2 / 1
عَلامَةُ طيبِ الوِلادَةِ
1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في
صِفَةِ عَلِيٍّ عليه السّلام ـ : يا
أيُّهَا النّاسُ ، امتَحِنوا أولادَكُم
بِحُبِّهِ ، فَإِنَّ عَلِيًّا لا يَدعو
إلى ضَلالَةٍ ولا يُبعِدُ عَن هُدًى ،
فَمَن أحَبَّهُ فَهُوَ مِنكُم ، ومَن
أبغَضَهُ فَلَيسَ مِنكُم[1] .
2 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : قالَ
النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله : يا أبا
ذَرٍّ ، مَن أحَبَّنا أهلَ البَيتِ
فَليَحمَدِ اللهَ عَلى أوَّلِ النِّعَمِ .
قالَ : يا رَسولَ اللهِ ، وما أوَّلُ
النِّعَمِ ؟ قالَ : طيبُ الوِلادَةِ ،
إنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مَن طابَ
مَولِدُهُ[2] .
3 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : يا
عَلِيُّ ، مَن أحَبَّني وأحَبَّكَ
وأحَبَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِكَ
فَليَحمَدِ اللهَ عَلى طيبِ مَولِدِهِ ،
فَإِنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مَن طابَت
وِلادَتُهُ ، ولا يُبغِضُنا إلّا مَن
خَبُثَت وِلادَتُهُ[3] .
4 ـ عنه صلّى الله عليه و آله ـ لِعَلِيٍّ
عليه السّلام ـ : لا يُبغِضُكَ مِنَ
العَرَبِ إلّا دَعِيٌّ[4] .
5 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : لا
يُحِبُّني كافِرٌ ولا وَلَدُ زِنًا[5] .
6 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : مَن
أصبَحَ يَجِدُ بَردَ حُبِّنا عَلى
قَلبِهِ فَليَحمَدِ اللهَ عَلى بادِئِ
النِّعَمِ . قيلَ : وما بادِئُ النِّعَمِ ؟
فَقالَ : طيبُ المَولِدِ[6] .
7 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : مَن
وَجَدَ بَردَ حُبِّنا عَلى قَلبِهِ
فَليُكثِرِ الدُّعاءَ لِاُمِّهِ ،
فَإِنَّها لَم تَخُن أباهُ[7] .
8 ـ اِبنُ بُكَيرٍ عَنِ الإِمامِ
الصّادِقِ عليه السّلام : مَن كانَ
يُحِبُّنا وهُوَ في مَوضِعٍ لا يَشينُهُ
فَهُوَ مِن خالِصِ اللهِ تَبارَكَ
وتَعالى . قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، ومَا
المَوضِعُ الَّذي لا يَشينُهُ؟ قالَ: لا
يُرمى في مَولِدِهِ. ـ وفي خبر آخر: لَم
يُجعَل وَلَدَ زِنًا ـ[8].(؟)
9 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : وَاللهِ
لا يُحِبُّنا مِنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ
إلّا أهلُ البُيوتاتِ وَالشَّرَفِ
وَالمَعدِنِ ، ولا يُبغِضُنا مِن هؤُلاءِ
وهؤُلاءِ إلّا كُلُّ دَنَسٍ مُلصَقٍ[9] .
10 ـ عَبادَةُ بنُ الصّامِتِ : كُنّا
نَبورُ[10] أولادَنا بِحُبِّ عَلِيِّ بنِ
أبي طالِبٍ عليه السّلام فَإِذا رَأَينا
أحَداً لا يُحِبُّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ
عَلِمنا أنَّهُ لَيسَ مِنّا وأنَّهُ
لِغَيرِ رَشدَةٍ[11] [12] .
11 ـ مَحبوبُ بنُ أبِي الزِّنادِ : قالَتِ
الأَنصارُ : إن كُنّا لَنَعرِفُ الرَّجُلَ
لِغَيرِ أبيهِ بِبُغضِهِ عَلِيَّ بنَ أبي
طالِبٍ[13] .
أقول : ذَكَرَ عيسَى بنُ أبي دُلَفُ أنَّ
أخاهُ دُلَفَ ـ وبِهِ كانَ يُكَنّى أبوهُ
أبا دُلَفَ ـ كانَ يَنتَقِصُ عَلِيَّ بنَ
أبي طالِبٍ ، ويَضَعُ مِنهُ ومِن شيعَتِهِ
، ويَنسِبُهُم إلَى الجَهلِ ، وأنَّهُ
قالَ يَومًا ـ وهُوَ في مَجلِسِ أبيهِ ،
ولَم يَكُن أبوهُ حاضِرًا ـ : إنَّهُم
يَزعُمونَ أن لا يَنتَقِصَ عَلِيًّا
أحَدٌ إلّا كانَ لِغَيرِ رَشدَةٍ ، وأنتُم
تَعلَمونَ غَيرَةَ الأَميرِ ـ يَعني
أباهُ ـ وأنَّهُ لا يَتَهَيَّأُ الطَّعنُ
عَلى أحَدٍ مِن حَرَمِهِ ، وأنَا اُبغِضُ
عَلِيّاً ! قالَ : فَما كانَ بأَوشَكَ مِن
أن خَرَجَ أبو دُلَفَ ، فَلَمّا رَأيناهُ
قُمنا لَهُ ، فَقالَ : قَد سَمِعتُ ما
قالَهُ دُلَفُ ، وَالحَديثُ لا يَكذِبُ ،
وَالخَبَرُ الوارِدُ في هذَا المَعنى لا
يَختَلِفُ ، هُوَ وَاللهِ لِزَنيَةٍ
وحَيضَةٍ، وذلِكَ أنّي كُنتُ عَليلاً
فَبَعَثَت إلَيَّ اُختي جارِيَةً لَها
كُنتُ بِها مُعجَباً ، فَلَم أتَمالَك أن
وَقَعتُ عَلَيها وكانَت حائِضًا
فَعَلِقَت بِهِ ، فَلَمّا ظَهَرَ حَملُها
وَهَبَتها لي .
فَبَلَغَ مِن عَداوَةِ دُلَفَ هذا
لِأَبيهِ ونَصبِهِ ومُخالَفَتِهِ لَهُ ـ
لِأَنَّ الغالِبَ عَلى أبيهِ
التَّشَيُّعُ وَالمَيلُ إلى عَلِيٍّ ـ أن
شَنَّعَ عَلَيهِ بَعدَ وَفاتِهِ[14] .
2 / 2
علامة طَهارَةُ القَلبِ
12 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : لا
يُحِبُّنا عَبدٌ ويَتَوَلّانا حَتّى
يُطَهِّرَ اللهُ قَلبَهُ ، ولا يُطَهِّرُ
اللهُ قَلبَ عَبدٍ حَتّى يُسَلِّمَ لَنا
ويَكونَ سَلَمًا لَنا ، فَإِذا كانَ
سَلَمًا لَنا سَلَّمَهُ اللهُ مِن شَديدِ
الحِسابِ ، وآمَنَهُ مِن فَزَعِ يَومِ
القِيامَةِ الأَكبَرِ[15] .
13 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : لا
يُحِبُّنا عَبدٌ إلّا كانَ مَعَنا يَومَ
القِيامَةِ ، فَاستَظَلَّ بِظِلِّنا
ورافَقَنا في مَنازِلِنا . وَاللهِ
وَاللهِ ، لا يُحِبُّنا عَبدٌ حَتّى
يُطَهِّرَ اللهُ قَلبَهُ ، ولا يُطَهِّرُ
قَلبَهُ حَتّى يُسَلِّمَ لَنا ، وإذا
سَلَّمَ لَنا سَلَّمَهُ اللهُ مِن سوءِ
الحِسابِ يَومَ القِيامَةِ ، وأمِنَ مِنَ
الفَزَعِ الأَكبَرِ . إنَّمَا يَغتَبِطُ
أهلُ هذَا الأَمرِ إذَا انتَهَت نَفسُ
أحَدِهِم إلى هذِهِ ـ وأومَأَ بِيَدِهِ
إلى حَلقِهِ ـ[16] .
2 / 3
شَرطُ التَّوحيدِ
14 ـ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَنصارِيُّ :
جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلّى
الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ،
هَل لِلجَنَّةِ مِن ثَمَنٍ ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ : ما ثَمَنُها ؟ قالَ : لا إلهَ إلَّا
اللهُ ، يَقولُهَا العَبدُ الصّالِحُ
مُخلِصًا بِها . قالَ : وما إخلاصُها ؟ قالَ
: العَمَلُ بِما بُعِثتُ بِهِ في حَقِّهِ ،
وحُبُّ أهلِ بَيتي . قالَ : وحُبُّ أهلِ
بَيتِكَ لَمِن حَقِّها ؟ قالَ : أجَل ،
إنَّ حُبَّهُم لَأَعظَمُ حَقِّها[17] .
15 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّ لـِ
«لا إلهَ إلَّا اللهُ» شُروطًا ، وإنّي
وذُرِّيَّتي مِن شُروطِها[18] .
16 ـ إسحاقُ بنُ راهَوَيهِ : لَمّا وافى
أبُو الحَسَنِ الرِّضاعليه السّلام
بِنيسابورَ وأرادَ أن يَخرُجَ مِنها إلَى
المَأمونِ اجتَمَعَ إلَيهِ أصحابُ
الحَديثِ ، فَقالوا لَهُ : يَابنَ رَسولِ
اللهِ ، تَرحَلُ عَنّا ولا
تُحَدِّثُنابِحَديثٍ فَنَستَفيدَهُ
مِنكَ ؟! وكانَ قَد قَعَدَ فِي
العُمارِيةِ ، فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ :
سَمِعتُ أبي موسَى بنَ جَعفَرٍ يَقولُ :
سَمِعتُ أبي جَعفَرَ ابنَ مُحَمَّدٍ
يَقولُ : سَمِعتُ أبي مُحَمَّدَ بنَ
عَلِيٍّ يَقولُ : سَمِعتُ أبي عَلِيَّ بنَ
الحُسَينِ يَقولُ : سَمِعتُ أبِيَ
الحُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ
يَقولُ : سَمِعتُ أبي أميرَ المُؤمِنينَ
عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ يَقولُ : سَمِعتُ
رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ
: سَمِعتُ جَبرَئيلَ يَقولُ : سَمِعتُ
اللهَ جَلَّ جَلالُهُ يَقولُ : لا إلهَ
إلَّا اللهُ حِصني ، فَمَن دَخَلَ حِصني
أمِنَ مِن عَذابي . قالَ : فَلَمّا مَرَّتِ
الرّاحِلَةُ نادانا : بِشُروطِها ، وأنَا
مِن شُروطِها[19] .
2 / 4
آيَةُ الإِيمانِ
17 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله :
عاهَدَني رَبّي أن لا يَقبَلَ إيمانَ
عَبدٍ إلّا بِمَحَبَّةِ أهلِ بَيتي[20] .
18 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : لا يُؤمِنُ
عَبدٌ حَتّى أكونَ أحَبَّ إلَيهِ مِن
نَفسِهِ ، و(أهلي) أحَبَّ إلَيهِ مِن
أهلِهِ ، وعِترَتي أحَبَّ إلَيهِ مِن
عِترَتِهِ ، وذاتي أحَبَّ إلَيهِ مِن
ذاتِهِ[21] .
19 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : لا يَتِمُّ
الإِيمانُ إلّا بِمَحَبَّتِنا أهلَ
البَيتِ[22] .
20 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : أما إنَّهُ
لَيسَ عَبدٌ مِن عِبادِ اللهِ مِمَّنِ
امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ لِلإِيمانِ إلّا
وهُوَ يَجِدُ مَوَدَّتَنا عَلى قَلبِهِ ،
فَهُوَ يُحِبُّنا . ولَيسَ عَبدٌ مِن
عِبادِ اللهِ مِمَّن سَخَطَ اللهُ
عَلَيهِ إلّا وهُوَ يَجِدُ بُغضَنا عَلى
قَلبِهِ ، فَهُوَ يُبغِضُنا . فَأَصبَحَ
مُحِبُّنا يَنتَظِرُ الرَّحمَةَ ،
وكَأَنَّ أبوابَ الرَّحمَةِ قَد فُتِحَت
لَهُ . وأصبَحَ مُبغِضُنا عَلى شَفا
جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ
جَهَنَّمَ ، فَهَنيئًا لِأَهلِ
الرَّحَمةِ رَحمَتُهُم ، وتَعسًا لِأَهلِ
النّارِ مَثواهُم[23] .
21 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : مَن
أبغَضَ عَلِيًّا فَقَد أبغَضَني ، ومَن
أبغَضَني فَقَد أبغَضَ اللهَ ، لا
يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ ، ولا يُبغِضُكَ
إلّا كافِرٌ أو مُنافِقٌ[24] .
22 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : عَهِدَ
إلَيَّ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله
أن لا يُحِبَّني إلّا مُؤمِنٌ ، ولا
يُبغِضَني إلّا مُنافِقٌ[25] .
23 ـ اُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعتُ رَسولَ اللهِ
صلّى الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيٍّ
عليه السّلام : لا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ ، ولا
يُحِبُّكَ مُنافِقٌ[26] .
24 ـ أبو ذَرٍّ : سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى
الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيٍّ عليه
السّلام : إنَّ اللهَ أخَذَ مِيثاقَ
المُؤمِنينَ عَلى حُبِّكَ ، وأخَذَ
ميثاقَ المُنافِقينَ عَلى بُغضِكَ . ولَو
ضَرَبتَ خَيشومَ المُؤمِنِ ما أبغَضَكَ ،
ولَو نَثَرتَ الدَّنانيرَ عَلَى
المُنافِقِ ما أحَبَّكَ . يا عَلِيُّ ، لا
يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ ، ولا يُبغِضُكَ
إلّا مُنافِقٌ[27] .
25 ـ الإمام عليّ عليه السّلام : لَو
ضَرَبتُ خَيشومَ المُؤمِنِ بِسَيفي هذا
عَلى أن يُبغِضَني ما أبغَضَني ، ولَو
صَبَبتُ الدُّنيا بِجَمّاتِها عَلَى
المُنافِقِ عَلى أن يُحِبَّني ما
أحَبَّني ، وذلِكَ أنَّهُ قُضِيَ
فَانقَضى عَلى لِسانِ النَّبِيِّ
الاُمِّيِّ صلّى الله عليه و آله أنَّهُ
قالَ : يا عَلِيُّ ، لا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ
، ولا يُحِبُّكَ مُنافِقٌ[28] .
26 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : حُبُّنا
إيمانٌ ، وبُغضُنا كُفرٌ[29] .
27 ـ عنه عليه السّلام : وَاعلَم ـ يا أبَا
الوَردِ ويا جابِرُ ـ أنَّكُما لَم
تُفَتِّشا مُؤمِنًا إلى أن تَقومَ
السّاعَةُ عَن ذاتِ نَفسِهِ إلّا عَن
حُبِّ أميرِالمُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي
طالِبٍ عليه السّلام . وأنَّكُما لَم
تُفَتِّشا كافِرًا إلى أن تَقومَ
السّاعَةُ عَن ذاتِ نَفسِهِ إلّا
وَجَدتُماهُ يُبغِضُ أميرَ المُؤمِنينَ
عَلِيًّا ، وذلِكَ أنَّ اللهَ تَعالى قَضى
عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و
آله لِعَلِيٍّ عليه السّلام : إنَّهُ لا
يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ ، ولا يُحِبُّكَ
كافِرٌ أو مُنافِقٌ وقَد خابَ مَن حَمَلَ
ظُلمًا[30] ، ولكِن أحِبّونا حُبَّ قَصدٍ
تَرشُدوا وتُفلِحوا ، أحِبّونا مَحَبَّةَ
الإِسلامِ[31] .
28 ـ عنه عليه السّلام : مَن أرادَ أن
يَعلَمَ أنَّهُ مِن أهلِ الجَنَّةِ
فَيَعرِضُ حُبَّنا عَلى قَلبِهِ ، فَإِن
قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ[32] .
29 ـ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِشرٍ :
كُنتُ عِندَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ
جالِسًا إذ جاءَ راكِبٌ أناخَ بَعيرَهُ ،
ثُمَّ أقبَلَ حَتّى دَفَعَ إلَيهِ
كِتابًا ، فَلَمّا قَرَأَهُ قالَ : ما
يُريدُ مِنّا المُهَلَّبُ ؟! فَوَاللهِ ،
ما عِندَنا اليَومَ مِن دُنيا ، ولا لَنا
مِن سُلطانٍ . فَقالَ : جَعَلَنِي اللهُ
فِداكَ ، إنَّهُ مَن أرادَ الدُّنيا
وَالآخِرَةَ فَهُوَ عِندَكُم أهلَ
البَيتِ . قالَ : ما شاءَ اللهُ ، أما
إنَّهُ مَن أحَبَّنا فِي اللهِ نَفَعَهُ
اللهُ بِحُبِّنا ، ومَن أحَبَّنا لِغَيرِ
اللهِ فَإِنَّ اللهَ يَقضي فِي الاُمورِ
مايَشاءُ . إنَّما حُبُّنا أهلَ البَيتِ
شَي ءٌ يَكتُبُهُ اللهُ في قَلبِ العَبدِ
، فَمَن كَتَبَهُ اللهُ في قَلبِهِ لَم
يَستَطِع أحَدٌ (أن) يَمحُوَهُ ، أما
سَمِعتَ اللهَ يَقولُ : اُولئِكَ كَتَبَ
في قُلوبِهِمُ الإِيمانَ وأيَّدَهُم
بِروحٍ مِنهُ [33] ، فَحُبُّنا أهلَ البَيتِ
(مِن أصلِ) الإِيمانِ[34] .
2 / 5
أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ يَومَ
القِيامَةِ
30 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله :
أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ العَبدُ حُبُّنا
أهلَ البَيتِ[35] .
31 ـ عنه صلّى الله عليه و آله : لا تَزولُ
قَدَما عَبدٍ يَومَ القِيامَةِ حَتّى
يُسأَلَ عَن أربَعٍ : عَن عُمُرِهِ فيما
أفناهُ ، وعَن جَسَدِهِ فيما أبلاهُ ،
وعَن مالِهِ فيما أنفَقَهُ ومِن أينَ
كَسَبَهُ ، وعَن حُبِّنا أهلَ البَيتِ[36] .
32 ـ أبو بَرزَةَ : قالَ رَسولُ اللهِ صلّى
الله عليه و آله : لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ
حَتّى يُسأَلَ عَن أربَعَةٍ : عَن
جَسَدِهِ فيما أبلاهُ ، وعُمُرِهِ فيما
أفناهُ ، ومالِهِ مِن أينَ اكتَسَبَهُ
وفيما أنفَقَهُ ، وعَن حُبِّ أهلِ البَيتِ
. فَقيلَ : يا رَسولَ اللهِ ، فَما عَلامَةُ
حُبِّكُم ؟ فَضَرَبَ صلّى الله عليه و آله
بِيَدِهِ عَلى مَنكِبِ عَلِيٍّ[37] .
33 ـ حَنانُ بنُ سَديرٍ : حَدَّثَني أبي
قالَ : كُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍعليهما السّلام فَقَدَّمَ
إلَينا طَعامًا ما أكَلتُ طَعامًا
مِثلَهُ قَطُّ ، فَقالَ لي : يا سَديرُ ،
كَيفَ رَأَيتَ طَعامَنا هذا ؟
قُلتُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ
اللهِ ، ما أكَلتُ مِثلَهُ قَطُّ ، ولا
أظُنُّ آكُلُ أبَدًا مِثلَهُ . ثُمَّ إنَّ
عَيني تَغَرغَرَت فَبَكَيتُ ، فَقالَ : يا
سَديرُ ، ما يُبكيكَ ؟ قُلتُ : يَابنَ
رَسولِ اللهِ ، ذَكَرتُ آيَةً في كِتابِ
اللهِ تَعالى . قالَ : وما هِيَ ؟ قُلتُ :
قَولُ اللهِ في كِتابِهِ : ثُمَّ
لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ
[38] ، فَخِفتُ أن يَكونَ هذَا الطَّعامُ
(مِن النَّعيمِ) الَّذي يَسأَلُنَا اللهُ
عَنهُ . فَضَحِكَ حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ
، ثُمَّ قالَ : يا سَديرُ ، لا تُسأَلُ عَن
طَعامٍ طَيِّبٍ ، ولا ثَوبٍ لَيِّنٍ ، ولا
رائِحَةٍ طَيِّبَةٍ ، بل لَنا خُلِقَ
ولَهُ خُلِقنا ، ولنَعمَلَ فيهِ
بِالطّاعَةِ . قُلتُ لَهُ : بِأَبي أنتَ
واُمّي يَابنَ رَسولِ اللهِ ، فَمَا
النَّعيمُ ؟ قالَ : حُبُّ عَلِيٍّ
وعِترَتِهِ ، يَسأَلُهُمُ اللهُ يَومَ
القِيامَةِ : كَيفَ كانَ شُكرُكُم لي حينَ
أنعَمتُ عَلَيكُم بِحُبِّ عَلِيٍّ
وعِترَتِهِ ؟[39]
(1)
تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه
السّلام » : 2 / 225 / 730 .
(2) أمالي الطوسيّ : 455 / 1018 عن الحسين بن زيد
وعبد الله بن إبراهيم الجعفريّ عن الإمام
الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، وراجع
معاني الأخبار : 161 / 1 ، أمالي الصدوق : 383 / 12
، علل الشرائع : 141 / 1 ، المحاسن : 1 / 232 / 419
كلّها عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق
عن آبائه عليهم السّلام .
(3) أمالي الصدوق : 384 / 14 ، معاني الأخبار : 161
/ 3 ، بشارة المصطفى : 150 كلّها عن زيد بن
عليّ عن آبائه عليهم السّلام .
(4) المناقب للخوارزميّ : 323 / 330 عن ابن عبّاس
، وراجع فرائد السمطين : 1 / 135 / 97 ؛ الخصال :
577 / 1 ، علل الشرايع : 143 / 7 ، المناقب لابن
شهر آشوب : 2 / 267 .
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 110
عن أبي مريم الأنصاريّ ، وراجع شرح
الأخبار : 1 / 152 / 92 ، و ص 447 / 128 ، المناقب
لابن شهر آشوب : 3 / 208 .
(6) أمالي الصدوق : 384 / 13 ، علل الشرائع : 141 / 2
، معاني الأخبار : 161 / 2 كلّها عن أبي محمّد
الأنصاريّ عن غير واحد .
(7) معاني الأخبار : 161 / 4 ، بشارة المصطفى : 9
كلاهما عن المفضّل بن عمر .
(8) معاني الأخبار : 166 / 1 .
(9) الكافي : 8 / 316 / 497 عن ربعيّ ، الملصق ـ
بتشديد الصاد ويخفّف ـ : الدعيّ المتّهم في
نسبه ، والرجل المقيم في الحيّ وليس منهم ،
ووردت الأخبار المتواترة على أنّ حبّ أهل
البيت علامة طيب الولادة وبغضهم علامة
خبثها . (مرآة العقول : 26 / 420)
(10) باره يبوره أي: جرّبه واختبره (الصحاح : 2
/ 597) .
(11) يقال الرشدة بالفتح أو الكسر : إذا كان
لنكاح صحيح ، ضدًا لزنية . (راجع النهاية : 2
/ 225)
(12) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه
السّلام » : 2 / 224 / 727 ، وراجع النهاية : 1 / 161
، لسان العرب : 4 / 87 ، تاج العروس : 6 / 118 ،
مجمع البيان : 9 / 160 ، شرح الأخبار : 1 / 446 / 124
، رجال الكشّيّ : 1 / 241 ، المناقب لابن شهر
آشوب : 3 / 207 .
(13) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه
السّلام » : 2/224/729 و ح 728 ، فرائد السمطين :
1/365/293 ؛ المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 207 .
(14) مروج الذهب : 4 / 62 ؛ كشف اليقين : 476 / 573 .
(15) أمالي الطوسيّ : 583 / 1207 .
(16) غرر الحكم : 3479 .
(17) التوحيد : 25 / 23 ، أمالي الصدوق : 195 / 8 ،
عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 135 / 4 ،
معاني الأخبار : 371 / 1 ، ثواب الأعمال : 21 / 1 ،
بشارة المصطفى : 269 ، روضة الواعظين : 51 .
(18) إحقاق الحقّ : 9 / 454 نقلاً عن المناقب
المرتضويّة و خلاصة الأخبار .
(19) المعجم الأوسط : 6 / 59 / 5790 ، المعجم
الكبير : 7 / 75 / 6416 من دون «وعترتي أحبّ إليه
من عترته» ، الفردوس : 5 / 154 / 7796 ، أمالي
الصدوق : 274 / 9 ، علل الشرائع : 140 / 3 ، بشارة
المصطفى : 52 كلّها عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن أبيه ، روضة الواعظين : 298 مرسلاً .
(20) كفاية الأثر : 110 عن واثلة بن الأسقع .
(21) أمالي الطوسيّ : 34 / 34 ، أمالي المفيد : 270
/ 2 ، بشارة المصطفى : 48 ، كشف الغمّة : 1 / 140
كلّها عن الحارث الأعور .
(22) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه
السّلام » : 2 / 188 / 671 عن يعلى بن مرّة الثقفي
.
(23) سنن النسائيّ: 8/117 ، مسند ابن حنبل:
1/204/731، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/564/948 ،
كنزالفوائد : 2 / 83 ، الغارات : 2 / 520 ، تاريخ
بغداد : 2 / 255 و 14 / 426 كلّها عن زرّ بن حبيش ،
وفي : 8 / 417 عن عليّ بن ربيعة الوالبي وفي
بعضها «لا يحبّك» و «لا يبغضك» .
(24) مسند ابن حنبل : 10 / 176 / 26569 ، سنن
الترمذيّ : 5 / 635 / 3717 وفيه «لا يحبّ عليًّا
منافق ولا يبغضه مؤمن» ، البداية والنهاية
: 7 / 355 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ
عليه السّلام » : 2 / 208 / 99 ، وراجع : 1 / 247 / 313 ،
المحاسن : 1 / 248 / 465 ، أعلام الدين : 278 ،
عوالي اللآلي : 4 / 85 / 95 ، الاحتجاج : 1 / 149 ،
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 83 قال
: قد اتّفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب
فيها عند المحدّثين على أنّ النبيّ صلّى
الله عليه و آله قال : «لا يبغضك إلّا منافق
ولا يحبّك إلّا مؤمن» .
(25) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه
السّلام »: 2/204/695، الغارات: 2/520 عن حبّة
العرنيّ، من دون ذيله .
(26) نهج البلاغة : الحكمة 45 ، أمالي الطوسيّ
: 206 / 353 نحوه عن سويد بن غفلة ، روضة
الواعظين : 323 ، وراجع الكافي : 8 / 268 / 396 .
(27) الكافي : 1 / 188 / 12 ، المحاسن : 1 / 247 / 463
كلاهما عن محمّد بن الفضيل ، تفسير فرات
الكوفيّ : 428 / 566 عن زياد بن المنذر .
(28) طه : 111 .
(29) تفسير فرات الكوفيّ : 260 / 355 عن جابر بن
يزيد وأبي الورد .
(30) كامل الزيارات : 193 عن أبي بكر الحضرميّ .
(31) المجادلة : 22 .
(32) شواهد التنزيل : 2 / 330 / 971 ، وراجع تأويل
الآيات الظاهرة : 650 .
(33) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 62 / 258
عن الحسن بن عبدالله بن محمّدبن العبّاس
الرازيّ التميميّ عن الإمام الرضا عن
آبائه عليهم السّلام .
(34) المعجم الكبير : 11 / 84 / 11177 عن أبي برزة ،
المعجم الأوسط : 9 / 155 / 9406 ، المناقب لابن
المغازلي : 120 / 157 كلاهما عن ابن عبّاس ،
فرائد السمطين : 2 / 301 / 557 عن داود بن سليمان
عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام
أمالي الصدوق : 42 / 9 ، الخصال : 253 / 125 كلاهما
عن إسحاق بن موسى عن الإمام الكاظم عن
آبائه عليهم السّلام ، تحف العقول : 56
مرسلاً ، أمالي الطوسيّ : 593/1227 ، تنبيه
الخواطر : 2 / 75 كلاهما عن أبي بريدة
الأسلميّ ، جامع الأخبار : 499 / 1384 عن الإمام
الرضا عن آبائه عليهم السّلام ، روضة
الواعظين : 546 مرسلاً ، شرح الأخبار : 2 / 508 /
898 عن أبي سعيد الخدريّ ، وفي بعضها
«شبابه» بدل «جسده» .
(35) المعجم الأوسط : 2 / 348 / 2191 ، وراجع
المناقب للخوارزميّ : 77 / 59 .
(36) التكاثر : 8 .
(37) تفسير فرات الكوفيّ : 605 / 763 .
|