[141]
سنين فحسب ذلك فمازاده ولا نقص ( 1 ) .
193 نى : سلامة بن محمد ، عن علي بن عمر المعروف بالحاجي ، عن ابن القاسم
العلوي العباسي ، عن جعفر بن محمد الحسني ، عن محمد بن كثير ، عن أبي أحمد بن موسى
عن داود بن كثير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام بالمدينة فقال لي : ما الذي أبطأبك
يا داود عنا ؟ فقلت : حاجة عرضت بالكوفة فقال : من خلفت بها ؟ فقلت : جعلت
فداك خلفت بها عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا سيفا ينادي بأعلى صوته : سلوني
سلوني قبل أن تفقدوني في جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ ، والمثاني
والقرآن العظيم ، وإني العلم بين الله وبينكم ، فقال لي : يا داود ، لقد ذهب بك
المذاهب ، ثم نادي يا سماعة بن مهران اثتني بسلة الرطب ، فتناول منها رطبة ، فأكلها
واستخرج النواة من فيه ، فغرسها في أرض ، ففلقت وأنبتت وأطلعت وأعذقت ، فضرب
بيده إلى بسرة من عذق فشقها ، واستخرج منها رقا أبيض ، ففضه ودفعه إلي وقال :
اقرأه فقرأته وإذا فيه سطران السطر الاول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله
والثاني ( إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات
والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ) ( 2 ) : أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب
عليه السلام ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، علي بن الحسين ، محمد بن علي
جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد
الحسن بن علي ، الخلف الحجة .
ثم قال : يا داود أتدري متى كتب هذا قلت : الله أعلم ورسوله وأنتم ، قال :
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 141 سطر 19 الى ص 149 سطر 18
قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ( 3 ) .
194 كشف : عن محمد بن طلحة قال : قال ليث بن سعد : حججت سنة ثلاث عشرة
ومائة فأتيت مكة ، فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس ، وإذا أنا برجل جالس وهو
___________________________________________________________________
( 1 ) فرج المهموم ص 229 .
( 2 ) سورة التوبة الاية : 36 .
( 3 ) غيبة النعمانى ص 42 .
[142]
يدعو فقال : يا رب يا رب ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : رب رب ، حتى
انقطع نفسه ثم قال : يا الله يا الله ، حتى انقطع نفسه ثم قال : يا حي يا حي
حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رحيم يا رحيم حتى انقطع نفسه ، ثم قال :
يا أرحم الراحمين حتى انقطع نفسه سبع مرات ثم قال : اللهم إني أشتهي من
هذا العنب فأطعمنيه ، اللهم وإن بردي قد أخلقا ، قال الليث : فوالله ما استتم
كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوة عنبا ، وليس على الارض يومئذ عنب ، وبردين
جديدين موضوعين ، فأراد أن يأكل فقلت له : أنا شريكك فقال لي : ولم ؟ فقلت :
لانك كنت تدعو أنا اؤمن فقال لي : تقدم فكل ولا تخبأ شيئا فتقدمت فأكلت
شيئا لم آكل مثله قط وإذا عنب لا عجم له ( 1 ) فأكلت حتى شبعت ، والسلة لن تنقص
ثم قال لي : خذ أحد البردين إليك ، فقلت : أما البردان فإني غني عنهما فقال
لي : توار عني حتى ألبسهما ، فتواريت عنه فاتزر بالواحد ، وارتدى بالآخر ، ثم
أخذ البردين اللذين كانا عليه ، فجعلهما على يده ونزل ، فاتبعته ، حتى إذا كان
بالمسعى لقيه رجل فقال : اكسني كساك الله ، فدفعهما إليه ، فلحقت الرجل فقلت :
من هذا قال : هذا جعفر بن محمد عليهما السلام قال الليث : فطلبته لاسمع منه فلم أجده ، فيا
لهذه الكرامة ماأسناها ، ويال لهذه المنقبة ما أعظم صورتها ومعناها ( 2 ) .
أقول : ثم قال علي بن عيسى : حديث الليث مشهور ، وقد ذكره جماعة من
الرواة ، ونقلة الحديث ، وأول ما رأيته في كتبا المستغيثين تأليف الفقيه العالم أبي
القاسم خلف بن عبدالملك بن مسعود بن يشكول رحمه الله ، وهذا الكتاب قرأته على
الشيخ العدل رشيد الدين أبي عبدالله محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم ، وهو
قرأه على الشيخ العالم محيي الدين استاد دار الخلافة أبي محمد يوسف بن الشيخ أبي
الفرج بن الجوزي ، وهو يرويه عن مؤلفه إجازة وكانت قراءتي في شعبان من سنة
ست وثمانين وستمائة ، بداري المطلة على دجلة ببغداد عمرها الله تعالى ، وقد أورد
___________________________________________________________________
( 1 ) العجم : بالتحريك وكغراب ( عجام ) نوى كل شئ .
( 2 ) كشف الغمة ج 2 ص 376 .
[143]
هذا الحديث جماعة من الاعيان ، وذكره الشيخ الحافظ أبوالفرج ابن الجوزي
رحمه الله في كتابه صفة الصفوة ( 1 ) وكلهم يرويه عن الليث ، وكان ثقة
معتبرا .
195 كشف : من كتاب الدلائل للحميرى عن أبي بصير قال : كنت عند أبي
عبدالله عليه السلام ذات يوم جالسا إذا قال : يا أبا محمد هل تعرف إمامك ؟ قلت : إي والله
الذي لا إله إلا هو وأنت هو ، ووضعت يدي على ركبته أو فخذه فقال عليه السلام : صدقت
قدعرفت فاستمسك به ، قلت : اريد أن تعطيني علامة الامام قال : يا أبا محمد ليس بعد
المعرفة علامة ، قلت : أزداد إيمانا ويقينا قال : يا أبا محمد ترجع إلى الكوفة ، وقد
ولد لك عيسى ، ومن بعد عيسى محمد ، ومن بعدهما ابنتان ، واعلم أن ابنيك مكتوبان
عندنا في الصحيفة الجامعة مع أسماء شيعتنا ، وأسماء آباءهم وامهاتهم ، وأجدادهم
وأنسابهم ، وما يلدون إلى يوم القيامه ، وأخرجها فإذا هي صفراء مدرجة ( 2 ) .
196 يج : عن أبي بصير مثله ( 3 ) .
197 كشف : من كتاب الدلائل عن زيد الشحام قال : قال لي أبوعبدالله
يا زيدكم أتى لك سنة ؟ قلت : كذا وكذا قال : يا أبا اسامة أبشر فأنت معنا ، وأنت
من شيعتنا ، أما ترضى أن تكون معنا ؟ قلت : بلى يا سيدي ، فكيف لي أن أكون
معكم ؟ فقال : يا زيد إن الصراط إلينا وإن الميزان إلينا ، وحساب شيعتنا إلينا
والله يا زيد إني أرحم بكم من أنفسكم ، والله لكأني أنظر إليك وإلى الحارث بن
المغيرة النضري في الجنة ، في درجة واحدة .
وعن عبدالحميد بن أبي العلا وكان صديقا لمحمد بن عبدالله بن الحسين وكان
به خاصا فأخذه أبوجعفر فحبسه في المضيق زمانا ثم إنه وافى الموسم فلما كان يوم
عرفة لقيه أبوعبدالله عليه السلام في الموقف فقال : يا أبا محمد ما فعل صديقك عبدالحميد ؟
___________________________________________________________________
( 1 ) صفة الصفوة ج 4 ص 97 .
( 2 ) كشف الغمة ج 2 ص 420 .
( 3 ) الخرائج والجرائح ص 232 .
[144]
فقلت : أخذه أبوجعفر فحبسه في المضيق زمانا ، فرفع أبوعبدالله عليه السلام يده ساعة
ثم التفت إلى محمد بن عبدالله فقال : يا محمد قد والله خلي سبيل صاحبك ، قال محمد :
فسألت عبدالحميد أي ساعة أخرجك أبوجعفر عليه السلام ؟ قال : أخرجني يوم عرفة بعد
العصر ( 1 ) .
198 قب : من كتاب الدلالات عن حنان قال : حبس أبوجعفر عبدالحميد
وذكره مثله ( 2 ) .
199 كشف : من الكتاب المذكور قيل : أراد عبدالله بن محمد الخروج مع زيد
فنهاه أبوعبدالله عليه السلام ، وعظم عليه ، فأبى إلا الخروج مع زيد فقال له : لكأني والله
بك بعد زيد ، وقد خمرت كما يخمر النساء ، وحملت في هودج ، وصنع بك ما
يصنع بالنساء ، فلما كان من أمرزيد ما كان ، جمع أصحابنا لعبدالله بن محمد دنانير
وتكاروا له ، وأخذوه حتى إذا صاروا به إلى الصحراء وشيعوه ، فتبسم فقالوا له :
ما الذي أضحكك ؟ فقال : والله تعجبت من صاحبكم ، إني ذكرت وقد نهاني عن
الخروج ، فلم اطعه وأخبرني بهذا الامر الذي أنا فيه وقال : لكأني بك وقد خمرت
كما يخمر النساء ، وجعلت في هودج ، فعجبت ( 3 ) .
وعن مالك الجهني قال : إني يوما عند أبي عبدالله عليه السلام وأنا احدث نفسي
بفضل الائمة من أهل البيت ، إذأ قبل علي أبوعبدالله عليه السلام فقال : يا مالك أنتم والله
شيعتنا حقا ، لاترى أنك أفرطت في القول وفي فضلنا ، يا مالك إنه ليس يقدر على
صفة الله وكنه قدرته وعظمته ، ولله المثل الاعلى ، وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق
المؤمن ويقوم به ، كما أو جب الله له على أخيه المؤمن ، يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان
فيصافح كل واحد منهما صاحبه ، فلا يزال الله ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة ، وإن
الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة من هو هكذا
عندالله ؟ .
___________________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة ج 2 ص 421 .
( 2 ) المناقب ج 3 ص 360 .
( 3 ) كشف الغمة ج 2 ص 422 .
[145]
وعن رفاعة بن موسى قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام ذات يوم جالسا ، فأقبل
أبوالحسن إلينا ، فأخذته فوضعته في حجري وقبلت رأسه وضممته إلي ، فقال لي
أبوعبدالله عليه السلام : يا رفاعة أما إنه سيصير في يد آل العباس ، ويتخلص منهم ، ثم
يأخذونه ثانية فيعطب في أيديهم ( 1 ) .
وعن بكر بن أبي بكر الحضرمي قال : حبس أبوجعفر أبوفخرجت إلى
أبي عبدالله عليه السلام فأعلمته ذلك فقال : إني مشغول با بني إسماعيل ، ولكن سأدعوله
قال : فمكثت أياما بالمدينة فأرسل إلي أن ارحل فإن الله قد كفاك أمر أبيك
فأما إسماعيل فقد أبى الله إلا قبضه ، قال : فرحلت وأتيت مدينة ابن هبيرة ، فصادفت
أبا جعفر راكبا ، فصحت إليه : أبي أبوبكر الحضرمي شيخ كبير فقال : إن ابنه
لا يحفظ لسانه ، خلوا سبيله ( 2 ) .
وعن مرازم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام وهو بمكة : يا مرازم لو سمعت رجلا
يسبني ما كنت صانعا ؟ قلت : كنت أقتله ، قال : يا مرازم إن سمعت من يسبني
فلا تصنع به شيئا قال : فخرجت من مكة عند الزوال في يوم حار ، فألجأني الحر
إلى أن عبرت إلى بعض القباب ، وفيها قوم ، فنزلت معهم ، فسمعت بعضهم يسب
أبا عبدالله عليه السلام فذكرت قوله ، فلم أقل شيئا ، ولولا ذلك لقتلته .
قال أبوبصير : كان لي جار يتبع السلطان ، فأصاب مالا فاتخذ قيانا ، وكان
يجمع الجموع ويشرب المسكر ويؤذيني ، فشكوته إلى نفسه غير مرة ، فلم ينته ، فلما
ألححت عليه قال : يا هذا أنا رجل مبتلى ، وأنت رجل معافى ، فلو عرفتني لصاحبك
رجوت أن يستنقذني الله بك ، فوقع ذلك في قلبي ، فلما صرت إلى أبي عبدالله عليه السلام
ذكرت له حاله ، فقال لي : إذا رجعت إلى الكوفة ، فانه سيأتيك فقل له : يقول
لك جعفر بن محمد : دع ما أنت عليه ، وأضمن لك على الله الجنة ، قال : فلما رجعت
إلى الكوفة ، أتاني فيمن أتى فاحتبسته حتى خلا منزلي ، فقلت : يا هذا إني ذكرتك
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 2 ص 423 .
( 2 ) نفس المصدر ج 2 ص 425 .
[146]
لابي عبدالله عليه السلام فقال : أقرئه السلام وقل له : يترك ما هو عليه ، وأضمن له على
الله الجنة ، فبكى ثم قال : الله قال لك جعفر عليه السلام هذا ؟ قال : فحلفت له أنه قال
لي ما قلت لك ، فقال لي : حسبك ومضى فلما كان بعد أيام بعث إلي ودعاني ، فاذا
هو خلف باب داره عريان ، فقال : يا أبا بصير ما بقي في منزلي شئ إلا وخرجت
عنه ، وأنا كماترى ، فمشيت إلى إخواني فجمعت له ما كسوته به ، ثم لم يأت عليه
إلا أيام يسيرة ، حتى بعث إلي أني عليل فائتني ، فجعلت أختلف إتليه واعالجه حتى
نزل به الموت .
فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه ، ثم غشي عليه غشيه ثم أفاق فقال :
يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا ، ثم مات ، فحججت فأتيت أبا عبدالله عليه السلام فاستأذنت
عليه ، فلما دخلت قال مبتدئا من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والاخرى
في دهليز داره : يا با بصير قد وفينا لصاحبك ( 1 ) .
200 كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير مثله ( 2 )
بيان : يتبع السلطان أي يوالي خليفة الجور ، ويتولى من قبله ، والقيان
جمع قينة بالفتح ، وهي الامة المغنية ، وفي القاموس ( 3 ) الجمع جماعة الناس ، و
الجمع جموع ؟ يؤذيني أي بالغناء ونحوه ، مبتلى أي ممتحن بالاموال والمناصب
مغروربها ، فتسلط الشيطان علي فلا يمكنني تركها ، أو أني مع تلك الاحوال لا
أرجو المغفرة ، فلذا لا أترك لذاتي ( الله ) بالجر بتقدير حرف القسم ، حسبك أي
هذا كاف لك فيما أردت من انتهائي عما كنت فيه ، وفي النهاية ( 4 ) يجود بنفسه أي
يخرجها ويدفعها ، كما يدفع الانسان ماله يجودبه ، والجود الكرم ، يريدبه أنه
كان في النزع وسياق الموت .
201 كشف : من كتاب الدلائل عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت مع أبي
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 2 ص 426 .
( 2 ) الكافى ج 1 ص 474 .
( 3 ) القاموس ج 3 ص 14 .
( 4 ) النهاية ج 1 ص 186 .
[147]
عبدالله عليه السلام بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فرأى كلبا أسود فقال : مالك قبحك
الله ما أشد مسارعتك ، وإذا هو شبيه الطائر ، فقال : هذا عثم بريد الجن ، مات هشام
الساعة ، وهو يطير ينعاه في كل بلد ( 1 ) .
202 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن
علي بن الحكم ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي مثله ( 2 ) .
203 كشف : من كتاب الدلائل ، عن إبراهيم بن عبدالحميد قال : اشتريت
من مكة بردة وآليت على نفسي أن لا تخرج عن ملكي حتى تكون كفني
فخرجت فيها إلى عرفة ، فوقفت فيها الموقف ، ثم انصرفت إلى جمع ، فقمت إليها
في وقت الصلاة ، فرفعتها أو طويتها شفقة مني عليها وقمت لاتوضأ ثم عدت فلم
أرها فاغتممت لذلك غما شديدا ، فلما أصبحت وقمت لاتوضأ ، أفضت مع الناس
إلى منى ، فاني والله لفي مسجد الخيف إذ أتاني رسول أبي عبدالله عليه السلام فقال لي :
يقول لك أبوعبدالله أقبل إلينا الساعة ، فقمت مسرعا حتى دخلت إليه وهو في
فسطاط ، فسلمت وجلست ، فالتفت إلي أورفع رأسه إلي فقال : يا إبراهيم أتحب
أن نعطيك بردة تكون كفنك ؟ قال : قلت : والذي يحلف به إبراهيم لقد ضاعت
بردتي قال : فنادى غلامه فأتى ببردة فإذا هي والله بردتي بعينها ، وطيي والله بيدي
قال : فقال : خذها يا إبراهيم واحمد الله ( 3 ) .
وعن هاشم بن عن أحمر قال : كتب أبوعبدالله رقعة في حوائج لاشتريها ، وكنت
إذا قرأت الرقعة خرقتها ، فاشتريت الحوائج ، وأخذت الرقعة فأدخلتها في
زنفيلجتي ( 4 ) وقلت : أتبرك بها قال : وقدمت عليه فقال : يا هشام اشتريت
___________________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة ج 2 ص 424 .
( 2 ) لم نعثر عليه عاجلا .
( 3 ) كشف الغمة ج 2 ص 424 .
( 4 ) الزنفليجة : بفتح الزاى والفاء وكسر اللام ، وحكى في لسان العرب كسر
الزاى والفاء ، ويقال : الزنفيلجة ، اعجمى معرب ( زين فاله ) وهو وعاء شبيه بالكنف وهو
وعاء أداة الراعى ، أو وعاء أسقاط التاجر ، ويرجح بعض الاساتذة انه الزنبيل محرفا .
المعرب
للجواليقى ص 170 .
[148]
الحوائج ؟ قلت : نعم ، قال : وخرقت الرقعة ؟ قلت : أدخلتها زنفيلجتي وأقفلت
عليها الباب ، أطلب البركة ، وهو ذا المفتاح في تكتي قال : فرفع جانب مصلاه
وطرحها إلي ، فقال : خرقها فخرقتها ، ورجعت ففتشت الزنفيلجة فلم أجد فيها
شيئا ( 1 ) .
وعن مالك الجهني قال : كنا بالمدينة حين اجليت الشيعة ، وصاروا فرقا
فتنحينا عن المدينة ناحية ثم خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم ، وما قالت الشيعة ، إلى
أن خطر ببالنا الربوبية ، فما شعرنا بشئ إذا نحن بأبي عبدالله عليه السلام واقف على
حمار ، فلم ندر من أين جاء فقال : يا مالك ويا خالد متى أحدثتما الكلام في
الربوبية ؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلا الساعة فقال : اعلما أن لنا ربا يكلاؤنا
بالليل والنهار ، نعبده ، يا مالك ويا خالد قولوا ، فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين
فكررها علينا مرارا وهو واقف على حماره ( 2 ) .
وعن أبي بكر الحضرمي قال : ذكرنا أمر زيد وخروجه عند أبي عبدالله عليه السلام
فقال : عمي مقتول ، إن خرج قتل فقروا في بيوتكم ، فوالله ما عليكم بأس ، فقال
رجل من القوم : إن شآء الله .
وعن داود بن أعين قال : تفكرت في قول الله تعالى ( وما خلقت الجن والانس
إلا ليعبدون ) ( 3 ) .
قلت : خلقوا للعبادة ، ويعصون ويعبدون غيره والله لا سألن
جعفرا عن هذه الآية ، فأتيت الباب ، فجلست اريد الدخول عليه ، إذ رفع صوته
فقرأ : ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) ثم قرأ ( لاتدري لعل الله يحدث
بعد ذلك أمرا ) ( 4 ) فعرفت أنها منسوخة ( 5 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة ج 2 ص 428 .
( 2 ) نفس المصدر ج 2 ص 431 .
( 3 ) سورة الذاريارت الاية : 56 .
( 4 ) سورة الطلاق الاية 1 .
( 5 ) كشف الغمة ج 2 ص 433 .
[149]
عن عمار السجستاني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كنت أجئ فأستأذن عليه
فجئت ذات ليلة فجلست في فسطاطه بمنى فاستؤذن لشباب كأنهم رجال زط ( 1 )
وخرج علي عيسى شلقان فذكرني له فأذن لي فقال : يا عمار متى جئت ؟ قلت :
قبل اولئك الشباب الذين دخلوا عليك وما رأيتهم خرجوا قال : اولئك قوم من الجن
سألوا عن مسائل ثم ذهبوا ( 2 ) .
وعن يونس بن أبي يعفور ، عن أخيه عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مروان
خاتم بني مروان ، وإن خرج محمد بن عبدالله قتل ( 3 ) .
204 كش : حمدويه ، عن أبي أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن
عاصم بن حميد ، عن سلام بن سعيد الجمحي ، عن أسم مولى محمد بن الحنفية قال :
كنت مع أبي جعفر عليه السلام مسندا ظهري إلى زمزم ، فمر علينا محمد بن عبدالله بن
الحسن وهو يطوف بالبيت فقال أبو جعفر عليه السلام : يا أسلم أتعرف هذا الشاب ؟ قلت :
نعم ، هذا محمد بن عبدالله بن الحسن ، قال : أما إنه سيظهرو يقتل في حال مضيعة
ثم قال : يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فإنه عندك أمانة قال : فحدثت به
معروف بن خربوذ وأخذت عليه مثل ما أخذ علي قال : وكنا عند أبي جعفر عليه السلام
غدوة وعشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف فقال : أخبرني عن هذا الحديث
الذي حدثنيه فإني احب أن أسمعه منك قال : فالتفت إلى أسلم فقال له : يا أسلم
فقال له : جعلت فداك إني أخذت عليه مثل الي أخذته علي قال : فقال أبوجعفر
عليه السلام : لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا ، والربع
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 149 سطر 19 الى ص 157 سطر 18
الآخر أحمق ( 4 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) الزط : بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح .
( 2 ) كشف الغمة ج 2 ص 434 .
( 3 ) نفس المصدر ج 2 ص 431 .
( 4 ) رجال الكشى ص 134 .
[150]
205 قب ( 1 ) عم : من كتاب نوادرالحكمة ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن
أبي بصير قال : دخل شعيب العقر قوفي على أبي عبدالله عليه السلام ومعه صرة فيها دنانير
فوضعها بين يديه فقال له أبوعبدالله عليه السلام : أزكاة أم صلة ؟ فسكت ثم قال : زكاة
وصلة قال : فلا حاجة لنا في الزكاة قال : فقبض أبوعبدالله قبضة فدفعها إليه ، فلما
خرج قال أبوبصير : قلت له : كم كانت الزكاة من هذه ؟ قال : بقدر ما أعطاني
والله لم يزد حبة ولم ينقض حبة ( 2 ) .
أحمد بن محمد ، عن محمد بن فضيل ، عن شهاب بن عبدربه قال : قال لي أبو عبدالله
عليه السلام : كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان قال : فلا والله ما عرفت محمد
ابن سليمان ، ولا علمت من هو ، قال : ثم كثر مالي وعرضت تجارتي بالكوفة
والبصرة ، فاني يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان وهو والي البصرة إذ ألقى إلي كتابا
وقال لي : شهاب أعظم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد قال : فذكرت
الكلام فخنقتني العبرة ، فخرجت فأتيت منزلي وجعلت أبكي على أبي عبدالله
عليه السلام ( 3 ) .
206 كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن فضل
عن شهاب مثله ( 4 ) .
وعن محمد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمد الوشاء ، عن محمد بن الفضيل عن
شهاب مثله ( 5 ) .
207 عم : من كتاب نوادر الحكمة بإسناده ، عن عائذ الاحمسي قال :
دخلت على أبي عبدالله وأنا اريد أن أسأله عن صلاة الليل ونسيت فقلت : السلام
___________________________________________________________________
( 1 ) المناقب ج 3 ص 354 .
( 2 ) اعلام الورى ص 269 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 349 واعلام الورى 269 .
( 4 ) رجال الكشى ص 260 .
( 5 ) نفس المصدر ص 260 .