[ 51 ]

سليمان بن داود عليه السلام فقال : ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) ( 1 ) وفوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله فقال : ( وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ) ( 2 ) فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوضه إلينا ( 3 ) .
83 كا : أحمد بن إدريس وغيره ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن الريان عن أبيه ، عن يونس أو غيره عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك بلغني أنك كنت تفعل في غلة عين زياد شيئا ، وأنا احب أن أسمعه منك قال : فقال لي : نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا ، وكنت آمر في كل يوم أو يوضع عشر بنيات ، يقعد على كل بنية عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة اخرى يلقى لكل نفس منهم مد من رطب ، وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ ، والعجوز ، والصبي ، والمريض ، والمرأة ، ومن لا يقدر أن يجئ فيأكل منها ، لكل إنسان منهم مد ، فإذا كان الجذاد وفيت القوام ، والو كلاء ، والرجال اجرتهم ، وأحمل الباقي إلى المدينة ، ففرقت في أهل البيوتات ، والمستحقين ، الراحلتين والثلاثة والاقل والاكثر على قدر استحقاقهم ، وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار ، وكان غلتها أربعة آلاف دينار ( 4 ) .
بيان : في بعض النسخ بنيات بالباء الموحدة ، ثم النون ، ثم الياء المثناة التحتانية على بناء التصغير .
قال في النهاية في الحديث ( 5 ) أنه سأل رجلا قدم من الثغر هل شرب الجيش في البنيات الصغار ؟ قال : لا إن القوم ليؤتون بالاناء فيتداو لونه حتى يشربوه كلهم ، البنيات ههنا الاقداح الصغار وقال : بسطنا له بناء أي نطعا ، هكذا جاء

___________________________________________________________________
( 1 ) سورة ص الاية : 39 .
( 2 ) سورة الحشر الاية : 7 .
( 3 ) الكافى ج 1 ص 265 .
( 4 ) الكافى ج 3 ص 569 .
( 5 ) النهاية في اللغة ج 1 ص 96 .

[ 52 ]

تفسيره ويقال له أيضا المبناة انتهى .
وفي بعض النسخ ثبنه بالثاء المثلثة ثم الباء الموحدة فالنون ، وهو أظهر قال الفيروزآبادي ( 1 ) ثبن الثوب يثبنه ثبنا وثبانا بالكسر ثنى طرفه ، وخاطه ، أو جعل في الوعاء شيئا وحمله بين يديه والثبين والثبان بالكسر ، والثبنة بالضم الموضع الذي تحمل فيه من ثوبك تثنيه بين يديك ، ثم تجعل فيه من التمر أو غيره وقد أثبنت في ثوبي ، وقال الجزري ( 2 ) في الحديث إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه ولا تتخذ ثبانا ، الثبان الوعاء الذي يحمل فيه الشئ ، ويوضع بين يدي الانسان ، يقال : ثبنت الثوب أثبنه ثبنا وثبانا ، وهو أنتعطف ذيل قميصك فتجعل فيه شيئا تحمله الواحدة ثبنة ، انتهى .
فيحتمل أن يكون الثبنات تصحيف الثبان أو يقال إنه قد يجمع هكذا أيضا كغرفة على غرفات ، ولبنة على لبنات .
84 كا : علي بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن غير واحد ، عن علي بن أسباط ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان بيني وبين رجل قسمة أرض ، وكان الرجل صاحب نجوم وكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس ، فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين ، فضرب الرجل بيده اليمنى على اليسرى ، ثم قال : ما رأيت كاليوم قط ! قلت : ويك ألا أخبرك ذاك ؟ قال : إني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس ، فخرجت أنا في ساعة السعود ، ثم قسمنا ، فخرج لك خير القسمين فقلت : ألا احدثك بحديث حدثني به أبي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه ، فليفتتح يومه بصدقة يذهب اللهبها عنه نحس يومه ، ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة ، يدفع الله عنه نحس ليلته .
فقلت : إني افتتحت خروجي بصدقة ، فهذا

___________________________________________________________________
( 1 ) القاموس ج 4 ص 206 .
( 2 ) النهاية ج 1 ص 125 .

[ 53 ]

خير لك من علم النجوم ( 1 ) .
بيان : ألا أخبرك ذالك : أي أخبرك ذاك العلم الذي تدعيه بما هو خيرلك وفي بعض النسخ ألا خبرك ذاك ؟ فلعله بضم الخاء أي ليس علمك نفعه هذا الذي ترى وفي بعضها خيرك أي أليس خيرك في تلك القسمة التي وقعت ؟ .
وفي بعض النسخ ويل الآخر ما ذاك ؟ ووجه بأن من قاعدة العرب أنه إذا أراد حكاية ما لايناسب مواجهة المحكي له به يغيره هكذا ، كما يعبر عن ويلي بقولهم ويله ، فعبر عن ويلك عند نقل الحكاية للراوي بقوله : ويل الآخر .

-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 53 سطر 8 الى ص 61 سطر 8 85 كا : أحمد بن إدريس وغيره ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن نوح بن عبدالله ، عن الذهلي ، رفعه أن أبي عبدالله عليه السلام قال : المعروف ابتداء ، وأما من أعطيته بعد المسألة فإنما كافيته بما بذل لك من وجهه ، يبيت ليلته أرقا متململا ، يمثل بين الرجاء واليأس ، لايدري أين يتوجه لحاجته ، ثم يعزم بالقصد لها فيأتيك ، وقبله يرجف ، وفرائصه ترعد ، قدترى دمه في وجهه ، لا يدري أيرجع بكآبة أم بفرح ( 2 ) .
86 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن شعيب ، عن الحسين بن الحسن ، عن عاصم ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان يتصدق بالسكر فقيل له : أتتصدق بالسكر ؟ فقال : نعم إنه ليس شئ أحب إلي منه ، فأنا احب أن أتصدق بأحب الاشياء إلي ( 3 ) .
87 ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلاقال : كان أبوعبدالله عليه السلام مريضا مدفنا فأمرفا خرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فكان فيه ، حتى أصبح ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ( 4 ) .

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 4 ص 6 .
( 2 ) نفس المصدر ج 4 ص 23 .
( 3 ) المصدر السابق ج 4 ص 61 .
( 4 ) أمالى ابن الشيخ الطوسى ص 66 .

[ 54 ]

88 ما : بالاسناد المتقدم عن العباس ، عن أبي جعفر الخثعمي قريب إسماعيل ابن جابر قال : أعطاني أبوعبدالله عليه السلام خمسين دينارا في صرة فقال : ادفعها إلى رجل من بني هاشم ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا قال : فأتيته فقال : من أين هذا جزاه الله خيرا فما يزال كل حين يبعث بها فيكون مما نعيش فيه إلى قابل ، ولكن لايصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله ( 1 ) .
89 كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي ، عن الحسن بن راشد قال : كان أبوعبدالله عليه السلام إذا صام تطيب بالطيب ، ويقول : الطيب تحفة الصائم ( 2 ) .
90 كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن إسحاق ابن عمار ، عن معتب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال : اذهب فأعط عن عيالنا الفطرة وأعط عن الرقيق ، وأجمعهم ، ولا تدع منهم أحدا ، فانك إن تركت منهم إنسانا تخوفت عليه الفوت ، قلت : وما الفوت ؟ قال : الموت ( 3 ) .
91 كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن القاسم بن إبراهيم ، عن ابن تغلب قال : كنت مع أبي عبدالله عليه السلام مزاملة فيما بين مكة والمدينة ، فلما انتهى إلى الحرم نزل واغتسل ، وأخذ نعليه بيديه ، ثم دخل الحرم حافيا ( 4 ) .
92 كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن حماد ابن عثمان قال : حضرت أبا عبدالله عليه السلام وقال له رجل : أصلحك الله ذكرت أن علي ابن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن : يلبس القميص بأربعة دراهم ، وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس والجديد ؟ ! فقال له : إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهربه فخير لباس كل زمان لباس

___________________________________________________________________
( 1 ) امالى ابن الشيخ الطوسى ص 66 .
( 2 ) الكافى ج 4 ص 113 .
( 3 ) نفس المصدر ج 4 ص 174 .
( 4 ) المصدر السابق ج 4 ص 398 .

[ 55 ]

أهله ، غير أن قائمنا أهل البيت عليه السلام إذا قام لبس ثياب علي عليه السلام وسار بسيرة أميرالمؤمنين علي عليه السلام ( 1 ) .
93 كا : أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن زيد الشحام قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام ونحن في الطريق في ليلة الجمعة : اقرأ فانها ليلة الجمعة قرآنا ، فقرأت : ( إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون إلا من رحم الله ) ( 2 ) فقال أبوعبدالله عليه السلام نحن والله الذي يرحم الله ونحن والله الذي استثنى الله ولكنا نغني عنهم ( 3 ) .
94 كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال : عن الحسن بن الجهم ، عن منصور ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مربي أبي وأنا بالطواف ، وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة ، فرآني وأنا أتصاب عرقا فقال لي : يا جعفر يا بني إن الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة ، ورضي منه باليسير ( 4 ) .
95 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البخترى وغيره عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اجتهدت في العبادة وأنا شاب ، فقال لي أبي : يا بني دون ما أراك تصنع ، فان الله عزوجل إذا أحب عبدا رضي منه باليسير ( 5 ) .
96 كا : العدة ، عن سهل ، عن الدهقان ، عن درست ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : استقبلت أبا عبدالله عليه السلام في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت : جعلت فداك ، حالك عندالله عزوجل وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم ! ! فقال : يا عبدالاعلى خرجت في طلب الرزق

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 6 ص 444 .
( 2 ) سورة الدخان الاية : 40 و 41 و 42 .
( 3 ) الكافى ج 1 ص 423 .
( 4 ) نفس المصدر ج 2 ص 86 .
( 5 ) المصدر السابق ج 2 ص 87 .

[ 56 ]

لاستغني عن مثلك ( 1 ) .
97 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبدالله الحجال عن حفص بن أبي عايشة قال : بعث أبوعبدالله عليه السلام غلاما له في حاجة ، فأبطأ فخرج أبوعبدالله عليه السلام على أثره لما أبطأ ، فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما اتنبه قال له أبوعبدالله عليه السلام : يا فلان ، والله ما ذلك لك .
تنام الليل والنهار ؟ لك الليل ، ولنا منك النهار ( 2 ) .
98 قب : عن حفص مثله ( 3 ) .
99 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان .
عن إسماعيل ابن جابر قال : أتيت أبا عبدالله عليه السلام وإذا هو في حائط له ، بيده مسحاة ، وهو يفتح بها الماء ، وعليه قميص شبه الكرابيس ، كأنه مخيط عليه من ضيقه ( 4 ) .
100 كا : العدة ، عن سهل ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن عذافر ، عن أبيه قال : أعطى أبوعبدالله عليه السلام أبي ألفا وسبعمائة دينار فقال له : اتجرلي بها ، ثم قال : أما إنه ليس لي رغبة في ربحها وإن كان الربح مرغوبا فيه ولكني أحببت أن يراني الله عزوجل متعرضا لفوائده ، قال : فربحت له فيه مائة دينار ، ثم لقيته فقلت له : قد ربحت لك فيها مائة دينار قال : ففرح أبوعبدالله عليه السلام بذلك فرحا شديدا ، ثم قال لي : أثبتها في رأس مالي قال : فمات أبي والمال عنده ، فأرسل إلي أبوعبدالله عليه السلام وكتب : عافانا الله وإياك ، إن لي عند أبي محمد ألفا وثمان مائة دينار .
أعطيته يتجر بها فادفعها إلى عمر بن يزيد ، قال : فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه : ( لابي موسى عندي ألف وسبعمائة دينار ، واتجرله فيها مائة دينار ، عبدالله بن سنان ، وعمر بن يزيد يعرفانه ) ( 4 )

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 5 ص 74 .
( 2 ) المصدر السابق ج 8 ص 87 .
( 3 ) المناقب ج 3 ص 395 وفى المطبوعة في النجف جعفر بن أبي عائشة .
( 4 و 5 ) الكافى ج 5 ص 76 .

[ 57 ]

101 كا : العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان قال : حدثني جميل بن صالح ، عن أبي عمرو الشيباني قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائط له ، والعرق يتصاب عن ظهره فقلت : جعلت فداك اعطني أكفك ، فقال لي : إني احب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة ( 1 ) .
102 كا : علي بن محمد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن عذافر ، عن أبيه مثله مع اختصار ( 2 ) .
103 .
كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن داود بن سرحان قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام يكيل تمرا بيده فقلت : جعلت فداك لو أمرت بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك ( 3 ) .
104 كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى عن عبدالحميد بن سعيد قال : سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن عظام الفيل يحل بيعه أو شراؤه ، الذي يجعل منه الامشاط ؟ فقال : لا بأس ، قد كان لابي منه مشط أو أمشاط ( 4 ) .
105 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان عن شعيب قال : تكارينا لابي عبدالله عليه السلام قوما يعملون في بستان له وكان أجلهم إلى العصر فلما فرغوا قال لمعتب : أعطهم اجورهم قبل أن يجف عرقهم ( 5 ) .
106 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن أبي حنيفة سائق الحاج قال : مربنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث ، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا إلى المنزل فأتيناه ، فأصلح بيننا بأربعة مائة درهم ، فدفعها

___________________________________________________________________
( 1 ) الكافى ج 5 ص 76 .
( 2 ) نفس المصدر ج 5 ص 77 .
( 3 ) المصدر السابق ج 5 ص 87 بزيادة فيه .
( 4 ) المصدر السابق ج 5 ص 226 وأخرجه الشيخ في التهذيب ج 7 ص 133 .
( 5 ) المصدر السابق ج 5 ص 289 .

[ 58 ]

إلينا من عنده ، حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال : أما إنها ليست من مالي ، ولكن أبوعبدالله عليه السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شئ أن اصلح بينهما ، وأفتديهما من ماله ، فهذا من مال أبي عبدالله عليه السلام ( 1 ) .
107 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن النضر بن سويد ، عن عمرو ابن أبي المقدام قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام يوم عرفة بالموقف ، وهو ينادي بأعلا صوته ( أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان الامام ، ثم كان علي بن أبيطالب عليه السلام ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم هه ) فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه ، وعن يمينه ، وعن يساره ، ومن خلفه ، اثني عشرصوتا وقال عمرو : فلما أتيت منى سألت أصحاب العربية عن تفسيرهه فقالوا : هه لغة بني فلان أنا فاسألوني قال : ثم سألت غيرهم أيضا من أهل العربية ، فقالوا مثل ذلك ( 2 ) .
108 تم : روي أن مولانا الصادق عليه السلام كان يتلو القرآن في صرته ، فغشي عليه ، فلما أفاق سئل ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه ؟ فقال ما معناه : مازلت اكررآيات القرآن حتى بلغت إليحال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها .
109 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : إن رجلا أتى جعفرا صلوات الله عليه شبيها بالمستنصح له فقال له : يا أبا عبدالله كيف صرت اتخذت الاموال قطعا متفرقة ، ولو كانت في موضع واحد كان أيسر لمؤنتها وأعظم لمنفعتها ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : اتخذتها متفرقة ، فإن أصاب هذا المال شئ سلم هذا ، والصرة تجمع هذا كله ( 3 ) .
110 كا : علي بن محمد ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن عبدالله ابن حماد ، عن عمر بن يزيد قال : أتى رجل أبا عبدالله عليه السلام يقتضيه وأنا عنده

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 2 ص 209 .
( 2 ) الكافى ج 4 ص 466 .
( 3 ) المصدر السابق ج 5 ص 91

[ 59 ]

فقال له : ليس عندنا اليوم شئ ، ولكنه يأتينا خطر ( 1 ) ووسمة ( 2 ) فيباع ، ونعطيك إنشاء الله فقال له الرجل : عدني فقال : كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى مني لما أرجو ( 3 ) .
111 كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن أحمد بن النضر عن أبي جعفر الفزاري قال : دعا أبوعبدالله عليه السلام مولى له يقال له : مصادف ، فأعطاه ألف دينار وقال له : تجهز حتى تخرج إلى مصر ، فان عيالي قد كثروا قال : فتجهز بمتاع ، وخرج مع التجار إلى مصر ، فلما دنوا من مصر استقبلهم قافلة خارجة من مصر ، فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة ، وكان متاع العامة فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شئ فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح دينار دينارا ، فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة ، فدخل مصادف على أبي عبدالله عليه السلام ومعه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال : جعلت فداك هذا رأس المال ، وهذا الآخر ربح فقال : إن هذا الربح كثير ، ولكن ما صنعتم في المتاع ؟ فحدثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا ، فقال : سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا بربح الدينار دينارا ؟ ! ثم أخذ أحد الكيسين فقال : هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح ، ثم قال : يا مصادف مجالدة السيوف ، أهون من طلب الحلال ( 4 ) .
112 كا : محمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن جهم بن أبي جهم ، عن معتب قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام وقد تزيد السعر بالمدينة : كم عندنا من طعام ؟ قال : قلت : عندنا ما يكفينا أشهر كثيرة قال : أخرجه وبعه

___________________________________________________________________
( 1 ) الخطر : بالكسر ، نبات يختضب به .
( 2 ) الوسمة : بكسر السين وهى أفصح من التسكين نبت يخضب بورقه ويقال هو العظلم ، وأنكر الازهرى السكون .
( 3 ) الكافى ج 5 ص 96 .
( 4 ) نفس المصدر ج 5 ص 161 .

[ 60 ]

قال : قلت له : وليس بالمدينة طعام ! ! قال : بعه ، فلما بعته قال : اشترمع الناس يوما بيوم وقال : يا معتب اجعل قوت عيالي نصفا شعيرا ونصفا حنطة ، فإن الله يعلم أني واجد أن أطعمهم الحنطة على وجهها ، ولكني احب أن يراني الله قد أحسنت تقدير المعيشة ( 1 ) .
113 كا : علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن أحمد بن حماد ، عن محمد بن مرازم ، عن أبيه أو عمه قال : شهدت أبا عبدالله عليه السلام وهو يحاسب وكيلا له والوكيل يكثر أن يقول : والله ما خنت فقال له أبوعبدالله عليه السلام : يا هذا خيانتك وتضييعك علي مالي سواء إلا أن الخيانة شرها عليك ( 2 ) .
114 نبه : الفضل بن أبي قرة قال : كان أبوعبدالله عليه السلام يبسط رداءه وفيه صرر الدنانير فيقول للرسول : اذهب بها إلى فلان وفلان ، من أهل بيته ، وقل لهم : هذه بعث بها إليكم من العراق ، قال : فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال فيقولون : أما أنت فجزاك الله خيرا بصلتك قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأما جعفر فحكم الله بيننا وبينه ، قال : فيخر أبوعبدالله عليه السلام ساجدا ويقول : اللهم أذل رقبتى لولد أبي ( 3 ) .
115 ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لوددت أني وأصحابي في فلاة من الارض حتى نموت ، أو يأتي الله بالفرج ( 4 ) .
116 د : قال الثوري لجعفر بن محمد : يا ابن رسول الله اعتزلت الناس ! ! فقال : يا سفيان ، فسد الزمان ، وتغير الاخوان ، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد .

___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 5 ص 166 .
( 2 ) المصدر السابق ج 5 ص 304 .
( 3 ) تنبيه الخواطر ص 490 .
( 4 ) أمالى ابن الشيخ الطوسى ص 58 .