[ 41 ]

لذاذة وطيبا ، واوتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا ، من صفائه وحسنه فقال رجل : لتسألن عن هذا النعيم الذي نعمتم به عند ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبوعبدالله عليه السلام : الله أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسو غكموه ثم يسألكم عنه ، ولكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
49 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن موسى ، عن ذبيان بن حكيم ، عن موسى النميري ، عن ابن أبي يعفور قال : رأيت عند أبي عبدالله عليه السلام ضيفا ، فقام يوما في بعض الحوائج ، فنهاه عن ذلك وقام بنفسه إلى تلك الحاجة ، وقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن أن يستخدم الضيف ( 2 ) .
50 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدة الواسطي عن عجلان قال : تعشيت مع أبي عبدالله عليه السلام بعد عتمة ، وكان يتعشى بعد عتمة فاتي بخل وزيت ولحم بارد ، فجعل ينتف اللحم فيطعمنيه ، ويأكل هو الخل والزيت ويدع اللحم فقال : إن هذا طعامنا وطعام الانبياء ( 3 ) .
51 كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب عن عبدالاعلى قال : أكلت مع أبي عبدالله عليه السلام فقال : يا جارية ائتينا بطعامنا المعروف فاتي بقصعة فيها خل وزيت ، فأكلنا ( 4 ) .
52 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا قال : شكوت إلى أبي عبدالله عليه السلام الوجع فقال : إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال : ففعلت ذلك فبرأت ، فخبرت بعض المتطببين وكان أفره أهل بلادنا فقال : من أين عرف أبوعبدالله عليه السلام هذا ؟ هذا من مخزون علمنا ، أما إنه صاحب كتب ، فينبغي أن يكون أصابه في بعض كتبه ( 5 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 6 ص 283 .
( 2 4 ) نفس المصدر ج 6 ص 328 .
( 5 ) المصدر السابق ج 6 ص 333 ، والفاره الحاذق بالشئ .

[ 42 ]

53 كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن عبدالله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الجبن فقال : لقد سألتني عن طعام يعجبني ، ثم أعطى الغلام درهما فقال : يا غلام ابتع لنا جبنا ، ودعا بالغداء فتغدينا معه ، واتي بالجبن فأكل وأكلنا ( 1 ) .
54 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار وغيره ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ، عن زرارة قال : رأيت داية أبي الحسن موسى عليه السلام تلقمه الارز وتضربه عليه ، فغمني ما رأيته ، فلما دخلت على أبي عبدالله عليه السلام قال لي : أحسبك غمك الذي رأيت من داية أبي الحسن موسى عليه السلام ؟ فقلت له : نعم جعلت فداك فقال لي : نعم الطعام الارز ، يوسع الامعاء ، ويقطع البواسير ، وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الارز والبسر ، فانهما يوسعان الامعاء ويقطعان البواسير ( 2 ) .
55 كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز ، عن أبيه قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام وعليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه ، وفوقه جبة صوف ، وفوقها قميص غليظ فمسستها فقلت : جعلت فداك إن الناس يكرهون لباس الصوف فقال : كلا كان أبي محمد بن علي عليهما السلام يلبسها ، وكان علي بن الحسين صلوات الله عليه يلبسها ، وكانوا عليهم السلام يلبسون أغلظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة ونحن نفعل ذلك ( 3 ) .
56 كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن مسمع بن عبدالملك قال : كنا عند أبي عبدالله عليه السلام بمنى ، وبين أيدينا عنب نأكله ، فجاء سائل فسأله فأمر بعنقود فأعطاه فقال السائل : لا حاجة لي في هذا إن كان درهم قال : يسع الله عليك ، فذهب ، ثم رجع فقال : ردوا العنقود فقال : يسع الله لك

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 6 ص 339 .
( 2 ) المصدر السابق ج 6 ص 341 .
( 3 ) المصدر السابق ج 6 ص 450 .

[ 43 ]

ولم يعطه شيئا ، ثم جاء سائل آخر ، فأخذ أبوعبدالله عليه السلام ثلاث حبات عنب فناولها إياه ، فأخذها السائل من يده ثم قال : الحمدلله رب العالمين الذي رزقني فقال أبوعبدالله عليه السلام : مكانك فحثا ملء كفيه عنبا فناولها إياه ، فأخذها السائل من يده ، ثم قال : الحمدلله رب العالمين الذي رزقني ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : مكانك يا غلام ! أي شئ معك من الدراهم ؟ فاذا معه نحو من عشرين درهما فيما حزرناه ( 1 ) أو نحوها فناولها إياه فأخذها .
ثم قال : الحمدلله ، هذا منك وحدك لا شريك لك فقال أبوعبدالله عليه السلام : مكانك فخلع قميصا كان عليه فقال : البس هذا ، فلبسه فقال : الحمدلله الذي كساني وسترني يا أبا عبدالله أو قال : جزاك الله خيرا ، لم يدع لابي عبدالله عليه السلام إلا بذا ، ثم انصرف ، فذهب قال : فظننا أنه لو لم يدع له لم يزل يعطيه لانه كلما كان يعطيه حمدالله أعطاه ( 2 ) .
57 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطية ، عن بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام قال : خرج إلينا أبوعبدالله عليه السلام و هو مغضب فقال : إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي : لبيك يا جعفر بن محمد لبيك ، فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال ، حتى سجدت في مسجدي لربي ، وعفرت له وجهي ، وذلك له نفسي وبرئت إليه مما هتف بي ، ولو أن عيسى بن مريم عدا ما قال الله فيه إذا لصم صما لايسمع بعده أبدا ، وعمي عمى لا يبصر بعده أبدا ، وخرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا ثم قال : لعن الله أبا الخطاب وقتله بالحديد ( 3 ) .
بيان : قال الجوهري : رجع عودا على بدء ، وعوده على بدئه : أي لم ينقطع ذهابه ، حتى وصله برجوعه .

___________________________________________________________________
( 1 ) حزر الشئ حزرا : قدره بالحدس .
( 2 ) الكافى ج 4 ص 49 .
( 3 ) نفس المصدر ج 8 ص 225 .

[ 44 ]

أقول : لعله كان من أصحاب أبي الخطاب ، ويعتقد الربوبية فيه عليه السلام فناداه بما ينادي الله تعالى به في الحج ، فاضطرب عليه السلام لعظيم ما نسب إليه وسجد مبرئا نفسه عندالله من ذلك ، ولعن أبا الخطاب لانه كان مخترع هذا المذهب الفاسد .
58 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان عن غلام أعتقه أبوعبدالله عليه السلام : هذا ما أعتق جعفر بن محمد أعتق غلامه السندي فلانا على أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن البعث حق ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وعلى أنه يوالي أولياء الله ويتبرأ من أعداء الله ، ويحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويؤمن برسل الله ، ويقر بما جاء من عندالله ، أعتقه لوجه الله لا يريد به منه جزاءا ولا شكورا ، وليس لاحد عليه سبيل إلا بخير ، شهد فلان ( 1 ) .
59 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قرأت عتق أبي عبدالله عليه السلام فإذا هو شرحه : هذا ما أعتق جعفر بن محمد ، أعتق فلانا غلامه لوجه الله ، لايريد منه جزاء ولا شكورا على أن يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ، ويحج البيت ، ويصوم شهر رمضان ، ويتوالى أوليآء الله ويتبرأ من أعداء الله ، شهد فلان بن فلان وفلان وفلان ثلاثة ( 2 ) .
60 كا : الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل جميعا ، عن سعدان بن مسلم ، عن بعض أصحابنا قال : لما قدم أبوعبدالله عليه السلام الحيرة ، ركب دابته ومضى إلى الخورنق ، ونزل فاستظل بظل دابته ، ومعه غلام له أسود وثم رجل من أهل الكوفة قد اشترى نخلا فقال للغلام : من هذا ؟ قال له : هذا جعفر بن محمد عليهما السلام فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه عليه السلام فقال للرجل : ما هذا ؟ قال : هذا البرني

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 6 ص 181 .
( 2 ) الكافى ج 6 ص 181 .

