1 / 1
الطَّهارَةُ
إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ
الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم
تَطهيرًا[1] .
1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّا
أهلُ بَيتٍ قَد أذهَبَ اللهُ عَنَّا
الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ[2] .
2 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : إنَّ اللهَ
عَزَّوجَلَّ قَسَّمَ الخَلقَ قِسمَينِ ،
فَجَعَلَنِي في خَيرِهِما قِسمًا ،
وذلِكَ قَولُهُ : وأصحابُ اليَمينِ
وأصحابُ الشِّمالِ فَأَنَا مِن أصحابِ
الَيمينِ ، وأنَا خَيرُ أصحابِ الَيمينِ .
ثُمَّ جَعَلَ القِسمَينِ أثلاثًا ،
فَجَعَلَني في خَيرِها ثُلُثاً ، فَذلِكَ
قَولُهُ تَعالى : فَأَصحَابُ المَيمَنَةِ
والسّابِقونَ السّابِقونَ [3] فَأَنَا
مِنَ السّابِقينَ ، أنَا خَيرُ
السّابِقينَ . ثُمَّ جَعَلَ الأَثلاثَ
قَبائِلَ ، فَجَعَلَني في خَيرِها
قَبيلَةً ، وذلِكَ قَولُ اللهِ تَعالى :
وجَعَلناكُم شُعوباً وقَبائِلَ
لِتَعارَفوا إنَّ أكرَمَكُم عِندَ اللهِ
أتقاكُم إنَّ اللهَ عَليمٌ خَبيرٌ[4] وأنَا
أتقى وُلدِ آدَمَ وأكرَمُهُم عَلَى اللهِ
ولا فَخرَ . ثُمَّ جَعَلَ القَبائِلَ
بُيوتًا فَجَعَلَني في خَيرِها بَيتًا ،
وذلِكَ قَولُهُ عَزَّوجَلَّ : إنَّما
يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ
أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًافَأَنَا وأهلُ بَيتي
مُطَهَّرونَ مِنَ الذُّنوبِ[5].
3 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : أنَا
وعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ
وتِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ
مُطَهَّرونَ مَعصومونَ[6] .
4 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : الأَئِمَّةُ
بَعدِي اثنا عَشَرَ عَدَدُ نُقَباءِ بَني
إسرائيلَ ، كُلُّهمُ اُمَناءُ أتقِياءُ
مَعصومونَ[7] .
5 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : نَحنُ أهلُ
بَيتٍ طَهَّرَهُمُ اللهُ ، مِن شَجَرَةِ
النُّبُوَّةِ ، ومَوضِعِ الرِّسالَةِ ،
ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ ، وبَيتِ
الرَّحمَةِ ، ومَعدِنِ العِلمِ[8] .
6 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : مَن سَرَّهُ
أن يَنظُرَ إلَى القَضيبِ الأَحمَرِ
الَّذي غَرَسَهُ اللهُ بِيَدِهِ ويَكونَ
مُتَمَسِّكًا بِهِ فَليَتَوَلَّ
عَلِيًّا وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِهِ ،
فَإِنَّهُم خِيَرَةُ اللهِ عَزَّوجَلَّ
وصَفوَتُهُ ، وهُمُ المَعصومونَ مِن
كُلِّ ذَنبٍ وخَطيئَةٍ[9] .
7 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّما
أمَرَ اللهُ عَزَّوجَلَّ بِطاعَةِ
الرَّسولِ لِأَنَّهُ مَعصومٌ مُطَهَّرٌ ،
لا يَأمُرُ بِمَعصِيَتِهِ . وإنَّما أمَرَ
بِطاعَةِ اُولِي الأَمرِ لِأَنَّهُم
مَعصومونَ مُطَهَّرونَ ، لا يَأمُرونَ
بِمَعصِيَتِهِ[10].
8 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ
عَزَّوجَلَّ فَضَّلَنا أهلَ البَيتِ ،
وكَيفَ لا يَكونُ كَذلِكَ وَاللهُ
عَزَّوجَلَّ يَقولُ في كِتابِهِ : إنَّما
يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ
أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ؟!
فَقَد طَهَّرَنا مِنَ الفَواحِشِ ما
ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، فَنَحنُ عَلى
مِنهاجِ الحَقِّ [11] .
9 ـ الإمام الحسن عليه السّلام : إنّا أهلُ
بَيتٍ أكرَمَنَا اللهُ بِالإِسلامِ ،
وَاختارَنا وَاصطَفانا واجتَبانا ،
فَأَذهَبَ عَنَّا الرِّجسَ وطَهَّرَنا
تَطهيرًا ، وَالرِّجسُ هُوَ الشَّكُّ ،
فَلا نَشُكُّ فِي اللهِ الحَقِّ ودينِهِ
أبَدًا ، وطَهَّرَنا مِن كُلِّ أفنٍ
وغَيَّةٍ[12] .
10 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنّا لا
نوصَفُ ، وكَيفَ يوصَفُ قَومٌ رَفَعَ
اللهُ عَنهُمُ الرِّجسَ ، وهُوَ الشَّكُّ
؟ ![13] .
11 ـ الإمام الصادق عليه السّلام :
الأَنبِياءُ وَالأَوصِياءُ لا ذُنوبَ
لَهُم، لِأَنَّهُم مَعصومونَ
مُطَهَّرونَ[14] .
12 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ الشَّكَّ
وَالمَعصِيَةَ فِي النّارِ ، لَيسا مِنّا
ولا إلَينا[15] .
