1 / 1
خَزَنَةُ عِلمِ اللهِ
1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ قالَ
اللهُ تَبارَكَ وتَعالى في صِفَةِ أهلِ
البَيتِ عليهم السّلام ـ : هُم خُزّاني
عَلى عِلمي مِن بَعدِكَ[1] .
2 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : وَاللهِ
إنّا لَخُزّانُ اللهِ في سَمائِهِ
وأرضِهِ ، لا عَلى ذَهَبٍ ولا عَلى
فِضَّةٍ إلّا عَلى عِلمِهِ[2] .
3 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ خُزّانُ عِلمِ
اللهِ ، ونَحنُ تَراجِمَةُ وَحيِ اللهِ[3] .
4 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ ِللهِ تَعالى
عِلمًا خاصًّا ، وعِلمًا عامًّا ،
فَأَمَّا العِلمُ الخاصُّ فَالعِلمُ
الَّذي لَم يُطلِع عَلَيهِ مَلائِكَتَهُ
المُقَرَّبينَ وأنبِياءَ هُ المُرسَلينَ
، وأمّا عِلمُهُ العامُّ فَإِنَّهُ
عِلمُهُ الّذي أطلَعَ عَلَيهِ
مَلائِكَتَهُ المُقَرَّبينَ وأنبِياءَ
هُ المُرسَلينَ ، وقَد وَقَعَ إلَينا مِن
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله [4] .
5 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ
وَرِثنَا النَّبِيّينَ ، وعِندَنا عَصا
موسى ، وإنّا لَخُزّانُ اللهِ فِي الأَرضِ
، لا بِخُزّانِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ[5] .
6 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ شَجَرَةُ
العِلمِ ، ونَحنُ أهلُ بَيتِ النَّبِيِّ ،
وفي دارِنا مَهبَطُ جَبرائيلَ ، ونَحنُ
خُزّانُ عِلمِ اللهِ ، ونَحنُ مَعادِنُ
وَحيِ اللهِ . مَن تَبِعَنا نَجا ، ومَن
تَخَلَّفَ عَنّا هَلَكَ ، حَقًّا عَلَى
اللهِ عَزَّوجَلَّ[6] .
1 / 2
عَيبَةُ عِلمِ اللهِ
7 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام :
نَحنُ أبوابُ اللهِ ، ونَحنُ الصِّراطُ
المُستَقيمُ ، ونَحنُ عَيبَةُ عِلمِهِ ،
ونَحنُ تَراجِمَةُ وَحيِهِ ، ونَحنُ
أركانُ تَوحيدِهِ ، ونَحنُ مَوضِعُ
سِرِّهِ[7] .
8 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ
وُلاةُ أمرِ اللهِ ، وخَزَنَةُ عِلمِ
اللهِ ، وعَيبَةُ وَحيِ اللهِ[8] .
9 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ تَبارَكَ
وتَعالَى انتَجَبَنا لِنَفسِهِ ،
فَجَعَلَنا صَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ ،
واُمَناءَ هُ عَلى وَحيِهِ ، وخُزّانَهُ
في أرضِهِ ، ومَوضِعَ سِرِّهِ ، وعَيبَةَ
عِلمِهِ[9] .
10 ـ وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ ـ في ذِكرِ ما
اُوحِيَ إلى موسى عليه السّلام ـ :
تَمَسَّك بِذِكرِهِم [مُحَمَّدٍصلّى الله
عليه و آله وَالأَوصِياءِ مِن بَعدِهِ]
فَإِنَّهُم خَزَنَةُ عِلمي، وعَيبَةُ
حِكمَتي، ومَعدِنُ نوري[10] .
11 ـ فاطِمَةُ الصُّغرى عليها السّلام ـ
لِأَهلِ الكوفَةِ بَعدَ وَقعَةِ
كَربَلاءَ وما جَرى عَلى أهلِ البَيتِ ـ :
أمّا بَعدُ ، يا أهلَ الكوفَةِ ، يا أهلَ
المَكرِ وَالغَدرِ وَالخُيَلاءِ ، إنّا
أهلُ بَيتٍ ابتَلانَا اللهُ بِكُم ،
وَابتَلاكُم بِنا ، فَجَعَلَ بَلاءَ نا
حَسَنًا ، وجَعَلَ عِلمَهُ عِندَنا
وفَهمَهُ لَدَينا ، فَنَحنُ عَيبَةُ
عِلمِهِ ، ووِعاءُ فَهمِهِ وحِكمَتِهِ ،
وحُجَّتُهُ فِي الأَرضِ في بِلادِهِ
لِعِبادِهِ ، أكرَمَنَا اللهُ
بِكَرامَتِهِ ، وفَضَّلَنا بِنَبِيِّهِ
صلّى الله عليه و آله عَلى كَثيرٍ مِن
خَلقِهِ تَفضيلاً[11] .
1 / 3
وَرَثَةُ عِلمِ الأَنبِياءِ
12 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : قالَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : إنَّ
أوَّلَ وَصِيٍّ كانَ عَلى وَجهِ الأَرضِ
هِبَةُ اللهِ بنُ آدَمَ ، وما مِن نَبِيٍّ
مَضى إلّا ولَهُ وَصِيٌّ ، وكانَ جَميعُ
الأَنبِياءِ مِائَةَ ألفِ نَبِيٍّ
وعِشرينَ ألفَ نَبِيٍّ ، مِنهُم خَمسَةٌ
اُولُو العَزمِ : نوحٌ ، وإبراهيمُ ، وموسى
، وعيسى ، ومُحَمَّدٌعليهم السّلام .
وإنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ كانَ هِبةَ
اللهِ لُِمحَمَّدٍ ، ووَرِثَ عِلمَ
الأَوصِياءِ وعِلمَ مَن كانَ قَبلَهُ ،
أما إنَّ مُحَمَّدًا وَرِثَ عِلمَ مَن
كانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِياءِ
وَالمُرسَلينَ[12] .
13 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ألا إنَّ
العِلمَ الَّذي هَبَطَ بِهِ آدَمُ
وجَميعُ ما فُضِّلَت بِهِ النَّبِيّونَ
إلى خاتَمِ النَّبِيّينَ في عِترَةِ
خاتَمِ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ
مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله ، فَأَينَ
يُتاهُ بِكُم وأينَ تَذهَبونَ ؟ ![13] .
14 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ
وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، جَلَّلَ رَسولُ
اللهِ صلّى الله عليه و آله عَلى عَلِيٍّ
عليه السّلام ثَوبًا ، ثُمَّ عَلَّمَهُ
ألفَ كَلِمَةٍ ، كُلُّ كَلِمَةٍ تَفتَحُ
ألفَ كَلِمَةٍ[14] .
15 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنَّ
العِلمَ الَّذي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه
السّلام لَم يُرفَع وَالعِلمُ يُتَوارثُ
، وكانَ عَلِيٌّ عليه السّلام عالِمُ
هذِهِ الاُمَّةِ ، وإنَّهُ لَم يَهلِك
مِنّا عالِمٌ قَطُّ إلّا خَلَفَهُ مِن
أهلِهِ مَن عَلِمَ مِثلَ عِلمِهِ ، أو ما
شاءَ اللهُ[15] .
16 ـ عنه عليه السّلام : أيُّهَا النّاسُ ،
إنَّ أهلَ بَيتِ نَبِيِّكُم شَرَّفَهُمُ
اللهُ بِكَرامَتِهِ ، وأعَزَّهُم
بِهُداهُ ، واختَصَّهُم لِدينِهِ ،
وفَضَّلَهُم بِعِلمِهِ ، وَاستَحفَظَهُم
وأودَعَهُم عِلمَهُ ... فَهُمُ
الأَئِمَّةُ الدُّعاةُ ، وَالقادَةُ
الهُداةُ ، وَالقُضاةُ الحُكّامُ ،
وَالنُّجومُ الأَعلامُ، وَالاُسوَةُ
المُتَخَيَّرَةُ ، وَالعِتَرةُ
المُطَهَّرَةُ ، وَالاُمَّةُ الوُسطى ،
وَالصِّراطُ الأَعلَمُ ، وَالسَّبيلُ
الأَقوَمُ ، زينَةُ النُّجَباءِ ،
ووَرَثَةُ الأَنبِياءِ[16] .
17 ـ أبو بَصيرٍ : دَخَلتُ عَلى أبي
جَعفَرٍعليه السّلام فَقُلتُ لَهُ : أنتُم
وَرَثَةُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و
آله ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : رَسولُ اللهِ
صلّى الله عليه و آله وارِثُ الأَنبِياءِ
، عَلِمَ كُلَّ ما عَلِموا ؟ قالَ لي :
نَعَم[17] .
18 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : إنَّ
عَلِيًّاعليه السّلام كانَ عالِمًا
وَالعِلمُ يُتَوارَثُ ، ولَن يهلِكَ
عالِمٌ إلّا بَقِيَ مِن بَعدِهِ مَن
يَعلَمُ عِلمَهُ أو ما شاءَ اللهُ[18] .
19 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ العِلمَ
الَّذي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السّلام
لَم يُرفَع ، وما ماتَ عالِمٌ إلّا وقَد
وَرَّثَ عِلمَهُ ، إنَّ الأَرضَ لا تَبقى
بِغَيرِ عالِمٍ[19] .
20 ـ عنه عليه السّلام : نَحنُ وَرَثَةُ
الأَنبِياءِ ، ووَرَثَةُ كِتابِ اللهِ ،
ونَحنُ صَفوَتُهُ[20] .
21 ـ ضُرَيسٌ الكُناسِيُّ : كُنتُ عِندَ أبي
عَبدِ اللهِ عليه السّلام وعِندَهُ أبو
بَصيرٍ ، فَقالَ أبو عَبدِ اللهِ عليه
السّلام : إنَّ داودَ وَرِثَ عِلمَ
الأَنبِياءِ ، وإنَّ سُلَيمانَ وَرِثَ
داودَ ، وإنَّ مُحَمَّدًاصلّى الله عليه و
آله وَرِثَ سُلَيمانَ ، وإنّا وَرِثنا
مُحَمَّدًاصلّى الله عليه و آله ، وإنَّ
عِندَنا صُحُفَ إبراهيمَ وألواحَ موسى ،
فَقالَ أبو بَصيرٍ : إنَّ هذا لَهُوَ
العِلمُ ، فَقالَ : يا أبا مُحَمَّدٍ ،
لَيسَ هذا هُوَ العِلمَ ، إنّمَا العِلمُ
ما يَحدُثُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ،
يَومًا بِيَومٍ ، وساعَةً بِساعَةٍ[21] .
22 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ فِي
الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ
بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم السّلام ـ :
السَّلامُ عَلى أئِمَّةِ الهُدى ،
ومَصابيحِ الدُّجى ، وأعلامِ التُّقى ،
وذَوِي النُّهى ، واُولِي الحِجى ، وكَهفِ
الوَرى ، ووَرَثَةِ الأَنبِياءِ ،
وَالمَثَلِ الأَعلى ، وَالدَّعوَةِ
الحُسنى ، وحُجَجِ اللهِ عَلى أهلِ
الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَالاُولى ،
ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ[22] .
1 / 4
حَديثُهُم حَديثُ رَسولِ اللهِ
23 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ لَمّا
سُئِلَ عَنِ الحَديثِ يُرسِلُهُ ولا
يُسنِدُهُ ـ : إذا حَدَّثتُ الحَديثَ
فَلَم اُسنِدهُ فَسَنَدي فيهِ أبي عَن
جَدّي عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ رَسولِ اللهِ
صلّى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عَنِ
اللهِ عَزَّوجَلَّ[23] .
24 ـ عنه عليه السّلام : لَو أنَّنا
حَدَّثنا بِرَأيِنا ضَلَلنا كَما ضَلَّ
مَن كانَ قَبلَنا ، ولكِنّا حَدَّثنا
بِبَيِّنَةٍ مِن رَبِّنا بَيَّنَها
لِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه و آله
فَبَيَّنَها لَنا[24] .
25 ـ جابِرٌ : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ
مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِعليهما
السّلام : إذا حَدَّثتَني بِحَديثٍ
فَأَسنِدهُ لي ، فَقالَ : حَدَّثَني أبي
عَن جَدّي عَن رَسولِ اللهِ صلّى الله
عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عليه السّلام
عَنِ اللهِ عَزَّوجَلَّ . وكُلُّ ما
اُحَدِّثُكَ بِهذَا الإِسنادِ[25] .
26 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : حَديثي
حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ،
وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ، وحَديثُ
الحُسَينِ حَديثُ الحَسَنِ، وحَديثُ
الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم
السّلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ
حَديثُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله
، وحَديثُ رَسولِ اللهِ قَولُ اللهِ
عَزَّوجَلَّ[26] .
27 ـ عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ فَرَضَ
وَلايَتَنا ، وأوجَبَ مَوَدَّتَنا .
وَاللهِ ، ما نَقولُ بِأَهوائِنا ، ولا
نَعمَلُ بِآرائِنا ، ولا نَقولُ إلّا ما
قالَ رَبُّنا عَزَّوجَلَّ[27] .
28 ـ الإمام الكاظم عليه السّلام ـ في
جَوابِ خَلَفِ بنِ حَمّادٍ الكوفِيِّ
لَمّا سَأَلَهُ عَن مَسأَلَةٍ مُشكِلَةٍ
ـ : وَاللهِ ، إنّي ما اُخبِرُكَ إلّا عَن
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله عَن
جَبرَئيلَ عَنِ اللهِ عَزَّوجَلَّ[28] .
29 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : إنّا عَنِ
اللهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ[29] .
1 / 5
أعلَمُ النّاسِ
30 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّي
تارِكٌ فيكُم أمرَينِ إن أخَذتُم بِهِما
لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللهِ عَزَّوجَلَّ
، وأهلَ بَيتي عِترَتي . أيُّهَا النّاسُ ،
اِسمَعوا وقَد بَلَّغتُ أنَّكُم
سَتَرِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ،
فَأَسأَلُكُم عَمّا فَعَلتُم فِي
الثَّقَلَينِ ، وَالثَّقَلانِ كِتابُ
اللهِ جَلَّ ذِكرُهُ وأهلُ بَيتي ، فَلا
تَسبِقوهُم فَتَهلِكوا ، ولا
تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ
مِنكُم[30] .
31 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : ألا إنَّ
أبرارَ عِترَتي وأطائِبَ أرومَتي أحلَمُ
النّاسِ صِغارًا وأعلَمُ النّاسِ كِبارًا
، فَلا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ
مِنكُم، لا يُخرِجونَكُم مِن بابِ هُدًى
ولا يُدخِلونَكُم في بابِ ضَلالَةٍ[31] .
32 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : ولَقَد
عَلِمَ المُستَحفِظونَ مِن أصحابِ
مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله أ نَّهُ
قالَ : إنّي وأهلُ بَيتي مُطَهَّرونَ ،
فَلا تَسبِقوهُم فَتَضِلّوا ، ولا
تَتَخَلَّفوا عَنهُم فَتَزِلّوا ، ولا
تُخالِفوهُم فَتَجهَلوا ، ولا
تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم ،
هُم أعلَمُ النّاسِ كِبارًا ، وأحلَمُ
النّاسِ صِغارًا[32] .
33 ـ جابِرُ بنُ يَزيدَ ـ في حَديثٍ طَويلٍ
ـ : دَخَلَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ
الأَنصارِيُّ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ
عليهما السّلام ، فَبَينَما هُوَ
يُحَدِّثُهُ إذ خَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ
عَلِيٍّ الباقِرُعليهما السّلام مِن
عِندِ نِسائِهِ ، وعَلى رَأسِهِ ذُؤابَةٌ
وهُوَ غُلامٌ ، فَلَمّا بَصُرَ بِهِ
جابِرٌ اِرتَعَدَت فَرائِصُهُ ، وقامَت
كُلُّ شَعرَةٍ عَلى بَدَنِهِ ، ونَظَرَ
إلَيهِ مَلِيًّا ، ثُمَّ قالَ لَهُ :
ياغُلامُ أقبِل ، فَأَقبَلَ . ثُمَّ قالَ
لَهُ : أدبِر ، فَأَدبَرَ ، فَقالَ جابِرٌ :
شَمائِلُ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و
آله ورَبِّ الكَعبَةِ ! ثُمَّ قامَ فَدَنا
مِنهُ ، فَقالَ لَهُ : مَا اسمُكَ يا
غُلامُ ؟ فَقالَ : مُحَمَّدٌ ، قالَ : اِبنُ
مَن ؟ قالَ : اِبنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ .
قالَ : يا بُنَيَّ فَدَتكَ نَفسي ، فَأَنتَ
إذًا الباقِرُ ؟ فَقالَ : نَعَم .
ثُمَّ قالَ : فَأَبلِغني ما حَمَّلَكَ
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ،
فَقالَ جابِرٌ : يا مَولايَ ، إنَّ رَسولَ
اللهِ صلّى الله عليه و آله بَشَّرَني
بِالبَقاءِ إلى أن ألقاكَ ، وقالَ لي : إذا
لَقيتَهُ فَأَقرِئهُ مِنِّي السَّلامَ ،
فَرَسولُ اللهِ يا مَولايَ يَقرَأُ
عَلَيكَ السَّلامَ .
فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : يا
جابِرُ ، عَلى رَسولِ اللهِ السَّلامُ ما
قامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، وعَلَيكَ
يا جابِرُ كَما بَلَّغتَ السَّلامَ .
فَكانَ جابِرٌ بَعدَ ذلِكَ يَختَلِفُ
إلَيهِ ويَتَعَلَّمُ مِنهُ ، فَسَأَلَهُ
مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ عليهما السّلام
عَن شَي ءٍ ، فَقالَ لَهُ جابِرٌ : وَاللهِ
ما دَخَلتُ في نَهيِ رَسولِ اللهِ صلّى
الله عليه و آله ، فَقَد أخبَرَني أنَّكُم
الأَئِمَّةُ الهُداةِ مِن أهلِ بَيتِهِ
مِن بَعدِهِ ، أحلَمُ النّاسِ صِغارًا ،
وأعلَمُ النّاسِ كِبارًا ، وقالَ : لا
تُعَلِّموهُم فَهُم أعلَمُ مِنكُم ،
فَقالَ أبو جَعفَرٍعليه السّلام : صَدَقَ
جَدّي رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ،
إنّي لَأَعلَمُ مِنكَ بِما سَأَلتُكَ
عَنهُ ، ولَقَد اُوتيتُ الحُكمَ صَبِيًّا
، كُلُّ ذلِكَ بِفَضلِ اللهِ عَلَينا
ورَحمَتِهِ لَنا أهلَ البَيتِ[33] .
34 ـ جَبَلَةُ بِنتُ المُصَفَّحِ عَن أبيها
: قالَ لي عَلِيٌّ : يا أخا بَني عامِرٍ ،
سَلني عَمّا قالَ اللهُ ورَسولُهُ ،
فَإِنّا نَحنُ أهلَ البَيتِ أعلَمُ بِما
قالَ اللهُ ورَسولُهُ[34] .
35 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : غايَةُ
كُلِّ مُتَعَمِّقٍ في عِلمِنا أن
يَجهَلَ[35] .
36 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ
لِسَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ وَالحَكَمِ بنِ
عُتَيبَةَ ـ : شَرِّقا وغَرِّبا ، فَلا
تَجِدانِ عِلمًا صَحيحًا إلّا شَيئًا
خَرَجَ مِن عِندِنا أهلَ البَيتِ[36] .
37 ـ أبو بَصيرٍ عَن أبي عَبدِ اللهِ عليه
السّلام : قالَ لي : إنَّ الحَكَمَ بنَ
عُتَيبَةَ مِمَّن قالَ اللهُ : ومِنَ
النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللهِ
وبِاليَومِ الآخِرِ وما هُم بِمُؤمِنينَ
[37] فَليُشَرِّقِ الحَكَمُ وَليُغَرِّب ،
أما وَاللهِ ، لا يُصيبُ العِلمَ إلّا مِن
أهلِ بَيتٍ نَزَلَ عَلَيهِم جَبرَئيلُ[38] .
38 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : لَيسَ
عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ حَقٌّ ولا
صَوابٌ ، ولا أحَدٌ مِنَ النّاسِ يَقضي
بِقَضاءٍ حَقٍّ إلّا ما خَرَجَ مِنّا أهلَ
البَيتِ . وإذا تَشَعَّبَت بِهِمُ
الاُمورُ كانَ الخَطَأُ مِنهُم
وَالصَّوابُ مِن عَلِيٍّ عليه السّلام [39]
.
39 ـ زُرارَةُ : كُنتُ عِندَ أبي
جَعفَرٍعليه السّلام فَقالَ لَهُ رَجُلٌ
مِن أهلِ الكوفَةِ يَسأَلُهُ عَن قَولِ
أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام : سَلوني
عَمّا شِئتُم ، فَلا تَسأَلونني عَن شَي
ءٍ إلّا أنبَأتُكُم بِهِ ، قالَ : إنَّهُ
لَيسَ أحَدٌ عِندَهُ عِلمُ شَي ءٍ إلّا
خَرَجَ مِن عِندِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه
السّلام ، فَليَذهَبِ النّاسُ حَيثُ
شاؤوا فَوَاللهِ لَيسَ الأَمرُ إلّا مِن
هاهُنا ، وأشارَ بِيَدِهِ إلى بَيتِهِ[40] .
40 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : كُلُّ ما
لَم يَخرُج مِن هذَا البَيتِ فَهُوَ
باطِلٌ[41] .
41 ـ عَبدُ اللهِ بنُ سُلَيمانَ : سَمِعتُ
أبا جَعفَرٍعليه السّلام يَقولُ وعِندَهُ
رَجُلٌ مِن أهلِ البَصرَةِ يُقالُ لَهُ :
عُثمانُ الأَعمى وهُوَ يَقولُ : إنَّ
الحَسَنَ البَصرِيَّ يَزعُمُ أنَّ
الَّذينَ يَكتُمونَ العِلمَ يُؤذي ريحُ
بُطونِهِم أهلَ النّارِ . فَقالَ أبو
جَعفَرٍعليه السّلام : فَهَلَكَ إذَن
مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ ! ما زالَ العِلمُ
مَكتومًا مُنذُ بَعَثَ اللهُ نوحًاعليه
السّلام ، فَليَذهَبِ الحَسَنُ يَمينًا
وشِمالاً ، فَوَاللهِ ما يوجَدُ العِلمُ
إلّا هاهُنا[42] .
42 ـ أبو بَصيرٍ : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍعليه
السّلام عَن شَهادَةِ وَلَدِ الزِّنا :
تَجوزُ ؟ فَقالَ : لا ، فَقُلتُ : إنَّ
الحَكَمَ بنَ عُتَيبَةَ يَزعُمُ أنَّها
تَجوزُ ، فَقالَ : اللّهُمَّ لا تَغفِر
ذَنبَهُ ، ما قالَ اللهُ لِلحَكَمِ :
إنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ ولِقَومِكَ [43]،
فَليَذهَبِ الحَكَمُ يَمينًا وشِمالاً ،
فَوَاللهِ لا يُؤخَذُ العِلمُ إلّا مِن
أهلِ بَيتٍ نَزَلَ عَلَيهِم جَبرَئيلُ
عليه السّلام [44].
43 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : يا
يونُسُ ، إذا أرَدتَ العِلمَ الصَّحيحَ
فَخُذ عَن أهلِ البَيتِ ، فَإِنّا
رُويناهُ ، واُوتينا شَرحَ الحِكمَةِ ،
وفَصلَ الخِطابِ ، إنَّ اللهَ اصطَفانا
وآتانا ما لَم يُؤتِ أحَدًا مِنَ
العالَمينَ[45] .
44 ـ عنه عليه السّلام ـ وعِندَهُ اُناسٌ
مِن أهلِ الكوفَةِ ـ : عَجَبًا لِلنّاسِ ،
إنَّهُم أخَذوا عِلمَهُم كُلَّهُ عَن
رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله
فَعَمِلوا بِهِ وَاهتَدَوا، ويَرَونَ
أنَّ أهلَ بَيتِهِ لَم يَأخُذوا عِلمَهُ !
ونَحنُ أهلُ بَيتِهِ وذُرِّيَّتُهُ، في
مَنازِلِنا نَزَلَ الوَحيُ ، ومِن
عِندِنا خَرَجَ العِلمُ إلَيهِم ،
أفَيَرَونَ أنَّهُم عَلِموا وَاهتَدَوا
وجَهِلنا نَحنُ وضَلَلنا ؟! إنَّ هذا
مُحالٌ[46] .
45 ـ الإمام الرضا عليه السّلام : إنَّ
الأَنبِياءَ وَالأَئِمَّةَ صَلَواتُ
اللهِ عَلَيهِم يُوَفِّقُهُمُ اللهُ
ويُؤتيهِم مِن مَخزونِ عِلمِهِ وحُكمِهِ
ما لا يُؤتيهِ غَيرَهُم، فَيَكونُ
عِلمُهُم فَوقَ عِلمِ أهلِ الزَّمانِ في
قَولِهِ تَعالى : أفَمَن يَهدي إلَى
الحَقِّ أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أمَّن لا
يَهِدِّي إلّا أن يُهدى فَما لَكُم كَيفَ
تَحكُمونَ [47] وقَولِهِ تَبارَكَ وتَعالى :
ومَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد اُوتِيَ
خَيرًا كَثيرًا[48] وقَولِهِ في طالوتَ :
إنَّ اللهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وزادَهُ
بَسطَةً فِي العِلمِ وَالجِسمِ وَاللهُ
يُؤتي مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ
عَليمٌ [49] [50] .
1 / 6
الرّاسِخونَ فِي العِلمِ
46 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : أينَ
الَّذينَ زَعَموا أنَّهُمُ الرّاسِخونَ
فِي العِلمِ دونَنا ، كَذِبًا وبَغيًا
عَلَينا أن رَفَعَنَا اللهُ ووَضَعَهُم ،
وأعطانا وحَرَمَهُم ، وأدخَلَنا
وأَخرَجَهُم ؟! بِنا يُستَعطَى الهُدى ،
ويُستَجلَى العَمى[51] .
47 ـ عنه عليه السّلام : فُرِضَ عَلَى
الاُمَّةِ طاعَةُ وُلاةِ أمرِهِ
القُوّامِ بِدينِهِ ، كَما فُرِضَ
عَلَيهِم طاعَةُ رَسولِ اللهِ صلّى الله
عليه و آله فَقالَ : أطيعُوا اللهَ
وأطيعُوا الرَّسولَ واُولِي الأَمرِ
مِنكُم [52]. ثُمَّ بَيَّنَ مَحَلَّ وُلاةِ
أمرِهِ مِن أهلِ العِلمِ بِتَأويلِ
كِتابِهِ فَقالَ عَزَّوجَلَّ : ولَو
رَدّوهُ إلَى الرَّسولِ وإلى اُولِي
الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ
يَستَنبِطونَهُ مِنهُم [53] . وعَجَزَ كُلُّ
أحَدٍ مِنَ النّاسِ عَن مَعرِفَةِ
تَأويلِ كِتابِهِ غَيرَهُم ، لِأَنَّهُم
هُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ ،
المَأمونونَ عَلى تَأويلِ التَّنزيلِ ،
قالَ اللهُ تَعالى : وما يَعلَمُ
تَأويلَهُ إلَّا اللهُ وَالرّاسِخونَ فِي
العِلمِ [54] [55] .
48 ـ بُرَيدُ بنُ مُعاوِيَةَ : قُلتُ لِأَبي
جَعفَرٍعليه السّلام قَولُ اللهِ : وما
يَعلَمُ تَأويلَهُ إلَّا اللهُ
والرّاسِخونَ فِي العِلمِ قالَ : يَعني [لا
يَعلَمُ] تَأويلَ القُرآنِ كُلَّهُ إلَّا
اللهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ ،
فَرَسولُ اللهِ أفضَلُ الرّاسِخينَ ، قَد
عَلَّمَهُ اللهُ جَميعَ ما أنزَلَ
عَلَيهِ مِنَ التَّنزيلِ وَالتَّأويلِ ،
وما كانَ اللهُ مُنزِلاً عَلَيهِ شَيئًا
لَم يُعَلِّمهُ تَأويلَهُ ، وأوصِياؤُهُ
مِن بَعدِهِ يَعلَمونَهُ كُلَّهُ ،
فَقالَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ : ما نَقولُ
إذا لَم نَعلَم تَأويلَهُ ؟ فَأَجابَهُمُ
اللهُ : يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن
عِندِ رَبِّنا . وَالقُرآنُ لَهُ خاصٌّ
وعامٌّ ، وناسِخٌ ومَنسوخٌ ، ومُحكَمٌ
ومُتَشابِهٌ ، فَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ
يَعلَمونَهُ[56] .
49 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : نَحنُ
الرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، ونَحنُ
نَعلَمُ تَأويلَهُ[57] .
50 ـ عنه عليه السّلام : الرّاسِخونَ فِي
العِلمِ : أميرُ المُؤمِنينَ
وَالأَئِمَّةُ عليهم السّلام مِن
بَعدِهِ[58] .
1 / 7
مَعدِنُ العِلمِ
51 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : نَحنُ
أهلَ البَيتِ مَفاتيحُ الرَّحمَةِ ،
ومَوضِعُ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ
المَلائِكَةِ ، وَمعدِنُ العِلمِ[59] .
52 ـ حُمَيدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ يَزيدَ
المَدَنِيُّ أنَّهُ ذَكَرَ عِندَ
النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله قَضاءً
قَضى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ،
فَأَعجَبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و
آله فَقالَ : الحَمدُ ِللهِ الَّذي جَعَلَ
فينَا الحِكمَةَ أهلَ البَيتِ[60] .
53 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : نَحنُ
شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، ومَحَطُّ
الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ،
ومَعادِنُ العِلمِ ، ويَنابيعُ الحُكمِ ،
ناصِرُنا ومُحِبُّنا يَنتَظِرُ
الرَّحمَةَ ، وعَدُوُّنا ومُبغِضُنا
يَنتَظِرُ السَّطوَةَ[61] .
54 ـ عنه عليه السّلام ـ وقَد خَطَبَ
النَّاسَ بِالمَدينَةِ ـ : أما وَالَّذي
فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ،
لَوِ اقتَبَستُمُ العِلمَ مِن مَعدِنِهِ
، وشَرِبتُمُ الماءَ بِعُذوبَتِهِ ،
وَادَّخَرتُمُ الخَيرَ مِن مَوضِعِهِ ،
وأخَذتُمُ الطَّريقَ من واضِحِهِ ،
وسَلَكتُم مِنَ الحَقِّ نَهجَهُ ،
لَنَهَجَت بِكُمُ السُّبُلُ ، وبَدَت
لَكُمُ الأَعلامُ ، وأضاءَ لَكُمُ
الإِسلامُ[62] .
55 ـ الإمام الحسين عليه السّلام : ما نَدري
ما تَنقِمُ الناسُ مِنّا ! إنّا لَبَيتُ
الرَّحمَةِ ، وشَجَرَةُ النُّبُوَّةِ،
ومَعدِنُ العِلمِ[63] .
56 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام : ما
يَنقِمُ النّاسُ مِنّا ؟! فَنَحنُ وَاللهِ
شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وبَيتُ
الرَّحمَةِ ، ومَعدِنُ العِلمِ ،
ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ[64].
57 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إنَّ
العِلمَ بِكِتابِ اللهِ عَزَّوجَلَّ
وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه و آله
لَيَنبُتُ في قَلبِ مَهدِيِّنا كما
يَنبُتُ الزَّرعُ عَلى أحسَنِ نَباتِهِ ،
فَمَن بَقِيَ مِنكُم حَتّى يَراهُ
فَليَقُل حينَ يَراهُ : السَّلامُ
عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ الرَّحمَةِ
وَالنُّبُوَّةِ ، ومَعدِنَ العِلمِ ،
ومَوضِعَ الرِّسالَةِ[65] .
58 ـ عنه عليه السّلام : شَجَرَةٌ أصلُها
رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ،
وفَرعُها أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه
السّلام ، وأغصانُها فاطِمَةُ بِنتُ
مُحَمَّدٍعليها السّلام ، وثَمَرَتُهَا
الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السّلام ،
فَإِنَّها شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ،
ونَبتُ[66] الرَّحمَةِ ، ومِفتاحُ
الحِكمَةِ ، ومَعدِنُ العِلمِ ، ومَوضِعُ
الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ،
وموضِعُ سِرِّ اللهِ ووَديعَتِهِ ،
وَالأَمانَةُ الَّتي عُرِضَت عَلَى
السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وحَرَمُ اللهِ
الأَكبَرُ ، وبَيتُ اللهِ العَتيقُ
وحَرَمُهُ[67] .
59 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : كانَ
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السّلام
إذا زالَتِ الشَّمسُ صَلّى ، ثُمَّ دَعا ،
ثُمَّ صَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله
عليه و آله : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، شَجَرَةِ
النُّبُوَّةِ ، ومَوضِعِ الرِّسالَةِ ،
ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ ، ومَعدِنِ
العِلمِ ، وأهلِ بَيتِ الوَحيِ[68] .
1 / 8
عَيشُ العِلمِ
60 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ مِن
خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فيها آلَ
مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله ـ : هُم
عَيشُ العِلمِ ، ومَوتُ الجَهلِ ،
يُخبِرُكُم حِلمُهُم عَن عِلمِهِم ،
وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم ، وصَمتُهُم
عَن حُكمِ مَنطِقِهِم ، لا يُخالِفونَ
الحَقَّ ولا يَختَلِفونَ فيهِ[69] .
61 ـ عنه عليه السّلام : وَاعلَموا أنَّكُم
لَن تَعرِفُوا الرُّشدَ حَتّى تَعرِفُوا
الَّذي تَرَكَهُ ، ولَن تَأخُذوا
بِميثاقِ الكِتابِ حَتّى تَعرِفُوا
الَّذي نَقَضَهُ ، ولَن تَمَسَّكوا بِهِ
حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَبَذَهُ،
فَالَتمِسوا ذلِكَ مِن عِندِ أهلِهِ ،
فَإِنَّهُم عَيشُ العِلمِ ومَوتُ الجَهلِ
، هُمُ الَّذينَ يُخبِرُكُم حُكمُهُم عَن
عِلمِهِم ، وصَمتُهُم عَن مَنطِقِهِم ،
وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم ، لا
يُخالِفونَ الدّينَ ولا يَختَلِفونَ فيهِ
، فَهُوَ بَينَهُم شاهِدٌ صادِقٌ ،
وصامِتٌ ناطِقٌ[70] .
(1)
الكافي : 1 / 193 / 4 ، وذكره أيضًا في : 209 / 4 ،
بصائر الدرجات : 105 / 12 كلّها عن أبي حمزة
الثماليّ عن الإمام الباقر عليه السّلام .
(2) الكافي : 1 / 192 / 2 عن سورة بن كليب .
(3) الكافي : 1 / 192 / 3 عن سدير ، وذكره أيضًا في
: 1 / 269 / 6 وفيه «أمر» بدل «وحي» ، إعلام
الورى : 277 كلاهما عن سدير عن الإمام الصادق
عليه السّلام .
(4) التوحيد : 138 / 14 عن ابن سنان عن الإمام
الصادق عليه السّلام ، بصائر الدرجات : 111 /
12 عن حنان الكنديّ عن أبيه ، وذكره أيضًا
في : 109 / 1 عن حنان بن سدير .
(5) تفسير فرات الكوفيّ : 107 / 101 عن إبراهيم .
(6) أمالي الصدوق : 252 / 15 ، بشارة المصطفى : 54
كلاهما عن أبي بصير ، روضة الواعظين : 299
مرسلاً ، وراجع بصائر الدرجات : 103 باب 19 في
الأئمّة أنّهم خزّان الله على علمه .
(7) معاني الأخبار : 35 / 5 ، ينابيع المودّة : 3
/ 359 / 1 كلاهما عن ثابت الثماليّ .
(8) الكافي : 1 / 192 / 1 ، بصائر الدرجات : 61 / 3 ،
وذكره أيضًا في : 105 / 8 كلّها عن عبد الرحمن
بن كثير .
(9) بصائر الدرجات : 62 / 7 عن عبّاد بن سليمان
عن أبيه .
(10) البحار : 51 / 149 / 24 نقلاً عن كتاب مقتضب
الأثر .
(11) الاحتجاج : 2 / 106 ، الملهوف : 195 ، مثير
الأحزان : 87 من دون «ووعاء فهمه ... لعباده» .
(12) الكافي : 1 / 224 / 2 عن عبد الرحمن بن كثير
عن الإمام الباقر عليه السّلام ، بصائر
الدرجات : 121 / 1 عن عبدالرحمن بن بكير
الهجريّ عن الإمام الباقر عليه السّلام ،
أعلام الدين : 464 عن عبد الله بن بكير عن
الإمام الباقر عليه السّلام ، وفيهما
«مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين» .
(13) الإرشاد: 1 / 232 ، تفسير العيّاشيّ: 1 / 102 /
300 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن
آبائه عليهم السّلام ، تفسير القمّيّ : 1 /
367 عن ابن اُذينة عن الإمام الصادق عليه
السّلام من دون «فأين ...» ، وذكره أيضًا في
: 1 / 4 .
(14) الخصال : 651 / 49 عن ذريح المحاربيّ .
(15) الكافي : 1 / 222 / 2 عن زرارة والفضيل ، كمال
الدين : 223 / 14 عن الفضيل بن يسار عن الإمام
الصادق والإمام الباقر عليهما السّلام
نحوه وفيه «والعلم يتوارث وكلّ شي ء من
العلم وآثار الرسل والأنبياء لم يكن من
أهل هذا البيت فهو باطل وأنّ عليًّا عليه
السّلام عالم ...» .
(16) تفسير فرات الكوفيّ : 337 / 460 عن الفضل بن
يوسف القصبانيّ معنعنًا .
(17) الكافي : 1 / 470 / 3 ، رجال الكشّيّ : 1 / 408 / 298
نحوه ، بصائر الدرجات : 269 / 1 وفيه «قال أبو
بصير : دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر
عليهما السّلام وقلت لهما : أنتما ...» ،
دلائل الإمامة : 226 / 153 وفيه «على ماعلموا
وفعلوا؟»، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 184 ،
الخرائج والجرائح : 2 / 711 / 8 ، الفصول
المهمّة : 215 نحوه .
(18) الكافي: 1/221/1، وذكره أيضًا في : 379 /3، علل
الشرائع: 591 / 40، بصائرالدرجات: 118 / 2،
الإمامة والتبصرة: 225 / 75 كلّها عن محمّدبن
مسلم، كمال الدين : 223 / 13 عن محمّدبن مسلم
عن الإمام الباقر عليه السّلام نحوه .
(19) الكافي : 1 / 223 / 8 ، كمال الدين : 224 / 19 ،
بصائر الدرجات : 116 / 9 كلّها عن الحارث بن
المغيرة .
(20) مختصر بصائر الدرجات : 63 عن عبد الغفّار
الجازيّ .
(21) الكافي : 1 / 225 / 4 ، بصائر الدرجات : 135 / 1 .
(22) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع : ص 156 / 169 من
كتابنا هذا .
(23) الإرشاد : 2 / 167 ، الخرائج والجرائح : 2 / 893
، روضة الواعظين : 226 .
(24) إعلام الورى : 294 ، الاختصاص : 281 نحوه
كلاهما عن الفضيل بن يسار .
(25) أمالي المفيد : 42 / 10 ، حلية الأبرار : 2 / 95
.
(26) الكافي : 1 / 53 / 14 عن حمّاد بن عثمان وغيره
، روضة الواعظين : 233 وفيه «حديث جدّي حديث
أميرالمؤمنين» .
(27) أمالي المفيد : 60 / 4 عن محمّد بن شريح .
(28) الكافي : 3 / 94 / 1 .
(29) رجال الكشّيّ : 2 / 490 / 401 عن يونس بن عبد
الرحمن .
(30) الكافي : 1 / 294 / 3 عن عبد الحميد بن أبي
الديلم عن الإمام الصادق عليه السّلام ،
وراجع تفسير العيّاشيّ : 1 / 250 / 169 عن أبي
بصير عن الإمام الباقر عليه السّلام .
(31) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 204 / 1
، الاحتجاج : 2 / 436 / 308 ، وراجع ص 564 / 841 من
كتابنا هذا .
(32) تفسير القمّيّ : 1 / 4 ، إثبات الهداة : 1 /
631 / 724 نقلاً عن تفسير القمّيّ .
(33) كمال الدين : 253 / 3 .
(34) الطبقات الكبرى : 6 / 240 .
(35) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 307
/ 515 .
(36) الكافي : 1 / 399 / 3 ، بصائر الدرجات : 10 / 4
كلاهما عن أبي مريم .
(37) البقرة : 8 .
(38) بصائر الدرجات : 9 / 2 ، الكافي : 1 / 399 / 4
مضمرًا .
(39) الكافي : 1 / 399 / 1 ، بصائر الدرجات : 519 / 2
نحوه، المحاسن : 1 / 243 / 448 ، أمالي المفيد : 96
/ 6 كلّها عن محمّد بن مسلم .
(40) الكافي : 1 / 399 / 2 .
(41) مختصر بصائر الدرجات : 62 ، بصائر
الدرجات : 511 / 21 كلاهما عن فضيل بن يسار .
(42) الكافي : 1 / 51 / 15 ، الاحتجاج : 2 / 193 / 212 .
(43) الزخرف : 44 .
(44) الكافي : 1 / 400 / 5 .
(45) البحار : 26 / 158 / 5 نقلاً عن كتاب المحتضر
، الصراط المستقيم : 2 / 157 نحوه ، إثبات
الهداة : 1 / 602 كلّها عن يونس بن ظبيان .
(46) الكافي : 1 / 398 / 1 ، أمالي المفيد : 122 / 6 ،
بصائر الدرجات : 12 / 3 كلّها عن يحيى بن
عبدالله .
(47) يونس : 35 .
(48) البقرة : 269 .
(49) البقرة : 247 .
(50) الكافي : 1 / 202 / 1 ، كمال الدين : 680 / 31 ،
أمالي الصدوق : 540 / 1 ، عيون أخبار الرضا
عليه السّلام : 1 / 221 / 1 ، معاني الأخبار : 100 /
2 ، تحف العقول : 441 ، الاحتجاج : 2 / 445 / 310
كلّها عن عبد العزيز بن مسلم .
(51) نهج البلاغة : الخطبة 144 ، المناقب لابن
شهرآشوب : 1 / 285 ، غررالحكم : 2826 وفيهما
«العَمى لا بهم» .
(52) النساء : 59 .
(53) النساء : 83 .
(54) آل عمران : 7 .
(55) البحار : 69 / 79 / 29 نقلاً عن تفسير
النعمانيّ .
(56) تفسير العيّاشيّ : 1 / 164 / 6 ، وراجع
الكافي : 1 / 213 / 2 ، تأويل الآيات الظاهرة : 107
، بصائر الدرجات : 204 / 8 ، و : 203 / 4 ، تفسير
القمّيّ : 1 / 96 ، مجمع البيان : 2 / 701 .
(57) الكافي : 1 / 213 / 1 ، بصائر الدرجات : 204 / 5 ،
وذكره أيضًا في : 204 / 7 عن الإمام الباقر
عليه السّلام ، تفسير العيّاشيّ : 1 / 164 / 8 ،
تأويل الآيات الظاهرة : 106 كلّها عن أبي
بصير .
(58) الكافي : 1 / 213 / 3 عن عبد الرحمن بن كثير .
(59) فرائد السمطين : 1 / 44 / 9 عن ابن عبّاس .
(60) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 654 / 1113 ،
شرح الأخبار : 2 / 309 / 631 .
(61) نهج البلاغة : الخطبة 109 ، غرر الحكم : 10005
.
(62) الكافي : 8 / 32 / 5 عن أبي الهيثم بن
التيّهان .
(63) نزهة الناظر : 85 / 21 .
(64) الكافي : 1 / 221 / 1 عن أبي الجارود .
(65) كمال الدين : 653 / 18 عن جابر ، البحار : 52 /
317 / 16 نقلاً عن العدد القوية .
(66) في بعض نسخ المصدر : «وبيت الرحمة» .
(67) اليقين : 318 ، تفسير فرات الكوفيّ : 395 / 527
وفيه «بيت» بدل «نبت» و «ذمّته» بدل
«حرمه» وكلاهما عن زياد بن المنذر .
(68) جمال الاُسبوع : 250 ، مصباح المتهجّد : 361
.
ولكثرة الأحاديث في هذا المضمار راجع
إحقاق الحقّ : 10 / 409 دعاء النبيّ صلّى الله
عليه و آله لعليّ وفاطمة عليهما السّلام
ليلة العرس ، وفيه «جعل نسلهما مفاتيح
الرحمة ومعادن الحكمة» ، إقبال الأعمال : 3
/ 299 في دعاء الإمام الكاظم عليه السّلام
وفيه «الأئمّة ينابيع الحكمة»، الكافي:
1/203/2 عن الإمام الصادق عليه السّلام وفيه
«إنّ الله ـ عزّوجلّ ـ ... فتح بهم عن باطن
ينابيع علمه» ، البحار : 102 / 189 عن الإمام
الرضا عليه السّلام وفيه «وأودع قلوبهم
ينابيع الحكمة» .
(69) نهج البلاغة : الخطبة 239 ، وراجع تحف
العقول : 227 .
(70) نهج البلاغة : الخطبة 147 ، الكافي : 8 / 390 /
586 نحوه عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه
عن أبيه .
|