[ 45 ]

فقال : فيه شفآء ونظر إلى السابري فقال : ما هذا ؟ فقال : السابري فقال : هذا عندنا البيض ، وقال للمشان : ما هذا ؟ فقال الرجل : المشان ، فقال : هذا عندنا ام جرذان ، ونظر إلى الصرفان فقال : ما هذا ؟ فقال الرجل : الصرفان فقال : هو عندنا العجوة ، وفيه شفاء ( 1 ) .
61 كا : أبوعلي الاشعري ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة ابن منصور قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام بالحيرة ، فأتاه رسول أبي العباس الخليفة
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 45 سطر 7 الى ص 53 سطر 7 يدعوه فدعا بممطر أحد وجهيه أسود والآخر أبيض ، فلبسه ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : أما إني ألبسه ، وأنا أعلم أنه لباس أهل النار ( 2 ) .
62 كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسين بن المختار قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اعمل لي قلانس بيضاء ولا تكسرها ، فإن السيد مثلي لا يلبس المكسر ( 3 ) .
63 كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن الفضل بن كثير المدائني ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل عليه بعض أصحابه فرأى عليه قميصا فيه قب قد رقعه ، فجعل ينظر إليه فقال له أبوعبدالله عليه السلام : مالك تنظر ؟ فقال : قب يلقى في قميصك ؟ ! قال : فقال : اضرب يدك إلى هذا الكتاب فاقرأ ما فيه ، وكان بين يديه كتاب أو قريب منه ، فنظر الرجل فيه فاذا فيه : لا إيمان لمن لاحياء له ، ولا مال لمن لا تقدير له ، ولا جديد لمن لا خلق له ( 4 ) .
بيان : القب : ما يدخل في حبيب القميص من الرقاع .
64 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب .

___________________________________________________________________
( 1 ) نفس المصدر ج 6 ص 347 .
( 2 ) المصدر السابق ج 6 ص 449 والممطر كمنبر ثوب يلبس في المطر يتوفى به .
( 3 ) المصدر السابق ج 6 ص 462 .
( 4 ) المصدر السابق ج 6 ص 460 .

[ 46 ]

السراج ، قال : كنا نمشي مع أبي عبدالله عليه السلام وهو يريد أن يعزي ذا قرابة له بمولود له ، فانقطع شسع نعل أبي عبدالله عليه السلام فتناول نعله من رجله ، ثم مشى حافيا ، فنظر إليه ابن أبي يعفور ، فخلع نعل نفسه من رجله ، وخلع الشسع منها وناولها أبا عبدالله عليه السلام فأعرض عنه كهيئة المغضب ، ثم أبى أن يقبله ، وقال : لا إن صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها ، فمشى حافيا حتى دخل على الرجل الذي أتاه ليعزيه ( 1 ) .
65 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن فضالة بن أيوب ، عن معاوية بن عمار قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام يختضب بالحناء خضابا قانيا ( 2 ) .
66 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن سجيم عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول وهو رافع يده إلى السمآء : رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا لا أقل من ذلك ، ولا أكثر ، قال : فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته ثم أقبل علي فقال : يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عزوجل إلى نفسه أقل من طرفة عين ، فأحدث ذلك الذنب ، قلت : فبلغ به كفرا ؟ أصلحك الله قال : لا ، ولكن الموت على تلك الحال هلاك ( 3 ) .
67 كا : محمد بن يحيى ، رفعه ، عن عبدالله بن مسكان قال : كنا جماعة من أصحابنا دخلنا الحمام فلما خرجنا لقينا أبوعبدالله عليه السلام فقال لنا : من أين أقبلتم ؟ فقلنا له : من الحمام فقال : أنقى الله غسلكم ، فقلنا له : جعلنا فداك .
وإنا جئنا معه حتى دخل الحمام ، فجلسنا له حتى خرج ، فقلنا له : أنقى الله غسلك ! فقال :

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 6 ص 464 .
( 2 ) المصدر السابق ج 6 ص 481 وفى الاصل ( أبا جعفر ) وفى الهامش عن بعض النسخ : ( أبا عبدالله ) .
( 3 ) المصدر السابق ج 2 ص 581 .

[ 47 ]

طهركم الله ( 1 ) .
68 كا : العدة ، عن البرقي ، عن بعض أصحابه ، عن ابن أسباط ، عن عبدالله بن عثمان أنه رأى أبا عبدالله عليه السلام أحفى شاربه حتى ألصقه بالعسيب ( 2 ) .
بيان : العسيب منبت الشعر .
69 كا : الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : دخل أبوعبدالله عليه السلام الحمام فقال له صاحب الحمام : أخليه لك ؟ فقال : لا حاجة لي في ذلك ، المؤمن أخف من ذلك ( 3 ) .
70 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن النعمان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن حسين بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : في كم أقرأ القرآن ؟ فقال : اقرأه أخماسا ، اقرأه أسباعا أما إن عندى مصحف مجزء أربعة عشر جزءا ( 4 ) .
71 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه رواه عن رجل من العامة قال : كنت اجالس أبا عبدالله عليه السلام فلا والله ما رأيت مجلسا أنبل من مجالسه قال : فقال لي ذات يوم : من أين تخرج العطسة ؟ فقلت : من الانف فقال لي : أصبت الخطاء فقلت : جعلت فداك ، من أين تخرج ؟ فقال : من جميع البدن ، كما أن النطفة تخرج من جميع البدن ، ومخرجها من الاحليل ثم قال : أما رأيت الانسان إذا عطس نفض أعضاؤه ، وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام ( 5 ) .
72 كا : أبوعبدالله الاشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 6 ص 500 .
( 2 ) المصدر السابق ج 6 ص 487 .
( 3 ) المصدر السابق ج 6 ص 503 .
( 4 ) المصدرالسابق ج 2 ص 617 .
( 5 ) المصدر السابق ج 2 ص 657 .

[ 48 ]

ابن عثمان قال : جلس أبوعبدالله عليه السلام متوركا رجله اليمنى على فخذه اليسرى فقال له رجل : جعلت فداك هذه جلسة مكروهة ؟ ! فقال : لا إنما هو شئ قالته اليهود ، لما أن فرغ الله عزوجل من خلق السماوات والارض ، واستوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله عزوجل ( ألله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولانوم ) ( 1 ) وبقي أبوعبدالله عليه السلام متوركا كماهور ( 2 ) .
73 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم قال : أمر أبو عبدالله عليه السلام بكتاب في حاجة فكتب ، ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء فقال : كيف رجوتم أن يتم هذا وليس فيه استثناء ؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه ( 3 ) .
74 كا : العدة ، عن البرقي ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان بن كثير قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه مهزم فقال لي أبوعبدالله عليه السلام : ادع لنا الجارية ، تجيئنا بدهن وكحل ، فدعوت بها ، فجاءت بقرورة بنفسج ، وكان يوما شديد البرد فصب مهزم في راحته منها ، ثم قال : جعلت فداك هذا بنفسج وهذا البرد الشديد ! ! فقال : وما باله يامهزم ! ! فقال : إن متطببينا بالكوفة يزعمون أن البنفسج بارد فقال : هو بارد في الصيف ، لين حار في الشتاء ( 4 ) .
75 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن إسحاق بن عمار وابن أبي عمير ، عن ابن اذينة قال : شكا رجل إلى أبي عبدالله عليه السلام شقاقا في يديه ورجليه فقال له : خذ قطنة فاجعل فيها بانا وضعها على سرتك فقال إسحاق بن عمار : جعلت فداك ، أن يجعل البان في قطنة ويجعلها في سرته ؟ فقال : أما أنت يا إسحاق فصب البان في سرتك فانها كبيرة ، قال ابن اذينة : لقيت الرجل

___________________________________________________________________
( 1 ) سورة البقرة الاية : 255 .
( 2 ) الكافى ج 2 ص 661 .
( 3 ) نفس المصدر ج 2 ص 673 .
( 4 ) المصدر السابق ج 6 ص 521 .

[ 49 ]

بعد ذلك ، فأخبرني أنه فعله مرة واحدة ، فذهب عنه ( 1 ) .
76 كا : الحسين بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علي بن مهزيار عن الحسين بن محمد بن مهزيار ، عن قتيبة الاعشى قال : أتيت أبا عبدالله عليه السلام أعود ابنا له ، فوجدته على الباب ، فاذا هو مهتم حزين فقلت : جعلت فداك كيف الصبي ؟ فقال : والله إنه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا وقد أسفر وجهه ، وذهب التغير والحزن قال : فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت : كيف الصبي جعلت فداك ؟ فقال : لقد مضى لسبيله ، فقلت : جعلت فداك لقد كنت وهو حي مهتما حزينا ، وقد رأيت حالك الساعة ، وقد مات ، غير تلك الحال فكيف هذا ؟ فقال : إنا أهل بيت إنما نجزع قبل المصيبة ، فاذا وقع أمر الله رضينا بقضائه ، وسلمنا لامره ( 2 ) .
77 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الكاهلي عن أبي الحسن عليه السلام قال : كان أبي يبعث امي وام فروة تقضيان حقوق أهل المدينة ( 3 ) .
78 كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار عن العلا بن كامل قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام فصرخت الصارخة من الدار ، فقام أبو عبدالله عليه السلام ثم جلس ، فاسترجع ، وعاد في حديثه ، حتى فرغ منه ثم قال : إنا لنحب أن نعافى في أنفسنا وأولادنا وأموالنا ، فإذا وقع القضاء فليس لنا أن نحب مالم يحب الله لنا ( 4 ) .
79 كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عمن حدثه ، عن ابن شبرمة قال : ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر بن محمد

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 6 ص 523 .
المصدر السابق ج 3 ص 225 .
( 3 ) المصدر السابق ج 3 ص 217 ذيل حديث .
( 4 ) المصدر السابق ج 3 ص 226 .

[ 50 ]

إلا كاد أن يتصدع قلبي ، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقال ابن شرمة واقسم بالله ما كذب أبوه على جده ، ولا جده على رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عملبالمقائيس فقد هلك وأهلك ، ومن أفتى وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ ، والمحكم من المتشابه ، فقد هلك وأهلك ( 1 ) .
80 كا : الحسين بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علي بن مهزيار ، عن ابن فضال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وهو يصلي ، فعددت له في الركوع والسجود ستين تسبيحة ( 2 ) .
81 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير عن حمزة بن حمران ، والحسن بن زياد قالا : دخلنا على أبي عبدالله عليه السلام وعنده قوم ، فصلى بهم العصر ، وقد كنا صلينا ، فعدد ناله في ركوعه سبحن ربي العظيم أربعا أو ثلاثا وثلاثين مرة وقال أحمدهما في حديثه ( وبحمده ) في الركوع والسجود سواء ( 3 ) .
82 كا : علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن بكار ابن بكر ، عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزوجل ، فأخبره بها ، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول ، فدخلني من ذلك ما شآءالله ، حتى كأن قلبي يشرع بالسكاكين فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هطا يخطئ هذا الخطأ كله ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي ، فعلمت أن ذلك منه تقية ، قال : ثم التفت إلي فقال لي : يا ابن أشيم إن الله عزوجل فوض إلى

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 1 ص 43 .
( 2 و 3 ) المصدر السابق ج 1 ص 329 .