الفهرس

تَأديبُ الأَولادِ بِحُبِّهِم

 

1 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله : أدِّبوا أولادَكُم عَلى حُبّي وحُبِّ أهلِ بَيتي وَالقُرآنِ[1] .

2 ـ عنه صلّى الله عليه و آله :
أدِّبوا أولادَكُم عَلى ثَلاثِ خِصالٍ : حُبِّ نَبِيِّكُم ، وحُبِّ أهلِ بَيتِهِ ، وقِراءَ ةِ القُرآنِ ، فَإِنَّ حَمَلَةَ القُرآنِ في ظِلِّ اللهِ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلَّهُ مَعَ أنبِيائِهِ وأصفِيائِهِ[2] .

3 ـ أبُو الزُّبَيرِ المَكِّيُّ :
رَأَيتُ جابِرًا مُتَوَكِّئًا عَلى عَصاهُ وهُوَ يَدورُ في سِكَكِ الأَنصارِ ومَجالِسِهِم وهُوَ يَقولُ : . . . يا مَعشَرَ الأَنصارِ ، أدِّبوا أولادَكُم عَلى حُبِّ عَلِيٍّ ، فَمَن أبى فَانظُروا في شَأنِ اُمِّهِ[3] .

4 ـ أبُو الزُّبَيرِ وعَطِيَّةُ العَوفِيُّ وجَوّابٌ[4]
ـ قالَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم ـ : رَأَيتُ جابِرًا يَتَوَكَّأُ عَلى عَصاهُ وهُوَ يَدورُ في سِكَكِ المَدينَةِ ومَجالِسِهِم ، وهُوَ يَروي هذَا الخَبَرَ[5] ثُمَّ يَقولُ : مَعاشِرَ الأَنصارِ ، أدِّبوا أولادَكُم عَلى حُبِّ عَلِيٍّ ، فَمَن أبى فَليَنظُر في شَأنِ اُمِّهِ[6] .

5 ـ الإمام الصادق عليه السّلام :
يا مَعشَرَ الشّيعَةِ ، عَلِّموا أولادَكُم شِعرَ العَبدِيِّ[7] ، فَإِنَّهُ عَلى دينِ اللهِ [8] .
وإليك نماذج من شعره :

هَل في سُؤالِكَ رَسمَ المَنزِلِ الخَرِبِ بُرءٌ لِقَلبِكَ مِن داءِ الهَوَى الوَصَبِ ؟!
أم حَرُّه يَومَ وَشكِ البَينِ يُبرِدُهُ مَا استَحدَثَتهُ النَّوى مِن دَمعِكَ السَّرِبِ ؟!
هَيهاتَ أن يُنفِدَ الوَجدَ المُثيرَ لَهُ نَأيُ الخَليطِ الَّذي وَلّى ولَم يَؤُبِ
يا رائِدَ الحَيِّ، حَسبُ الحَيِّ ما ضَمِنَت لَهُ المَدامِعُ مِن ماءٍ ومِن عُشُبِ

إلى أن يقول :

يا راكِبًا جَسرَةً تَطوي مَناسِمُها مَلاءَ ةَ البيدِ بِالتَّقريبِ وَالجُنُبِ
تُقيِّدُ المُغزَلَ الأَدماءَ في صَعَدٍ وتَطلَحُ الكاسِرَ الفَتخاءَ في صَبَبِ
تَثنِي الرِّياحَ إذا مَرَّت بِغايَتِها حَسرَى الطَّلائِحِ بِالغيطانِ وَالخَرِبِ
بَلِّغ سَلامِيَ قَبرًا بِالغَرِيِّ حَوى أوفَى البَرِيَّةِ مِن عُجمٍ ومِن عَرَبِ
وَاجعَل شِعارَكَ ِللهِ الخُشوعَ بِهِ ونادِ خَيرَ وَصِيٍّ صِنوَ خَيرِ نَبِي

إلى أن يقول :

ما أنتَ إلّا أخُو الهادي وناصِرُهُ ومَظهَرُ الحَقِّ وَالمَنعوتُ فِي الكُتُبِ
وزَوجُ بَضعَتِهِ الزَّهراءِ يَكنُفُها دونَ الوَرى، وأبو أبنائِهِ النُّجُبِ
مِن كُلِّ مُجتَهِدٍ فِي اللهِ مُعتَضِدٍ بِالله مُعتَقِدٍ، ِللهِ مُحتَسِبِ
هادينَ لِلرُّشدِ إن لَيلُ الضَّلالِ دَجَا كانوا لِطارِقِهِم أهدى مِنَ الشُّهُبِ
لُقِّبتُ بِالرَّفضِ لَمّا أن مَنَحتُهُمُ وُدّي، وأحسَنُ ما اُدعى بِهِ لَقَبي !
صَلاةُ ذِي العَرشِ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ عَلَى ابنِ فاطِمَةَ الكَشّافِ لِلكُرَبِ
وَابنَيهِ مِن هالِكٍ بِالسَّمِّ مُختَرَمٍ ومِن مُعَفَّرِ خَدٍّ فَي الثَّرى تَرِبِ
وَالعابِدِ الزّاهِدِ السَّجّادِ يَتبَعُهُ وباقِرِ العِلمِ داني غايَةِ الطَّلَبِ
وجَعفَرٍ، وَابنِهِ موسى ويَتبَعُهُ الـ ـبَرُّ الرِّضا، وَالجَوادِ العابِدِ الدَّئِبِ
وَالعَسكَريَّينِ، وَالمَهدِيُّ قائِمُهُم ذُو الأَمرِ، لابِسُ أثوابِ الهُدَى القُشُبِ
مَن يَملَأُ الأَرضَ عَدلاً بَعدَما مُلِئَت جَورًا، ويَقمَعُ أهلَ الزَّيغِ وَالشَّغَبِ
القائِدُ البُهَمِ الشّوسِ الكُماةِ إلى حَربِ الطُّغاةِ عَلى قُبِّ الكُلَا الشَّزِبِ

