[ 81 ]
فقال : يا عمار وبكل لسان ( 1 ) .
68 ير : الحسن بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي بن شريف ، عن علي بن
أسباط ، عن إسماعيل بن عباد ، عن عامر بن علي الجامعي قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : جعلت فداك إنا نأكل ذبائح أهل الكتاب ولا ندري يسمون عليها
أم لا ؟ فقال : إذا سمعتهم قدسموا فكلوا ، أتدري ما يقولون على ذبائحهم ؟ فقلت :
لا ، فقرأ كأنه شبه يهودي قد هذها ثم قال : بهذا امروا فقلت : جعلت فداك
إن رأيت أن نكتبها قال : اكتب : نوح أيوا أدينوا يلهيز مالحوا عالم أشر سوا أو رضوا
بنوا [ يوسعه ] موسق ذعال أسحطوا ( 2 ) .
بيان : الهذ سرعة القراءة .
69 ير : النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن رجل من أهل بيرما ( 3 )
قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فودعته ، وخرجت حتى بلغت الاعوض ( 4 ) ثم
ذكرت حاجة لي فرجعت إليه والبيت غاص بأهله ، وكنت أردت أن أسأله عن
بيوض ديوك الماء فقال لي : ( يابت ) يعني البيض ( دعانا ميتا ) يعني ديوك الماء
( بناحل ) يعني لاتأكل ( 5 ) .
70 قب : عن رجل من أهل دوين مثله ( 6 ) .
71 ير : أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن برا ، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال : حدثني رجل من أهل جسر بابل قال : كان في القرية رجل يؤذيني
___________________________________________________________________
( 1 و 2 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 95 .
( 3 ) بيرما : كذا في الاصل والمصدر والظاهرانه تحريف ( بيرحا ) قيل هى ارض
لابى طلحة بالمدينة ، وقيل هو موضع بقرب المسجد يعرف بقصر بنى جديلة ( لا حظ معجم
البلدان ج 2 ص 327 328 ) .
( 4 ) الاعوص : موضع قرب المدينة على أميال منها يسيرة .
( 5 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96 .
( 6 ) المناقب ج 3 ص 347 .
[ 82 ]
ويقول : يا رافضي ، ويشتمني ، وكان يلقب بقرد القرية قال : فحججت سنة ، فدخلت
على أبي عبدالله عليه السلام فقال ابتداء : قوفه ما نامت ، قلت : جعلت فداك متى ؟ قال :
في الساعة ، فكتبت اليوم والساعة ، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن
بقي وعن من مات فقال لي : قوفه ما نامت ، وهي بالنبطية قرد القرية مات فقلت له :
متى ؟ فقال لي : يوم كذا وكذا ، وكان في الوقت الذي أخبرني به أبوعبدالله عليه
السلام ( 1 ) .
72 ختص ( 2 ) ير : محمد بن عبدالجبار ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن فضالة
عن مسمع كردين ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخلت عليه وعنده إسماعيل قال :
ونحن إذ ذاك نأتم به بعد أبيه ، فذكر في حديث طويل أنه سمع رجل أبا عبدالله
عليه السلام خلاف ماظن فيه قال : فأتيت رجلين من أهل الكوفه كانا يقولان به
فأخبرتهما فقال واحد منهما : سمعت وأطعت ورضيت وسلمت ، وقال الآخر وأهوى
بيده إلى جيبه فشقه ثم قال : لا والله لا سمعت ولا أطعت ولا رضيت حتى أسمعه منه
قال : ثم خرج متوجها إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : وتبعته ، فلما كنا بالباب فاستاذنا
فأذن لي فدخلت قبله ، ثم أذن له فدخل فلما دخل قال له أبوعبدالله عليه السلام : يا
فلان أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة ؟ إن الذي أخبرك به فلان
الحق قال : جعلت فداك إني أشتهي أن أسمعه منك قال : إن فلانا إمامك
وصاحبك من بعدي ، يعني أبا الحسن ، فلايد عيها فيها بيني وبينه إلا كاذب مفتر
فالتفت إلى الكوفي ، وكان يحسن كلام النبطية ، وكان صاحب قبالات فقال لي :
ذرقه فقال أبوعبدالله عليه السلام : إن ذرقه بالنبطية : خذها ، أجل فخذها فخرجنا من
عنده ( 3 ) .
73 ير : محمد بن هارون ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي هارون العبدي
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96 .
( 2 ) الاختصاص ص 290 .
( 3 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 12 ص 97 .
[ 83 ]
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لبعض غلمانه في شئ جرى : لئن انتهيت
وإلا ضربتك ضرب الحمار قال : جعلت فداك وما ضرب الحمار ؟ قال : إن نوحا
عليه السلام لما أدخل السفينة من كل زوجين اثنين جاء إلى الحمار فأبى أن يدخل
فأخذ جريدة من نخل ، فضربه ضربة واحدة وقال له : عبسا شاطانا ، أي ادخل
يا شيطان ( 1 ) .
74 ير : عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد بن إسحاق الكرخي ، عن
عمه محمد بن عبدالله بن جابر الكرخي وكان رجلا خيرا كاتبا كان لاسحاق بن عمار
ثم تاب من ذلك ، عن إبراهيم الكرخي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال لي :
يا إبراهيم أين تنزل من الكرخى ؟ قلت : في موضع يقال له : شادروان قال : فقال
لي : تعرف قطفتا ؟ ( 2 ) قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام حين أتى أهل النهروان نزل
قطفتا ، فاجتمع إليه أهل بادوريا ( 3 ) فشكوا إليه ثقل خراجهم ، وكلموه بالنبطية
وأن لهم جيرانا أو سع أرضا وأقل خراجا ، فأجابهم بالنبطية : رعر روظأمن عوديا
قال : فمعناه رب رجز صغير خير من رجز كبير ( 4 ) .
بيان : الرجز نوع من الشعر معروف ولعله عليه السلام ذكره على وجه التمثيل
ويحتمل أن يكون مثلا معروفا .
75 ير : محمد بن عبدالجبار ، عن اللؤلؤي ، عن أحمد بن الحسن ، عن
الفيض بن المختار في حديث له طويل في أمر أبي الحسن عليه السلام حتى قال له : هو صاحبك
الذي سألت عنه ، فقم فأقر له بحقه ، فقمت حتى قبلت رأسه ويده ، ودعوت الله
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 7 باب 11 ص 96 .
( 2 ) قطفتا : بالفتح ثم الضم ، والفاء ساكنة ، وتاء مثناة من فوق ، والقصر : محلة
كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربى من بغداد .
( 3 ) بادوريا : بالواو والراء وياء وألف : طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربى
من بغداد .
( 4 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96 .
[ 84 ]
له ، قال أبوعبدالله عليه السلام : أما إنه لم يؤذن له في ذلك ، فقلت : جعلت فداك باخبر
به أحدا ؟ فقال : نعم أهلك وولدك ورفقاءك ، وكان معي أهلي وولدي ، وكان يونس
ابن ظبيان من رفقائي ، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلمك ، وقال يونس : لا والله
حتى نسمع ذلك منه ، وكانت به عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول له وقد سبقني : يا يونس الامر كما قال لك فيض رزقه رزقه
قال : فقلت : قد فعلت ، والرزقه بالنبطية أي خذه إليك ( 1 ) .
76 ير : الحسن بن علي ، عن أحمد بن هلال ، عن عثمان بن عيسى ، عن
اين مسكان ، عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أول خارجة
خرجت على موسى بن عمران بمرج دانق وهو بالشام ، وخرجت على المسيح
بحران ، وخرجت على أميرالمؤمنين بالنهروان ، ويخرج على القائم بالدسكرة
دسكرة الملك ، ثم قال لي : كيف مالح دير بير ماكي مالح ، يعني عند قريتك
وهو بالنبطية ، وذاك ان يونس كان من قرية دير بيرء ما فقال الدسكرة ، أي عند
دير بيرما ( 2 ) .
77 قب ( 3 ) ير : محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله قال : دخل عليه قوم من
أهل خراسان فقال ابتداء من غير مسألة : من جمع مالا من مهاوش أذهبه الله في
نهابر ، فقالوا : جعلنا فداك لا نفهم هذا الكلام فقال عليه السلام ( از باد آيد بدم
بشود ) ( 4 ) .
78 عم : من كتاب نوادر الحكمة عن أحمد بن قابوس ، عن أبيه عنه عليه السلام
مثله ( 5 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96 .
( 2 ) نفس المصدر ج 7 باب 11 ص 96 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 346 .
( 4 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96 .
( 5 ) أعلام الورى ص 270 .
[ 85 ]
بيان : قال الفيروزآبادي : ( 1 ) المهاوش ما غصب وسرق ، وقال : النهابر
المهالك .
79 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي
عن أخي مليح ، عن فرقد قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وقد بعث غلاما
أعجميا ، فرجع إليه فجعل يغير الرسالة فلا يخبرها حتى ظننت أنه سيغضب فقال
له : تكلم بأي لسان شئت فإنى أفهم عنك ( 2 ) .
80 ير : أحمد بن محمد ، عن أحمد بن يوسف ، عن داود الحداد ، عن فضيل
ابن يسار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده
فهدر الذكر على الانثى فقال لي : أتدري ما يقول ؟ قلت : لا ، قال : يقول : يا سكني
وعرسي ، ما خلق أحب إلي منك ، إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد عليهما السلام ( 3 ) .
81 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي والبرقي ، عن النضر ، عن يحيى
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 85 سطر 12 الى ص 93 سطر 12
الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عبدالله بن فرقد قال : خرجنا مع أبي عبدالله عليه السلام
متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كنا بسرف ( 4 ) استقبله غراب ينعق في وجهه ، فقال :
مت جوعا ما تعلم شيئا إلا ونحن نعلمه إلا أنا أعلم بالله منك ، فقلنا : هل كان
في وجهه شئ ؟ قال : نعم سقطت ناقة بعرفات ( 5 ) .
82 ير : محمد بن الحسين ، عن داود بن فرقد ، عن عبدالله مثله ( 6 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) القاموس ج 2 ص 294 وقد ورد ذكر ( النهابر ) في القاموس ج 2 ص 151 .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 12 ص 97 وفيه ( فلا يخبرنا ) بد ( يخبرها ) .
( 3 ) نفس المصدر ج 7 باب 14 ص 98 .
( 4 ) سرف : ككتف موضع قريب من التنعيم وهو من مكة على عشرة اميال وقيل اقل
وقيل اكثر .
( 5 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 14 ص 99 .
( 6 ) نفس المصدر ج 7 باب 14 ص 99 .
[ 86 ]
83 قب : ابن فرقد مثله ( 1 ) .
84 ير : أحمد بن محمد ، عن سعيد بن جناح ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص
ابن البختري ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر قال : سمعت فاختة تصيح من
دار أبي عبدالله عليه السلام فقال : أتدرون ما تقول هذه الفاختة ؟ قال : قلت : لا ، قال :
تقول : فقدتكم ، أما إنا لنفقدنها قبل أن تفقدنا ، قال : فأمر بها فذبحت ( 2 ) .
أقول : قد أوردنا مثله بأسانيد في باب الحمام من كتاب الحيوان .
85 ير : أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن سالم مولى أبان
بياع الزطي قال : كنا في حائط لابي عبدالله عليه السلام ونفر معي قال : فصاحت
العصافير فقال : أتدري ما تقول ؟ فقلنا : جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول قال : تقول :
اللهم إنا خلق من خلقك لابد لنا من رزقك فأطعمنا واسقنا ( 3 ) .
86 ير : أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن عبدالله بكير ، عن
عمر بن توبة ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان معنا أبوعبدالله
البلخي ، ومعه ( 4 ) إذا هو بظبي يثغو ( 5 ) ويحرك ذنبه فقال له أبوعبدالله عليه السلام :
أفعل إن شاء الله قال : ثم أقبل علينا فقال : علمتم ما قال الظبي ؟ قلنا : الله ورسوله
وابن رسوله أعلم فقال : إنه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة
لانثاه ، فأخذها ولها خشفان لم ينهضا ، ولم يقويا للرعي ، قال : فيسألني أن أسألهم
أن يطلقوها ، وضمن لي أن إذا أرضعت خشفيها حتى يقويا أن يردها عليهم قال :
فاستحلفته قال : برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف ، وأنا فاعل ذلك به
___________________________________________________________________
( 1 ) المناقب ج 3 ص 346 .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 14 ص 99 واخرجه ابن شهر آشوب في المناقب
ج 3 ص 346 .
( 3 ) نفس المصدر ج 7 باب 14 ص 99 .
( 4 ) كذا .
( 5 ) الثغاء : بالضم صوت الشاء والمعز وما شاكلها .
[ 87 ]
إن شاء الله ، فقال البلخي : سنة فيكم كسنة سليمان عليه السلام ( 1 ) .
87 قب : عن سليمان مثله ( 2 ) .
88 ختص ( 3 ) ير : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن الحميري
عن يونس بن ظبيان ، والمفضل بن عمر ، وأبي سلمة السراج ، والحسين بن ثوير بن
أبي فاختة قالوا : كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : لنا خزائن الارض ومفاتيحها
ولو شئت أن أقول بإحدي رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لاخرجت ، قال :
فقال : بإحدى رجليه فخطها في الارض خطا فانفجرت الارض ثم قال بيده
فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها فقال : انظروا فيها حسا حسنا حتى لاتشكوا
ثم قال : انظروا في الارض فإذا سبائك في الارض كثيرة ، بعضها على بعض يتلالا
فقال له بعضنا : جعلت فداك اعطيتم كل هذا وشيعتكم محتاجون ! ؟ فقال : إن
الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ، ويدخلهم جنات النعيم ، ويدخل عدونا
الجحيم ( 4 ) .
89 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد مثله ( 5 ) .
90 قب : عنهم مثله ( 6 ) .
91 ختص ( 7 ) ير : ابن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن
القاسم ، عن حفص الابيض التمار قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام أيام صلب المعلى
ابن خنيس قال : فقال لي : يا أبا حفص إني أمرت المعلى بن خنيس بأمر فخالفني
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 7 باب 15 ص 100 .
( 2 ) المناقب ج 3 ص 324 بتفاوت .
( 3 ) الاختصاص ص 269 .
( 4 ) بصائر الدرجات ج 7 باب 2 ص 109 .
( 5 ) الكافى ج 1 ص 474 .
( 6 ) المناقب ج 3 ص 369 .
( 7 ) الاختصاص ص 321 .
[ 88 ]
فابتلي بالحديد إني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين ، فقلت له : مالك يا معلى ؟
كأنك ذكرت أهلك ومالك وولدك وعيالك ؟ قال : أجل قلت : ادن مني فدنا مني
فمسحت وجهه فقلت : أين تراك ؟ قال : أراني في بيتي ، هذه زوجتي ، وهذا ولدي
فتركته حتى تملاء منهم واستترت منهم ، حتى نال منها ما ينال الرجل من أهله
ثم قلت له : ادن مني فدنا مني فمسحت وجهه فقلتا : أين تراك ؟ فقال : أراني
معك في المدينة هذا بيتك ، قال : قلت له : يا معلى إن لنا حديثا من حفظ علينا
حفظ الله عليه دينه ودنياه ، يا معلى لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤا
أمنوا عليكم وإن شاؤا قتلوكم ، يا معلى إنه من كتم الصعب من حديثنا ، جعله الله
نورا بين عينيه ورزقه الله العزة في الناس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت
حتى يعضه السلاح أو يموت كبلا ( 1 ) يا معلى بن خنيس وأنت مقتول فاستعد ( 2 ) .
92 كش : إبراهيم بن محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري
عن ابن أبي الخطاب مثله ( 3 ) .
93 ختص ( 4 ) ير : الحسن بن أحمد ، عن سلمة ، عن الحسن بن علي
ابن بقاح ، عن ابن جبلة ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام فقال :
لي حوض ما بين بصرى إلى صنعاء ، أتحب أن تراه ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال :
فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ، ثم ضرب برجله ، فنظرت إلى نهريجري
لا ندرك حافتيه إلا الموضع الذي أنا فيه قائم ، فانه شبيه بالجزيرة ، فكنت أنا
وهو وقوفا ، فنظرت إلى نهريجري جانبه ماء أبيض من الثلج ، ومن جانبه هذا
لبن أبيض من الثلج ، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت ، فما رأيت شيئا أحسن
___________________________________________________________________
( 1 ) الكبل : القيد ، ويكسر ، أو أعظمه جمع كبول .
وكبله حبسه في سجن ، وهو
المراد به في المقام .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 118 .
( 3 ) رجال الكشى ص 240 .
( 4 ) الاختصاص : ص 321 .
[ 89 ]
من تلك الخمر بين اللبن والماء فقلت له : جعلت فداك من أين يخرج هذا ومجراه ؟
فقال : هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة ، عين من ماء ، وعين
من لبن ، وعين من خمر ، تجري في هذا النهر ، ورأيت حافتيه عليهما شجر ، فيهن حور
معلقات ، برؤوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن ، وبأيد يهن آنية ما رأيت آنية
أحسن منها ليست من آنية الدنيا ، فدنا من إحداهن فأومأ بيده لتسقيه ، فنظرت
إليها ، وقد مالت لتغرف من النهر ، فمالت الشجرة معها ، فاغترفت ثم ناولته
فشرب ثم ناولها ، وأو مأ إليها ، فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها ثم ناولته
فناولني فشربت ، فما رأيت شرابا كان ألين منه ، ولا ألذمنه ، وكانت رائحته رائحة
المسك ، فنظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب ، فقلت له : جعلت
فداك ما رأيت كاليوم قط ، ولا كنت أرى أن الامر هكذا ، فقال لي : هذا أقل ما
أعده الله لشيعتنا ، إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر ، ورعت في
رياضه ، وشربت من شرابه ، وإن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت
فاخلدت في عذابه واطعمت من زقومه ، واسقيت من حميمه ، فاستعيذوا بالله من
ذلك الوادي ( 1 ) .
94 ختص : جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن المؤدب من ولد الاشتر
عن محمد بن عمار الشعراني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبدالله
عليه السلام وعنده رجل من أهل خراسان ، وهو يكلمه بلسان لا أفهمه ، ثم رجع إلى
شئ فهمته فسمعت أبا عبدالله يقول : اركض برجك الارض فاذا نحن بتلك الارض
على حافتيها فرسان ، قدو ضعوا رقابهم على قرابيس سروجهم ، فقال أبوعبدالله عليه السلام
هؤلاء من أصحاب القائم عليه السلام ( 2 ) .
95 ختص : الحسن بن علي الزيتوني ، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن
أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عطية قال : كان أبوعبدالله عليه السلام
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 118 .
( 2 ) الاختصاص ص 325 .
[ 90 ]
واقفا على الصفا ، فقال له عباد البصري : حديث يروى عنك قال : وما هو ؟ قال :
قلت : حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنية قال : قد قلت ذلك ، إن المؤمن
لو قال لهذه الجبال أقبلي أقبلت ، قال : فنظرت إلى الجبال قد أقبلت فقال لها :
على رسلك إني لم اردك ( 1 ) .
96 ختص ( 2 ) ير : عنه ، عن محمد بن مثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن يزيد ، عن
جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل ( وكذلك نري إبراهيم
ملكوت السموات والارض ) ( 3 ) قال : وكنت مطرقا إلى الارض ، فرفع يده إلى
فوق ثم قال لي : ارفع رأسك فرفعت رأسي ، فنظرت إلى السقف قد انفجر حتى
خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه ، قال : ثم قال لي : رأي إبراهيم عليه السلام
ملكوت السماوات والارض هكذا ثم قال لي : أطرق فأطرقت ثم قال لي :
ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله ، قال : ثم أخذ بيدي وقام
وأخرجني من البيت الذي كنت فيه ، وأدخلني بيتا آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه
ولبس ثيابا غيرها ، ثم قال لي : غمض بصرك فغمضت بصري وقال لي : لا تفتح
عينيك ، فلبثت ساعة ثم قال لي : أتدري أين أنت ؟ قلت : لا جعلت فداك ، فقال
لي : أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين ، فقلت له : جعلت فداك أتاذن لي أن
أفتح عيني ؟ فقال لي : افتح فانك لاترى شيئا ففتحت عيني فاذا أنا في الظلمة لا أبصر
فيها موضع قدمي ثم سار قليلا ووقف فقال لي : هل تدري أين أنت ؟ قلت : لا قال :
أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر عليه السلام وسرنا وخرجنا من ذلك العالم
إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ، ومساكنه وأهله ، ثم خرجنا
إلى عالم ثالث كهيئة الاول والثاني حتى وردنا خمسة عوالم قال : ثم قال : هذه
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ص 325 .
( 2 ) المصدر السابق ص 323 وأخرجه السيد هاشم البحرانى في تفسير البرهان ج 1
ص 532 .
( 3 ) الانعام : 75 .