الفهرس

الدُّعاءُ لِدَولَتِهِم

 

1 ـ الإمام زين العابدين عليه السّلام : رَبِّ صَلِّ عَلى أطائِبِ أهلِ بَيتِهِ الَّذينَ اختَرتَهُم لِأَمرِكَ ، وجَعَلتَهُم خَزَنَةَ عِلمِكَ ، وحَفَظَةَ دينِكَ ، وخُلفاءَ كَ في أرضِكَ ، وحُجَجَكَ عَلى عِبادِكَ ، وطَهَّرتَهُم مِنَ الرِّجسِ وَالدَّنَسِ تَطهيرًا بِإِرادَتِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الوَسيلَةَ إلَيكَ وَالمَسلَكَ إلى جَنَّتِكَ . . . اللّهُمَّ فَأَوزِع لِوَلِيِّكَ شُكرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيهِ ، وأوزِعنا مِثلَهُ فيهِ ، وآتِهِ مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا ، وَافتَح لَهُ فَتحًا يَسيرًا ، وأعِنهُ بِرُكنِكَ الأَعَزِّ ، وَاشدُد أزرَهُ ، وقَوِّ عَضُدَهُ ، وراعِهِ بِعَينِكَ ، وَاحمِهِ بِحِفظِكَ ، وَانصُرهُ بِمَلائِكَتِكَ ، وَامدُدهُ بِجُندِكَ الأَغلَبِ ، وأقِم بِهِ كِتابَكَ وحُدودَكَ وشَرائِعَكَ وسُنَنَ رَسولِكَ صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَيهِ وآلِهِ ، وأحيِ بِهِ ما أماتَهُ الظّالِمونَ مِن مَعالِمِ دينِكَ ، وَاجلُ بِهِ صَدَأَ الجَورِ عَن طَريقَتِكَ ، وأبِن بِهِ الضَّرّاءَ مِن سَبيلِكَ ، وأزِل بِهِ النّاكِبينَ عَن صِراطِكَ ، وَامحَق بِهِ بُغاةَ قَصدِكَ عِوَجًا ، وألِن جانِبَهُ لِأَولِيائِكَ ، وَابسُط يَدَهُ عَلى أعدائِكَ ، وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ وتَعَطُّفَهُ وتَحَنُّنَهُ ، وَاجعَلنا لَهُ سامِعينَ مُطيعينَ ، وفي رِضاهُ ساعينَ ، وإلى نُصرَتِهِ وَالمُدافَعَةِ عَنهُ مُكنِفينَ ، وإلَيكَ وإلى رَسولِكِ صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَيهِ وآلِهِ بِذلِكَ مُتَقَرِّبينَ[1] .

2 ـ الإمام الباقر عليه السّلام
ـ في بَيانِ كَيفِيَّةِ الخُطبَةِ الثّانِيَةِ مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ ـ : اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ ، تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ ، وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ ، وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ، وتَرزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ[2].

3 ـ الإمام الصادق عليه السّلام
ـ في دُعاءٍ لَهُ ـ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى إمامِ المُسلِمينَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ ، وَافتَح لَهُ فَتحًا يَسيرًا ، وَانصُرهُ نَصرًا عَزيزًا ، وَاجعَل لَهُ مِن لَدُنكَ سُلطانـًا نَصيـرًا . اللّهُـمَّ عَجِّل فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وأهلِك أعداءَ هُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ[3] .

4 ـ الإمام الكاظم عليه السّلام
ـ في بَيانِ ذِكرِ سَجدَةِ الشُّكرِ ـ : اللّهُمَّ إنّي أنشُدُكَ بِإِيوائِكَ[4] عَلى نَفسِكَ لِأَولِيائِكَ لَتُظفِرَنَّهُم بِعَدُوِّكَ وعَدُوِّهِم أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلَى المُستَحفِظينَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ . اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ اليُسرَ بَعدَ العُسرِ[5] .

5 ـ الإمام الرضا عليه السّلام
ـ كان يَأمُرُ لِصاحِبِ الأَمرِ بِهذَا الدُّعاءِ ـ : اللّهُمَّ ادفَع عَن وَلِيِّكَ وخَليفَتِكَ وحُجَّتِكَ عَلى خَلقِكَ ، ولِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنكَ النّاطِقِ بِحُكمِكَ ، وعَينِكَ النّاظِرَةِ بِإِذنِكَ ، وشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ ، الجَحجاحِ الُمجاهِدِ ، العائِذِ بِكَ ، العابِدِ عِندَكَ ، وأعِذهُ مِن شَرِّ جَميعِ ما خَلَقتَ وبَرَأتَ وأنشَأتَ وصَوَّرتَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ بِحِفظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ وآباءَ هُ أئِمَّتَكَ ودَعائِمَ دينِكَ ، وَاجعَلهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ ، وفي جِوارِكَ الَّذي لا يُخفَرُ ، وفي مَنعِكَ وعِزِّكَ الَّذي لا يُقهَرُ ، وآمِنهُ بِأَمانِكَ الوَثيقِ الَّذي لا يُخذَلُ مَن آمَنتَهُ بِهِ ، وَاجعَلهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَن كانَ فيهِ ، وَانصُرهُ بِنَصرِكَ العَزيزِ ، وأيِّدهُ بِجُندِكَ الغالِبِ ، وقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ ، وأردِفهُ بِمَلائِكَتِكَ ، ووالِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وألبِسهُ دِرعَكَ الحَصينَةَ ، وحُفَّهُ بِالمَلائِكَةِ حَفًّا .
اللّهُمَّ اشعَب بِهِ الصَّدع ، وَارتُق بِهِ الفَتقَ ، وأمِت بِهِ الجَورَ ، وأظهِر بِهِ العَدلَ ، وزَيِّن بِطولِ بَقائِهِ الأَرضَ ، وأيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُرهُ بِالرُّعبِ ، وقَوِّ ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، ودَمدِم مَن نَصَبَ لَهُ ، ودَمِّر مَن غَشَّهُ ، وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ وعَمَدَهُ ودَعائِمَهُ ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ وشارِعَةَ البِدَعِ ومُميتَةَ السُّنَّةِ ومُقَوِّيَةَ الباطِلِ ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ ، وأبِر بِهِ الكافِرينَ وجَميعَ المُلحِدينَ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها وبَرِّها وبَحرِها وسَهلِها وجَبَلِها حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّارًا ولا تُبقِيَ لَهُم آثارًا .
اللّهُمَّ طَهِّر مِنهُم بِلادَكَ ، وَاشفِ مِنهُم عِبادَكَ ، وأعِزَّ بِهِ المُؤمِنينَ ، وأحيِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلينَ ، ودارِسَ حُكمِ النَّبِيّينَ ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ وبُدِّلَ مِن حُكمِكَ حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ جَديدًا غَضًّا مَحضًا صَحيحًا لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ ، وحَتّى تُنيرَ بِعَدلِهِ ظُلَمَ الجَورِ ، وتُطفِئَ بِهِ نيرانَ الكُفرِ ، وتَوضِحَ بِهِ معاقِدَ الحَقِّ ومَجهولَ العَدلِ ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ وَاصطَفَيتَهُ عَلى غَيبِكَ وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ وسَلَّمتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .
اللّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ ويَومَ حُلولِ الطّامَّةِ أنَّهُ لَم يُذنِب ذَنبًا ، ولا أتى حوبًا ، ولَم يَرتَكِب مَعصِيَةً ، ولَم يُضِع لَكَ طاعَةً ، ولَم يَهتِك لَكَ حُرمَةً ، ولَم يُبَدِّل لَكَ فَريضَةً ، ولَم يُغَيِّر لَكَ شَريعَةً ، وأنَّهُ الهادِيُ المُهتَدِيُ الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ .
اللّهُمَّ أعطِهِ في نَفسِهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ وذُرِّيَّتِهِ واُمَّتِهِ وجَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَينَهُ وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ ، وتَجمَعُ لَهُ مُلكَ المَملَكاتِ كُلِّها قَريبِها وبَعيدِها وعَزيزِها وذَليلِها حَتّى يُجرِيَ حُكمَهُ عَلى كُلِّ حُكمٍ ويَغلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ .
اللّهُمَّ اسلُك بِنا عَلى يَدَيهِ مِنهاجَ الهُدى وَالَمحَجَّةَ العُظمى وَالطَّريقَةَ الوُسطَى الَّتي يَرجِعُ إليَها الغالي ويَلحَقُ بِهَا التّالي ، وقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ ، وثَبِّتنا عَلى مُشايَعَتِهِ ، وَامنُن عَلَينا بِمُتابَعَتِهِ ، وَاجعَلنا في حِزبِهِ القَوّامينَ بِأَمرِهِ الصّابِرينَ مَعَهُ الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ ، حَتّى تَحشُرَنا يَومَ القِيامَةِ في أنصارِهِ وأعوانِهِ ومُقَوِّيَةِ سُلطانِهِ .
اللّهُمَّ وَاجعَل ذلِكَ لَنا خالِصًا مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ورِياءٍ وسُمعَةٍ ، حَتّى لا نَعتَمِدَ بِهِ غَيرَكَ ولا نَطلُبَ بِهِ إلّا وَجهَكَ ، وحَتّى تُحِلَّنا مَحِلَّهُ وتَجعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ ، وأعِذنا مِنَ السَّأَمَةِ وَالكَسَلِ وَالفَترَةِ ، وَاجعَلنا مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وتُعِزُّ بِهِ نَصرَ وَلِيِّكَ ، ولا تَستَبدِل بِنا غَيرَنا ؛ فَإِنَّ استِبدالَكَ بِنا غَيرَنا عَلَيكَ يَسيرٌ وهُوَ عَلَينا كَثيرٌ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهدِهِ وَالأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ ، وبَلِّغهُم آمالَهُم ، وزِد في آجالِهِم ، وأعِزَّ نَصرَهُم ، وتَمِّم لَهُم ما أسنَدتَ إلَيهِم مِن أمرِك لَهُم ، وثَبِّت دَعائِمَهُم ، وَاجعَلنا لَهُم أعوانًا وعَلى دينِكَ أنصارًا ؛ فَإِنَّهُم مَعادِنُ كَلِماتِكَ وخُزّانُ عِلمِكَ وأركانُ تَوحيدِكَ ودَعائِمُ دينِكَ ووُلاةُ أمرِكَ وخالِصَتُكَ مِن عِبادِكَ وصَفوَتُكَ مِن خَلقِكَ وأولِياؤُكَ وسَلائِلُ أولِيائِكَ وصَفوَةُ أولادِ نَبِيِّكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ[6] .

6 ـ الإمام الهادي عليه السّلام
ـ في زِيارَةِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السّلام ـ : اللّهُمَّ فَكَما وَفَّقتَني لِلإِيمانِ بِنَبِيِّكَ وَالتَّصديقِ لِدَعوَتِهِ ، ومَنَنتَ عَلَيَّ بِطاعَتِهِ وَاتِّباعِ مِلَّتِهِ ، وهَدَيتَني إلى مَعرِفَتِهِ ومَعرِفَةِ الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّيَّتِهِ ، وأكمَلتَ بِمَعرِفَتِهِمُ الإِيمانَ ، وقَبِلتَ بِوَلايَتِهِم وطاعَتِهِمُ الأَعمالَ ، وَاستَعبَدتَ بِالصَّلاةِ عَلَيهِم عِبادَكَ ، وجَعَلتَهُم مِفتاحًا لِلدُّعاءِ وسَبَبًا لِلإِجابَةِ ، فَصَلِّ عَلَيهِم أجمَعينَ وَاجعَلني بِهِم عِندَكَ وَجيهًا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقرَّبينَ . . . اللّهُمَّ أنجِز لَهُم وَعدَكَ ، وطَهِّر بِسَيفِ قائِمِهِم أرضَكَ ، وأقِم بِهِ حُدودَكَ المُعَطَّلَةَ وأحكامَكَ المُهمَلَةَ وَالمُبَدَّلَةَ ، وأحيِ بِهِ القُلوبَ المَيتَةَ ، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ ، وَاجلُ بِهِ صَدَأَ الجَورِ عَن طَريقَتِكَ حَتّى يَظهَرَ الحَقُّ عَلى يَدَيهِ في أحسَنِ صورَتِهِ ، ويَهلِكَ الباطِلُ وأهلُهُ بِنورِ دَولَتِهِ ، ولا يَستَخفِيَ بِشَي ءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ[7] .

7 ـ الإمام العسكريّ عليه السّلام
ـ فِي الصَّلاةِ عَلى وَلِيِّ الأَمرِ المُنتَظَرِعليه السّلام ـ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابنِ أولِيائِكَ الَّذينَ فَرَضتَ طاعَتَهُم ، وأوجَبتَ حَقَّهُم ، وأذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرًا .
اللّهُمَّ انتَصِر بِهِ لِدينِكَ ، وَانصُر بِهِ أولِياءَ كَ وأولِياءَ هُ وشيعَتَهُ وأنصارَهُ وَاجعَلنا مِنهُم .
اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ كُلِّ باغٍ وطاغٍ ومِن شَرِّ جَميعِ خَلقِكَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَاحرُسهُ وَامنَعهُ أن يوصَلَ إلَيهِ بِسوءٍ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ وآلَ رَسولِكَ ، وأظهِر بِهِ العَدلَ وأيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُر ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، وَاقصِم بِهِ جَبابِرَةَ الكَفَرَةِ ، وَاقتُل بِهِ الكُفّارَ وَالمُنافِقينَ وجَميعَ المُلحِدينَ ، حَيثُ كانوا وأينَ كانوا مِن مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها وبَرِّها وبَحرِها ، وَاملَأ بِهِ الأَرضَ عَدلاً ، وأظهِر بِهِ دينَ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ ، وَاجعَلنِي اللّهُمَّ مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ وأتباعِهِ وشيعَتِهِ ، وأرِني في آلِ مُحَمَّدٍ ما يَأمُلونَ وفي عَدُوِّهِم ما يَحذَرونَ ، إلهَ الحَقِّ آمينَ[8] .

8 ـ أبو عَلِيٍّ بنُ هَمّامٍ
ـ ذَكَرَ أنَّ الشَّيخَ العَمرِيَّ أملاهُ عَلَيهِ وأمَرَهُ أن يَدعُوَ بِهِ ، وهُوَ الدُّعاءُ في غَيبَةِ القائِمِ عليه السّلام ـ : اللّهُمَّ عَرِّفني نَفسَكَ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني نَفسَكَ لَم أعرِف نَبِيَّكَ . اللّهُمَّ عَرِّفني نَبِيَّكَ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني نَبِيَّكَ لَم أعرِف حُجَّتَكَ . اللّهُمَّ عَرِّفني حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني حُجَّتَكَ ضَلَلتُ عَن ديني . اللّهُمَّ لا تُمِتني ميتَةً جاهِلِيَّةً ، ولا تُزِغ قَلبي بَعدَ إذ هَدَيتَني ، اللّهُمَّ فَكَما هَدَيتَني بِوَلايَةِ مَن فَرَضتَ طاعَتَهُ عَلَيَّ مِن وُلاةِ أمرِكَ بَعدَ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ حَتّى والَيتُ وُلاةَ أمرِكَ أميرَ المُؤمِنينَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ وعَلِيًّا ومُحَمَّدًا وجَعفَرًا وموسى وعَلِيًّا ومُحَمَّدًا وعَلِيًّا وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهدِيَّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم أجمَعينَ . . .
اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُ وأيِّدهُ بِالنَّصرِ ،وَانصُر ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، ودَمِّر عَلى مَن نَصَبَ لَهُ وكَذَّبَ بِهِ ، وأظهِر بِهِ الحَقَّ ، وأمِت بِهِ الباطِلَ ، وَاستَنقِذ بِهِ عِبادَكَ المُؤمِنينَ مِنَ الذُّلِّ ، وَانعَش بِهِ البِلادَ ، وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ وَالكافِرينَ ، وأبِر بِهِ المُنافِقينَ وَالنّاكِثينَ وجَميعَ الُمخالِفينَ وَالمُلحِدينَ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها وبَرِّها وبَحرِها وسَهلِها وجَبَلِها حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّارًا ولا تُبقِيَ لَهُم آثارًا ، وتُطَهِّرَ مِنهُم بِلادَكَ ، وَاشفِ مِنهُم صُدورَ عِبادِكَ ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ ، وأصلِح بِهِ ما بُدِّلَ مِن حُكمِكَ وغُيِّرَ مِن سُنَّتِكَ حَتّى يَعودَ دينُكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ غَضًّا جَديدًا صَحيحًا لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ ، حَتّى تُطفِئَ بِعَدلِهِ نيرانَ الكافِرينَ ؛ فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ ، وَارتَضَيتَهُ لِنُصرَةِ نَبِيِّكَ ، وَاصطَفَيتَهُ بِعِلمِكَ ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ ، وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ ، وأطلَعتَهُ عَلى الغُيوبِ ، وأنعَمتَ عَلَيهِ ، وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ ، ونَقَّيتَهُ مِنَ الدَّنَسِ . . .
اللّهُمَّ إنّا نَشكو إليكَ فَقدَ نَبِيِّنا ، وغَيبَةَ وَلِيِّنا ، وشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَينا ، ووُقوعَ الفِتَنِ (بِنا) ، وتَظاهُرَ الأَعداءِ (عَلَينا) ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا ، وقِلَّةَ عَدَدِنا .
اللّهُمَّ فَافرُج ذلِكَ بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجِّلُهُ ، ونَصرٍ مِنكَ تُعِزُّهُ ، وإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ ، إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمينَ . . .
اللّهُمَّ وأحيِ بِوَلِيِّكَ القُرآنَ ، وأرِنا نورَهُ سَرمَدًا لا ظُلمَةَ فيهِ ، وأحيِ بِهِ القُلوبَ المَيتَةَ ، وَاشفِ بِهِ الصُّدورَ الوَغِرَةَ ، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ الُمختَلِفَةَ عَلَى الحَقِّ ، وأقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحكامَ المُهمَلَةَ حَتّى لا يَبقى حَقٌّ إلّا ظَهَرَ ولا عَدلٌ إلّا زَهَرَ . وَاجعَلنا يا رَبِّ مِن أعوانِهِ ، ومُقَوّي سُلطانِهِ ، وَالمُؤتَمِرينَ لِأَمرِهِ ، وَالرّاضينَ بِفِعلِهِ ، وَالمُسَلِّمينَ لِأَحكامِهِ ، ومِمَّن لا حاجَةَ لَهُ بِهِ إلَى التَّقِيَّةِ مِن خَلقِكَ . أنتَ يارَبِّ الَّذي تَكشِفُ السّوءَ وتُجيبُ المُضطَرَّ إذا دَعاكَ ، وتُنجي مِنَ الكَربِ العَظيمِ ، فَاكشِف يارَبِّ الضُرَّ عَن وَلِيِّكَ ، وَاجعَلهُ خَليفَةً في أرضِكَ كَما ضَمِنتَ لَهُ .
اللّهُمَّ ولا تَجعَلني مِن خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَجعَلني مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَجعَلني مِن أهلِ الحَنَقِ وَالغَيظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنّي أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ فَأَعِذني ، وأستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني بِهِم فائِزًا عِندَكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ[9] .

9 ـ في دُعاءِ الاِفتِتاحِ :
اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسلامَ وأهلَهُ وتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وأهلَهُ وتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ ، وتَرزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمَّ ما عَرَّفتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلناهُ ، وما قَصُرنا عَنهُ فَبَلِّغناهُ .
اللّهُمَّ المُم بِهِ شَعَثَنا ، وَاشعَب بِهِ صَدعَنا ، وَارتُق بِهِ فَتقَنا ، وكَثِّر بِهِ قِلَّتَنا ، وأعِزَّ بِهِ ذِلَّتَنا ، وأغنِ بِهِ عائِلَنا ، وَاقضِ بِهِ عَن مَغرَمِنا ، وَاجبُر بِهِ فَقرَنا ، وسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا ، ويَسِّر بِهِ عُسرَنا ، وبَيِّض بِهِ وُجوهَنا ، وفُكَّ بِهِ أسرَنا ، وأنجِـح بِهِ طَلِبَتَنا ، وأنجِز بِهِ مَواعيدَنا ، وَاستَجِب بِهِ دَعوَتَنا ، وأعطِنا بِهِ آمالَنا ، وأعطِنا بِهِ فَوقَ رَغبَتِنا .
يا خَيرَ المَسؤولينَ وأوسَعَ المُعطينَ ! اِشفِ بِهِ صُدورَنا ، وأذهِب بِهِ غَيظَ قُلوبِنا ، وَاهدِنا بِهِ لِمَا اختُلِفَ فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِكَ إنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ، وَانصُرنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وعَدُوِّنا إلهَ الحَقِّ آمينَ .
اللّهُمَّ إنّا نَشكو إلَيكَ فَقدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، وغَيبَةَ إمامِنا ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا ، وشِدَّةَ الفِتَنِ بِنا ، وتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَينا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتحٍ تُعَجِّلُهُ ، وبِضُرٍّ تَكشِفُهُ ، ونَصرٍ تُعِزُّهُ ، وسُلطانِ حَقٍّ تُظهِرُهُ ، ورَحمَةٍ مِنكَ تُجَلِّلُناها ، وعافِيَةٍ تُلبِسُناها ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ[10] .


الهامش


(1) الصحيفة السجّاديّة : الدعاء 47 ص 190 و 191 ، إقبال الأعمال : 2 / 91 .
(2) الكافي : 3 / 424 / 6 عن محمّد بن مسلم .
(3) مصباح المتهجّد : 392 ، جمال الاُسبوع : 293 .
(4) قوله عليه السّلام : «بإيوائك» الوأي بمعنى الوعد ، والإيواء لم يأتِ في اللغة بهذا المعنى ، وعدم ذكرهم لايدلّ على العدم ، مع أنّه يمكن أن يكون من قولهم : آوى فلاناً، أي: أجاره وأسكنه ، فكان الواعد يؤدّي الوعد إلى نفسه لكنّه بعيد . قال في النهاية في حديث وهب : إنّ الله تعالى قال : «إنّي أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني» . قال القتيبي : هذا غلط ، إلّا أن يكون من المقلوب . والصحيح : وأيت من الوأي وهو الوعد ، يقول : جعلته وعداً على نفسي. انتهى .
والوعد هو الذي قال الله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكّننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لايشركون بي شيئاً . (مرآة العقول : 15 / 135 ، راجع : البحار : 101 / 221 وملاذ الأخيار : 9 / 163)
(5) الكافي : 3 / 325 / 17 عن عبدالله بن جندب .
(6) مصباح المتهجّد : 409 ، المصباح للكفعميّ : 548 ، جمال الاُسبوع : 307 كلّها عن يونس بن عبدالرحمن .
(7) مصباح الزائر : 480 .
(8) مصباح المتهجّد : 409 ، جمال الاُسبوع : 300 كلاهما عن أبي محمّد عبدالله بن محمّد العابد .
(9) كمال الدين : 512 / 43 ، مصباح المتهجّد : 411 ، جماع الاُسبوع : 315 .
(10) إقبال الأعمال : 1 / 142 عن محمّد بن أبي قرّة بإسناده فقال : حدّثني أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد ابن عبدالله الحسنيّ قال : أخبرنا أبو عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكونيّ رضي الله عنه قال : سألت أبا بكر أحمد ابن محمّد بن عثمان البغداديّ رحمه الله أن يخرج إليَّ أدعية شهر رمضان التي كان عمّه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن السعيد العمريّ رضي الله عنه وأرضاه يدعو بها ، فأخرج إليَّ دفترًا مجلّدًا بأحمر ، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها : وتدعو بهذا الدعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان .

الصفحة السابقة

          اهل البيت (ع) في الكتاب و السنة

طباعة

الصفحة اللاحقة