13 ـ عنه عليه السّلام ـ في قَولِ اللهِ
عَزَّوجَلَّ : إنَّما يُريدُ اللهُ
لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ
ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ـ : الرِّجسُ هُوَ
الشَّكُّ[16] .
14 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : إنَّ
الإِمامَةَ خَصَّ اللهُ عَزَّوجَلَّ بِها
إبراهيمَ الخَليلَ عليه السّلام بَعدَ
النُّبُوَّةِ وَالخُلَّةِ ، مَرتَبَةً
ثالِثَةً ، وفَضيلَةً شَرَّفَهُ بِها
وأشادَ بِها ذِكرَهُ ، فَقالَ : إنّي
جاعِلُكَ لِلنّاسِ إمامًا ، فَقالَ
الخَليلُ عليه السّلام سُرورًا بِها :
ومِن ذُرِّيَّتي ؟ قالَ اللهُ تَبارَكَ
وتَعالى : لا يَنالُ عَهدِي الظّالِمينَ
[17] . فَأَبطَلَت هذِهِ الآيَةُ إمامَةَ
كُلِّ ظالِمٍ إلى يَومِ القِيامَةِ ،
وصارَت فِي الصَّفوَةِ . ثُمَّ أكرَمَهُ
اللهُ تَعالى بِأَن جَعَلَها في
ذُرِّيَّتِهِ أهلِ الصَّفوَةِ
وَالطَّهارَةِ ، فَقالَ : ووَهَبنا لَهُ
إسحاقَ ويَعقوبَ نافِلةً وكُلّاً جَعَلنا
صالِحينَ * وجَعَلناهُم أَئِمَّةً
يَهدونَ بِأَمرِنا وأوحَينا إلَيهِم
فِعلَ الخَيراتِ وإقامَ الصَّلاةِ
وإيتاءَ الزَّكاةِ وكانوا لَنا عابِدينَ
[18] [19] .
15 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي
الزِّيـارَةِ الجامِعَـةِ الَّتي
يُـزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ ـ : أشهَدُ
أنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ ،
المَهدِيّونَ المَعصومونَ المُكَرَّمونَ
... عَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ ،
وآمَنَكُم مِنَ الفِتَنِ ، وطَهَّرَكُم
مِنَ الدَّنَسِ ، وأذهَبَ عَنكُمُ
الرِّجسَ وطَهَّرَكُم تَطهيرًا[20] .
الاحتجاجات بمزيّة الطهارة
أشرنا سابقًا إلى أنّ مزيّة الطهارة
المطلقة لأهل البيت عليهم السّلام في
العقيدة والأخلاق والعمل هي اُسّ الخصائص
التي تؤهّلهم لهداية الاُمّة الإسلاميّة
وقيادتها ؛ من هنا فهي تتصدّر خصائصهم
ومزاياهم جميعها . وقد ورد الاحتجاج بها
مرارًا لإثبات أحقّيّتهم أمام مَن أضاع
حقوقهم .
خاطب أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أبا
بكر عندما امتنع من بيعته في قضيّة
السقيفة[21] معدّدًا فضائله ، فقال فيما قال
له :
أنشُدُكَ بِاللهِ ، أنَا صاحِبُ دَعوَةِ
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله وأهلي
ووُلدي يَومَ الكِساءِ : «اللّهُمَّ
هؤُلاءِ أهلي ، إلَيكَ لا إلَى النّارِ»
أم أنتَ ؟ قالَ : بَل أنتَ وأهلُكَ
ووُلدُكَ[22] .
واحتجّ عليه أيضًا بآية التطهير في قضيّة
فدك ، لإثبات أحقّيّة السيّدة فاطمة
الزهراء عليها السّلام : أخبِرني عَن
قَولِ اللهِ عَزَّوجَلَّ : إنَّما يُريدُ
اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ
البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا فيمَن
نَزَلَت ، فينا أم في غَيرِنا ؟ قالَ : بَل
فيكُم[23] .
واحتجّ بها أيضًا في الشورى التي تشكّلت
بأمر عمر لتعيين الخليفة بعده ، فخاطبهم
لإثبات أهليّته قائلاً :
فَأَنشُدُكُمُ اللهَ ، هَل فيكُم أحَدٌ
اُنزِلَ فيهِ آيَةُ التَّطهيرِ حَيثُ
يَقولُ : إنَّما يُريدُ اللهُ ... غَيري ؟
قالوا : اللّهُمَّ لا[24] .
وعندما كان يذكر فضائله أمام جمع من
المهاجرين والأنصار في خلافة عثمان ،
وطلبوا منه أن يقول شيئًا ، فإنّه أشار إلى
واقعة الكساء وآية التطهير في سياق تأييده
خدماتهم للإسلام[25] .
وحينما دعا الناكثين ومساعير الجمل إلى
بيعته مرّة اُخرى ، فإنّه عدّد فضائله ،
وأشار إلى خاصّيّة الطهارة لإثبات
أحقّيّته ، وقال : ألا ونَحنُ أهلُ البَيتِ
الَّذينَ أذهَبَ اللهُ عَنهُمُ
الرِّجسَ[26] .
وأكّد هذه الخاصّيّة في أحد كتبه إلى
معاوية بن أبي سفيان ، فقال : ونَحنُ أهلُ
البَيتِ الَّذينَ أذهَبَ اللهُ عَنهُمُ
الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرًا[27] .
وأشار إلى حديث الكساء أيضًا ، في خطبة
خطبها عند التقاء الجيشين في واقعة
صفّين[28] .
واستند أبناؤه الطاهرون إلى حديث الكساء
وآية التطهير في مقام إثبات أحقّيّة أهل
البيت عليهم السّلام ، سواء من شهد الكساء
منهم كالإمام الحسن[29] والإمام الحسين[30]
عليهما السّلام أم لم يشهد كالإمام زين
العابدين[31] ، والإمام الباقر[32]، والإمام
الرضا[33]عليهم السّلام .
وكذلك احتجّ بطهارة أهل البيت عليهم
السّلام إحدى أزواج النبيّ صلّى الله عليه
و آله [34] ، وجمع من صحابته كابن عبّاس[35] ،
وسعد بن أبي وقّاص[36] ، وواثلة بن الأسقع[37]
في مواقف مختلفة .
1 / 2
عِدلُ القُرآنِ
16 ـ زَيدُ بنُ أرقَمَ : قامَ رَسولُ اللهِ
صلّى الله عليه و آله يَومًا فينا خَطيبًا
بِماءٍ يُدعى «خُمًّا» بَينَ مَكَّةَ
وَالمَدينَةِ ، فَحَمِدَ اللهَ وأثنى
عَلَيهِ ووَعَظَ وذَكَّرَ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، ألا أيُّهَا النّاسُ،
فَإِنَّما أنَا بَشَرٌ يوشِكُ أن يَأتِيَ
رَسولُ رَبّي فَاُجيبَ ، وأنَا تارِكٌ
فيكُم ثَقَلَينِ : أوَّلُهُما كتابُ اللهِ
فيهِ الهُدى وَالنّورُ ، فَخُذوا بِكتابِ
اللهِ وَاستَمسِكوا بِهِ . فَحَثَّ عَلى
كِتابِ اللهِ ورَغَّبَ فيهِ ، ثُمَّ قالَ :
وأهلُ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللهَ في
أهلِ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهلِ
بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهلِ
بَيتي[38] .
17 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّي
تارِكٌ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن
تَضِلّوا بَعدي ، أحدُهُما أعظَمُ مِنَ
الآخَرِ : كتابُ اللهِ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ
السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلُ
بَيتي ، ولَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا
عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروا كَيفَ
تَخلُفوني فيهِما[39] .
18 ـ زيدُ بنُ أرقَمَ : لَمّا رَجَعَ رَسولُ
اللهِ صلّى الله عليه و آله مِن حَجَّةِ
الوَداع ونَزَلَ غَديرَ خُمٍّ أمَرَ
بِدَوحاتٍ فَقُمِمنَ[40] فَقالَ : كَأَنّي
قَد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، إنّي قَد تَرَكتُ
فيكُمُ الثَّقَلَينِ أحَدُهُما أكبَرُ
مِنَ الآخَرِ : كِتابَ اللهِ تَعالى
وعِترَتي ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفوني
فيهِما ، فَإِنَّهُما لَن يَتَفَرَّقا
حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ . ثُمَّ
قالَ : إنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ مَولايَ
وأنَا مَولى كُلِّ مُؤمِنٍ . ثُمَّ أخَذَ
بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السّلام فَقالَ : مَن
كُنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّهُ ،
اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن
عاداهُ[41] .
19 ـ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ : رَأيتُ
رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله في
حَجَّتِهِ يَومَ عَرَفَةَ وهُوَ عَلى
ناقَتِهِ القَصواءِ يَخطُبُ ،
فَسَمِعتُهُ يَقولُ : يا أيُّهَا النّاسُ
، إنّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن أخَذتُم
بِهِ لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللهِ وعترَتي
أهلَ بَيتي[42] .
20 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : يا
أيُّهَا النّاسُ ، إنّي فَرَطٌ لَكُم ،
وأنتُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ، وإنّي
سائِلُكُم حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ
الثَّقَلَينِ ، فَانظُروا كَيفَ
تَخلُفونّي فيهِما: الثَّقَلُ الأَكبَرُ
كِتابُ اللهِ ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ
اللهِ وطَرَفُهُ بِأَيديكُم ،
فَاستَمسِكوا بِهِ ، ولا تَضِلّوا ولا
تَبَدَّلوا[43] .
21 ـ حُذَيفَةُ بنُ اُسَيدٍ الغِفارِيُّ :
لَمّا صَدَرَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه
و آله مِن حَجَّةِ الوَداعِ نَهى أصحابَهُ
عَن شَجَراتٍ بِالبَطحاءِ مُتَقارِباتٍ
أن يَنزِلوا تَحتَهُنَّ ، ثُمَّ بَعَثَ
إلَيهِنَّ فَقُمَّ ما تَحتَهُنَّ مِنَ
الشَّوكِ ، وعَمَدَ إلَيهِنَّ فَصَلّى
تَحتَهُنَّ ، ثُمَّ قامَ فَقالَ : يا
أيُّهَا النّاسُ ، إنّي قَد نَبَّأَنِيَ
اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُ لَم يُعَمَّر
نَبِيٌّ إلّا نِصفَ عُمُرِ الَّذي يَليهِ
مِن قَبلِهِ، وإنّي لَأَظُنُّ أنّي
يوشَكُ أن اُدعى فَاُجيبَ، وإنّي
مَسؤولٌ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَماذا
أنتُم قائِلونَ ؟ قالوا : نَشهَدُ أنَّكَ
قَد بَلَّغتَ وجَهَدتَ ونَصَحتَ ،
فَجَزاكَ اللهُ خَيرًا ، فَقالَ : أ لَيسَ
تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ
مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ ؟ وأنَّ
جَنَّتَهُ حَقٌّ ونارَهُ حَقٌّ ؟ وأنَّ
المَوتَ حَقٌّ ؟ وأنَّ البَعثَ بَعدَ
المَوتِ حَقٌّ ؟ وأنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ
لا رَيبَ فيها ؟ وأنَّ اللهَ يَبعَثُ مَن
فِي القُبورِ؟ قالوا : بَلى نَشهَدُ
بِذلِكَ ، قالَ : اللّهُمَّ اشهَد .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ اللهَ
مَولايَ وأنَا مَولَى المُؤمِنينَ ،
وأنَا أولى بِهِم مِن أنفُسِهِم ، فَمَن
كُنتُ مَولاهُ فَهذا مَولاهُ ـ يَعني
عَلِيًّا ـ اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ
وعادِ مَن عاداهُ .
ثُمَّ قالَ : يا أيُّها النّاسُ ، إنّي
فَرَطُكُم ، وإنَّكُم وارِدونَ عَلَيَّ
الحَوضَ ، حَوضٌ أعرَضُ ما بَينَ بُصرى
وصَنعاءَ ، فيهِ عَدَدُ النُّجومِ
قِدحانٌ مِن فِضَّةٍ ، وإنّي سائِلُكُم
حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَينِ
، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفونّي فيهِما ،
الثَّقَلُ الأَكبَرُ كِتابُ اللهِ
عَزَّوجَلَّ ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ
اللهِ وطَرَفُهُ بِأَيدِيكُم ،
فَاستَمسِكوا بِهِ لا تَضِلّوا ولا
تَبَدَّلوا، وعِترَتي أهلُ بَيتي ،
فَإِنَّهُ نَبَّأَنِيَ اللَّطيفُ
الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَنقَضِيا حَتّى
يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ[44] .
22 ـ مَعروفُ بنُ خَرَّبوذَ عَن أبِي
الطُّفَيلِ عامِرِ بنِ واثِلَةَ عَن
حُذَيفَةَ بنِ اُسَيدٍ الغِفارِيِّ :
لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه
و آله مِن حَجَّةِ الوَداعِ ونَحنُ مَعَهُ
أقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَى الجُحفَةِ ،
فَأَمَرَ أصحابَهُ بِالنُّزولِ فَنَزَلَ
القَومُ مَنازِلَهُم ، ثُمَّ نودِيَ
بِالصَّلاةِ فَصَلّى بِأَصحابِهِ
رَكعَتَينِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ
إلَيهِم فَقالَ لَهُم : إنَّهُ قَد
نَبَّأَنِيَ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنّي
مَيِّتٌ وأنَّكُم مَيِّتونَ ، وكَأَنّي
قد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، وإنّي مَسؤولٌ
عَمّا اُرسِلتُ بِهِ إلَيكُم وعَمّا
خَلَّفتُ فيكُم مِن كِتابِ اللهِ
وحُجَّتِهِ ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَما
أنتُم قائِلونَ لِرَبِّكُم ؟ قالوا :
نَقولُ : قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ وجاهَدتَ
، فَجَزاكَ اللهُ عَنّا أفضَلَ الجَزاءِ .
ثُمَّ قالَ لَهُم : ألَستُم تَشهَدونَ أن
لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأنّي رَسولُ اللهِ
إلَيكُم ، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وأنَّ
النَّارَ حَقٌّ ، وأنَّ البَعثَ بَعدَ
المَوتِ حَقٌّ ؟ فَقالوا : نَشهَدُ
بِذلِكَ ، قالَ : اللّهُمَّ اشهَد عَلى
مايَقولونَ ، ألا وإنّي اُشهِدُكُم أنّي
أشهَد أنَّ اللهَ مَولايَ ، وأنَا مَولى
كُلِّ مُسلِمٍ ، وأنَا أولى
بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم، فَهَل
تُقِرّونَ لي بِذلِكَ ، وتَشهَدونَ لي
بِهِ ؟ فَقالوا : نَعَم ، نَشهَدُ لَكَ
بِذلِكَ . فَقالَ : ألا مَن كُنتُ مَولاهُ
فَإِنَّ عَلِيًّا مَولاهُ ، وهُوَ هذا .
ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السّلام
فَرَفَعَها مَعَ يَدِهِ حَتّى بَدَت
آباطُهُما ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ والِ
مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر
مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ،
ألا وإنّي فَرَطُكُم وأنتُم وارِدونَ
عَلَيَّ الحَوضَ ، حَوضي غَدًا، وهُوَ
حَوضٌ عَرضُهُ ما بَينَ بُصرى وصَنعاءَ ،
فيهِ أقداحٌ مِن فِضَّةٍ عَدَدَ نُجومِ
السَّماءِ ، ألا وإنّي سائِلُكُم غَدًا
ماذا صَنَعتُم فيما أشهَدتُ اللهَ بِهِ
عَلَيكُم في يَومِكُم هذا إذا وَرَدتُم
عَلَيَّ حَوضي ، وماذا صَنَعتُم
بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ، فَانظُروا
كَيفَ تَكونونَ خَلَفتُموني فيهِما حينَ
تَلقَوُنّي ؟ قالوا : وما هذانِ
الثَّقَلانِ يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ :
أمَّا الثَّقَلُ الأَكبَرُ فَكِتابُ
اللهِ عَزَّوجَلَّ ، سَبَبٌ مَمدودٌ مِنَ
اللهِ ومِنّي في أيديكُم ، طَرَفُهُ
بِيَدِ اللهِ ، وَالطَّرَفُ الآخَرُ
بِأَيديكُم ، فيهِ عِلمُ ما مَضى وما
بَقِيَ إلى أن تَقومَ السّاعَةُ ، وأمَّا
الثَّقَلُ الأَصغَرُ فَهُوَ حَليفُ
القُرآنِ، وهُوَ عَلِيُّ ابنُ أبي طالِبٍ
وعِترَتُهُ عليهم السّلام ، وإنَّهُما
لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ
الحَوضَ .
قالَ مَعروفُ بنُ خَرَّبوذَ : فَعَرَضتُ
هذَا الكَلامَ عَلى أبي جَعفَرٍعليه
السّلام فَقالَ : صَدَقَ أبُو الطُّفَيلِ
رحمه الله ، هذَا الكَلامُ وَجَدناهُ في
كِتابِ عَلِيٍّ عليه السّلام
وعَرَفناهُ[45] .
23 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّي
خَلَّفتُ فيكُمُ اثنَينِ لَن تَضِلّوا
بَعدَهُما أبَدًا : كِتابَ اللهِ ونَسَبي
، ولَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ
الحَوضَ[46] .
24 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : إنّي قَد
تَرَكتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ، أحَدُهُما
أكبَرُ مِنَ الآخَرِ : كِتابَ اللهِ
عَزَّوجَلَّ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ
السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلَ
بَيتي ، ألا إنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى
يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ[47] .
25 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ : إنَّ آخِرَ
خُطبَةٍ خَطَبَنا بِها رَسولُ اللهِ صلّى
الله عليه و آله لَخُطبَةٌ خَطَبَنا في
مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ، خَرَجَ
مُتَوَكِّئًا عَلى عَلِيِّ بنِ أبي
طالِبٍ عليه السّلام ومَيمونَةَ
مَولاتِهِ ، فَجَلَسَ عَلَى المِنبَرِ،
ثُمَّ قالَ: يا أيُّهَا النّاسُ، إنّي
تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ، وسَكَتَ ،
فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ،
ما هذانِ الثَّقَلانِ ؟ فَغَضِبَ حَتَّى
احمَرَّ وَجهُهُ ثُمَّ سَكَنَ ، وقالَ : ما
ذَكَرتُهُما إلّا وأنَا اُريدُ أن
اُخبِرَكُم بِهِما ، ولكِن رَبَوتُ فَلَم
أستَطِع ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ
وطَرَفٌ بِأَيديكُم ، تَعمَلونَ فيهِ
كَذا وكَذا ، ألا وهُوَ القُرآنُ ،
وَالثَّقَلُ الأَصغَرُ أهلُ بَيتي . ثُمَّ
قالَ : وأيمُ اللهِ ، إنّي لَأَقولُ لَكُم
هذا ورِجالٌ في أصلابِ أهلِ الشِّركِ أرجى
عِندي مِن كَثيرٍ مِنكُم . ثُمَّ قالَ :
وَاللهِ ، لا يُحِبُّهُم عَبدٌ إلّا
أعطاهُ اللهُ نورًا يَومَ القِيامَةِ
حَتّى يَرِدَ عَلَيَّ الحَوضَ ، ولا
يُبغِضُهُم عَبدٌ إلَّا احتَجَبَ اللهُ
عَنهُ يَومَ القِيامَةِ[48] .
26 ـ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ
الشَّيبانِيُّ بِإِسنادِهِ الصَّحيحِ
عَن رِجالِهِ ثِقَةً عَن ثِقَةٍ : إنَّ
النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله خَرَجَ
في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ...
فَاستَنَدَ إلى جِذعٍ مِن أساطينِ
مَسجِدِهِ ـ وكانَ الجِذعُ جَريدَ نَخلٍ ـ
فَاجتَمَعَ النّاسُ وخَطَبَ ، وقالَ في
كَلامِهِ : معاشِرَ النّاسِ ، إنَّهُ لَم
يَمُت نَبِيٌّ قَطُّ إلّا خَلَّفَ
تَرِكَةً ، وقَد خَلَّفتُ فيكُمُ
الثَّقَلَينِ كتابَ اللهِ وأهلَ بَيتي ،
ألا فَمَن ضَيَّعَهُم ضَيَّعَهُ اللهُ[49] .
27 ـ زيدُ بنُ عَلِيٍّ عَن آبائِهِ عَن
عَلِيٍّ عليه السّلام : لَمّا ثَقُلَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله في
مَرَضِهِ ، وَالبَيتُ غاصٌّ بِمَن فيهِ
قالَ : اُدعوا لِيَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ
، فَدَعَوتُهُما ، فَجَعَلَ يَلثِمُهُما
حَتّى اُغمِيَ عَلَيهِ . قالَ : فَجَعَلَ
عَلِيٌّ عليه السّلام يَرفَعُهُما عَن
وَجهِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله .
قالَ : فَفَتَحَ عَينَيهِ فَقالَ :
دَعهُما، يَتَمَتَّعانِ مِنّي
وأَتَمَتَّعُ مِنهُما ، فَإِنَّهُ
سَيُصيبُهُما بَعدي اُثرَةٌ . ثُمَّ قالَ :
يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي خَلَّفتُ فيكُم
كِتابَ اللهِ وسُنَّتي وعترَتي أهلَ
بَيتي ، فَالمُضَيِّعُ لِكِتابِ اللهِ
كَالمُضَيِّعِ لِسُنَّتي ،
وَالمُضَيِّعُ لِسُنَّتي كَالمُضَيِّعِ
لِعِترَتي ، أما إنَّ ذلِكَ لَن يَفتَرِقا
حَتّى ألقاهُ عَلَى الحَوضِ[50] .
28 ـ سَعدٌ الإِسكافُ : سَأَلتُ أبا
جَعفَرٍعليه السّلام عَن قَولِ
النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله : إنّي
تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ
فَتَمَسَّكوا بِهِما فَإِنَّهُما لَن
يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ
، فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : لا
يَزالُ كتابُ اللهِ وَالدَّليلُ مِنّا
يَدُلُّ عَلَيهِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ
الحَوضَ[51].
29 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ في
وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ ـ : يا كُمَيلُ ،
نَحنُ الثَّقَلُ الأَصغَرُ ، وَالقُرآنُ
الثَّقَلُ الأَكبَرُ ، وقَد أسمَعَهُم
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وقَد
جَمَعَهُم فَنادى فيهِمُ الصَّلاةَ
جامِعَةً يَومَ كَذا وكَذا ، وأيّامًا
سَبعَةً وَقتَ كَذا وكَذا ، فَلَم
يَتَخَلَّف أحَدٌ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ
فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ
: مَعاشِرَ النّاسِ ، إنّي مُؤَدٍّ عَن
رَبّي عَزَّوجَلَّ ولا مُخبِرٌ عَن نَفسي
، فَمَن صَدَّقَني فَاللهَ صَدَّقَ ومَن
صَدَّقَ اللهَ أثابَهُ الجِنانَ ، ومَن
كَذَّبَني كَذَّبَ اللهَ عَزَّوجَلَّ ،
ومَن كَذَّبَ اللهَ أعقَبَهُ النّيرانَ .
ثُمَّ ناداني فَصَعِدتُ ، فَأَقامَني
دونَهُ ورَأسي إلى صَدرِهِ وَالحَسَنُ
وَالحُسَينُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ،
ثُمَّ قالَ : مَعاشِرَ النّاسِ ، أمَرَني
جَبرَئيلُ عليه السّلام عَنِ اللهِ
تَعالى ـ إنَّهُ رَبّي ورَبُّكُم ـ أن
اُعلِمَكُم أنَّ القُرآنَ الثَّقَلُ
الأَكبَرُ ، وأنَّ وَصِيّي هذا
وَابنَيَّ[52] ومَن خَلفَهُم مِن أصلابِهِم
حامِلاً وصاياهُمُ الثَّقَلُ الأَصَغَرُ
، يَشهَدُ الثَّقَلُ الأَكبَرُ
لِلثَّقَلِ الأَصغَرِ ، ويَشهَدُ
الثَّقَلُ الأَصغَرُ لِلثَّقَلِ
الأَكبَرِ ، كُلُّ واحِدٍ مِنهُما
مُلازِمٌ لِصاحِبِهِ غَيرُ مُفارِقٍ لَهُ
حَتّى يَرِدا إلى اللهِ ، فَيَحكُمَ
بَينَهُما وبَينَ العِبادِ[53].
30 ـ عُمَرُ بنُ أبي سَلَمَةَ عَنِ
الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السّلام ـ في جَمعِ
عَسكَرِهِ مِنَ المُهاجِرينَ
وَالأَنصارِ ـ : أنشُدُكُمُ اللهَ ،
أتَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله
عليه و آله قامَ خَطيبًا ولَم يَخطُب
بَعدَها وقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي
قَد تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلّوا
ما تَمَسَّكتُم بِهِما : كِتابَ اللهِ و
(عِترَتي) أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُ قَد
عَهِدَ إلَيَّ اللَّطيفُ الخَبيرُ
أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا
عَلَيَّ الحَوضَ ، فَقالوا : اللّهُمَّ
نَعَم ، قَد شَهِدنا ذلِكَ كُلَّهُ مِن
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله [54] .
31 ـ هِشامُ بنُ حَسّانٍ : سَمِعتُ أبا
مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهما
السّلام يَخطُبُ النّاسَ بَعدَ البَيعَةِ
لَهُ بِالأَمرِ فَقالَ : نَحنُ حِزبُ
اللهِ الغالِبونَ ، وعِترَةُ رَسولِهِ
الأَقرَبونَ، وأهلُ بَيتِهِ
الطَّيِّبونَ الطّاهِرونَ ، وأحَدُ
الثَّقَلَينِ اللَّذَينِ خَلَّفَهُما
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله في
اُمَّتِهِ ، وَالثّاني كِتابُ اللهِ فيهِ
تَفصيلُ كُلِّ شَي ءٍ ، لا يَأتيهِ
الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ ولا مِن
خَلفِهِ ، فَالمُعَوَّلُ عَلَينا في
تَفسيرِهِ ، لا نَتَظَنّى تَأويلَهُ بَل
نَتَيَقَّنُ حَقائِقَهُ[55] .
32 ـ ثُوَيرُ بنُ أبي فاخِتَةَ عَن أبي
جَعفَرٍعليه السّلام : يَابنَ ذَرٍّ[56] ،
ألا تُحَدِّثُنا بِبَعضِ ما سَقَطَ
إلَيكُم مِن حَديثِنا ؟ قالَ : بَلى يَابنَ
رَسولِ اللهِ ، قالَ[رسول الله صلّى الله
عليه و آله ] : إنّي تارِكٌ فيكُمُ
الثَّقَلَينِ ، أحَدُهُما أكبَرُ مِنَ
الآخَرِ : كِتابَ اللهِ وأهلَ بَيتي إن
تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا .
فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : يَا بنَ
ذَرٍّ ، فَإِذا لَقيتَ رَسولَ اللهِ صلّى
الله عليه و آله فَقالَ : ما خَلَّفتَني
فِي الثَّقَلَينِ، فَماذا تَقولُ لَهُ ؟
قالَ : فَبَكَى ابنُ ذَرٍّ حَتّى رَأَيتُ
دُموعَهُ تَسيلُ عَلى لِحيَتِهِ ، ثُمَّ
قالَ : أمَّا الأَكبَرُ فَمَزَّقناهُ
وأمَّا الأَصغَرُ فَقَتَلناهُ[57] .
33 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : خَطَبَ
أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي
طالِبٍ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ
بِالكوفَةِ بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِنَ
النَّهرَوانِ ، وبَلَغَهُ أنَّ
مُعاوِيَةَ يَسُبُّهُ ويَلعَنُهُ
ويَقتُلُ أصحابَهُ ، فَقامَ خَطيبًا
فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى
عَلى رَسولِ اللهِ ، وذَكَرَ ما أنعَمَ
اللهُ عَلى نَبِيِّهِ وعَلَيهِ ، ثُمَّ
قالَ : لَولا آيَةٌ في كِتابِ اللهِ ما
ذَكَرتُ ما أنَا ذاكِرُهُ في مَقامي هذا ،
يَقولُ اللهُ عَزَّوجَلَّ : وأمّا
بِنِعمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث [58] اللّهُمَّ
لَكَ الحَمدُ عَلى نِعَمِكَ الَّتي لا
تُحصى وفَضلُكَ الَّذي لا يُنسى ، يا
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ بَلَغَني ما
بَلَغَني ، وإنّي أراني قَدِ اقتَرَبَ
أجَلي فَكَأَنّي بِكُم وقَد جَهِلتُم
أمري ، وإنّي تارِكٌ فيكُم ما تَرَكَهُ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله :
كِتابَ اللهِ وعِترَتي ، وهِيَ عِترَةُ
الهادي إلَى النَّجاةِ، خاتَمِ
الأَنبِياءِ وسَيِّدِ النُّجَباءِ
والنَّبِيِّ المُصطَفى[59].
34 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّ اللهَ
تَبارَكَ وتَعالى طَهَّرَنا وعَصَمَنا ،
وجَعَلَنا شُهَداءَ عَلى خَلقِهِ،
وحُجَّتَهُ في أرضِهِ ، وجَعَلَنا مَعَ
القُرآنِ ، وجَعَلَ القُرآنَ مَعَنا ، لا
نُفارِقُهُ ولا يُفارِقُنا[60] .
(1)
الأحزاب : 33 .
(2) الفردوس : 1 / 54 / 144 عن الإمام عليّ عليه
السّلام .
(3) الواقعة : 27 و 41 و 8 و 10 .
(4) الحُجرات : 13 .
(5) دلائل النبوّة للبيهقيّ : 1 / 170 ، البداية
والنهاية : 2 / 257 ، الدرّ المنثور : 6 / 605 ،
أخرجه الحكيم الترمذيّ وابن مردويه؛
مناقب الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام
للكوفيّ: 1/127/70 وص 406/324، مجمع البيان : 9 / 207 ،
إعلام الورى : 16 كلّها عن ابن عبّاس ، وراجع
المعجم الكبير : 12 / 81 / 12604 و 3 / 57 / 2674 ، أمالي
الشجريّ : 1 / 151 ؛ أمالي الصدوق : 503 / 1 ،
تفسير القمّيّ : 2 / 347 .
(6) كمال الدين : 280 / 28 ، عيون أخبار الرضا
عليه السّلام : 1 / 64 / 30 ، المناقب لابن
شهرآشوب : 1 / 295، كفاية الأثر : 19 ، الصراط
المستقيم : 2 / 110 ، ينابيع المودّة : 3 / 291 / 9 ،
فرائد السمطين : 2 / 133 / 430 كلّها عن ابن
عبّاس .
(7) جامع الأخبار : 62 / 80 .
(8) الدرّ المنثور : 6 / 606 عن الضحّاك بن
مزاحم .
(9) أمالي الصدوق : 467 / 26 ، عيون أخبار الرضا
عليه السّلام : 2 / 57 / 211 كلاهما عن محمّد بن
عليّ التميميّ عن الإمام الرضا عن آبائه
عليهم السّلام .
(10) الخصال : 139 / 158 ، علل الشرايع : 123 كلاهما
عن سُليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 884 /
54 .
(11) تأويل الآيات الظاهرة : 450 عن محمّد بن
عمارة عن الإمام الصادق عن أبيه عليهما
السّلام .
(12) أمالي الطوسيّ : 562 / 1174 عن عبدالرحمن بن
كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه
عليهم السّلام .
(13) الكافي : 2 / 182 / 16 عن زرارة .
(14) الخصال : 608 / 9 عن الأعمش .
(15) الكافي : 2 / 400 / 5 عن بكر بن محمّد .
(16) معاني الأخبار : 138 / 1 عن عبدالغفّار
الجازيّ .
(17) البقرة : 124 .
(18) الأنبياء : 72 و 73 .
(19) الكافي : 1 / 199 / 1 ، كمال الدين : 676 / 31 ،
أمالي الصدوق : 537 / 1 ، معاني الأخبار : 97 / 2 ،
عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 217 / 1
كلّها عن عبدالعزيز بن مسلم .
(20) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، الفقيه : 2 / 611 / 3213 ،
فرائد السمطين : 2 / 180 كلّها عن موسى بن
عبدالله النخعيّ ، عيون أخبار الرضا عليه
السّلام : 2 / 273 / 1 عن موسى بن عمران النخعيّ
، ولعلّ «عمران» تصحيف «عبدالله» أو يكون
نسبةً إلى أحد أجداده ، كما في هامش الفقيه
.
(21) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :
2 / 21 .
(22) الخصال : 2 / 550 ، الاحتجاج : 1 / 308 .
(23) الاحتجاج : 1 / 238 ، علل الشرائع : 1 / 191 ،
تفسير القمّي : 2 / 156 .
(24) المناقب لابن المغازلي : 118 ، وراجع شرح
الأخبار : 189 ـ 190 / 529 ، الاحتجاج : 1 / 322 .
(25) الاحتجاج : 1 / 345 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 646
.
(26) الاحتجاج : 1 / 371 ، البحار : 30 / 136 .
(27) الغارات : 1 / 199 ، وراجع البحار : 33 / 133 .
(28) كتاب سليم بن قيس : 2 / 761 .
(29) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى
أهل البيت عليهم السّلام : ص 59 ح 59 و 61 .
(30) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى
أهل البيت عليهم السّلام : ص 60 ح 63 .
(31) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى
أهل البيت عليهم السّلام : ص 60 ح 64 و 65 .
(32) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى
أهل البيت عليهم السّلام : ص 61 ح 66 و ص 361 ح 824
.
(33) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى
أهل البيت عليهم السّلام : ص 63 ح 70 .
(34) راجع : الفصل الأوّل ، أزواج النبيّ
ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 29 ح 7،
تفسير فرات الكوفي : 335 و 336 .
(35) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبيّ
ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 51 ح 40 .
(36) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبيّ
ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 49 ح 36 .
(37) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبيّ
ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 54 ح 49 .
(38) صحيح مسلم: 4/1873/2408، سنن الدارميّ: 2/889/3198
نحوه ، مسند ابن حنبل : 7/75/19285 ، السنن
الكبرى : 10/194/20335 ، تهذيب تاريخ دمشق : 5 / 439
نحوه ، فرائد السمطين : 2/234/513 .
(39) سنن الترمذيّ : 5 / 663 / 3788 عن زيد بن أرقم .
(40) في المصدر «فقمن» والصحيح ما أثبتناه
كما في خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه
السّلام . والدَّوْحَةُ : الشجرة العظمية
المتّسعة (لسان العرب : 2 / 436) .
(41) المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 ،
خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائيّ : 150 /
79 نحوه ، وراجع كمال الدين : 234 / 250 ، الغدير
: 1 / 30 و 34 و 302 .
(42) سنن الترمذيّ : 5 / 662 / 3786 .
(43) تاريخ بغداد : 8 / 442 عن حذيفة بن أسيد .
أقول : كذا في تاريخ بغداد من دون ذكر الثقل
الأصغر ، وقد رواه كاملاً غير واحدٍ من
الحفّاظ والمؤرّخين عن الراوي نفسه ، و
راجع مجمع الزوائد : 9 / 259 / 14966 و 10 / 658 / 18460 ،
المعجم الكبير: 3 / 67 / 2683 ، و ص 180 / 3052 وغيرها
، وراجع أيضًا الغدير : 1 / 25 / 31 حيث ذكر جملة
من مصادر أهل السنّة .
(44) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 .
(45) الخصال : 65 / 98 .
(46) مجمع الزوائد : 9 / 256 / 14958 عن أبي هريرة ،
وراجع كمال الدين : 235 / 47 عن أبي هريرة وفيه
«كتاب الله وسنّتي» .
(47) مسند ابن حنبل : 4 / 54 / 1121 عن أبي سعيد
الخدريّ .
(48) أمالي المفيد : 135 / 3 .
(49) الاحتجاج : 1 / 171 / 36 .
(50) مسند زيد : 404 .
(51) بصائر الدرجات : 414 / 6 .
(52) في المصدر «ابناي» والظاهر أن الصواب
ما أثبتناه .
(53) بشارة المصطفى : 29 .
(54) كتاب سُليم بن قيس : 2 / 763 .
(55) أمالي الطوسيّ : 121 / 188 ، وذكره أيضًا في :
691 / 1469 ، أمالي المفيد : 349 / 4 ، بشارة
المصطفى : 106 ، وذكر أيضًا في : 259 نحوه ،
ينابيع المودّة : 1 / 74 / 10 ، الاحتجاج : 2 / 94 ،
المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى
بن عقبة عن الإمام الحسين عليه السّلام
نحوه .
(56) هو عمرو بن ذرّ القاصّ ، نزل مع ابن قيس
الماصر والصلت بن بهرام إلى أبي جعفر عليه
السّلام حتّى يسألوه عن مسائل كثيرة ،
فلمّا دخلوا عليه لم يتكلّموا بشي ء وطال
ذلك ، فلمّا رأى ذلك أبو جعفر عليه السّلام
قال : يا بن ذرّ ... إلى آخر الحديث .
(57) رجال الكشّيّ : 2 / 484 / 394 .
(58) الضحى : 11 .
(59) معاني الأخبار : 58 / 9 ، بشارة المصطفى : 12
كلاهما عن جابر الجعفيّ .
(60) الكافي : 1 / 191 / 5 ، كمال الدين : 240 / 63 ،
بصائر الدرجات : 83 / 6 كلّها عن سُليم بن قيس
الهلاليّ .
|