بأبي أنت وامي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
ثم رجعت إلى أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : ماصنعت يا عيسى ؟ قلت له : بأبي أنت وامي أتيته فأخبرني مبتدئا من غير أن أسأله عن جميع ما أردت أن أسأله عنه فعلمت والله عند ذلك أنه صاحب هذا الامر فقال : يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لاجابك فيه بعلم ، ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب ، فعلمت ذلك اليوم أنه صاحب هذا الامر ( 4 ) .
41 ير : محمد بن عبدالجبار ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن فضالة ، عن مسمع

___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 1 ص 31 .
( 2 ) المصدر السابق ج 2 ص 127 .
( 3 ) الكتاب : بالضم موضع التعليم والجمع كتاتيب .
( 4 ) قرب الاسناد ص 193 وأخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 411 .

[ 25 ]

كردين ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخلت عليه وعنده إسماعيل قال : ونحن إذ ذاك نأتم به بعد أبيه ، فذكر في حديث طويل أنه سمع رجل أبا عبدالله عليه السلام خلاف ماظن فيه قال : فأتيت رجلين من أهل الكوفة كانا يقولون به فأخبرتهما فقال واحد منهما : سمعت وأطعت ورضيت وسلمت ، وقال الآخر ، وأهوى بيده إلى جيبه فشقه ثم قال : لا والله لا سمعت ولا أطعت ولا رضيت حتى أسمعه منه قال : ثم خرج متوجها إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : وتبعته ، فلما كنا بالباب فاستأذنا فأذن لي فدخلت قبله ، ثم أذن له فدخل .
فلما دخل قال له أبوعبدالله عليه السلام : يافلان " أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة " ( 1 ) إن الذي أخبرك به فلان الحق قال : جعلت فداك إني أشتهي أن أسمعه منك قال : إن فلانا إمامك ، وصاحبك من بعدي ، يعني أبا الحسن عليه السلام فلا يدعيها فيما بيني وبينه إلاكالب مفتر فالتفت إلي الكوفي ، وكان يحسن كلام النبطية ، وكان صاحب قبالات فقال لي : درفه فقال أبوعبدالله عليه السلام : إن درفه بالنبطية خذها ، أجل فخذها فخرجنا من عنده ( 2 ) .
42 ختص : ابن عيسى ، وابن عبدالجبار ، عن البرقي مثله ( 3 ) .
43 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبيه ، عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته وطلبت وقضيت إليه أن يجعل هذا الامر إلى إسماعيل ، فأبى الله إلا أن يجعله لابي الحسن موسى عليه السلام ( 4 ) .
44 ير : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن عمرو بن أبان عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبدالله فذكروا الاوصياء ، وذكر إسماعيل فقال :

___________________________________________________________________
( 1 ) مقتبس من قوله تعالى : " بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا مطهرة " المدثر 52 .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 12 ص 97 .
( 3 ) الاختصاص ص 290 .
( 4 ) بصائر الدرجات ج 10 باب 1 ص 138 .

[ 26 ]

لا والله ياأبا محمد ماذاك إلينا ، وما هو إلا إلى الله عزوجل ينزل واحد بعد واحد ( 1 ) .
45 كش : جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي نجيح ، عن الفيض بن المختار ، وعنه عن علي بن إسماعيل ، عن أبي نجيح ، عن الفيض قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك ماتقول في الارض أتقبلها من السلطان ثم اواجرها آخرين ، على أن ما أخرج الله منها من شئ كان لي من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر ؟ قال : لابأس قال له إسماعيل ابنه ياأبة لم تحفظ قال : فقال : يابني أوليس كذلك اعامل أكرتي ؟ إني كثيرا ماأقول لك الزمني فلا تفعل ، فقام إسماعيل فخرج .
فقلت : جعلت فداك وما على إسماعيل أن لايلزمك إذا كنت أفضيت إليه الاشياء من بعدك كما افضيت إليك بعد أبيك ؟ قال : فقال : يافيض إن إسماعيل ليس كأنا من أبي ، قلت : جعلت فداك فقد كنا لانشك أن الرحال تنحط إليه من بعدك ، وقد قلت فيه ما قلت ؟ فان كان ما نخاف وأسأل الله العافية فالى من ؟ قال : فأمسك عني فقبلت ركبته وقلت : ارحم سيدي فانما هي النار ، وإني والله لو طمعت أن أموت قبلك لما باليت ، ولكني أخاف البقاء بعدك ، فقال لي : مكانك ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه فدخل ثم مكث قليلا ثم صاح : يافيض ادخل فدخلت فاذا هو في المسجد قد صلى فيه وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه فدخل إليه أبوالحسن عليه السلام وهو يومئذ خماسي وفي يده درة ( 2 ) فأقعده على فخذه فقال له : بأبي أنت وامي ماهذه المخفقة ( 3 ) بيدك ؟ قال : مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بهيمة فانتزعتها من يده .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : يافيض إن رسول الله صلى الله عليه وآله افضيت إليه صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام فائتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ، وائتمن عليها علي عليه السلام

___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 10 باب 1 ص 138 .
( 2 ) الدرة : بالكسر والتشديد السوط يضرب به .
( 3 ) المخفقة : هى الدرة يضرب بها ، وقيل : سوط من خشب .

[ 27 ]

الحسن عليه السلام وائتمن عليها الحسن عليه السلام الحسين عليه السلام وائتمن عليها الحسين عليه السلام علي بن الحسين عليه السلام وائتمن علي بن الحسين عليهما السلام محمد بن علي عليهما السلام ، و ائتمنني عليها أبي فكانت عندي ، ولقد ائتمنت عليها ابني هذا على حداثته ، وهي عنده فعرفت ماأراد ، فقلت له : جعلت فداك زدني قال : يافيض إن أبي كان إذا أراد أن لاترد له دعوة أقعدني على يمينه فدعا وأمنت ، فلا ترد له دعوة ، وكذلك أصنع بابني هذا ، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير ، فقلت له : ياسيدي زدني .
قال يافيض : إن أبي إذا كان سافر وأنا معه فنعس وهو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي ، الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم ، و كذلك يصنع بي ابني هذا قال : قلت : جعلت فداك زدني قال : إني لاجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف ، قلت : ياسيدي زدني قال : هو صاحبك الذي سألت عنه ، فأقر له بحقه فقمت حتى قبلته رأسه ، ودعوت الله له فقال أبوعبدالله عليه السلام : أما إنه لم يؤذن له في أمرك منه قلت : جعلت فداك اخبر به أحدا ؟ قال : نعم أهلك وولدك ورفقاءك ، وكان معي أهلي وولدي ، ويونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيرا .
فقال يونس : لا والله حتى أسمع ذلك منه ، وكانت فيه عجلة ، فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبدالله عليه السلام وقد سبقني فقال : الامر كما قال لك فيض ، قال : سمعت وأطعت ( 1 ) .
46 كا : محمد بن يحيى والحسين بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن علي بن الحسين بن علي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة ، عن معاذ بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الوصية نزلت من السماء على محمد صلى الله عليه وآله كتابا لم ينزل على محمد صلى الله عليه وآله كتاب مختوم إلا الوصية ، فقال جبرئيل عليه السلام : يامحمد هذه وصيتك في امتك عند أهل بيتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتي يا

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 226 .

[ 28 ]

جبرئيل ؟ قال : نجيب الله منهم وذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم عليه السلام وميراثه لعلي وذريتك من صلبه فقال : وكان عليها خواتيم قال : ففتح علي عليه السلام الخاتم الاول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن عليه السلام الخاتم الثاني ومضى لما امر به فيها .
فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسن عليه السلام الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل ، واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك قال : ففعل عليه السلام فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم ، فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليه السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها : أن فسر كتاب الله ، وصدق أباك ، وورث ابنك واصطنع الامة وقم بحق الله عزوجل ، وقل الحق في الخوف والامن ولا تخش إلا الله ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه قال : قلت له : جعلت فداك فأنت هو ؟ قال : فقال : مابي إلا أن تذهب يامعاذ فتروي علي قال : فقلت : أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات قال : قد فعل الله ذلك يا معاذ قال : فقلت : فمن هو جعلت فداك ؟ قال : هذا الراقد ، فأشار بيده إلى العبد الصالح وهو راقد ( 1 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافي ج 1 ص 279 .

[ 29 ]


باب 4 : معجزاته ، واستجابة دعواته ، ومعالي أموره وغرائب شأنه صلوات الله عليه  

1 كشف : قال الحافظ عبدالعزيز : حدث عيسى بن محمد بن مغيث القرطي وبلغ تسعين سنة قال : زرعت بطيخا وقثاءا وقرعا في موضع بالجوانية ( 1 ) على بئر يقال لها ام عظام ، فلما قرب الخير واستوى الزرع ، بيتني الجراد وأتى على الزرع كله ، وكنت غرمت على الزرع ثمن جملين ومائة وعشرين دينارا فبينا أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد عليهم السلام فسلم ثم قال : أيش حالك ؟ قلت : أصبحت كالصريم ، بيتني الجراد ، فأكل زرعي قال : وكم غرمت ؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين قال : فقال : ياعرفة إن لابي الغيث مائة وخمسين دينارا فربحك ثلاثون دينارا والجملان فقلت : يامبارك ادع لي فيها بالبركة ، فدخل ودعا ، وحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : تمسكوا ببقاء المصائب ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيه البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف ( 2 ) .
بيان : قوله صلى الله عليه وآله : تمسكوا : لعل المراد عدم الجزع عند المصائب ، والاعتناء بشأنها ، فانها غالبا من علامات السعادة ، أو تمسكوا بالله عند بقائها .
2 كشف : من كتاب دلائل الحميري عن مولى لابي عبدالله عليه السلام قال : كنا مع أبي الحسن عليه السلام حين قدم به البصرة ، فلما أن كان قرب المدائن ، ركبنا

___________________________________________________________________
( 1 ) الجوانية : بالفتح وتشديد ثانيه وكسر النون وياء مشددة ، موضع أو قرية قرب المدينة " المراصد " .
( 2 ) كشف الغمة ج 3 ص 10 وأخرج الحديث الخطيب في تاريخه ج 13 ص 29 .

[ 30 ]

في أمواج كثيرة ، وخلفنا سفينة فيها امرأة تزف إلى زوجها ، وكانت لهم جلبة فقال : ماهذه الجلبة ؟ قلنا : عروس ، فما لبثنا أن سمعنا صيحة فقال : ماهذا ؟ فقالوا : ذهبت العروس لتغترف ماءا فوقع منها سوار من ذهب فصاحت فقال : احبسوا وقولوا لملاحهم يحبس ، فحبسنا وحبس ملاحهم ، فاتكأ على السفينة ، و همس قليلا وقال : قولوا لملاحهم يتزر بفوطة ( 1 ) وينزل فيتناول السوار ، فنظرنا فإذا السوار على وجه الارض ، وإذا ماء قليل ، فنزل الملاح فأخذ السوار فقال أعطها وقل لها : فلتحمد الله ربها .
ثم سرنا فقال له أخوه إسحاق : جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه قال : نعم ولا تعلمه من ليس له بأهل ، ولا تعلمه إلا من كان من شيعتنا ثم قال : اكتب فأملا علي إنشاءا : " ياسابق كل فوت ، ياسامعا لكل صوت : قوي أو خفي ، يامحبي النفوس بعد الموت ، لاتغشاك الظلمات الحندسية ، ولا تشابه عليك اللغات المختلفة ، ولا يشغلك شئ عن شئ ، يامن لايشغله دعوة داع دعاه من السماء يامن له عند كل شئ من خلقه سمع سامع ، وبصر نافذ ، يامن لاتغلطه كثرة المسائل ، ولا يبرمه إلحاح الملحين ، ياحي حين لا حي في ديمومة ملكه وبقائه يامن سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره ، يامن أشرقت لنوره دجى الظلم أسألك باسمك الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، الذي هو من جميع أركانك .
صل على محمد وأهل بيته " ، ثم سل حاجتك ( 2 ) .
وعن الوشاء قال : حدثني محمد بن يحيى ، عن وصي علي بن السري قال : قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : إن علي بن السري توفي وأوصى إلي فقال : رحمه الله فقلت : وإن ابنه جعفرا وقع على ام ولد له ، وأمرني أن اخرجه من الميراث فقال لي : أخرجه ، وإن كان صادقا فسيصيبه خبل قال : فرجعت فقدمني

___________________________________________________________________
( 1 ) الفوطة : مايأتزر به الخدم ، وعند العامة هي قطعة تنشف بها الايدي وتسمى المنشفة .
( 2 ) كشف الغمة ج 3 ص 42 .