[ 91 ]
ملكوت الارض ولم يرها إبراهيم عليه السلام وإنما رأى ملكوت السماوات وهي اثنى
عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم
حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه قال : ثم قال لي : غض
بصرك فغضضت بصري ، ثم أخذ بيدي فاذا نحن في البيت الذي خرجنا منه فنزع
تلك الثياب ، ولبس الثياب التي كانت على ، وعدنا إلى مجلسنا فقلت : جعلت فداك
كم مضى من النهار قال عليه السلام : ثلاث ساعات ( 1 ) .
بيان : قوله عليه السلام : ( ولم يرها إبراهيم ) لعل المعنى أن إبراهيم لم ير
ملكوت جميع الارضين وإنما رأى ملكوت أرض واحد ، ولذا أتى الله تعالى الارض
بصيغة المفرد ويحتمل أن يكون في قراءتهم عليهم السلام الارض بالنصب .
97 ير : أحمد بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن محمد بن
عمار ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فركض برجله الارض فاذا
بحرفيه سفن من فضة ، فركب وركبت معه ، حتى انتهى إلى موضع فيه خيام من
فضة ، فدخلها ثم خرج ، فقال : رأيت الخيمة التي دخلتها أولا ؟ فقلت : نعم قال :
تلك خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والاخرى خيمة أميرالمؤمنين ، والثالثة خيمة فاطمة
والرابعة خيمة خديجة ، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، و
السابعة خيمة علي بن الحسين ، والثامنة خيمة أبي ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحد
منا يموت إلا وله خيمة يسكن فيها ( 2 ) .
98 ختص ( 3 ) ير : أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن
حماد بن عثمان ، عن المعلى بن خنيس قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام في بعض
حوائجي قال : فقال لي : مالي أراك كئيبا حزينا ؟ قال : فقلت : ما بلغني عن العراق
من هذا الوباء أذكر عيالي قال : فاصرف وجهك ، فصرفت وجهي قال : ثم قال :
ادخل دارك قال : فدخلت ، فاذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا ولا كبيرا إلا وهو
___________________________________________________________________
( 1 و 2 ) بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 119 .
( 3 ) الاختصاص : ص 323 .
[ 92 ]
في داري بما فيها قال : ثم خرجت فقال لي : اصرف وجهك ، فصرفته ، فنظرت
فلم أرشيئا ( 1 ) .
99 ختص ( 2 ) ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن بعض أصحابنا ، عن يونس
ابن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رجلا منا أتى قوم موسى في شئ كان
بينهم ، ورجع ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منها ، ومر على بابك ، فدق عليك
حلقة بابك ، ثم رجع إلى منزله ، ولم يقعد ( 3 ) .
100 ير : أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن أيوب ، عن داود الرقي قال :
دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : يا داود أعمالكم عرضت علي يوم الخميس
فرأيت لك فيها شيئا فرحني ، وذلك صلتك لابن عمك ، أما إنه سيمحق أجله
ولا ينقص رزقك قال داود : وكان لي ابن عم ناصب ، كثير العيال محتاج ، فلما
خرجت إلى مكة أمرت له بصلة ، فلما دخلت على أبي عبدالله عليه السلام أخبرني
بهذا ( 4 ) .
101 قب : الشيخ المفيد باسناده إلى داود مثله ( 5 ) .
102 ير : محمد بن عيسى رفعه إلى المفضل بن عمر قال : قال المفضل : كان
بين أبي عبدالله عليه السلام وبين بعض بني امية شئ ، فدخل أبوعبدالله عليه السلام على الديوان
فقام إلى البوابين فقال : من أدخل علي هذا ؟ قالوا : لا والله ما رأينا أحدا ( 6 ) .
103 ير : موسى بن الحسن ، عن أحمد بن الحسن ، أن أحمد بن إبراهيم
عن عبدالله بن بكير عن عمر بن توبة ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 8 باب 12 ص 119 .
( 2 ) الاختصاص ص 316 بتفاوت .
( 3 ) بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 117 .
( 4 ) نفس المصدر ج 9 باب 6 ص 126 .
( 5 ) المناقب ج 3 ص 354 .
( 6 ) بصائر الدرجات ج 10 باب 15 ص 145 .
[ 93 ]
قال : كان معه أبوعبدالله البلخي في سفر فقال له : انظر هل ترى ههنا جبا ؟
فنظر البلخي يمنة ويسرة ثم انصرف ، فقال : ما رأيت شيئا ، قال : بلى انظر
فعاد أيضا ثم رجع إلى ، ثم قال عليه السلام بأعلى صوته : ألا يا أيها الجب الزاخر
السامع المطيع لربه اسقنا مما جعل الله فيك ، قال : فنبع منه أعذب ماء ، وأطيبه
وأرقه وأحلاه فقال له البلخي : جعلت فداك سنة فيكم كسنة موسى ( 1 ) .
104 حه : عبدالرحمان بن أحمد الحربي ، عن عبدالعزيز بن الاخضر
عن أبي الفضل بن ناصر ، عن محمد بن علي بن ميمون ، عن محمد بن علي بن الحسين
العلوي ، عن محمد بن عبدالله بن الحسين الجعفي ، ومحمد بن الحسين بن غزال ، عن
علي بن الحسين بن قاسم ، عن محمد بن معروف الهلالي قال : مضيت إلى الحيرة
إلى جعفر بن محمد عليه السلام ، فما كان لي فيه حيلة من كثرة الناس ، فلما كان اليوم
الرابع رآني ، فأدناني ، وتفرق الناس عنه ، ومضى يريد قبر أميرالمؤمنين عليه السلام
فتبعته ، وكنت أسمه كلامع وأنا معه أمشي ، فحيث صار في بعض الطريق غمزه
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 93 سطر 13 الى ص 101 سطر 13
البول ، فتنحى عن الطريق ، فحفر الرمل وبال ، ثم نبش الرمل فحفر ، فخرج له
ماء فتطهر للصلاة ، وقام فصلى ركعتين ، فكان فيما كنت أسمعه يدعو يقول : ( اللهم
لاتجعلني ممن تقدم فمرق ، ولا ممن تخلف فمحق ، واجعلني من المنط الاوسط )
ثم قال : يا غلام لاتحدث بما رأيت ( 2 ) .
105 قب : عمر بن حمزة العلوي باسناده ، عن محمد بن ميمون الهلالي
مثله ( 3 ) .
106 من نوادر على بناسباط : عن علي بن الحسن بن القاسم السكري
المعروف بابن الطبال ، عن أبي جعفر محمد بن معروف الهلالي ، وكان قد أتت عليه
مائة وثمان وعشرون سنة قال : مضيت إلى الحيرة إلى أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 10 باب 18 ص 149 .
( 2 ) فرحة الغرى ص 22 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 363 .
[ 94 ]
وقت السفاح ، فوجدته قد تداك الناس عليه ثلاثة أيام متواليات ، فما كان لي
فيه حيلة ، ولا قدرت عليه من كثرة الناس ، وتكاثفهم عليه ، فلما كان في اليوم
الرابع رآني ، وقد خف الناس عنه ، فأدناني ، ومضى إلى قبر أميرالمؤمنين عليه السلام
فتبعته ، فلما صار في بعض الطريق غمزه البول ، فاعتزل عن الجادة ناحية ، ونبش
الرمل بيده ، فخرجله الماء فتطهر للصلاة ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم دعا ربه
وكان في دعائه ( اللهم لا تجعلني ممن تقدم فمرق ، ولا ممن تخلف فمحق واجعلني
من النمط الاوسط ) ثم مشى ومشيت معه فقال : يا غلام ، البحر لا جار له ، والملك
لا صديق له ، والعافية لاثمن لها ، كم من ناعم ولا يعلم ثم قال : تمسكوا بالخمس
وقدموا الاستخارة ، وتبركوا بالسهولة ، وتزينوا بالحلم ، واجتنبوا الكذب
وأوفوا المكيال والميزان ، ثم قال : الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنتها ومنع
البرجانبه ، وانقطع الحج ، ثم قال : حجوا قبل أن لا تحجوا ، وأومأ إلى القبلة
بابهامه وقال : يقتل في هذا الوجه سبعون ألفا أو يزيدون ، قال علي بن الحسن :
فقد قتل في العير وغيره شبيه بهذا وقال أبو عبدالله عليه السلام في هذا الخبر : لابد أن
يخرج رجل من آل محمد ، ولا بد أن يمسك الراية البيضاء قال علي بن الحسن :
فاجتمع أهل بني رواس ، ومضوا يريدون الصلاة في المسجد الجامع في سنة خمسين
ومائتين ، وكانوا قد عقدوا عمامة بيضآء على قناة فأمسكها محمد بن معروف وقت
خروج يحيى بن عمر ، وقال عليه السلام : في هذا الخبر ويجف فراتكم ، فجف الفرات
وقال أيضا : يحويكم قوم صغار الاعين ، فيخرجونكم من دوركم قال علي بن الحسن
فجاءنا كيجور والاتراك معه ، فأخرجوا الناس من دورهم .
وقال أبوعبدالله عليه السلام أيضا : وتجئ السباع إلى دوركم قال علي :
فجاءت السباع إلى دورنا ، وقال عليه السلام : يخرج رجل أشرق ذو سبال ، ينصب له
كرسي على باب دار عمروبن حريث يدعوا إلى البراءة من علي بن أبي طالب عليه السلام
ويقتل خلقا من الخلق ، ويقتل في يومه .
قال : فرأينا ذلك .
[ 95 ]
107 قب ( 1 ) يج : عن سعد الاسكاف قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام
دات يوم ، إذ دخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا وألطاف ، وكان فيما اهدي
إليه جراب من قديد وحش ، فنثره أبوعبدالله عليه السلام ثم قال : خذها فأطعمها الكلاب
قال الرجل : لم ؟ قال : ليس بذكي فقال الرجل : اشتريته من رجل مسلم ذكر
أنه ذكي فرده أبوعبدالله عليه السلام في الجراب ، وتكلم عليه بكلام لم أدرما هو .
ثم قال للرجل : قم فأدخله ذلك لبيت ففعل فسمع القديد يقول : يا عبد
الله ليس مثلي يأكله الامام ، ولا أولاد الانبياء ، لست بذكي ، فحمل الرجل الجراب
وخرج فقال أبوعبدالله عليه السلام : ما قال ؟ قال : أخبرني كما أخبرتني به أنه غير
ذكي فقال أبوعبدالله عليه السلام : ما علمت ياأبا هارون ؟ إنا نعلم ما لا يعلم الناس ، قال :
فخرج وألقاه على كلب لقيه ( 2 ) .
بيان : قوله من قديد وحش أي قديد كان من لحوم الحيوانات الوحشية ، وفي
بعض النسخ بالخاء المعجمة وهو الردي من كل شئ .
108 قب ( 3 ) يج : روي عن عبدالله بن يحيى الكاهلي قال أبوعبدالله عليه السلام :
إذا لقيت السبع ما تقول له ؟ قلت : لا أدري قال : إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية
الكرسي وقل : عزمت عليك بعزيمة الله ، وعزيمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعزيمة
سليمان بن داود ، وعزيمة علي أميرالمؤمنين والائمة من بعده ، فانه ينصرف
عنك ، قال عبدالله الكاهلي : فقدمت إلى الكوفة ، فخرجت مع ابن عم لي إلى قرية
فإذا سبع قد اعترض لنا في الطريق فقرأت في وجهه آية الكرسي وقلت : عزمت
عليك بعزيمة الله ، وعزيمة محمد رسول الله ، وعزيمة سليمان بن داود ، وعزيمة
أميرالمؤمنين عليه السلام والائمة من بعده إلا تنحيت عن طريقنا ، ولم تؤذنا ، فانا
لانؤذيك قال : فنظرت إليه وقد طأطأرأسه وأدخل ذنبه بين رجليه ، وركب الطريق
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 3 ص 350 .
( 2 ) الخرائج والجرائح ص 231 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 350 بتفاوت .
[ 96 ]
راجعا من حيث جاء فقال ابن عمي : ما سمعت كلاما أحسن من كلامك هذا الذي
سمعته منك ، فقلت : أي شئ سمعت ؟ هذا كلام جعفر بن محمد فقال : أنا أشهد أنه
إمام فرض الله طاعته ، وما كان ابن عمي يعرف قليلا ولا كثيرا قال : فدخلت على
أبي عبدالله عليه السلام من قابل فأخبرته الخبر فقال : ترى أني لم أشهدكم ؟ ! بئسما
رأيت ، ثم قال : إن لي مع كل ولي اذنا سامعة ، وعينا ناظرة ، ولسانا ناطقا
ثم قال : يا عبدالله أنا والله صرفته عنكما ، وعلامة ذلك أنكما كنتما في البرية
على شاطئ النهر ، واسم ابن عمك مثبت عندنا ، وما كان الله ليميته حتى يعرف
هذا الامر قال : فرجعت إلى الكوفة فأخبرت ابن عمي بمقالة أبي عبدالله عليه السلام ففرح
فرحا شديدا ، وسربه ، وما زال مستبصرا بذكل إلى أن مات ( 1 ) .
109 كشف : من دلائل الحميري ، عن الكاهلي مثله ( 2 ) .
110 قب ، يج : روي أن الوليد بن صبيح قال : كنا عند أبي عبدالله عليه السلام
في ليلة إذ يطرق الباب طارق فقال للجارية : انظري من هذا ؟ فخرجت ثم دخلت
فقالت : هذا عمك عبدالله بن علي فقال : أدخليه وقال لنا : ادخلوا البيت ، فدخلنا
بيتا فمسعنا منه حساظننا أن الداخل بعض نسائه ، فلصق بعضنا ببعض ، فلما دخل
أقبل على أبي عبدالله عليه السلام ، فلم يدع شيئا من القبيح إلا قاله في أبي عبدالله عليه السلام ثم
خرج وخرجنا ، فأقبل يحدثنا من الموضع الذي قطع كلامه ، فقال بعضنا : لقد
استقبلك هذا بشئ ما ظننا أن أحدا يستقبل به أحدا ، حتى لقدهم بعضنا أن يخرج
إليه فيوقع به ، فقال : مه ، لاتدخلوا فيما بيننا ، فلما مضى من الليل ما مضى طرق
الباب طارق ، فقال للجارية : انظري من هذا ؟ فخرجت ، ثم عادت فقالت : هذا عمك
عبدالله بن علي ، قال لنا : عودوا إلى مواضعكم ، ثم أذن له ، فدخل بشهيق ونحيب
وبكاء وهو يقول : يا ابن أخي اغفرلي غفر الله لك ، اصفح عني صفح الله عنك ، فقال :
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 231 .
( 2 ) كشف الغمة ج 2 ص 417 .
[ 97 ]
غفر الله لك يا عم ما الذي أحوجك إلى هذا ؟ قال : إني لما أويت إلى فراشي أتاني
رجلان أسودان فشدا وثاقي ثم قال أحدهما للآخر : انطلاق به إلى النار فانطلق
بي ، فمررت برسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله لا أعود ، فأمره فخلى عني ، وإني
لاجد ألم الوثاق ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : أوص قال : بم اوصي ؟ مالي مال ، وإن
لي عيالا كثيرا وعلي دين ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : دينك علي وعيالك إلى عيالي
فأوصى ، فماخرجنا من المدينة حتى مات ، وضم أبوعبدالله عليه السلام عياله إليه ، وقضى
دينه ، وزوج ابنه ابنته ( 1 ) .
111 يج : روي أن رجلا خراسانيا أقبل إلى أبي عبدالله فقال عليه السلام :
ما فعل فلان ؟ قال : لا علم لي به قال : أنا اخبرك به ، بعث معك بجارية لا حاجة
لي فيها ، قال : ولم ؟ قال : لانك لم تراقب الله فيها ، حيث عملت ما عملت ليلة نهر
بلخ ، فسكت الرجل وعلم أنه أخبره بأمرعرفه ( 2 ) .
112 قب ( 3 ) يج : روي عن الحسين بن أبي العلا قال : كنت : عند أبي عبدالله
عليه السلام إذ جاءه رجل ، أومولى له ، يشكو زوجته وسوء خلقها قال : فائتني بها
فقال لها : ما لزوجك ؟ قالت : فعل الله به وفعل ، فقال لها : إن ثبت على هذا
لم تعيشي إلا ثلاثة أيام ، قالت ما ابالي أن لا أراه أبدا ، فقال له : خذ بيد
زوجتك ، فليس بينك وبينها إلا ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الثالث دخل عليه
الرجل فقال عليه السلام : ما فعلت زوجتك ؟ قال : قد والله دفنتها الساعة قلت : ما
كان حالها ؟ قال : كانت متعدية فبترالله عمرها ، وأراحه منها .
113 يج : روي أن داود بن علي قتل المعلى بن خنيس فقال له أبوعبدالله :
قتلت قيمي في مالي وعيالي ثم قال : لادعون الله عليك ، قال داود : اصنع ما شئت
فلما جن الليل قال عليه السلام اللهم ارمه بسهم من سهامك تنفلق به قلبه ، فأصبح وقد
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 232 .
( 2 ) نفس المصدر ص 232 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 351 .
[ 98 ]
مات داود ، فقال عليه السلام لقدمات على دين أبي لهب ، وقد دعوت الله فأجاب فيه الدعوة
وبعث إليه ملكا معه مرزبة من حديد فضربه ضربة فما كانت إلا صيحة قال : فسألنا
الخدم قالوا : صاح في فراشه ، فدنونا منه فاذا هو ميت .
114 يج : روي أن داود الرقي قال : حججت بأبي عبدالله عليه السلام سنة ست وأربعين
ومائة ، فمررنا بواد من أودية تهامة ، فلما أنخنا صاح : يا داود ارحل ارحل ، فما
انتقلنا إلا وقدجاء سيل ، فذهب بكل شئ فيه ، وقال له : توتي بين الصلاتين حتى
تؤخذ من منزلك ، وقال : يا داود إن أعمالكم عرضت علي يوم الخميس فرأيت
فيها صلتك لابن عمك ، قال داود : وكان لي ابن عم ناصبي كثير العيال محتاج
فلما خرجت إلى مكة أمرت له بصلة فأخبرني بها أبوعبدالله عليه السلام ( 1 ) .
115 يج : قال الميثمي : إن رجلا حدثه قال : كنا نتغدى مع أبي عبدالله عليه السلام
فقال لغلامه : انطلق وائتنا بماء زمزم فانطلق الغلام ، فما لبث أن جاء وليس معه ماء
فقال : إن غلاما من غلمان زمزم ، منعني الماء ، وقال : تريد لا له العراق ، فتغير
لون أبي عبدالله عليه السلام ورفع يده عن الطعام ، وتحركت شفتاه ، ثم قال للغلام : ارجع
فجئنا بالماء ، ثم أكل فلم يلبث أن جاء الغلام بالماء ، وهو متغير اللون ، فقال : ما
وراك ؟ قال : سقط ذلك الغلام في بئر زمزم ، فتقطع ، وهم يخرجونه ، فحمدلله عليه .
116 قب ، يج : روي عن صفوان ( 2 ) قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام
فأتاه غلام ، فقال : امي ماتت فقال له عليه السلام لم تمت ، قال : تركتها مسجى ( 3 )
فقام أبوعبدالله عليه السلام ودخل عليها ، فاذا هي قاعدة فقال لابنها : ادخل إلى امك فشهها
من الطعام ما شاءت فأطعمها ، فقال الغلام : يا اماه ما تشتهين ؟ قالت : أشتهي
زبيبا مطبوخا فقال له : ائتها بغضارة ( 4 ) مملوة زبيبا ، فأكلت منها حاجتها وقال
___________________________________________________________________
( 1 ) وأخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 354 بتفاوت .
( 2 ) سفيان ، خ ل .
( 3 ) كذا في نخسة الكمبانى ومطبوعه تبريز والصواب مسجاة .
( 4 ) الغضارة : القصعة الكبيرة فارسية .
[ 99 ]
لها : إن ابن رسول الله بالباب يأمرك أن توصي ، فأوصت ، ثم توفيت ، فماخرجنا
حتى صلى عليها أبوعبدالله عليه السلام ودفنت .
117 يج : روي أن أبان بن تغلب قال : غدوت من منزلي بالمدينة وأنا اريد
أبا عبدالله عليه السلام فلما صرت بالباب ، خرج علي قوم من عنده لم أعرفهم ، ولم أر
قوما أحسن زيا منهم ، ولا أحسن سيماء منهم ، كأن الطير على رؤوسهم ، ثم دخلنا
على أبي عبدالله عليه السلام ، فجعل يحدثنا بحديث ، فخرجنا من عنده ، وقد فهم خمسة
عشر نفرا منا متفرقوا الالسن : منها اللسان العربي ، والفارسي ، والنبطي ، والحبشي
والسقلبي ، قال بعض : ما هذا الحديث الذي حدثنا به ؟ قال له آخر من لسانه
عربي : حدثني بكذا بالعربية وقال له الفارسي : ما فهمت إنما حدثني كذا وكذا
بالفارسية ، وقال الحبشي : ما حدثني إلا بالحبشية ، وقال السقلبي : ما حدثني
إلا بالسقلبية ، فرجعوا إليه فأخبروه ، فقال عليه السلام الحديث واحد ، ولكنه فسر
لكم بألسنتكم .
بيان : قال الجزري في صفة الصحابة : كأنما على رؤوسهم الطير ، وصفهم بالسكون
والوقار ، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة ، لان الطير لا تكاد تقع إلا على شئ
ساكن ( 1 ) .
118 يج : روي عن صفوان بن يحيى ، عن جابر قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام
فاذا نحن برجل قد أضجع جديا ليذبحه فصاح الجدي فقال أبوعبدالله عليه السلام : كم ثمن
هذا الجدي ؟ فقال : أربعة دراهم ، فحلها من كمه ، ودفعها إليه وقال : خل سبيله
قال : فسرنا فإذا الصقر قدانقض على دراجة فصاحت الدراجة ، فأومأ أبوعبدالله
عليه السلام إلى الصقر بكمه ، فرجع عن الدراجة ، فقلت : لقد رأينا عجيبا من أمرك
قال : نعم إن الجدي لما أضجعة الرجل وبصربي قال : أستجير بالله وبكم أهل البيت
___________________________________________________________________
( 1 ) اسد الغابة ج 1 ص 26 ضمن حديث طويل لهند بن ابى هالة يصف رسول الله صلى الله عليه وآله
وكان وصافا .
[100]
مما يراد مني ، وكذلك قالت الدراجة ، ولو أن شيعتنا استقامت لاسمعتكم منطق
الطير ( 1 ) .
119 قب ، يج : روي أن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام
فدخل عليه موسى ابنه وهو ينتفض ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : كيف أصبحت ؟ قال :
أصبحت في كنف الله ، متقلبا في نعم الله ، أشتهي عنقود عنب حرشي ورمانة ، قلت :
سبحان الله هذا الشتاء ! ! فقال : يا داود إن الله قادر على كل شئ ادخل البستان
فاذا شجرة عليها عنقود من عنب حرشي ورمانة ، فقلت آمنت بسركم وعلانيتكم
فقطعتها وأخرجتها إلى موسى ، فقعد يأكل فقال : يا داود والله لهذا فضل من رزق
قديم ، خص الله به مريم بنت عمران من الافق الاعلى ( 2 ) .
120 يج : روي أن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال لي :
مالي أرى لونك متغيرا ؟ قلت : غيره دين فاضح عظيم ، وقد هممت بركوب البحر
إلى السند لاتيان أخي فلان ، قال : إذا شئت ، قلت : يروعني عنه أهوال البحر
وزلازله ، قال : إن الذي يحفظ في البر هو حافظ لك في البحر ، يا داود لولا اسمي
وروحي لما اطردت الانهار ، ولا أينعت الثمار ، ولا اخضرت الاشجار ، قال داود :
فركبت البحر حتى إذا كنت بحيث ما شاء الله من ساحل البحر بعد مسيرة مائة وعشرين
يوما خرجت قبل الزوال يوم الجمعة فاذا السماء متغيمة وإذا نور ساطع من قرن
السماء إلى جدد الارض ، وإذا صوت خفي : يا داود هذا أو ان قضاء دينك ، فارفع
رأسك قد سلمت ، قال : فرفعت رأسي ، ونوديت : عليك بما وراء الاكمة الحمراء
فأتيتها ، فاذا صفائح من ذهب أحمر ، ممسوح أحد جانبيه ، وفي الجانب الآخر مكتوب
( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) ( 3 ) فقبضتها ولها قيمة لا تحصى فقلت :
لا احدث فيها ، حتى آتي المدينة ، فقدمتها فدخلت عليه فقال لي : يا داود إنما
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 232 .
( 2 ) نفس المصدر ص 232 بتفاوت يسير .
( 3 ) سورة ص الاية 39