الفهرس

أهمّ خصائصهم

 

1 / 1
الطَّهارَةُ

إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا[1] .

1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّا أهلُ بَيتٍ قَد أذهَبَ اللهُ عَنَّا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ[2] .

2 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : إنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ قَسَّمَ الخَلقَ قِسمَينِ ، فَجَعَلَنِي في خَيرِهِما قِسمًا ، وذلِكَ قَولُهُ : وأصحابُ اليَمينِ وأصحابُ الشِّمالِ فَأَنَا مِن أصحابِ الَيمينِ ، وأنَا خَيرُ أصحابِ الَيمينِ . ثُمَّ جَعَلَ القِسمَينِ أثلاثًا ، فَجَعَلَني في خَيرِها ثُلُثاً ، فَذلِكَ قَولُهُ تَعالى : فَأَصحَابُ المَيمَنَةِ والسّابِقونَ السّابِقونَ [3] فَأَنَا مِنَ السّابِقينَ ، أنَا خَيرُ السّابِقينَ . ثُمَّ جَعَلَ الأَثلاثَ قَبائِلَ ، فَجَعَلَني في خَيرِها قَبيلَةً ، وذلِكَ قَولُ اللهِ تَعالى : وجَعَلناكُم شُعوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفوا إنَّ أكرَمَكُم عِندَ اللهِ أتقاكُم إنَّ اللهَ عَليمٌ خَبيرٌ[4] وأنَا أتقى وُلدِ آدَمَ وأكرَمُهُم عَلَى اللهِ ولا فَخرَ . ثُمَّ جَعَلَ القَبائِلَ بُيوتًا فَجَعَلَني في خَيرِها بَيتًا ، وذلِكَ قَولُهُ عَزَّوجَلَّ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًافَأَنَا وأهلُ بَيتي مُطَهَّرونَ مِنَ الذُّنوبِ[5].

3 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : أنَا وعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وتِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ مُطَهَّرونَ مَعصومونَ[6] .

4 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : الأَئِمَّةُ بَعدِي اثنا عَشَرَ عَدَدُ نُقَباءِ بَني إسرائيلَ ، كُلُّهمُ اُمَناءُ أتقِياءُ مَعصومونَ[7] .

5 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : نَحنُ أهلُ بَيتٍ طَهَّرَهُمُ اللهُ ، مِن شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ، ومَوضِعِ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ ، وبَيتِ الرَّحمَةِ ، ومَعدِنِ العِلمِ[8] .

6 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلَى القَضيبِ الأَحمَرِ الَّذي غَرَسَهُ اللهُ بِيَدِهِ ويَكونَ مُتَمَسِّكًا بِهِ فَليَتَوَلَّ عَلِيًّا وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِهِ ، فَإِنَّهُم خِيَرَةُ اللهِ عَزَّوجَلَّ وصَفوَتُهُ ، وهُمُ المَعصومونَ مِن كُلِّ ذَنبٍ وخَطيئَةٍ[9] .

7 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّما أمَرَ اللهُ عَزَّوجَلَّ بِطاعَةِ الرَّسولِ لِأَنَّهُ مَعصومٌ مُطَهَّرٌ ، لا يَأمُرُ بِمَعصِيَتِهِ . وإنَّما أمَرَ بِطاعَةِ اُولِي الأَمرِ لِأَنَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ ، لا يَأمُرونَ بِمَعصِيَتِهِ[10].

8 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ فَضَّلَنا أهلَ البَيتِ ، وكَيفَ لا يَكونُ كَذلِكَ وَاللهُ عَزَّوجَلَّ يَقولُ في كِتابِهِ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ؟! فَقَد طَهَّرَنا مِنَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، فَنَحنُ عَلى مِنهاجِ الحَقِّ [11] .

9 ـ الإمام الحسن عليه السّلام : إنّا أهلُ بَيتٍ أكرَمَنَا اللهُ بِالإِسلامِ ، وَاختارَنا وَاصطَفانا واجتَبانا ، فَأَذهَبَ عَنَّا الرِّجسَ وطَهَّرَنا تَطهيرًا ، وَالرِّجسُ هُوَ الشَّكُّ ، فَلا نَشُكُّ فِي اللهِ الحَقِّ ودينِهِ أبَدًا ، وطَهَّرَنا مِن كُلِّ أفنٍ وغَيَّةٍ[12] .

10 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنّا لا نوصَفُ ، وكَيفَ يوصَفُ قَومٌ رَفَعَ اللهُ عَنهُمُ الرِّجسَ ، وهُوَ الشَّكُّ ؟ ![13] .

11 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : الأَنبِياءُ وَالأَوصِياءُ لا ذُنوبَ لَهُم، لِأَنَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ[14] .

12 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ الشَّكَّ وَالمَعصِيَةَ فِي النّارِ ، لَيسا مِنّا ولا إلَينا[15] .

13 ـ عنه عليه السّلام ـ في قَولِ اللهِ عَزَّوجَلَّ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ـ : الرِّجسُ هُوَ الشَّكُّ[16] .

14 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : إنَّ الإِمامَةَ خَصَّ اللهُ عَزَّوجَلَّ بِها إبراهيمَ الخَليلَ عليه السّلام بَعدَ النُّبُوَّةِ وَالخُلَّةِ ، مَرتَبَةً ثالِثَةً ، وفَضيلَةً شَرَّفَهُ بِها وأشادَ بِها ذِكرَهُ ، فَقالَ : إنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إمامًا ، فَقالَ الخَليلُ عليه السّلام سُرورًا بِها : ومِن ذُرِّيَّتي ؟ قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى : لا يَنالُ عَهدِي الظّالِمينَ [17] . فَأَبطَلَت هذِهِ الآيَةُ إمامَةَ كُلِّ ظالِمٍ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وصارَت فِي الصَّفوَةِ . ثُمَّ أكرَمَهُ اللهُ تَعالى بِأَن جَعَلَها في ذُرِّيَّتِهِ أهلِ الصَّفوَةِ وَالطَّهارَةِ ، فَقالَ : ووَهَبنا لَهُ إسحاقَ ويَعقوبَ نافِلةً وكُلّاً جَعَلنا صالِحينَ
* وجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدونَ بِأَمرِنا وأوحَينا إلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وإقامَ الصَّلاةِ وإيتاءَ الزَّكاةِ وكانوا لَنا عابِدينَ [18] [19] .

15 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيـارَةِ الجامِعَـةِ الَّتي يُـزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ ـ : أشهَدُ أنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ ، المَهدِيّونَ المَعصومونَ المُكَرَّمونَ ... عَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ ، وآمَنَكُم مِنَ الفِتَنِ ، وطَهَّرَكُم مِنَ الدَّنَسِ ، وأذهَبَ عَنكُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَكُم تَطهيرًا[20] .

الاحتجاجات بمزيّة الطهارة
أشرنا سابقًا إلى أنّ مزيّة الطهارة المطلقة لأهل البيت عليهم السّلام في العقيدة والأخلاق والعمل هي اُسّ الخصائص التي تؤهّلهم لهداية الاُمّة الإسلاميّة وقيادتها ؛ من هنا فهي تتصدّر خصائصهم ومزاياهم جميعها . وقد ورد الاحتجاج بها مرارًا لإثبات أحقّيّتهم أمام مَن أضاع حقوقهم .
خاطب أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أبا بكر عندما امتنع من بيعته في قضيّة السقيفة[21] معدّدًا فضائله ، فقال فيما قال له :
أنشُدُكَ بِاللهِ ، أنَا صاحِبُ دَعوَةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله وأهلي ووُلدي يَومَ الكِساءِ : «اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي ، إلَيكَ لا إلَى النّارِ» أم أنتَ ؟ قالَ : بَل أنتَ وأهلُكَ ووُلدُكَ[22] .
واحتجّ عليه أيضًا بآية التطهير في قضيّة فدك ، لإثبات أحقّيّة السيّدة فاطمة الزهراء عليها السّلام : أخبِرني عَن قَولِ اللهِ عَزَّوجَلَّ : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا فيمَن نَزَلَت ، فينا أم في غَيرِنا ؟ قالَ : بَل فيكُم[23] .
واحتجّ بها أيضًا في الشورى التي تشكّلت بأمر عمر لتعيين الخليفة بعده ، فخاطبهم لإثبات أهليّته قائلاً :
فَأَنشُدُكُمُ اللهَ ، هَل فيكُم أحَدٌ اُنزِلَ فيهِ آيَةُ التَّطهيرِ حَيثُ يَقولُ : إنَّما يُريدُ اللهُ ... غَيري ؟ قالوا : اللّهُمَّ لا[24] .
وعندما كان يذكر فضائله أمام جمع من المهاجرين والأنصار في خلافة عثمان ، وطلبوا منه أن يقول شيئًا ، فإنّه أشار إلى واقعة الكساء وآية التطهير في سياق تأييده خدماتهم للإسلام[25] .
وحينما دعا الناكثين ومساعير الجمل إلى بيعته مرّة اُخرى ، فإنّه عدّد فضائله ، وأشار إلى خاصّيّة الطهارة لإثبات أحقّيّته ، وقال : ألا ونَحنُ أهلُ البَيتِ الَّذينَ أذهَبَ اللهُ عَنهُمُ الرِّجسَ[26] .
وأكّد هذه الخاصّيّة في أحد كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان ، فقال : ونَحنُ أهلُ البَيتِ الَّذينَ أذهَبَ اللهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرًا[27] .
وأشار إلى حديث الكساء أيضًا ، في خطبة خطبها عند التقاء الجيشين في واقعة صفّين[28] .
واستند أبناؤه الطاهرون إلى حديث الكساء وآية التطهير في مقام إثبات أحقّيّة أهل البيت عليهم السّلام ، سواء من شهد الكساء منهم كالإمام الحسن[29] والإمام الحسين[30] عليهما السّلام أم لم يشهد كالإمام زين العابدين[31] ، والإمام الباقر[32]، والإمام الرضا[33]عليهم السّلام .
وكذلك احتجّ بطهارة أهل البيت عليهم السّلام إحدى أزواج النبيّ صلّى الله عليه و آله [34] ، وجمع من صحابته كابن عبّاس[35] ، وسعد بن أبي وقّاص[36] ، وواثلة بن الأسقع[37] في مواقف مختلفة .

1 / 2
عِدلُ القُرآنِ

16 ـ زَيدُ بنُ أرقَمَ : قامَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَومًا فينا خَطيبًا بِماءٍ يُدعى «خُمًّا» بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ ، فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيهِ ووَعَظَ وذَكَّرَ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، ألا أيُّهَا النّاسُ، فَإِنَّما أنَا بَشَرٌ يوشِكُ أن يَأتِيَ رَسولُ رَبّي فَاُجيبَ ، وأنَا تارِكٌ فيكُم ثَقَلَينِ : أوَّلُهُما كتابُ اللهِ فيهِ الهُدى وَالنّورُ ، فَخُذوا بِكتابِ اللهِ وَاستَمسِكوا بِهِ . فَحَثَّ عَلى كِتابِ اللهِ ورَغَّبَ فيهِ ، ثُمَّ قالَ : وأهلُ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهلِ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهلِ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أهلِ بَيتي[38] .

17 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّي تارِكٌ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا بَعدي ، أحدُهُما أعظَمُ مِنَ الآخَرِ : كتابُ اللهِ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلُ بَيتي ، ولَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفوني فيهِما[39] .

18 ـ زيدُ بنُ أرقَمَ : لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله مِن حَجَّةِ الوَداع ونَزَلَ غَديرَ خُمٍّ أمَرَ بِدَوحاتٍ فَقُمِمنَ[40] فَقالَ : كَأَنّي قَد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، إنّي قَد تَرَكتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ أحَدُهُما أكبَرُ مِنَ الآخَرِ : كِتابَ اللهِ تَعالى وعِترَتي ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفوني فيهِما ، فَإِنَّهُما لَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ . ثُمَّ قالَ : إنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ مَولايَ وأنَا مَولى كُلِّ مُؤمِنٍ . ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السّلام فَقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ[41] .

19 ـ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ : رَأيتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله في حَجَّتِهِ يَومَ عَرَفَةَ وهُوَ عَلى ناقَتِهِ القَصواءِ يَخطُبُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن أخَذتُم بِهِ لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللهِ وعترَتي أهلَ بَيتي[42] .

20 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي فَرَطٌ لَكُم ، وأنتُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ، وإنّي سائِلُكُم حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَينِ ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفونّي فيهِما: الثَّقَلُ الأَكبَرُ كِتابُ اللهِ ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ وطَرَفُهُ بِأَيديكُم ، فَاستَمسِكوا بِهِ ، ولا تَضِلّوا ولا تَبَدَّلوا[43] .

21 ـ حُذَيفَةُ بنُ اُسَيدٍ الغِفارِيُّ : لَمّا صَدَرَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله مِن حَجَّةِ الوَداعِ نَهى أصحابَهُ عَن شَجَراتٍ بِالبَطحاءِ مُتَقارِباتٍ أن يَنزِلوا تَحتَهُنَّ ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيهِنَّ فَقُمَّ ما تَحتَهُنَّ مِنَ الشَّوكِ ، وعَمَدَ إلَيهِنَّ فَصَلّى تَحتَهُنَّ ، ثُمَّ قامَ فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي قَد نَبَّأَنِيَ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُ لَم يُعَمَّر نَبِيٌّ إلّا نِصفَ عُمُرِ الَّذي يَليهِ مِن قَبلِهِ، وإنّي لَأَظُنُّ أنّي يوشَكُ أن اُدعى فَاُجيبَ، وإنّي مَسؤولٌ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَماذا أنتُم قائِلونَ ؟ قالوا : نَشهَدُ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ وجَهَدتَ ونَصَحتَ ، فَجَزاكَ اللهُ خَيرًا ، فَقالَ : أ لَيسَ تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ ؟ وأنَّ جَنَّتَهُ حَقٌّ ونارَهُ حَقٌّ ؟ وأنَّ المَوتَ حَقٌّ ؟ وأنَّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقٌّ ؟ وأنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها ؟ وأنَّ اللهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبورِ؟ قالوا : بَلى نَشهَدُ بِذلِكَ ، قالَ : اللّهُمَّ اشهَد .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ اللهَ مَولايَ وأنَا مَولَى المُؤمِنينَ ، وأنَا أولى بِهِم مِن أنفُسِهِم ، فَمَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا مَولاهُ ـ يَعني عَلِيًّا ـ اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ .
ثُمَّ قالَ : يا أيُّها النّاسُ ، إنّي فَرَطُكُم ، وإنَّكُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ، حَوضٌ أعرَضُ ما بَينَ بُصرى وصَنعاءَ ، فيهِ عَدَدُ النُّجومِ قِدحانٌ مِن فِضَّةٍ ، وإنّي سائِلُكُم حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَينِ ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفونّي فيهِما ، الثَّقَلُ الأَكبَرُ كِتابُ اللهِ عَزَّوجَلَّ ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ وطَرَفُهُ بِأَيدِيكُم ، فَاستَمسِكوا بِهِ لا تَضِلّوا ولا تَبَدَّلوا، وعِترَتي أهلُ بَيتي ، فَإِنَّهُ نَبَّأَنِيَ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَنقَضِيا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ[44] .

22 ـ مَعروفُ بنُ خَرَّبوذَ عَن أبِي الطُّفَيلِ عامِرِ بنِ واثِلَةَ عَن حُذَيفَةَ بنِ اُسَيدٍ الغِفارِيِّ : لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله مِن حَجَّةِ الوَداعِ ونَحنُ مَعَهُ أقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَى الجُحفَةِ ، فَأَمَرَ أصحابَهُ بِالنُّزولِ فَنَزَلَ القَومُ مَنازِلَهُم ، ثُمَّ نودِيَ بِالصَّلاةِ فَصَلّى بِأَصحابِهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَيهِم فَقالَ لَهُم : إنَّهُ قَد نَبَّأَنِيَ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنّي مَيِّتٌ وأنَّكُم مَيِّتونَ ، وكَأَنّي قد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، وإنّي مَسؤولٌ عَمّا اُرسِلتُ بِهِ إلَيكُم وعَمّا خَلَّفتُ فيكُم مِن كِتابِ اللهِ وحُجَّتِهِ ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَما أنتُم قائِلونَ لِرَبِّكُم ؟ قالوا : نَقولُ : قَد بَلَّغتَ ونَصَحتَ وجاهَدتَ ، فَجَزاكَ اللهُ عَنّا أفضَلَ الجَزاءِ .
ثُمَّ قالَ لَهُم : ألَستُم تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأنّي رَسولُ اللهِ إلَيكُم ، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ ، وأنَّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقٌّ ؟ فَقالوا : نَشهَدُ بِذلِكَ ، قالَ : اللّهُمَّ اشهَد عَلى مايَقولونَ ، ألا وإنّي اُشهِدُكُم أنّي أشهَد أنَّ اللهَ مَولايَ ، وأنَا مَولى كُلِّ مُسلِمٍ ، وأنَا أولى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم، فَهَل تُقِرّونَ لي بِذلِكَ ، وتَشهَدونَ لي بِهِ ؟ فَقالوا : نَعَم ، نَشهَدُ لَكَ بِذلِكَ . فَقالَ : ألا مَن كُنتُ مَولاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَولاهُ ، وهُوَ هذا .
ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السّلام فَرَفَعَها مَعَ يَدِهِ حَتّى بَدَت آباطُهُما ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، ألا وإنّي فَرَطُكُم وأنتُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ، حَوضي غَدًا، وهُوَ حَوضٌ عَرضُهُ ما بَينَ بُصرى وصَنعاءَ ، فيهِ أقداحٌ مِن فِضَّةٍ عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ ، ألا وإنّي سائِلُكُم غَدًا ماذا صَنَعتُم فيما أشهَدتُ اللهَ بِهِ عَلَيكُم في يَومِكُم هذا إذا وَرَدتُم عَلَيَّ حَوضي ، وماذا صَنَعتُم بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ، فَانظُروا كَيفَ تَكونونَ خَلَفتُموني فيهِما حينَ تَلقَوُنّي ؟ قالوا : وما هذانِ الثَّقَلانِ يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : أمَّا الثَّقَلُ الأَكبَرُ فَكِتابُ اللهِ عَزَّوجَلَّ ، سَبَبٌ مَمدودٌ مِنَ اللهِ ومِنّي في أيديكُم ، طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ ، وَالطَّرَفُ الآخَرُ بِأَيديكُم ، فيهِ عِلمُ ما مَضى وما بَقِيَ إلى أن تَقومَ السّاعَةُ ، وأمَّا الثَّقَلُ الأَصغَرُ فَهُوَ حَليفُ القُرآنِ، وهُوَ عَلِيُّ ابنُ أبي طالِبٍ وعِترَتُهُ عليهم السّلام ، وإنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ .
قالَ مَعروفُ بنُ خَرَّبوذَ : فَعَرَضتُ هذَا الكَلامَ عَلى أبي جَعفَرٍعليه السّلام فَقالَ : صَدَقَ أبُو الطُّفَيلِ رحمه الله ، هذَا الكَلامُ وَجَدناهُ في كِتابِ عَلِيٍّ عليه السّلام وعَرَفناهُ[45] .

23 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّي خَلَّفتُ فيكُمُ اثنَينِ لَن تَضِلّوا بَعدَهُما أبَدًا : كِتابَ اللهِ ونَسَبي ، ولَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ[46] .

24 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : إنّي قَد تَرَكتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ، أحَدُهُما أكبَرُ مِنَ الآخَرِ : كِتابَ اللهِ عَزَّوجَلَّ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي ، ألا إنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ[47] .

25 ـ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ : إنَّ آخِرَ خُطبَةٍ خَطَبَنا بِها رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله لَخُطبَةٌ خَطَبَنا في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ، خَرَجَ مُتَوَكِّئًا عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السّلام ومَيمونَةَ مَولاتِهِ ، فَجَلَسَ عَلَى المِنبَرِ، ثُمَّ قالَ: يا أيُّهَا النّاسُ، إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ، وسَكَتَ ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، ما هذانِ الثَّقَلانِ ؟ فَغَضِبَ حَتَّى احمَرَّ وَجهُهُ ثُمَّ سَكَنَ ، وقالَ : ما ذَكَرتُهُما إلّا وأنَا اُريدُ أن اُخبِرَكُم بِهِما ، ولكِن رَبَوتُ فَلَم أستَطِع ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ وطَرَفٌ بِأَيديكُم ، تَعمَلونَ فيهِ كَذا وكَذا ، ألا وهُوَ القُرآنُ ، وَالثَّقَلُ الأَصغَرُ أهلُ بَيتي . ثُمَّ قالَ : وأيمُ اللهِ ، إنّي لَأَقولُ لَكُم هذا ورِجالٌ في أصلابِ أهلِ الشِّركِ أرجى عِندي مِن كَثيرٍ مِنكُم . ثُمَّ قالَ : وَاللهِ ، لا يُحِبُّهُم عَبدٌ إلّا أعطاهُ اللهُ نورًا يَومَ القِيامَةِ حَتّى يَرِدَ عَلَيَّ الحَوضَ ، ولا يُبغِضُهُم عَبدٌ إلَّا احتَجَبَ اللهُ عَنهُ يَومَ القِيامَةِ[48] .

26 ـ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ الشَّيبانِيُّ بِإِسنادِهِ الصَّحيحِ عَن رِجالِهِ ثِقَةً عَن ثِقَةٍ : إنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله خَرَجَ في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ... فَاستَنَدَ إلى جِذعٍ مِن أساطينِ مَسجِدِهِ ـ وكانَ الجِذعُ جَريدَ نَخلٍ ـ فَاجتَمَعَ النّاسُ وخَطَبَ ، وقالَ في كَلامِهِ : معاشِرَ النّاسِ ، إنَّهُ لَم يَمُت نَبِيٌّ قَطُّ إلّا خَلَّفَ تَرِكَةً ، وقَد خَلَّفتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ كتابَ اللهِ وأهلَ بَيتي ، ألا فَمَن ضَيَّعَهُم ضَيَّعَهُ اللهُ[49] .

27 ـ زيدُ بنُ عَلِيٍّ عَن آبائِهِ عَن عَلِيٍّ عليه السّلام : لَمّا ثَقُلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله في مَرَضِهِ ، وَالبَيتُ غاصٌّ بِمَن فيهِ قالَ : اُدعوا لِيَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، فَدَعَوتُهُما ، فَجَعَلَ يَلثِمُهُما حَتّى اُغمِيَ عَلَيهِ . قالَ : فَجَعَلَ عَلِيٌّ عليه السّلام يَرفَعُهُما عَن وَجهِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله . قالَ : فَفَتَحَ عَينَيهِ فَقالَ : دَعهُما، يَتَمَتَّعانِ مِنّي وأَتَمَتَّعُ مِنهُما ، فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي اُثرَةٌ . ثُمَّ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي خَلَّفتُ فيكُم كِتابَ اللهِ وسُنَّتي وعترَتي أهلَ بَيتي ، فَالمُضَيِّعُ لِكِتابِ اللهِ كَالمُضَيِّعِ لِسُنَّتي ، وَالمُضَيِّعُ لِسُنَّتي كَالمُضَيِّعِ لِعِترَتي ، أما إنَّ ذلِكَ لَن يَفتَرِقا حَتّى ألقاهُ عَلَى الحَوضِ[50] .

28 ـ سَعدٌ الإِسكافُ : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍعليه السّلام عَن قَولِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله : إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ فَتَمَسَّكوا بِهِما فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : لا يَزالُ كتابُ اللهِ وَالدَّليلُ مِنّا يَدُلُّ عَلَيهِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ[51].

29 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ ـ : يا كُمَيلُ ، نَحنُ الثَّقَلُ الأَصغَرُ ، وَالقُرآنُ الثَّقَلُ الأَكبَرُ ، وقَد أسمَعَهُم رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وقَد جَمَعَهُم فَنادى فيهِمُ الصَّلاةَ جامِعَةً يَومَ كَذا وكَذا ، وأيّامًا سَبعَةً وَقتَ كَذا وكَذا ، فَلَم يَتَخَلَّف أحَدٌ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : مَعاشِرَ النّاسِ ، إنّي مُؤَدٍّ عَن رَبّي عَزَّوجَلَّ ولا مُخبِرٌ عَن نَفسي ، فَمَن صَدَّقَني فَاللهَ صَدَّقَ ومَن صَدَّقَ اللهَ أثابَهُ الجِنانَ ، ومَن كَذَّبَني كَذَّبَ اللهَ عَزَّوجَلَّ ، ومَن كَذَّبَ اللهَ أعقَبَهُ النّيرانَ . ثُمَّ ناداني فَصَعِدتُ ، فَأَقامَني دونَهُ ورَأسي إلى صَدرِهِ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ، ثُمَّ قالَ : مَعاشِرَ النّاسِ ، أمَرَني جَبرَئيلُ عليه السّلام عَنِ اللهِ تَعالى ـ إنَّهُ رَبّي ورَبُّكُم ـ أن اُعلِمَكُم أنَّ القُرآنَ الثَّقَلُ الأَكبَرُ ، وأنَّ وَصِيّي هذا وَابنَيَّ[52] ومَن خَلفَهُم مِن أصلابِهِم حامِلاً وصاياهُمُ الثَّقَلُ الأَصَغَرُ ، يَشهَدُ الثَّقَلُ الأَكبَرُ لِلثَّقَلِ الأَصغَرِ ، ويَشهَدُ الثَّقَلُ الأَصغَرُ لِلثَّقَلِ الأَكبَرِ ، كُلُّ واحِدٍ مِنهُما مُلازِمٌ لِصاحِبِهِ غَيرُ مُفارِقٍ لَهُ حَتّى يَرِدا إلى اللهِ ، فَيَحكُمَ بَينَهُما وبَينَ العِبادِ[53].

30 ـ عُمَرُ بنُ أبي سَلَمَةَ عَنِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السّلام ـ في جَمعِ عَسكَرِهِ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ـ : أنشُدُكُمُ اللهَ ، أتَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله قامَ خَطيبًا ولَم يَخطُب بَعدَها وقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي قَد تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلّوا ما تَمَسَّكتُم بِهِما : كِتابَ اللهِ و (عِترَتي) أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُ قَد عَهِدَ إلَيَّ اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَقالوا : اللّهُمَّ نَعَم ، قَد شَهِدنا ذلِكَ كُلَّهُ مِن رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله [54] .

31 ـ هِشامُ بنُ حَسّانٍ : سَمِعتُ أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهما السّلام يَخطُبُ النّاسَ بَعدَ البَيعَةِ لَهُ بِالأَمرِ فَقالَ : نَحنُ حِزبُ اللهِ الغالِبونَ ، وعِترَةُ رَسولِهِ الأَقرَبونَ، وأهلُ بَيتِهِ الطَّيِّبونَ الطّاهِرونَ ، وأحَدُ الثَّقَلَينِ اللَّذَينِ خَلَّفَهُما رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله في اُمَّتِهِ ، وَالثّاني كِتابُ اللهِ فيهِ تَفصيلُ كُلِّ شَي ءٍ ، لا يَأتيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ ولا مِن خَلفِهِ ، فَالمُعَوَّلُ عَلَينا في تَفسيرِهِ ، لا نَتَظَنّى تَأويلَهُ بَل نَتَيَقَّنُ حَقائِقَهُ[55] .

32 ـ ثُوَيرُ بنُ أبي فاخِتَةَ عَن أبي جَعفَرٍعليه السّلام : يَابنَ ذَرٍّ[56] ، ألا تُحَدِّثُنا بِبَعضِ ما سَقَطَ إلَيكُم مِن حَديثِنا ؟ قالَ : بَلى يَابنَ رَسولِ اللهِ ، قالَ[رسول الله صلّى الله عليه و آله ] : إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ، أحَدُهُما أكبَرُ مِنَ الآخَرِ : كِتابَ اللهِ وأهلَ بَيتي إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا .
فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : يَا بنَ ذَرٍّ ، فَإِذا لَقيتَ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : ما خَلَّفتَني فِي الثَّقَلَينِ، فَماذا تَقولُ لَهُ ؟ قالَ : فَبَكَى ابنُ ذَرٍّ حَتّى رَأَيتُ دُموعَهُ تَسيلُ عَلى لِحيَتِهِ ، ثُمَّ قالَ : أمَّا الأَكبَرُ فَمَزَّقناهُ وأمَّا الأَصغَرُ فَقَتَلناهُ[57] .

33 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ بِالكوفَةِ بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِنَ النَّهرَوانِ ، وبَلَغَهُ أنَّ مُعاوِيَةَ يَسُبُّهُ ويَلعَنُهُ ويَقتُلُ أصحابَهُ ، فَقامَ خَطيبًا فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلى رَسولِ اللهِ ، وذَكَرَ ما أنعَمَ اللهُ عَلى نَبِيِّهِ وعَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : لَولا آيَةٌ في كِتابِ اللهِ ما ذَكَرتُ ما أنَا ذاكِرُهُ في مَقامي هذا ، يَقولُ اللهُ عَزَّوجَلَّ : وأمّا بِنِعمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث [58] اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى نِعَمِكَ الَّتي لا تُحصى وفَضلُكَ الَّذي لا يُنسى ، يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ بَلَغَني ما بَلَغَني ، وإنّي أراني قَدِ اقتَرَبَ أجَلي فَكَأَنّي بِكُم وقَد جَهِلتُم أمري ، وإنّي تارِكٌ فيكُم ما تَرَكَهُ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : كِتابَ اللهِ وعِترَتي ، وهِيَ عِترَةُ الهادي إلَى النَّجاةِ، خاتَمِ الأَنبِياءِ وسَيِّدِ النُّجَباءِ والنَّبِيِّ المُصطَفى[59].

34 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى طَهَّرَنا وعَصَمَنا ، وجَعَلَنا شُهَداءَ عَلى خَلقِهِ، وحُجَّتَهُ في أرضِهِ ، وجَعَلَنا مَعَ القُرآنِ ، وجَعَلَ القُرآنَ مَعَنا ، لا نُفارِقُهُ ولا يُفارِقُنا[60] .


الهامش


(1) الأحزاب : 33 .
(2) الفردوس : 1 / 54 / 144 عن الإمام عليّ عليه السّلام .
(3) الواقعة : 27 و 41 و 8 و 10 .
(4) الحُجرات : 13 .
(5) دلائل النبوّة للبيهقيّ : 1 / 170 ، البداية والنهاية : 2 / 257 ، الدرّ المنثور : 6 / 605 ، أخرجه الحكيم الترمذيّ وابن مردويه؛ مناقب الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام للكوفيّ: 1/127/70 وص 406/324، مجمع البيان : 9 / 207 ، إعلام الورى : 16 كلّها عن ابن عبّاس ، وراجع المعجم الكبير : 12 / 81 / 12604 و 3 / 57 / 2674 ، أمالي الشجريّ : 1 / 151 ؛ أمالي الصدوق : 503 / 1 ، تفسير القمّيّ : 2 / 347 .
(6) كمال الدين : 280 / 28 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 64 / 30 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295، كفاية الأثر : 19 ، الصراط المستقيم : 2 / 110 ، ينابيع المودّة : 3 / 291 / 9 ، فرائد السمطين : 2 / 133 / 430 كلّها عن ابن عبّاس .
(7) جامع الأخبار : 62 / 80 .
(8) الدرّ المنثور : 6 / 606 عن الضحّاك بن مزاحم .
(9) أمالي الصدوق : 467 / 26 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 57 / 211 كلاهما عن محمّد بن عليّ التميميّ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام .
(10) الخصال : 139 / 158 ، علل الشرايع : 123 كلاهما عن سُليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 884 / 54 .
(11) تأويل الآيات الظاهرة : 450 عن محمّد بن عمارة عن الإمام الصادق عن أبيه عليهما السّلام .
(12) أمالي الطوسيّ : 562 / 1174 عن عبدالرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام .
(13) الكافي : 2 / 182 / 16 عن زرارة .
(14) الخصال : 608 / 9 عن الأعمش .
(15) الكافي : 2 / 400 / 5 عن بكر بن محمّد .
(16) معاني الأخبار : 138 / 1 عن عبدالغفّار الجازيّ .
(17) البقرة : 124 .
(18) الأنبياء : 72 و 73 .
(19) الكافي : 1 / 199 / 1 ، كمال الدين : 676 / 31 ، أمالي الصدوق : 537 / 1 ، معاني الأخبار : 97 / 2 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 217 / 1 كلّها عن عبدالعزيز بن مسلم .
(20) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، الفقيه : 2 / 611 / 3213 ، فرائد السمطين : 2 / 180 كلّها عن موسى بن عبدالله النخعيّ ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 273 / 1 عن موسى بن عمران النخعيّ ، ولعلّ «عمران» تصحيف «عبدالله» أو يكون نسبةً إلى أحد أجداده ، كما في هامش الفقيه .
(21) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 / 21 .
(22) الخصال : 2 / 550 ، الاحتجاج : 1 / 308 .
(23) الاحتجاج : 1 / 238 ، علل الشرائع : 1 / 191 ، تفسير القمّي : 2 / 156 .
(24) المناقب لابن المغازلي : 118 ، وراجع شرح الأخبار : 189 ـ 190 / 529 ، الاحتجاج : 1 / 322 .
(25) الاحتجاج : 1 / 345 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 646 .
(26) الاحتجاج : 1 / 371 ، البحار : 30 / 136 .
(27) الغارات : 1 / 199 ، وراجع البحار : 33 / 133 .
(28) كتاب سليم بن قيس : 2 / 761 .
(29) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 59 ح 59 و 61 .
(30) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 60 ح 63 .
(31) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 60 ح 64 و 65 .
(32) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 61 ح 66 و ص 361 ح 824 .
(33) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 63 ح 70 .
(34) راجع : الفصل الأوّل ، أزواج النبيّ ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 29 ح 7، تفسير فرات الكوفي : 335 و 336 .
(35) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبيّ ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 51 ح 40 .
(36) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبيّ ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 49 ح 36 .
(37) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبيّ ومعنى أهل البيت عليهم السّلام : ص 54 ح 49 .
(38) صحيح مسلم: 4/1873/2408، سنن الدارميّ: 2/889/3198 نحوه ، مسند ابن حنبل : 7/75/19285 ، السنن الكبرى : 10/194/20335 ، تهذيب تاريخ دمشق : 5 / 439 نحوه ، فرائد السمطين : 2/234/513 .
(39) سنن الترمذيّ : 5 / 663 / 3788 عن زيد بن أرقم .
(40) في المصدر «فقمن» والصحيح ما أثبتناه كما في خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام . والدَّوْحَةُ : الشجرة العظمية المتّسعة (لسان العرب : 2 / 436) .
(41) المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائيّ : 150 / 79 نحوه ، وراجع كمال الدين : 234 / 250 ، الغدير : 1 / 30 و 34 و 302 .
(42) سنن الترمذيّ : 5 / 662 / 3786 .
(43) تاريخ بغداد : 8 / 442 عن حذيفة بن أسيد .
أقول : كذا في تاريخ بغداد من دون ذكر الثقل الأصغر ، وقد رواه كاملاً غير واحدٍ من الحفّاظ والمؤرّخين عن الراوي نفسه ، و راجع مجمع الزوائد : 9 / 259 / 14966 و 10 / 658 / 18460 ، المعجم الكبير: 3 / 67 / 2683 ، و ص 180 / 3052 وغيرها ، وراجع أيضًا الغدير : 1 / 25 / 31 حيث ذكر جملة من مصادر أهل السنّة .
(44) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 .
(45) الخصال : 65 / 98 .
(46) مجمع الزوائد : 9 / 256 / 14958 عن أبي هريرة ، وراجع كمال الدين : 235 / 47 عن أبي هريرة وفيه «كتاب الله وسنّتي» .
(47) مسند ابن حنبل : 4 / 54 / 1121 عن أبي سعيد الخدريّ .
(48) أمالي المفيد : 135 / 3 .
(49) الاحتجاج : 1 / 171 / 36 .
(50) مسند زيد : 404 .
(51) بصائر الدرجات : 414 / 6 .
(52) في المصدر «ابناي» والظاهر أن الصواب ما أثبتناه .
(53) بشارة المصطفى : 29 .
(54) كتاب سُليم بن قيس : 2 / 763 .
(55) أمالي الطوسيّ : 121 / 188 ، وذكره أيضًا في : 691 / 1469 ، أمالي المفيد : 349 / 4 ، بشارة المصطفى : 106 ، وذكر أيضًا في : 259 نحوه ، ينابيع المودّة : 1 / 74 / 10 ، الاحتجاج : 2 / 94 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين عليه السّلام نحوه .
(56) هو عمرو بن ذرّ القاصّ ، نزل مع ابن قيس الماصر والصلت بن بهرام إلى أبي جعفر عليه السّلام حتّى يسألوه عن مسائل كثيرة ، فلمّا دخلوا عليه لم يتكلّموا بشي ء وطال ذلك ، فلمّا رأى ذلك أبو جعفر عليه السّلام قال : يا بن ذرّ ... إلى آخر الحديث .
(57) رجال الكشّيّ : 2 / 484 / 394 .
(58) الضحى : 11 .
(59) معاني الأخبار : 58 / 9 ، بشارة المصطفى : 12 كلاهما عن جابر الجعفيّ .
(60) الكافي : 1 / 191 / 5 ، كمال الدين : 240 / 63 ، بصائر الدرجات : 83 / 6 كلّها عن سُليم بن قيس الهلاليّ .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة