الفهرس

خَصائِصُ حُبِّهِم

 

2 / 1
عَلامَةُ طيبِ الوِلادَةِ
1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في صِفَةِ عَلِيٍّ عليه السّلام ـ : يا أيُّهَا النّاسُ ، امتَحِنوا أولادَكُم بِحُبِّهِ ، فَإِنَّ عَلِيًّا لا يَدعو إلى ضَلالَةٍ ولا يُبعِدُ عَن هُدًى ، فَمَن أحَبَّهُ فَهُوَ مِنكُم ، ومَن أبغَضَهُ فَلَيسَ مِنكُم[1] .

2 ـ الإمام عليّ عليه السّلام :
قالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله : يا أبا ذَرٍّ ، مَن أحَبَّنا أهلَ البَيتِ فَليَحمَدِ اللهَ عَلى أوَّلِ النِّعَمِ . قالَ : يا رَسولَ اللهِ ، وما أوَّلُ النِّعَمِ ؟ قالَ : طيبُ الوِلادَةِ ، إنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مَن طابَ مَولِدُهُ[2] .

3 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله :
يا عَلِيُّ ، مَن أحَبَّني وأحَبَّكَ وأحَبَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِكَ فَليَحمَدِ اللهَ عَلى طيبِ مَولِدِهِ ، فَإِنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مَن طابَت وِلادَتُهُ ، ولا يُبغِضُنا إلّا مَن خَبُثَت وِلادَتُهُ[3] .

4 ـ عنه صلّى الله عليه و آله
ـ لِعَلِيٍّ عليه السّلام ـ : لا يُبغِضُكَ مِنَ العَرَبِ إلّا دَعِيٌّ[4] .

5 ـ الإمام عليّ عليه السّلام :
لا يُحِبُّني كافِرٌ ولا وَلَدُ زِنًا[5] .

6 ـ الإمام الباقر عليه السّلام :
مَن أصبَحَ يَجِدُ بَردَ حُبِّنا عَلى قَلبِهِ فَليَحمَدِ اللهَ عَلى بادِئِ النِّعَمِ . قيلَ : وما بادِئُ النِّعَمِ ؟ فَقالَ : طيبُ المَولِدِ[6] .

7 ـ الإمام الصادق عليه السّلام :
مَن وَجَدَ بَردَ حُبِّنا عَلى قَلبِهِ فَليُكثِرِ الدُّعاءَ لِاُمِّهِ ، فَإِنَّها لَم تَخُن أباهُ[7] .

8 ـ اِبنُ بُكَيرٍ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السّلام :
مَن كانَ يُحِبُّنا وهُوَ في مَوضِعٍ لا يَشينُهُ فَهُوَ مِن خالِصِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى . قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، ومَا المَوضِعُ الَّذي لا يَشينُهُ؟ قالَ: لا يُرمى في مَولِدِهِ. ـ وفي خبر آخر: لَم يُجعَل وَلَدَ زِنًا ـ[8].(؟)

9 ـ الإمام الصادق عليه السّلام :
وَاللهِ لا يُحِبُّنا مِنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ إلّا أهلُ البُيوتاتِ وَالشَّرَفِ وَالمَعدِنِ ، ولا يُبغِضُنا مِن هؤُلاءِ وهؤُلاءِ إلّا كُلُّ دَنَسٍ مُلصَقٍ[9] .

10 ـ عَبادَةُ بنُ الصّامِتِ :
كُنّا نَبورُ[10] أولادَنا بِحُبِّ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السّلام فَإِذا رَأَينا أحَداً لا يُحِبُّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عَلِمنا أنَّهُ لَيسَ مِنّا وأنَّهُ لِغَيرِ رَشدَةٍ[11] [12] .

11 ـ مَحبوبُ بنُ أبِي الزِّنادِ :
قالَتِ الأَنصارُ : إن كُنّا لَنَعرِفُ الرَّجُلَ لِغَيرِ أبيهِ بِبُغضِهِ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ[13] .
أقول : ذَكَرَ عيسَى بنُ أبي دُلَفُ أنَّ أخاهُ دُلَفَ ـ وبِهِ كانَ يُكَنّى أبوهُ أبا دُلَفَ ـ كانَ يَنتَقِصُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، ويَضَعُ مِنهُ ومِن شيعَتِهِ ، ويَنسِبُهُم إلَى الجَهلِ ، وأنَّهُ قالَ يَومًا ـ وهُوَ في مَجلِسِ أبيهِ ، ولَم يَكُن أبوهُ حاضِرًا ـ : إنَّهُم يَزعُمونَ أن لا يَنتَقِصَ عَلِيًّا أحَدٌ إلّا كانَ لِغَيرِ رَشدَةٍ ، وأنتُم تَعلَمونَ غَيرَةَ الأَميرِ ـ يَعني أباهُ ـ وأنَّهُ لا يَتَهَيَّأُ الطَّعنُ عَلى أحَدٍ مِن حَرَمِهِ ، وأنَا اُبغِضُ عَلِيّاً ! قالَ : فَما كانَ بأَوشَكَ مِن أن خَرَجَ أبو دُلَفَ ، فَلَمّا رَأيناهُ قُمنا لَهُ ، فَقالَ : قَد سَمِعتُ ما قالَهُ دُلَفُ ، وَالحَديثُ لا يَكذِبُ ، وَالخَبَرُ الوارِدُ في هذَا المَعنى لا يَختَلِفُ ، هُوَ وَاللهِ لِزَنيَةٍ وحَيضَةٍ، وذلِكَ أنّي كُنتُ عَليلاً فَبَعَثَت إلَيَّ اُختي جارِيَةً لَها كُنتُ بِها مُعجَباً ، فَلَم أتَمالَك أن وَقَعتُ عَلَيها وكانَت حائِضًا فَعَلِقَت بِهِ ، فَلَمّا ظَهَرَ حَملُها وَهَبَتها لي .
فَبَلَغَ مِن عَداوَةِ دُلَفَ هذا لِأَبيهِ ونَصبِهِ ومُخالَفَتِهِ لَهُ ـ لِأَنَّ الغالِبَ عَلى أبيهِ التَّشَيُّعُ وَالمَيلُ إلى عَلِيٍّ ـ أن شَنَّعَ عَلَيهِ بَعدَ وَفاتِهِ[14] .

2 / 2
علامة طَهارَةُ القَلبِ
12 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : لا يُحِبُّنا عَبدٌ ويَتَوَلّانا حَتّى يُطَهِّرَ اللهُ قَلبَهُ ، ولا يُطَهِّرُ اللهُ قَلبَ عَبدٍ حَتّى يُسَلِّمَ لَنا ويَكونَ سَلَمًا لَنا ، فَإِذا كانَ سَلَمًا لَنا سَلَّمَهُ اللهُ مِن شَديدِ الحِسابِ ، وآمَنَهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيامَةِ الأَكبَرِ[15] .

13 ـ الإمام الصادق عليه السّلام :
لا يُحِبُّنا عَبدٌ إلّا كانَ مَعَنا يَومَ القِيامَةِ ، فَاستَظَلَّ بِظِلِّنا ورافَقَنا في مَنازِلِنا . وَاللهِ وَاللهِ ، لا يُحِبُّنا عَبدٌ حَتّى يُطَهِّرَ اللهُ قَلبَهُ ، ولا يُطَهِّرُ قَلبَهُ حَتّى يُسَلِّمَ لَنا ، وإذا سَلَّمَ لَنا سَلَّمَهُ اللهُ مِن سوءِ الحِسابِ يَومَ القِيامَةِ ، وأمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ . إنَّمَا يَغتَبِطُ أهلُ هذَا الأَمرِ إذَا انتَهَت نَفسُ أحَدِهِم إلى هذِهِ ـ وأومَأَ بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ ـ[16] .

2 / 3
شَرطُ التَّوحيدِ
14 ـ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَنصارِيُّ : جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، هَل لِلجَنَّةِ مِن ثَمَنٍ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : ما ثَمَنُها ؟ قالَ : لا إلهَ إلَّا اللهُ ، يَقولُهَا العَبدُ الصّالِحُ مُخلِصًا بِها . قالَ : وما إخلاصُها ؟ قالَ : العَمَلُ بِما بُعِثتُ بِهِ في حَقِّهِ ، وحُبُّ أهلِ بَيتي . قالَ : وحُبُّ أهلِ بَيتِكَ لَمِن حَقِّها ؟ قالَ : أجَل ، إنَّ حُبَّهُم لَأَعظَمُ حَقِّها[17] .

15 ـ الإمام عليّ عليه السّلام :
إنَّ لـِ «لا إلهَ إلَّا اللهُ» شُروطًا ، وإنّي وذُرِّيَّتي مِن شُروطِها[18] .

16 ـ إسحاقُ بنُ راهَوَيهِ :
لَمّا وافى أبُو الحَسَنِ الرِّضاعليه السّلام بِنيسابورَ وأرادَ أن يَخرُجَ مِنها إلَى المَأمونِ اجتَمَعَ إلَيهِ أصحابُ الحَديثِ ، فَقالوا لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللهِ ، تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنابِحَديثٍ فَنَستَفيدَهُ مِنكَ ؟! وكانَ قَد قَعَدَ فِي العُمارِيةِ ، فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ : سَمِعتُ أبي موسَى بنَ جَعفَرٍ يَقولُ : سَمِعتُ أبي جَعفَرَ ابنَ مُحَمَّدٍ يَقولُ : سَمِعتُ أبي مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ يَقولُ : سَمِعتُ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ يَقولُ : سَمِعتُ أبِيَ الحُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ يَقولُ : سَمِعتُ أبي أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ : سَمِعتُ جَبرَئيلَ يَقولُ : سَمِعتُ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ يَقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ حِصني ، فَمَن دَخَلَ حِصني أمِنَ مِن عَذابي . قالَ : فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا : بِشُروطِها ، وأنَا مِن شُروطِها[19] .

2 / 4
آيَةُ الإِيمانِ
17 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : عاهَدَني رَبّي أن لا يَقبَلَ إيمانَ عَبدٍ إلّا بِمَحَبَّةِ أهلِ بَيتي[20] .

18 ـ عنه صلّى الله عليه و آله :
لا يُؤمِنُ عَبدٌ حَتّى أكونَ أحَبَّ إلَيهِ مِن نَفسِهِ ، و(أهلي) أحَبَّ إلَيهِ مِن أهلِهِ ، وعِترَتي أحَبَّ إلَيهِ مِن عِترَتِهِ ، وذاتي أحَبَّ إلَيهِ مِن ذاتِهِ[21] .

19 ـ عنه صلّى الله عليه و آله :
لا يَتِمُّ الإِيمانُ إلّا بِمَحَبَّتِنا أهلَ البَيتِ[22] .

20 ـ الإمام عليّ عليه السّلام :
أما إنَّهُ لَيسَ عَبدٌ مِن عِبادِ اللهِ مِمَّنِ امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ لِلإِيمانِ إلّا وهُوَ يَجِدُ مَوَدَّتَنا عَلى قَلبِهِ ، فَهُوَ يُحِبُّنا . ولَيسَ عَبدٌ مِن عِبادِ اللهِ مِمَّن سَخَطَ اللهُ عَلَيهِ إلّا وهُوَ يَجِدُ بُغضَنا عَلى قَلبِهِ ، فَهُوَ يُبغِضُنا . فَأَصبَحَ مُحِبُّنا يَنتَظِرُ الرَّحمَةَ ، وكَأَنَّ أبوابَ الرَّحمَةِ قَد فُتِحَت لَهُ . وأصبَحَ مُبغِضُنا عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ، فَهَنيئًا لِأَهلِ الرَّحَمةِ رَحمَتُهُم ، وتَعسًا لِأَهلِ النّارِ مَثواهُم[23] .

21 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله :
مَن أبغَضَ عَلِيًّا فَقَد أبغَضَني ، ومَن أبغَضَني فَقَد أبغَضَ اللهَ ، لا يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ ، ولا يُبغِضُكَ إلّا كافِرٌ أو مُنافِقٌ[24] .

22 ـ الإمام عليّ عليه السّلام :
عَهِدَ إلَيَّ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله أن لا يُحِبَّني إلّا مُؤمِنٌ ، ولا يُبغِضَني إلّا مُنافِقٌ[25] .

23 ـ اُمُّ سَلَمَةَ :
سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيٍّ عليه السّلام : لا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ ، ولا يُحِبُّكَ مُنافِقٌ[26] .

24 ـ أبو ذَرٍّ :
سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيٍّ عليه السّلام : إنَّ اللهَ أخَذَ مِيثاقَ المُؤمِنينَ عَلى حُبِّكَ ، وأخَذَ ميثاقَ المُنافِقينَ عَلى بُغضِكَ . ولَو ضَرَبتَ خَيشومَ المُؤمِنِ ما أبغَضَكَ ، ولَو نَثَرتَ الدَّنانيرَ عَلَى المُنافِقِ ما أحَبَّكَ . يا عَلِيُّ ، لا يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ ، ولا يُبغِضُكَ إلّا مُنافِقٌ[27] .

25 ـ الإمام عليّ عليه السّلام :
لَو ضَرَبتُ خَيشومَ المُؤمِنِ بِسَيفي هذا عَلى أن يُبغِضَني ما أبغَضَني ، ولَو صَبَبتُ الدُّنيا بِجَمّاتِها عَلَى المُنافِقِ عَلى أن يُحِبَّني ما أحَبَّني ، وذلِكَ أنَّهُ قُضِيَ فَانقَضى عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ صلّى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : يا عَلِيُّ ، لا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ ، ولا يُحِبُّكَ مُنافِقٌ[28] .

26 ـ الإمام الباقر عليه السّلام :
حُبُّنا إيمانٌ ، وبُغضُنا كُفرٌ[29] .

27 ـ عنه عليه السّلام :
وَاعلَم ـ يا أبَا الوَردِ ويا جابِرُ ـ أنَّكُما لَم تُفَتِّشا مُؤمِنًا إلى أن تَقومَ السّاعَةُ عَن ذاتِ نَفسِهِ إلّا عَن حُبِّ أميرِالمُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السّلام . وأنَّكُما لَم تُفَتِّشا كافِرًا إلى أن تَقومَ السّاعَةُ عَن ذاتِ نَفسِهِ إلّا وَجَدتُماهُ يُبغِضُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيًّا ، وذلِكَ أنَّ اللهَ تَعالى قَضى عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ عليه السّلام : إنَّهُ لا يُبغِضُكَ مُؤمِنٌ ، ولا يُحِبُّكَ كافِرٌ أو مُنافِقٌ وقَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا[30] ، ولكِن أحِبّونا حُبَّ قَصدٍ تَرشُدوا وتُفلِحوا ، أحِبّونا مَحَبَّةَ الإِسلامِ[31] .

28 ـ عنه عليه السّلام :
مَن أرادَ أن يَعلَمَ أنَّهُ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَيَعرِضُ حُبَّنا عَلى قَلبِهِ ، فَإِن قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ[32] .

29 ـ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِشرٍ :
كُنتُ عِندَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ جالِسًا إذ جاءَ راكِبٌ أناخَ بَعيرَهُ ، ثُمَّ أقبَلَ حَتّى دَفَعَ إلَيهِ كِتابًا ، فَلَمّا قَرَأَهُ قالَ : ما يُريدُ مِنّا المُهَلَّبُ ؟! فَوَاللهِ ، ما عِندَنا اليَومَ مِن دُنيا ، ولا لَنا مِن سُلطانٍ . فَقالَ : جَعَلَنِي اللهُ فِداكَ ، إنَّهُ مَن أرادَ الدُّنيا وَالآخِرَةَ فَهُوَ عِندَكُم أهلَ البَيتِ . قالَ : ما شاءَ اللهُ ، أما إنَّهُ مَن أحَبَّنا فِي اللهِ نَفَعَهُ اللهُ بِحُبِّنا ، ومَن أحَبَّنا لِغَيرِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ يَقضي فِي الاُمورِ مايَشاءُ . إنَّما حُبُّنا أهلَ البَيتِ شَي ءٌ يَكتُبُهُ اللهُ في قَلبِ العَبدِ ، فَمَن كَتَبَهُ اللهُ في قَلبِهِ لَم يَستَطِع أحَدٌ (أن) يَمحُوَهُ ، أما سَمِعتَ اللهَ يَقولُ : اُولئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإِيمانَ وأيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ [33] ، فَحُبُّنا أهلَ البَيتِ (مِن أصلِ) الإِيمانِ[34] .

2 / 5
أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ يَومَ القِيامَةِ
30 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ العَبدُ حُبُّنا أهلَ البَيتِ[35] .

31 ـ عنه صلّى الله عليه و آله :
لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يُسأَلَ عَن أربَعٍ : عَن عُمُرِهِ فيما أفناهُ ، وعَن جَسَدِهِ فيما أبلاهُ ، وعَن مالِهِ فيما أنفَقَهُ ومِن أينَ كَسَبَهُ ، وعَن حُبِّنا أهلَ البَيتِ[36] .

32 ـ أبو بَرزَةَ :
قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله : لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ حَتّى يُسأَلَ عَن أربَعَةٍ : عَن جَسَدِهِ فيما أبلاهُ ، وعُمُرِهِ فيما أفناهُ ، ومالِهِ مِن أينَ اكتَسَبَهُ وفيما أنفَقَهُ ، وعَن حُبِّ أهلِ البَيتِ . فَقيلَ : يا رَسولَ اللهِ ، فَما عَلامَةُ حُبِّكُم ؟ فَضَرَبَ صلّى الله عليه و آله بِيَدِهِ عَلى مَنكِبِ عَلِيٍّ[37] .

33 ـ حَنانُ بنُ سَديرٍ :
حَدَّثَني أبي قالَ : كُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍعليهما السّلام فَقَدَّمَ إلَينا طَعامًا ما أكَلتُ طَعامًا مِثلَهُ قَطُّ ، فَقالَ لي : يا سَديرُ ، كَيفَ رَأَيتَ طَعامَنا هذا ؟
قُلتُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللهِ ، ما أكَلتُ مِثلَهُ قَطُّ ، ولا أظُنُّ آكُلُ أبَدًا مِثلَهُ . ثُمَّ إنَّ عَيني تَغَرغَرَت فَبَكَيتُ ، فَقالَ : يا سَديرُ ، ما يُبكيكَ ؟ قُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللهِ ، ذَكَرتُ آيَةً في كِتابِ اللهِ تَعالى . قالَ : وما هِيَ ؟ قُلتُ : قَولُ اللهِ في كِتابِهِ : ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ [38] ، فَخِفتُ أن يَكونَ هذَا الطَّعامُ (مِن النَّعيمِ) الَّذي يَسأَلُنَا اللهُ عَنهُ . فَضَحِكَ حَتّى بَدَت نَواجِذُهُ ، ثُمَّ قالَ : يا سَديرُ ، لا تُسأَلُ عَن طَعامٍ طَيِّبٍ ، ولا ثَوبٍ لَيِّنٍ ، ولا رائِحَةٍ طَيِّبَةٍ ، بل لَنا خُلِقَ ولَهُ خُلِقنا ، ولنَعمَلَ فيهِ بِالطّاعَةِ . قُلتُ لَهُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللهِ ، فَمَا النَّعيمُ ؟ قالَ : حُبُّ عَلِيٍّ وعِترَتِهِ ، يَسأَلُهُمُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ : كَيفَ كانَ شُكرُكُم لي حينَ أنعَمتُ عَلَيكُم بِحُبِّ عَلِيٍّ وعِترَتِهِ ؟[39]


الهامش


(1) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 2 / 225 / 730 .
(2) أمالي الطوسيّ : 455 / 1018 عن الحسين بن زيد وعبد الله بن إبراهيم الجعفريّ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام ، وراجع معاني الأخبار : 161 / 1 ، أمالي الصدوق : 383 / 12 ، علل الشرائع : 141 / 1 ، المحاسن : 1 / 232 / 419 كلّها عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام .
(3) أمالي الصدوق : 384 / 14 ، معاني الأخبار : 161 / 3 ، بشارة المصطفى : 150 كلّها عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السّلام .
(4) المناقب للخوارزميّ : 323 / 330 عن ابن عبّاس ، وراجع فرائد السمطين : 1 / 135 / 97 ؛ الخصال : 577 / 1 ، علل الشرايع : 143 / 7 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 267 .
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 110 عن أبي مريم الأنصاريّ ، وراجع شرح الأخبار : 1 / 152 / 92 ، و ص 447 / 128 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 208 .
(6) أمالي الصدوق : 384 / 13 ، علل الشرائع : 141 / 2 ، معاني الأخبار : 161 / 2 كلّها عن أبي محمّد الأنصاريّ عن غير واحد .
(7) معاني الأخبار : 161 / 4 ، بشارة المصطفى : 9 كلاهما عن المفضّل بن عمر .
(8) معاني الأخبار : 166 / 1 .
(9) الكافي : 8 / 316 / 497 عن ربعيّ ، الملصق ـ بتشديد الصاد ويخفّف ـ : الدعيّ المتّهم في نسبه ، والرجل المقيم في الحيّ وليس منهم ، ووردت الأخبار المتواترة على أنّ حبّ أهل البيت علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبثها . (مرآة العقول : 26 / 420)
(10) باره يبوره أي: جرّبه واختبره (الصحاح : 2 / 597) .
(11) يقال الرشدة بالفتح أو الكسر : إذا كان لنكاح صحيح ، ضدًا لزنية . (راجع النهاية : 2 / 225)
(12) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 2 / 224 / 727 ، وراجع النهاية : 1 / 161 ، لسان العرب : 4 / 87 ، تاج العروس : 6 / 118 ، مجمع البيان : 9 / 160 ، شرح الأخبار : 1 / 446 / 124 ، رجال الكشّيّ : 1 / 241 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 207 .
(13) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 2/224/729 و ح 728 ، فرائد السمطين : 1/365/293 ؛ المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 207 .
(14) مروج الذهب : 4 / 62 ؛ كشف اليقين : 476 / 573 .
(15) أمالي الطوسيّ : 583 / 1207 .
(16) غرر الحكم : 3479 .
(17) التوحيد : 25 / 23 ، أمالي الصدوق : 195 / 8 ، عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 135 / 4 ، معاني الأخبار : 371 / 1 ، ثواب الأعمال : 21 / 1 ، بشارة المصطفى : 269 ، روضة الواعظين : 51 .
(18) إحقاق الحقّ : 9 / 454 نقلاً عن المناقب المرتضويّة و خلاصة الأخبار .
(19) المعجم الأوسط : 6 / 59 / 5790 ، المعجم الكبير : 7 / 75 / 6416 من دون «وعترتي أحبّ إليه من عترته» ، الفردوس : 5 / 154 / 7796 ، أمالي الصدوق : 274 / 9 ، علل الشرائع : 140 / 3 ، بشارة المصطفى : 52 كلّها عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه ، روضة الواعظين : 298 مرسلاً .
(20) كفاية الأثر : 110 عن واثلة بن الأسقع .
(21) أمالي الطوسيّ : 34 / 34 ، أمالي المفيد : 270 / 2 ، بشارة المصطفى : 48 ، كشف الغمّة : 1 / 140 كلّها عن الحارث الأعور .
(22) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 2 / 188 / 671 عن يعلى بن مرّة الثقفي .
(23) سنن النسائيّ: 8/117 ، مسند ابن حنبل: 1/204/731، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/564/948 ، كنزالفوائد : 2 / 83 ، الغارات : 2 / 520 ، تاريخ بغداد : 2 / 255 و 14 / 426 كلّها عن زرّ بن حبيش ، وفي : 8 / 417 عن عليّ بن ربيعة الوالبي وفي بعضها «لا يحبّك» و «لا يبغضك» .
(24) مسند ابن حنبل : 10 / 176 / 26569 ، سنن الترمذيّ : 5 / 635 / 3717 وفيه «لا يحبّ عليًّا منافق ولا يبغضه مؤمن» ، البداية والنهاية : 7 / 355 ، تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام » : 2 / 208 / 99 ، وراجع : 1 / 247 / 313 ، المحاسن : 1 / 248 / 465 ، أعلام الدين : 278 ، عوالي اللآلي : 4 / 85 / 95 ، الاحتجاج : 1 / 149 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 83 قال : قد اتّفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدّثين على أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله قال : «لا يبغضك إلّا منافق ولا يحبّك إلّا مؤمن» .
(25) تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام »: 2/204/695، الغارات: 2/520 عن حبّة العرنيّ، من دون ذيله .
(26) نهج البلاغة : الحكمة 45 ، أمالي الطوسيّ : 206 / 353 نحوه عن سويد بن غفلة ، روضة الواعظين : 323 ، وراجع الكافي : 8 / 268 / 396 .
(27) الكافي : 1 / 188 / 12 ، المحاسن : 1 / 247 / 463 كلاهما عن محمّد بن الفضيل ، تفسير فرات الكوفيّ : 428 / 566 عن زياد بن المنذر .
(28) طه : 111 .
(29) تفسير فرات الكوفيّ : 260 / 355 عن جابر بن يزيد وأبي الورد .
(30) كامل الزيارات : 193 عن أبي بكر الحضرميّ .
(31) المجادلة : 22 .
(32) شواهد التنزيل : 2 / 330 / 971 ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة : 650 .
(33) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 62 / 258 عن الحسن بن عبدالله بن محمّدبن العبّاس الرازيّ التميميّ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام .
(34) المعجم الكبير : 11 / 84 / 11177 عن أبي برزة ، المعجم الأوسط : 9 / 155 / 9406 ، المناقب لابن المغازلي : 120 / 157 كلاهما عن ابن عبّاس ، فرائد السمطين : 2 / 301 / 557 عن داود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام أمالي الصدوق : 42 / 9 ، الخصال : 253 / 125 كلاهما عن إسحاق بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السّلام ، تحف العقول : 56 مرسلاً ، أمالي الطوسيّ : 593/1227 ، تنبيه الخواطر : 2 / 75 كلاهما عن أبي بريدة الأسلميّ ، جامع الأخبار : 499 / 1384 عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السّلام ، روضة الواعظين : 546 مرسلاً ، شرح الأخبار : 2 / 508 / 898 عن أبي سعيد الخدريّ ، وفي بعضها «شبابه» بدل «جسده» .
(35) المعجم الأوسط : 2 / 348 / 2191 ، وراجع المناقب للخوارزميّ : 77 / 59 .
(36) التكاثر : 8 .
(37) تفسير فرات الكوفيّ : 605 / 763 .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة