[ 61 ]
ثم قال :
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب * والناس بين مخاتل وموارب
يفشون بينهم المودة والصفا * وقلوبهم محشوة بعقارب
وقال الواقدي : جعفر من الطبقة الخامسة من التابعين .
أقول : روى البرسى في مشارق الانوار أن فقيرا سأل الصادق عليه السلام فقال
لعبده : ما عندك ؟ قال : أربعمائة درهم ، قال : أعطه إياها ، فأعطاه ، فأخذها وولى
شاكرا فقال لعبده : أرجعه ، فقال : يا سيدي سألت فأعطيت فماذا بعد العطا ؟
فقال له : رسول الله صلى الله عليه وآله : خير الصدقة ما أبقت غنى ، وإنالم نغنك ، فخذ هذا
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 61 سطر 9 الى ص 69 سطر 9
الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة ( 1 ) .
117 ين : ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الصيقل قال : كنت عند أبي عبدالله
عليه السلام جالسا فبعث غلاما له عجميا في حاجة إلى رجل ، فانطلق ثم رجع فجعل
أبوعبدالله عليه السلام يستفهمه الجواب ، وجعل الغلام لا يفهمه مرارا قال : فلما رأيته
لا يتعبر لسانه ولا يفهمه ظننت أنه عليه السلام سيغضب عليه ، قال : وأحد عليه السلام النظر إليه
ثم قال : أما والله لئن كنت عبي اللسان فما أنت بعيي القلب ، ثم قال : إن الحياء
والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب من الايمان ، والفحش والبذاء السلاطة
من النفاق ( 2 ) .
118 كتاب قضاء الحقوق للصورى : عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب
قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل
خراسان فقال : يا ابن رسول الله أنا من مواليكم أهل البيت ، وبيني وبينكم شقة بعيدة
وقد قل ذات يدي ، ولا أقدر أن أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني قال : فنظر أبوعبدالله
عليه السلام يمينا وشمالا وقال : ألا تسمعون ما يقول أخوكم ؟ إنما المعروف
___________________________________________________________________
( 1 ) مشارق الانوار ص 113 .
( 2 ) كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازى : في أواخر باب الصمت الا بخير ، وترك
الرجل مالا يعنيه ، والنميمة .
وهو أول باب من الكتاب .
[ 62 ]
ابتداء فأما ما أعطيت بعد ما سأل ، فإنما هو مكافاة لما بذل لك من [ ماء ] وجهه
ثم قال : فيبيت ليلته متأرقا متململا بين اليأس والرجاء لا يدري أين يتوجه
بحاجته ، فيعزم على القصد إليك ، فأتاك وقلبه يجب ( 1 ) وفرائصه ترتعد ، وقد نزل
دمه في وجهه ، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد ، أم بسرور النجح
فأن أعطيته رأى أنك قد وصلته ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي فلق الحبة
وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيا ، لما يتجشم من مسألته إياك ، أعظم مما ناله من
معروفك .
قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم ، ودفعوها إليه .
___________________________________________________________________
( 1 ) الوجيب : اضطراب القلب وشدة خفقانه ، وفي الضحاح : وجب القلب وجيبا
اضطرب .
[ 63 ]
1 ب : محمد بن عيسى ، عن بكر بن محمد الازدي قال : عرض لقرابة لي ونحن
في طريق مكة وأحسبه قال : بالر بذة ( 1 ) فلما صرنا إلى أبي عبدالله عليه السلام ذكرنا
ذلك له ، وسألناه الدعآء له ، ففعل ، قال بكر : فرأيت الرجل حيث عرض ( 2 ) له
ورأيته حيث أفاق ( 3 ) .
2 جا ( 4 ) ما : المفيد ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن
البرقي ، عن أبيه قال : حدثني من سمع حنان بن سدير يقول : سمعت أبي سدير
الصيرفي يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرى النائم ، وبين يديه طبق مغطى
___________________________________________________________________
( 1 ) الربذة : بفتح أوله وثانيه ، وذال معجمة مفتوحة ، من قرى المدينة ، على
ثلاثة أميال منها ، قريبة من ذات عرق ، على طريق الحجاز ، اذا رحلت من فيد تريد مكة
وبها قبر الصحابى الجليل أبى ذر جندب بن جنادة الغفارى ( رضى الله عنه ) أخرجه اليها
عثمان بن عفان كرها ، وليس بها ضرع ولا زرع ولا ثاغية ولا راغية ، أرض جرداء فاحلة
فبقى بها منفيا حتى مات رحمه الله وتولى غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه طائفة من المؤمنين
بشهادة النبى صلى الله عليه وآله لهم بذلك وهم مالك الاشتر وصحبه ، وقد سكنها اناس
جاوروا قبر ابى ذر فكانت آهله حتى سنة ( 319 ) حيث خرجها القرامطة لعنهم الله فيما خربوا
من آثار الاسلام وبلاد المسلمين .
( 2 ) العرض بالفتح الجنون ، وفى القاموس عرض له الغول ظهرت .
( 3 ) قرب الاسناد ص 11 .
( 4 ) امالى الشيخ المفيد ص 179 .
[ 64 ]
بمنديل ، فدنوت منه وسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم كشف المنديل عن الطبق فإذا
فيه رطب فجعل يأكل منه ، فدنوت منه فقلت : يا رسول الله ناولني رطبة ، فناولني
واحدة فأكلتها ثم قلت : يا رسول الله ناولني اخرى فناولنيها فأكلتها ، وجعلت
كلما أكلت واحدة سألته اخرى ، حتى أعطاني ثماني رطبات فأكلتها ، ثم طلبت
منه اخرى فقال لي : حسبك ! قال : فانتبهت من منامي ، فلما كان من الغد ، دخلت
على جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وبين يديه طبق مغطى بمنديل ، كأنه الذي رأيته
في المنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، ثم كشف عن
الطبق فاذا فيه رطب ، فجعل يأكل منه فعجبت لذلك ، فقلت : جعلت فداك ناولني
رطبة ، فناولني فأكلتها ، ثم طلبت اخرى فناولني فأكلتها ، وطلبت اخرى حتى
أكلت ثماني رطبات ، ثم طلبت منه اخرى فقال لي : لوزادك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
لزدناك فأخبرته الخبر فتبسم تبسم عارف بما كان ( 1 ) .
3 ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن علي بن سليمان ، عن أحمد بن القاسم
عن أحمد بن محمد السياري ، عن محمد بن خالد البرقى ، عن سعيد بن مسلم ، عن داود
ابن كثير الرقي قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام إذ قال لي مبتدئا من قبل
نفسه : يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من
عملك صلتك لابن عمك فلان ، فسرني ذلك إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء
عمره وقطع أجله ، قال داود : وكان لي ابن عم معاندا خبيثا بلغني عنه وعن عياله
سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة فلما صرت بالمدينة خبرني أبوعبدالله
عليه السلام بذلك ( 2 ) .
4 ما : أبوالقاسم بن شبل ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق
عن ابن أبي عمير ، عن سدير الصير في قال : جاءت امرأة إلى أبي عبدالله عليه السلام فقالت
له : جعلت فداك ، أبي وامي وأهل بيتي نتولا كم ، فقال لها أبوعبدالله عليه السلام :
___________________________________________________________________
( 1 ) امالى الشيخ الطوسى ص 70 .
( 2 ) نفس المصدر ص 263 .
[ 65 ]
صدقت ، فما الذي تريدين ؟ قالت له المرأة : جعلت فداك يا ابن رسول الله أصابني
وضح في عضدي ، فادع الله أن يذهب به عني قال أبوعبدالله : اللهم إنك تبرئ
الاكمه والابرص ، وتحيي العظام وهي رميم ، ألبسها من عفوك وعافيتك ماترى
أثر إجابة دعائي فقالت المرأة : والله لقد قمت ، ومابي منه قليل ولا كثير ( 1 ) .
5 ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن بشر ، عن فضالة ، عن
محمد بن مسلم ، عن المفضل بن عمر قال : حمل إلى أبي عبدالله عليه السلام مال من
خراسان مع رجلين من أصحابه ، لم يزالا يتفقدان المال حتى مرا بالري ، فرفع
إليهما رجل من أصحابهما كيسافيه ألفا درهم ، فجعلا يتفقدان في كل يوم الكيس
حتى دنيا من المدينة ، فقال أحدهما لصاحبه : تعال حتى ننظر ما حال المال ؟
فنظرا فاذا المال على حاله ما خلاكيس الرازي ، فقال أحدهما لصاحبه : الله المستعان
ما نقول الساعة لابي عبدالله عليه السلام ؟ فقال أحدهما : إنه عليه السلام كريم ، وأنا
أرجوأن يكون علم نقول عنده ، فلما دخلا المدينة قصدا إليه ، فسلما إليه المال
فقال لهما : أين كيس الرازي ؟ فأخبراه بالقصه ، فقال لهما : إن رأيتما الكيس
تعرفانه ؟ قالا : نعم ، قال : يا جارية علي بكيس كذا وكذا ، فأخرجت الكيس
فرفعه أبوعبدالله عليه السلام إليهما فقال : أتعرفانه ؟ قالا : هو ذاك قال : إني احتجت
في جوف الليل إلى مال ، فوجهت رجلا من الجن من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس
من متاعكما ( 2 ) .
6 يج : عن المفضل مثله .
7 ير : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن حماد بن عثمان
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك
لاني نظرت مصحف فاطمة عليها السلام ( 3 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ص 259 .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 2 باب 18 ص 27 .
( 3 ) نفس المصدر ج 3 باب 14 ص 42 وهو صدر حديث .
[ 66 ]
بيان : لعل المراد ابن أبي العوجاء وأضرابه الذين ظهروا في أواسط زمانه
عليه السلام .
8 ير : ابن يزيد ، عن الوشاء ، عن ابن أبي حمزة قال : خرجت بأبي بصير
أقوده إلى باب أبي عبدالله عليه السلام قال : فقال لي : لاتتكلمولا تقل شيئا فانتهيت به إلى
الباب ، فتنحنح فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يا فلانة افتحي لابي محمد الباب قال :
فدخلنا والسراج بين يديه ، فاذا سفط بين يديه مفتوح قال : فوقعت علي الرعدة
فجعلت أرتعد فرفع رأسه إلي فقال : أبزاز أنت ؟ قلت : نعم جعلني الله فداك قال :
فرمى إلي بملاءة قوهية ( 1 ) كانت على المرفقة فقال : اطو هذه فطويتها ثم قال :
أبزاز أنت ؟ وهو ينظر في الصحيفة قال : فازددت رعدة ، قال : فلما خرجنا قلت :
يا أبا محمد ما رأيت كمامر بي الليلة ، إني وجدت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام سفطا
قد أخرج منه صحيفة ، فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة ، قال : فضرب
أبو بصير يده على جبهته ثم قال : ويحك ألا أخبرتني ، فتلك والله الصحيفة التي فيها
أسامي الشيعة ، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها ( 2 ) .
9 ير : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن أبي بصير وداود الرقي
عن معاوية بن عمار ومعاوية بن وهب ، عن ابن سنان قال : كنا بالمدينة ، حنى بعث
داود بن علي إلى المعلى بن خنيس فقتله .
فجلس أبوعبدالله عليه السلام فلم يأته شهرا قال :
فبعث إليه أن ائتني فأبى أن يأتيه ، فبعث إليه خمس نفر من الحرس فقال : ائتوني
به ، فإن أبى فائتوني به أو برأسه ، فدخلوا عليه وهو يصلي ونحن نصلي معه الزوال
فقالوا أجب داود بن علي قال : فإن لم اجب ؟ قال : أمرنا أن نأتيه برأسك فقال :
وما أظنكم تقتلون ابن رسول الله ، قالوا : ما ندري ما تقول ، وما نعرف إلا الطاعة
___________________________________________________________________
( 1 ) نسبة إلى قوهستان معرب كوهستان ويعنى موضع الجبال وهى كورة بين
نيسابور وهراة وقصبتها قاين ، وأيضا بلد بكرمان قرب جيرفت ، ومنه ثوب قوهى فما ينسج
بها أو كل ثوب أشبهه يقال له قوهى وان لم يكن من قوهستان .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 4 باب 3 ص 46 .
[ 67 ]
قال : انصرفوا فانه خيرلكم في دنياكم وآخرتكم ، قالوا : والله لا ننصرف حتى
نذهب بك معنا أو نذهب برأسك قال : فلما علم أن القوم لا يذهبون إلا بذهاب
رأسه وخاف على نفسه ، قالوا : رأيناه قد رفع يديه ، فوضعهما على منكبيه ، ثم
بسطهما ، ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول : الساعة الساعة ، فسمعنا صراخا عاليا
فقالوا له : قم ! فقال لهم : أما إن صاحبكم قدمات ، وهذا الصراخ عليه ، فابعثوا
رجلا منكم ، فإن لم يكن هذا الصراخ عليه ، قمت معكم ، قال : فبعثوا رجلا
منهم فما لبث أن أقبل فقال : يا هؤلاء قدمات صاحبكم ، وهذا الصراخ عليه فانصرفوا
فقلت له : جعلنا الله فداك ما كان حاله ؟ قال : قتل مولاي المعلى بن خنيس ، فلم آته
منذ شهر فبعث إلي أن آتيه ، فلما أن كان الساعة لم آته ، فبعث إلي ليضرب عنقي
فدعوت الله باسمه الاعظم ، فبعث الله إليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله
فقلت له : فرفع اليدين ماهو ؟ قال : الابتهال فقلت : فوضع يديك وجمعها ؟ فقال :
التضرع ، قلت : ورفع الاصبع قال : البصبصة ( 1 ) .
10 ير : أحمد بن محمد ، عن بكر ، عمن رواه ، عن عمر بن يزيد قال : دخلت
على أبي عبدالله عليه السلام فبسط رجليه وقال : اغمزها يا عمر قال : فأضمرت في نفسي أن
أسأله عن الامام بعده قال : فقال : يا عمر لا اخبرك عن الامام بعدي ( 2 ) .
11 ير : محمد بن علي ، عن عمه محمد بن عمر ، عن عمر بن يزيد قال : كنت عند
أبي عبدالله عليه السلام ليلة من الليالي ، ولم يكن عنده أحد غيري ، فمد رجله في حجري
فقال : اغمزها يا عمر ! قال : فغمزت رجله ، فنظرت إلى اضطراب في عضلة ساقيه
فأردت أن أسأله إلى من الامر من بعده ، فأشار إلي فقال : لا تسألني في هذه الليلة
عن شئ فاني لست اجيبك ( 3 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) المصدر السابق ج 5 باب 2 ص 58 .
( 2 ) المصدر السابق ج 5 باب 10 ص 63 .
( 3 ) المصدر السابق ج 5 باب 10 ص 63 .
[ 68 ]
12 كشف : من كتاب الدلائل للحميري عن عمر بن يزيد مثله ( 1 )
13 ير : إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن إبراهيم بن محمد ، عن شهاب
ابن عبد ربه قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وأنا اريد أسأله عن الجنب يغرف الماء
من الحب ، فلما صرت عنده انسيت المسألة فنظر إلي أبوعبدالله عليه السلام فقال :
يا شهاب لا بأس أن يغرف الجنب من الحب ( 2 ) .
14 يج : عن شهاب مثله .
15 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن الحسين بن بردة ، وعن جعفر
ابن بشير الخزاز ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا إسماعيل
ضع لي في المتوضأ ماءا قال : فقمت فوضعت له ، قال : فدخل ، قال : فقلت في يفسي
أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ ، قال : فلم يلبث أن خرج فقال :
يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ماشئتم
فلن تبلغوا ، فقال إسماعيل : وكنت أقول إنه وأقول وأقول ( 3 ) .
16 كشف : من كتاب الدلائل للحميري ، عن عبدالعزيز مثله ( 4 ) .
بيان : قوله ( إنه ) أي أنه الرب تعالى الله عن ذلك ، ( وأقول ) أي لم أرجع
بعد عن هذا القول أو المعنى أني كنت مصرا على هذا القول .
17 ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين
ابن أحمد بن أسدبن أبي العلا ، عن هشام بن أحمد قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام
وأنا اريد أن أسأله عن المفضل بن عمرو هوفي مصنعة له ، في يوم شديد الحر ، والعرق
يسيل على خده ، فيجزي على صدره ، فابتدأني فقال : نعم والله الرجل المفضل بن
عمر ، نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر الجعفي ، حتى أحصيت
___________________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة ج 2 ص 422 .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 63 .
( 3 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 63 .
( 4 ) كشف الغمة ج 2 ص 427 .
[ 69 ]
بضعا وثلاثين مرة ، يقولها ويكررها ، وقال : إنما هو والد بعدوالد ( 1 ) .
بيان : المصنعة الحوض يجمع فيه ماء المطر والاصوب ( في ضيعة ) كما في بعض
النسخ .
18 ير : محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن شهاب بن عبد ربه قال :
أتيت أبا عبدالله عليه السلام أسأله فابتدأني فقال : إن شئت فسل يا شهاب ، وإن شئت أخبرناك
بما جئت له ، قلت : أخبرني جعلت فداك قال : جئت لتسأل عن الجنب يغرف الماء
من الحب بالكوز ، فيصيب يده الماء ؟ قلت : نعم قال : ليس به بأس قال : وإن شئت
سل ، وإن شئت أخبرتك قال : قلت له : أخبرني قال : جئت تسأل عن الجنب يسهو
ويغمريده في الماء قبل أن يغسلها ؟ قلت : وذاك جعلت فداك قال : إذا لم يكن أصاب
-بحار الانوار مجلد: 43 من ص 69 سطر 10 الى ص 77 سطر 10
يده شئ فلا بأس بذاك ، سل وإن شئت أخبرتك قلت : أخبرني قال : جئت لتسألني
عن الجنب يغتسل ، فيقطر الماء من جسمه في الاناء ، أو ينضع الماء من الارض فيقع في
الاناء ؟ قلت : نعم جعلت فداك قال : ليس بهذا بأس كله ، فسل وإن شئت أخبرتك
قلت : أخبرني قال : جئت لتسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة أتوضأ منه
أولا ؟ قلت : نعم قال : فتوضأ من الجانب الآخر إلا أن يغلب على الماء الريح
وجئت لتسأل عن الماء الراكد من البئر قال : فما لم يكن فيه تغيير أو ريح غالبة
قلت : فما التغيير ؟ قال : الصفرة ، فتوضأ منه ، وكلما غلب عليه كثرة الماء فهو
طاهر ( 2 ) .
19 قب : عن شهاب مثله ( 3 ) .
20 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال قال :
اختلف الناس في جابر بن يزيد ، وأحاديثه وأعاجيبه قال : فدخلت على أبي عبدالله
عليه السلام وأنا اريد أن أسأله عنه ، فابتدأني من غير أن أسأله رحم الله جابر بن
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64 بتفاوت يسير .
( 2 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64 .
( 3 ) المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 347 .
[ 70 ]
يزيد الجعفي ، كان يصدق علينا ، ولعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا ( 1 ) .
21 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن إبراهيم بن الفضل ، عن عمر
ابن يزيد قال : كنت عند أبي عبدالله وهو وجع فولاني ظهره ، ووجهه إلى الحائط
فقلت في نفسي : ما أدري ما يصيبه في مرضه ، وما سألته عن الامام بعده ، فأنا افكر في
ذلك ، إذ حول وجهه إلي فقال : إن الامر ليس كما تظن ليس علي من وجعي
هذا بأس ( 2 ) .
22 ير : الحسين بن علي ، عن عيسى ، عن مروان ، عن الحسين بن موسى
الحناط قال : خرجت أنا وجميل بن دراج وعائذ الاحمسي حاجين قال : وكان
يقول عائذ لنا : إن لي حاجة إلى أبي عبدالله عليه السلام اريد أن أسأله عنها ، قال :
فدخلنا عليه ، فلما جلسنا قال لنا مبتدئا : من أتى الله بما افترض عليه لم يسأله عما سوى
ذلك قال : فغمزنا عائذ ، فلما قمنا قلنا : ما حاجتك ؟ قال : الذي سمعنا منه إني
رجل لا اطيق القيام بالليل ، فخفت أن أكون مأثوما مأخوذا به فأهلك ( 3 ) .
23 كشف : من كتاب الدلائل للحميري ، عن عائذ مثله ( 4 ) .
24 قب : سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن فضال ، عن هارون بن مسلم ، عن
الحسن بن موسى الحناط مثله ( 5 ) .
25 ير علي بن حسان ، عن جعفر بن هارون الزيات قال : كنت أطوف
بالكعبة فرأيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت في نفسي : هذا هو الذي يتبع ، والذي هو
كذا وكذا قال : فما علمت به حتى ضرب يده على منكبي ، ثم أقبل علي وقال :
( أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر ) ( 6 ) .
___________________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64 .
( 2 ) نفس المصدر ج 5 باب 10 ص 64 .
( 3 ) المصدر السابق ج 5 باب 10 ص 64 .
( 4 ) كشف الغمة ج 2 ص 424 .
( 5 ) وأخرجه الشيخ في التهذيب ج 2 ص 10 .
( 6 ) بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65 .