ومن شعره :

يا سادَتي يا بَني عَلِيِّ يا آلَ طه وآلَ صادِ
مَن ذا يُوازيكُمُ ، وأنتُم خَلائِفُ اللهِ فِي البِلادِ ؟ !
أنتُم نُجومُ الهُدَى اللَّواتي يَهدي بِهَا اللهُ كُلَّ هادِ
لَولا هُداكُمُ إذًا ضَلَلنا وَالتَبَسَ الغَيُّ بِالرَّشادِ
لا زِلتُ في حُبِّكُمُ اُوالي عُمري ، وفي بُغضِكُمُ اُعادي
وما تَزَوَّدتُ غَيرَ حُبّي إيّاكُمُ ، وهُو خَيرُ زادِ
وذاكَ ذُخرِي الَّذي عَلَيهِ في عَرصَةِ المَحشَرِ اعتِمادي
وَلاكُمُ وَالبَراءُ مِمَّن يَشنأكُمُ اعتِقادي

 

الهامش


(1) إحقاق الحقّ : 18 / 498 .
(2) كنز العمّال : 16 / 456 / 45409 نقلاً عن عبد الكريم الشيرازيّ في فوائده والديلميّ وابن النجّار عن الإمام عليّ عليه السّلام ، فرائد السمطين : 2 / 304 / 559 عن مخارق بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق عن أبيه [عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السّلام ، الصواعق المحرقة : 172 نقلاً عن الديلميّ ، إحقاق الحقّ : 18 / 497 نقلاً عن أبي يعلى في مسنده عن الإمام الحسين عليه السّلام .
(3) علل الشرائع : 142 ، الفقيه : 3 / 493 / 4744 ، رجال الكشّيّ : 1 / 236 ، الثاقب في المناقب : 124 / 123 .
(4) جوّاب ـ بتثقيل الواو وآخره موحّدة ـ : ابن عبدالله التيميّ الكوفيّ ، صدوق رُمي بالإرجاء ، من السادسة .
(5) أي : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر .
(6) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 67 .
(7) أبو محمّد سفيان بن مصعب العبديّ الكوفيّ ، من شعراء أهل البيت الطاهر المتزلّفين إليهم بولائه وشعره ، المقبولين عندهم لصدق نيّته وانقطاعه إليهم . وقد ضمّن شعره غير يسير من مناقب مولانا أمير المؤمنين الشهيرة ، وأكثر من مدحه ومدح ذرّيّته الأطيبين وأطاب ، وتفجّع على مصائبهم ورثاهم على ما انتابهم من الِمحن ، ولم نجد في غير آل الله له شعرًا . . . .
عدّه شيخ الطائفة في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام . ولم تك صحبته مجرّد اُلفة معه ، أو محض اختلاف إليه ، أو أنّ عصرًا واحدًا يجمعهما ، لكنّه حظي بزلفة عنده منبعثة عن صميم الودّوخالص الولاء ، وإيمان لا تشوبه أيّ شائبة ، حتّى أمر الإمام عليه السّلام شيعته بتعليم شعره أولادهم وقال : «إنّه على دين الله» . كما رواه الكشّيّ في رجاله بإسناده عن سماعة قال : قال أبو عبدالله عليه السّلام : يا معشر الشيعة ! علّموا أولادكم شعر العبديّ، فإنّه على دين الله .
وينمّ عن صدق لهجته واستقامة طريقته في شعره وسلامة معانيه عن أيّ مغمز ، أمر الإمام عليه السّلام إيّاه بنظم ما تنوح به النساء في المآتم ، كما رواه الكشّيّ في رجاله .
لم نقف على تاريخَي ولادة المترجَم له ووفاته ، ولم نعثر على ما يقرّبنا إليهما إلّا ماسمعت من روايته عن الإمام جعفر بن محمّد عليه السّلام واجتماعه مع السيّد الحِمْيريّ المولود سنة 105 والمتوفّى سنة 178 ومع أبي داود المسترقّ . وملاحظة تاريخَي ولادة أبي داود المسترقّ الراوي عنه ووفاته يؤذننا بحياة شاعرنا العبديّ إلى حدود سنة وفاة الحِمْيريّ ، فإنّ أبا داود توفّي سنة 231 كما في فهرست النجاشيّ أو في سنة 230 كما في رجال الكشّيّ ، وعاش سبعين سنة كما ذكره الكشّيّ . فتكون ولادة أبي داود سنة 161 على قول النجاشيّ و 160 على اختيار الكشّيّ . وبطبيعة الحال كان له من عمره حين روايته عن المترجم أقلّ ما تستدعيه الرواية ، فيستدعي بقاء المترجم أقلّاً إلى أواخر أيّام الحِمْيريّ ، فما في أعيان الشيعة : 1 / 370 من كون وفاة المترجم في حدود سنة 120 قبل ولادة الراوي عنه أبي داود المسترقّ بأربعين سنة خالٍ عن كلّ تحقيق وتقريب ، (راجع الغدير : 2 / 290 ـ 328 ترجمة العبديّ الكوفيّ وما في شعره من الحديث)
(8) رجال الكشّي : 2 / 704 / 748 عن سماعة .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة