[ 51 ]
من ؟ إلى القدرية ، إلى الحرورية إلى المرجئة إلى الزيدية ، قال : فإني كذلك
إذا أتاني غلام صغير دون الخمس فجذب ثوبي فقال لي : أجب ! قلت : من ؟ قال :
سيدي موسى بن جعفر ، فدخلت إلى صحن الدار ، فإذا هو في بيت وعلية كلة ( 1 )
فقال : ياهشام قلت : لبيك فقال لي : لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ، ولكن إلينا
ثم دخلت عليه ( 2 ) .
45 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي عمير ، عن سالم مولى
علي بن يقطين ، عن علي بن يقطين قال : أردت أن أكتب إليه أسأله يتنور الرجل
وهو جنب ؟ قال : فكتب إلي ابتداءا : النورة تزيد الجنب نظافة ، ولكن لايجامع
الرجل مختضبا ولا تجامع مرأة مختضبة ( 3 ) .
46 يج : علي بن يقطين مثله .
47 ير : ابن يزيد ، عن محمد بن الحسن بن زياد ، عن الحسن الواسطي ، عن
هشام بن سالم قال : لما دخلت إلى عبدالله بن أبي عبدالله فسألته فلم أر عنده شيئا
فدخلني من ذلك مالله به عليم وخفت أن لايكون أبوعبدالله عليه السلام ترك خلفا فأتيت
قبر النبي صلى الله عليه وآله ، فجلست عند رأسه أدعو الله ، وأستغيث به ، ثم فكرت فقلت : أصير
إلى قول الزنادقة ، ثم فكرت فيما يدخل عليهم ورأيت قولهم يفسد ، ثم قلت :
لا بل قول الخوارج فآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأضرب بسيفي حتى أموت
ثم فكرت في قولهم ، وما يدخل عليهم ، فوجدته يفسد .
ثم قلت : أصير إلى المرجئة ثم فكرت فيما يدخل عليهم ، فاذا قولهم يفسد
فبينا أنا أفكر في نفسي ، وأمشي إذ مر بي بعض موالي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي :
أتحب أن أستأذن لك على أبي الحسن عليه السلام ؟ فقلت : نعم ، فذهبت فلم يلبث أن عاد
إلي فقال : قم وادخل عليه ، فلما نظر إلي أبوالحسن عليه السلام فقال لي مبتدءا :
___________________________________________________________________
( 1 ) الكلة : الستر الرقيق ، وغشاء رقيق يخاط كالبيت يتوقى به من البعوض .
( 2 ) نفس المصدر ج 5 باب 12 ص 68 .
( 3 ) المصدر السابق ج 5 باب 12 ص 68 .
[ 52 ]
ياهشام لا إلى الزنادقة ، ولا إلى الخوارج ، ولا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية
ولكن إلينا ، قلت : أنت صاحبي ، ثم سألته فأجابني عما أردت ( 1 ) .
48 ير : إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن فلان الرافعي قال : كان لي
ابن عم يقال له الحسن بن عبدالله ، وكان زاهدا ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان
يلقاه السلطان ، وربما استقبل السلطان بالكلام الصعب ، يعظه ويأمر بالمعروف
وكان السلطان يحتمل له ذلك ، لصلاحه ، فلم يزل هذه حاله ، حتى كان يوما دخل
أبوالحسن موسى عليه السلام المسجد فرآه فأدنى إليه ثم قال له : ياأبا علي ماأحب إلي
ماأنت فيه ، وأسرني بك إلا أنه ليست لك معرفة فاذهب فاطلب المعرفة قال : جعلت
فداك ، وما المعرفة ؟ قال له : اذهب وتفقه واطلب الحديث قال : عمن ؟ قال :
عن أنس بن مالك ، وعن فقهاء أهل المدينة ، ثم اعرض الحديث علي .
قال : فذهب فتكلم معهم ، ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له :
اذهب واطلب المعرفة ، وكان الرجل معنيا بدينه ، فلم يزل يترصد أبا الحسن
حتى خرج إلى ضيعة له فتبعه ولحقه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك إني أحتج
عليك بين يدي الله ، فدلني على المعرفة قال : فأخبره بأمير المؤمنين عليه السلام وقال له :
كان أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأخبره بأمر أبي بكر وعمر ، فقبل منه ثم
قال : فمن كان بعد أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال : الحسن ثم الحسين عليهما السلام حتى انتهى
إلى نفسه عليه السلام ، ثم سكت .
قال : جعلت فداك فمن هو اليوم ؟ قال : إن أخبرتك تقبل ؟ قال : بلى جعلت
فداك فقال : أنا هو قال : جعلت فداك فشئ أستدل به قال : اذهب إلى تلك الشجرة
وأشار إلى ام غيلان فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال : فأتيتها قال :
فرأتيها والله تجب الارض جبوبا حتى وقفت بين يديه ، ثم أشار إليها فرجعت قال :
فأقر به ثم لزم السكوت ، فكان لايراه أحد يتكلم بعد ذلك وكان من قبل ذلك يرى
الرؤيا الحسنة ، ويرى له ثم ! انقطعت عنه الرؤيا فرأى ليلة أبا عبدالله عليه السلام فيما يرى
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 12 ص 68 .
[ 53 ]
النائم فشكا إليه انقطاع الرؤيا فقال : لاتغتم فان المؤمن إذا رسخ في الايمان رفع
عنه الرؤيا ( 1 ) .
يج : عن الرافعي مثله ( 2 ) .
49 شا : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
الرافعي مثله ( 3 ) .
50 عم : الكليني مثله ( 4 ) .
بيان : معنيا بفتح الميم وسكون العين وتشديد الياء أي ذا عناية واهتمام بدينه
قوله : تجب الارض جبوبا كذا في ير وفي ساير الكتب تخد الارض خدا
والجب القطع والخد إحداث الحفرة المستطيلة في الارض .
51 ير : محمد بن عيسى ، عن الوشاء ، عن هشام قال : أردت شرى جارية
بثمن ، وكتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أستشيره في ذلك فأمسك فلم يجبني فاني من
الغد عند مولى الجارية إذ مر بي وهي جالسة عند جوار فصرت بتجربة الجارية ( 5 )
فنظر إليها ، قال ثم رجع إلى منزله ، فكتب إلي : لابأس إن لم يكن في عمرها
قلة قال : فأمسكت عن شرائها فلم أخرج من مكة حتى ماتت ( 6 ) .
52 ير : معاوية بن حكيم ، عن جعفر بن محمد بن يونس ، عن عبدالرحمان
ابن الحجاج قال : استقرض أبوالحسن عليه السلام عن شهاب بن عبد ربه قال : وكتب
كتابا ووضع على يدي عبدالرحمان بن الحجاج وقال : إن حدث بي حدث فخرقه
قال عبدالرحمان : فخرجت من مكة فلقيني أبوالحسن عليه السلام فأرسل إلي بمنى
فقال لي : يا عبدالرحمان خرق الكتاب قال : ففعلت ، وقدمت الكوفة فسألت
عن شهاب ، فاذا هو قد مات في وقت لم يمكن فيه بعث الكتاب ( 7 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 5 باب 13 ص 69 .
( 2 ) الخرائج والجرائح ص 235 .
( 3 ) الارشاد ص 312 .
( 4 ) اعلام الورى 292 .
( 5 ) كذا .
( 6 و 7 ) بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 72 .
[ 54 ]
53 ير : عبدالله بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن علي بن معلى ، عن ابن
أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت العبد الصالح أبا الحسن
عليه السلام ينعى إلى رجل نفسه ، فقلت في نفسي : وإنه ليعلم متى يموت الرجل
من شيعته ؟ فقال شبه المغضب : ياإسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا
فالامام أولى بذلك ( 1 ) .
54 ير : عثمان بن عيسى ، عن خالد قال : كنت مع أبي الحسن بمكة فقال :
من ههنا من أصحابكم ؟ فعددت عليه ثمانية أنفس ، فأمر باخراج أربعة وسكت عن
أربعة فما كان إلا يومه ومن الغد حتى مات الاربعة ، فسلموا ( 2 ) .
55 ير : جعفر بن إسحاق بن سعد ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح
عن أبي الحسن عليه السلام قال : قال لي : افرغ فيما بينك ، وبين من كان له معك عمل في
سنة أربع وسبعين ومائة حتى يجيئك كتابي ، وانظر ماعندك فابعث به إلي ، ولا تقبل
من أحد شيئا ، وخرج إلى المدينة ، وبقي خالد بمكة خمسة عشر يوما ثم مات ( 3 ) .
56 ير : الحسن بن علي بن معاوية ، عن إسحاق قال : كنت عند
أبي الحسن عليه السلام ودخل عليه رجل فقال له أبوالحسن : يافلان إنك تموت إلى
شهر قال : فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال شيعته ! قال : فقال : ياإسحاق
وما تنكرون من ذلك ؟ ! وقد كان رشيد الهجري مستضعفا وكان يعلم علم المنايا والبلايا
فالامام أولى بذلك ، ثم قال : ياإسحاق تموت إلى سنتين ويتشتت أهلك وولدك
وعيالك ، وأهل بيتك ، ويفلسون إفلاسا شديدا ( 4 ) .
57 يج : عن إسحاق مثله .
58 كا : أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن سيف بن عميرة ، عن
___________________________________________________________________
( 1 و 2 ) نفس المصدر ج 6 باب 1 ص 73 .
( 3 و 4 ) المصدر السابق ج 6 باب 1 ص 73 .
[ 55 ]
إسحاق مثله ( 1 ) .
59 عم : الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن إسحاق بن عمار مثله ( 2 ) .
60 كا : أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق
مثله ( 3 ) .
61 ير : أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن بره ، عن عثمان بن عيسى ، عن
الحارث بن المغيرة النضري قال : دخلت على أبي الحسن سنة الموت بمكة وهي سنة
أربع وسبعين ومائة فقال لي : من ههنا من أصحابكم مريض ؟ فقلت : عثمان بن
-بحار الانوار مجلد: 44 من ص 55 سطر 8 الى ص 63 سطر 8
عيسى من أوجع الناس ، فقال : قل له : يخرج ، ثم قال : من ههنا فعددت عليه
ثمانية ، فأمر باخراج أربعة وكف عن أربعة ، فما أمسينا من غد حتى دفنا الاربعة
الذين كف عن إخراجهم ، فقال عثمان : وخرجت أنا فأصبحت معافى ( 4 ) .
62 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن المغيرة قال :
مر العبد الصالح عليه السلام بامرأة بمنى ، وهي تبكي ، وصبيانها حولها يبكون ، وقد
ماتت بقرة لها ، فدنا منها ثم قال لها : مايبكيك ياأمة الله ؟ قالت : يا عبدالله إن
لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة ، معيشتي ومعيشة صبياني كان منها ، فقد ماتت و
بقيت منقطعة بي وبولدي ، ولا حيلة لنا ، فقال لها : ياأمة الله هل لك أن احييها لك
قال : فالهمت أن قالت : نعم ياعبدالله قال : فتنحى ناحية فصلى ركعتين ، ثم رفع
يديه يمنة وحرك شفتيه ، ثم قام فمر بالبقرة فنخسها ( 5 ) نخسا أو ضربها برجله
فاستوت على الارض قائمة ، فلما نظرت المرأة إلى البقرة قد قامت ، صاحت : عيسى
___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 1 ص 484 بتفاوت ، كذا في متن مطبوعة الكمبانى وسيأتى أيضا عن
الكافى بنفس السند والظاهر ان احدهما زائد من سهو النساخ ، ويؤكد ذلك خلو مطبوعة
تبريز منه .
( 2 ) اعلام الورى ص 295 .
( 3 ) الكافى ج 1 ص 484 بتفاوت .
( 4 ) بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 73 .
( 5 ) نخسها : نخس الدابة غرز جنبها أو مؤخرها بعود ونحوه فهاجت .
[ 56 ]
ابن مريم ورب الكعبة قال : فخالط الناس ، وصار بينهم ، ومضى بينهم ، صلى الله
عليه وعلى آبائه الطاهرين ( 1 ) .
63 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله
ابن المغيرة مثله ( 2 ) .
64 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن حماد بن عبدالله الفرا ، عن
معتب أنه أخبره أن أبا الحسن الاول عليه السلام لم يكن يرى له ولد ، فأتاه يوما
إسحاق ومحمد أخواه ، وأبوالحسن يتكلم بلسان ليس بعربي ، فجاء غلام سقلابي ( 3 )
فكلمه بلسانه فذهب فجاء بعلي ابنه فقال لاخوته : هذا علي ابني فضموه إليه
واحدا بعد واحد فقبلوه ، ثم كلم الغلام بلسانه فحمله فذهب فجاء بابراهيم فقال
ابني ثم كلمه بكلام فحمله فذهب ، فلم يزل يدعو بغلام بعد غلام ويكلمهم حتى
جاء خمسة أولاد ، والغلمان مختلفون في أجناسهم وألسنتهم ( 4 ) .
65 ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عمر ، عن بشير ، عن علي
ابن أبي حمزة قال : دخل رجل من موالي أبي الحسن عليه السلام فقال : جعلت فداك احب
أن تتغدى عندي فقام أبوالحسن عليه السلام حتى مضى معه فدخل البيت فاذا في البيت
سرير فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام .
فهدر الذكر على الانثى وذهب
الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبوالحسن عليه السلام يضحك فقال : أضحك الله سنك
بم ضحكت ؟ فقال : إن هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها ياسكنى
وعرسي والله ما على وجه الارض أحد أحب إلي منك ماخلا هذا القاعد على السرير
قال : قلت : جعلت فداك وتفهم كلام الطير ؟ فقال : نعم علمنا منطق الطير واوتينا
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 6 باب 4 ص 76 .
( 2 ) الكافى ج 1 ص 484 .
( 3 ) صقلابي : نسبة إلى الصقالبة جيل يتاخم بلاد الخزر بين بلغار وقسطنطنية أو إلى
لصقلاب بالكسر الاكول والابيض والاحمر والشديد من الرؤوس .
( 4 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 95 .
[ 57 ]
من كل شئ ( 1 ) .
66 ير : الحسين بن محمد القاساني ، عن أبي الاعوص داود بن أسد المصري
عن محمد بن الحسن بن جميل ، عن أحمد بن هارون بن موفق وكان هارون بن موفق
مولى أبي الحسن قال : أتيت أبا الحسن لاسلم عليه فقال لي : اركب ندور في
أموالنا فأتيت فازة لي قد ضربت على جدول مآء كان عنده خضرة فاستنزه ذلك
فضربت له الفازة فجلست حتى أتى على فرس له فقبلت فخذه ونزل فأمسكت ركابه
وأهويت لآخذ العنان فأبى ، وأخذه هو وأخرجه من رأس الدابة ، وعلقه في طنب
من أطناب الفازة ، فجلس وسألني عن مجيئي وذلك عند المغرب ، فأعلمت بمجيئي
من القصر ، إلى أن حمحم الفرس فضحك عليه السلام ونطق بالفارسية وأخذ بعرفها فقال :
اذهب قبل ، فرفع رأسه فنزع العنان ومر يتخطى الجداول والزرع إلى براح حتى
بال ورجع فنظر إلي فقال : إنه لم يعط داود وآل داود شيئا إلا وقد اعطي محمد وآل
محمد أكثر منه ( 2 ) .
بيان : الفازة مظلة بعمودين قوله : فاستنزه أي وجده عليه السلام نزها ولعله رآه
ومضى ثم رجع ، ولا يبعد أن يكون تصحيف فاستنزهت ، والحمحمة صوت البرذون
عند الشعير .
67 قب ( 3 ) شا ( 4 ) يج : البطايني قال : خرج موسى بن جعفر عليه السلام في
بعض الايام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها فصحبته وكان راكبا بعلة وأنا على
حمار ، فلما صرنا في بعض الطريق اعترضنا أسد فأحجمت خوفا وأقدم أبوالحسن
غير مكترث به ، فرأيت الاسد يتذلل لابي الحسن ويهمهم ، فوقف له أبوالحسن
كالمصغي إلى همهمته ، ووضع الاسد يده على كفل بغلته ، وخفت من ذلك خوفا
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 14 ص 10 .
( 2 ) نفس المصدر ج 7 باب 15 ص 101 .
( 3 ) المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 416 .
( 4 ) الارشاد ص 315 .
[ 58 ]
عظيما ، ثم تنحى الاسد إلى جانب الطريق وحول أبوالحسن وجهه إلى القبلة و
جعل يدعو ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه ثم أومأ إلى الاسد بيده أن امض ، فهمهم
الاسد همهمة طويلة وأبوالحسن يقول آمين آمين ، وانصرف الاسد حتى غاب عن
أعيننا ، ومضى أبوالحسن لوجهه واتبعته .
فلما بعدنا عن الموضع لحقته فقلت : جعلت فداك ماشأن هذا الاسد فلقد
خفته والله عليك وعجبت من شأنه معك ، قال : إنه خرج يشكو عسر الولادة على لبوته
وسألني أن أدعو الله ليفرج عنها ففعلت ذلك والقي في روعي أنها ولدت له ذكرا
فخبرته بذلك فقال لي : امض في حفظ الله فلا سلط الله عليك وعلى ذريتك وعلى أحد
من شيعتك شيئا من السباع فقلت : آمين ( 1 ) .
بيان : أحجم عنه كف أو نكص هيبة ، واللبوة انثى الاسد .
68 قب : روي عن عيسى شلقان قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وأنا
اريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدءا من قبل أن أجلس : مامنعك أن تلقى
ابني موسى فتسأله عن جميع ماتريد ؟ قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح عليه السلام و
هو قاعد في الكتاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدءا : ياعيسى إن الله أخذ ميثاق
النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم
يتحولوا عنها أبدا ، وإن قوما إيمانهم عارية ، وإن أبا الخطاب ممن اعير الايمان
فسلبه الله إياه ، فضممته إلي وقبلت مابين عينيه وقلت : ذرية بعضها من بعض .
ثم رجعت إلى الصادق عليه السلام فقال : ماصنعت ؟ قلت : أتيته فأخبرني مبتدءا من
غير أن أسأله عن جميع ماأردت ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الامر ، فقال :
ياعيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لاجابك فيه بعلم
ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب ( 2 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 234 .
( 2 ) المناقب ج 3 ص 411 بتفاوت غير يسير .
[ 59 ]
69 قب ( 1 ) يج : روي عن أحمد بن عمر الحلال قال : سمعت الاخرس
يذكر موسى بن جعفر بسوء فاشتريت سكينا وقلت في نفسي والله لاقتلنه إذا خرج
للمسجد ، فأقمت على ذلك وجلست فما شعرت إلا برقعة أبي الحسن قد طلعت علي
فيها : بحقي عليك لما كففت عن الاخرس فإن الله يغنى وهو حسبي فما بقي أيام
إلا ومات ( 2 ) .
70 يج : روى إسماعيل بن موسى ، قال : كنا مع أبي الحسن في عمرة
فنزلنا بعض قصور الامراء فأمر بالرحلة فشدت المحامل وركب بعض العيال وكان
أبوالحسن في بيت فخرج فقام على بابه فقال : حطوا حطوا قال إسماعيل : وهل
ترى شيئا ؟ قال : إنه سيأتيكم ريح سوداء مظلمة تطرح بعض الابل فجاءت ريح
سوداء فأشهد لقد رأيت جملنا عليه كنيسة كنت أركب أنا فيها وأحمد أخي ولقد قام
ثم سقط على جنبه بالكنيسة .
71 كشف : من دلائل الحميري عن إسماعيل مثله ( 3 ) .
72 يج : روى إبراهيم بن الحسن بن راشد ، عن ابن يقطين قال : كنت واقفا
عند هارون الرشيد إذ جاءته هدايا ملك الروم وكان فيها دراعة ديباج سوداء
منسوجة بالذهب لم أر أحسن منها فرآني أنظر إليها فوهبها لي ، وبعثتها إلى أبي
إبراهيم عليه السلام ومضت عليها برهة تسعة أشهر وانصرفت يوما من عند هارون بعد أن
تغديت بين يديه ، فلما دخلت داري قام إلى خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على
يده وكتاب لطيف ختمه رطب فقال : أتاني بهذا رجل الساعة فقال : أوصله إلى
مولاك ساعة يدخل ، ففضضت الكتاب وإذا به كتاب مولاي أبي إبراهيم عليه السلام وفيه :
ياعلي هذا وقت حاجتك إلى الدراعة وقد بعثت بها إليك ، فكشفت طرف المنديل
عنها ورأيتها وعرفتها ، ودخل علي خادم هارون بغير إذن فقال : أجب أمير المؤمنين
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 3 ص 408 .
( 2 ) الخرائج والجرائح ص 235 .
( 3 ) كشف الغمة ج 3 ص 48 .
[ 60 ]
قلت : أي شئ حدث ؟ قال : لاأدري .
فركبت ودخلت عليه ، وعنده عمر بن بزيع واقفا بين يديه فقال : مافعلت
الدراعة التي وهبتك ، قلت : خلع أمير المؤمنين علي كثيرة من دراريع وغيرها
فعن أيها يسألني ؟ قال : دراعة الديباج السوداء الرومية المذهبة ، فقلت : ماعسى
أن أصنع بها ألبسها في أوقات واصلي فيها ركعات ، وقد كنت دعوت بها عند منصرفي
من دار أمير المؤمنين الساعة لالبسها ، فنظر إلى عمر بن بزيع فقال : قل يحضرها
فأرسلت خادمي جاء بها ، فلما رآها قال : يا عمر ماينبغي أن تنقل على علي بعد
هذا شيئا ، قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدراعة إلى داري ، قال
علي بن يقطين : وكان الساعي ابن عم لي فسود الله وجهه وكذبه والحمد لله ( 1 ) .
73 عيون المعجزات : نقلا عن البصاير ، عن محمد بن عبدالله العطار مرفوعا
إلى علي بن يقطين مثله ( 2 ) .
74 يج : روي عن عيسى المدائني قال : خرجت سنة إلى مكة فأقمت بها
ثم قلت : اقيم بالمدينة مثل ماأقمت بمكة فهو أعظم لثوابي ، فقدمت المدينة فنزلت
طرف المصلى إلى جنب دار أبي ذر ، فجعلت أختلف إلى سيدي فأصابنا مطر شديد
بالمدينة فأتيت أبا الحسن عليه السلام مسلما عليه يوما وإن السماء تهطل فلما دخلت
ابتدأني فقال لي : وعليك السلام ياعيسى ارجع فقد انهدم بيتك إلى متاعك فانصرفت
راجعا فاذا البيت قد انهار ، واستعملت عملة فاستخرجوا متاعي كله ولا افتقدته غير
سطل كان لي .
فلما أتيته بالغد مسلما عليه قال : هل فقدت من متاعك شيئا فندعو الله لك
بالخلف ؟ قلت : مافقدت شيئا ماخلا سطلا كان لي أتوضأ منه فقدته فأطرق مليا
ثم رفع رأسه إلي فقال : قد ظننت أنك أنسيت السطل فسل جارية رب الدار عنه
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 203 .
( 2 ) عيون المعجزات ص 89 .