الفهرس

خصائصهم في العلم

 

1 / 1
خَزَنَةُ عِلمِ اللهِ

1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى في صِفَةِ أهلِ البَيتِ عليهم السّلام ـ : هُم خُزّاني عَلى عِلمي مِن بَعدِكَ[1] .

2 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : وَاللهِ إنّا لَخُزّانُ اللهِ في سَمائِهِ وأرضِهِ ، لا عَلى ذَهَبٍ ولا عَلى فِضَّةٍ إلّا عَلى عِلمِهِ[2] .

3 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ خُزّانُ عِلمِ اللهِ ، ونَحنُ تَراجِمَةُ وَحيِ اللهِ[3] .

4 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ ِللهِ تَعالى عِلمًا خاصًّا ، وعِلمًا عامًّا ، فَأَمَّا العِلمُ الخاصُّ فَالعِلمُ الَّذي لَم يُطلِع عَلَيهِ مَلائِكَتَهُ المُقَرَّبينَ وأنبِياءَ هُ المُرسَلينَ ، وأمّا عِلمُهُ العامُّ فَإِنَّهُ عِلمُهُ الّذي أطلَعَ عَلَيهِ مَلائِكَتَهُ المُقَرَّبينَ وأنبِياءَ هُ المُرسَلينَ ، وقَد وَقَعَ إلَينا مِن رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله [4] .

5 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ وَرِثنَا النَّبِيّينَ ، وعِندَنا عَصا موسى ، وإنّا لَخُزّانُ اللهِ فِي الأَرضِ ، لا بِخُزّانِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ[5] .

6 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ شَجَرَةُ العِلمِ ، ونَحنُ أهلُ بَيتِ النَّبِيِّ ، وفي دارِنا مَهبَطُ جَبرائيلَ ، ونَحنُ خُزّانُ عِلمِ اللهِ ، ونَحنُ مَعادِنُ وَحيِ اللهِ . مَن تَبِعَنا نَجا ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّا هَلَكَ ، حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّوجَلَّ[6] .

 1 / 2
عَيبَةُ عِلمِ اللهِ

7 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام : نَحنُ أبوابُ اللهِ ، ونَحنُ الصِّراطُ المُستَقيمُ ، ونَحنُ عَيبَةُ عِلمِهِ ، ونَحنُ تَراجِمَةُ وَحيِهِ ، ونَحنُ أركانُ تَوحيدِهِ ، ونَحنُ مَوضِعُ سِرِّهِ[7] .

8 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ وُلاةُ أمرِ اللهِ ، وخَزَنَةُ عِلمِ اللهِ ، وعَيبَةُ وَحيِ اللهِ[8] .

9 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالَى انتَجَبَنا لِنَفسِهِ ، فَجَعَلَنا صَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ ، واُمَناءَ هُ عَلى وَحيِهِ ، وخُزّانَهُ في أرضِهِ ، ومَوضِعَ سِرِّهِ ، وعَيبَةَ عِلمِهِ[9] .

10 ـ وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ ـ في ذِكرِ ما اُوحِيَ إلى موسى عليه السّلام ـ : تَمَسَّك بِذِكرِهِم [مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله وَالأَوصِياءِ مِن بَعدِهِ] فَإِنَّهُم خَزَنَةُ عِلمي، وعَيبَةُ حِكمَتي، ومَعدِنُ نوري[10] .

11 ـ فاطِمَةُ الصُّغرى عليها السّلام ـ لِأَهلِ الكوفَةِ بَعدَ وَقعَةِ كَربَلاءَ وما جَرى عَلى أهلِ البَيتِ ـ : أمّا بَعدُ ، يا أهلَ الكوفَةِ ، يا أهلَ المَكرِ وَالغَدرِ وَالخُيَلاءِ ، إنّا أهلُ بَيتٍ ابتَلانَا اللهُ بِكُم ، وَابتَلاكُم بِنا ، فَجَعَلَ بَلاءَ نا حَسَنًا ، وجَعَلَ عِلمَهُ عِندَنا وفَهمَهُ لَدَينا ، فَنَحنُ عَيبَةُ عِلمِهِ ، ووِعاءُ فَهمِهِ وحِكمَتِهِ ، وحُجَّتُهُ فِي الأَرضِ في بِلادِهِ لِعِبادِهِ ، أكرَمَنَا اللهُ بِكَرامَتِهِ ، وفَضَّلَنا بِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه و آله عَلى كَثيرٍ مِن خَلقِهِ تَفضيلاً[11] .

 1 / 3
وَرَثَةُ عِلمِ الأَنبِياءِ

12 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : إنَّ أوَّلَ وَصِيٍّ كانَ عَلى وَجهِ الأَرضِ هِبَةُ اللهِ بنُ آدَمَ ، وما مِن نَبِيٍّ مَضى إلّا ولَهُ وَصِيٌّ ، وكانَ جَميعُ الأَنبِياءِ مِائَةَ ألفِ نَبِيٍّ وعِشرينَ ألفَ نَبِيٍّ ، مِنهُم خَمسَةٌ اُولُو العَزمِ : نوحٌ ، وإبراهيمُ ، وموسى ، وعيسى ، ومُحَمَّدٌعليهم السّلام . وإنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ كانَ هِبةَ اللهِ لُِمحَمَّدٍ ، ووَرِثَ عِلمَ الأَوصِياءِ وعِلمَ مَن كانَ قَبلَهُ ، أما إنَّ مُحَمَّدًا وَرِثَ عِلمَ مَن كانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ[12] .

13 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ألا إنَّ العِلمَ الَّذي هَبَطَ بِهِ آدَمُ وجَميعُ ما فُضِّلَت بِهِ النَّبِيّونَ إلى خاتَمِ النَّبِيّينَ في عِترَةِ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله ، فَأَينَ يُتاهُ بِكُم وأينَ تَذهَبونَ ؟ ![13] .

14 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، جَلَّلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَلى عَلِيٍّ عليه السّلام ثَوبًا ، ثُمَّ عَلَّمَهُ ألفَ كَلِمَةٍ ، كُلُّ كَلِمَةٍ تَفتَحُ ألفَ كَلِمَةٍ[14] .

15 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنَّ العِلمَ الَّذي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السّلام لَم يُرفَع وَالعِلمُ يُتَوارثُ ، وكانَ عَلِيٌّ عليه السّلام عالِمُ هذِهِ الاُمَّةِ ، وإنَّهُ لَم يَهلِك مِنّا عالِمٌ قَطُّ إلّا خَلَفَهُ مِن أهلِهِ مَن عَلِمَ مِثلَ عِلمِهِ ، أو ما شاءَ اللهُ[15] .

16 ـ عنه عليه السّلام : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أهلَ بَيتِ نَبِيِّكُم شَرَّفَهُمُ اللهُ بِكَرامَتِهِ ، وأعَزَّهُم بِهُداهُ ، واختَصَّهُم لِدينِهِ ، وفَضَّلَهُم بِعِلمِهِ ، وَاستَحفَظَهُم وأودَعَهُم عِلمَهُ ... فَهُمُ الأَئِمَّةُ الدُّعاةُ ، وَالقادَةُ الهُداةُ ، وَالقُضاةُ الحُكّامُ ، وَالنُّجومُ الأَعلامُ، وَالاُسوَةُ المُتَخَيَّرَةُ ، وَالعِتَرةُ المُطَهَّرَةُ ، وَالاُمَّةُ الوُسطى ، وَالصِّراطُ الأَعلَمُ ، وَالسَّبيلُ الأَقوَمُ ، زينَةُ النُّجَباءِ ، ووَرَثَةُ الأَنبِياءِ[16] .

17 ـ أبو بَصيرٍ : دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍعليه السّلام فَقُلتُ لَهُ : أنتُم وَرَثَةُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله وارِثُ الأَنبِياءِ ، عَلِمَ كُلَّ ما عَلِموا ؟ قالَ لي : نَعَم[17] .

18 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : إنَّ عَلِيًّاعليه السّلام كانَ عالِمًا وَالعِلمُ يُتَوارَثُ ، ولَن يهلِكَ عالِمٌ إلّا بَقِيَ مِن بَعدِهِ مَن يَعلَمُ عِلمَهُ أو ما شاءَ اللهُ[18] .

19 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ العِلمَ الَّذي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السّلام لَم يُرفَع ، وما ماتَ عالِمٌ إلّا وقَد وَرَّثَ عِلمَهُ ، إنَّ الأَرضَ لا تَبقى بِغَيرِ عالِمٍ[19] .

20 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، ووَرَثَةُ كِتابِ اللهِ ، ونَحنُ صَفوَتُهُ[20] .

21 ـ ضُرَيسٌ الكُناسِيُّ : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللهِ عليه السّلام وعِندَهُ أبو بَصيرٍ ، فَقالَ أبو عَبدِ اللهِ عليه السّلام : إنَّ داودَ وَرِثَ عِلمَ الأَنبِياءِ ، وإنَّ سُلَيمانَ وَرِثَ داودَ ، وإنَّ مُحَمَّدًاصلّى الله عليه و آله وَرِثَ سُلَيمانَ ، وإنّا وَرِثنا مُحَمَّدًاصلّى الله عليه و آله ، وإنَّ عِندَنا صُحُفَ إبراهيمَ وألواحَ موسى ، فَقالَ أبو بَصيرٍ : إنَّ هذا لَهُوَ العِلمُ ، فَقالَ : يا أبا مُحَمَّدٍ ، لَيسَ هذا هُوَ العِلمَ ، إنّمَا العِلمُ ما يَحدُثُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ، يَومًا بِيَومٍ ، وساعَةً بِساعَةٍ[21] .

22 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ : السَّلامُ عَلى أئِمَّةِ الهُدى ، ومَصابيحِ الدُّجى ، وأعلامِ التُّقى ، وذَوِي النُّهى ، واُولِي الحِجى ، وكَهفِ الوَرى ، ووَرَثَةِ الأَنبِياءِ ، وَالمَثَلِ الأَعلى ، وَالدَّعوَةِ الحُسنى ، وحُجَجِ اللهِ عَلى أهلِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَالاُولى ، ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ[22] .

 1 / 4
حَديثُهُم حَديثُ رَسولِ اللهِ

23 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ لَمّا سُئِلَ عَنِ الحَديثِ يُرسِلُهُ ولا يُسنِدُهُ ـ : إذا حَدَّثتُ الحَديثَ فَلَم اُسنِدهُ فَسَنَدي فيهِ أبي عَن جَدّي عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عَنِ اللهِ عَزَّوجَلَّ[23] .

