الإمام جعفر الصادق

وتورث. ولها شرائطها؟ قال لا. قال يحيى: فقد صار متجاوز هذين من العادين. وهذا الزهري روى عن عبد اللّه والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان قد أمر بها.

وقال المأمون: محفوظ هذا من حديث الزهري؟

قال يحيى: رواه جماعة منهم مالك. قال استغفر اللّه نادوا بتحريم المتعة.
ولا غرابة في أن يعدل المأمون. فلقد طالما جلس هو وأخوه الأمين وأبوهما - الرشيد - في حلقة مالك.
(2) ولي يحيى القضاء في البصرة وعمره نحو عشرين سنة. فاستصغره أهل البصرة. فقال لهم أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي قاضيا على مكة يوم الفتح. وأنا أكبر من معاد بن جبل الذي وجه به النبي قاضيا على اليمن. وأنا أكبر من كعب بن أبي الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة.
وكان يحيى حسن التأتي للأمور ومنها سياسة القضاء والخلفاة: دخل على المأمون رجل يشكو وكيلا للمأمون أنه اشترى منه جواهر بثلاثين ألف دينار. فقال المأمون: لعل الوكيل اشترى لنفسه أو سلم الشاكي المال قال الشاكي: فإذن أدعوك إلى القاضي الذي نصبته لرعيتك. وجيء بيحيى بن أكثم. فقال للمأمون: إنك لم تجعل ذلك مجلس قضاء: قال : قد فعلت: قال: فإني أبدأ بالعامة أو لا يصلح المجلس للقضاء ففتح الباب - وقعد في ناحية من الباب وأذن للعامة. ثم دعى بالرجل. فقال له يحيى ما تقول: قال: أقول أن تدعو بخصمي أمير المؤمنين.
فنادى المنادي فإذا المأمون قد خرج ومعه غلام يحمل مصلى حتى وقف على يحيى وهو جالس. فطرح المصلى ليقعد عليها فقال له يحيى: يا أمير المؤمنين لا تأخذ على صاحبك شرف المجلس فطرح للرجل مصلى آخر، ثم نظر في دعوى الرجل. وطالب الرجل المأمون باليمين فحلفها المأمون.
ووثب يحيى بعد فراغ المأمون من يمينه فقام على رجليه. قال المأمون: ما أقامك؟ قال إني كنت في حق اللّه جل وعز حتى أخذته منك. وليس الآن من حقي أن أتصدر عليك . .
فأمر المأمون أن يحضر ما ادعى الرجل من المال فقال له: خذه إليك واللّه يعلم ما دفعت إليك هذا المال إلا خوفاً من هذه الرعية لعلها ترى أني تناولتك من وجه القدرة وإنها لتعلم الآن أني ما كنت أسمح لك باليمين وبالمال.

6 - الميراث

للشيعة تفسير في المواريث في صالح البنات، لذواتهن، ولمن يتوسل للميراث بهن.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة