الفهرس

تحقيق حول حديث الثقلين

 

أ ـ سند حديث الثقلين :
إنّ حديث الثقلين[1] ـ الذي طرح فيه الرسول صلّى الله عليه و آله أهل بيته كعِدلٍ للقرآن ، وأكّد للاُمّة وجوب التمسّك بهم ـ هو من الأحاديث المتواترة ، وموضع اتّفاق جميع الرواة والمحدّثين . وقد رواه ـ تحقيقًا ـ عن النبيّ صلّى الله عليه و آله 33 صحابيًّا[2] ، وهم على الترتيب :
أبو أيّوب الأنصاريّ ، أبو ذرّ الغفاريّ ، أبو رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله ، أبو سعيد الخدريّ ، أبو شريح الخزاعيّ ، أبو قُدامة الأنصاريّ ، أبو ليلى الأنصاريّ ، أبو الهيثم بن التَّيِّهان ، أبو هريرة ، اُمّ سلمة ، اُمّ هاني ، أنس بن مالك ، البَراء بن عازب، جابر بن عبدالله الأنصاريّ ، جُبير بن مطعم ، حذيفة بن اُسيد الغفاريّ ، حذيفة بن الـيَمان ، خُزيمة بن ثابت ذو الشهادتَين ، زيد بن أرقم، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقّاص ، سلمان الفارسيّ ، سهل بن سعد ، ضمرة الأسلميّ ، طلحة بن عبيدالله التميميّ ، عامر بن ليلى ، عبدالرحمن بن عوف ، عبدالله بن حنطب ، عبدالله بن عبّاس ، عديّ بن حاتم ، عقبة بن عامر ، عمر بن الخطّاب ، عمرو بن العاص[3] .
هذا علاوة على الأحاديث التي نقلها الإمام عليّ[4] وسائر أئمّة أهل البيت عليهم السّلام [5] ـ على مرّ العصور ـ عن الرسول صلّى الله عليه و آله .
وكذلك ذكر صاحب العبقات أسماء 19 تابعيًّا[6] وأكثر من 300 من علماء ومشاهير وحفظة الحديث لدى أهل السنّة ، على ترتيب الطبقات من القرن الثاني حتّى القرن الرابع عشر ، كلّهم رووا هذا الحديث[7] .

ب ـ تأريخ صدور الحديث ومناسبته :

إنّ البحث في تأريخ صدور هذا الحديث ومناسبة ذكر النبيّ له يدلّنا على أنّ الرسول صلّى الله عليه و آله أكّد مرارًا على هذه القضيّة التي يتوقّف عليها مصير الاُمّة الإسلاميّة سياسيًّا واجتماعيًّا ، وإليك المواضع التي تطرّق فيها النبيّ صلّى الله عليه و آله لهذه المسألة :
الأوّل : في حجّة الوداع يوم عرفة[8] .
الثاني : في مسجد الخيف[9] .
الثالث : في حجّة الوداع بغدير خمّ[10] .
الرابع : على المنبر في خطبة خطبها[11] .
الخامس : في مرض موته ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه[12] .
قال ابن حجر : ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقًا كثيرة وردت عن نيِّف وعشرين صحابيًّا ، ومرّ له طرق مبسوطة ... ، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي اُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي اُخرى أنّه قال ذلك بغدير خمّ ، وفي اُخرى أنّه قال ذلك لمّا قام خطيبًا بعد انصرافه من الطائف[13] كما مرّ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتمامًا بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة[14] .

1 / 1
خُلَفاءُ اللهِ
1 ـ كُمَيلُ بنُ زِيادٍ : أخَذَ بِيَدي أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السّلام ، فَأَخرَجَني إلَى الجَبّانِ[15] ، فَلَمّا أصحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ ، ثُمَّ قالَ : ... اللّهُمَّ بَلى ! لا تَخلُو الأَرضُ مِن قائِمٍ ِللهِ بِحُجَّةٍ ، إمّا ظاهِرًا مَشهورًا ، وإمّا خائِفًا مَغمورًا ، لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللهِ وبَيِّناتُهُ ، وكَم ذا وأينَ اُولئِكَ ؟! اُولئِكَ ـ وَاللهِ ـ الأَقَلّونَ عَدَدًا ، وَالأَعظَمونَ عِندَ اللهِ قَدرًا ، يَحفَظُ اللهُ بِهِم حُجَجَهُ وبَيِّناتِهِ ، حَتّى يودِعوها نُظَراءَ هُم ، ويَزرَعوها في قُلوبِ أشباهِهِم . هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقيقَةِ البَصيرَةِ ، وباشَروا روحَ اليَقينِ ، وَاستَلانوا مَا استَعوَرَهُ[16] المُترَفونَ، وأنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ ، وصَحِبُوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالَمحَلِّ الأَعلى . اُولئِكَ خُلَفاءُ اللهِ في أرضِهِ، وَالدُّعاةُ إلى دينِهِ ، آه آه شَوقًا إلى رُؤيَتِهِم ![17] .

2 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام ـ في دعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ ـ : رَبِّ صَلِّ عَلى أطائِبِ أهلِ بَيتِهِ الَّذينَ اختَرتَهُم لِأَمرِكَ، وجَعَلتَهُم خَزَنَةَ عِلمِكَ ، وحَفَظَةَ دينِكَ ، وخُلَفاءَ كَ في أرضِكَ ، وحُجَجَكَ عَلى عِبادِكَ ، وطَهَّرتَهُم مِنَ الرِّجسِ وَالدَّنَسِ تَطهيرًا بِإِرادَتِكَ، وجَعَلتَهُمُ الوَسيلَةَ إلَيكَ ، وَالمَسلَكَ إلى جَنَّتِكَ[18] .

3 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : الأَئِمَّةُ خُلَفاءُ اللهِ عَزَّوجَلَّ في أرضِهِ[19] .

4 ـ عَلِيُّ بنُ حَسّانٍ : سُئِلَ الرِّضاعليه السّلام في إتيانِ قَبرِ أبِي الحَسَنِ موسى عليه السّلام ، فَقالَ : صَلّوا فِي المَساجِدِ حَولَهُ ، ويُجزِئُ فِي المَواضِعِ كُلِّها أن تَقولَ : السَّلامُ عَلى أولِياءِ اللهِ وأصفِيائِهِ ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وأحِبّائِهِ ، السَّلامُ عَلى أنصارِ اللهِ وخُلَفائِهِ[20] .

5 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : أشهَدُ أنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ المَهدِيّونَ ... أيَّدَكُم بِروحِهِ، ورَضِيَكُم خُلَفاءَ في أرضِهِ[21].

1 / 2
خُلَفاءُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله
6 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنَّ خُلَفائي وأوصِيائي وحُجَجَ اللهِ عَلَى الخَلقِ بَعدِي اثنا عَشَرَ ، أوَّلُهُم أخي وآخِرُهُم وَلَدي ، قيلَ : يا رَسولَ اللهِ ، ومَن أخوكَ ؟ قالَ : عَلِيُّ ابنُ أبي طالِبٍ . قيلَ : فَمَن وَلَدُكَ ؟ قالَ : المَهدِيُّ الَّذي يَملَؤُها قِسطًا وعَدلاً كَما مُلِئَت جَورًا وظُلمًا[22] .

7 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ في صِفَةِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السّلام ـ : قَد لَبِسَ لِلحِكمَةِ جُنَّتَها[23] ، وأخَذَها بِجَميعِ أدَبِها ، مِنَ الإِقبالِ عَلَيها وَالمَعرِفَةِ بِها وَالتَّفَرُّغِ لَها ، فَهِيَ عِندَ نَفسِهِ ضالَّتُهُ الَّتي يَطلُبُها ، وحاجَتُهُ الَّتي يَسأَلُ عَنها . فَهُوَ مُغتَرِبٌ إذَا اغتَرَبَ الإِسلامُ ، وضَرَبَ بِعَسيبِ[24] ذَنَبِهِ ، وألصَقَ الأَرضَ بِجِرانِهِ[25]. بَقِيَّةٌ مِن بَقايا حُجَّتِهِ ، خَليفَةٌ مِن خَلائِف أنبِيائِهِ[26] .

8 ـ عنه عليه السّلام ـ في صِفَةِ آلِ مُحَمَّدٍعليهم السّلام ـ : هُمُ الأَئِمَّةُ الطّاهِرونَ ، وَالعِترَةُ المَعصومونَ ، وَالذُّرِّيَّةُ الأَكرَمونَ ، وَالخُلَفاءُ الرّاشِدونَ[27] .

9 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : الأَئِمَّةُ بِمَنزِلَةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله إلّا أنَّهُم لَيسوا بِأَنبِياءَ ، ولا يَحِلُّ لَهُم مِنَ النِّساءِ ما يَحِلُّ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله ، فَأَمّا ما خَلا ذلِكَ فَهُم فيهِ بِمَنزِلَةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله [28] .

1 / 3
أوصِياءُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله
10 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : أنَا سَيِّدُ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ وأفضَلُ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وأوصِيائي سادَةُ أوصِياءِ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ[29] .

11 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : أنَا سَيِّدُ النَّبِيّينَ ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ سَيِّدُ الوَصِيّينَ ، وإنَّ أوصِيائي بَعدِي اثنا عَشَرَ ، أوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وآخِرُهُمُ القائِمُ[30] .

12 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ ووارِثٌ ، وإنَّ عَلِيًّا وَصِيّي ووارِثي[31] .

13 ـ سَلمانُ : قُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ فَمَن وَصِيُّكَ ؟ فَسَكَتَ عَنّي ، فَلَمّا كانَ بَعدُ رَآني فَقالَ : يا سَلمانُ ، فَأَسرَعتُ إلَيهِ قُلتُ : لَبَّيكَ ، قالَ : تَعلَمُ مَن وَصِيُّ موسى ؟ قُلتُ : نَعَم ، يوشَعُ بنُ نونٍ ، قالَ : لِمَ ؟ قُلتُ : لِأَنَّهُ كانَ أعلَمَهُم ، قالَ : فَإِنَّ وَصِيّي ومَوضِعَ سِرِّي وخَيرَ مَن أترُكُ بَعدي ويُنجِزُ عِدَتي ويَقضي دَيني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ[32] .

14 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في حَديثِ المِعراجِ ـ : يا رَبِّ ، ومَن أوصِيائي ؟ فَنوديتُ : يا مُحَمَّدُ ، أوصِياؤُكَ المَكتوبونَ عَلى ساقِ عَرشي ، فَنَظَرتُ وأنَا بَينَ يَدَي رَبّي جَلَّ جَلالُهُ إلى ساقِ العَرشِ ، فَرَأَيتُ اثنَي عَشَرَ نورًا ، في كُلِّ نورٍ سَطرٌ أخضَرُ مَكتوبٌ عَلَيهِ اسمُ وَصِيٍّ مِن أوصِيائي ، أوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وآخِرُهُم مَهدِيُّ اُمَّتي .
فَقُلتُ : يا رَبِّ ، هؤُلاءِ أوصِيائي مِن بَعدي ؟ فَنوديتُ : يا مُحَمَّدُ ، هؤُلاءِ أولِيائي وأحِبّائي وأصفِيائي وحُجَجي بَعدَكَ عَلى بَرِيَّتي ، وهُم أوصِياؤُكَ وخُلَفاؤُكَ وخَيرُ خَلقي بَعدَكَ[33] .

15 ـ عنه صلّى الله عليه و آله ـ لِابنَتِهِ فاطِمَةَ عليها السّلام وقَد بَكَت لَمّا رَأتهُ في مَرَضِهِ الَّذي قُبِضَ فيهِ وشَكَت إلَيهِ خَوفَها عَلى نَفسِها ووَلَدَيها الضَّيعَةَ بَعدَهُ ـ : يا فاطِمَةُ ، أما عَلِمتِ أنّا أهلُ بَيتٍ اختارَ اللهُ عَزَّوجَلَّ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنيا ، وأنَّهُ حَتَمَ الفَناءَ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ، وأنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالَى اطَّلَعَ إلَى الأَرضِ اطِّلاعَةً فَاختارَني مِن خَلقِهِ فَجَعَلَني نَبِيًّا . ثُمَّ اطَّلَعَ إلَى الأَرضِ اطِّلاعَةً ثانِيَةً فَاختارَ مِنها زَوجَكِ ، وأوحى إلَيَّ أن اُزَوِّجَكِ إيّاهُ ، وأتَّخِذَهُ وَلِيًّا ووَزيرًا ، وأن أجعَلَهُ خَليفَتي في اُمَّتي ، فَأَبوكِ خَيرُ أنبِياءِ اللهِ ورُسُلِهِ ، وبَعلُكِ خَيرُ الأَوصِياءِ ، وأنتِ أوَّلُ مَن يَلحَقُ بي مِن أهلي . ثُمَّ اطَّلَعَ إلَى الأَرضِ اطِّلاعَةً ثالِثَةً فَاختارَكِ ووَلَدَيكِ ، فَأَنتِ سَيِّدَةُ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ ، وَابناكِ حَسَنٌ وحُسَينٌ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، وأبناءُ بَعلِكِ أوصِيائي إلى يَومِ القِيامَةِ، كُلُّهُم هادونَ مَهدِيّونَ ، وأوَّلُ الأَوصِياءِ بَعدي أخي عَلِيٌّ ، ثُمَّ حَسَنٌ، ثُمَّ حُسَينٌ ، ثُمَّ تِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ في دَرَجَتي ، ولَيسَ فِي الجَنَّةِ دَرَجَةٌ أقرَبُ إلَى اللهِ مِن دَرَجَتي ودَرَجَةِ أبي إبراهيمَ[34] .

16 ـ الإمام الحسين عليه السّلام : إنَّ اللهَ اصطَفى مُحَمَّدًاصلّى الله عليه و آله عَلى خَلقِهِ ، وأكرَمَهُ بِنُبُوَّتِهِ ، واختارَهُ لِرِسالَتِهِ ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إلَيهِ وقَد نَصَحَ لِعِبادِهِ ، وبَلَّغَ ما اُرسِلَ بِهِ صلّى الله عليه و آله . وكُنّا أهلَهُ وأولِياءَ هُ وأوصِياءَ هُ ووَرَثَتَهُ وأحَقَّ النّاسِ بِمَقامِهِ فِي النّاسِ ، فَاستَأثَرَ عَلَينا قَومُنا بِذلِكَ ، فَرَضينا ، وكَرِهنَا الفُرقَةَ ، وأحبَبنَا العافِيَةَ ، ونَحنُ نَعلَمُ أنّا أحَقُّ بِذلِكَ الحَقِّ المُستَحَقِّ عَلَينا مِمَّن تَوَلّاهُ[35] .

17 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنَّ أقرَبَ النّاسِ إلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ وأعلَمَهُم بِهِ وأرأَفَهُم بِالنّاسِ مُحَمَّدٌصلّى الله عليه و آله وَالأَئِمَّةُ عليهم السّلام ، فَادخُلوا أينَ دَخَلوا وفارِقوا مَن فارَقوا ـ عَنى بِذلِكَ حُسَينًا ووُلدَهُ عليهم السّلام ـ فَإِنّ الحَقَّ فيهِم ، وهُمُ الأَوصِياءُ ، ومِنهُمُ الأَئِمَّةُ ، فَأَينَما رَأَيتُموهُم فَاتَّبِعوهُم[36] .

18 ـ مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللهِ عليه السّلام يَقولُ : إنَّ ِللهِ عَزَّوجَلَّ خَلقًا مِن رَحمَتِهِ خَلَقَهُم مِن نورِهِ ورَحمَتِهِ ، مِن رَحمَتِهِ لِرَحمَتِهِ ، فَهُم عَينُ اللهِ النّاظِرَةُ ، واُذنُهُ السّامِعَةُ ، ولِسانُهُ النّاطِقُ في خَلقِهِ بِإِذنِهِ ، واُمَناؤُهُ عَلى ما أنزَلَ مِن عُذرٍ أو نُذُرٍ أو حُجَّةٍ ، فَبِهِم يَمحُو السَّيِّئاتِ ، وبِهِم يَدفَعُ الضَّيمَ ، وبِهِم يُنزِلُ الرَّحمَةَ ، وبِهِم يُحيي مَيتًا ، وبِهِم يُميتُ حَيًّا ، وبِهِم يَبتَلي خَلقَهُ ، وبِهِم يَقضي في خَلقِهِ قَضِيَّتَهُ . قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ، مَن هؤُلاءِ؟ قالَ : الأَوصِياءُ[37].

19 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعرِفَةِ اللهِ ، ومَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، ومَعادِنِ حِكمَةِ اللهِ ، وحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ ، وأوصِياءِ نَبِيِّ اللهِ ، وذُرِّيَّةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ[38] .
أقول : إنّ الأحاديث التي تدلّ على أنّ الأئمّة من أهل البيت عليهم السّلام هم أوصياء النبيّ صلّى الله عليه و آله كثيرة جدًّا . قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ : قد وردت الأخبار الصحيحة بالأسانيد القويّة أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله أوصى بأمر الله تعالى إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، وأوصى عليّ بن أبي طالب الى الحسن ، وأوصى الحسن إلى الحسين ، وأوصى الحسين إلى عليّ بن الحسين ، وأوصى عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ الباقر ، وأوصى محمّد بن عليّ الباقر إلى جعفر بن محمّد الصادق ، وأوصى جعفر بن محمّد الصادق إلى موسى بن جعفر ، وأوصى موسى بن جعفر إلى ابنه عليّ بن موسى الرضا ، وأوصى عليّ بن موسى الرضا إلى ابنه محمّد بن عليّ ، وأوصى محمّد بن عليّ إلى ابنه عليّ بن محمّد ، وأوصى عليّ بن محمّد إلى ابنه الحسن بن عليّ ، وأوصى الحسن بن عليّ إلى ابنه حجّة الله القائم بالحقّ ، الذي لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلاً وقسطًا كما ملئت جورًا وظلمًا ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين[39] .

1 / 4
أحَبُّ الخَلقِ إلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله
20 ـ اُمُّ سَلَمَةَ : إنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله بَينا هُوَ ذاتَ يَومٍ جالِسًا إذ أتَتهُ فاطِمَةُ عليها السّلام بِبُرمَةٍ فيها عَصيدَةٌ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله : أينَ عَلِيٌّ وَابناهُ ؟ قالَت : فِي البَيتِ ، قالَ : ادعيهِم لي .
فَأَقبَلَ عَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ بَينَ يَدَيهِ وفاطِمَةُ أمامَهُ ، فَلَمّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله تَناوَلَ كِساءً كانَ عَلَى المَنامَةِ خَيبَرِيًّا ، فَجَلَّلَ بِهِ نَفسَهُ وعَلِيًّا وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ وفاطِمَةَ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، وأحَبُّ الخَلقِ إلَيَّ ، فَأَذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . فَأَنزَلَ اللهُ تَعالى : إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ...[40] .

21 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : أتى رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، أيُّ الخَلقِ أحَبُّ إلَيكَ ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ـ وأنَا إلى جَنبِهِ ـ : هذا وَابناهُ واُمُّهُما، هُم مِنّي وأنَا مِنهُم ، وهُم مَعي فِي الجَنَّةِ هكَذا ـ وجَمَعَ بَينَ إصبَعَيهِ ـ[41].

22 ـ جُمَيعُ بنُ عُمَيرٍ التَّيمِيُّ : دَخَلتُ مَعَ عَمَّتي عَلى عائِشَةَ ، فَسُئِلَت : أيُّ النّاسِ كانَ أحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ؟ قالَت : فاطِمَةُ ، فَقيلَ : مِنَ الرِّجالِ ؟ قالَت : زَوجُها ، إن كانَ ما عَلِمتُ صَوّامًا قَوّامًا[42] .

23 ـ جُمَيعُ بنُ عُمَيرٍ : دَخَلتُ مَعَ اُمّي إلى عائِشَةَ فَسَأَلَتها عَن عَلِيٍّ ، فَقالَت : تَسأَليني عَن رَجُلٍ كانَ مِن أحَبِّ النّاسِ إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، وكانَت تَحتَهُ ابنَتُهُ وهِيَ أحَبُّ النّاسِ إلَيهِ ؟! لَقَد رَأَيتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله دَعا عَلِيًّا وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ ، فَأَلقى عَلَيهِم ثَوبًا فَقالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي ، أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا ، [قالَت : فَدَنَوتُ مِنهُ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللهِ ، وأنَا مِن أهلِ البَيتِ ؟ فَقالَ : تَنَحَّي فَإِنَّكِ عَلى خَيرٍ[43] .

1 / 5
أفضَلُ الخَلقِ
24 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : خَيرُ رِجالِكُم عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وخَيرُ شَبابِكُمُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ ، وخَيرُ نِسائِكُم فاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِما[44] .

25 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : أنَا وأهلُ بَيتي صَفوَةُ اللهِ وخِيَرَتُهُ مِن خَلقِهِ[45] .

26 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : يا فاطِمَةُ ، ونَحنُ أهلُ بَيتٍ قَد أعطانَا اللهُ سَبعَ خِصالٍ لَم يُعطَ أحَدٌ قَبلَنا ولا يُعطى أحَدٌ بَعدَنا : أنَا خاتِمَةُ النَّبِيّينَ وأكرَمُ النَّبِيّينَ عَلَى اللهِ وأحَبُّ الَمخلوقينَ إلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ ، وأنَا أبوكِ ووَصِيّي خَيرُ الأَوصِياءِ وأحَبُّهُم إلَى اللهِ وهُوَ بَعلُكِ ، وشَهيدُنا خَيرُ الشُّهَداءِ وأحَبُّهُم إلَى اللهِ ، وهُوَ عَمُّكِ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ وهُوَ عَمُّ أبيكِ وعَمُّ بَعلِكِ ، ومِنّا مَن لَهُ جَناحانِ أخضَرانِ يَطيرُ فِي الجَنَّةِ مَعَ المَلائِكَةِ حَيثُ يَشاءُ وهُوَ ابنُ عَمِّ أبيكِ وأخو بَعلِكِ ، ومِنّا سِبطا هذِهِ الاُمَّةِ وهُمَا ابناكِ الحَسَنُ وَالحُسَينُ وهُما سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، وأبوهُما ـ وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ ـ خَيرٌ مِنهُما . يا فاطِمَةُ ـ وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ ـ إنَّ مِنهُما مَهدِيُّ هذِهِ الاُمَّةِ[46] .

27 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : أنَا سَيِّدُ النَّبِيّينَ ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ سَيِّدُ الوَصِيِّينَ ، وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، وَالأَئِمَّةُ بَعدَهُما ساداتُ المُتَّقينَ ، وَلِيُّنا وَلِيُّ اللهِ ، وعَدُوُّنا عَدُوُّ اللهِ ، وطاعَتُنا طاعَةُ اللهِ ، ومَعصِيَتُنا مَعصِيَةُ اللهِ عَزَّوجَلَّ ، وحَسبُنَا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ[47] .

28 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وَالأَئِمَّةُ مِن وُلدِهِ بَعدي سادَةُ أهلِ الأَرضِ وقادَةُ الغُرِّ الُمحَجَّلينَ يَومَ القِيامَةِ[48] .

29 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ أنَا وأنتَ وَالأَئِمَّةُ مِن وُلدِكَ سادَةٌ فِي الدُّنيا ومُلوكٌ فِـي الآخِرَةِ ، مَن عَرَفَنا فَقَد عَرَفَ اللهَ ، ومَن أنكَرَنا فَقَد أنكَرَ اللهَ عَزَّوجَلَّ[49] .

30 ـ اِبنُ عَبّاسٍ : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ : يا عَبدَالرَّحمنِ ، أنتُم أصحابي وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِنّي وأنَا مِن عَلِيٍّ ، فَهُوَ بابُ عِلمي ووَصِيّي ، وهُوَ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ هُم خَيرُ الأَرضِ عُنصُرًا وشَرَفًا وكَرَمًا[50] .

31 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ في خُطبَةٍ يَصِفُ بِهَا النَّبِيَّ الأَعظَمَ صلّى الله عليه و آله ـ : عِترَتُهُ خَيرُ العِتَرِ ، واُسرَتُهُ خَيرُ الاُسَرِ ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ الشَّجَرِ[51] .

1 / 6
مُباهَلَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله بِهِم
32 ـ عَبدُالرَّحمنِ بنُ كَثيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهم السّلام ـ في بَيانِ قَولِهِ تَعالى : نَدعُ أبناءَ نا وأبناءَ كُم ... ـ : أخرَجَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله مِنَ الأَنفُسِ مَعَهُ أبي ، ومِنَ البَنينَ إيّايَ وأخي ، ومِنَ النِّساءِ اُمّي فاطِمَةَ مِنَ النّاسِ جَميعًا ، فَنَحنُ أهلُهُ ولَحمُهُ ودَمُهُ ونَفسُهُ ، ونَحنُ مِنهُ وهُوَ مِنّا[52] .

33 ـ جابِرٌ : قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله العاقِبُ وَالطَّيِّبُ فَدَعاهُما إلَى الإِسلامِ ، فَقالا : أسلَمنا يا مُحَمَّدُ قَبلَكَ ! قالَ : كَذَبتُما ، إن شِئتُما أخبَرتُكُما ما يَمنَعُكُما مِنَ الإِسلامِ . قالوا : فَهاتِ أنبِئنا . قالَ : حُبُّ الصَّليبِ وشُربُ الخَمرِ وأكلُ لَحمِ الخِنزيرِ ، قالَ جابِرٌ : فَدَعاهُما إلَى المُلاعَنَةِ ، فَواعَداهُ عَلى أن يُغادِياهُ بِالغَداةِ، فَغَدا رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وأخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السّلام ، ثُمَّ أرسَلَ إلَيهِما فَأَبَيا أن يُجيباهُ وأقَرّا لَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ ، لَو فَعَلا لَأَمطَرَ الوادِي عَلَيهِما نارًا . قالَ جابِرٌ : فيهِم نَزَلَت : فَقُل تَعالَوا نَدعُ أبناءَ نا وأبناءَ كُم ونِساءَ نا ونِساءَ كُم وأنفُسَنا وأنفُسَكُم ...[53] .
قالَ الشَّعبِيُّ : قالَ جابِرٌ : أنفُسَنا وأنفُسَكُم رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وعَلِيٌّ عليه السّلام ، وأبناءَ نا وأبناءَ كُم الحَسَنُ والحُسَينُ عليهما السّلام ، ونِساءَ نا ونِساءَ كُم فاطِمَةُ عليها السّلام [54].

34 ـ الزَّمَخشَرِيُّ : رُوِيَ أنَّهُم لَمّا دَعاهُم إلَى المُباهَلَةِ قالوا : حَتّى نَرجِعَ ونَنظُرَ ، فَلَمّا تَخالَوا قالوا لِلعاقِبِ ، وكانَ ذا رَأيِهِم : يا عَبدَ المَسيحِ ، ما تَرى ؟ فَقالَ : وَاللهِ لَقَد عَرَفتُم يا مَعشَرَالنَّصارى أنَّ مُحَمَّدًا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولَقَد جاءَ كُم بِالفَصلِ مِن أمرِ صاحِبِكُم. وَاللهِ ، ما باهَلَ قَومٌ نَبِيًّا قَطُّ فَعاشَ كَبيرُهُم ولا نَبَتَ صَغيرُهُم ، ولَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنَّ ، فَإِن أبَيتُم إلّا إلفَ دينِكُم وَالإِقامَةَ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ فَوادِعوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
فَأَتى رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وقَد غَدا مُحتَضِنًا الحُسَينَ آخِذًا بِيَدِ الحَسَنِ وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ وعَلِيٌّ خَلفَها وهُوَ يَقولُ : إذا أنَا دَعَوتُ فَأَمِّنوا ، فَقالَ اُسقُفُ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ، إنّي لَأَرى وُجوهًا لَو شاءَ اللهُ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَقالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا أن لا نُباهِلَكَ وأن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ ونَثبُتَ عَلى دينِنا . قالَ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَيهِم ، فَأَبَوا . قالَ : فَإِنّي اُناجِزُكُم ، فَقالوا : ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لاتَغزُوَنا ولا تُخيفَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا عَلى أن نُؤدِّيَ إلَيكَ كُلَّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ ، ألفًا في صَفَرٍ ، وألفًا في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعًا عادِيَّةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ وقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ ، ولَو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، ولَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي نارًا ، ولَاستَأصَلَ اللهُ نَجرانَ وأهلَهُ حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا ...
ثم قال الزّمخشري : وقدّمهـم في الذّكرِ على الأَنفس ليُنبّه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأَنّهم مقدّمون على الأَنفس مُفدَون بها ، وفيه دليل لا شي ء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السّلام [55] .

1 / 7
اُولُو الأَمرِ
يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم [56].
35 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : شُرَكائِيَ الَّذينَ قَرَنَهُمُ اللهُ بِنَفسِهِ وبي وأنزَلَ فيهِم : يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ ، فَإِن خِفتُم تَنازُعًا في أمرٍ فَأَرجِعوهُ إلَى اللهِ وَالرَّسولِ واُولِي الأَمرِ ، قُلتُ : يا نَبِيَّ اللهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : أنتَ أوَّلُهُم[57] .

36 ـ عنه عليه السّلام ـ لَمّا قَدِمَ إلَى الكوفَةِ ـ : عَلَيكُم يا أهلَ هذَا المِصرِ بِتَقوَى اللهِ وطاعَةِ مَن أطاعَ اللهَ مِن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكُم ، الَّذينَ هُم أولى بِطاعَتِكُم فيما أطاعُوا اللهَ فيهِ مِنَ المُنتَحِلينَ المُدَّعينَ المُقابِلينَ إلَينا، يَتَفَضَّلونَ بِفَضلِنا ، ويُجاحِدوناهُ ، ويُنازِعونا حَقَّنا ، ويَدفَعونا عَنهُ . وقَد ذاقوا وَبالَ مَا اجتَرَحوا فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا[58] .

37 ـ هِشامُ بنُ حَسّانٍ : خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليهما السّلام بَعدَ بَيعَةِ النّاسِ لَهُ بِالأَمرِ فَقالَ : ... أطيعونا فَإِنَّ طاعَتَنا مَفروضَةٌ ، إذ كانَت بِطاعَةِ اللهِ عَزَّوجَلَّ ورَسولِهِ مَقرونَةً ؛ قالَ اللهُ عَزَّوجَلَّ : يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم في شَي ءٍ فَرُدّوهُ إلَى اللهِ والرَّسولِ ، ولَو رَدّوهُ إلَى الرَّسولِ وإلى اُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم [59] [60].

38 ـ الإمام الحسين عليه السّلام ـ في خُطبَتِهِ لِمَن جاءَ إلى مُحاصَرَتِهِ بِكَربَلاءَ ـ : أمّا بَعدُ ، أيُّهَا النّاسُ ، فَإِنَّكُم إن تَتَّقوا وتَعرِفُوا الحَقَّ لِأَهلِهِ يَكُن أرضى ِللهِ عَنكُم ، ونَحنُ أهلُ بَيتِ مُحَمَّدٍ أولى بِوَلايَةِ هذَا الأَمرِ عَلَيكُم مِن هؤُلاءِ المُدَّعينَ ما لَيسَ لَهُم ، وَالسّائِرينَ فيكُم بِالجَورِ وَالعُدوانِ . وإن أبَيتُم إلّا كَراهِيَةً لَنا وَالجَهلَ بِحَقِّنا فَكانَ رَأيُكُمُ الآنَ غَيرَ ما أتَتني بِهِ كُتُبُكُم وقَدِمَت بِهِ عَلَيَّ رُسُلُكُم ، انصَرَفتُ عَنكُم[61] .

39 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام ـ فِي الدُّعاءِ ـ : ... وصَلِّ عَلى خِيَرَتِكَ اللّهُمَّ مِن خَلقِكَ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الصَّفوَةِ مِن بَرِيَّتِكَ الطّاهِرينَ، وَاجعَلنا لَهُم سامِعينَ ومُطيعينَ كَما أمَرتَ[62] .

40 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ في قَولِهِ تَعالى : يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم ـ : إيّانا عَنى خَاصَّةً ، أمَرَ جَميعَ المُؤمِنينَ إلى يَومِ القِيامَةِ بِطاعَتِنا[63] .

41 ـ أبو بَصيرٍ : سَأَلتُ أبا عَبدِاللهِ عليه السّلام عَن قَولِ اللهِ عَزَّوجَلَّ أطيعُوا اللهَ وأطيعُواالرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم فَقالَ : نَزَلَت في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السّلام ، فَقُلتُ لَهُ : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : فَما لَهُ لَم يُسَمِّ عَلِيًّا وأهلَ بَيتِهِ عليهم السّلام في كِتابِ اللهِ عَزَّوجَلَّ؟ فَقالَ: قولوا لَهُم: إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله نَزَلَت عَلَيهِ الصَّلاةُ ولَم يُسَمِّ اللهُ لَهُم ثَلاثًا ولا أربَعًا حَتّى كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُم ، ونَزَلَت عَلَيهِ الزَّكاةُ ولَم يُسَمِّ لَهُم مِن كُلِّ أربَعينَ دِرهَمًا دِرهَمٌ حَتّى كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُم ، ونَزَلَ الحَجُّ فَلَم يَقُل لَهُم طوفوا اُسبوعًا حَتّى كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَسَّرَ ذلِكَ لَهُم ، ونَزَلَت : أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم ونزلت في عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ[64] .

42 ـ الإمام الصادق عليه السّلام ـ في هذه الآية : يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أطِيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم ـ : واُولُو الأمرِ هُمُ الأَئِمَّةُ مِن أهلِ البَيتِ عليهم السّلام [65].

43 ـ اِبنُ أبي يَعفورٍ : دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللهِ عليه السّلام وعِندَهُ نَفَرٌ مِن أصحابِهِ ـ في حديث طويل يرويه إلى أن قال : ـ فَقالَ لي : يَابنَ أبي يَعفورٍ، إنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ هُوَ الآمِرُ بِطاعَتِهِ وطاعَةِ رَسولِهِ وطاعَةِ اُولِي الأَمرِ الَّذينَ هُم أوصِياءُ رَسولِهِ . يَابنَ أبي يَعفورٍ ، فَنَحنُ حُجَجُ اللهِ في عِبادِهِ ، وشُهداؤُهُ عَلى خَلقِهِ ، واُمناؤُهُ في أرضِهِ ، وخُزّانُهُ عَلى عِلمِهِ ، وَالدّاعونَ إلى سَبيلِهِ ، وَالعامِلونَ بِذلِكَ ، فَمَن أطاعَنا أطاعَ اللهَ ، ومَن عَصانا فَقَد عَصَى اللهَ[66] .

1 / 8
أهلُ الذِّكرِ
44 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في قَولِ اللهِ عَزَّوجَلَّ : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمونَ [67]ـ : الذِّكرُ أنا ، وَالأَئِمَّةُ أهلُ الذِّكرِ[68] .

45 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : نَحنُ أهلُ الذِّكرِ[69] .

46 ـ الحارِثُ : سَأَلتُ عَلِيًّا عَن هذِهِ الآيَةِ : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ ، فَقالَ : وَاللهِ إنّا لَنَحنُ أهلُ الذِّكرِ ، نَحنُ أهلُ العِلمِ ، ونَحنُ مَعدِنُ التَّأويلِ وَالتَّنزيلِ ، ولَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ : أنَا مَدينَةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها ، فَمَن أرادَ العِلمَ فَليَأتِهِ مِن بابِهِ [70] .

47 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ألا إنَّ الذِّكرَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، ونَحنُ أهلُهُ ، ونَحنُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، ونَحنُ مَنارُ الهُدى ، وأعلامُ التُّقى ، ولَنا ضُرِبَتِ الأَمثالُ[71] .

48 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ في قَولِهِ تَعالى : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمونَ ـ : نَحنُ أهلُ الذِّكرِ[72] .

49 ـ عنه عليه السّلام ـ في قَولِهِ تَعالى : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ ـ : هُمُ الأَئِمَّةُ مِن عِترَةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله [73] .

50 ـ هِشامٌ : سَأَلتُ أبا عَبدِاللهِ عليه السّلام عَن قَولِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمونَ مَن هُم ؟ قالَ : نَحنُ . قُلتُ : عَلَينا أن نَسأَلَكُم ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : فَعَلَيكُم أن تُجيبونا ؟ قالَ : ذاكَ إلَينا[74] .

51 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : لِلذِّكرِ مَعنَيانِ : القُرآنُ ومُحَمَّدٌصلّى الله عليه و آله ، ونَحنُ أهلُ الذِّكرِ بِكِلا مَعنَيَيهِ[75] ، أمّا مَعناهُ القُرآنُ فَقَولُهُ تَعالى : وأنزَلنا إلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ مانُزِّلَ إلَيهِم [76] وقَولُهُ تَعالى : وإنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ ولِقومِكَ وسَوفَ تُسأَلونَ [77] وأمّا مَعناهُ مُحَمَّدٌصلّى الله عليه و آله فَالآيَةُ في سورَةِ الطَّلاقِ : فَاتَّقُوا اللهَ يا اُولِي الأَلبابِ الَّذينَ آمَنوا قَد أنزَلَ اللهُ إلَيكُم ذِكرًا
* رَسولاً يَتلو عَلَيكُم آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخرِجَ الَّذينَ آمَنوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إلَى النّورِ[78] [79] .

52 ـ عنه عليه السّلام ـ في حَديثٍ طَويلٍ ـ : قالَ جَلَّ ذِكرُهُ : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمونَ قالَ : الكِتابُ (هُوَ) الذِّكرُ ، وأهلُهُ آلُ مُحَمَّدٍعليهم السّلام ، أمَرَ اللهُ عَزَّوجَلَّ بِسُؤالِهِم ، ولَم يُؤمَروا بِسُؤالِ الجُهّالِ[80] .

53 ـ عنه عليه السّلام ـ في قَولِ اللهِ تَعالى : وإنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ ولِقَومِكَ وسَوفَ تُسأَلونَ ـ : الذِّكرُ القُرآنُ ، ونَحنُ قَومُهُ ، ونَحنُ المَسؤولونَ[81] .

54 ـ اِبنُ بُكَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الطَيّارِ أنَّهُ عَرَضَ عَلى أبي عَبدِ اللهِ عليه السّلام بَعضَ خُطَبِ أبيهِ ، حَتّى إذا بَلَغَ مَوضِعًا مِنها قالَ لَهُ : كُفَّ وَاسكُت ، ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ الله عليه السّلام : لا يَسَعُكُم فيما يَنزِلُ بِكُم مِمّا لا تَعلَمونَ إلّا الكَفُّ عَنهُ وَالتَّثَبُّتُ وَالرَّدُّ إلى أئِمَّةِ الهُدى حَتّى يَحمِلوكُم فيهِ عَلَى القَصدِ ، ويَجلوا عَنكُم فيهِ العَمى ، ويُعَرِّفوكُم فيهِ الحَقَّ ، قالَ اللهُ تَعالى : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمونَ [82] .

55 ـ الإمام الصادق عليه السّلام ـ في رِسالةٍ إلى أصحابِهِ ـ : أيَّتُهَا العِصابَةُ المَرحومَةُ المُفلِحَةُ ، إنَّ اللهَ أتَمَّ لَكُم ما آتاكُم مِنَ الخَيرِ ، وَاعلَموا أنَّهُ لَيسَ مِن عِلمِ اللهِ ولا مِن أمرِهِ أن يَأخُذَ أحَدٌ مِن خَلقِ اللهِ في دينِهِ بِهَوًى ولا رَأيٍ ولا مَقاييسَ ، قَد أنزَلَ اللهُ القُرآنَ ، وجَعَلَ فيهِ تِبيانَ كُلِّ شَي ءٍ ، وجَعَلَ لِلقُرآنِ ولِتَعَلُّمِ القُرآنِ أهلاً ، لا يَسَعُ أهلَ عِلمِ القُرآنِ الَّذينَ آتاهُمُ اللهُ عِلمَهُ أن يَأخُذوا فيهِ بِهَوًى ولا رَأيٍ ولا مَقاييسَ ، أغناهُمُ اللهُ عَن ذلِكَ بِما آتاهُم مِن عِلمِهِ، وخَصَّهُم بِهِ، ووَضَعَهُ عِندَهُم ، كَرامَةً مِنَ اللهِ أكرَمَهُم بِها ، وهُم أهلُ الذِّكرِ الَّذينَ أمَرَ اللهُ هذِهِ الاُمَّةَ بِسُؤالِهِم[83] .

1 / 9
حَفَظَةُ الدّينِ
56 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ لِعَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السّلام ـ : يا عَلِيُّ ، أنا وأنتَ وَابناكَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ وتِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ أركانُ الدّينِ ودَعائِمُ الإِسلامِ ، مَن تَبِعَنا نَجا ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّا فَإِلَى النّارِ[84] .

57 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : إنَّ في كُلِّ خَلَفٍ مِن اُمَّتي عَدلاً مِن أهلِ بَيتي ، يَنفي عَن هذَا الدّينِ تَحريفَ الغالينَ وَانتِحالَ المُبطِلينَ وتَأويلَ الجاهِلينَ . وإنَّ أئِمَّتَكُم قادَتُكُم إلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ ، فَانظُروا بِمَن تَقتَدونَ في دينِكُم وصَلاتِكُم[85] .

58 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، وذاكَ أنَّ الأَنبِياءَ لَم يورِّثوا دِرهَمًا ولا دينارًا ، وإنَّما أورَثوا أحاديثَ مِن أحاديثِهِم ، فَمَن أخَذَ بِشَي ءٍ مِنها فَقَد أخَذَ حَظًّا وافِرًا ، فَانظُروا عِلمَكُم هذا عَمَّن تَأخُذونَهُ ؟ فَإِنَّ فينا أهلَ البَيتِ في كُلِّ خَلَفٍ عُدولاً ، يَنفونَ عَنهُ تَحريفَ الغالينَ وَانتِحالَ المُبطِلينَ وتَأويلَ الجاهِلينَ[86] .

59 ـ الإمام الرضا عليه السّلام ـ في صِفَةِ الإِمامِ ـ : ناصِحٌ لِعِبادِ اللهِ ، حافِظٌ لِدينِ اللهِ[87] .

1 / 10
أبوابُ اللهِ
60 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : نَحنُ بابُ اللهِ الَّذي يُؤتى مِنهُ ، بِنا يَهتَدِي المُهتَدونَ[88] .

61 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ في خُطبَةٍ يَذكُرُ فيها فَضائِلَ أهلِ البَيتِ عليهم السّلام ـ : نَحنُ الشِّعارُ[89] وَالأَصحابُ ، وَالخَزَنَةُ وَالأَبوابُ ، ولا تُؤتَى البُيوتُ إلّا مِن أبوابِها ، فَمَن أتاها مِن غَيرِ أبوابِها سُمِّيَ سارِقًا[90] .

62 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى لَو شاءَ لَعَرَّفَ العِبادَ نَفسَهُ ، ولكِن جَعَلَنا أبوابَهُ وصِراطَهُ ، وسَبيلَهُ وَالوَجهَ الَّذي يُؤتى مِنهُ ، فَمَن عَدَلَ عَن وَلايَتِنا أو فَضَّلَ عَلَينا غَيرَنا فَإِنَّهُم عَنِ الصِّراطِ لَناكِبونَ ، فَلا سَواءٌ مَنِ اعتَصَمَ النّاسُ بِهِ[91] ، ولا سَواءٌ حَيثُ ذَهَبَ النّاسُ إلى عُيونٍ كَدِرَةٍ يَفرُغُ بَعضُها في بَعضٍ ، وذَهَبَ مَن ذَهَبَ إلَينا إلى عُيونٍ صافِيَةٍ تَجري بِأَمرِ رَبِّها ، لا نَفادَ لَها ولَا انقِطاعَ[92] .

63 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : الأَوصِياءُ هُم أبوابُ اللهِ عَزَّوجَلَّ الَّتي يُؤتى مِنها ، ولَولاهُم ما عُرِفَ اللهُ عَزَّوجَلَّ ، وبِهِمُ احتَجَّ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى عَلى خَلقِهِ[93] .

1 / 11
عُرفاءُ اللهِ
64 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ لِعَلِيٍّ عليه السّلام ـ : ثَلاثٌ اُقسِمُ أنَّهُنَّ حَقٌّ : إنَّكَ وَالأَوصِياءَ مِن بَعدِكَ عُرفاءُ لا يُعرَفُ اللهُ إلّا بِسَبيلِ مَعرِفَتِكُم ، وعُرفاءُ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلّا مَن عَرَفَكُم وعَرَفتُموهُ ، وعُرفاءُ لا يَدخُلُ النّارَ إلّا مَن أنكَرَكُم وأنكَرتُموهُ[94].

65 ـ عنه صلّى الله عليه و آله ـ لِعَلِيٍّ عليه السّلام ـ : يا عَلِيُّ ، أنتَ وَالأَوصِياءُ مِن وُلدِكَ أعرافٌ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، لا يَدخُلُها إلّا مَن عَرَفَكُم وعَرَفتُموهُ ، ولا يَدخُلُ النّارَ إلّا مَن أنكَرَكُم وأنكَرتُموهُ[95] .

66 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّما الأَئِمَّةُ قُوّامُ اللهِ عَلى خَلقِهِ ، وعُرفاؤُهُ عَلى عِبادِهِ ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلّا مَن عَرَفَهُم وعَرَفوهُ ، ولا يَدخُلُ النّارَ إلّا مَن أنكَرَهُم وأنكَروهُ[96].

67 ـ عنه عليه السّلام ـ في أحوالِ القِيامَةِ ـ : الأَوصياءُ أصحابُ الصِّراطِ ، وُقوفٌ عَلَيهِ ، لا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلّا مَن عَرَفَهُم وعَرَفوهُ ، ولا يَدخُلُ النّارَ إلّا مَن أنكَرَهُم وأنكَروهُ ، لِأَنَّهُم عُرَفاءُ اللهِ، عَرَّفَهُم عَلَيهِم عِندَ أخذِ المَواثيقِ عَلَيهِم ، ووَصَفَهُم في كِتابِهِ فَقالَ جَلَّ وعَزَّ : وعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلّاً بِسيماهُم [97] هُمُ الشُّهداءُ عَلى أولِيائِهِم ، وَالنَّبِيُّ الشَّهيدُ عَلَيهِم[98] .

68 ـ هِلقامُ عنِ الإِمامِ الباقِرِعليه السّلام : سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللهِ : وعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلّاً بِسيماهُم : ما يَعني بِقَولِهِ وعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ ؟ قالَ : ألَستُم تُعَرِّفونَ عَلَيكُم عُرَفاءَ[99] عَلى قَبائِلِكُم لِيَعرِفونَ (لِيَعرِفوا) مَن فيها مِن صالِحٍ أو طالِحٍ ؟ قُلتُ : بَلى ، قَال : فَنَحنُ اُولئِكَ الرِّجالُ الَّذينَ يَعرِفونَ كُلّاً بِسيماهُم[100] .

69 ـ أبانُ بنُ عُمَرَ : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللهِ عليه السّلام فَدَخَلَ عَلَيهِ سُفيانُ بنُ مُصعَبٍ العَبدِيُّ فَقالَ : جَعَلَنِي اللهُ فِداكَ ، ما تَقولُ في قَولِهِ تَعالى ذِكرُهُ : وعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ ؟ قالَ : هُمُ الأَوصِياءُ مِن آلِ مُحَمَّدٍ الاِثنا عَشَرَ ، لا يَعرِفُ اللهَ إلّا مَن عَرَفَهُم وعَرَفوهُ ، قالَ : فَمَا الأَعرافُ جُعِلتُ فِداكَ ؟ قالَ : كَثائِبُ[101] مِن مِسكٍ عَلَيها رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وَالأَوصِياءُ ، يَعرِفونَ كُلّاً بِسيماهُم[102].

1 / 12
أركانُ الأَرضِ
70 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله بابُ اللهِ الَّذي لا يُؤتى إلّا مِنهُ ، وسَبيلُهُ الَّذي مَن سَلَكَهُ وَصَلَ إلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ ، وكَذلِكَ كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام مِن بَعدِهِ، وجَرى لِلأَئِمَّةِ عليهم السّلام واحِدًا بَعدَ واحِدٍ ، جَعَلَهُمُ اللهُ عَزَّوجَلَّ أركانَ الأَرضِ أن تَميدَ بِأَهلِها ، وعُمُدَ الإِسلامِ ، ورابِطَةً عَلى سَبيلِ هُداهُ ، لا يَهتَدي هادٍ إلّا بِهُداهُم ، ولا يَضِلُّ خارِجٌ مِنَ الهُدى إلّا بِتَقصيرٍ عَن حَقِّهِم ، اُمَناءُ اللهِ عَلى ما أهبَطَ مِن عِلمٍ أو عُذرٍ أو نُذرٍ ، وَالحُجَّةُ البالِغَةُ عَلى مَن فِي الأَرضِ ، يَجري لِآخِرِهِم مِنَ اللهِ مِثلُ الَّذي جَرى لِأَوَّلِهِم ، ولا يَصِلُ أحدٌ إلى ذلِكَ إلّا بِعَونِ اللهِ[103] .

71 ـ عنه عليه السّلام ـ في زِيارَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام ـ : أنتُم أهلُ بَيتِ الرَّحمَةِ ، ودَعائِمُ الدّينِ ، وأركانُ الأَرضِ ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ[104] .

72 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ فِي الأَرضِ بُنيانٌ ، وشيعَتُنا عُرَى[105] الإِسلامِ[106] .

1 / 13
أركانُ العالَمِ
73 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في صِفَةِ الأَئِمَّةِ مِن وُلدِ عَلِيٍّ عليهم السّلام ـ : خُلَفائي وأوصِيائي وأولادي وعِترَتي ... بِهِم يُمسِكُ اللهُ عَزَّوجَلَّ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، وبِهِم يَحفَظُ اللهُ الأَرضَ أن تَميدَ بِأَهلِها[107] .

74 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام : نَحنُ أئِمَّةُ المُسلِمينَ ، وحُجَجُ اللهِ عَلَى العالَمينَ ، وسادَةُ المُؤمِنينَ ، وقادَةُ الغُرِّ الُمحَجَّلينَ ، ومَوالِي المُؤمِنينَ ، ونَحنُ أمانُ أهلِ الأَرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ ، ونَحنُ الَّذينَ بِنا يُمسِكُ اللهُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، وبِنا يُمسِكُ الأَرضَ أن تَميدَ بِأَهلِها ، وبِنا يُنزِلُ الغَيثَ ، وبِنا يَنشُرُ الرَّحمَةَ ، ويُخرِجُ بَرَكاتِ الأَرضِ ، ولَولا ما فِي الأَرضِ مِنّا لَساخَت بِأَهلِها[108].

75 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : مَوالِيَّ لا اُحصي ثَناءَ كُم، ولا أبلُغُ مِنَ المَدحِ كُنهَكُم ، ومِنَ الوَصفِ قَدرَكُم ، وأنتُم نورُ الأَخيارِ ، وهُداةُ الأَبرارِ ، وحُجَجُ الجَبّارِ ، بِكُم فَتَحَ اللهُ ، وبِكُم يَختِمُ ، وبِكُم يُنزِلُ الغَيثَ ، وبِكُم يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ[109] .

1 / 14
أمانُ أهلِ الأَرضِ
76 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : النُّجومُ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ ، إذا ذَهَبَتِ النُّجومُ ذَهَبَ أهلُ السَّماءِ، وأهلُ بَيتي أمانٌ لِأَهلِ الأَرضِ ، فَإِذا ذَهَبَ أهلُ بَيتي ذَهَبَ أهلُ الأَرضِ[110] .

77 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : النُّجومُ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ ، وأهلُ بَيتي أمانٌ لِأَهلِ الأَرضِ ، فَإِذا ذَهَبَ أهلُ بَيتي جاءَ أهلَ الأَرضِ مِنَ الآياتِ ما كانوا يوعَدونَ[111] .

78 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : نَحنُ بَيتُ النُّبُوَّةِ ، ومَعدِنُ الحِكمَةِ ، أمانٌ لِأَهلِ الأَرضِ ، ونَجاةٌ لِمَن طَلَبَ[112] .

1 / 15
مَعدِنُ الرِّسالَةِ
79 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : نَحنُ أهلُ بَيتِ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ، ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ، لَيسَ أحَدٌ مِنَ الخَلائِقِ يَفضُلُ أهلَ بَيتي غَيري[113] .

80 ـ الإمام الحسين عليه السّلام ـ لِعُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ ـ : إنّا أهلُ بَيتِ الكَرامَةِ ، ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ، وأعلامُ الحَقِّ الَّذينَ أودَعَهُ اللهُ عَزَّوجَلَّ قُلوبَنا ، وأنطَقَ بِهِ ألسِنَتَنا[114] .

81 ـ عنه عليه السّلام ـ لِلوَليدِ والِي المَدينَةِ ـ : أيُّهَا الأَميرُ، إنّا أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ، ومَهبَطُ الرَّحمَةِ ، بِنا فَتَحَ اللهُ وبِنا خَتَمَ[115] .

82 ـ الإمام الرضا عليه السّلام ـ في خُطبَةٍ لَهُ ـ : الحَمدُ ِللهِ الَّذي حَمِدَ فِي الكِتابِ نَفسَهُ ... وصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النُّبُوَّةِ ، وخَيرِ البَرِيَّةِ ، وعَلى آلِهِ آلِ الرَّحمَةِ ، وشَجَرَةِ النِّعمَةِ ، ومَعدِنِ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ[116] .

83 ـ اِبنُ عَبّاسٍ ـ في قَولِهِ تَعالى : فَاسأَلوا أهلَ الذِّكرِ ـ : هُوَ مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السّلام . هُم أهلُ الذِّكرِ وَالعِلمِ وَالعَقلِ وَالبَيانِ ، وهُم أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ[117] .

84 ـ اِبنُ عَبّاسٍ : لَمّا كانَ يَومُ وَفاةِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله وَقَفَ مَلَكُ المَوتِ عَلَى البابِ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنَ الرِّسالَةِ ومُختَلَفَ المَلائِكَةِ ، فَاستَأذَنَ لِلدُّخولِ، فَقالَت فاطِمَةُ : إنَّهُ لَمشغولٌ عَنكَ ، حَتَّى استَأذَنَ ثَلاثًا ، فَالتَفَتَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : هُوَ مَلَكُ المَوتِ[118] .

85 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، ومَعدِنَ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفَ المَلائِكَةِ ، ومَهبَطَ الوَحيِ ، ومَعدِنَ الرَّحمَةِ[119] .

1 / 16
دَعائِمُ الحَقِّ
86 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في صِفَةِ الأَئِمَّةِ عليهم السّلام ـ : أئِمَّةٌ أبرارٌ ، هُم مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُم[120] .

87 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ألا وإنَّ اللهَ سُبحانَهُ قَد جَعَلَ لِلخَيرِ أهلاً ، ولِلحَقِّ دَعائِمَ ، ولِلطّاعَةِ عِصَمًا[121] .

88 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ دُعاةُ الحَقِّ وأئِمَّةُ الخَلقِ وألسِنَةُ الصِّدقِ ، مَن أطاعَنا مَلَكَ ، ومَن عَصانا هَلَكَ[122] .

89 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ أقَمنا عَمودَ الحَقِّ ، وهَزَمنا جُيوشَ الباطِلِ[123] .

90 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ اُمَناءُ اللهِ عَلى عِبادِهِ ، ومُقيمُو الحَقِّ في بِلادِهِ ، بِنا يَنجُو المُوالي وبِنا يَهلِكُ المُعادِي[124] .

91 ـ عنه عليه السّلام : لا تَزِلّوا عَنِ الحَقِّ وأهلِهِ ، فَإِنَّهُ مَنِ استَبدَلَ بِنا أهلَ البَيتِ هَلَكَ وفاتَتهُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ[125] .

92 ـ الإمام الحسين عليه السّلام : إنّا أهلُ بَيتِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، وَالحَقُّ فينا ، وبِالحَقِّ تَنطِقُ ألسِنَتُنا[126].

93 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : الحَقُّ مَعَكُم وفيكُم ، ومِنكُم وإلَيكُم ، وأنتُم أهلُهُ ومَعدِنُهُ[127] .

1 / 17
اُمَراءُ الكَلامِ
94 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنّا لَاُمَراءُ الكَلامِ ، وفينا تَنَشَّبَت عُروقُهُ[128] ، وعَلَينا تَهَدَّلَت غُصونُهُ[129] .

95 ـ الإمام الصادق عليه السّلام ـ في صِفَةِ الأَئِمَّةِ عليهم السّلام ـ : جَعَلَهُمُ اللهُ حَياةً لِلأَنامِ ، ومَصابيحَ لِلظَّلامِ ، ومَفاتيحَ لِلكَلامِ[130] .

1 / 18
سِلمُهُم سِلمُ النَّبِيِّ وحَربُهُم حَربُهُ
96 ـ زَيدُ بنُ أرقَمَ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله قالَ لِعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السّلام : أنَا حَربٌ لِمَن حارَبتُم ، وسِلمٌ لِمَن سالَمتُم[131] .

97 ـ زَيدُ بنُ أرقَمَ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله حَنا في مَرَضِهِ الَّذي قُبِضَ فيهِ عَلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وحَسَنٍ وحُسَينٍ ، فَقالَ : أنَا حَربٌ لِمَن حارَبَكُم ، وسِلمٌ لِمَن سالَمَكُم[132] .

98 ـ أبو هُرَيرَةَ : نَظَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ وحَسَنٍ وحُسَينٍ وفاطِمَةَ عليهم السّلام فَقالَ : أنَا حَربٌ لِمَن حارَبَكُم ، وسِلمٌ لِمَن سالَمَكُم[133] .

99 ـ زَيدُ بنُ أرقَمَ : كُنّـا مَـعَ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله وهُـوَ فِي الحُجرَةِ يوحى إلَيهِ ونَحنُ نَنتَظِرُهُ حَتَّى اشتَدَّ الحَرُّ ، فَجاءَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ومَعَهُ فاطِمَةُ وحَسَنٌ وحُسَينٌ عليهم السّلام ؛ فَقَعَدوا في ظِلِّ حائِطٍ يَنتَظِرونَهُ، فَلَمّا خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله رَآهُم فَأَتاهُم ، ووَقَفنا نَحنُ مَكانَنا، ثُمَّ جاءَ إلَينا وهُوَ يُظِلُّهُم بِثَوبِهِ ، مُمسِكًا بِطَرَفِ الثَّوبِ ، وعَلِيٌّ مُمسِكٌ بِطَرَفِهِ الآخَرِ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُم ، فَأَحِبَّهُم ، اللّهُمَّ إنّي سِلمٌ لِمَن سالَمَهُم ، وحَربٌ لِمَن حارَبَهُم ، فَقالَ ذلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ[134] .

100 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : يا مَعاشِرَ المُسلِمينَ ، أنَا سِلمٌ لِمَن سالَمَ أهلَ الخَيمَةِ[135] ، وحَربٌ لِمَن حارَبَهُم ، ووَلِيٌّ لِمَن والاهُم ، لا يُحِبُّهُم إلّا سَعيدُ الجَدِّ[136] ، طَيِّبُ المَولِدِ ، ولا يُبغِضُهُم إلّا شَقِيُّ الجَدِّ ، رَدي ءُ الوِلادَةِ[137] .

101 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام : كانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ جالِسًا وعِندَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السّلام ، فَقالَ : وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ بَشيرًا ، ما عَلى وَجهِ الأَرضِ خَلقٌ أحَبَّ إلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ ولا أكرَمَ عَلَيهِ مِنّا، إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى شَقَّ لِيَ اسمًا مِن أسمائِهِ فَهُوَ مَحمودٌ وأنَا مُحَمَّدٌ ، وشَقَّ لَكَ يا عَلِيُّ اسمًا مِن أسمائِهِ فَهُوَ العَلِيُّ الأَعلى وأنتَ عَلِيٌّ ، وشَقَّ لَكَ يا حَسَنُ اسمًا مِن أسمائِهِ فَهُوَ الُمحسِنُ وأنتَ حَسَنٌ ، وشَقَّ لَكَ يا حُسَينُ اسمًا مِن أسمائِهِ فَهُوَ ذُو الإِحسانِ وأنتَ حُسَينٌ ، وشَقَّ لَكِ يا فاطِمَةُ اسمًا مِن أسمائِهِ فَهُوَ الفاطِرُ وأنتِ فاطِمَةُ .
ثُمَّ قالَ صلّى الله عليه و آله : اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ أنّي سِلمٌ لِمَن سالَـمَـهُم ، وحَربٌ لِمَن حارَبَهُم ، ومُحِبٌّ لِمَن أحَبَّهُم ، ومُبغِضٌ لِمَن أبغَضَهُم ، وعَدُوٌّ لِمَن عاداهُم، ووَلِيٌّ لِمَن والاهُم ، لِأَنَّهُم مِنّي وأنَا مِنهُم[138] .

1 / 19
بِهِم فُتِحَ الدّينُ وبِهِم يُختَمُ
102 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ لِعَلِيٍّ عليه السّلام ـ : يا عَلِيُّ ، إنَّ بِنا خَتَمَ اللهُ الدّينَ كَما بِنا فَتَحَهُ ، وبِنا يُؤَلِّفُ اللهُ بَينَ قُلوبِكُم[139] بَعدَ العَداوَةِ وَالبَغضاءِ[140] .

103 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ في حَديثٍ أخبَرَهُ فيهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله ما يَقَعُ عَلى اُمَّتِهِ مِنَ الفِتَنِ بَعدَهُ صلّى الله عليه و آله حَتّى يُدرِكَهُمُ العَدلُ ـ : يا رَسولَ اللهِ ، العَدلُ مِنّا أم مِن غَيرِنا ؟
فَقالَ : بَل مِنّا ، بِنا فَتَحَ اللهُ وبِنا يَختِمُ ، وبِنا ألَّفَ اللهُ بَينَ القُلوبِ بَعدَ الشِّركِ ، وبِنا يُؤَلِّفُ بَينَ القُلوبِ بَعدَ الفِتنَةِ ، فَقُلتُ : الحَمدُ ِللهِ عَلى ما وَهَبَ لَنا مِن فَضلِهِ[141] .

104 ـ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ عَن أبيهِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السّلام أنَّهُ قالَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله : أ مِنّا المَهدِيُّ أم مِن غَيرِنا يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : بَل مِنّا (بِنا) يَختِمُ اللهُ كَما بِنا فَتَحَ ، وبِنا يُستَنقَذونَ مِنَ الشِّركِ ، وبِنا يُؤَلِّفُ اللهُ بَينَ قُلوبِهِم بَعدَ عَداوَةٍ بَيِّنَةٍ ، كَما بِنا ألَّفَ بَينَ قُلوبِهِم بَعدَ عَداوَةِ الشِّركِ .
قالَ الإِمامُ عَلِيٌّ عليه السّلام : أ مُؤمِنونَ أم كافِرونَ ؟ فَقالَ صلّى الله عليه و آله : مَفتونٌ وكافِرٌ[142] .

105 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : قالَ لي رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، بِكُم يُفتَحُ هذَا الأَمرُ ، وبِكُم يُختَمُ ، عَلَيكُم بِالصَّبرِ ، فَإِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقينَ[143] .

106 ـ عنه عليه السّلام : بِنا فَتَحَ اللهُ الإِسلامَ ، وبِنا يَختِمُهُ[144] .

107 ـ عنه عليه السّلام : بِنا يَفتَحُ اللهُ ، وبِنا يَختِمُ اللهُ[145] .

108 ـ عنه عليه السّلام : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّا أهلُ بَيتٍ بِنا مَيَّزَ اللهُ الكَذِبَ ، وبِنا يُفَرِّجُ اللهُ الزَّمانَ الكَلِبَ، وبِنا يَنزِعُ اللهُ رَبَقَ الذُّلِّ مِن أعناقِكُم ، وبِنا يَفتَحُ اللهُ ، وبِنا يَختِمُ اللهُ[146].

109 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : أيُّهَا النّاسُ ، أينَ تَذهَبونَ وأينَ يُرادُ بِكُم ؟ بِنا هَدَى اللهُ أوَّلَكُم ، وبِنا يَختِمُ آخِرَكُم[147] .

110 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : بِنا فَتَحَ اللهُ الدّينَ ، وبِنا يَختِمُهُ[148] .

111 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : بِكُم فَتَحَ اللهُ ، وبِكُم يَختِمُ[149] .

1 / 20
لا يُقاسُ بِهِم أحَدٌ
112 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : نَحنُ أهلُ بَيتٍ لا يُقاسُ بِنا أحَدٌ[150] .

113 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : نَحنُ أهلَ البَيتِ لا يُقابَلُ بِنا أحَدٌ ، مَن عادانا فَقَد عادَى اللهَ[151] .

114 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : لا يُقاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله مِن هذِهِ الاُمَّةِ أحَدٌ ، ولا يُسَوّى بِهِم مَن جَرَت نِعمَتُهُم عَلَيهِ أبَدًا[152] .

115 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ أهلَ البَيتِ لا يُقاسُ بِنا أحَدٌ ، فينا نَزَلَ القرُآنُ ، وفينا مَعدِنُ الرِّسالَةِ[153] .

116 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ النُّجَباءُ ، وأفراطُنا أفراطُ الأَنبِياءِ ، حِزبُنا حِزبُ اللهِ ، وَالفِئَةُ الباغِيَةُ حِزبُ الشَّيطانِ ، مَن ساوى بَينَنا وبَينَ عَدُوِّنا فَلَيسَ مِنّا[154] .

117 ـ الحارِثُ : قالَ لي عَلِيٌّ عليه السّلام : نَحنُ أهلُ بَيتٍ لا نُقاسُ بِالنّاسِ ، فَقامَ رَجُلٌ فَأَتَى ابنَ عَبّاسٍ فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَقالَ : صَدَقَ عَلِيٌّ ، أوَلَيسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله لا يُقاسُ بِالنّاسِ ؟ وقَد نَزَلَ في عَلِيٍّ إنَّ الَّذينَ آمَنوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ اُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ [155] [156].

118 ـ عَبّادُ بنُ صُهَيبٍ : قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍعليهما السّلام : أخبِرني عَن أبي ذَرٍّ ، أ هُوَ أفضَلُ أم أنتُم أهلَ البَيتِ ؟ فَقالَ : يَابنَ صُهَيبٍ ، كَم شُهورُ السَّنَةِ ؟ فَقُلتُ : اِثنا عَشَرَ شَهرًا ، فَقالَ : وكَمِ الحُرُمُ مِنها ؟ قُلتُ : أربَعَةُ أشهُرٍ ، قالَ : فَشَهرُ رَمَضانَ مِنها ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : فَشَهرُ رَمَضانَ أفضَلُ أم أشهُرُ الحُرُمِ ؟ فَقُلتُ : بَل شَهرُ رَمَضانَ ، قالَ : فَكَذلِكَ نَحنُ أهلَ البَيتِ لا يُقاسُ بِنا أحَدٌ ، وإنَّ أبا ذَرٍّ كانَ في قَومٍ مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَتَذاكَروا فَضائِلَ هذِهِ الاُمَّةِ ، فَقالَ أبو ذَرٍّ : أفضَلُ هذِهِ الاُمَّةِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وهُوَ قَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، وهُوَ صِدّيقُ هذِهِ الاُمَّةِ وفاروقُها ، وحُجَّةُ اللهِ عَلَيها . فَما بَقِيَ مِنَ القَومِ أحَدٌ إلّا أعرَضَ عَنهُ بِوَجهِهِ ، وأنكَرَ عَلَيهِ قَولَهُ وكَذَّبَهُ ، فَذَهَبَ أبو اُمامَةَ الباهِلِيُّ مِن بَينِهِم إلى رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَأَخبَرَهُ بِقَولِ أبي ذَرٍّ وإعراضِهِم عَنهُ وتَكذيبِهِم لَهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : ما أظَلَّتِ الخَضراءُ ولا أقَلَّتِ الغَبراءُ ـ يَعني مِنكُم يا أبا اُمامَةَ ـ مِن ذي لَهجَةٍ أصدَقَ مِن أبي ذَرٍّ[157] .


الهامش


(1) سمّاهما ثقلين لأنّ الأخذ والعمل بهما ثقيل . ويقال لكلّ خطير : ثقل ، فسمّاهما ثقلين إعظامًا لقدرهما وتفخيمًا لشأنهما . (النهاية : 1 / 216) .
(2) نقل صاحب العبقات عن السخاويّ في «استجلاب ارتقاء الغرف» ، والسهرورديّ في «جواهر العقدين» أنّه قد روى هذا الحديث أكثر من 20 صحابيًّا ، وذكر هو أسماء 34 صحابيًّا ، روت عنهم المصادر السنّيّة هذا الحديث . (راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 87 / 236) .
(3) راجع صحيح مسلم : 4 / 1874 / 36 و 37 ، سنن الترمذيّ : 5 / 662 / 2786 و 2788 ، سنن الدارميّ : 2 / 889 / 3198 ، مسند ابن حنبل : 4 / 30 / 11104 و 36 / 11131 و 54 / 11211 و : 7/84/19332 و : 8/138/21634 و 154/21711 و 118/11561 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4577 ، خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام للنسائيّ : 150 / 79 ، تاريخ بغداد : 8 /442 ، الطبقات الكبرى : 2 / 196 ، المعجم الصغير : 1 / 131 ، المعجم الكبير : 3 / 65 ـ 67 / 2678 ـ 2681 و 2683 ، الدرّ المنثور : 2 / 60 ، كنزالعمّال : 1 / 172 باب الاعتصام بالكتاب والسنّة، ينابيع المودّة : 1 / 95 / 126 ، مجمع الزوائد : 9 / 257 ، اُسد الغابة : 3 / 136 / 2739 و 219 / 2907، الصواعق المحرقة : 226 ، البداية والنهاية : 7 / 349 ، جامع الاُصول : 9 / 158 ، إحقاق الحقّ: 9 / 309 ـ 375 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 88 و 227 ، الخصال : 65 / 97 و : 459 / 2 ، أمالي الطوسيّ : 1 / 255 و : 2 / 490 ، كمال الدين : 234 ـ 241 ، معاني الأخبار : 90 / 3 ، أمالي المفيد: 46 / 6 ، أمالي الصدوق : 338 / 15 الإرشاد : 1 / 233 ، كفاية الأثر : 92 و 128 و 137 .
(4) راجع كنزالعمّال : 1650 و 36441 ، مجمع الزوائد : 9 / 275 ، الكافي : 2 / 415 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 57 / 25 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 227 .
(5) روي الحديث عن الزهراء عليهما السّلام في : ينابيع المودّة : 1 / 123 ، نفحات الأزهار : 2 / 236 .
وروي عن الإمام الحسن بن عليّ عليهما السّلام في : ينابيع المودّة : 1 / 74 ، كفاية الأثر : 162 ، نفحات الأزهار : 2 / 227 .
وروي عن الإمام الحسين بن عليّ عليهما السّلام في: كمال الدين : 240/64 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4/ 67 .
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام في الكافي : 3 / 432 / 6 ، أمالي الطوسيّ : 163 ، روضة الواعظين : 300 .
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في: الكافي: 1/294/3، كمال الدين : 1/244 ، تفسير العيّاشيّ : 1 / 5 / 9 .
وروي عن الإمام الرضا عليه السّلام في : عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 58 ، البحار : 10 / 369 / 18 .
وروي عن الإمام عليّ الهادي عليه السّلام في : تحف العقول : 458 ، الاحتجاج : 2 / 488 .
(6) راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 90 .
(7) المصدر السابق : 1 / 199 و : 2 / 91 .
(8) جابر بن عبدالله : رَأَيتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله في حَجَّتِهِ يَومَ عَرَفَةَ وهُوَ عَلى ناقَتِهِ القَصواءِ يَخطُبُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن أخَذتُم بِهِ لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللهِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي (سنن الترمذيّ : 5 / 662 / 3786) .
(9) سُليم بن قيس : قالَ عَلِيٌّ عليه السّلام : إنَّ الَّذي قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَومَ عَرَفَةَ عَلى ناقَتِهِ القَصواءِ ، وفي مَسجِدِ خيفٍ ويَومَ الغَديرِ ويَومَ قُبِضَ في خُطبَةٍ عَلَى المِنبَرِ : أيُّهَا النّاسُ ، إنّي تَرَكتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ لَن تَضِلّوا ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما : الأَكبَرُ مِنهُما كِتابُ اللهِ ، والأَصغَرُ عِترَتي أهلُ بَيتي ، وإنَّ اللَّطيفَ الخَبيرَ عَهِدَ إلَيَّ أنَّهُمالَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَهاتَينِ ـ أشارَ بِالسَّبّابَتَينِ ـ ولا أنَّ أحَدَهُما أقدَمُ مِنَ الآخَرِ ، فَتَمَسَّكوا بِهِما لَن تَضِلّوا ولاتَقَدَّموا مِنهُم، ولا تَخلَّفوا عَنهُم، ولاتُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم(ينابيع المودّة: 1/109/31، وراجع أيضًا: تفسير القمّيّ: 1/ 3).
(10) زيد بن أرقم : لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله مِن حَجَّةِ الوَداعِ ونَزَلَ غَديرَ خُمٍّ أمَرَ بِدَوحاتٍ فَقُمِمنَ فَقالَ : كَأَنّي قَد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، إنّي قَد تَرَكتُ فيكُمُ الثَّقلَينِ أحَدُهُما أكبَرُ مِنَ الآخَرِ : كِتابُ اللهِ تعالى وعِترَتي ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفوني فيهِما ، فَإِنَّهُما لَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ . ثُمَّ قالَ : إنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ مَولايَ وأنَا مَولى كُلِّ مُؤمِنٍ ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السّلام فَقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا وَلىُِّهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وذكر الحديث بطوله . (المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 /4576 . ثمّ قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، وأخرجه عن طريق آخر عن زيد بن أرقم من مستدركه : 3/613/6272 . ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قلت : وأورده الذهبيّ في «تلخيصه» معترفًا بصحّته ، وذكر نحوه في خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام للنسائيّ : 150 / 79 ، وكمال الدين : 234 / 45 وذكره أيضًا في ص 238 / 55) .
(11) راجع ص 130 / 179 من كتابنا هذا ، والكافي : 2 / 415 ، ينابيع المودّة : 1 / 125 / 58 ، الاحتجاج : 1 / 171 / 3) .
(12) فاطِمَةُ الزَّهراءُ عليها السّلام : سَمِعتُ أبي صلّى الله عليه و آله في مَرَضِهِ الَّذي قُِبضَ فيهِ يَقولُ ـ وقَدِ امتَلأَتِ الحُجرَةُ مِن أصحابِهِ ـ : أيُّهَا النّاسُ ، يوشِكُ أن اُقبَضَ قَبضًا سَريعًا وقَد قَدَّمتُ إلَيكُمُ القَولَ مَعذِرَةً إلَيكُم ، ألا وإنّي مُخَلِّفٌ فيكُم كِتابَ رَبّي عَزَّوجَلَّ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقالَ : هذا عَلِيٌّ مَعَ القُرآنِ والقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، لا يَفتَرِقانِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَسأَلُكُم ما تَخلُفوني فيهِما (ينابيع المودّة : 1 / 124 / 56 ، راجع مسند زيد : 404) .
(13) لم نجده في المصادر ، ولعلّه إشارة إلى ما روي عن عبدالرحمن بن عوف حيث قال : لمّا افتتح رسول الله صلّى الله عليه و آله مكّة انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها ثمّ أوغل روحة أو غدوة ثمّ نزل ثمّ هَجَّر . فقال : أيّها الناس ! إنّي فرط لكم واُوصيكم بعترتي خيرًا وإنّ موعدكم الحوض (مسند أبي يعلى : 1 / 393 / 856 ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 131 / 2559 وفيه «ثمانية أو سبعة» ، تاريخ دمشق : 2 / 368 / 867 وفيه «سبع عشرة ليلة أو ثمان عشرة» ، المطالب العالية : 4 / 56 / 3949 وفيه «سبعة عشر أو ثمانية عشر» ؛ أمالي الطوسي : 504 / 1104 ، المناقب للكوفي : 1 / 488 / 395 نحوه) ، التهجير : التبكير إلى كلّ شي ء والمبادرة إليه ، يقال : هجّر يهجّر تهجيرًا فهو مهجّر وهي لغة حجازيّة (النهاية : 5 / 246) .
(14) الصواعق المحرقة : 150 .
(15) الجبّان والجبّانة : الصحراء . (الصحاح : 5 / 2091) .
(16) أي ما عدّوه وعرًا وخشنًا .
(17) نهج البلاغة : الحكمة 147 ، الخصال : 186 / 257 ، كمال الدين : 291 / 2 ، تاريخ اليعقوبيّ : 2 / 206 ، خصائص الأئمّة عليهم السّلام : 106 ، حلية الأولياء : 1 / 79 ، كنز العمّال : 10 / 262 / 29391 ، أمالي الشجريّ : 1 / 66 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفيّ : 2 / 95 / 581 نحوه .
(18) الصحيفة السجّاديّة : الدعاء 47 ص 190 .
(19) الكافي : 1 / 193 / 1 عن الجعفريّ .
(20) الفقيه : 2 / 608 / 3212 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 271 / 1 ، كامل الزيارات : 315 ، الكافي : 4/579/2 وفيه «عليّ بن حسّان عن الإمام الرضا عليه السّلام : سُئل أبي عن إتيان قبرالحسين عليه السّلام فقال : صلّوا...» .
(21) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع أيضًا : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
(22) كمال الدين : 280 / 27 ، فرائد السمطين : 2 / 312 / 562 كلاهما عن عبدالله بن عبّاس .
(23) جُنّة الحكمة: مايحفظها على صاحبها من الزهد والورع، فالجُنّة هي السترة أو الدرع . (لسان العرب : 13/94) .
(24) العسيب : عظم الذَّنَب . (لسان العرب : 1 / 599) .
(25) جِران البعير : مقدّم عنقه من مذبحه إلى منحره . (القاموس المحيط : 4 / 209) .
(26) نهج البلاغة : الخطبة 182 .
(27) مشارق أنوار اليقين : 118 عن طارق بن شهاب .
(28) الكافي : 1 / 270 / 7 عن محمّد بن مسلم .
(29) أمالي الصدوق : 245 / 12 ، بشارة المصطفى : 34 كلاهما عن ابن عبّاس .
(30) كمال الدين : 280 / 29 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 64 / 31 ، فرائد السمطين : 2 / 313 / 564 كلّها عن ابن عبّاس .
(31) الفردوس : 3 / 336 / 5009 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 3 / 5 / 1021 و 1022 ، المناقب للخوارزميّ : 84 / 74 كلّها عن ابن بريدة عن أبيه ، المناقب لابن المغازليّ : 200 / 238 عن عبدالله بن بريدة .
(32) المعجم الكبير : 6 / 221 / 6063 ، كشف الغمّة : 1 / 157 مختصرًا .
(33) علل الشرائع : 6 / 1 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 264 / 22 ، كمال الدين : 256 / 4 كلّها عن عبدالسلام بن صالح الهرويّ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام .
(34) كمال الدين: 263/10 عن سُليم بن قيس الهلاليّ عن سلمان الفارسيّ، كتاب سُليم بن قيس: 2/565.
(35) تاريخ الطبريّ : 5 / 357 عن أبي عثمان النهديّ ، البداية والنهاية : 8 / 157 .
(36) كمال الدين : 328 / 8 عن أبي حمزة الثماليّ .
(37) التوحيد : 167 / 1 ، معاني الأخبار : 16 / 10 .
(38) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
(39) الفقيه : 4 / 177 باب الوصيّة من لدن آدم عليه السّلام .
(40) كشف الغمّة : 1 / 45 ، وذكره أيضًا في : 91 نحوه .
(41) أمالي الطوسيّ : 452 / 100 عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السّلام .
(42) سنن الترمذيّ : 5 / 701 / 3874 .
(43) مناقب الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام للكوفيّ : 2 / 132 / 617 .
(44) تاريخ بغداد : 4 / 392 / 2280 عن عبدالله .
(45) إحقاق الحقّ : 9 / 483 نقلاً عن رسالة الاعتقاد عن أنس .
(46) المعجم الكبير : 3 / 57 / 2675 عن عليّ المكّي الهلاليّ ، وراجع أمالي الطوسيّ : 154 / 256 ، الخصال : 412 / 16 كلاهما عن أبي أيّوب الأنصاري ، الغيبة للطوسيّ : 191 / 154 ، كشف الغمّة : 1 / 154 كلاهما عن أبي سعيد الخدريّ ، كفاية الأثر : 63 عن جابر بن عبدالله الأنصاريّ .
(47) أمالي الصدوق : 448 / 16 عن أبي الطفيل عن الإمام الحسن عليه السّلام .
(48) أمالي الصدوق : 466 / 24 عن عمر بن أبي سلمة عن اُمّه سلمى .
(49) أمالي الصدوق : 523 / 6 عن سليمان بن مهران عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السّلام ، وراجع أمالي الصدوق : 448 عن حسن بن عليّ بن فضّال عن الإمام الرضا عليه السّلام وفيه «قال : نحن سادات في الدنيا وملوك في الآخرة» ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 57 / 210 وفيه «ملوك في الأرض» .
(50) ينابيع المودّة : 2 / 333 / 973 ، وراجع مائة منقبة : 122 ، مقتل الحسين للخوارزميّ : 1 / 60 .
(51) نهج البلاغة : الخطبة 94 .
(52) أمالي الطوسيّ : 564 / 1174 ، ينابيع المودّة : 1 / 165 / 1 .
(53) آل عمران : 61 .
(54) دلائل النبوّة لأبي نعيم : 2 / 353 / 244 ، المناقب لابن المغازليّ : 263 / 310 عن جابر بن عبدالله ، العمدة : 190 / 291 ، الطرائف : 46 / 38 .
(55) الكشّاف : 1 / 193 ، وراجع تفسير الطبريّ : 3 / الجزء 3 / 299 ، تفسير الفخر الرازيّ : 8 / 88 وقال في ذيل الرواية : واعلم أنّ هذه الرواية كالمتّفق على صحّتها عند أهل التفسير والحديث ، الإرشاد : 1 / 166 ، مجمع البيان : 2 / 762 ، تفسير القمّيّ : 1 / 104 .
(56) النساء : 59 .
(57) شواهد التنزيل : 1 / 189 / 202 ، وراجع الاعتقادات وتصحيح الاعتقادات : 5 / 121 كلاهما عن سُليم بن قيس ، كتاب سُليم بن قيس : 6 /626 .
(58) أمالي المفيد : 127 / 5 عن عبدالرحمن بن عبيد ، الإرشاد : 1 / 260 نحوه .
(59) النساء : 83 .
(60) أمالي المفيد: 349/4 ، أمالي الطوسيّ : 122/188 ، وذكره أيضًا في: 691/1469، الاحتجاج: 2/94/165، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين عليه السّلام .
(61) الإرشاد : 2 / 79 ، وقعة الطفّ : 170 ، الكامل في التاريخ : 2 / 552 .
(62) الصحيفة السجّاديّة : الدعاء 34 ص 138 ، ينابيع المودّة : 3 / 417 نقلاً عن الصحيفة وزاد فيه «أي بقولك : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واُولي الأمر منكم» .
(63) الكافي : 1 / 276 / 1 عن بريد العجليّ .
(64) الكافي : 1 / 286 / 1 ، شواهد التنزيل : 1 / 191 / 203 ، تفسير العيّاشيّ : 1 / 249 / 169 كلاهما عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السّلام .
(65) ينابيع المودّة : 1 / 341 / 2 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 15 .
(66) الزهد للحسين بن سعيد: 104/286، وراجع الكافي: 1/185 باب فرض طاعة الأئمّة عليهم السّلام ، البحار: 23/283 باب وجوب طاعتهم وأنّهم اُولو الأمر ، إحقاق الحقّ : 3 / 424 ، و : 14 / 348 .
(67) النحل : 43 .
(68) الكافي : 1 / 210 / 1 عن عبدالله بن عجلان عن الإمام الباقر عليه السّلام ، تأويل الآيات الظاهرة : 259 .
(69) ينابيع المودّة : 1 / 357 / 12 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 98 ، العمدة: 288 / 468 كلّها عن تفسير الثعلبيّ .
(70) شواهد التنزيل : 1 / 432 / 459 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 179 إلى قوله «والتنزيل» .
(71) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 98 .
(72) تفسير الطبريّ : 10 / الجزء 17 / 5 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 178 عن محمّد بن مسلم وجابر الجعفي ، تفسير فرات الكوفيّ : 235 / 315 عن حسين بن سعيد ، تأويل الآيات الظاهرة : 259 عن جابر بن يزيد ومحمّد بن مسلم ، تفسير القمّيّ : 2 / 68 عن زرارة .
(73) شواهد التنزيل : 1 / 437 / 466 عن الفضيل بن يسار ، وراجع : 434 ـ 437 .
(74) أمالي الطوسيّ : 664 / 1390 ، وراجع الكافي : 1 / 211 / 6 .
(75) وفي المصدر «معنيه» والصحيح ما أثبتناه في المتن .
(76) النحل : 44 .
(77) الزخرف : 44 .
(78) الطلاق : 10 و 11 .
(79) ينابيع المودّة : 1 / 357 / 14 عن عبدالحميد بن أبي الديلم .
(80) الكافي : 1 / 295 / 3 .
(81) الكافي : 1 / 211 / 5 ، تفسير القمّيّ : 2 / 286 عن عبد الرحمن بن كثير ، بصائر الدرجات : 37 / 1 عن الفضيل ، وذكره أيضًا في : 37 / 6 عن بريد بن معاوية عن الإمام الباقر عليه السّلام .
(82) الكافي : 1 / 50 / 10 وراجع المحاسن : 1 / 341 / 703 ، تفسير العيّاشيّ : 2 / 260 / 30 .
(83) الكافي : 8 / 5 / 1 عن إسماعيل بن مخلّد السرّاج ، وراجع : «في أنّهم : أهل الذكر» ، الكافي : 1 / 210 باب أنّ أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمّة عليهم السّلام ، وأيضًا : 4/599 ، و : 1 / 259 / 3 ، البحار : 23 / 172 باب 9 ، أمالي الطوسيّ : 664 / 1290 ، روضة الواعظين : 224 ، بصائر الدرجات : 37 / 5 و : 40 / 10 و : 511 / 23 ، كامل الزيارات : 54 ، إحقاق الحقّ : 2 / 482 و 483 ، و : 14 / 371 ـ 375 .
(84) أمالي المفيد : 217 / 4 ، بشارة المصطفى : 49 وفيه «فإلى النار هوى» وكلاهما عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السّلام .
(85) كمال الدين: 221/7 عن أبي الحسن الليثيّ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، وراجع قرب الإسناد: 77/250 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، المناقب لابن شهرآشوب: 1/245، كنز الفوائد: 1/330 .
(86) الكافي : 1 / 32 / 2 ، بصائر الدرجات : 10 / 1 كلاهما عن أبي البختريّ .
(87) الكافي : 1 / 202 / 1 عن عبدالعزيز بن مسلم .
(88) فضائل الشيعة : 50 / 7 ، تأويل الآيات الظاهرة : 498 كلاهما عن أبي سعيد الخدريّ .
(89) الشعار : الثوب الذي يلي الجسد لأنّه يلي شعره ، ويراد به الخاصّة والبطانة . (النهاية : 2 / 480) .
(90) نهج البلاغة : الخطبة 154 .
(91) قال الفيض الكاشانيّ : يعني ليس كلّ من اعتصم به الناس سواء في الهداية ، ولا سواء فيما يسقيهم ، بل بعضهم يهديهم إلى الحقّ وإلى صراط مستقيم ، ويسقيهم من عيون صافية ، وبعضهم يذهب بهم إلى الباطل وإلى طريق الضلال، ويسقيهم من عيون كدرة، كما يفسّره فيما بعد، «يفرغ» أي يصبّ بعضها في بعض حتّى يفرغ (الوافي: 2/ 87).
(92) الكافي : 1 / 184 / 9 ، مختصر بصائر الدرجات : 55 كلاهما عن مقرن عن الإمام الصادق عليه السّلام ، تفسير فرات الكوفيّ : 143 / 174 عن الأصبغ بن نباتة نحوه .
(93) الكافي : 1 / 193 / 2 عن أبي بصير .
(94) الخصال : 150 / 183 عن نصر العطّار عمّن رفعه .
(95) دعائم الإسلام : 1 / 25 ، إرشاد القلوب : 298 عن سُليم بن قيس ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 233 ، تفسير العيّاشيّ : 2 / 18 / 44 وفيه «بعدك» بدل «ولدك» ، ينابيع المودّة : 1 / 304 / 3 كلاهما عن سلمان الفارسيّ .
(96) نهج البلاغة : الخطبة 152 ، غرر الحكم : 3911 .
(97) الأعراف : 46 .
(98) بصائر الدرجات : 498 / 9 عن زرّ بن حبيش ، مختصر بصائر الدرجات : 53 .
(99) عريف القوم : سيّدهم ، والعريف : القيّم والسيّد لمعرفته بسياسة القوم . (لسان العرب : 9 / 238) .
(100) تفسير العيّاشيّ : 2 / 18 / 43 .
(101) الكثائب جمع الكثيب ، وهو التلّ المستطيل المُحدَودِب من الرمل . (تاج العروس : 2 / 354) .
(102) البحار : 24 / 252 / 13 نقلاً عن كتاب المقتضب ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 233.
(103) الكافي : 1 / 198 / 3 عن أبي الصامت ، وراجع 196 / 1 ، و : 197 / 2 ، الاختصاص : 21 ، بصائر الدرجات : 199 / 1 .
(104) التهذيب : 6 / 28 / 53 عن موسى بن ظبيان ، الفقيه : 2 / 591 / 3197 مرسلاً ، كامل الزيارات : 45 مرسلاً .
(105) العروة : المقبض ، وجمعها عُرى . (لسان العرب : 15 / 45) .
(106) تفسير العيّاشيّ : 2 / 243 / 18 عن أبي بصير .
(107) كمال الدين : 258 / 3 ، الاحتجاج : 1 / 168 / 34 ، كفاية الأثر : 145 ، كلّها عن عليّ بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام .
(108) أمالي الصدوق: 156/15 ، كمال الدين : 207/22 ، ينابيع المودّة : 1/75/11 ، فرائد السمطين : 1/45/11 كلّها عن الأعمش عن الإمام الصادق عن أبيه عليهما السّلام ، روضة الواعظين : 220 عن عمرو بن دينار .
(109) التهذيب : 6 / 99 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
(110) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 671 / 1145 ، الفردوس : 4 / 311 / 6913 ، ينابيع المودّة : 1 / 71 / 1 كلّها عن الإمام عليّ عليه السّلام ، أمالي الطوسيّ : 379 / 812 ، جامع الأحاديث للقمّيّ : 259 كلاهما عن ابن عبّاس وفيهما «لاُمّتي» بدل «لأهل الأرض» .
(111) ينابيع المودّة : 1 / 71 / 2 عن أنس ، وراجع المستدرك على الصحيحين : 2 / 486 / 3676 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفيّ : 2 / 142 / 623 ، علل الشرائع : 123 / 2 .
(112) نثر الدرّ : 1 / 310 .
(113) أمالي الشجريّ : 1 / 154 عن الإمام عليّ عليه السّلام ، إحقاق الحقّ : 9 / 378 نقلاً عن مناقب ابن المغازليّ .
(114) أمالي الصدوق : 130 / 1 عن عبد الله بن منصور عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام .
(115) مقتل الحسين للخوارزميّ : 1 / 184 ، الملهوف : 98 .
(116) الكافي : 5 / 373 / 7 ، عوالي اللآلي : 3 / 297 / 77 كلاهما عن معاوية بن حكيم .
(117) إحقاق الحقّ : 3 / 482 ، الطرائف : 94 / 131 ، نهج الحقّ : 210 كلّها عن الحافظ محمّد بن موسى الشيرازيّ من علماء الجمهور ، واستخرجه من التفاسير الاثني عشر عن ابن عبّاس .
(118) إحقاق الحقّ : 9 / 402 عن روضة الأحباب .
(119) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
(120) كفاية الأثر : 177 عن عطاء عن الإمام الحسين عليه السّلام .
(121) نهج البلاغة : الخطبة 214 ، مختصر بصائر الدرجات : 195 .
(122) غرر الحكم : 10001 .
(123) غرر الحكم : 9969 .
(124) غرر الحكم : 10004 .
(125) غرر الحكم : 10413 ، الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم وفيه «لاتزولوا عن الحقّ وولاية أهل الحقّ...».
(126) الفتوح : 5 / 17 ، مقتل الحسين للخوارزميّ : 1 / 185 .
(127) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .
(128) تنشّبت العروق : علقت وثبتت ، والمراد من العروق الأفكار العالية والعلوم السامية . (كمافي هامش نهج البلاغة ، صبحي الصالح) .
(129) نهج البلاغة : الخطبة 233 ، غرر الحكم : 2774 وفيه «فروعه وأغصانه» بدل «عروقه وغصونه» .
(130) الكافي : 1 / 204 / 2 عن إسحاق بن غالب .
(131) سنن الترمذيّ : 5 / 699 / 3870 ، سنن ابن ماجة : 1 / 52 / 145 بتقديم وتأخير ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 / 4714 ، المعجم الكبير : 3 / 40 / 2619 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفيّ : 2 / 156 / 634 ، وذكره أيضًا في : 178 / 655 ، بشارة المصطفى : 61 ، وذكره أيضًا في : 64 ، كشف الغمّة : 2 / 154 .
(132) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر : 319 ، وراجع أمالي الطوسيّ : 336 / 680 .
(133) مسند ابن حنبل : 3 / 446 / 9704 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 / 4713 ، تاريخ بغداد : 7 / 137 ، المعجم الكبير : 3 / 40 / 2621 ، البداية والنهاية : 8 / 36 ، العمدة : 51 / 45 ، روضة الواعظين : 175 ، وراجع الغدير : 2 / 154 .
(134) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 207 .
(135) وفي الخيمة : عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام .
(136) الجدّ : الحظّ . (القاموس المحيط : 1 / 281) .
(137) المناقب للخوارزميّ : 297 / 291 عن زيد بن يثيع عن أبي بكر.
(138) معاني الأخبار : 55 / 3 عن عبد الله بن الفضل الهاشميّ عن الإمام الصادق عن أبيه عليهما السّلام .
(139) كذا في المصدر ، ولعلّها «قلوبهم» والله تعالى هو العالم .
(140) أمالي المفيد : 251 / 4 ، أمالي الطوسيّ : 21 / 24 كلاهما عن عمر بن عليّ عن الإمام عليّ عليه السّلام .
(141) أمالي الطوسيّ : 66 / 96 ، أمالي المفيد : 9 / 290 كلاهما عن عمر بن عليّ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 9 / 206 قال بعد الحديث : قد رواه كثير من المحدّثين .
(142) المعجم الأوسط : 1 / 57 / 157 ، الحاوي للفتاوي : 2 / 217 .
(143) أمالي المفيد : 110 / 9 عن محمّد بن عبدالله عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام .
(144) الاحتجاج : 1 / 544 / 131 عن الأصبغ بن نباتة .
(145) الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، تحف العقول : 115، غرر الحكم : 4459 وفيه «بنا فتح الله وبنا يختم» .
(146) كتاب سُليم بن قيس : 2 / 717 / 17 .
(147) الكافي : 1 / 471 / 5 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 189 و 190 كلاهما عن أبي بكر الخضرميّ .
(148) تفسير القمّيّ : 2 / 104 عن عبدالله بن جندب .
(149) التهذيب : 6 / 99 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا ، ونحو عبارة العنوان راجع الكافي : 4 / 576 / 2 ، التهذيب : 6 / 60 / 131 ، كامل الزيارات : 199 ، البحار : 23 / 218 / 19 ، و 26 / 248 / 18 ، و 259 / 36 ، إحقاق الحقّ : 13 / 128، مجمع الزوائد : 7 / 616 / 12409 ، كنزالعمّال : 14 /598 / 39682 .
(150) الفردوس : 4 / 283 / 6838 ، فرائد السمطين : 1 / 45 ، ذخائر العقبى : 17 كلّها عن أنس ، ينابيع المودّة : 2 / 114 / 322 عن ابن عبّاس .
(151) إرشاد القلوب : 404 .
(152) نهج البلاغة : الخطبة 2 ، غرر الحكم : 10902 .
(153) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 66 / 297 عن حسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الإمام الرضا عليه السّلام ، كشف الغمّة : 1 / 40 إلى قوله «بنا أحد» .
(154) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 679 / 1160 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 3 / 144 / 1189 ، أمالي الطوسيّ : 270 / 502 ، بشارة المصطفى : 128 كلّها عن حبّة العرنيّ ، وراجع مناقب الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام للكوفيّ : 2 / 107 .
(155) البيّنة : 7 .
(156) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 68 نقلاً عن كتاب فيما نزل القرآن في عليّ عليه السّلام لأبي نعيم الإصفهانيّ .
(157) علل الشرائع : 177 / 2 .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة