3- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قالقلت لعلي بن موسى الرضا ( ع ) يا ابن رسول الله ( ص ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهلالحديث أن المؤمنين يزورون ربهم في منازلهم في الجنة فقال ( ع ) يا أبا الصلت إن اللهتبارك و تعالى فضل نبيه محمدا ( ص ) على جميع خلقه من النبيين و الملائكة و جعل طاعتهطاعته و متابعته متابعته و زيارته في الدنيا و الآخرة زيارته فقال عز و جل
مَنْيُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ و قال
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَإِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
و قال النبي ( ص ) منزارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالى و درجة النبي ( ص ) في الجنة أرفعالدرجات فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك و تعالى قال فقلتله يا ابن رسول الله ( ص ) فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظرإلى وجه الله تعالى فقال ( ع ) يا أبا الصلت من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه و رسله و حججه ( ص ) هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز و جلو إلى دينه و معرفته و قال الله تعالى
كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُرَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ
[116]
و قال عز وجل كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
فالنظر إلى أنبياء الله تعالى و رسله وحججه ( ع ) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة و قد قال النبي ( ص ) من أبغض أهلبيتي و عترتي لم يرني و لم أره يوم القيامة و قال إن فيكم من لا يراني بعد أنيفارقني يا أبا الصلت إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بمكان و لا يدرك بالأبصار والأوهام قال قلت له يا ابن رسول الله فأخبرني عن الجنة و النار أ هما اليوممخلوقتان فقال نعم و إن رسول الله ( ص ) قد دخل الجنة و رأى النار لما عرج به إلىالسماء قال فقلت له إن قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ( ع ) لا هممنا و لا نحن منهم من أنكر خلق الجنة و النار فقد كذب النبي ( ص ) و كذبنا و ليس منولايتنا على شيء و يخلد في نار جهنم قال الله تعالى
هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِييُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ
و قالالنبي ( ص ) لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل ( ع ) فأدخلني الجنة فناولني من رطبهافأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ( ع ) ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة ( ع ) .
4- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بنإبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عنآبائه عن أمير المؤمنين ( ع ) قال قال رسول الله ( ص ) قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسربرأيه كلامي و ما عرفني من شبهني بخلقي و ما على ديني من استعمل القياس في ديني .
5- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللهعنه قال حدثنا محمد بن [117]
الحسن الصفار قال حدثناأحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا قال مر أبو الحسن الرضا ( ع ) بقبر من قبور أهلبيته فوضع يده عليه ثم قال إلهي بدت قدرتك و لم تبد واهية فجهلوك و قدروك والتقدير على غير ما به وصفوك و إني بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليسكمثلك شيء إلهي و لن يدركوك و ظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك و فيخلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك و اتخذوا بعضآياتك ربا فبذلك وصفوك فتعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك .
6- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنامحمد بن الحسين أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال جاء قوم من وراء النهرإلى أبي الحسن الرضا ( ع ) فقالوا له جئناك نسألك عن ثلاث مسائل فإن أجبتنا فيها علمناأنك عالم فقال سلوا فقالوا أخبرنا عن الله تعالى أين كان كيف كان و على أي شيءكان اعتماده فقال ( ع ) إن الله تعالى كيف الكيف فهو بلا كيف و أين الأين فهو بلا أينو كان اعتماده على قدرته فقالوا نشهد أنك عالم .
قال مصنف هذا الكتاب يعني بقوله و كان اعتماده على قدرته أي على ذاته لأن القدرة من صفات ذات الله تعالى .
7- حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قالحدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثناالحسين بن الحسن قال حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال قلت للرضا ( ع ) خلق اللهالأشياء بالقدرة أم بغير القدرة [118]
فقال ( ع ) لا يجوزأن يكون خلق الأشياء بالقدرة لأنك إذا قلت خلق الأشياء بالقدرة فكأنك قد جعلتالقدرة شيئا غيره و جعلتها آلة له بها خلق الأشياء و هذا شرك و إذا قلت خلق الأشياء بغير قدرة فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها و قدرة و لكن ليس هو بضعيف و لاعاجز و لا محتاج إلى غيره بل هو سبحانه قادر لذاته لا بالقدرة .
8- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي قال حدثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة قال حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيمالأصبهاني قال حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا الحسين بن بشار عن أبي الحسن عليبن موسى الرضا ( ع ) قال سألته أ يعلم الله الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكونقال إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء قال عز و جل إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال لأهل النار وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ
فقد علم عز و جل أنه لو ردوهم لعادوالما نهوا عنه و قال للملائكة لما قالت
أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ
فلم يزل الله عز و جل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أنيخلقها فتبارك الله ربنا و تعالى علوا كبيرا خلق الأشياء و علمه بها سابق لها كما شاء كذلك ربنا لم يزل عالما سميعا بصيرا .
9- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري بنيسابورفي شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبةالنيسابوري عن الفضل بن شاذان قال سمعت الرضا ( ع ) يقول في دعائه سبحان من خلق الخلقبقدرته و أتقن [119]
ما خلق بحكمته و وضع كل شيء منهموضعه بعلمه سبحان من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و ليس كمثله شيء و هو السميع البصير .
10- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قالحدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الفضل بنسليمان الكوفي عن الحسين بن خالد قال سمعت الرضا ( ع ) يقول لم يزل الله تعالى عالماقادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقلت له يا ابن رسول الله إن قوما يقولون لم يزل اللهعالما بعلم و قادرا بقدرة و حيا بحياة و قديما بقدم و سميعا بسمع و بصيرا ببصرهفقال ( ع ) من قال ذلك و دان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى و ليس من ولايتنا على شيءثم قال ( ع ) لم يزل الله عز و جل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته تعالى عمايقولون المشركون و المشبهون علوا كبيرا .
11- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمد بن عبد الجبارعن صفوان بن يحيى قال قلت لأبي الحسن ( ع ) أخبرني عن الإرادة من الله تعالى و منالخلق فقال الإرادة من المخلوق الضمير و ما يبدو له بعد ذلك من الفعل و أما منالله عز و جل فإرادته إحداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي و لا يهم و لا يتفكر و هذهالصفات منفية عنه و هي من صفات الخلق فإرادة الله تعالى هي الفعل لا غير ذلك يقولله كن فيكون بلا لفظ و لا نطق بلسان و لا همة و لا تفكر و لا كيف كذلك كما أنه بلاكيف .
12- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال قلت للرضا ( ع ) [120]
يا ابن رسول الله ( ص ) إن الناس يروون أن رسول اللهص قال إن الله عز و جل خلق آدم على صورته فقال قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديثإن رسول الله ( ص ) مر برجلين يتسابان فسمع أحدهما يقول لصاحبه قبح الله وجهك و وجه منيشبهك فقال ( ص ) له يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك فإن الله عز و جل خلق آدم على صورته .
13- حدثنا محمد بن محمد بن عاصم الكليني رضي الله عنه قال حدثنامحمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بنسيف عن محمد بن عبيدة قال سألت الرضا ( ع ) عن قول الله عز و جل لإبليس ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
قال ( ع ) يعني بقدرتي و قوتي .
قال مصنف هذا الكتاب سمعت بعض مشايخ الشيعة يذكر في هذه الآية أنالأئمة ( ع ) كانوا يقفون على قوله ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ ثم يبتدءون بقوله عز و جل بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ
قالو هذا مثل قول القائل بسيفي تقاتلني و برمحي تطاعنني كأنه يقول عز و جل بنعمتيعليك و إحساني إليك قويت على الاستكبار و العصيان .
14- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بنهشام المكتب رضي الله عنه قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قالحدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسنبن سعيد [121]
عن أبي الحسن الرضا ( ع ) في قوله عز و جل يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ قال حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا و تدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود .
15- حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللهعنه قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال حدثنا الهيثم بن عبد الله الرمانيقال حدثنا علي بن موسى الرضا ( ع ) عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيهمحمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) قال خطبأمير المؤمنين ( ع ) الناس في مسجد الكوفة فقال الحمد لله الذي لا من شيء كان و لا منشيء كون ما قد كان المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته و بما وسمها به من العجزعلى قدرته و بما اضطرها إليه من الفناء على دوامه لم يخل منه مكان فيدرك بأينيته ولا له شبح مثال فيوصف بكيفيته و لم يغب عن شيء فيعلم بحيثيته مباين لجميع ما أحدثفي الصفات و ممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات و خارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات محرم على بوارع ناقبات الفطن تجديدها و على غوامضثاقبات الفكر تكييفه و على غوائص سابحات النظر تصويره لا تحويه الأماكن لعظمته ولا تدركه المقادير لجلاله و لا تقطعه المقاييس لكبريائه ممتنع عن الأوهام أنتكتنهه و عن الأفهام أن تستغرقه و عن الأذهان أن تمثله و قد يئست من استنباطالإحاطة به طوامح العقول و نضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم و رجعتبالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم واحد لا من عدد و دائم لا بأمد و قائملا بعمد ليس بجنس فتعادله الأجناس [122]
و لا بشبحفتضارعه الأشباح و لا كالأشياء فتقع عليه الصفات قد ضلت العقول في أمواج تيارإدراكه و تحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته و حصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرتهو غرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته مقتدر بالآلاء و ممتنع بالكبرياء و متملك علىالأشياء فلا دهر يخلقه و لا زمان يبليه و لا وصف يحيط به و قد خضعت له الرقابالصعاب في محل تخوم قرارها و أذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارهامستشهد بكلية الأجناس على ربوبيته و بعجزها على قدرته و بفطورها على قدمته وبزوالها على بقائه فلا لها محيص عن إدراكه إياها و لا خروج من إحاطته بها و لااحتجاب عن إحصائه لها و لا امتناع من قدرته عليها كفى بإتقان الصنع لها آية وبمركب الطبع عليها دلالة و بحدوث الفطر عليها قدمة و بأحكام الصنعة لها عبرة فلاإليه حد منسوب و لا له مثل مضروب و لا شيء عنه محجوب تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوا كبيرا و أشهد أن لا إله إلا هو إيمانا بربوبيته و خلافا علىمن أنكره و أشهد أن محمدا عبده و رسوله المقر في خير المستقر المتناسخ من أكارمالأصلاب و مطهرات الأرحام المخرج من أكرم المعادن محتدا و أفضل المنابت منبتا منأمنع ذروة و أعز أرومة من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه و انتجب منها أمناءهالطيبة العود المعتدلة العمود الباسقة الفروع الناضرة الغصون اليانعة الثمارالكريمة [123]
الجناة في كرم غرست و في حرم أنبتت و فيهتشعبت و أثمرت و عزت و امتنعت فسمت به و شمخت حتى أكرم الله تعالى بالروح الأمين والنور المبين و الكتاب المستبين و سخر له البراق و صافحته الملائكة و أرعب بهالأباليس و هدم به الأصنام و الآلهة المعبودة دونه سنته الرشد و سيرته العدل وحكمه الحق صدع بما أمره به ربه و بلغ ما حمله حتى أفصح بالتوحيد دعوته و أظهر فيالخلق أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حتى خلصت الوحدانية و صفت الربوبيةفأظهر الله بالتوحيد حجته و أعلى بالإسلام درجته و اختار الله عز و جل لنبيه ماعنده من الروح و الدرجة و الوسيلة صلى الله عليه و على آله الطاهرين .
16- حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بنأبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضيالله عنه عن إبراهيم بن أبي محمود قال سألت أبا الحسن الرضا ( ع ) عن قول الله تعالى وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ
فقال إن الله تبارك و تعالى لا يوصفبالترك كما يوصف خلقه و لكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر و الضلال منعهمالمعاونة و اللطف و خلى بينهم و بين اختيارهم قال و سألته عن قول الله عز و جل خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ عَلى سَمْعِهِمْ
قال الختم هو الطبع على قلوبالكفار عقوبة على كفرهم كما قال عز و جل بَلْ طَبَعَ اللَّهُ
[124]
عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
قال و سألتهعن الله عز و جل هل يجبر عباده على المعاصي فقال بل يخيرهم و يمهلهم حتى يتوبواقلت فهل يكلف عباده ما لا يطيقون فقال كيف يفعل ذلك و هو يقول
وَ ما رَبُّكَبِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
ثم قال ( ع ) حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ( ع ) أنه قال من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلاتأكلوا ذبيحته و لا تقبلوا شهادته و لا تصلوا وراءه و لا تعطوه من الزكاة شيئا .
17- حدثنا تميم بن عبد الله بن القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبيعن أحمد بن علي الأنصاري عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي قال دخلت على علي بنموسى الرضا بمرو فقلت له يا ابن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد ( ع ) قالإنه لا جبر و لا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه قال من زعم أن الله يفعلأفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر و من زعم أن الله عز و جل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه ( ع ) فقد قال بالتفويض و القائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشركفقلت له يا ابن رسول الله فما أمر بين أمرين فقال وجود السبيل إلى إتيان ما أمروابه و ترك ما نهوا عنه فقلت له فهل لله عز و جل مشية و إرادة في ذلك فقال فأماالطاعات فإرادة الله و مشيته فيها الأمر بها و الرضا لها و المعاونة عليها وإرادته و مشيته في المعاصي النهي عنها و السخط لها و الخذلان عليها قلت فهل للهفيها القضاء قال نعم ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا و لله فيه قضاء قلتما معنى هذا القضاء قال الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب و العقابفي الدنيا و الآخرة .
[125]
18 - حدثنا محمد بن محمد بن عصام قال حدثنا محمد بن يعقوب الكلينيقال حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان قال حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيمعن الحسين بن القاسم الرقام عن القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قالسألت الرضا ( ع ) عن قول الله عز و جل نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ
فقال إن الله تعالىلا ينسى و لا يسهو و إنما ينسى و يسهو المخلوق المحدث أ لا تسمعه عز و جل يقول وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
و إنما يجازي من نسيه و نسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهمكما قال الله عز و جل وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ و قال تعالى
فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَمانَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا .
قال المصنف قوله نتركهم أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومهلأن الترك لا يجوز على الله تعالى فأما قول الله تعالى
وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍلا يُبْصِرُونَ
أي لا يعالجهم بالعقوبة و أمهلهم ليتوبوا .
19- حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال حدثنا أحمد بن محمدبن سعيد الكوفي الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سألتالرضا ( ع ) عن قول الله عز و جل
كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍلَمَحْجُوبُونَ
فقال إن الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون قال و سألته عن قول الله عز و جل وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا
فقال إن الله تعالى [126]
لا يوصف بالمجيء و الذهاب تعالى عن الانتقال إنما يعني بذلك و جاء أمر ربكو الملك صفا صفا قال و سألته عن قول الله عز و جل
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْيَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ
قال يقول هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام و هكذا نزلت قال و سألته عنقوله تعالى سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ و عن قوله اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و عن قوله وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ و عن قوله يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ
فقال إن الله تعالىلا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الاستهزاء و جزاء المكر الخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
20- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثناسعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الخزاز عن أبيالحسن الرضا ( ع ) قال إن رسول الله ( ص ) يوم القيامة آخذ بحجزة الله تعالى و نحن آخذونبحجزة نبينا و شيعتنا آخذون بحجزتنا ثم قال و الحجزة النور و قال في حديث آخر معنى الحجزة الدين .
21- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمرانالدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا عبيد الله بن موسىبن أيوب الروياني عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه عن إبراهيم بنأبي محمود قال قلت للرضا ( ع ) يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناسعن رسول الله ( ص ) أنه قال إن الله تبارك و تعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماءالدنيا فقال لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه و الله ما قال رسول الله كذلك إنماقال إن الله تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير [127]
و ليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل منسائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له يا طالب الخير أقبل و ياطالب الشر اقصر فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى محلهمن ملكوت السماء حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله ( ص ) .
22- حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخقال حدثنا علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضاع عن أبيه عن آبائه عن علي ( ع ) قال قال رسول الله ( ص ) إن موسى بن عمران لما ناجى ربهعز و جل قال يا رب أ بعيد أنت مني فأناديك أم قريب فأناجيك فأوحى الله عز و جلإليه أنا جليس من ذكرني فقال موسى ( ع ) يا رب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيهافقال يا موسى اذكرني على كل حال .