back page fehrest page next page

23-   حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بنإبراهيم بن هاشم عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني عن الفتح بن يزيدالجرجاني عن أبي الحسن ( ع ) قال سمعته يقول في الله عز و جل هو اللطيف الخبير السميعالبصير الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد منشئالأشياء و مجسم الأجسام و مصور الصور لو كان كما يقولون لم يعرف الخالق من المخلوقو لا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه إذ كان لايشبهه شي‏ء و لا يشبه هو شيئا قلت أجل جعلني الله فداك لكنك قلت الأحد الصمد و قلت

[128]

لا يشبه شيئا و الله واحد و الإنسان واحد أ ليسقد تشابهت الواحدانية قال يا فتح أحلت ثبتك الله تعالى إنما التشبيه في المعانيفأما في الأسماء فهي واحدة و هي دلالة على المسمى و ذلك أن الإنسان و إن قيل واحدفإنما يخبر أنه جثة واحدة و ليس باثنين فالإنسان نفسه ليست بواحدة لأن أعضاءهمختلفة و ألوانه مختلفة كثيرة غير واحدة و هو أجزاء مجزاة ليست بسواء دمه غير لحمهو لحمه غير دمه و عصبه غير عروقه و شعره غير بشره و سواده غير بياضه و كذلك سائرجمع الخلق فالإنسان واحد في الاسم لا واحد في المعنى و الله جل جلاله واحد لا واحدغيره لا اختلاف فيه و لا تفاوت و لا زيادة و لا نقصان فأما الإنسان المخلوقالمصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة و جواهر شتى غير أنه بالاجتماع شي‏ء واحد قلت جعلتفداك فرجت عني فرج الله عنك فقولك اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد فأنيأعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل غير أني أحب أن تشرح لي ذلك فقال يا فتحإنما قلنا اللطيف للخلق اللطيف و لعلمه بالشي‏ء اللطيف و غير اللطيف و في الخلقاللطيف من الحيوان الصغار من البعوض و الجرجس و ما هو أصغر منها ما لا تكادتستبينه العيون بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى و الحدث المولود منالقديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه و اهتدائه للسفاد و الهرب من الموت و الجمع لمايصلحه مما في لجج البحار و ما في لحاء الأشجار و المفاوز و القفار و فهم بعضها عنبعض منطقها و ما تفهم به أولادها عنها و نقلها الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرةمع صفرة و بياضها مع خضرة و ما لا تكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها و لا تراهعيوننا و لا تلمسه أيدينا علمنا أن

[129]

خالق هذاالخلق لطيف لطف في خلق ما سمينا بلا علاج و لا أداة و لا آلة إن كل صانع شي‏ء فمنشي‏ء صنعه و الله الخالق اللطيف الجليل خلق و صنع لا من شي‏ء .

24-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس عن الحسين بنعبد الله عن محمد بن عبيد الله و موسى بن عمر و الحسن بن علي بن أبي عثمان عن محمدبن سنان قال سألت أبا الحسن الرضا ( ع ) هل كان الله عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلققال نعم قلت يريها و يسمعها قال ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن يسألها و لايطلب منها هو نفسه و نفسه هو قدرته نافذة فليس يحتاج إلى أن يسمي نفسه و لكنهاختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف فأول ما اختارهلنفسه العلي العظيم لأنه أعلى الأشياء كلها فمعناه الله و اسمه العلي العظيم هوأول أسمائه لأنه علي علا كل شي‏ء .

25-   و بهذا الإسناد عن محمد بن سنان قال سألته يعني الرضا ( ع ) عنالاسم ما هو فقال صفة لموصوف .

26-   حدثنا محمد بن بكران النقاش رضي اللهعنه بالكوفة سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانيمولى بني هاشم قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بنموسى الرضا ( ع ) قال إن أول ما خلق الله تعالى ليعرف به خلقه الكتابة الحروف المعجم وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام فالحكم فيه أن تعرضعليه حروف المعجم ثم يعطى

[130]

الدية بقدر ما لم يفصحمنها و لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ( ع ) في أ ب ت ث قال الألفآلاء الله و الباء بهجة الله و التاء تمام الأمر لقائم آل محمد ( ص ) و الثاء ثوابالمؤمنين على أعمالهم الصالحة ج ح خ فالجيم جمال الله و جلاله و الحاء حلم الله عنالمذنبين و الخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز و جل د ذ فالدال دين الله والذال من ذي الجلال ر ز فالراء من الرءوف الرحيم و الزاء زلازل القيامة س ش فالسينسناء الله و الشين شاء الله ما شاء و أراد ما أراد و ما تشاءون إلا أن يشاء الله صض فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط و حبس الظالمين عند المرصاد والضاد ضل من خالف محمدا و آل محمد ( ص ) ط ظ فالطاء طوبى للمؤمنين و حسن مآب و الظاءظن المؤمنين بالله خيرا و ظن الكافرين سوءا ( ع ) غ فالعين من العلم و الغين من الغنىف ق فالفاء فوج من أفواج النار و القاف قرآن على الله جمعه و قرآنه ك ل فالكاف منالكافي و اللام لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب م ن فالميم ملك الله يوملا مالك غيره و يقول عز و جل لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله و حججه فيقولون لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فيقول جل جلاله الْيَوْمَتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ و النون نوال الله للمؤمنين و نكاله بالكافرين و ه فالواو ويل لمن عصىالله و الهاء هان على الله من عصاه لا ي فلام ألف لا إله إلا الله و هي كلمةالإخلاص ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة و الياء يد الله فوق خلقه باسطةبالرزق سبحانه و تعالى عما يشركون ثم قال ( ع ) إن الله تبارك و تعالى أنزل هذا القرآنبهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِوَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً .

[131]

27 -   حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قالحدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان بن النيسابوري قال سألتالرضا ( ع ) عن قول الله عز و جل فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ قال ( ع ) و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا قال من يردالله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته و دار كرامته في الآخرة يشرح صدرهللتسليم لله و الثقة به و السكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن إليه وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ عن جنته و دار كرامته في الآخرة لكفره به و عصيانه له فيالدنيا يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً حتى يشك في كفره و يضطرب من اعتقادقلبه حتى يصير كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُالرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ .

28-   حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمدبن أبي القاسم قال حدثني أبو سمينة محمد بن علي الكوفي الصيرفي عن محمد بن عبدالله الخراساني خادم الرضا ( ع ) قال دخل رجل من الزنادقة على الرضا ( ع ) و عنده جماعةفقال له أبو الحسن ( ع ) أ رأيت إن كان القول قولكم و ليس هو كما تقولون أ لسنا وإياكم شرع سواه و لا يضرنا ما صلينا و صمنا و زكينا و أقررنا فسكت فقال أبو الحسنع و إن يكن القول قولنا و هو قولنا و كما نقول أ لستم قد هلكتم و نجونا قال رحمكالله فأوجدني كيف هو و أين هو قال ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط و هو أين الأين وكان و لا أين و كيف الكيف و كان و لا كيف فلا يعرف بكيفوفية و لا بأينونية و لايدرك بحاسة و لا يقاس بشي‏ء قال الرجل فإذا إنه لا شي‏ء إذا لم يدرك بحاسة منالحواس فقال أبو الحسن ( ع ) ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته و نحن إذاعجزت

[132]

حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا و أنه شي‏ءبخلاف الأشياء قال الرجل فأخبرني متى كان قال أبو الحسن ( ع ) أخبرني متى لم يكنفأخبرك متى كان قال الرجل فما الدليل عليه قال أبو الحسن إني لما نظرت إلى جسديفلم يمكني زيادة و لا نقصان في العرض و طول و دفع المكاره عنه و جر المنفعة إليهعلمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته و إنشاءالسحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النجوم و غير ذلك من الآياتالعجيبات المتقنات علمت أن لهذا مقدرا و منشئا قال الرجل فلم احتجب فقال أبو الحسنإن الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبهم فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار قال فلم لا يدركه حاسة الأبصار قال للفرق بينه و بين خلقه الذين تدركهمحاسة الأبصار منهم و من غيرهم ثم هو أجل من أن يدركه بصر أو يحيطه وهم أو يضبطهعقل قال فحده لي قال لا حد له قال و لم قال لأن كل محدود متناه إلى حد و إذا احتملالتحديد احتمل الزيادة و إذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود و لامتزائد و لا متناقص و لا متجزئ و لا متوهم قال الرجل فأخبرني عن قولكم إنه لطيف وسميع و حكيم و بصير و عليم أ يكون السميع إلا بأذن و البصير إلا بالعين و اللطيفإلا بالعمل باليدين و الحكيم إلا بالصنعة فقال أبو الحسن ( ع ) إن اللطيف منا على حد اتخاذالصنعة أ و ما رأيت الرجل يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه فيقال ما ألطف فلانا فكيف لايقال للخالق الجليل لطيف إذ خلق خلقا لطيفا و جليلا و ركب في الحيوان منه أرواحهاو خلق كل جنس متباينا من جنسه في الصورة لا يشبه بعضه بعضا فكل له لطف من الخالقاللطيف الخبير في تركيب صورته ثم نظرنا إلى

[133]

الأشجار و حملها أطائبها المأكولة فقلنا عند ذلك إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقهفي صنعتهم و قلنا إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى منالذرة إلى أكبر منها في برها و بحرها و لا يشتبه عليه لغاتها فقلنا عند ذلك إنهسميع لا بأذن و قلنا إنه بصير لا ببصر لأنه يرى اثر الذرة السحماء في الليلةالظلماء على الصخرة السوداء و يرى دبيب النمل في الليلة الدجنة و يرى مضارها ومنافعها و أثر سفادها و فراخها و نسلها فقلنا عند ذلك إنه بصير لا كبصر خلقه قال فمابرح حتى أسلم و فيه كلام غير هذا .

29-   حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بنإبراهيم بن هاشم عن مختار بن محمد بن المختار الهمداني عن الفتح بن يزيد الجرجانيعن أبي الحسن ( ع ) قال سألته عن أدنى المعرفة قال الإقرار بأنه لا إله غيره و لا شبيهله و لا نظير له و أنه مثبت قديم موجود غير فقيد و أنه ليس كمثله شي‏ء .

30-   حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قالحدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنيالحسين بن الحسن قال حدثني بكر بن زياد عن عبد العزيز بن المهتدي قال سألت الرضا ( ع ) عن التوحيد فقال كل من قرأ قل هو الله أحد و آمن بها فقد عرف التوحيد قلت كيف

[134]

يقرأها قال كما يقرأها الناس و زاد فيه كذلك اللهربي كذلك الله ربي كذلك الله ربي ثلاثا.

31-   حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه عن أبيه قال حدثنا محمد بن بندار عن محمد بن علي الكوفي عنمحمد بن علي الخراساني خادم الرضا ( ع ) قال قال بعض الزنادقة لأبي الحسن ( ع ) هل يقال لله إنه شي‏ء فقال نعم و قد سمى نفسه بذلك في كتابه فقال قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍأَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ فهو شي‏ء ليس كمثلهشي‏ء .

32-   حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطاررضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبدعن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( ع ) أنه دخل عليه رجل فقال له ياابن رسول الله ( ص ) ما الدليل على حدوث العالم فقال أنت لم تكن ثم كنت و قد علمت أنكلم تكون نفسك و لا كونك من هو مثلك .

33-   حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال حدثنا أبي عن أحمدبن علي الأنصاري عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال سأل المأمون أباالحسن علي بن موسى الرضا ( ع ) عن قول الله تعالى وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْأَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فقال إن الله تبارك و تعالى خلق العرش و الماء و الملائكة قبل خلق السماوات و الأرض فكانت الملائكة تستدل بأنفسها و بالعرش وبالماء على الله عز و جل ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلمواأنه على كل شي‏ء قدير ثم رفع العرش بقدرته و نقله و جعله فوق السماوات السبع ثمخلق السماوات و الأرض في ستة أيام و هو مستولي على عرشه و كان قادرا على أن يخلقها

[135]

في طرفة عين و لكنه تعالى خلقها في ستة أيامليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شي‏ء فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالىمرة بعد مرة و لم يخلق الله العرش لحاجة به إليه لأنه غني عن العرش و عن جميع ماخلق لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا و أماقوله عز و جل لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فإنه عز و جل خلقهمليبلوهم بتكليف طاعته و عبادته لا على سبيل الامتحان و التجربة لأنه لم يزل عليمابكل شي‏ء فقال المأمون فرجت عني يا أبا الحسن ( ع ) فرج الله عنك ثم قال له يا ابنرسول الله فما معنى قول الله عز و جل وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوامُؤْمِنِينَ وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فقال الرضا ( ع ) حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيهعلي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( ع ) قال إن المسلمينقالوا لرسول الله ( ص ) لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثرعددنا و قوينا على عدونا فقال رسول الله ( ص ) ما كنت لألقى الله عز و جل ببدعة لميحدث إلي فيها شيئا و ما أنا من المتكلفين فأنزل الله تعالى عليه يا محمد وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً على سبيل الإلجاء و الاضطرارفي الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة و رؤية البأس في الآخرة و لو فعلت ذلك بهم لميستحقوا مني ثوابا و لا مدحا لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرينليستحقوا مني الزلفى و الكرامة و دوام الخلود في جنة الخلد أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ و أما قوله تعالى وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها و لكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله و إذنه أمره لها بالإيمان ما كانتمكلفة متعبدة و ألجأه

[136]

إياها إلى الإيمان عند زوالالتكليف و التبعد عنها فقال المأمون فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك فأخبرنيعن قول الله تعالى الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَ كانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً فقال ( ع ) إن غطاء العين لا يمنع من الذكر و الذكرلا يرى بالعين و لكن الله عز و جل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب ( ع ) بالعميانلأنهم كانوا يستثقلون قول النبي ( ص ) فيه فلا يستطيعون له سمعا فقال المأمون فرجت عنيفرج الله عنك .

34-   حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي اللهعنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان قال كتبت إلىالرضا ( ع ) أسأله عن أفعال العباد أ مخلوقة أم غير مخلوقة فكتب ( ع ) أفعال العباد مقدرةفي علم الله قبل خلق العباد بألفي عام .

35-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثناعلي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسىالرضا ( ع ) عن أبيه عن آبائه ( ع ) عن أمير المؤمنين ( ع ) قال قال رسول الله ( ص ) من لم يؤمنبحوضي فلا أورده الله حوضي و من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي ثم قال ( ع ) إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل قال الحسين بنخالد فقلت للرضا ( ع ) يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز و جل وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى

[137]

قال لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه .

قال المصنف المؤمن هو الذي تسره حسنته و تسوؤه سيئته لقول النبي ( ص ) منسرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن و متى ساءه سيئته ندم عليها و الندم توبة والتائب مستحق للشفاعة و الغفران و من لم تسؤه سيئته فليس بمؤمن و إذا لم يكن مؤمنالم يستحق الشفاعة لأن الله عز و جل غير مرتضى لدينه .

36-   حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضيالله عنه قال حدثني يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عنالحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضاعن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بنالحسين ( ع ) في قول الله عز و جل الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً قال جعلها ملائمة لطبائعكم موافقة لأجسادكم و لم يجعلها شديدةالحمى و الحرارة فتحرقكم و لا شديدة البرودة فتجمدكم و لا شديدة طيب الريح فتصدعهاماتكم و لا شديدة النتن فتعطبكم و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم و لا شديدةالصلابة فتمتنع عليكم في دوركم و أبنيتكم و قبور موتاكم و لكنه عز و جل جعل فيهامن المتانة ما تنتفعون به و تتماسكون و تتماسك عليها أبدانكم و بنيانكم و جعل فيهاما تنقاد به لدوركم و قبوركم و كثير من منافعكم فلذلك جعل الأرض فراشا لكم ثم قالعز و جل وَ السَّماءَ بِناءً سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها و قمرها ونجومها لمنافعكم ثم قال عز و جل وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً يعني المطر ينزلهمن على ليبلغ قلل جبالكم و تلالكم و هضابكم و أوهادكم ثم فرقه رذاذا و وابلا وهطلا لتنشفه أرضوكم

[138]

و لم يجعل ذلك المطر نازلاعليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم و أشجاركم و زروعكم و ثماركم ثم قال عز و جل فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ يعني مما يخرجه من الأرض رزقالكم فلا تجعلوا لله أندادا أي أشباها و أمثالا من الأصنام التي لا تعقل و لا تسمعو لا تبصر و لا تقدر على شي‏ء و أنتم تعلمون أنها لا تقدر على شي‏ء من هذه النعمالجليلة التي أنعمها عليكم ربكم تبارك و تعالى .

37-   حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بنأبي عبد الله الكوفي قال حدثنا سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد اللهالحسني عن الإمام علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضا ( ع ) قال خرج أبو حنيفة ذات يوم عند الصادق ( ع ) فاستقبله موسى بن جعفر ( ع ) فقال له يا غلامممن المعصية قال لا تخلو من ثلاث إما أن تكون من الله تعالى و ليست منه و لا ينبغيللكريم أن يعذب عبده بما لا يكتسبه و إما أن تكون من الله عز و جل و من العبد فلاينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف و إما أن تكون من العبد و هي منه فإنعاقبه الله تعالى فبذنبه و إن عفى عنه فبكرمه و جوده .

38-   حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قالحدثنا محمد بن الحسن الطائي قال حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي الرازي عن عليبن جعفر الكوفي قال سمعت سيدي علي بن محمد ( ع ) يقول حدثني أبي محمد بن علي عن أبيهالرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليعن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ( ع ) و حدثنا محمد بن عمر الحافظالبغدادي قال حدثني أبو القاسم إسحاق بن جعفر العلوي قال حدثني أبي جعفر بن محمدبن علي عن سليمان بن محمد القرشي عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليبن الحسين عن علي ( ع ) و حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي الغرائميقال حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي بجرجان قال حدثنا عبد العزيز بنإسحاق بن جيفر

[139]

ببغداد قال حدثني عبد الوهاب بنعيسى المروزي قال حدثني الحسن بن علي بن محمد البلوي قال حدثني محمد بن عبد اللهبن نجيح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه ( ع ) و حدثنا أحمد بن الحسن القطانقال حدثنا الحسن بن علي السكري قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثنا العباسبن بكار الضبي قال حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس قال لما انصرف أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) من الصفين قام إليه شيخ من شهد معه الواقعة فقال ياأمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا هذا بقضاء من الله تعالى و قدره و قال الرضا ( ع ) فيروايته عن آبائه عن علي بن الحسين بن علي ( ع ) دخل رجل من أهل العراق على أميرالمؤمنين فقال أخبرني عن خروجنا إلى أهل الشام أ بقضاء من الله تعالى و قدره فقالله أمير المؤمنين ( ع ) أجل يا شيخ فو الله ما علوتم تلعة و لا هبطتم بطن واد إلابقضاء من الله و قدره فقال الشيخ عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين فقال ( ع ) مهلا يا شيخ لعلك تظن قضاء حتما و قدرا لازما لو كان كذلك لبطل الثواب و العقاب والأمر و النهي و الزجر و أسقط معنى الوعد و الوعيد و لم تكن على المسي‏ء لائمة ولا لمحسن محمدة و لكان المحسن أولى باللائمة من المذنب و المذنب أولى بالإحسان منالمحسن تلك مقالة عبدة الأوثان و خصماء الرحمن و قدرية هذه الأمة و مجوسها يا شيخإن الله تعالى كلف

[140]

تخييرا و نهى تحذيرا و أعطىعلى القليل كثيرا و لم يعص مغلوبا و لم يطع مكرها و لم يخلق السماوات و الأرض و مابينهما باطلا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ قال فنهض الشيخ و هو يقول :

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته ** يوم النجاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا ** جزاك ربك عنا فيه إحسانا

فليس معذرة في فعل فاحشة قد كنت ** راكبها فسقا و عصيانا

لا لا و لا قائلا ناهيه أوقعه ** فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا

و لا أحب و لا شاء الفسوق و لا ** قتل الولي له ظلما و عدوانا

back page fehrest page next page