[241]
1 كشف : قال محمد بن طلحة ( 1 ) : وأما أولاده فكانوا سبعة : ستة ذكور
وبنت واحدة ، وقيل أكثر من ذلك ، وأسماء أولاده موسى وهو الكاظم عليه السلام
وإسماعيل ، ومحمد ، وعلي ، وعبدالله ، وإسحاق ، وام فروة ( 2 ) .
وقال عبداالعزيز بن الاخضر : ولد جعفر بن محمد عليهما السلام : إسماعيل الاعرج
وعبدالله ، وام فروة ، وامهم فاطمة بنت الحسين الاثرم بن الحسن بن علي بن
أبي طالب ، وموسى بن جعفر الامام ، وامه حميدة ام ولد ، وإسحاق ، ومحمد
وفاطمة تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس ، فماتت
عنده ، وأمهم ام ولد ، ويحيى ، والعباس ، وأسماء ، وفاطمة الصغرى ، وهم لا مهات
أولاد شتى ( 3 ) .
وقال ابن الخشاب : كان له ستة بنين وابنة واحدة : إسماعيل ، وموسى الامام
عليه السلام ، ومحمد وعلي ، وعبدالله ، وإسحاق ، وأم فروة ، وهي التي زوجها من
ابن عمه الخارج مع زيد بن علي ( 4 ) .
2 شا : كان لابي عبدالله عليه السلام عشرة أولاد : إسماعيل وعبدالله ، وام فروة
امهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وموسى عليه السلام
وإسحاق ، ومحمد ، لام ولد ، والعباس ، وعلي وأسماء وفاطمة لامهات أولاد شتى
___________________________________________________________________
( 1 ) مطالب السؤول ص 82 لابن طلحة الشافعى .
( 2 ) كشف الغمة ج 2 ص 378 .
( 3 ) نفس المصدر ج 2 ص 378 .
( 4 ) نفس المصدر ج 2 ص 415 .
[242]
وكان إسماعيل أكبر إخوته ، وكان أبوعبدالله عليه السلام شديدا المحبة له ، والبربه
والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه ، والخليفة له من
بعده ، إذ كان أكبر أخوته سنا ، ولميل أبيه إليه ، وإكرامه له ، فمات في حياة
أبيه عليه السلام بالعريض ( 1 ) وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة ، حتى دفن
بالبقيع ( 2 ) .
وروي أن أبا عبدالله عليه السلام جزع عليه جزعا شديدا ، وحزن عليه حزنا
عظيما ، وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء ، وأمر بوضع سريره على الارض مرارا
كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه ، يريد بذلك تحقيق أمروفاته عند الظانين
خلافته له من بعده ، وإزالة الشبهة عنه في حياته ، ولما مات إسماعيل رحمة الله عليه
انصرف عن القول بامامته بعد أبيه من كان يظن ذلك ويعتقده من أصحاب أبيه عليه السلام
وأقام على حياته شر ذمة لم تكن من خاصة أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا من الاباعد
والاطراف ، فلما مات الصادق عليه السلام انتقل فريق منهم إلى القول بامامة موسى بن
جعفر عليه السلام بعد أبيه ، وافترق الباقون فرقتين : فريق منهم رجعوا على حياة
إسماعيل وقالوا : بامامة ابنه محمد بن إسماعيل ؟ ؟ أن الامامة كانت في أبيه
وأن الابن أحق بمقام الامامة من الاخ ، وفريق ثبتوا على حياة إسماعيل
وهم اليوم شذاذ لا يعرف منهم أحد يؤمى إليه ، وهذان الفريقان يسميان
بالاسماعيلية ، والمعروف منهم الآن من يزعم أن الامامة بعد إسماعيل في ولده و
ولد ولده إلى آخر الزمان ( 3 ) .
وكان عبدالله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل ولم يكن منزلته عند أبيه
منزلة غيره من ولده في الاكرام ، وكان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد فيقال
إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذاهب المرجئة ، وادعى بعد أبيه الامامة
___________________________________________________________________
( 1 ) العريض كزبير تصغير عرض ، واد بالمدينة .
( 2 ) الارشاد ص 303 .
( 3 ) نفس المصدر ص 304 .
[243]
واحتج بأنه أكبر إخوته الباقين ، فتابعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبدالله
عليه السلام ، ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القوم بامامة أخيه موسى عليه السلام لما
تبينوا ضعف دعواه ، وقوة أمر أبي الحسن ، ودلالة حقيقته ، وبراهين إمامته وأقام
نفر يسير منهم على أمرهم ودانوا بامامة عبدالله ، وهم الطائفة الملقبة بالفطحية ، وإنما
لزمهم هذا اللقب لقولهم بامامة عبدالله ، وكان أفطح الرجلين ويقال إنهم لقبوا
بذلك لان داعيهم إلى إمامة عبدالله كان يقال له عبدالله بن أفطح ( 1 ) .
وكان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد ، وروى
عنه الناس الحديث والآثار ، وكان ابن كاسب ( 2 ) إذا حدث عنه يقول حدثني
[ الثقة ] ( 3 ) الرضي إسحاق بن جعفر عليهما السلام وكان إسحاق يقول بامامة أخيه موسى
ابن جعفر عليهما السلام ، وروى عن أبيه النص بالامامة على أخيه موسى عليه السلام .
وكان محمد بن جعفر سخيا شجاعا ، وكان يصوم يوما ، ويفطر يوما ، ويرى رأي
الزيدية بالخروج بالسيف ، وروى عن زوجته خديجة بنت عبدالله بن الحسن أنها
قالت : ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه ، وكان
يذبح في كل يوم كبشا لاضيافه ، وخرج على المأمون في سنة تسع وتسعين ومائة
بمكة ، واتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه وأخذه
وأنفذه إلى المأمون ، فلما وصل إليه أكرمه المأمون ، وأدنى مجلسه منه ، ووصله
وأحسن جائزته فكان مقيما معه بخراسان يركب إليه في مركب من بني عمه ، وكان
المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته ، وروي أن المأمون أنكرر كوبه
إليه في جماعة من الطالبيين الذين خرجوا على المأمون في سنة المأتين ، فأمنهم و
خرج التوقيع إليهم : لا تركبوا مع محمد بن جعفر ! واركبوا مع عبيدالله بن
الحسين فأبوا أن يركبوا ولزموا منازلها ، فخرج التوقيع : اركبوا مع من أحببتم
___________________________________________________________________
( 1 ) الارشاد ص 304 .
( 2 ) لم نقف على ترجمته رغم الفحص والمراجعة عاجلا .
( 3 ) ما بين القوسين زيادة من المصدر .
[244]
وكانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب إلى المأمون ، وينصرفون بانصرافه ( 1 ) .
وذكر عن موسى بن سلمة أنه قال : أتى إلى محمد بن جعفر فقيل له : إن
غلمان ذي الرياستين قد ضربوا غلمانك على حطب اشتروه ، فخرج متزرا ببردتين
ومعه هراوة وهو يرتجز ويقول :
( الموت خير لك من عيش بذل ) .
وتبعه الناس حتى ضرب غلمان ذي الرياستين ، وأخذ الحطب منهم ، فرفع
الخبر إلى المأمون فبعث إلى ذي الرياستين فقال له : ائت محمد بن جعفر فاعتذر
إليه وحكمه في غلمانك ، قال : فهخرج ذوالرياستين إلى محمد بن جعفر فقال له
موسى بن سلمة : كنت عند محمد بن جعفر جالسا حتى أتى فقيل له : هذا ذوالرياستين
فقال : لا يجلس إلا على الارض ، فتناول بساطا كان في البيت فرمي به هو ومن
معه ناحية ، ولم يبق في البيت إلا وسادة جلس عليها محمد بن جعفر ، فلما دخل
عليه ذوالرياستين وسع له محمد على الوسادة ، فأبى أن يجلس عليها ، وجلس على
الارض واعتذر إليه ، وحكمه في غلمانه ، وتوفي محمد بن جعفر في خراسان مع
المأمون ، فركب المأمون ليشهده ، فلقيهم وقد خرجوا به ، فلما نظر إلى السرير
نزل فترجل ، ومشى حتى دخل بين العمودين ، فلم يزل بينهما حتى وضع به
فتقدم فصلى عليه ، ثم حمله حتى بلغ به القبر ، ثم دخل قبره ولم يزل فيه حتى
بني عليه ، ثم خرج فقام على قبره حتى دفن ، فقال له عبيدالله بن الحسين ودعاله :
يا أميرالمؤمنين إنك قد تعبت فلور كبت ، فقال له المأمون : إن هذء رحم قطعت
من مأتي سنة .
وروي عن إسماعيل بن محمد بن جعفر أنه قال : قلت لاخي وهو إلى
جنبي والمأمون قائم على القبر : لو كلمناه في دين الشيخ ، ولا نجده أقرب منه في
وقته هذا ، فابتدأنا المأمون فقال : كم ترك أبوجعفر من الدين ؟ فقلت له : خمسة
وعشرون ألف دينار فقال : قد قضى الله عنه دينه ، إلى من وصى ؟ قلت : إلى ابن
___________________________________________________________________
( 1 ) الارشاد ص 305 .
[245]
له يقال له يحيى بالمدينة فقال : ليس هو بالمدينة وهو بمصر ، وقد علمنا كونه فيها
ولكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوءه ذلك ، لعلمه بكراهتنا لخروجهم
عنها ( 1 ) .
وكان علي بن جعفر رضي الله عنه راوية للحديث ، سديد الطريق ، شديد الورع
كثير الفضل ، ولزم موسى أخاه عليه السلام ، وروى عنه شيئا كثيرا .
وكان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلا .
وكان موسى بن جعفر عليهما السلام أجل ولد أبي عبدالله قدرا ، وأعظمهم محلا و
أبعدهم في الناس صيتا ، ولم ير في زمانه أسخى منه ، ولاأكرم نفسا وعشرة ، وكان
أعبد أهل زمانه ، وأورعهم وأجلهم وأفقههم ، واجتمع جمهور شيعة أبيه عليه السلام على
القول بامامته ، والتعظيم لحقه ، والتسليم لامره ، وررووا عن أبيه عليه السلام نصوصا عليه
بالامامة ، وإشارات إليه بالخلافة ، وأخذوا عنه معالم دينهم ، وروي عنه من الآيات
والمعجزات ما يقطع بها على حجته ، وصوال القول بامامته ( 2 ) .
3 ك ( 3 ) لى : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين بن الهيثم
عن عباد بن يعقوب الاسدي ، عن عنبسة بن بجاد العابد قال : لما مات إسماعيل
ابن جعفر بن محمد عليهما السلام وفرغنا من جنازته ، جلس الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
وجلسنا حوله وهو مطرق ، ثم رفع رأسه فقال : أيها الناس إن هذه الدنيا دار
فراق ، ودار التواء ، لا دار استواء ، على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة
لاترد ، وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء ، وصحة الفكرة ، فمن لم يثكل أخاه
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 245 سطر 19 الى ص 253 سطر 18
ثكله أخوه ، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ، ثم تمثل عليه السلام بقول
أبي خراش الهذلي ( 4 ) يرثي أخاه :
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ص 306 .
( 2 ) نفس المصدر ص 307 .
( 3 ) كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 163 .
( 4 ) هذا البيت من أبيات قالها أبوخراش الهذلى بعد مقتل أخيه عروة ، وقد دخلت
[246]
ولا تحسبي أني تناسيت عهده * ولكن صبري يا اميم جميل ( 1 )
4 ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن عمير بن يزيد قال : كنت
عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكر محمد بن جعفر فقال : إني جعلت على
نفسي أن لا يظلني وإياه سقف بيت ، فقلت في نفسي : هذا يأمرنا بالبر والصلة
ويقول هذا لعمه ! فنظر إلي فقال : هذا من البر والصلة إنه متى يأتيني ويدخل
علي فيقول في فيصدقه الناس ، وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قوله
إذا قال ( 2 ) .
5 ن : الوراق عن ابن أبي الخطاب ، عن إسحاق بن موسى قال : لما خرج
عمي محمد بن جعفر بمكة ودعا إلى نفسه ، ودعي بأميرالمؤمنين وبويع له بالخلافة
دخل عليه الرضا عليه السلام وأنا معه فقال له : يا عم لا تكذب أباك ولا أخاك ، فان
هذا الامر لايتم ، ثم خرج وخرجت معه إلى المدينة فلم يلبث إلا قليلا حتى قدم
الجلودي فلقيه فهزمه ، ثم استأمن إليه فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه وقال :
___________________________________________________________________
( 1 ) عليه اميمة امرأة عروة وهو يلاعب ابنه ، فقالت له : يا أبا خراش تناسيت عروة وتركت الطلب
بثاره ولهوت مع ابنك ، أما والله لوكنت المقتول ما غفل عنك ولطلب قاتلك حتى يقتله
فبكى أبوخراش وأنشأ يقول :
لعمرى لقد راعت اميمة طلعتى * وان ثوائى عندها لقليل
وقالت أراه بعد عروة لاهيا * وذلك رزء لو علمت جليل
فلا تحسبى أنى تناسيت فقده * ولكن صبرى يا اميم جميل
ألم تعلمى أن قد تفرق قبلنا * نديما صفاء مالك وعقيل
أبي الصبرانى لا يزال يهيجنى * مبيت لنا فيما خلا ومقيل
وانى اذا ما الصبح آنست ضوءه * يعاودنى قطع على ثقيل
( الاغانى ج 21 ص 45 طبعة الساسى )
( 1 ) أمالى الصدوق ص 237 .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 204 .
[247]
إن هذا الامر للمأمون ، وليس لي فيه ، حق ، ثم اخرج إلى خراسان فمات
بجرجان ( 1 ) .
6 ك : ابن الوليد عن سعد ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن أبي بكران
عن الحسين بن المختار ، عن الوليد بن صبيح قال : جاء ني رجل فقال لي : تعال
حتى اريك أين الرجل ؟ قال : فذهبت معه قال : فجاء ني إلى قوم يشربون فيهم
إسماعيل بن جعفر فخرجت مغموما ، فجئت إلى الحجر فاذا إسماعيل بن جعفر
متعلق بالبيت يبكي ، قد بل أستار الكعبة بدموعه ، فرجعت أشتد فاذا إسماعيل
جالس مع القوم ، فرجعت فاذا هو آخذ بأستار الكعبة قدبلها بدموعه قال : فذكرت
ذلك لابي عبدالله عليه السلام فقال : لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته ( 2 ) .
7 يج : عن الوليد مثله ، وفيه حتى اريك ابن إلهك .
8 ك : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد ، عن
ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن إسماعيل فقال :
عاص عاص لا يشبهني ولا شيبه أحدا من آبائي ( 3 ) .
9 ك : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد ، عن البزنطي
عن حماد ، عن عبيد بن زرارة قال : ذكرت إسماعيل عند أبي عبدالله عليه السلام فقال :
لا والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي ( 4 ) .
10 ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ، عن فضالة وابن
فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن عبيدالله بن الاعرج قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام : لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجى بأن يكشف عن وجهه فقبلت
جبهته وذقنه ونحره ، ثم أمرت به فغطي ، ثم قلت : اكشفوا عنه ، فقبلت أيضا
___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 2 ص 207 .
( 2 ) كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 159 .
( 3 ) نفس المصدر ج 1 ص 159 .
( 4 ) المصدر السابق ج 1 ص 159 .
[248]
جبهته وذقنه ونحره ، ثم أمرتهم فغطوه ، ثم أمرت به فغسل ، ثم دخلت عليه وقد
كفن فقلت : اكشفوا عن وجهه ، فقبلت جبهته وذقنه ونحره ، وعوذته ثم قلت :
أدرجوه ، فقلت : بأي شئ عوذته ؟ قال : بالقرآن .
أقول : قال الصدوق بعد ذلك : قوله عليه السلام : أمرت به فغسل ، يبطل إمامة
إسماعيل لان الامام لا يغسله إلا إمام إذا حضره ( 1 ) .
11 ك : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أيوب بن نوح وابن يزيد معا ، عن
ابن أبي عمير ، عن محمد بن شعيب ، عن أبي كهمس قال : حضرت موت إسماعيل ، و
أبوعبدالله عليه السلام عنده ، فلما حضره الموت شد لحييه وغمضه ، وغطاه بالملحفة ، ثم
أمر بتهيئته ، فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن : إسماعيل
يشهد أن لا إله إلا الله ( 2 ) .
12 ك : العطار ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، وابن أبي الخطاب معا ، عن عمرو
ابن عثمان الثقفي ، عن أبي كهمش قال : حضرت موت إسماعيل بن أبي عبدالله عليه السلام
فرأيت أبا عبدالله وقد سجد سجدة ، فأطال السجود ، ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا
ونظر إلى وجهه ، ثم سجد سجدة اخرى أطول من الاولى ، ثم رفع رأسه وقد
حضره الموت فغمضه ، وربط لحييه ، وغطى عليه ملحفة ، ثم قام وقد رأيت وجهه
وقد دخله منه شئ الله أعلم به ، قال : ثم قام فدخل منزله فمكث ساعة ثم خرج
علينا مدهنا مكتحلا عليه ثياب غير الثياب التي كانت عليه ، ووجهه غير الذي دخل
به ، فأمر ونهى في أمره حتى إذا فرغ دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن : إسماعيل
يشهد أن لا إله إلا الله ( 3 ) .
13 ك : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن بزيع ، عن ظريف بن
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 1 ص 160 .
( 2 ) المصدر السابق ج 1 ص 161 وأخرجه الشيخ الطوسى في التهذيب ج 1 ص 289
بتفاوت وص 309 .
( 3 ) المصدر السابق ج 1 ص 162 .
[249]
ناصح ، عن الحسن بن زيد قال : ماتت ابنة لابي عبدالله عليه السلام ، فناح عليها سنة ، ثم مات
ولد آخر فناح عليه سنة ، ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا ، فقطع النوح
قال : فقيل لابي عبدالله عليه السلام : أصلحك الله يناح في دارك ؟ فقال : إن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال : لكن حمزة لا بواكي له ( 1 ) .
14 ك : ابن الوليد ، عن ابن متيل ، عن ابن يزيد ، عن ابن فضال ، عن
محمد بن عبدالله الكوفي قال : لما حضرت إسماعيل بن أبي عبدالله الوفاة جزع أبوعبدالله
عليه السلام جزعا شديدا ، قال : فلما أن أغمضه دعا بقميص قصير أو جديد فلبسه ثم
تسرح وخرج يأمر وينهى قال : فقال له بعض أصحابه : جعلت فداك : لقد ظننا أنا لا
ننتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك ، قال : إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة
فإذا نزلت صبرنا ( 2 ) .
15 ك : أبي ، عن الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي
عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن مرة مولى محمد بن خالد قال : لمامات
إسماعيل فانتهى أبوعبدالله عليه السلام إلى القبر ، أرسل نفسه فقعد على حاشية القبر ، لم
ينزل في القبر ، ثم قال : هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله بابراهيم ( 3 ) .
16 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن رجل
مثله ( 4 ) .
17 ك : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن
الحسين بن عمر ، عن رجل من بني هاشم قال : لما مات إسماعيل خرج إلينا
أبوعبدالله عليه السلام يقدم السرير بلا حذاء ولا رداء ( 5 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 1 ص 162 .
( 2 ) المصدر السابق ج 1 ص 162 .
( 3 ) المصدر السابق ج 1 ص 161 .
( 4 ) الكافى ج 3 ص 193 .
( 5 ) كمال الدين ج 1 ص 161 .
[250]
18 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن القاسم بن محمد ، عن الحسين
ابن عثمان ، مثله ( 1 ) .
19 ك : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن حماد
عن حريز ، عن إسماعيل بن جابر ، والارقط بن عمر ، عن أبي عبدالله قال : كان
أبوعبدالله عليه السلام عند إسماعيل حتى قضى ، فلما رأى الارقط جزعه قال : يا أبا عبدالله
قدمات رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فارتدع ، ثم قال : صدقت ، أن لك اليوم أشكر ( 2 )
20 ير : الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن سهل ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام
ابن سالم قال : دخلت على عبدالله بن جعفر ، وأبوالحسن في المجلس ، قد امه مرآة
وآلتها مردى بالرداء موز را ، فأقبلت على عبدالله فلم أسأله حتى جرى ذكر الزكاة
فسألته فقال : تسألني الزكاة ، من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم قال :
فاستشعرته وتعجبت منه فقلت له : أصلحك الله قد عرفت مودتي لابيك وانقطاعي
إليه وقد سمعت منه كتبا فتحب أن آتيك بها ؟ قال : نعم بنو أخ ، ائتنا ، فقمت مستغيثا
برسول الله صلى الله عليه وآله فأتيت القبر فقلت : يا رسول الله إلى من ؟ إلى القدرية إلى الحرورية
إلى المرجئة إلى الزيدية ؟ قال : فاني كذلك إذا أتاني غلام صغير دون الخمس
فجذب ثوبي فقال لي : أجب ! قلت : من ؟ قال : سيدي موسى بن جعفر ، فدخلت إلى
صحن الدار ، فإذا هو في بيت وعليه كلة ، فقال : يا هشام قلت : لبيك فقال لي :
لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولكن إلينا ، ثم دخلت عليه ( 3 ) .
بيان : لعل المراد بالاستشعار النظر إليه على وجهه التعجب ، والكلة بالكسر
الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقى فيه من البق .
21 يج : روي عن مفضل بن مرثد قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إسماعيل
___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 3 ص 204 وأخرجه الشيخ الطوسى في التهذيب ج 1 ص 463 ورواه
الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 112 مرسلا .
( 2 ) كمال الدين ج 1 ص 161 .
( 3 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 12 ص 68 .