[151]

عليك يا ابن رسول الله فقال : أجل والله إنا ولده ، وما نحن بذي قرابة ، من أتى الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسأل عمار سوى ذلك ، فاكتفيت بذلك .
علي بن الحكم ، عن عروة بن موسى الجعفي قال : قال لنا يوما ونحن نتحدث : الساعة انفقأت عين هشام في قبره ، قلنا : ومتى مات ؟ قال : اليوم ، الثالث ، قال : فحسبنا موته ، وسألنا عنه فكان كذلك ( 1 ) .
208 قب : عن عروة مثله ( 2 ) .
بيان الثالث خبر اليوم .
209 كش : طاهر بن عيسى ، عن جعفر ، عن الشجاعي ، عن محمد بن الحسين عن سلام بن بشر الرماني ، وعلي بن إبراهيم التميمي ، عن محدم الاصفهاني قال : كنت قاعدا مع معروف بن خر بوذ بمكة ونحن جماعة فمر بنا قوم على حمير معتمرون من أهل المدينة فقال لنا معروف : سلوهم هل كان بها خبر ، فسألناهم فقالوا : مات عبدالله بن الحسن ، فأخبرناه بما قالوا قال : فلما جازوا مربنا قوم آخرون فقال لنا معروف : فسلوهم هل كان بها خبر ، فسألناهم فقالوا : كان عبدالله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق فأخبرناه بما قالوا فقال : ما أدري ما يقول هؤلاء و اولئك ؟ أخبرني ابن المكرمة يعني أبا عبدالله عليه السلام أن قبر عبدالله بن الحسن وأهل بيته على شاطئ الفرات ، قال : فحملهم أبوالدوانيق فقبروا على شاطئ الفرات ( 3 ) 210 كش : حمدويه وإبراهيم ، عن العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن إسماعيل البصري ، عن أبي غيلان قال : أتيت الفضيل بن يسار فأخبرته أن محمدا وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن قد خرجنا فقال لي : ليس أمرهما بشئ قال : فصنعت ذلك مرارا كل ذلك يرد علي مثل هذا الرد قال : قلت : رحمك الله قد أتيتك غير مرة اخبرك فتقول : ليس أمرهما بشئ ، أفبر أيك تقول هذا ؟ قال :

___________________________________________________________________
( 1 ) اعلام الورى ص 268 .
( 2 ) المناقب ج 3 ص 353 .
( 3 ) رجال الكشى ص 139 .

[152]

فقال : لا والله ، ولكن سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن خرجا قتلا ( 1 ) .
211 كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن الوشاء ، عن بشر بن طرخان قال : لما قدم أبوعبدالله عليه السلام أتيته فسألني ، عن صناعتي فقلت : نخاس ، فقال : نخاس الدواب ؟ فقلت : نعم ، وكنت ؟ ؟ الحال فقال : اطلب لي بغلة فضحاء ، بيضاء الاعفاج ، بيضاء البطن فقلت : ما رأيت هذه الصفة قط ، فخرجت من عنده فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصفة ، فسألته عنها فدلني على مولاه ، فأتيته فلم أبرح حتى اشتريتها ، ثم أتيت أبا عبدالله عليه السلام : فقال : نعم ، هذه الصفة طلبت ثم دعا لي فقال : أنمى الله ولدك ، وكثر مالك ، فرزقت من ذلك ببركة دعائه ، وقنيت من الاولاد ما قصرت عنه الامنية ( 2 ) .
بيان : الافضح الابيض لا شديدا ، والاعفاج جمع العفج وهو ما يتنقل إليه الطعام بعد المعدة وقنيت بفتح النون أي اكتسبت وجمعت .
212 كش : حمدويه وإبراهيم ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن أحمد ابن سليمان ، عن داود الرقي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك كم عدة الطهارة ؟ فقال : ما أوجبه الله فواحدة ، وأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه وآله واحدة لضعف الناس ، ومن وضأ ثلاثا ثلاث فلا صلاة له أنا معه في ذاحتى جاء داود ابن زربي وأخذ زاوية من البيت فسأله عما سألته في عدة الطهارة فقال له : ثلاثا ثلاثا من نقص عنه فلا صلاة له ، قال : فارتعدت فرائصي ، وكاد أن يدخلني الشيطان فأبصر أبوعبدالله عليه السلام إلي وقد تغير لوني فقال : اسكن يا داود ، هذا هو الكفر أو ضرب الاعناق قال : فخرجنا من عنده ، وكان ابن زربي إلى جوار بستان أبي جعفر المنصور ، وكان قد القي إلى أبي جعفر أمر داود بن زربي ، وأنه رافضي يختلف إلى جعفر بن محمد فقال أبوجعفر : إني مطلع على طهارته ، فإن هو توضأ وضوء جعفر بن محمد فاني لاعرف طهارته حقيقت عليه القول وقتلته ، فاطلع وداود يتهيأ

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 140 .
( 2 ) رجال الكشى ص 200 .

[153]

للصلاة من حيث لايراه ، فأسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبوعبدالله عليه السلام فماتم وضوؤه حتى بعث إليه أبوجعفر المنصور فدعاه قال : فقال داود : فلما أن دخلت عليه رحب فقال : يا داود قيل فيك شئ باطل ، وما أنت كذلك قال : اطلعت على طهارتك وليس طهارتك طهارة الرافضة ، فاجعلني في حيل وأمر له بمائة ألف درهم قال : فقال داود الرقي : لقيت أنا داود بن زربي عند أبي عبدالله عليه السلام فقال له داود بن زربي : جعلني الله فداك حقنت دماءنا في دار الدنيا ونرجو أن ندخل بيمنك وبركتك الجنة ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : فعل الله ذلك بك وبإخوانك من جميع المؤمنين ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : لداود بن زربي : حدث داود الرقي بمامر عليك ، حتى تسكن روعته فقال : فحدثه بالامر كله فقال : أبوعبدالله عليه السلام : لهذا أفتيته لانه كان أشرف على القتل من يد هذا العدو ، ثم قال : يا داود بن زربي توضأ مثنى مثنى ولا تزدن عليه فانك إن زدت عليه فلا صلاة لك ( 1 ) .
213 كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : ذكر أن مسلم مولى جعفر بن محمد سندي ، وأن جعفرا قال له : أرجوأن أكون قد وافقت الاسم ، وأنه علم القرآن في النوم ، فأصبح وقد علمه .
محمد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمد بن خالد ، عن الوشاء عن الرضا عليه السلام مثله ( 2 ) .
214 كش : محمد بن الحسن ، عن الحسن بن خرزاد ، عن موسى بن القاسم عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عمار السجستاني قال : زاملت أبا بجير عبدالله بن النجاشي من سجستان إلى مكة ، وكان يرى رأي الزيدية ، فدخلت معه على أبي عبدالله عليه السلام فقال له : يا أبا بجير أخبرني حين أصابك الميزاب ، وعليك المصدرة

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 200 .
( 2 ) رجال الكشى ص 217 .

[154]

من فراء فدخلت النهر فخرجت ، وتبعك الصبيان يعيطون أي شئ صبرك على هذا ؟ قال : عمار : فالتفت إلي أبوبجير وقال لي : أي شئ كان هذا من الحديث حتى تحدثه أبا عبدالله ؟ ! فقلت : لا والله ما ذكرت له ولا لغيره ، وهذا هو يسمع كلامي فقال له أبوعبدالله عليه السلام : لم يخبرني بشئ يا أبا بجير ، فلما خرجنا من عنده قال لي أبوبجير : يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد ، وأن الذي كنت عليه باطل ، وأن هذا صاحب الامر ( 1 ) .
اقول : تمامه في باب حد المرتد بيان : قال الفيروزآبادي ( 2 ) التعيط الجلبة والصياح وعيط بالكسر مبنية صوت الفتيان النزقين .
215 كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، عن ابن عيسى ، عن علي ابن الحكم ، عن شهاب بن عبدربه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا شهاب يكثر القتل في أهل بيت من قريش حتى يدعلى الرجل منهم إلى الخلافه فيأباها ثم قال : يا شهاب ولا تقل إني عنيت بني عمي هؤلاء ، فقال شهاب : أشهد أنه عناهم ( 3 ) .
بيان : بني عمي أي بني الحسن أو بني العباس والاول أظهر .
216 جش : ذكر أحمد بن الحسين أنه وجد في بعض الكتب أن أبا عبدالله عليه السلام قال لسماعة بن مهران سنة خمس وأربعين ومائة : إن رجعت لم ترجع إلينا ، فأقام عنده فمات في تلك السنة ( 4 ) .
217 كا : علي عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل بن مزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له أيام عبدالله بن علي : قد اختلف هؤلاء فيما بينهم فقال : دع ذا عنك إنما يجئ فساد أمرهم من حيث بدا صلاحهم ( 5 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى ص 219 والحديث فيه بتفصيل .
( 2 ) القاموس ج 2 ص 375 .
( 3 ) رجال الكشى ص 216 .
( 4 ) رجال النجاشى ص 138 .
( 5 ) الكافى ج 8 ص 212 .

[155]

بيان : أي كما أن أبا مسلم أتى من قبل خراسان وأصلح أمرهم كذلك هلاكو يجئ من تلك الناحية ويفسد أمرهم .
218 كا : إسماعيل بن عبدالله القرشي قال : أتى إلي أبي عبدالله عليه السلام رجل فقال : يا ابن رسول الله رأيت في منامي كأني خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه وكأن شجا من خشب ، أو رجلا منحوتا من خشب ز ، على فرس من خشب ، يلوح بسيفه وأنا اشاهده ، فزعا مرعوبا فقال له عليه السلام : أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته ، فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك ، فقال الرجل : أشهد أنك قد اوتيت علما ، واستنبطته من معدنه ، اخبرك يا ابن رسول الله عما قد فسرت لي ، إن رجلا من جيراني جاءني وعرض علي ضيعته ، فهممت أن أملكها بوكس كثير ، لما عرفت أنه ليس لها طالب غيري فقال أبوعبدالله عليه السلام : وصاحبك يتو الانا ويبرأ من عدونا ؟ فقال : نعم يا ابن رسول الله لوكان ناصبيا حل لي اغتياله ، فقال : أد الامانة لمن ائتمنك ، وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين عليه السلام ( 1 ) .
بيان : الوكس : النقص ووكس فلان على المجهول أي خسر .
أقول : روى البرسي في مشارق الانوار عن محمد بن سنان أن رجلا قدم إلى أبي عبدالله عليه السلام من خراسان ومعه صرر من الصدقات ، معدودة مختومة ، وعليها أسمآء أصحابها مكتوبة ، فلما دخل الرجل جعل أبوعبدالله عليه السلام يسمي أصحاب الصرر ويقول : أخرج صرة فلان ، فإن فيها كذا وكذا ثم قال : أين صرة المرأة التي بعثتها من غزل يدها ؟ أخرجها فقد قبلناها ثم قال للرجل : أين الكيس الازرق فيه ألف درهم ؟ وكان الرجل قد فقده في بعض طريقة فلما ذكره الامام عليه السلام استحيى الرجل وقال : يا مولاي في بعض الطريق قد فقدته فقال له الامام عليه السلام : تعرفه إذا رأيته ؟ فقال : نعم فقال : يا غلام أخرج الكيس الازرق فأخرجه ، فلما رآه الرجل عرفه فقال له الامام : إنا احتجنا إلى ما فيه ، فأحضرناه قبل وصولك إلينا فقال الرجل يا مولاي إني ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى

___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 7 ص 293 .

[156]

حضرتك ، فقال له : إن الجواب كتبناه وأنت في الطريق ( 1 ) .
قال : وروي أن المنصور يوما دعاه فركب معه إلى بعض النواحي فجلس المنصور على تل هناك ، وإلى جانبه أبوعبدالله عليه السلام فجاء رجل وهم أن يسأل المنصور ثم أعرض عنه وسأل الصادق عليه السلام فحثى له من رمل هناك ملء يده ثلاث مرات ، و قال له : اذهب واغل فقال له بعض حاشية المنصور : أعرضت عن الملك وسألت فقيرا لا يملك شيئا ؟ فقال الرجل وقد عرق وجهه خجلا مما أعطاه : إني سألت من أنا واثق بعطائه ثم جاء بالتراب إلى بيته فقالت له زوجته : من أعطاك هذا ؟ فقال : جعفر فقالت : وما قال لك ؟ قال : قال لي اغل ، فقالت : إنه صادق فاذهب بقليل منه إلى أهل المعرفة ، وإني أشم فيه رائحة الغنا ، فأخذ الرجل منه جزءا ومربه إلى بعض اليهود فأعطاه فيما حمل منه إليه عشرة آلاف درهم ، وقال له : ائتني بباقيه على هذه القيمة ( 2 ) .
220 يج : هارون بن رئاب قال : كان لي أخ جارودي ( 3 ) فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : ما فعل أخوك الجارودي ؟ قلت : صالح هو مرضي عند القاضي والجيران في الحالات غير أنه لايقر بولايتكم ، فقال : ما يمنعه من ذلك ؟ قلت : يزعم أنه يتورع ، قال : فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ ؟ ! فقدمت على أخي فقلت له :

___________________________________________________________________
( 1 ) مشارق الانوار ص 110 .
( 2 ) نفس المصدر ص 112 .
( 3 ) الجارودية : اتباع أبى الجارود زياد بن المنذر الهمدانى الاعمى ، وقد لعنه الصادق عليه السلام وذكر ابن النديم في الفهرست عن الامام الصادق ( ع ) أنه لعنه وقال : انه أعمى القلب أعمى البصر ، ووردت في ذمه روايات لاحظ رجال الكشى ص 150 ومختصر مقالة الجارودية أنهم قالوا بتفضيل على ( ع ) ثم ساقوا الامامة بعده في الحسن ( ع ) ثم في الحسين ( ع ) ثم هى شورى بين أولادهما فمن خرج منهم مستحقا للامامة فهو الامام ، وهم والبترية الفرقتان اللتان ينتحلان أمر زيد بن على بن الحسين ، وأمر زيد بن الحسن ومنهما تشعبت صنوف الزيدية .

[157]

ثكلتك امك ، دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وسألني عنك ، وأخبرته أنه مرضي عند الجيران في الحالات كلها ، غير أنه لايقر بولايتكم فقال : ما يمنعه ذلك ؟ قلت : يزعم أنه يتورع ، قال : فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ ؟ ! فقال : أخبرك أبوعبدالله بهذا ؟ قلت : نعم قال : أشهد أنه حجة رب العالمين ، قلت : أخبرني عن قصتك قال : أقبلت من وراء نهر بلخ فصحبني رجل معه وصيفة فارهة ، فقال : إما أن تقتبس لنا نارا فأحفظ عليك ، وإما أن أقتبس نارا فتحفظ علي قلت : اذهب واقتبس ، و أحفظ عليك ، فلما ذهب قمت إلى الوصيفة وكان مني إليها ما كان ، والله ما أفشت ولا أفشيت لاحد ، ولم يعلم إلا الله ، فخرجت من السنة الثانية وهو معي فأدخلته على أبي عبدالله عليه السلام فما خرج من عنده حتى قال بامامته .
221 كا : علي ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام ، فناظر أصحابه عليه السلام حتى انتهى إلى هشام بن الحكم فقال الشامي : يا هذا من أنظر للخلق ؟ أربهم ؟ أو أنفسهم ؟ فقال هشام : ربهم أنظر لهم منهم لانفسهم ، قال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ، ويقيم أودهم ، ويخبرهم بحقهم من بالطلهم ؟ فقال هشام : هذا القاعد الذي تشد إليه الرحال ، ويخبرنا بأخبار السمآء ، وراثة عن أب ، عن جد ، قال الشامي : فكيف لي أن أعلم ذلك ؟ قال هشام : سله عما بدالك قال الشامي : قطعت عذري فعلي السؤال .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا شامي اخبرك كيف كان سفرك ، وكيف كان طريقك وكان كذا وكان كذا ، فأقبل الشامي يقول : صدقت ، أسلمت لله الساعة
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 157 سطر 19 الى ص 165 سطر 18 فقال أبوعبدالله عليه السلام : بل آمنت بالله الساعة ، إن الاسلام قبل الايمان ، وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والايمان عليه يثابون ، فقال الشامي : صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك وصي الاوصياء ( 1 ) .
222 قب ( 2 ) ج : عن يونس مثله ( 3 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 1 ص 171 .
\ \ \ ( 2 ) المناقب ج 3 ص 368 .
( 3 ) الاحتجاج ص 198 .

[158]

أقول : الخبر طويل أوردنا منه موضع الحاجة .
223 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن مسمع كردين البصري قال : كنت لا أزيد على أكلة بالليل والنهار ، فربما استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام وأجد المائدة قد رفعت ، لعلي لا أراها بين يديه ، فاذا دخلت دعابها فاصيب معه من الطعام ، ولا أتأذى بذلك ، وإذا أعقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقر ولم أنم من النفخة ، فشكوت ذلك إليه ، وأخبرته بأني إذا أكلت عنده لم أتأذ به فقال : يا أبا سيار إنك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم قال : قلت : ويظهرون لكم ؟ قال : فمسح يده على بعض صبيانه فقال : هم ألطف بصبياننا منا بهم ( 1 ) .
224 كا : علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن إبراهيم ابن إسماعيل ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط ، عليهم ازر وأكسية فسألنا أبا عبدالله عليه السلام عنهم فقال : هؤلاء إخوانكم من الجن ( 2 ) .
225 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يحيى بن إبراهيم بن مهاجر قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام فلان يقرئك السلام ، وفلان ، و فلان ، فقال : وعليهم السلام قلت : يسألونك الدعاء فقال : وما لهم ؟ قلت : حبسهم أبوجعفر ، فقال : وما لهم ؟ وما له ؟ قلت : استعملهم فحبسهم ، فقال : وما لهم ؟ و ما له ؟ ألم أنههم ؟ ألم أنههم ؟ ألم أنههم ؟ هو النار ، هم النار ، هم النار ، ثم قال : اللهم اخدع عنهم سلطانهم قال : فانصرفنا من مكة فسألنا عنهم ، فاذاهم قد اخرجوا بعد الكلام بثلاثة أيام ( 3 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 1 ص 393 .
( 2 ) نفس المصدر ج 1 ص 394 .
( 3 ) نفس المصدر ج 5 ص 107 وقد فسر المجلسى في المرآت قوله : اللهم اخدع عنهم سلطانهم بقوله : كناية عن تحويل قلبه عن ضررهم أو اشتغاله بما يصير سببا لغفلته عنهم وربما يقرأ بالجيم والدال المهملة بمعنى الحبس والقطع .

[159]

226 قب : يحيى بن إبراهيم مثله ( 1 ) .
227 عيون المعجزات المنسوب إلى السيد المرتضى : عن علي بن مهران عن داود بن كثير الرقي قال : كنا في منزل أبي عبدالله ونحن نتذاكر فضائل الانبياء فقال عليه السلام مجيبا لنا : والله ما خلق الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أفضل منه ، ثم خلع خاتمه ، ووضعه على الارض ، وتكلم بشئ ، فانصدعت الارض وانفرجت بقدرة الله عزوجل ، فاذا نحن ببحر عجاج ، في وسطه سفينة خضراء من زبرجدة خضراء في وسطها قبة من درة بيضاء ، حولها دار خضراء مكتوب عليها لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ، بشر القائم فانه يقاتل الاعداء ، ويغيث المؤمنين وينصره عزوجل بالملائكة في عدد نجوم السماء ، ثم تكلم صلوات الله عليه بكلام فثار ماء البحر وارتفع مع السفينة ، فقال : ادخلوها ، فدخلنا القبة التي في السفينة فاذا فيها أربعة كراسي من ألوان الجواهر ، فجلس هو على أحدها ، وأجلسني على واحد ، وأجلس موسى عليه السلام وإسماعيل كل واحد منهما على كرسي ، ثم قال عليه السلام للسفينة : سيري بقدرة الله تعالى فسارت في بحر عجاج بين جبال الدر واليواقيت ، ثم أدخل يده في البحر ، وأخرج دررا وياقوتا ، فقال : يا داود إن كنت تريد الدنيا فخذ حاجتك ، فقلت : يا مولاي لا حاجة لي في الدنيا فرمى به في البحر وغمس يده في البحر وأخرج مسكا وعنبرا ، فشمه وشمني ، وشمم موسى وإسماعيل عليهما السلام ، ثم رمى به في البحر وسارت السفينة حتى انتهينا إلى جزيرة عظيمة ، فيما بين ذلك البحر ، وإذا فيها قباب من الدر الابيض ، مفروشة بالسندس والاستبرق ، عليها ستور الارجوان ، محفوفة بالملائكة ، فلما نظروا إلينا ، أقبلوا مذعنين له بالطاعة ، مقرين به بالولاية ، فقلت : مولاي لمن هذه القباب ؟ فقال : للائمة من ذرية محمد صلى الله عليه وآله ، كلما قبض إمام صار إلى هذا الموضع ، إلى الوقت المعلوم ، الذي ذكره الله تعالى .
ثم قال عليه السلام : قوموا بنا حتى نسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فقمنا وقام

___________________________________________________________________
( 1 ) المناقب ج 3 ص 360 .

[160]

ووقفنا باب إحدى القباب المزينة ، وهي أجلها وأعظمها ، وسلمنا على أمير المؤمنين عليه السلام وهو قاعد فيها ، ثم عدل إلى قبة اخرى وعدلنا معه فسلم وسلمنا على الحسن بن علي عليهما السلام ، وعدلنا منها إلى قبة بإزائها فسلمنا على الحسين بن علي عليهما السلام ثم على علي بن الحسين ، ثم على محمد بن علي عليهم السلام كل واحد منهم في قبة مزينة مزخرفة ثم عدل إلى بنية بالجزيرة وعدلنا معه ، وإذا فيها قبة عظيمة من درة بيضاء مزينة بفنون الفرش والستور ، وإذا فيها سرير من ذهب ، مرصع بأنواع الجوهر فقلت : يا مولاي لمن هذه القبة ؟ فقال : للقائم منا أهل البيت ، صاحب الزمان عليه السلام ، ثم أومأ بيده ، وتكلم بشئ وإذا نحن فوق الارض بالمدينة في منزل أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وأخرج خاتمه وختم الارض بين يديه ، فلم أر فيها صدعا ولا فرجة ( 1 ) .
أقول : روى أبوالفرج الاصفهاني في كتاب المقاتل باسناده عن عيسى بن عبدالله قال : حدثتني امي ام حسين بنت عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين قالت : قلت لعمي جعفر بن محمد إني فديتك ما أمر محمد هذا ؟ قال : فتنة ، يقتل محمد عند بيت رومي ، ويقتل أخوه لامه وأبيه بالعراق ، حوافر فرسه في المآء ( 2 ) .
وباسناده عن ابن داحة أن جعفر بن محمد عليه السلام قال لعبدالله بن الحسن : إن هذا الامر والله ليس إليك ، ولا إلى ابنيك ، وإنما هو لهذا - يعني السفاح - ثم لهذا - يعني المنصور - ثم لولده بعده لا يزال فيهم حتى يؤمروا الصبيان ، ويشاوروا النساء ، فقال عبدالله : والله يا جعفر ما أطلعك الله على غيبه ، وما قلت هذا إلا حسدا لابني ، فقال : لا والله ما حسدت ابنيك ، وإن هذا - يعني أبا جعفر - يقتله على أحجار الزيت ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف ، وقوائم فرسه في ماء ، ثم قام مغضبا يجر رداءه فتبعه أبوجعفر وقال : أتدري ما قلت يا أبا عبدالله عليه السلام ؟ قال : إي والله أدريه ، وإنه لكائن .
قال : فحدثني من سمع أبا جعفر يقول : فانصرفت لوقتي

___________________________________________________________________
( 1 ) عيون المعجزات ص 82 .
( 2 ) مقاتل الطالبيين ص 248 .