[101]
عطاؤنا لك النور الذي سطع لك ، لا ما ذهبت إليه من الذهب والفضة ، ولكن هو لك
هنيئا مريئا عطاء من رب كريم ، فاحمدالله ، قال داود : فسألت معتبا خادمه فقال :
كان في ذلك الوقت يحدث أصحابه منهم خيثمة ، وحمران ، وعبدالاعلى مقبلا عليهم
بوجهه : يحدثهم بمثل ما ذكرت ، فلما حضرت الصلاة قام فصلى بهم ، فسألت
هؤلاء جميعا فحكوا لي الحكاية ( 1 ) .
121 يج : روي أن لابي عبدالله عليه السلام كان مولى يقال له مسلم وكان لا يحسن
القرآن ، فعلمه في ليلة فأصبح وقد أحكم القرآن .
122 يج : روي عن بعض أصحابنا قال : حملت مالا لابي عبدالله عليه السلام فاستكثرته
في نفسي ، فلما دخلت عليه دعا بغلام ، وإذا طشت في آخر الدار ، فأمره أن يأتي
به ، ثم تكلم بكلام لما أتى بالطشت فانحدر الدنانير من الطشت ، حتى حالت بيني
وبين الغلام ، ثم التفت إلي وقال : أترى نحتاج إلى ما في ديديكم ؟ ، إنما نأخذ
منكم ما نأخذ لنطهركم ( 2 ) .
123 يج : روي أن عبدالرحمن بن الحجاج قال : كنت مع أبي عبدالله عليه السلام
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 101 سطر 14 الى ص 109 سطر 14
بين مكة والمدينة ، وهو على بغلة وأنا على حمار ، وليس معنا أحد فقلت : يا سيدي
ما علامة الامام ؟ قال : يا عبدالرحمن لوقال لهذا الجبل سر لسار ، فنظرت والله إلى
الجبل يسير ، فنظر إليه فقال : إني لم أعنك ( 3 ) .
124 يج : روي أن إبراهيم بن مهزم الاسدي قال : قدمت المدينة ، فأتيت
باب أبي عبدالله عليه السلام أستفتحه فدنت جارية لفتح الباب ، فقرصت ثديها ، ودخلت
فقال : يا ابن مهزم أما علمت أن ولايتنا لاتنال إلا بالورع ، فأعطيت الله عهدا أني
لا أعود إلى مثلها أبدا ( 4 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ص 233 بتفاوت يسير .
( 2 ) الخرائج والجرائح ص 232 .
( 3 ) نفس المصدر ص 233 .
( 4 ) نفس المصدر ص 243 وفيه حديث عن مهزم الاسدى لا ابراهيم بن مهزم ، بتفاوت
فلاحظ .
[102]
125 يج : روي أن محمد بن مسلم قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل
عليه المعلى بن خنيس باكيا قال : وما يبكيك ؟ قال : بالباب قوم يزعمون أن ليس لكم
علينا فضل ، وأنكم وهم شئ واحد ، فسكت ثم دعا بطبق من تمر فحمل منه تمرة
فشقها نصفين وأكل التمر وغرس النوى في الارض فنبتت فحملت بسرا ، وأخذ منها
واحدة فشقها وأخرج منه ورقا ودفعه إلى المعلى وقال : إقرأه ! فإذا فيه : بسم الله
الرحمن الرحيم لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي المرتضى ، الحسن والحسين
علي بن الحسين ، واحدا واحدا إلى الحسن بن علي وابنه ( 1 ) .
126 يج : روي أن أبا مريم المدني قال : خرجت إلى الحج فلما صرت
قريبا من الشجرة ، خرجت على حمارلي قلت : ادرك الجماعة ، واصلي معهم
فنظرت إلى الجماعة يصلون ، فأتيتهم فاذا أبوعبدالله عليه السلام محتب بردائه يسبح فقال :
صليت يا أبا مريم ؟ قلت : لا قال : صل فصليت ، ثم ارتحلنا ، فسرت تحت محمله
فقلت في نفسي : قد خلوت به اليوم فأسأله عما بدالي ، فقال : يا أبا مريم تسير تحت
محملي ؟ قلت : نعم ، وكان زميله غلاما له يقال له سالم ، فرآني كثير الاختلاف قال :
أراك كثير الاختلاف أبك بطن ؟ ( 2 ) قلت : نعم قال : أكلت البارحة حيتانا ؟
قلت : نعم قال : فأتبعتها بتمرات ؟ قلت : لا قال : أما إنك لو أتبعتها بتمرات ما ضرك
فسرنا حتى إذا كان وقت الزوال نزل فقال : يا غلام هات ماءا أتوضأ به ، فناوله
فدخل إلى موضع يتوضأ ، فلما خرج إذا هو بجذع فدنا منه فقال : يا جذع أطعمنا
مما خلق الله فيك قال : رأيت الجذع يهتز ، ثم اخضر ، ثم أطلع ، ثم اصفر ، ثم
ذهب فأكل منه وأطعمني ، كل ذلك أسرع من طرفة عين .
127 يج : روي أن أبا خديجة روى عن رجل من كندة وكان سياف بني العباس
قال : لما جاء أبوالدوانيق بأبي عبدالله عليه السلام وإسماعيل ، أمر بقتلهما وهما محبوسان
في بيت فأتى عليه اللعنة أبا عبدالله عليه السلام ليلا فأخرجه وضربه بسيفه حتى قتله
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ص 233 .
( 2 ) البطن : محركة ، داء البطن
[103]
ثم أخذ إسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله ، ثم جاء إليه فقال : ما صنعت ؟ قال :
لقد قتلتهما وأرحتك منهما ، فلما أصبح إذا أبوعبدالله عليه السلام وإسماعيل جالسان
فاستأذنا فقال أبوالدوانيق للرجل : ألست زعمت أنك قتلتهما ؟ قال : بلى ، لقد
أعرفهما كما أعرفك قال : فاذهب إلى الموضع الذي قتلتهما فيه ، فجاء ، فاذا بجزورين
منحورين قال : فبهت ورجع ، فنكس رأسه وقال : لا يسمعن منك هذا أحد ، فكان
كقوله تعالى في عيسى ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) ( 1 ) .
128 يج : روي أن عيسى بن مهران قال : كان رجل من أهل خراسان من
وراء النهر ، وكان موسرا ، وكان محبا لاهل البيت ، وكان يحج في كل سنة ، وقد
وظف على نفسه لابي عبدالله عليه السلام في كل سنة ألف دينار من ماله ، وكانت تحته ابنة
عم له تساويه في اليسار والديانة فقالت في بعض السنين : يا ابن عم حج بي في هذه
السنة ، فأجابها إلى ذلك ، فتجهزت للحج ، وحملت لعيال أبي عبدالله عليه السلام وبناته
من فواخر ثياب خراسان ، ومن الجواهر والبز ( 2 ) أشياء كثيرة خطيرة ، وأعد زوجها
ألف دينار في كيس ، كعادته لابي عبدالله عليه السلام وجعل الكيس في ربعة فيها حلي وطيب
وشخص يريد المدينة ، فلما وردها صار إلى أبي عبدالله عليه السلام فسلم عليه ، وأعلمه أنه
حج بأهله ، وسأله الاذن لها في المصير إلى منزله للتسليم على أهله وبناته ، فأذن لها
أبوعبدالله عليه السلام في ذلك فصارت إليهم وفرقت عليهم ، وأجملت ، وأقامت يوما عندهم
وانصرفت .
فلما كان من الغد قال لها زوجها : أخرجي تلك الربعة لتسليم ألف دينار إلى
أبي عبدالله عليه السلام فقالت : في موضع كذا فأخذها ، وفتح القفل ، فلم يجد الدنانير
وكان فيها حليها وثيابها ، فاستقرض ألف دينار منأهل بلده ، ورهن الحلي بها
وصار إلى أبي عبدالله عليه السلام فقال : قد وصلت إلينا الالف قال : يا مولاي وكيف ذلك
وما علم بها غيري وغير بنت عمي ؟ فقال : مستنا ضيقة فوجهنا من أتى بها من شيعتي
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج الخرائح ص 233 والاية في الحديث في سورة النساء الاية : 157 .
( 2 ) البز : الثياب من الكتان أو القطن .
[104]
من الجن ، فاني كلما اريد أمرا بعجلة أبعث واحدا منهم ، فزاد في بصيرة الرجل
وسربه ، واسترجع الحلي ممن رهنه ، ثم انصرف إلى منزله فوجد امرأته تجود
بنفسها فسأل عن خبرها فقالت خدمتها : أصابها وجع في فؤادها ، وهي في هذه الحال
فغمضها وسجاها ، وشد حنكها ، وتقدم في إصلاح ما يحتاج إليه من الكفن والكافور
وحفر قبرها ، وصار إلى أبي عبدالله عليه السلام فأخبره وسأله أن يتفضل بالصلاة عليها
فصلى أبوعبدالله عليه السلام ركعتين ودعا ، ثم قال للرجل : انصرف إلى رحلك فان
أهلك لم تمت ، وستجدها في رحلك تأمر وتنهي ، وهي في حال سلامة ، فرجع الرجل
فأصابها كما وصف أبوعبدالله عليه السلام ، ثم خرج يريد مكة وخرج أبوعبدالله عليه السلام
للحج أيضا ، فبينما المرأة تطوف بالبيت إذا رأت أبا عبدالله يطوف والناس قد حفوا
به فقالت لزوجها : من هذا الرجل ؟ قال أبوعبدالله عليه السلام قال : هذا والله الرجل الذي
رأيته يشفع إلى الله حتى رد روحي في جسدي ( 1 ) .
بيان : قال الجرزي ( 2 ) الربعة إناء مربع كالجونة .
129 يج : روي أن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل شاب
يبكي ويقول : نذرت على أن أحج بأهلي ، فلما أن دخلت المدينة ماتت ، قال عليه السلام :
اذهب فانها لم تمت ، قال : ماتت وسجيتها ! ! قال : اذهب ، فخرج ورجع ضاحكا
وقال : دخلت عليها وهي جالسة ، قال : يا داود أولم تؤمن ؟ ! قلت : بلى ولكن ليطمئن
قلبي ، فلما كان يوم التروية قال لي أبوعبدالله عليه السلام : قد اشتقت إلى بيت ربي
قلت : يا سيدي هذه عرفات ، قال : إذا صليت العشاء الآخرة فأرحل ناقتي ، وشد
زمامها ، ففعلت ، فخرج وقرأ قل هو الله أحد ويس ، ثم استوى عليها ، وأردفني
خلفه ، فسرنا هونا في الليل ، وفعل في مواضع ما كان ينبغي ، فقال : هذا بيت الله
ففعل ما كان ينبغي ، فلما طلع الفجر قام فأذن وأقام ، وأقامني عن يمينه ، وقرأ في
أول الركعة الحمد والضحى ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، ثم قنت ، ثم
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ص 233 .
( 2 ) النهاية لابن الاثير ج 2 ص 62 .
[105]
سلم وجلس ، فلما طلعت الشمس مر الشاب ومعه المرأة ، فقالت لزوجها : هذا
الذي شفع إلى الله في إحيائي .
130 يج : روي أن عبدالحميد الجرجاني قال : أتاني غلام ببيض
الاجمة ( 1 ) فرأيته مختلفا ، فقلت للغلام : ما هذا البيض ؟ قال : هذا بيض ديوك
الماء فأبيت أن آكل منه شيئا حتى أسأل أبا عبدالله عليه السلام فدخلت المدينة فأتيته فسألته
عن مسائلي ونسيت تلك المسألة ، فلما ارتحلنا ذكرت المسألة ورأس القطار ( 2 )
بيدي ، فرميت إلى بعض أصحابي ، ومضيت إلى أبي عبدالله صلوات الله عليه
فوجدت عنده خلقا كثيرا فقمت تجاه وجهه فرفع رأسه إلي ، وقال : يا عبدالحميد
لنا تأتي ديوك هبر ، فقلت : أعطيتني الذي اريد ، فانصرفت ولحقت بأصحابي .
131 يج : روي أن شعيب العقر قوفي قال : دخلت أنا وعلي بن أبي حمزة
وأبوبصير على أبي عبدالله عليه السلام ومعي ثلاثمائة دينار قبضتها قد امه فأخذ أبوعبدالله
قبضة منها لنفسه ورد الباقي علي وقال : رد هذه إلى موضعها الذي أخذتها منه .
وقال أبوبصير : يا شعيب ما حال هذه الدنانير التي ردها عليك ؟ قلت : أخذتها من
عروة أخي سرا وهو لا يعلم ، فقال أبوبصير : أعطاك أبوعبدالله عليه السلام علامة الامامة
فعد الدنانير فإذا هي مائة لا تزيد ولا تنقص .
132 كشف : من دلائل الحميري مثله ( 3 ) .
133 يج : روى شعيب قال : دخلت عليه فقال لي : من كان زميلك ؟ قلت :
الخير الفاضل أبوموسى البقال قال : استوص به خيرا فان له عليك حقوقا كثيرة
فأما أو لهن فما أنت عليه من دين الله وحق الصحبة ، قلت : لو استطعت ما مشى
على الارض قال : استوص به خيرا قلت : دون هذا أكتفي به منك قال : فخرجنا
___________________________________________________________________
( 1 ) الاجمة : الشجر الكثير الملتف ، ومأوى الاسد .
( 2 ) القطار : من الابل : قطعة منها يلى بعضها بعضا على نسق واحد جمع قطر
وقطرات .
( 3 ) كشف الغمة ج 2 ص 419 .
[106]
حتى نزلت منزلا في الطريق يقال له وتقر ( 1 ) فنزلناه ، وأمرت الغلمان أن يكفوا
الابل العلف ، ويصنعوا طعاما ، ففعلوا ونظرت إلى أبي موسى ومعه كوز من ماء
وأخذ طريقه للوضوء وأنا أنظر ، حتى هبط في وهدة ( 2 ) من الارض ، وأدرك الطعام
فقال لي الغلمان : قد أدرك الطعام .
قلت : اطلبوا أبا موسى فانه أخذ في هذا الوجه
يتوضأ ، فطلبوه الغلمان ، فلم يصيبوه ، فأعطيت الله عهدا أن لا أبرح من الموضع الذي
أنا فيه ، ثلاثة أيام أطلبه ، حتى ابلي إلى الله عذرا ، فاكتريت الاعراب في طلبه
وجعلت لمن جاء به عشرة آلاف درهم ، فانطلق الاعراب في طلبه ثلاثة أيام ، فلما
كان اليوم الرابع أتاني القوم ، وأيسوا منه ، فقالوا : يا عبدالله ما نرى صاحبك إلا
وقد اختطف إن هذه بلاد محضورة فقد فيها غير واحد ، ونحن نرى لك أن ترتحل
منها ، فلما قالوا لي هذه المقالة ارتحلت ، حتى قدمنا الكوفة ، وأخبرت أهله بقصته
وخرجت من قابل ، حتى دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : يا شعيب لم آمرك
أن تستوصي بأبي موسى البقال خيرا ؟ قلت : بلى ، ولكن ذهب حيث ذهب فقال :
رحم الله أبا موسى ، لو رأيت منازل أبي موسى في الجنة لاقر الله عينك ، كانت لابي
موسى درجة عندالله ، لم يكن ينالها إلا بالذي ابتلي به .
بيان : قوله ما مشى على الارض أي أحمله على مركوبي ، أو على كتفي مبالغة
في إكرامه .
ويقال أبلاه عذرا أي أداه إليه فقبله ، قوله ( إلا وقد اختطف ) أي اختطفته
الجن والشياطين ، إن هذه بلاد محضورة أي تحضره الجن والشياطين يقال : مكان
محتضر ومحضور أي تحضره الشياطين ويحتمل على عد أن يكون المراد اختطاف
السبع ، وفي بعض النسخ محصورة بالصاد المهملة أي بلاد معلومة قليلة ، سرنا فيها
فلم نجده ، والاول أظهر .
___________________________________________________________________
( 1 ) وتقر : كذا في نسخة الكمبانى ومطبوعة تبريز والظاهر انها مصحف ( وتير )
اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة .
( 2 ) الوهدة : الارض المنخفضة .
والهوة في الارض .
[107]
134 يج : روي أن عثمان بن عيسى قال : قال رجل لابي عبدالله عليه السلام : ضيق
إخوتي وبنو عمي علي الدار فلو تكلمت قال : اصبر فانصرفت سنتي ثم عدت من قابل
فشكوتهم إليه ، قال : اصبرثم عددت في السفرة الثالثة فقال : اصبر سيجعل الله لك
فرجا ، فماتوا كلهم ، فخرجت إليه فقال : ما فعل أهل بيتك ؟ قلت : ما توا قال :
هو ما صنعوا بك لعقوقهم إياك ، وقطعهم رحمك .
135 يج : روي أن الطيالسي قال : جئت من مكة إلى المدينة ، فلما كنت
على ليلتين من المدينة ، ذهبت راحلتي وعليها نفقتي ومتاعي وأشياء كانت للناس معي
فأتيت أبا عبدالله عليه السلام فشكوت إليه فقال : ادخل المسجد فقل : ( اللهم إني أتيتك
زائرا لبيتك الحرام ، وإن راحلتي قد ذهبت ، فردها علي ) فجعلت أدعو ، فاذا مناد
ينادي على باب المسجد : يا صاحب الراحلة اخرج فخذرا حلتك ، فقد آذيتنا منذ
الليلة ، فأخذتها وما فقدت منها خيطا واحدا .
136 يج : روي عن الحسن بن سعيد ، عن عبدالعزيز قال : كنت أقول
بالربوبية فيهم ، فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال : يا عبدالعزيز ضع ماء أتوضأ
ففعلت ، فلما دخل يتوضأ قلت في نفسي : هذا الذي قلت فيه ما قلت يتوضأ ، فلما
خرج قال : يا عبدالعزيز لا تحمل على البناء فوق ما يطيق ، فيهدم ، إنا عبيد
مخلوقون ( 1 ) .
137 يج : روي عن سليمان بن خالد قال : كنت عن أبي عبدالله عليه السلام وهو
يكتب كتبا إلى بغداد ، وأنا اريد أن اودعه فقال : تجئ إلى بغداد ؟ قلت : بلى
قال : تعين مولاي هذا بدفع كتبه ، ففكرت وأنا في صحن الدار أمشي ، فقلت :
هذا حجة الله على خلقه يكتب إلى أبي أيوب الجزري وفلان وفلان يسألهم حوائجه
فلما صرنا إلى باب الدار صاح بي : يا سليمان ارجع أنت وحدك ، فرجعت فقال :
كتبت إليهم لاخبرهم أني عبد ولي إليهم حاجة .
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 234 .
[108]
138 يج : روي أن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن لنا
أموالا نعامل بها الناس ، وأخاف حدثا يفرق أموالنا قال : اجمع ما لك إلى شهر
ربيع ، فمات إسحاق في شهر ربيع .
139 يج : روى ابن سماعة بن مهران قال : كنا عنده عليه السلام فقال : يا غلام
ائتنا بماء زمزم ، ثم سمعته يقول : اللهم أعم بصره ، اللهم أخرس لسانه ، اللهم
أصم سمعه ، قال : فرجع الغلام يبكي فقال : مالك ؟ قال : إن فلان القرشي ضربني
ومنعني من السقاء قال : ارجع فقد كفيته ، فرجع وقد عمي وصم وخرس ، وقد
اجتمع عليه الناس .
140 يج : روي أن بحر الخياط قال : كنت قاعدا عند فطر بن خليفة فجاء
ابن الملاح فجلس ينظر إلي فقال لي فطر : حدث إن أردت وليس عليك بأس ، فقال
ابن الملاح ، اخبرك باعجوبة رأيتها من ابن البكرية يعني الصادق قال :
ماهو ؟ قال : كنت قاعدا وحدي احدثه ويحدثني ، إذ ضرب يده إلى ناحية المسجد
شبه المفتكر ، ثم استرجع فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قلت : ما لك ؟ قال :
قتل عمي زيد الساعة ، ثم نهض فذهب ، فكتبت قوله في تلك الساعة وفي ذلك
الشهر ، ثم أقبلت إلى الفرات ، فلما كنت في الطريق استقبلي راكب فقال : قتل
زيد بن علي في يوم كذا في ساعة كذا ، على ما قال أبوعبدالله عليه السلام فقال فطر بن
خليفة : إن عند الرجل علما جما .
141 يج : روي أن العلاء بن سيابة قال : جاء رجل إلى أبي عبدالله عليه السلام
وهو يصلي فجآء هدهد ، فوقع عند رأسه حتى سلم والتفت إليها فقلت : جئت لاسألك
فرأيت ما هو أعجب قال : ما هو ؟ قلت : ما صنع الهدهد ، قال : جاءني فشكا إلي
حية تأكل فراخه ، فدعوت الله عليها فأماتها ، قلت : يا مولاي إني لا يعيش لي
ولد ، وكلما ولدت امرأتي مات ولدها ، قال : هذا ليس من ذلك الجنس ، ولكن
إذا رجعت إلى منزلك فانه ستدخل كلبة إليك ، فتريد امرأتك أن تطعمها فمرها
أن لاتطعمها ، فقل للكلبة : إن أبا عبدالله عليه السلام أمرني أن أقول : أميطي عنا لعنك الله
[109]
فانه يعيش ولدك إن شآء الله ، ف عاش أولادي ، وخلفت غلمانا ثلاثة .
142 يج : روي عن إبراهيم بن عبدالحميد قال : اشتريت من مكة بردة
فآليت على نفسي أن لا تخرج من ملكي ، حتى تكون كفني ، فخرجت إلى عرفة
فوقفت فيها للموقف ، ثم انصرف إلى جمع ( 1 ) فقمت فيها في وقت الصلاة ، فطويتها
شفقة مني عليها ، فقمت لاتوضأ فلما عدت لم أرها فاغتممت غما شديدا ، فلما
أصبحت أفضت مع الناس إلى منى فأتاني رسول من أبي عبدالله عليه السلام فقال : يقول
لك أبوعبدالله عليه السلام : أقبل ! فقمت مسرعا فسلمت عليه فقال : تحب أن نعطيك بردة
تكون كفنك ، وأمر غلامه فأتاني ببردة فقال : خذها .
143 يج : روي عن بشير النبال قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذا
استأذن عليه رجل ، ثم دخل المسجد فقال أبوعبدالله عليه السلام : ما أنقى ثيابك هذه ! !
قال : هي لباس بلادنا ، ثم قال : جئتك بهدية ، فدخل غلام ومعه جراب فيه ثياب
فوضعه ، ثم تحدث ساعة ، ثم قام فقال أبوعبدالله عليه السلام : إن بلغ الوقت وصدق
الوصف فهو صابح الرايات السود من خراسان يتقعقع ( 2 ) ثم قال لغلام قائم على رأسه :
الحقه فسله ما اسمك ؟ فقال : عبدالرحمان ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : عبدالرحمان
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 109 سطر 15 الى ص 117 سطر 15
والله ثلاث مرات ، هو هوورب الكعبة ، قال بشر : فلما قدم أبومسلم جئت حتى
دخلت عليه ، فاذا هو الرجل الذي دخل علينا ( 3 ) .
144 قب ( 4 ) يج : عن أبي بصير قال : قال الصادق عليه السلام : اكتم علي ما أقول
لك في المعلى بن خنيس قلت : أفعل قال : أما إنه ما كان ينال درجته إلا بما ينال
من داود بن علي قلت : وما الذي يصيبه من داود بن علي ؟ قال : يدعو به فيضرب
___________________________________________________________________
( 1 ) جمع : ضد التفرق : هو المزدلفة ، سمى جمعا لانه يجمع فيه بين صلاتى
العشائين .
( 2 ) التقعقع : هو من القعقعة وهى صوت السلاح .
( 3 ) الخرائج والجرائح ص 234 .
( 4 ) المناقب ج 3 ص 352 .
[110]
عنقه ويصلبه ، قلت : متى ذلك ؟ قال : من قابل ، فلما كان من قابل ولي داود المدينة
فقصد قتل المعلى ، فدعاه وسأله عن أصحاب أبي عبدالله عليه السلام وسأله أن يكتبهم له
فقال : ما أعرف من أصحابه به أحدا ، وإنما أنا رجل أختلف في حوائجه قال : تكتمني
أما إنك إن كتمتني قتلتك ، فقال له المعلى : أبا لقتل تهددني ! ؟ لو كانوا تحت
قدمي ما رفعت قدمي ، فقتله وصلبه كما قال عليه السلام : ( 1 )
145 نجم : روينا باسنادنا إلى الشيخين عبدالله بن جعفر الحميري ، ومحمد
ابن جرير الطبري باسنادهما عن أبي بصير مثله ( 2 ) .
146 كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن علي الصيرفي
عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي العلا وأبي المغرا ، عن أبي بصير
مثله ( 3 ) .
147 يج : روي عن علي بن أبي حمزة قال : حججت مع الصادق عليه السلام
فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة ، فحرك شفتيه بدعاء لم أفهمه ، ثم قال :
يا نخلة أطعمينا مما جعل الله فيك من رزق عباده ، قال : فنظرت إلى النخلة وقد
تمايلت نحو الصادق عليه السلام وعليها أوراقها ، وعليها الرطب ، قال : ادن وسم وكل
فأكلنا منها رطبا أعذب رطب وأطيبه ، فاذا نحن بأعرابي يقول : ما رأيت كاليوم
سحرا أعظم من هذا ! ! فقال الصادق عليه السلام : نحن ورثة الانبياء ليس فينا ساحر
ولا كاهن ، بل ندعو الله فيجيب ، فان أحببت أن أدعو الله فيمسخك كلبا تهتدي إلى
منزلك ، وتدخل عليهم ، وتبصبص لاهلك ؟ قال الاعرابي بجهله : بلى فادع الله
فصار كلبا في وقته ، ومضى عليه وجهه ، فقال لي الصادق عليه السلام : اتبعه ، فاتبعته حتى
صار إلى منزله ، فجعل يبصبص لاهله وولده ، فأخذواله عصا فأخرجوه ، فانصرفت
إلى الصادق عليه السلام فأخبرته بما كان ، فبينما نحن في حديثه إذ أقبل حتى وقف بين
___________________________________________________________________
( 1 ) الخرائج والجرائح ص 234 .
( 2 ) فرج المهموم ص 229 .
( 3 ) رجال الكشى ص 242 .