[ 41 ]
عليك السلام ورحمة الله وبركاته أيتها السحابة السامعة المطيعة ، ثم يقول لها : أين
تريدين ؟ فتقول : أرض كذا فيقول : ألرحمة ؟ أو سخط ؟ فنقول : لرحمة أو سخط
وتمضي ، حتى جاءت سحابة حسنة مضيئة فقالت : السلام عليك ياولي الله وحجته
قال : وعليك السلام أيتها السحابة السامعة المطيعة ، أين تريدين ؟ فقالت :
أرض طالقان فقال : لرحمة أو سخط ؟ فقالت : لرحمة فقال لها : احملي ماحملت
مودعا في الله فقالت : سمعا وطاعة قال لها : فاستقري باذن الله على وجه الارض
فاستقرت ، فأخذ بعض عضدي فأجلسني عليها .
فعند ذلك قلت له : سألتك بالله العظيم وبحق محمد خاتم النبيين وعلي سيد
الوصيين والائمة الطاهرين من أنت ؟ فقد اعطيت والله أمرا عظيما فقال : ويحك
ياعلي بن صالح إن الله لايخلي أرضه من حجة طرفة عين ، إما باطن وإما ظاهر ، أنا
حجة الله الظاهرة ، وحجته الباطنة ، أنا حجة الله يوم الوقت المعلوم ، وأنا المؤدي
الناطق عن الرسول أنا في وقتي هذا ، موسى بن جعفر ، فذكرت إمامته وإمامة آبائه
وأمر السحاب بالطيران ، فطارت ، فوالله ماوجدت ألما ولا فزعت فما كان بأسرع
من طرفة العين حتى ألقتني بالطالقان في شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية
فقتله الرشيد وقال لايسمع بهذا أحد ( 1 ) .
17 ن ( 2 ) لى : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد معا ، عن ابن عيسى ، عن
الحسن ، عن أخيه ، عن أبيه علي بن يقطين قال : استدعى الرشيد رجلا يبطل
به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ويقطعه ( 3 ) ويخجله في المجلس
فانتدب له رجل معزم ( 4 ) ، فلما احضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز ، فكان
___________________________________________________________________
( 1 ) المناقب ج 3 ص 418 .
( 2 ) عيون أخبار الرضا " ع " ج 1 ص 95 .
( 3 ) يقطعه بمعنى يسكته عن حجته ويبطلها .
( 4 ) في الاصل والمصدر نسخ متفاوتة فبعضها " معزم " بالعين المهملة والزاى المعجمة
وقد فسر بأنه الرجل الذي عنده العزيمة والرقى ، وبعضها " معزم " كسابقتها الا أنها بالفتح
وهى بمعنى من قرئت عليه العزيمة والرقى .
وبعضها " مغرم " بالغين المعجمة والراء المهملة
[ 42 ]
كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه
واستفز ( 1 ) هارون الفرح والضحك لذلك ، فلم يلبث أبوالحسن عليه السلام أن رفع رأسه
إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له : ياأسد الله خذ عدو الله قال : فوثبت
تلك الصورة كأعظم مايكون من السباع ، فافترست ذلك المغرم فخر هارون وندماؤه
على وجوههم مغشيا عليهم ، وطارت عقولهم خوفا من هول مارأوه ، فلما أفاقوا من
ذلك بعد حين ، قال هارون لابي الحسن عليه السلام : أسألك بحقي عليك لما سألت
الصورة أن ترد الرجل فقال : إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم
وعصيهم ، فان هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل ، فكان ذلك أعمل الاشياء
في إفاقة نفسه ( 2 ) .
18 قب : علي بن يقطين مثله ( 3 ) .
19 ب : علي بن جعفر قال : أخبرتني جارية لابي الحسن موسى عليه السلام
وكانت توضئه ، وكانت خادما صادقا قالت : وضأته بقديد ( 4 ) وهو على منبر وأنا
أصب عليه المآء ، فجرى المآء على الميزاب فإذا قرطان من ذهب فيهما در ، مارأيت
أحسن منه فرفع رأسه إلي فقال : هل رأيت ؟ فقلت : نعم ، فقال : خمريه ( 5 )
بالتراب ولا تخبرين به أحدا ، قالت : ففعلت وما أخبرت به أحدا حتى مات صلى
الله عليه وعلى آبائه والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ( 6 ) .
وفسر بمعنى الغرامة .
والغرام .
وبعضها " معرم " بالمهملتين معا وانه مأخوذ من العرامة
وهى الشراسة .
ويمكن لكل نسخة منها ان تكون هى الاصل بملاحظة هذه المعانى ولعل
آخرها أولى بالمقام فلاحظ .
( 1 ) استفزه الضحك : استخفه وغلب عليه حتى جعله يضطرب لشدة ضحكه .
( 2 ) أمالى الصدوق ص 148 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 417 .
( 4 ) قديد : بالضم تصغير قد اسم موضع قرب مكة .
( 5 ) خمريه : أى غطيه بالتراب .
( 6 ) قرب الاسناد ص 154 .
[ 43 ]
20 ب : محمد بن الحسن ، عن عثمان بن عيسى قال : قلت لابي الحسن الاول
إن الحسن بن محمد له إخوة من أبيه ، وليس يولد له ولد إلا مات ، فادع الله له
فقال : قضيت حاجته ، فولد له غلامان ( 1 ) .
21 ب : أحمد بن محمد ، عن الوشاء قال : حججت أيام خالي إسماعيل بن
إلياس فكتبنا إلى أبي الحسن الاول عليه السلام فكتب خالي : إن لي بنات وليس لي
ذكر وقد قل رجالنا ، وقد خلفت امرأتي وهي حامل فادع الله أن يجعله غلاما
وسمه ، فوقع في الكتاب : قد قضى الله تبارك وتعالى حاجتك وسمه محمدا ، فقدمنا
الكوفة وقد ولد لي غلام قبل دخولي الكوفة بستة أيام ، ودخلنا يوم سابعه قال
أبومحمد : فهو والله اليوم رجل له أولاد ( 2 ) .
22 ب : محمد بن الحسين ، عن علي بن جعفر بن ناجية أنه كان اشترى
طيلسانا طرازيا أزرق بمائة درهم ، وحمله معه إلى أبي الحسن الاول عليه السلام ولم يعلم
به أحد ، وكنت أخرج أنا مع عبدالرحمان بن الحجاج ، وكان هو إذ ذاك قيما
لابي الحسن الاول عليه السلام فبعث بما كان معه فكتب : اطلبوا لي ساجا طرازيا أزرق
فطلبوه بالمدينة فلم يوجد عند أحد فقلت له : هو ذا هو معي ، وماجئت به إلا له
فبعثوا به إليه ، وقالوا له : أصبناه مع علي بن جعفر ، ولما كان من قابل اشتريت
طيلسانا مثله وحملته معي ، ولم يعلم به أحد ، فلما قدمنا المدينة أرسل اليهم : اطلبوا
لي طيلسانا مثله مع ذلك الرجل ، فسألوني فقلت : هو ذا هو معي ، فبعثوا به
إليه ( 3 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : الطراز بالكسر الموضع الذي ينسج فيه الثياب
الجيدة ، ومحلة بمرو ، وبأصفهان ، وبلد قرب أسيبجاب ( 4 ) وقال : الساج
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ص 170 .
( 2 ) المصدر السابق ص 191 .
( 3 ) المصدر السابق ص 191 .
( 4 ) القاموس ج 2 ص 180 .
[ 44 ]
الطيلسان الاخضر أو الاسود ( 1 ) .
23 ب : محمد بن الحسين ، عن علي بن جعفر بن ناجية ، عن عبدالرحمان
ابن الحجاج قال : استقرضت من غالب مولى الربيع ستة آلاف درهم تمت بها بضاعتي
ودفع إلي شيئا أدفعه إلى أبي الحسن الاول عليه السلام وقال : إذا قضيت من الستة
آلاف درهم حاجتك فادفعها أيضا إلى أبي الحسن ، فلما قدمت المدينة بعثت إليه
بما كان معي والذي من قبل غالب ، فأرسل إلي : فأين الستة آلاف درهم ؟ فقلت :
استقرضتها منه ، وأمرني أن أدفعها إليك ، فاذا بعت متاعي بعثت بها إليك ، فأرسل
إلي عجلها لنا وإنا نحتاج إليها ، فبعثت بها إليه ( 2 ) .
24 ب : محمد بن الحسين ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن موسى بن بكر
قال : دفع إلي أبو الحسن الاول عليه السلام رقعة فيها حوائج وقال لي : اعمل بما فيها
فوضعتها تحت المصلى ، وتوانيت عنها ، فمررت فاذا الرقعة في يده ، فسألني عن
الرقعة فقلت : في البيت فقال : ياموسى إذا أمرتك بالشئ فاعمله ، وإلا غضبت
عليك ، فعلمت أن الذي دفعها إليه بعض صبيان الجن ( 3 ) .
25 ب : أحمد بن محمد ، عن أحمد بن أبي محمود الخراساني ، عن عثمان
ابن عيسى قال : رأيت أبا الحسن الماضي عليه السلام في حوض من حياض مابين مكة
والمدينة عليه إزار ، وهو في الماء فجعل يأخذ الماء في فيه ثم يمجه ، وهو يصفر
فقلت : هذا خير من خلق الله في زمانه ويفعل هذا ؟ ! ثم دخلت عليه بالمدينة
فقال لي : أين نزلت ؟ فقلت له : نزلت أنا ورفيق لي في دار فلان فقال : بادروا
وحولوا ثيابكم واخرجوا منها الساعة قال : فبادرت وأخذت ثيابنا وخرجنا فلما
صرنا خارجا من الدار انهارت الدار ( 4 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 1 ص 195 .
( 2 ) قرب الاسناد ص 191 .
( 3 ) نفس المصدر ص 192 .
( 4 ) المصدر السابق ص 194 .
[ 45 ]
26 ير : سلمة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم
ابن الحارث البطل ، عن مرازم قال : دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي
نزلتها فعجبتني ( 1 ) فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها ، قال : فجئت
بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صدرها ، فبادرتني
حتى دخلت ، فلما أصبحت دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال : يامرازم ليس من
شيعتنا من خلا ثم لم يرع قلبه ( 2 ) .
27 ب : موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشا ، عن علي بن أبي حمزة
قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول : لا والله لايرى أبوجعفر بيت الله أبدا
فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا ، فلم نلبث أن خرج فلما بلغ الكوفة قال لي أصحابنا
في ذلك فقلت : لا والله لايرى بيت الله أبدا ، فلما صار إلى البستان اجتمعوا أيضا إلي
فقالوا : بقي بعد هذا شئ ؟ ! قلت : لا والله لا يرى بيت الله أبدا فلما نزل بئر ميمون
أتيت أبا الحسن عليه السلام فوجدته في المحراب قد سجد فأطال السجود ، ثم رفع رأسه
إلي فقال : اخرج فانظر مايقول الناس ، فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر
فرجعت فأخبرته قال : الله اكبر ما كان ليرى بيت الله أبدا ( 3 ) .
28 كشف : من دلائل الحميري ، عن ابن أبي حمزة مثله ( 4 ) .
29 ب : الحسين بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى ، عن إبراهيم
ابن عبدالحميد قال : كتب إلي أبوالحسن عليه السلام قال عثمان بن عيسى وكنت
حاضرا بالمدينة : تحول عن منزلك ، فاغتم بذلك ، وكان منزله منزلا وسطا بين
المسجد والسوق ، فلم يتحول ، فعاد إليه الرسول : تحول عن منزلك ، فبقي
___________________________________________________________________
( 1 ) كذا .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 11 ص 67 .
( 3 ) قرب الاسناد ص 195 .
( 4 ) كشف الغمة ج 3 ص 50 .
[ 46 ]
ثم عاد إليه الثالثة : تحول عن منزلك ، فذهب وطلب منزلا ، وكنت في المسجد
ولم يجئ إلى المسجد إلا عتمة فقلت له : ماخلفك ؟ فقال : ماتدري ماأصابني
اليوم ؟ قلت : لا قال : ذهبت أستقي المآء من البئر لاتوضأ فخرج الدلو مملوءا خرؤا
وقد عجنا خبزنا بذلك الماء ، فطرحنا خبزنا وغسلنا ثيابنا ، فشغلني عن المجئ
ونقلت متاعي إلى البيت الذي اكتريته ، فليس بالمنزل إلا الجارية ، الساعة
أنصرف وآخذ بيدها ، فقلت : بارك الله لك ، ثم افترقنا ، فلما كان سحرا خرجنا
إلى المسجد فجاء فقال : ماترون ماحدث في هذه الليلة ؟ قلت : لا ، قال : سقط والله
منزلي ، السفلى والعليا ( 1 ) .
30 ب : الحسن بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى قال : قال
أبوالحسن عليه السلام لابراهيم بن عبدالحميد ، ولقيه سحرا وإبراهيم ذاهب إلى قبا ، و
أبوالحسن عليه السلام داخل إلى المدينة فقال : يا إبراهيم فقلت : لبيك قال : إلى أين ؟
قلت : إلى قبا فقال : في أي شئ ؟ فقلت : إنا كنا نشتري في كل سنة هذا التمر
فأردت أن آتي رجلا من الانصار فأشتري منه من الثمار ، فقال : وقد أمنتم الجراد ؟ !
ثم دخل ومضيت أنا فأخبرت أبا العز فقال : لا والله لا أشتري العام نخلة ، فما مرت
بنا خامسة ، حتى بعث الله جرادا فأكل عامة مافي النخل ( 2 ) .
31 كشف : من دلائل الحميري عن عثمان مثله ( 3 ) .
32 ب : الحسن بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى قال : وهب
رجل جارية لابنه ، فولدت أولادا فقالت الجارية بعد ذلك : قد كان أبوك وطأني
قبل أن يهبني لك ، فسئل أبوالحسن عليه السلام عنها فقال : لاتصدق إنما تفر من سوء
خلقه ، فقيل ذلك للجارية فقالت : صدق والله ما هربت إلا من سوء خلقه ( 4 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) قرب الاسناد ص 195 .
( 2 ) نفس المصدر ص 196 .
( 3 ) كشف الغمة ج 3 ص 51 .
( 4 ) قرب الاسناد ص 196 .
[ 47 ]
33 ب : محمد بن خالد الطيالسي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير
عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : دخلت عليه فقلت له : جعلت فداك بم يعرف
الامام ؟ فقال : بخصال أما أولهن فشئ تقدم من أبيه فيه ، وعرفه الناس ، ونصبه
لهم علما ، حتى يكون حجة عليهم ، لان رسول الله صلى الله عليه وآله نصب عليا عليه السلام علما
وعرفه الناس ، وكذلك الائمة يعرفونهم الناس ، وينصبونهم لهم حتى يعرفوه
ويسأل فيجيب ، ويسكت عنه فيبتدي ويخبر الناس بما في غد ، ويكلم الناس بكل
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 47 سطر 7 الى ص 55 سطر 7
لسان ، فقال لي : ياأبا محمد الساعة قبل أن تقوم اعطيك علامة تطمئن إليها .
فوالله مالبثت أن دخل علينا رجل من أهل خراسان فتكلم الخراساني بالعربية
فأجابه هو بالفارسية ، فقال له الخراساني : أصلحك الله مامنعني أن اكلمك
بكلامي إلا أني ظننت أنك لاتحسن ، فقال : سبحان الله إذا كنت لا احسن اجيبك
فما فضلي عليك ، ثم قال : ياأبا محمد إن الامام لايخفى عليه كلام أحد من الناس
ولا طير ولا بهيمة ، ولا شئ فيه روح ، بهذا يعرف الامام ، فان لم يكن فيه هذه
الخصال فليس هو بإمام ( 1 ) .
34 قب ( 2 ) يج : عن أبي بصير مثله .
35 عم ( 3 ) شا : أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي بصير مثله ( 4 )
36 ب : محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام بالبصرة فقلت له : جعلت فداك ادع الله تعالى أن يرزقني
دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج في كل سنة ، قال : فرفع يده ثم قال :
اللهم صل على محمد وآل محمد وارزق حماد بن عيسى دارا وزوجة وولدا وخادما
___________________________________________________________________
( 1 ) قرب الاسناد ص 196 .
( 2 ) المناقب ج 3 ص 416 .
( 3 ) اعلام الورى ص 294 .
( 4 ) الارشاد ص 312 .
[ 48 ]
والحج خمسين سنة قال حماد : فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لاأحج أكثر
من خمسين سنة ، قال حماد : وقد حججت ثمانية وأربعين سنة ، وهذه داري قد
رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذه خادمي وقد
رزقت كل ذلك ، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، ثم خرج بعد
الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل
فجاء الوادي فحمله فغرق ، فمات رحمنا الله وإياه قبل أن يحج زيادة على الخمسين
وقبره بسيالة ( 1 ) .
37 كش : حمدويه ، عن العبيدي مثله ( 2 ) .
38 يج : أحمد بن هلال ، عن امية بن علي القيسي قال : دخلت أنا وحماد
ابن عيسى على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة لنودعه فقال لنا : لاتخرجا أقيما إلى غد قال :
فلما خرجنا من عنده ، قال حماد : أنا أخرج فقد خرج ثقلي قلت : أما أنا فاقيم
قال : فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة .
39 ير : أحمد بن محمد ، عن القاسم ، عن جده ، عن يعقوب بن إبراهيم
الجعفري قال : سمعت إبراهيم بن وهب وهو يقول : خرجت وأنا اريد أبا الحسن
بالعريض ( 3 ) فانطلقت حتى أشرفت على قصر بني سراة ( 4 ) ثم انحدرت الوادي
فسمعت صوتا لاأرى شخصه وهو يقول : ياأبا جعفر صاحبك خلف القصر عند السدة
فاقرأه مني السلام ، فالتفت فلم أر أحدا ثم رد على الصوت باللفظ الذي كان ، ثم
فعل ذلك ثلاثا فاقشعر جلدي ثم انحدرت في الوادي حتى أتيت قصد الطريق الذي
خلف القصر ، ولم أطأ في القصر ، ثم أتيت السد نحو السمرات ( 5 ) ثم انطلقت
___________________________________________________________________
( 1 ) قرب الاسناد ص 174 وسيالة : موضع بالحجاز قيل هو أول مرحلة لاهل المدينة
اذا أرادوا مكة .
( 2 ) رجال الكشى ص 203 .
( 3 ) العريض : كزبير واد بالمدينة .
( 4 ) قصر بنى سراة : موضع بالقرب من العريض وفي طريقه .
( 5 ) السمرات : جمع سمرة وهى شجرة الطلح .
[ 49 ]
قصد الغدير ، فوجدت خمسين حيات روافع من عند الغدير .
ثم استمعت فسمعت كلاما ومراجعة فطفقت بنعلي ليسمع وطئي ، فسمعت
أبا الحسن يتنحنح ، فتنحنحت وأجبته ، ثم هجمت فاذا حية متعلقة بساق شجرة فقال :
لاتخشي ولا ضائر ، فرمت بنفسها ، ثم نهضت على منكبه ، ثم أدخلت رأسها في اذنه
فأكثرت من الصفير ، فأجاب : بلى قد فصلت بينكم ، ولا يبغى خلاف ماأقول
إلا ظالم ، ومن ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته ، مع عقاب شديد ، اعاقبه إياه
وآخذ ماله إن كان له حتى يتوب ، فقلت : بأبي أنت وامي ألكم عليهم طاعة ؟ فقال :
نعم والذي أكرم محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة ، وأعز عليا عليه السلام بالوصية والولاية إنهم
لاطوع لنا منكم ، يامعشر الانس وقليل ماهم ( 1 ) .
بيان : روافع بالفاء والعين المهملة أي رافعة رؤوسها أو بالغين المعجمة من الرفغ
وهو سعة العيش أي مطمئنة غير خائفة أو بالقاف والمهملة أي ملونة بألوان مختلفة ، و
كأنه تصحيف رواتع بالتاء والمهملة أي ترتع حول الغدير ، فطفقت بنعلي أي شرعت
أضرب به ، والظاهر بالصاد من الصفق وهو الضرب يسمع له صوت ، لاتخشي ولا ضائر
أي لاتخافي فان الرجل لايضرك ، وفي بعض النسخ لاعسى وكأنه تصحيف ، وقليل
ماهم : أي المطيعون من الانس أو من الجن في جنب غيرهم من المخلوقات .
40 ير : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن محمد بن علي ، عن
خالد الجوان قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام وهو في عرصة داره ، وهو يومئذ
بالرميلة ( 2 ) فلما نظرت إليه قلت : بأبي أنت وامي ياسيدي ! مظلوم ، مغصوب
مضطهد في نفسي ثم دنوت منه ، فقبلت مابين عينيه ، وجلست بين يديه ، فالتفت
إلي فقال : ياابن خالد نحن أعلم بهذا الامر ، فلا تتصور هذا في نفسك قال : قلت :
جعلت فداك والله ماأردت بهذا شيئا قال : فقال : نحن أعلم بهذا الامر من غيرنا
لو أردنا أزف ( 3 ) إلينا ، وإن لهؤلاء القوم مدة وغاية لابد من الانتهاء إليها قال :
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 2 باب 18 ص 28 .
( 2 ) الرميلة : منزل في طريق البصرة إلى مكة بعد ضرية ( المراصد ) .
( 3 ) أزف : الرجل عجل وأزف الامر دنا .
[ 50 ]
فقلت : لاأعود اصير في نفسي شيئا أبدا قال : فقال : لاتعد أبدا ( 1 ) .
41 يج : عن المعلى مثله .
بيان : قوله في نفسي متعلق بقوله قلت ( أي قلت ) في نفسي وفي يج :
قلت في نفسي مظلوم وفيه : لو أردنا لرد إلينا .
42 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن
شريف بن سابق ، عن أسود بن رزين القاضي قال : دخلت على أبي الحسن الاول
عليه السلام ، ولم يكن رآني قط ، فقال : من أهل السد أنت ؟ فقلت : من أهل
الباب ، فقال الثانية : من أهل السد ؟ قلت : من أهل الباب قال : من أهل السد أنت ؟
قلت : نعم ، قال : ذاك السد الذي عمله ذو القرنين .
43 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا قال :
دخلت على أبي الحسن الماضي عليه السلام وهو محموم ، ووجهه إلى الحائط فتناول بعض أهل
بيته يذكره ، فقلت في نفسي : هذا خير خلق الله في زمانه ، يوصينا بالبر ويقول
في رجل من أهل بيته هذا القول ؟ ! قال : فحول وجهه فقال : إن الذي سمعت
من البر ، إني إذا قلت هذا لم يصدقوا قوله ، وإن لم أقل هذا صدقوا قوله
علي ( 2 ) .
44 ير : الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن سهل ، عن ابن أبي عمير ، عن
هشام بن سالم قال : دخلت على عبدالله بن جعفر ، وأبوالحسن في المجلس قدامه
مرآة وآلتها ، مردى بالرداء ، موزرا ، فأقبلت على عبدالله فلم أزل اسائله ، حتى
جرى ذكر الزكاة فسألته فقال : تسألني عن الزكاة ! ؟ من كانت عنده أربعون
درهما ففيها درهم ، قال : فاستشعرته وتعجبت منه ، فقلت له : أصلحك الله قد عرفت
مودتي لابيك وانقطاعي إليه ، وقد سمعت منه كتبا فتحب أن آتيك بها ؟ قال :
نعم بنو أخ ، ائتنا فقمت مستغيثا برسول الله ، فأتيت القبر فقلت : يارسول الله إلى
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 3 باب 5 ص 34 .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64 .