24 ـ عنه عليه السّلام : لَو أنَّنا حَدَّثنا بِرَأيِنا ضَلَلنا كَما ضَلَّ مَن كانَ قَبلَنا ، ولكِنّا حَدَّثنا بِبَيِّنَةٍ مِن رَبِّنا بَيَّنَها لِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه و آله فَبَيَّنَها لَنا[24] .

25 ـ جابِرٌ : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِعليهما السّلام : إذا حَدَّثتَني بِحَديثٍ فَأَسنِدهُ لي ، فَقالَ : حَدَّثَني أبي عَن جَدّي عَن رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عليه السّلام عَنِ اللهِ عَزَّوجَلَّ . وكُلُّ ما اُحَدِّثُكَ بِهذَا الإِسنادِ[25] .

26 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ، وحَديثُ الحُسَينِ حَديثُ الحَسَنِ، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السّلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللهِ قَولُ اللهِ عَزَّوجَلَّ[26] .

27 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ فَرَضَ وَلايَتَنا ، وأوجَبَ مَوَدَّتَنا . وَاللهِ ، ما نَقولُ بِأَهوائِنا ، ولا نَعمَلُ بِآرائِنا ، ولا نَقولُ إلّا ما قالَ رَبُّنا عَزَّوجَلَّ[27] .

28 ـ الإمام الكاظم عليه السّلام ـ في جَوابِ خَلَفِ بنِ حَمّادٍ الكوفِيِّ لَمّا سَأَلَهُ عَن مَسأَلَةٍ مُشكِلَةٍ ـ : وَاللهِ ، إنّي ما اُخبِرُكَ إلّا عَن رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عَنِ اللهِ عَزَّوجَلَّ[28] .

29 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : إنّا عَنِ اللهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ[29] .

 1 / 5
أعلَمُ النّاسِ

30 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّي تارِكٌ فيكُم أمرَينِ إن أخَذتُم بِهِما لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللهِ عَزَّوجَلَّ ، وأهلَ بَيتي عِترَتي . أيُّهَا النّاسُ ، اِسمَعوا وقَد بَلَّغتُ أنَّكُم سَتَرِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَسأَلُكُم عَمّا فَعَلتُم فِي الثَّقَلَينِ ، وَالثَّقَلانِ كِتابُ اللهِ جَلَّ ذِكرُهُ وأهلُ بَيتي ، فَلا تَسبِقوهُم فَتَهلِكوا ، ولا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم[30] .

31 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : ألا إنَّ أبرارَ عِترَتي وأطائِبَ أرومَتي أحلَمُ النّاسِ صِغارًا وأعلَمُ النّاسِ كِبارًا ، فَلا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم، لا يُخرِجونَكُم مِن بابِ هُدًى ولا يُدخِلونَكُم في بابِ ضَلالَةٍ[31] .

32 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ولَقَد عَلِمَ المُستَحفِظونَ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله أ نَّهُ قالَ : إنّي وأهلُ بَيتي مُطَهَّرونَ ، فَلا تَسبِقوهُم فَتَضِلّوا ، ولا تَتَخَلَّفوا عَنهُم فَتَزِلّوا ، ولا تُخالِفوهُم فَتَجهَلوا ، ولا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم ، هُم أعلَمُ النّاسِ كِبارًا ، وأحلَمُ النّاسِ صِغارًا[32] .

33 ـ جابِرُ بنُ يَزيدَ ـ في حَديثٍ طَويلٍ ـ : دَخَلَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَنصارِيُّ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السّلام ، فَبَينَما هُوَ يُحَدِّثُهُ إذ خَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الباقِرُعليهما السّلام مِن عِندِ نِسائِهِ ، وعَلى رَأسِهِ ذُؤابَةٌ وهُوَ غُلامٌ ، فَلَمّا بَصُرَ بِهِ جابِرٌ اِرتَعَدَت فَرائِصُهُ ، وقامَت كُلُّ شَعرَةٍ عَلى بَدَنِهِ ، ونَظَرَ إلَيهِ مَلِيًّا ، ثُمَّ قالَ لَهُ : ياغُلامُ أقبِل ، فَأَقبَلَ . ثُمَّ قالَ لَهُ : أدبِر ، فَأَدبَرَ ، فَقالَ جابِرٌ : شَمائِلُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ورَبِّ الكَعبَةِ ! ثُمَّ قامَ فَدَنا مِنهُ ، فَقالَ لَهُ : مَا اسمُكَ يا غُلامُ ؟ فَقالَ : مُحَمَّدٌ ، قالَ : اِبنُ مَن ؟ قالَ : اِبنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ .
قالَ : يا بُنَيَّ فَدَتكَ نَفسي ، فَأَنتَ إذًا الباقِرُ ؟ فَقالَ : نَعَم .
ثُمَّ قالَ : فَأَبلِغني ما حَمَّلَكَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، فَقالَ جابِرٌ : يا مَولايَ ، إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله بَشَّرَني بِالبَقاءِ إلى أن ألقاكَ ، وقالَ لي : إذا لَقيتَهُ فَأَقرِئهُ مِنِّي السَّلامَ ، فَرَسولُ اللهِ يا مَولايَ يَقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ .
فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : يا جابِرُ ، عَلى رَسولِ اللهِ السَّلامُ ما قامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، وعَلَيكَ يا جابِرُ كَما بَلَّغتَ السَّلامَ .
فَكانَ جابِرٌ بَعدَ ذلِكَ يَختَلِفُ إلَيهِ ويَتَعَلَّمُ مِنهُ ، فَسَأَلَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ عليهما السّلام عَن شَي ءٍ ، فَقالَ لَهُ جابِرٌ : وَاللهِ ما دَخَلتُ في نَهيِ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، فَقَد أخبَرَني أنَّكُم الأَئِمَّةُ الهُداةِ مِن أهلِ بَيتِهِ مِن بَعدِهِ ، أحلَمُ النّاسِ صِغارًا ، وأعلَمُ النّاسِ كِبارًا ، وقالَ : لا تُعَلِّموهُم فَهُم أعلَمُ مِنكُم ، فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : صَدَقَ جَدّي رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، إنّي لَأَعلَمُ مِنكَ بِما سَأَلتُكَ عَنهُ ، ولَقَد اُوتيتُ الحُكمَ صَبِيًّا ، كُلُّ ذلِكَ بِفَضلِ اللهِ عَلَينا ورَحمَتِهِ لَنا أهلَ البَيتِ[33] .

34 ـ جَبَلَةُ بِنتُ المُصَفَّحِ عَن أبيها : قالَ لي عَلِيٌّ : يا أخا بَني عامِرٍ ، سَلني عَمّا قالَ اللهُ ورَسولُهُ ، فَإِنّا نَحنُ أهلَ البَيتِ أعلَمُ بِما قالَ اللهُ ورَسولُهُ[34] .

35 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : غايَةُ كُلِّ مُتَعَمِّقٍ في عِلمِنا أن يَجهَلَ[35] .

36 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ لِسَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ وَالحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ ـ : شَرِّقا وغَرِّبا ، فَلا تَجِدانِ عِلمًا صَحيحًا إلّا شَيئًا خَرَجَ مِن عِندِنا أهلَ البَيتِ[36] .

37 ـ أبو بَصيرٍ عَن أبي عَبدِ اللهِ عليه السّلام : قالَ لي : إنَّ الحَكَمَ بنَ عُتَيبَةَ مِمَّن قالَ اللهُ : ومِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللهِ وبِاليَومِ الآخِرِ وما هُم بِمُؤمِنينَ [37] فَليُشَرِّقِ الحَكَمُ وَليُغَرِّب ، أما وَاللهِ ، لا يُصيبُ العِلمَ إلّا مِن أهلِ بَيتٍ نَزَلَ عَلَيهِم جَبرَئيلُ[38] .

38 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : لَيسَ عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ حَقٌّ ولا صَوابٌ ، ولا أحَدٌ مِنَ النّاسِ يَقضي بِقَضاءٍ حَقٍّ إلّا ما خَرَجَ مِنّا أهلَ البَيتِ . وإذا تَشَعَّبَت بِهِمُ الاُمورُ كانَ الخَطَأُ مِنهُم وَالصَّوابُ مِن عَلِيٍّ عليه السّلام [39] .

39 ـ زُرارَةُ : كُنتُ عِندَ أبي جَعفَرٍعليه السّلام فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ يَسأَلُهُ عَن قَولِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام : سَلوني عَمّا شِئتُم ، فَلا تَسأَلونني عَن شَي ءٍ إلّا أنبَأتُكُم بِهِ ، قالَ : إنَّهُ لَيسَ أحَدٌ عِندَهُ عِلمُ شَي ءٍ إلّا خَرَجَ مِن عِندِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام ، فَليَذهَبِ النّاسُ حَيثُ شاؤوا فَوَاللهِ لَيسَ الأَمرُ إلّا مِن هاهُنا ، وأشارَ بِيَدِهِ إلى بَيتِهِ[40] .

40 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : كُلُّ ما لَم يَخرُج مِن هذَا البَيتِ فَهُوَ باطِلٌ[41] .

41 ـ عَبدُ اللهِ بنُ سُلَيمانَ : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍعليه السّلام يَقولُ وعِندَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ البَصرَةِ يُقالُ لَهُ : عُثمانُ الأَعمى وهُوَ يَقولُ : إنَّ الحَسَنَ البَصرِيَّ يَزعُمُ أنَّ الَّذينَ يَكتُمونَ العِلمَ يُؤذي ريحُ بُطونِهِم أهلَ النّارِ . فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : فَهَلَكَ إذَن مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ ! ما زالَ العِلمُ مَكتومًا مُنذُ بَعَثَ اللهُ نوحًاعليه السّلام ، فَليَذهَبِ الحَسَنُ يَمينًا وشِمالاً ، فَوَاللهِ ما يوجَدُ العِلمُ إلّا هاهُنا[42] .

42 ـ أبو بَصيرٍ : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍعليه السّلام عَن شَهادَةِ وَلَدِ الزِّنا : تَجوزُ ؟ فَقالَ : لا ، فَقُلتُ : إنَّ الحَكَمَ بنَ عُتَيبَةَ يَزعُمُ أنَّها تَجوزُ ، فَقالَ : اللّهُمَّ لا تَغفِر ذَنبَهُ ، ما قالَ اللهُ لِلحَكَمِ : إنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ ولِقَومِكَ [43]، فَليَذهَبِ الحَكَمُ يَمينًا وشِمالاً ، فَوَاللهِ لا يُؤخَذُ العِلمُ إلّا مِن أهلِ بَيتٍ نَزَلَ عَلَيهِم جَبرَئيلُ عليه السّلام [44].

43 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : يا يونُسُ ، إذا أرَدتَ العِلمَ الصَّحيحَ فَخُذ عَن أهلِ البَيتِ ، فَإِنّا رُويناهُ ، واُوتينا شَرحَ الحِكمَةِ ، وفَصلَ الخِطابِ ، إنَّ اللهَ اصطَفانا وآتانا ما لَم يُؤتِ أحَدًا مِنَ العالَمينَ[45] .

44 ـ عنه عليه السّلام ـ وعِندَهُ اُناسٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ـ : عَجَبًا لِلنّاسِ ، إنَّهُم أخَذوا عِلمَهُم كُلَّهُ عَن رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَعَمِلوا بِهِ وَاهتَدَوا، ويَرَونَ أنَّ أهلَ بَيتِهِ لَم يَأخُذوا عِلمَهُ ! ونَحنُ أهلُ بَيتِهِ وذُرِّيَّتُهُ، في مَنازِلِنا نَزَلَ الوَحيُ ، ومِن عِندِنا خَرَجَ العِلمُ إلَيهِم ، أفَيَرَونَ أنَّهُم عَلِموا وَاهتَدَوا وجَهِلنا نَحنُ وضَلَلنا ؟! إنَّ هذا مُحالٌ[46] .

45 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : إنَّ الأَنبِياءَ وَالأَئِمَّةَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم يُوَفِّقُهُمُ اللهُ ويُؤتيهِم مِن مَخزونِ عِلمِهِ وحُكمِهِ ما لا يُؤتيهِ غَيرَهُم، فَيَكونُ عِلمُهُم فَوقَ عِلمِ أهلِ الزَّمانِ في قَولِهِ تَعالى : أفَمَن يَهدي إلَى الحَقِّ أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أمَّن لا يَهِدِّي إلّا أن يُهدى فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمونَ [47] وقَولِهِ تَبارَكَ وتَعالى : ومَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد اُوتِيَ خَيرًا كَثيرًا[48] وقَولِهِ في طالوتَ : إنَّ اللهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وزادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَالجِسمِ وَاللهُ يُؤتي مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ [49] [50] .

 1 / 6
الرّاسِخونَ فِي العِلمِ

46 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : أينَ الَّذينَ زَعَموا أنَّهُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ دونَنا ، كَذِبًا وبَغيًا عَلَينا أن رَفَعَنَا اللهُ ووَضَعَهُم ، وأعطانا وحَرَمَهُم ، وأدخَلَنا وأَخرَجَهُم ؟! بِنا يُستَعطَى الهُدى ، ويُستَجلَى العَمى[51] .

47 ـ عنه عليه السّلام : فُرِضَ عَلَى الاُمَّةِ طاعَةُ وُلاةِ أمرِهِ القُوّامِ بِدينِهِ ، كَما فُرِضَ عَلَيهِم طاعَةُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ مِنكُم [52]. ثُمَّ بَيَّنَ مَحَلَّ وُلاةِ أمرِهِ مِن أهلِ العِلمِ بِتَأويلِ كِتابِهِ فَقالَ عَزَّوجَلَّ : ولَو رَدّوهُ إلَى الرَّسولِ وإلى اُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم [53] . وعَجَزَ كُلُّ أحَدٍ مِنَ النّاسِ عَن مَعرِفَةِ تَأويلِ كِتابِهِ غَيرَهُم ، لِأَنَّهُم هُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، المَأمونونَ عَلى تَأويلِ التَّنزيلِ ، قالَ اللهُ تَعالى : وما يَعلَمُ تَأويلَهُ إلَّا اللهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ [54] [55] .

48 ـ بُرَيدُ بنُ مُعاوِيَةَ : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍعليه السّلام قَولُ اللهِ : وما يَعلَمُ تَأويلَهُ إلَّا اللهُ والرّاسِخونَ فِي العِلمِ قالَ : يَعني [لا يَعلَمُ] تَأويلَ القُرآنِ كُلَّهُ إلَّا اللهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، فَرَسولُ اللهِ أفضَلُ الرّاسِخينَ ، قَد عَلَّمَهُ اللهُ جَميعَ ما أنزَلَ عَلَيهِ مِنَ التَّنزيلِ وَالتَّأويلِ ، وما كانَ اللهُ مُنزِلاً عَلَيهِ شَيئًا لَم يُعَلِّمهُ تَأويلَهُ ، وأوصِياؤُهُ مِن بَعدِهِ يَعلَمونَهُ كُلَّهُ ، فَقالَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ : ما نَقولُ إذا لَم نَعلَم تَأويلَهُ ؟ فَأَجابَهُمُ اللهُ : يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا . وَالقُرآنُ لَهُ خاصٌّ وعامٌّ ، وناسِخٌ ومَنسوخٌ ، ومُحكَمٌ ومُتَشابِهٌ ، فَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَعلَمونَهُ[56] .

49 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، ونَحنُ نَعلَمُ تَأويلَهُ[57] .

50 ـ عنه عليه السّلام : الرّاسِخونَ فِي العِلمِ : أميرُ المُؤمِنينَ وَالأَئِمَّةُ عليهم السّلام مِن بَعدِهِ[58] .

 1 / 7
مَعدِنُ العِلمِ

51 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : نَحنُ أهلَ البَيتِ مَفاتيحُ الرَّحمَةِ ، ومَوضِعُ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ، وَمعدِنُ العِلمِ[59] .

52 ـ حُمَيدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ يَزيدَ المَدَنِيُّ أنَّهُ ذَكَرَ عِندَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله قَضاءً قَضى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، فَأَعجَبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : الحَمدُ ِللهِ الَّذي جَعَلَ فينَا الحِكمَةَ أهلَ البَيتِ[60] .

53 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : نَحنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، ومَحَطُّ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ، ومَعادِنُ العِلمِ ، ويَنابيعُ الحُكمِ ، ناصِرُنا ومُحِبُّنا يَنتَظِرُ الرَّحمَةَ ، وعَدُوُّنا ومُبغِضُنا يَنتَظِرُ السَّطوَةَ[61] .

54 ـ عنه عليه السّلام ـ وقَد خَطَبَ النَّاسَ بِالمَدينَةِ ـ : أما وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوِ اقتَبَستُمُ العِلمَ مِن مَعدِنِهِ ، وشَرِبتُمُ الماءَ بِعُذوبَتِهِ ، وَادَّخَرتُمُ الخَيرَ مِن مَوضِعِهِ ، وأخَذتُمُ الطَّريقَ من واضِحِهِ ، وسَلَكتُم مِنَ الحَقِّ نَهجَهُ ، لَنَهَجَت بِكُمُ السُّبُلُ ، وبَدَت لَكُمُ الأَعلامُ ، وأضاءَ لَكُمُ الإِسلامُ[62] .

55 ـ الإمام الحسين عليه السّلام : ما نَدري ما تَنقِمُ الناسُ مِنّا ! إنّا لَبَيتُ الرَّحمَةِ ، وشَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، ومَعدِنُ العِلمِ[63] .

56 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام : ما يَنقِمُ النّاسُ مِنّا ؟! فَنَحنُ وَاللهِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وبَيتُ الرَّحمَةِ ، ومَعدِنُ العِلمِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ[64].

57 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنَّ العِلمَ بِكِتابِ اللهِ عَزَّوجَلَّ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه و آله لَيَنبُتُ في قَلبِ مَهدِيِّنا كما يَنبُتُ الزَّرعُ عَلى أحسَنِ نَباتِهِ ، فَمَن بَقِيَ مِنكُم حَتّى يَراهُ فَليَقُل حينَ يَراهُ : السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ الرَّحمَةِ وَالنُّبُوَّةِ ، ومَعدِنَ العِلمِ ، ومَوضِعَ الرِّسالَةِ[65] .
58 ـ عنه عليه السّلام : شَجَرَةٌ أصلُها رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ، وفَرعُها أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه السّلام ، وأغصانُها فاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍعليها السّلام ، وثَمَرَتُهَا الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السّلام ، فَإِنَّها شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، ونَبتُ[66] الرَّحمَةِ ، ومِفتاحُ الحِكمَةِ ، ومَعدِنُ العِلمِ ، ومَوضِعُ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ، وموضِعُ سِرِّ اللهِ ووَديعَتِهِ ، وَالأَمانَةُ الَّتي عُرِضَت عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وحَرَمُ اللهِ الأَكبَرُ ، وبَيتُ اللهِ العَتيقُ وحَرَمُهُ[67] .

59 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السّلام إذا زالَتِ الشَّمسُ صَلّى ، ثُمَّ دَعا ، ثُمَّ صَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ، ومَوضِعِ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ ، ومَعدِنِ العِلمِ ، وأهلِ بَيتِ الوَحيِ[68] .

 1 / 8
عَيشُ العِلمِ

60 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فيها آلَ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله ـ : هُم عَيشُ العِلمِ ، ومَوتُ الجَهلِ ، يُخبِرُكُم حِلمُهُم عَن عِلمِهِم ، وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم ، وصَمتُهُم عَن حُكمِ مَنطِقِهِم ، لا يُخالِفونَ الحَقَّ ولا يَختَلِفونَ فيهِ[69] .

61 ـ عنه عليه السّلام : وَاعلَموا أنَّكُم لَن تَعرِفُوا الرُّشدَ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي تَرَكَهُ ، ولَن تَأخُذوا بِميثاقِ الكِتابِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَقَضَهُ ، ولَن تَمَسَّكوا بِهِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَبَذَهُ، فَالَتمِسوا ذلِكَ مِن عِندِ أهلِهِ ، فَإِنَّهُم عَيشُ العِلمِ ومَوتُ الجَهلِ ، هُمُ الَّذينَ يُخبِرُكُم حُكمُهُم عَن عِلمِهِم ، وصَمتُهُم عَن مَنطِقِهِم ، وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم ، لا يُخالِفونَ الدّينَ ولا يَختَلِفونَ فيهِ ، فَهُوَ بَينَهُم شاهِدٌ صادِقٌ ، وصامِتٌ ناطِقٌ[70] .


الهامش


(1) الكافي : 1 / 193 / 4 ، وذكره أيضًا في : 209 / 4 ، بصائر الدرجات : 105 / 12 كلّها عن أبي حمزة الثماليّ عن الإمام الباقر عليه السّلام .
(2) الكافي : 1 / 192 / 2 عن سورة بن كليب .
(3) الكافي : 1 / 192 / 3 عن سدير ، وذكره أيضًا في : 1 / 269 / 6 وفيه «أمر» بدل «وحي» ، إعلام الورى : 277 كلاهما عن سدير عن الإمام الصادق عليه السّلام .
(4) التوحيد : 138 / 14 عن ابن سنان عن الإمام الصادق عليه السّلام ، بصائر الدرجات : 111 / 12 عن حنان الكنديّ عن أبيه ، وذكره أيضًا في : 109 / 1 عن حنان بن سدير .
(5) تفسير فرات الكوفيّ : 107 / 101 عن إبراهيم .
(6) أمالي الصدوق : 252 / 15 ، بشارة المصطفى : 54 كلاهما عن أبي بصير ، روضة الواعظين : 299 مرسلاً ، وراجع بصائر الدرجات : 103 باب 19 في الأئمّة أنّهم خزّان الله على علمه .
(7) معاني الأخبار : 35 / 5 ، ينابيع المودّة : 3 / 359 / 1 كلاهما عن ثابت الثماليّ .
(8) الكافي : 1 / 192 / 1 ، بصائر الدرجات : 61 / 3 ، وذكره أيضًا في : 105 / 8 كلّها عن عبد الرحمن بن كثير .
(9) بصائر الدرجات : 62 / 7 عن عبّاد بن سليمان عن أبيه .
(10) البحار : 51 / 149 / 24 نقلاً عن كتاب مقتضب الأثر .
(11) الاحتجاج : 2 / 106 ، الملهوف : 195 ، مثير الأحزان : 87 من دون «ووعاء فهمه ... لعباده» .
(12) الكافي : 1 / 224 / 2 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الباقر عليه السّلام ، بصائر الدرجات : 121 / 1 عن عبدالرحمن بن بكير الهجريّ عن الإمام الباقر عليه السّلام ، أعلام الدين : 464 عن عبد الله بن بكير عن الإمام الباقر عليه السّلام ، وفيهما «مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين» .
(13) الإرشاد: 1 / 232 ، تفسير العيّاشيّ: 1 / 102 / 300 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، تفسير القمّيّ : 1 / 367 عن ابن اُذينة عن الإمام الصادق عليه السّلام من دون «فأين ...» ، وذكره أيضًا في : 1 / 4 .
(14) الخصال : 651 / 49 عن ذريح المحاربيّ .
(15) الكافي : 1 / 222 / 2 عن زرارة والفضيل ، كمال الدين : 223 / 14 عن الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق والإمام الباقر عليهما السّلام نحوه وفيه «والعلم يتوارث وكلّ شي ء من العلم وآثار الرسل والأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل وأنّ عليًّا عليه السّلام عالم ...» .
(16) تفسير فرات الكوفيّ : 337 / 460 عن الفضل بن يوسف القصبانيّ معنعنًا .
(17) الكافي : 1 / 470 / 3 ، رجال الكشّيّ : 1 / 408 / 298 نحوه ، بصائر الدرجات : 269 / 1 وفيه «قال أبو بصير : دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السّلام وقلت لهما : أنتما ...» ، دلائل الإمامة : 226 / 153 وفيه «على ماعلموا وفعلوا؟»، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 184 ، الخرائج والجرائح : 2 / 711 / 8 ، الفصول المهمّة : 215 نحوه .
(18) الكافي: 1/221/1، وذكره أيضًا في : 379 /3، علل الشرائع: 591 / 40، بصائرالدرجات: 118 / 2، الإمامة والتبصرة: 225 / 75 كلّها عن محمّدبن مسلم، كمال الدين : 223 / 13 عن محمّدبن مسلم عن الإمام الباقر عليه السّلام نحوه .
(19) الكافي : 1 / 223 / 8 ، كمال الدين : 224 / 19 ، بصائر الدرجات : 116 / 9 كلّها عن الحارث بن المغيرة .
(20) مختصر بصائر الدرجات : 63 عن عبد الغفّار الجازيّ .
(21) الكافي : 1 / 225 / 4 ، بصائر الدرجات : 135 / 1 .
(22) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع : ص 156 / 169 من كتابنا هذا .
(23) الإرشاد : 2 / 167 ، الخرائج والجرائح : 2 / 893 ، روضة الواعظين : 226 .
(24) إعلام الورى : 294 ، الاختصاص : 281 نحوه كلاهما عن الفضيل بن يسار .
(25) أمالي المفيد : 42 / 10 ، حلية الأبرار : 2 / 95 .
(26) الكافي : 1 / 53 / 14 عن حمّاد بن عثمان وغيره ، روضة الواعظين : 233 وفيه «حديث جدّي حديث أميرالمؤمنين» .
(27) أمالي المفيد : 60 / 4 عن محمّد بن شريح .
(28) الكافي : 3 / 94 / 1 .
(29) رجال الكشّيّ : 2 / 490 / 401 عن يونس بن عبد الرحمن .
(30) الكافي : 1 / 294 / 3 عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن الإمام الصادق عليه السّلام ، وراجع تفسير العيّاشيّ : 1 / 250 / 169 عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السّلام .
(31) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 204 / 1 ، الاحتجاج : 2 / 436 / 308 ، وراجع ص 564 / 841 من كتابنا هذا .
(32) تفسير القمّيّ : 1 / 4 ، إثبات الهداة : 1 / 631 / 724 نقلاً عن تفسير القمّيّ .
(33) كمال الدين : 253 / 3 .
(34) الطبقات الكبرى : 6 / 240 .
(35) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 307 / 515 .
(36) الكافي : 1 / 399 / 3 ، بصائر الدرجات : 10 / 4 كلاهما عن أبي مريم .
(37) البقرة : 8 .
(38) بصائر الدرجات : 9 / 2 ، الكافي : 1 / 399 / 4 مضمرًا .
(39) الكافي : 1 / 399 / 1 ، بصائر الدرجات : 519 / 2 نحوه، المحاسن : 1 / 243 / 448 ، أمالي المفيد : 96 / 6 كلّها عن محمّد بن مسلم .
(40) الكافي : 1 / 399 / 2 .
(41) مختصر بصائر الدرجات : 62 ، بصائر الدرجات : 511 / 21 كلاهما عن فضيل بن يسار .
(42) الكافي : 1 / 51 / 15 ، الاحتجاج : 2 / 193 / 212 .
(43) الزخرف : 44 .
(44) الكافي : 1 / 400 / 5 .
(45) البحار : 26 / 158 / 5 نقلاً عن كتاب المحتضر ، الصراط المستقيم : 2 / 157 نحوه ، إثبات الهداة : 1 / 602 كلّها عن يونس بن ظبيان .
(46) الكافي : 1 / 398 / 1 ، أمالي المفيد : 122 / 6 ، بصائر الدرجات : 12 / 3 كلّها عن يحيى بن عبدالله .
(47) يونس : 35 .
(48) البقرة : 269 .
(49) البقرة : 247 .
(50) الكافي : 1 / 202 / 1 ، كمال الدين : 680 / 31 ، أمالي الصدوق : 540 / 1 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 221 / 1 ، معاني الأخبار : 100 / 2 ، تحف العقول : 441 ، الاحتجاج : 2 / 445 / 310 كلّها عن عبد العزيز بن مسلم .
(51) نهج البلاغة : الخطبة 144 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 285 ، غررالحكم : 2826 وفيهما «العَمى لا بهم» .
(52) النساء : 59 .
(53) النساء : 83 .
(54) آل عمران : 7 .
(55) البحار : 69 / 79 / 29 نقلاً عن تفسير النعمانيّ .
(56) تفسير العيّاشيّ : 1 / 164 / 6 ، وراجع الكافي : 1 / 213 / 2 ، تأويل الآيات الظاهرة : 107 ، بصائر الدرجات : 204 / 8 ، و : 203 / 4 ، تفسير القمّيّ : 1 / 96 ، مجمع البيان : 2 / 701 .
(57) الكافي : 1 / 213 / 1 ، بصائر الدرجات : 204 / 5 ، وذكره أيضًا في : 204 / 7 عن الإمام الباقر عليه السّلام ، تفسير العيّاشيّ : 1 / 164 / 8 ، تأويل الآيات الظاهرة : 106 كلّها عن أبي بصير .
(58) الكافي : 1 / 213 / 3 عن عبد الرحمن بن كثير .
(59) فرائد السمطين : 1 / 44 / 9 عن ابن عبّاس .
(60) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 654 / 1113 ، شرح الأخبار : 2 / 309 / 631 .
(61) نهج البلاغة : الخطبة 109 ، غرر الحكم : 10005 .
(62) الكافي : 8 / 32 / 5 عن أبي الهيثم بن التيّهان .
(63) نزهة الناظر : 85 / 21 .
(64) الكافي : 1 / 221 / 1 عن أبي الجارود .
(65) كمال الدين : 653 / 18 عن جابر ، البحار : 52 / 317 / 16 نقلاً عن العدد القوية .
(66) في بعض نسخ المصدر : «وبيت الرحمة» .
(67) اليقين : 318 ، تفسير فرات الكوفيّ : 395 / 527 وفيه «بيت» بدل «نبت» و «ذمّته» بدل «حرمه» وكلاهما عن زياد بن المنذر .
(68) جمال الاُسبوع : 250 ، مصباح المتهجّد : 361 .
ولكثرة الأحاديث في هذا المضمار راجع إحقاق الحقّ : 10 / 409 دعاء النبيّ صلّى الله عليه و آله لعليّ وفاطمة عليهما السّلام ليلة العرس ، وفيه «جعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة» ، إقبال الأعمال : 3 / 299 في دعاء الإمام الكاظم عليه السّلام وفيه «الأئمّة ينابيع الحكمة»، الكافي: 1/203/2 عن الإمام الصادق عليه السّلام وفيه «إنّ الله ـ عزّوجلّ ـ ... فتح بهم عن باطن ينابيع علمه» ، البحار : 102 / 189 عن الإمام الرضا عليه السّلام وفيه «وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة» .
(69) نهج البلاغة : الخطبة 239 ، وراجع تحف العقول : 227 .
(70) نهج البلاغة : الخطبة 147 ، الكافي : 8 / 390 / 586 نحوه عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة