ص 81
ذكر هذا ، وإن صحت دل على أن عليا وصي رسول الله (ص) ، والمراد بالوصاية ميراث
العلم الحكمة وليست هي نصا في الإمامة كما ادعاه (إنتهى) أقول هذه الرواية مما رواه
ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب بإسناده إلى عبد الله ابن مسعود ، فالانكار
والاصرار فيه عناد ، وإلحاد ، والمراد بالدعوة المذكورة فيها دعوة إبراهيم وطلب
الإمامة لذريته من الله تعالى ، فدلت الرواية على أن المراد بالوصاية الإمامة وإن
سبق الكفر وسجود الصنم (1) ينافي الإمامة في ثاني الحال أيضا كما أوضحناه سابقا
فينتفي إمامة الثلاثة ، ويصير نصا في إرادة الإمامة دون ميراث العلم والحكمة . إن
قيل : لا يلزم من هذه الرواية عدم إمامة الثلاثة إذ كما أن انتهاء الدعوة إلى النبي
(ص) لا يدل على عدم نبي قبله فكذلك انتها الدعوة إلى علي (ع) لا يدل على عدم إمام
قبله ، بل اللازم من الرواية أن الإمام المنتهى إليه الدعوى ، يجب أن لا يسجد صنما
قط ، ولا يلزم منها أن يكون قبل الانتهاء أيضا كذلك قلت : قوله : (ص) انتهت بصيغة
الماضي ، يدل على وقوع الانتهاء عند تكلم النبي (ص)
(هامش)
إبراهيم الإمامة لذريته لا تصل إلا لمن يسجد لصنم قط ومن ثم جعلني الله نبيا وعليا
وصيا لي . (1) وذلك لقداسة الإمامة والخلافة وكونها من المناصب الشامخة الإلهية
والمراتب السامية الربانية : فكيف يليق أن يتقمصها من كان سنين من عمره وأعوام من
دهره عاكفا بفناء اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ولله در المحققين من أصحابنا
الأصوليين حيث حققوا هذا المعنى وأسفروا عن وجه الحق في مبحث المشتق من كتب الأصول
وفي كتيبة ذلكم الأعلام العلامة سلطان عريشة التدريس وملك إقليم الإفادة خريت الفن
حبر الفقهاء والمجتهدين حجة الإسلام والمسلمين آية الله في الورى شيخ مشايخنا
الكرام مولينا الآخوند ملا محمد كاظم الهروي الطوسي النجفي قدس سره الشريف في كتاب
الكفاية . (*)
ص 82
وسبق إمامة غير علي (ع) ينافي ذلك ، نعم لو قال النبي (ص) : سينتهي الدعوة الخ لكان
لذلك الاحتمال مجال ، وليس فليس ، فظهر الفرق بين انتهاء الدعوة إلى النبي (ص) وبين
انتهائها إلى علي (ع) لا يقال : لو صحت هذه الرواية ، لزم أن لا يكون باقي الأئمة
إماما ، لأنا نقول : الملازمة ممنوعة فإن الانتهاء بمعنى الوصول ، لا الانقطاع وفي
هذا الجواب مندوحة عما قيل : إن عدم صحة هذه الرواية لا يضرنا إذ غرضنا الزامهم بأن
أبا بكر وعمر وعثمان ليسوا أئمة فتأمل هذا . ويقرب من هذه الرواية ما رواه (1)
النسفي الحنفي (2) في تفسير المدارك عند تفسير آية النجوى عن أمير المؤمنين أنه قال
: سألت رسول الله (ص) عشر مسائل إلى أن قال : قلت : وما الحق ؟ قال : الإسلام
والقرآن والولاية إذا انتهت إليك (إنتهى) وأقول : مفهوم الشرط حجة عند المحققين من
أئمة الأصول ، فيدل على أن الإمامة والولاية قبل الانتهاء إليه باطل ، فيلزم بطلان
خلافة من تقدم فيها عليه كما لا يخفى . قال المصنف رفع الله درجته
التاسعة قوله
تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (3) 
روى الجمهور (4)
عن ابن عباس ، قال : نزلت في أمير المؤمنين علي (ع) قال : الود المحبة في قلوب
المؤمنين (إنتهى)
(هامش)
(1) فراجع مدارك التنزيل للنسفي (ج 4 ص 178 ط عيسى الحلبي وشركائه بمصر) (2) قد مرت
ترجمته (ج 1 ص 217) (3) مريم . الآية 96 . (4) أورد هذه الرواية جم غفير من أعاظم
القوم ونحن نورد أسماء بعضهم على حسب ما وسعنا المجال فنقول : ( منهم ) العلامة
الثعلبي في تفسيره كما في كتاب العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 151 ط تبريز) قال :
أخبرنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق ، أخبرنا (*)
ص 83
أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ببغداد ، حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي
الفارسي وحدثنا إسحاق بن بشر الكوفي ، حدثنا خالد بن يزيد عن حمزة عن أبي إسحاق
السبيعي عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب يا علي قل :
اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ، فأنزل الله تعالى : إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (ومنهم) العلامة الزمخشري في
الكشاف (ج 2 ص 425 ط الأدبي بمصر) قال : روى أن النبي (ص) قال لعلي رضي الله عنه :
يا علي قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فنزل الله
هذه الآية . (ومنهم) العلامة سبط بن الجوزي في التذكرة (ص 20 ط النجف) قال ابن عباس
هذا الود جعله الله لعلي في قلوب المؤمنين وروى أبو إسحاق الثعلبي عن البراء بن
عازب قال : قال : رسول الله (ص) لعلي (ع) اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور
المؤمنين مودة فأنزل الله هذه الآية (ومنهم) العلامة الكنجي الشافعي في كفاية
الطالب (ص 121 ط الغري) روى الخوارزمي عن زيد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب
قال : لقيني رجل فقال يا أبا الحسن أما والله إني أحبك في الله فرجعت إلى رسول الله
(ص) فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله (ص) : يا علي اصطنعت إليه معروفا (1) فقال
رسول الله (ص) الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة قال : فنزل قوله
تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا . (ومنهم) العلامة
أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 617 ، أورد في تفسيره
المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 11 ص 161 ط القاهرة 1357 ه) رواية عن البراءة بن
عازب قال : قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب : قل يا علي اللهم اجعل لي عندك
عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ،
(هامش)
(1) قال والله ما اصطنعت إليه معروفا (*)
ص 84
فنزلت الآية ، وذكره الثعلبي الخ . (ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في ذخائر
العقبي (ص 89 ط مصر سنة 1356) أخرج الحافظ السلفي عن ابن الحنفية في قوله تعالى :
سيجعل لهم الرحمن ودا . الآية قال ، لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته .
(ومنهم) العلامة المذكور في الرياض النضرة (ج 2 ص 207 ط محمد أمين الخانجي) أخرج
الحافظ السلفي عن ابن الحنيفة لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته .
(ومنهم) العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 16 ص 74 المطبوع بهامش تفسير الطبري ط
الميمنة بمصر) وعن النبي (ص) قال لعلي يا علي : قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل
لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . (ومنهم) العلامة الأديب
الشهير بأبي حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في
حق مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام : بقوله : وذكر النقاش إنها نزلت في علي بن
أبي طالب وقال محمد بن الحنفية : لا تجد مؤمنا إلا وهو يحب عليا وأهل بيته ، انتهى
ومن غريب هذا ما أنشدنا الإمام اللغوي رضي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن يوسف
الأنصاري الشاطبي رحمه الله تعالى لزبينا بن إسحاق النصراني الرسفي عدي وتيم لا
أحاول ذكرهم * بسوء ولكني محب لهاشم وما تعتريني في علي ورهطه * إذا ذكروا في الله
لومة لائم يقولون ما بال النصارى تحبهم * وأهل النهى من أعرب وأعاجم فقلت لهم : إني
لأحسب حبهم * سرى في قلوب الخلق حتى البهائم (*)
ص 85
وذكر أبو محمد بن حزم : أن بغض علي من الكبائر . بحر المحيط (ج 6 ص 221 ط مطبعة
السعادة بمصر) (ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 4 ص 287 ط مصر) وأخرج
ابن مردويه والديلمي عن البراء ، قال : قال : رسول الله (ص) لعلي : قل اللهم اجعل
لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل الله
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا . قال فنزلت في علي . وأخرج
الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب : إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات ، الآية قال محبة في قلوب المؤمنين . (ومنهم) العلامة المير غياث
الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدري بطهران) روى
عن البراء بن عازب أن رسول الله (ص) قال لعلي : يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا
، واجعل لي عندك ودا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فنزلت : إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا . (ومنهم) العلامة الهيتمي في الصواعق
المحرقة (ص 170 ط المحمدية بمصر) أخرج الحافظ السلفي عن محمد بن الحنفية أنه قال في
تفسير هذه الآية لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته . (ومنهم) العلامة
المير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 46 ط بمبئي بمطبعة محمدي) (*)
ص 86
(هامش)
= روى عن ابن عباس نزول الآية في علي (ع) وروى ابن مردويه في المناقب قال رسول الله
(ص) لعلي : قل اللهم اجعل عندك عهدا واجعل في صدور المؤمنين مودة فنزلت هذه الآية .
