back page fehrest page next page

4-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضيالله عنه قال حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام قال حدثني أبو عبد اللهمحمد بن خليلان قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن عتاب بن أسيد عن جماعه من مشايخأهل المدينة قالوا لما مضى خمسة عشر سنة من ملك الرشيد استشهد ولي الله موسى بنجعفر ( ع ) مسموما سمه السندي بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب ببابالكوفة و فيه السدرة و مضى إلى رضوان الله تعالى و كرامته يوم الجمعة لخمس خلون منرجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة من الهجرة و قد تم عمره أربعا و خمسين سنة و تربتهبمدينة السلام في الجانب الغربي بباب التبن في المقبرة المعروفة بمقابر قريش .

5-   حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري بنيسابورفي شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاث مائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدانبن سليمان النيسابوري عن الحسن بن عبد الله الصيرفي عن أبيه قال توفي موسى بن جعفرع في يد السندي بن شاهك فحمل على نعش و نودي عليه هذا إمام الرافضة فاعرفوه فلماأتي به مجلس الشرطة

[100]

أقام أربعة نفر فنادوا ألا منأراد أن يرى الخبيث بن الخبيث فليخرج و خرج سليمان بن أبي جعفر الجعفري عن قصرهإلى الشط فسمع الصياح و الضوضاء فقال لغلمانه و لولده ما هذا قالوا السندي بن شاهكينادي على موسى بن جعفر ( ع ) على نعشه فقال لولده و غلمانه يوشك أن يفعل هذا به فيالجانب الغربي فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فإن مانعوكمفاضربوهم و خرقوا ما عليهم من السواد فلما عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهمو ضربوهم و خرقوا عليهم من سوادهم و وضعوه في مفرق أربعة طرق و أقام المنادينينادى ألا و من أراد أن يرى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر ( ع ) فليخرج و حضر الخلق وغسل و حنط بحنوط فأخر و كفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفين و خمس مائة دينارعليها القرآن كله و احتفى و مشى في جنازته متسلبا مشقوق الجيب إلى مقابر قريشفدفنه ( ع ) هناك و كتب بخبره إلى الرشيد فكتب الرشيد إلى سليمان بن أبي جعفر وصلتكرحم يا عم و أحسن الله جزاك و الله ما فعل السندي بن شاهك لعنة الله تعالى ما فعلهعن أمرنا .

6-   حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنيأبي عن أحمد بن

[101]

علي الأنصاري عن سليمان بن جعفرالبصري عن عمر بن واقد قال إن هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضلموسى بن جعفر ( ع ) و ما كان يبلغه من قول الشيعة بإمامته و اختلافهم في السر إليهبالليل و النهار خشية على نفسه و ملكه ففكر في قتله بالسم فدعا برطب و أكل منه ثمأخذ صينية فوضع عليها عشرين رطبة و أخذ سلكا فعركه في السم و أدخله في سم الخياطفأخذ رطبة من ذلك الرطبة فاقبل يردد إليها ذلك السم بذلك الخيط حتى قد علم أنه قدحصل السم فيها فاستكثر منه ثم ردها في ذلك الرطب و قال لخادم له احمل هذه الصينيةإلى موسى بن جعفر و قل له إن أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب و تنغص لك ما به و هويقسم عليك بحقه لما أكلتها عن آخر رطبة فإني اخترتها لك بيدي و لا تتركه يبقي منهاشيئا و لا تطعم منه أحدا فأتاه بها الخادم و أبلغه الرسالة فقال ايتني بخلالفناوله خلالا و قام بإزائه و هو يأكل من الرطب و كانت للرشيد كلبة تعز عليه فجذبتنفسها و خرجت تجر سلاسلها من ذهب و جوهر حتى حاذت موسى بن جعفر ( ع ) فبادر بالخلالإلى الرطبة المسمومة

[102]

و رمى بها إلى الكلبة فأكلتهافلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض و عوت و تهرت قطعة قطعة و استوفى ( ع ) باقي الرطب وحمل الغلام الصينية حتى صار بها إلى الرشيد فقال له قد أكل الرطب عن آخره قال نعميا أمير المؤمنين قال فكيف رأيته قال ما أنكرت منه شيئا يا أمير المؤمنين ثم قالثم ورد عليه خبر الكلبة بأنها قد تهرت و ماتت فقلق الرشيد لذلك قلقا شديدا واستعظمه و وقف على الكلبة فوجدها متهرئة بالسم فأحضر الخادم و دعا بسيف و نطع وقال له لتصدقني عن خبر الرطب أو لأقتلنك فقال له يا أمير المؤمنين إني حملت الرطبإلى موسى بن جعفر و أبلغته سلامك و قمت بإزائه و طلب مني خلالا فدفعته إليه فأقبليغرز في الرطبة بعد الرطبة و يأكلها حتى مرت الكلبة فغرز الخلال في رطبة من ذلكالرطب فرمى بها فأكلتها الكلبة و أكل هو باقي الرطب فكان ما ترى يا أمير المؤمنينفقال الرشيد ما ربحنا من موسى ( ع ) إلا أنا أطعمناه جيد الرطب و ضيعنا سمنا و قتلكلبتنا ما في موسى بن جعفر حيلة ثم إن سيدنا موسى ( ع ) دعا بالمسيب و ذلك قبل وفاتهبثلاثة أيام و كان موكلا به فقال له يا مسيب قال لبيك يا مولاي قال إني ظاعن فيهذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول الله ( ص ) لأعهد إلى علي ابني

[103]

ما عهده إلي أبي و أجعله وصيي و خليفتي و آمره أمري قال المسيبفقلت يا مولاي كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب و أقفالها و الحرس معي على الأبوابفقال يا مسيب ضعف يقينك بالله عز و جل و فينا قلت لا يا سيدي قال فمه قلت يا سيديادع الله أن يثبتني فقال اللهم ثبته ثم قال إني أدعو الله عز و جل باسمه العظيمالذي دعا آصف حتى جاء بسرير بلقيس و وضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه إليه حتىيجمع بيني و بين ابني علي بالمدينة قال المسيب فسمعته ( ع ) يدعو ففقدته عن مصلاه فلمأزل قائما على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه و أعاد الحديد إلى رجليه فخررت للهساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به علي من معرفته فقال لي ارفع رأسك يا مسيب و اعلمأني راحل إلى الله عز و جل في ثالث هذا اليوم قال فبكيت فقال لي لا تبك يا مسيبفإن عليا ابني هو 2-   امامك و مولاكبعدي فاستمسك بولايته فإنك لن تضل ما لزمته فقلت الحمد لله قال ثم إن سيدي ( ع ) دعانيفي ليلة اليوم الثالث فقال لي إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عز و جل فإذادعوت بشربة من ماء فشربتها و رأيتني قد انتفخت و ارتفع بطني و اصفر لوني و احمر واخضر و تلون ألوانا فخبر الطاغية بوفاتي فإذا رأيت بي هذا الحدث فإياك أن تظهرعليه أحدا و لا على من عندي إلا بعد وفاتي قال المسيب بن زهير فلم أزل أرقب وعدهحتى دعا ( ع ) بالشربة فشربها ثم دعاني فقال لي يا مسيب إن هذا الرجس السندي بن شاهكسيزعم أنه يتولى غسلي و دفني هيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا فإذا حملت إلى المقبرةالمعروفة

[104]

بمقابر قريش فألحدوني بها و لا ترفعواقبري فوق أربع أصابع مفرجات و لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فإن كل تربةلنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي ( ع ) فإن الله تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا قال ثم رأيت شخصا أشبه الأشخاص به جالسا إلى جانبه و كان عهدي بسيديالرضا ( ع ) و هو غلام فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى ( ع ) فقال أ ليس قد نهيتك يا مسيبفلم أزل صابرا حتى مضى و غاب الشخص ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي بنشاهك فو الله لقد رأيتهم بعيني و هم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه و يكفنونه و أراهم لا يصنعون به شيئا و رأيت ذلك الشخص يتولىغسله و تحنيطه و تكفينه و هو يظهر المعاونة لهم و هم لا يعرفونه فلما فرغ من أمرهقال لي ذلك الشخص يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فإني إمامك و مولاك و حجة اللهعليك بعد أبي ( ع ) يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ( ع ) و مثلهم مثل إخوته حين دخلوا عليهفعرفهم و هم له منكرون ثم حمل ( ع ) حتى دفن في مقابر قريش و لم يرفع قبره أكثر مماأمر به ثم رفعوا قبره بعد ذلك و بنوا عليه .

7-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن سليمان بن حفص المروزي قال إن هارون الرشيد قبضعلى موسى بن جعفر ( ع ) سنة تسع و سبعين و مائة و توفي في حبسه ببغداد لخمس ليال بقينمن رجب سنة

[105]

ثلاث و ثمانين و مائة و هو ابن سبع وأربعين سنة و دفن في مقابر قريش و كانت إمامته خمسا و ثلاثين سنة و أشهرا و أمه أمولد يقال له حميدة و هي أم أخويه إسحاق و محمد ابني جعفر بن محمد ( ع ) و نص على ابنهعلي بن موسى الرضا ( ع ) بالإمامة بعده .

8-   حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن صدقه العنبري قال لما توفي أبو إبراهيمموسى بن جعفر ( ع ) جمع هارون الرشيد شيوخ الطالبية و بني العباس و سائر أهل المملكة والحكام و أحضر أبا إبراهيم موسى بن جعفر ( ع ) فقال هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفهو ما كان بيني و بينه ما أستغفر الله منه في أمره يعني في قتله فانظروا إليهفدخلوا عليه سبعون رجلا من شيعته فنظروا إلى موسى بن جعفر ( ع ) و ليس به أثر جراحة ولا خنق و كان في رجله أثر الحناء فأخذه سليمان بن أبي جعفر فتولى غسله و تكفينه و تحفى و تحسر في جنازته .

قال مصنف هذا الكتاب إنما أوردت هذه الأخبار في هذا الكتاب ردا علىالواقفة على موسى بن جعفر ( ع ) فإنهم يزعمون أنه حي و ينكرون إمامة الرضا ( ع ) و إمامةمن بعده من الأئمة ( ع ) و في صحة وفاة موسى بن جعفر إبطال مذهبهم و لهم في هذه الأخبار كلام يقولون إن الصادق ( ع ) قال الإمام لا يغلسه إلا الإمام

[106]

و لو كان الرضا ( ع ) إماما كما ذكرتم لغسله و في هذه الأخبار أن موسى ( ع ) غسله غيره و لا حجة لهم علينا في ذلك لأن الصادق ( ع ) إنما نهى أن يغسل الإمام إلا منيكون إماما فإن دخل من يغسل الإمام في نهيه فغسله لم يبطل بذلك إمامة الإمام بعدهو لم يقل ( ع ) أن الإمام لا يكون إلا الذي يغسل من قبله من الأئمة ( ع ) فبطل تعلقهمعلينا بذلك على أنا قد روينا في بعض هذه الأخبار أن الرضا ( ع ) قد غسل أباه موسى بنجعفر ( ع ) من حيث خفي على الحاضرين لغسله غير من اطلع عليه و لا تنكر الواقفية أنالإمام يجوز أن يطوي الله تعالى له البعد حتى يقطع المسافة البعيدة في المدةاليسيرة .

9-   حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال حدثنا الحسين بنمحمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري قال حدثنا علي بن رباط قال قلت لعلي بنموسى الرضا ( ع ) إن عندنا رجلا يذكر أن أباك ( ع ) حي و أنك تعلم من ذلك ما تعلم فقال ( ع ) سبحان الله مات رسول الله ( ص ) و لم يمت موسى بن جعفر ( ع ) بلى و الله لقد مات و قسمتأمواله و نكحت جواريه .

10-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن أبي إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى اليقطيني عن أحمد بن عبد الله الغروي عن أبيه قال دخلت على الفضل بن الربيع و هو جالس على سطح فقال لي عي

[107]

ادن فدنوت حتى حاذيته ثم قال لي أشرف إلى بيت في الدار فأشرفت فقال ماترى في البيت فقلت ثوبا مطروحا فقال انظر حسنا فتأملت و نظرت فتيقنت فقلت رجل ساجدفقال لي تعرفه قلت لا قال هذا مولاك قلت و من مولاي فقال تتجاهل علي فقلت ماأتجاهل و لكني لا أعرف لي مولى فقال هذا أبو الحسن موسى بن جعفر ( ع ) إني أتفقدهالليل و النهار فلا أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها أنه يصليالفجر فيعقب ساعة في دبر الصلاة إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس و قد وكلمن يترصد له الزوال فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ الصلاةمن غير أن يحدث فأعلم أنه لم ينم في سجوده و لا أغفى و لا يزال إلى أن يفرغ منصلاة العصر فإذا صلى سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فإذا غابت الشمسوثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا و لا يزال في صلاته و تعقيبه إلى أنيصلي العتمة فإذا صلى العتمة أفطر على شوى يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ثم يرفعرأسه فينام نومته خفيفة ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجرفلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبهمنذ حول إلي فقلت اتق الله و لا تحدثن في أمره حدثا يكون فيه زوال النعمة فقد

[108]

تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمتهزائلة فقال قد أرسلوا إلي غير مرة يأمروني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك و أعلمتهم أنيلا أفعل ذلك و لو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني فلما كان بعد ذلك حول ( ع ) إلىالفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياما فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل يوممائدة حتى مضى ثلاثة أيام و لياليها فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدةللفضل بن يحيى فرفع ( ع ) يده إلى السماء فقال يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليومكنت قد أعنت على نفسي فأكل فمرض فلما كان من الغد جاءه الطبيب فعرض عليه خضرة فيبطن راحته و كان السم الذي سم به قد اجتمع في ذلك الموضع فانصرف الطبيب إليهم فقالو الله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ثم توفي ( ع ) .

9-   باب ذكر من قتله الرشيد من أولاد رسول الله ( ص ) بعد قتله لموسى بن جعفر ( ع ) بالسم في ليلة واحدة سوى من قتل منهم في سائر الأيام و الليالي :

1-   حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسينالبزاز قال حدثنا أبو طاهر الساماني قال حدثنا أبو القاسم بشر بن محمد بن بشير قالحدثني أبو الحسين أحمد بن سهل

[109]

بن ماهان قال حدثنيعبيد الله البزاز النيسابوري و كان مسنا قال كان بيني و بين حميد بن قحطبة الطائيالطوسي معاملة فرحلت إليه في بعض الأيام فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت و عليثياب السفر لم أغيرها و ذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر فلما دخلت عليه رأيته فيبيت يجري فيه الماء فسلمت عليه و جلست فأتي بطشت و إبريق فغسل يديه ثم أمرني فغسلت يدي و أحضرت المائدة و ذهب عني أني صائم و أني في شهر رمضان ثم ذكرت فأمسكت يدي فقال لي حميد ما لك لاتأكل فقلت أيها الأمير هذا شهر رمضان و لست بمريض و لا بي علة توجب الإفطار و لعلالأمير له عذر في ذلك أو علة توجب الإفطار فقال ما بي علة توجب الإفطار و إنيلصحيح البدن ثم دمعت عيناه و بكى فقلت له بعد ما فرغ من طعامه ما يبكيك أيهاالأمير فقال أنفذ إلي هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب فلما دخلتعليه رأيته بين يديه شمعة تتقد و سيفا أخضر مسلولا و بين يديه خادم واقف فلما قمتبين يديه رفع رأسه إلي فقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلت بالنفس و المال فأطرقثم أذن لي في الانصراف فلم ألبث في منزلي حتى عاد الرسول إلي و قال أجب أميرالمؤمنين فقلت في نفسي إنا لله أخاف أن يكون قد عزم على قتلي و أنه لما رآنياستحيا مني قعدت إلى بين يديه فرفع رأسه إلي فقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلتبالنفس و المال و الأهل و الولد فتبسم ضاحكا ثم أذن لي في الانصراف فلما دخلتمنزلي

[110]

لم ألبث أن عاد إلي الرسول فقال أجب أميرالمؤمنين فحضرت بين يديه و هو على حاله فرفع رأسه إلى و قال لي كيف طاعتك لأميرالمؤمنين فقلت بالنفس و المال و الأهل و الولد و الدين فضحك ثم قال لي خذ هذاالسيف و امتثل ما يأمرك به الخادم قال فتناول الخادم السيف و ناولنيه و جاء بي إلىبيت بابه مغلق ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه و ثلاثة بيوت أبوابها مغلقة ففتح باببيت منها فإذا فيه عشرون نفسا عليهم الشعور و الذوائب شيوخ و كهول و شبان مقيدونفقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء و كانوا كلهم علوية من ولد علي و فاطمةع فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم ثم رمى بأجسادهم ورءوسهم في تلك البئر ثم فتح باب بيت آخر فإذا فيه أيضا عشرون نفسا من العلوية من ولدعلي و فاطمة ( ع ) مقيدون فقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء فجعل يخرج إليواحدا بعد واحد فأضرب عنقه و يرمي به في تلك البئر حتى أتيت إلى آخرهم ثم فتح بابالبيت الثالث فإذا فيه مثلهم عشرون نفسا من ولد علي و فاطمة ( ع ) مقيدون عليهم الشعورو الذوائب فقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء أيضا فجعل يخرج إلي واحدابعد واحد فأضرب عنقه و يرمي به في تلك البئر حتى أتيت على تسعة عشر نفسا منهم وبقي شيخ منهم عليه شعر فقال لي تبا لك يا ميشوم أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمتعليه جدنا رسول الله ( ص ) و قد قتلت من أولاده ستين نفسا قد ولدهم علي و فاطمة ( ع ) فارتعشت يدي و ارتعدت فرائصي فنظر إلى

[111]

الخادم مغضبا و زبرني فأتيت على ذلك الشيخ أيضا فقتلته و رمى به في تلك البئر فإذا كانفعلي هذا و قد قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله ( ص ) فما ينفعني صومي و صلاتي و أنا لا أشك أني مخلد في النار .

قال مصنف هذا الكتاب للمنصور مثل هذه الفعلة في ذرية رسول الله ( ص ) .

2-   حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال حدثناأبو منصور المطرز قال سمعت الحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الأنماطيالنيسابوري يقول بإسناد متصل ذكر أنه لما بنى المنصور الأبنية ببغداد جعل يطلبالعلوية طلبا شديدا و يجعل من ظفر به منهم في الأسطوانات المجوفة المبنية من الجصو الآجر فظفر ذات يوم بغلام متهم حسن الوجه عليه شعر أسود من ولد الحسن بن علي بنأبي طالب ( ع ) فسلمه إلى البناء الذي كان يبني له و أمره أن يجعله في جوف أسطوانة ويبني عليه و وكل عليه من ثقاته من يراعي ذلك حتى يجعله في جوف أسطوانة بمشهدهفجعله البناء في جوف أسطوانة فدخلته رقة عليه و رحمة له فترك في الأسطوانة فرجةيدخل منها الروح فقال للغلام لا بأس عليك

[112]

فاصبر فإني سأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جن الليل فلما جن الليل جاء البناء في ظلمةفأخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة و قال له اتق الله في دمي و دم الفعلةالذين معي و غيب شخصك فإني إنما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانةلأني خفت إن تركتك في جوفها أن يكون جدك رسول الله ( ص ) يوم القيامة خصمي بين يديالله عز و جل ثم أخذ شعره بآلات الجصاصين كما أمكن و قال غيب شخصك و انج بنفسك ولا ترجع إلى أمك فقال الغلام فإن كان هذا هكذا فعرف أمي أني قد نجوت و هربت لتطيبنفسها و يقل جزعها و بكاؤها و إن لم يكن لعودي إليها وجه فهرب الغلام و لا يدرىأين قصد من وجه أرض الله تعالى و لا إلى أي بلد وقع قال ذلك البناء و قد كانالغلام عرفني مكان أمه و أعطاني العلامة فانتهيت إليها في الموضع الذي دلني عليهفسمعت دويا كدوي النحل من البكاء فعلمت أنها أمه فدنوت منها و عرفتها خبر ابنها وأعطيتها شعره و انصرفت .

10-   باب السبب الذي قيل من أجله بالوقف على موسى بنجعفر ( ع ) :

1-   حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قالحدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ربيع بن عبد الرحمن قال كان و الله موسى بن جعفر ( ع ) من المتوسمين يعلم من يقف عليهبعد موته و يجحد الإمام بعد إمامته فكان يكظم غيظه عليهم و لا يبدي لهم ما يعرفهمنهم فسمي الكاظم لذلك .

2-   حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللهعنه قال حدثنا محمد بن يحيى

[113]

العطار عن أحمد بنالحسين بن سعيد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرحمن قال لمامات أبو الحسن ( ع ) و ليس من قوامه أحد إلا و عنده المال الكثير فكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته و كان عند زياد القندي سبعون ألف دينار و عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار قال فلما رأيت ذلك و تبين لي الحق و عرفت من أمر أبي الحسن الرضا ( ع ) ماعرفت تكلمت و دعوت الناس إليه قال فبعثا إلي و قالا لي ما يدعوك إلى هذا إن كنتتريد المال فنحن نغنيك و ضمنا لي عشرة ألف دينار و قالا لي كف فأبيت فقلت لهما إناروينا عن الصادقين ( ع ) أنهم قالوا إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لميفعل سلب نور الإيمان و ما كنت لأدع الجهاد في أمر الله عز و جل على كل حالفناصباني و أظهرا لي العداوة .

3-   حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضيالله عنه قالا حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمد بنجمهور عن أحمد بن حماد قال كان أحد القوام عثمان بن عيسى الرواسي و كان يكون بمصرو كان عنده مال كثير و ست جواري قال فبعث إليه أبو الحسن الرضا ( ع ) فيهن و في المالقال فكتب إليه أن أباك لم يمت قال فكتب إليه أن أبي قد مات و قد قسمنا ميراثه و قدصحت الأخبار بموته و احتج عليه فيه قال فكتب إليه إن لم يكن أبوك مات فليس لك منذلك شي‏ء و إن كان قد مات على ما

[114]

تحكي فلم يأمرني بدفع شي‏ء إليك و قد أعتقت الجواري و تزوجتهن .

قال مصنف هذا الكتاب لم يكن موسى بن جعفر ( ع ) ممن يجمع المال و لكنه حصل في وقت الرشيد و كثر أعداؤه و لم يقدر على تفريق ماكان يجتمع إلا على القليل ممن يثق بهم في كتمان السر فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلكو أراد أن لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد و يقول إنه تحمل عليهالأموال و يعتقد له الإمامة و يحمل على الخروج عليه و لو لا ذلك لفرق ما اجتمع منهذه الأموال على أنها لم تكن أموال الفقراء و إنما كانت أموالا يصل بها مواليهليكون له إكراما منهم له و برا منهم به ( ع ) .

11-  باب ما جاء عن الرضا علي بن موسى ( ع ) من الأخبار في التوحيد :

1-   حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قالحدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الصقر بن دلف عن ياسر الخادم قال سمعتأبا الحسن علي بن موسى الرضا ( ع ) يقول من شبه الله تعالى بخلقه فهو مشرك و من نسبإليه ما نهى عنه فهو كافر .

2-   حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قالحدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا عبيد الله بن موسى الروياني قال حدثنا عبدالعظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( ع ) عنإبراهيم بن أبي محمود قال قال علي بن موسى الرضا ( ع ) في قول الله تعالى

[115]

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّهاناظِرَةٌ قال يعني مشرقة ينتظر ثواب ربها .

back page fehrest page next page