back page fehrest page next page

[80]

فقال له أبو الحسن (ع) إن الله تبارك و تعالى لما بعث موسى (ع) كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله عز و جل بما لم يكن عند القوم و في وسعهم مثله و بما أبطل به سحرهم و أثبت به الحجة عليهم و إن الله تبارك و تعالى بعث عيسى (ع) في وقت ظهرت فيه الزمانات و احتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله عز و جل بما لم يكن عندهم مثله و بما أحيا لهم الموتى و أبرأ لهم الأكمه و الأبرص بإذن الله تعالى و أثبت به الحجة عليهم و إن الله تبارك و تعالى بعث محمدا (ص) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب و الكلام و أظنه قال و الشعر فأتاهم من كتاب الله عز و جل و مواعظه و أحكامه ما أبطل به قولهم و أثبت به الحجة عليهم فقال ابن السكيت تالله ما رأيت مثلك اليوم قط فما الحجة على الخلق اليوم فقال (ع) العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه و الكاذب على الله فيكذبه فقال ابن السكيت هذا و الله الجواب .

13-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا (ع) قال إنما سمي أولو العزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب الشرائع و العزائم و ذلك أن كل نبي بعد نوح (ع) كان على شريعته و منهاجه و تابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل (ع) و كل نبي كان في أيام إبراهيم و بعده كان على شريعته و منهاجه و تابعا لكتابه إلى زمن موسى (ع) و كل نبي كان في زمن موسى و بعده كان على شريعة موسى و منهاجه و تابعا لكتابه إلى أيام عيسى (ع) و كل نبي كان في أيام عيسى (ع) و بعده كان على منهاج عيسى و شريعته و تابعا لكتابه إلى زمن نبينا محمد (ص) فهؤلاء الخمسة أولو العزم فهم أفضل الأنبياء و الرسل (ع) و شريعة محمد (ص) لا تنسخ إلى يوم القيامة و لا نبي بعده إلى يوم القيامة فمن ادعى بعده نبوة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه .

[81]

14-   حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه أبي النصر محمد بن مسعود العياشي قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد و ركوبي الحمار مؤكفا و حلبي العنز بيدي و لبس الصوف و التسليم على الصبيان ليكون سنة من بعدي .

15-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا (ع) قال سألته عن أمير المؤمنين (ع) كيف مال الناس عنه إلى غيره و قد عرفوا فضله و سابقته و مكانه من رسول الله (ص) فقال إنما مالوا عنه إلى غيره و قد عرفوا فضله لأنه قد كان قتل من آبائهم و أجدادهم و إخوانهم و أعمامهم و أخوالهم و أقرباءهم المحادين لله و لرسوله عددا كثيرا فكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم فلم يحبوا أن يتولى عليهم و لم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك لأنه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول الله (ص) مثل ما كان له فلذلك عدلوا عنه و مالوا إلى سواه .

16-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أبو سعيد الحسين بن علي العدوي قال حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال سألت علي بن موسى الرضا (ع) فقلت له يا ابن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالب (ع) لم لم يجاهد أعداءه خمسا و عشرين سنة بعد رسول الله (ص) ثم جاهد في أيام ولايته فقال لأنه اقتدى برسول الله (ص) في تركه جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة و بالمدينة تسعة عشر شهرا و ذلك لقلة أعوانه عليهم و كذلك علي (ع) ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم فلما لم تبطل نبوة رسول الله (ص) مع تركه الجهاد ثلاث عشرة

[82]

سنة و تسعة عشر شهرا فكذلك لم تبطل إمامة علي مع تركه الجهاد خمسا و عشرين سنة إذا كانت العلة المانعة لهما واحدة .

17-   حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن جدي أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) فقلت له لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين (ع) دون ولد الحسن (ع) فقال لأن الله عز و جل جعلها في ولد الحسين (ع) و لم يجعلها في ولد الحسن و الله لا يسأل عما يفعل .

18-   حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن (ع) قال دخل رسول الله (ص) على عائشة و قد وضعت قمقمتها على الشمس فقال يا حميراء ما هذا قالت أغسل رأسي و جسدي قال لا تعودي فإنه يورث البرص .

قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله أبو الحسن صاحب هذا الحديث يجوز أن يكون الرضا و يجوز أن يكون موسى بن جعفر (ع) لأن إبراهيم بن عبد الحميد قد لقيهما جميعا و هذا الحديث من المراسيل .

19-   حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال أخبرنا أبي عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن النضر قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت و معهم جنب و معهم ماء قليل قدر ما يكتفي أحدهما به أيهما يبدأ به قال يغتسل الجنب و يترك الميت لأن هذا فريضة و هذا سنة .

20-   حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن الحسن النضر قال قلت للرضا (ع) ما العلة في التكبير على الميت خمس تكبيرات قال رووا أنها اشتقت من خمس صلوات فقال هذا ظاهر الحديث فأما في وجه آخر فإن الله عز و جل قد فرض على العباد خمس فرائض

[83]

الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الولاية فجعل للميت من كل فريضة تكبيرة واحدة فمن قبل الولاية كبر خمسا و من لم يقبل الولاية كبر أربعا فمن أجل ذلك تكبرون خمسا و من خالفكم يكبر أربعا .

21-   حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي عن سهل بن زياد الأدمي عن جعفر بن عثمان الدارمي عن سليمان بن جعفر قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن التلبية و علتها فقال إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله عز و جل فقال عبادي و إمائي لأحرمنكم على النار كما أحرمتم لي فيقولون لبيك اللهم لبيك إجابة لله عز و جل على ندائه إياهم .

22-   حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن (ع) قال قلت له عن كم تجزي البدنة قال عن نفس واحدة قلت فالبقرة قال تجزي عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة قلت كيف صارت البدنة لا تجزي إلا عن واحدة و البقرة تجزي عن خمسة قال لأن البدنة لم تكن فيها من العلة ما كان في البقرة إن الذين أمروا قوم موسى (ع) بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس و كانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد و هم أذينوية و أخوه مبذوية و ابن أخيه و ابنته و امرأته هم الذين أمروا بعبادة العجل و هم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تبارك و تعالى بذبحها .

23-   حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن الحسين بن خالد قال قلت لأبي الحسن (ع) لأي شي‏ء صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر قال لأن الله تعالى أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ

[84]

فمن ثم وهب لمن حج من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر .

24-   حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن معروف عن أخيه عمر عن جعفر بن عيينة عن أبي الحسن (ع) قال إن عليا (ع) لم يبت بمكة بعد إذ هاجر منها حتى قبضه الله عز و جل إليه قال قلت له و لم ذاك قال كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها و كان يصلي العصر و يخرج منها و يبيت بغيرها .

25-   حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال سألت أبا الحسن (ع) عن مهر السنة كيف صار خمس مائة درهم فقال إن الله تبارك و تعالى أوجب على نفسه أن لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة و يحمده مائة تحميدة و يسبحه مائة تسبيحة و يهلله مائة تهليلة و يصلي على محمد و آله مائة مرة ثم يقول اللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله حوراء من الجنة و جعل ذلك مهرها فمن ثم أوحى الله عز و جل إلى نبيه (ص) أن يسن مهور المؤمنات خمسمائة درهم ففعل ذلك رسول الله (ص) .

26-   حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن الحسين بن خالد قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) جعلت فداك كيف صار مهور النساء خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية و نش قال إن الله عز و جل أوجب على نفسه ألا يكبره مؤمن مائة تكبيرة و يسبحه مائة تسبيحة و يحمده مائة تحميدة و يهلله مائة تهليلة و يصلي على النبي (ص) مائة مرة ثم يقول اللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله حوراء فمن ثم جعل مهور النساء خمسمائة درهم و أيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمه بذل له خمسمائة درهم و لم يزوجه فقد عقه و استحق

[85]

من الله عز و جل ألا يزوجه حوراء .

27-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سألت الرضا (ع) عن العلة التي من أجلها لا تحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح زوجا غيره فقال إن الله تبارك و تعالى إنما أذن في الطلاق مرتين فقال عز و جل الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ يعني في التطليقة الثالثة و لدخوله فيما كره الله عز و جل له من الطلاق الثالث حرمها الله عليه فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره لئلا يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق و لا تضار النساء .

28-   حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن جعفر بن محمد الأشعري عن أبيه قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن تزويج المطلقات ثلاثا فقال لي إن طلاقكم الثلاث لا يحل لغيركم و طلاقهم يحل لكم لأنكم لا ترون الثلاث شيئا و هم يوجبونها .

29-   حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سألت أبا الحسن (ع) فقلت له لم كني النبي (ص) بأبي القاسم فقال لأنه كان له ابن يقال له قاسم فكني به قال فقلت له يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة فقال نعم أ ما علمت أن رسول الله (ص) قال أنا و علي أبوا هذه الأمة قلت بلى قال أ ما علمت أن رسول الله (ص) أب لجميع أمته و علي (ع) منهم قلت بلى قال أ ما علمت أن عليا (ع) قاسم الجنة و النار قلت بلى قال فقيل له أبو القاسم لأنه أبو قسيم الجنة و النار فقلت له و ما معنى ذلك قال إن شفقة النبي (ص) على أمته شفقة الآباء على الأولاد و أفضل أمته علي (ع) و من بعده شفقة علي (ع) عليهم كشفقته (ص) لأنه وصيه و خليفته و الإمام بعده فلذلك قال أنا و علي

[86]

أبوا هذه الأمة و صعد النبي (ص) المنبر فقال من ترك دينا أو ضياعا فعلي و إلي و من ترك مالا فلورثته فصار بذلك أولى بهم من آبائهم و أمهاتهم و أولى بهم منهم بأنفسهم و كذلك أمير المؤمنين (ع) بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله (ص) .

30-   حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال حدثني أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال قال المأمون يوما للرضا (ع) يا أبا الحسن أخبرني عن جدك أمير المؤمنين بأي وجه هو قسيم الجنة و النار و بأي معنى فقد كثر فكري في ذلك فقال له الرضا (ع) يا أمير المؤمنين أ لم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس أنه قال سمعت رسول الله (ص) يقول حب علي إيمان و بغضه كفر فقال بلى فقال الرضا (ع) فقسمة الجنة و النار إذا كانت على حبه و بغضه فهو قسيم الجنة و النار فقال المأمون لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله (ص) قال أبو الصلت الهروي فلما انصرف الرضا (ع) إلى منزله أتيته فقلت له يا ابن رسول الله (ص) ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين فقال الرضا (ع) يا أبا الصلت إنما كلمته من حيث هو و لقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي (ع) أنه قال قال رسول الله (ص) يا علي أنت قسيم الجنة يوم القيامة تقول للنار هذا لي و هذا لك .

31-   حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا (ع) قال سألته عن أمير المؤمنين (ع) لم لم يسترجع فدك لما ولي أمر الناس فقال لأنا أهل بيت إذا ولانا الله عز و جل لا يأخذ لنا حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو و نحن أولياء المؤمنين إنما نحكم لهم و نأخذ لهم حقوقهم ممن يظلمهم و لا نأخذ لأنفسنا .

و قد أخرجت لذلك علل في كتاب علل الشرائع و الأحكام و الأسباب و اقتصرت في هذا الكتاب على ما روي فيه عن الرضا (ع) .

[87]

32-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثني القاسم بن إسماعيل أبي ذكوان قال سمعت إبراهيم بن العباس يحدث عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر (ع) إن رجلا سأل أبا عبد الله (ع) ما بال القرآن لا يزداد عند النشر و الدراسة إلا غضاضة فقال لأن الله لم ينزله لزمان دون زمان و لا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد و عند كل قوم غض إلى يوم القيامة .

33-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني محمد بن موسى بن نصر الرازي قال حدثني أبي قال سئل الرضا (ع) عن قول النبي (ص) أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم و عن قوله (ع) دعوا لي أصحابي فقال (ع) هذا صحيح يريد من لم يغير بعده و لم يبدل قيل و كيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا قال لما يروونه من أنه (ص) قال ليذادن برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول بعدا لهم و سحقا لهم أ فترى هذا لمن لم يغير و لم يبدل .

34-   حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني قال حدثني أبي قال حلف رجل بخراسان بالطلاق أن معاوية ليس من أصحاب رسول الله (ص) أيام كان الرضا (ع) بها فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا (ع) فأفتى أنها لا تطلق فكتب الفقهاء رقعة و أنفذوها إليه و قالوا له من أين قلت يا ابن رسول الله إنها لم تطلق فوقع (ع) في رقعتهم قلت هذا من روايتكم عن أبي سعيد

[88]

الخدري أن رسول الله (ص) قال لمسلمة يوم الفتح و قد كثروا عليه أنتم خير و أصحابي خير و لا هجرة بعد الفتح فأمطل الهجرة و لم يجعل هؤلاء أصحابا له قال فرجعوا إلى قوله .

35-   حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا عون بن محمد قال حدثنا سهل بن القاسم قال سمع الرضا (ع) عن بعض أصحابه يقول لعن الله من حارب أمير المؤمنين (ع) فقال له قل إلا من تاب و أصلح ثم قال ذنب من تخلف عنه و لم يبت أعظم من ذنب من قاتله ثم تاب .

33-   باب في ذكر ما كتب به الرضا (ع) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل .

1-  حدثنا محمد بن ماجيلويه رحمه الله عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان و حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق و محمد بن أحمد السناني و علي بن عبد الله الوراق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب رضي الله عنهم قالوا حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس قال حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان و حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي و علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة و أبو جعفر محمد بن موسى البرقي بالري رحمهم الله قالوا حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان أن علي بن موسى الرضا (ع) كتب إليه في جواب مسائله علة غسل الجنابة النظافة و تطهير الإنسان نفسه مما أصاب من أذاه و تطهير سائر جسده لان الجنابة خارجة من كل جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله و علة التخفيف في البول و الغائط لأنه أكثر و أدوم من الجنابة فرضي فيه بالوضوء لكثرته و مشقته و مجيئه بغير إرادة منهم و لا شهوة و الجنابة لا تكون إلا باستلذاذ منهم و الإكراه لأنفسهم و علة غسل العيدين و الجمعة و غير ذلك من الأغسال لما فيه من تعظيم العبد

[89]

ربه و استقباله الكريم الجليل و طلب المغفرة لذنوبه و ليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله تعالى فجعل فيه الغسل تعظيما لذلك اليوم و تفضيلا له على سائر الأيام و زيادة في النوافل و العبادة و لتكون تلك طهارة له من الجمعة إلى الجمعة و علة غسل الميت أنه يغسل لأنه يطهر و ينظف من أدناس أمراضه و ما أصابه من صنوف علله لأنه يلقى الملائكة و يباشر أهل الآخرة فيستحب إذا ورد على الله و لقي أهل الطهارة و يماسونه و يماسهم أن يكون طاهرا نظيفا موجها به إلى الله عز و جل ليطلب به و يشفع له و علة أخرى أنه يخرج منه المني الذي منه خلق فيجنب فيكون غسله له و علة اغتسال من غسله أو مسه فطهارة لما أصابه من نضح الميت لان الميت إذا خرجت الروح منه بقي أكثر آفته فلذلك يتطهر منه و يطهر و علة الوضوء التي من أجلها صار غسل الوجه و الذراعين و مسح الرأس و الرجلين فلقيامه بين يدي الله عز و جل و استقباله إياه بجوارحه الظاهرة و ملاقاته بها الكرام الكاتبين فغسل الوجه للسجود و الخضوع و غسل اليدين ليقلبهما و يرغب بهما و يرهب و يتبتل و مسح الرأس و القدمين لأنهما ظاهران مكشوفان يستقبل بهما في كل حالاته و ليس فيهما من الخضوع و التبتل ما في الوجه و الذراعين و علة الزكاة من أجل قوت الفقراء و تحصين أموال الأغنياء لأن الله تبارك و تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة و البلوى كما قال الله تعالى لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في أموالكم بإخراج الزكاة و في أنفسكم بتوطين الأنفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز و جل و الطمع في الزيادة مع ما فيه من الرأفة و الرحمة لأهل الضعف و العطف على أهل المسكنة و الحث لهم على المواساة و تقوية الفقراء و المعونة على أمر الدين و هم عظة لأهل الغنى و عبرة لهم ليستدلوا .

[90]

على فقراء الآخرة بهم و ما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك و تعالى لما خولهم و أعطاهم و الدعاء و التضرع و الخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة في أداء الزكاة و الصدقات و صلة الأرحام و اصطناع المعروف و علة الحج الوفادة إلى الله تعالى و طلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف و ليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل و ما فيه من استخراج الأموال و تعب الأبدان و حظرها عن الشهوات و اللذات و التقرب بالعبادة إلى الله عز و جل و الخضوع و الاستكانة و الذل شاخصا إليه في الحر و البرد و الأمن و الخوف دائبا في ذلك دائما و ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرغبة و الرهبة إلى الله عز و جل و منه ترك قساوة القلب و جسارة الأنفس و نسيان الذكر و انقطاع الرجاء و العمل و تجديد الحقوق و حظر النفس عن الفساد و منفعة من في شرق الأرض و غربها و من في البر و البحر ممن يحج و ممن لا يحج من تاجر و جالب و بائع و مشتر و كاسب و مسكين و قضاء حوائج أهل الأطراف و المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم و علة فرض الحج مرة واحدة لأن الله عز و جل وضع الفرائض على أدنى القوم قوة فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحد ثم رغب أهل القوة على قدر طاقتهم و علة وضع البيت وسط الأرض أنه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض و كل ريح تهب في الدنيا فإنها تخرج من تحت الركن الشامي و هي أول بقعة وضعت في الأرض لأنها الوسط ليكون الفرض لأهل الشرق و الغرب في ذلك سواء و سميت مكة مكة لأن الناس كانوا يمكون فيها و كان يقال لمن قصدها قد مكا و ذلك قول الله عز و جل وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِيَةً فالمكاء

[91]

و التصدية صفق اليدين و علة الطواف بالبيت أن الله تبارك و تعالى قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ فردوا على الله تعالى هذا الجواب فندموا و لاذوا بالعرش و استغفروا فأحب الله عز و جل أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم (ع) فطاف به فتاب الله عز و جل عليه و جرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة و علة استلام الحجر أن الله تبارك و تعالى لما أخذ ميثاق بني آدم التقمه الحجر فمن ثم كلف الناس تعاهد ذلك الميثاق و من ثم يقال عند الحجر أمانتي أديتها و ميثاق تعاهدته لتشهد لي بالموافاة و منه قول سلمان ره ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس له لسان و شفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة و العلة التي من أجلها سميت منى منى أن جيرئيل قال هناك لإبراهيم (ع) تمن على ربك ما شئت فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له فاعطي مناه و علة الصوم لعرفان مس الجوع و العطش ليكون العبد ذليلا مسكينا مأجورا محتسبا صابرا فيكون ذلك دليلا له على شدائد الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات واعظا له في العاجل دليلا على الأجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر و المسكنة في الدنيا و الآخرة و حرم الله قتل النفس التي لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل و فنائهم و فساد التدبير و حرم الله عز و جل عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة .

[92]

الله عز و جل و التوقير للوالدين و تجنب كفر النعمة و إبطال الشكر و ما يدعو في ذلك إلى قلة النسل و انقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين و العرفان بحقهما و قطع الأرحام و الزهد من الوالدين في الولد و ترك التربية لعلة ترك الولد برهما و حرم الزناء لما فيه من الفساد من قتل الأنفس و ذهاب الأنساب و ترك التربية للأطفال و فساد المواريث و ما أشبه ذلك من وجوه الفساد و حرم أكل مال اليتيم ظلما لعلل كثيرة من وجوه الفساد أول ذلك أنه إذا أكل الإنسان مال اليتيم ظلما فقد أعان على قتله إذ اليتيم غير مستغن و لا محتمل لنفسه و لا عليم بشأنه و لا له من يقوم عليه و يكفيه كقيام والديه فإذا أكل ماله فكأنه قد قتله و صيره إلى الفقر و الفاقة مع ما خوف الله عز و جل و جعل من العقوبة في قوله عز و جل وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ و لقول أبي جعفر (ع) إن الله عز و جل وعد في أكل مال اليتيم عقوبتين عقوبة في الدنيا و عقوبة في الآخرة ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم و استقلاله بنفسه و السلامة للعقب أن يصيبه ما أصابه لما وعد الله فيه من العقوبة مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك و وقوع الشحناء و العداوة و البغضاء حتى يتفانوا و حرم الله الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين و الاستخفاف بالرسل و الأئمة العادلة (ع) و ترك نصرتهم على الأعداء و العقوبة لهم على إنكار ما دعوا إليه من الإقرار بالربوبية و إظهار العدل و ترك الجور و إماتة الفساد لما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين و ما يكون في ذلك من السبي و القتل و إبطال دين الله عز و جل و غيره من الفساد و حرم التعرب بعد الهجرة للرجوع عن الدين و ترك مؤازرة الأنبياء و الحجج (ع) و ما في ذلك من الفساد و إبطال حق كل ذي حق لا لعلة سكنى البدو و كذلك

back page fehrest page next page