(ومنهم) العلامة الشيخ محمد الشوكاني في تفسيره (ج 3 ص 342 ط مصطفى الحلبي بمصر)
أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات ، الآية ، قال : محبة في قلوب المؤمنين . وأخرج ابن مردويه
والديلمي عن البراء قال : قال رسول الله (ص) لعلي : اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل
لي عندك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل الله الآية في علي (ع) .
(ومنهم) العلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني (ج 16 ص 130 ط المنيرية بمصر) .
أخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال : قال رسول الله (ص) لعلي كرم الله تعالى
وجهه قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين ودا ، فأنزل الله
سبحانه هذه الآية ، وكان محمد بن الحنفية رضي الله عنه يقول : لا تجد مؤمنا إلا وهو
يحب عليا كرم الله تعالى وجهه وأهل بيته . (ومنهم) العلامة السيد أبو بكر بن شهاب
الدين العلوي في كتابه (رشفة الصادي) (ص 25 ط مصر سنة 1303) أخرج الحافظ السلفي عن
محمد بن الحنفية رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : سيجعل لهم الرحمن ودا قال لا
يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته رضوان الله عليهم . (*)
ص 87
قال الناصب خفضه الله أقول : ليست هذه الرواية في تفسير أهل السنة وإن صحت دلت على
وجوب محبته وهو واجب بالاتفاق ، ولم يثبت به النص على الإمامة وهو المدعى (إنتهى) .
أقول الرواية مذكورة في تفسير الرازي (1) وتفسير النيشابوري (2) وكتاب الصواعق (3)
المحرقة لابن حجر المتأخر وفيه ما يزيد رغم أنف الناصب الشقي المنكر لفضائل علي (ع)
، فإنه قال : وصح أن العباس شكى إلى رسول الله (ص) ما يلقون من قريش من تعبيسهم
وجوههم وقطعهم حديثهم عند لقائهم ، فغضب (ص) غضبا شديدا حتى احمر وجهه ، ودر عرق
بين عينيه ، وقال : والذي نفسي بيده : لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله
ورسوله وفي رواية صحيحة أيضا : ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي
قطعوا حديثهم والله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني (إنتهى)
وأما قوله : ولم يثبت به النص على الإمامة ، فمدفوع بأن من يوقع الله تعالى محبته
في قلوب المؤمنين ويذكرها في مقام الامتنان لا بد وأن يكون معصوما وإذا ثبتت العصمة
ثم الدست (4) .
(هامش)
(1) قد تقدمت قبيل هذا في ذيل الآية فراجع . (2) قد تقدمت أيضا في تعاليقنا في ذيل
الآية فراجع . (3) وهو مذكور فيه أيضا في (170 الطبع الجديد الذي باشر طبعة عبد
اللطيف عبد الوهاب بمصر) فراجع إلى تعاليقنا في ذيل الآية (4) الدست : صدر البيت ،
المجلس ، الوسادة ، جمعه دسوت ومنه الدستگاه بالفارسية والعبارة كناية عن تمامية
المدعى . (*)
ص 88
قال المصنف رفع الله درجته
العاشرة قوله تعالى : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (1) ،

نقل الجمهور (2 ) عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) : أنا المنذر وعلي الهادي
، وبك يا علي يهتدي المهتدون (إنتهى) .
(هامش)
(1) الرعد . الآية ، 7 (2) أخرجه عدة كثيرة من حفاظ القوم وحملة آثارهم ونحن نورد
بعضهم حسب ما وقفنا عليها فنقول : (منهم) العلامة الحافظ الحاكم في كتاب (المستدرك)
(ج 3 ص 129 ط حيدر آباد الدكن) قال : أخبرنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ثنا
عبد الرحمان بن محمد بن منصور الحارثي ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبي
الأسود عن الأعمش عن المنهال ابن عمر وعن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي إنما أنت
منذر ولكل قوم هاد قال على رسول الله (ص) المنذر وأنا الهادي ، ثم قال : هذا حديث
صحيح الاسناد ولم يخرجاه (ومنهم) الذهبي في (تلخيص المستدرك) (ج 3 ص 129 بهامش
المستدرك الطبع المذكور) أخبرنا عثمان بن السماك ثنا عبد الرحمان بن محمد بن منصور
ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن
عباد بن عبد الله الأسدي الحديث المتقدم عن المستدرك (ومنهم) العلامة فخر الدين
الرازي في تفسيره (ج 19 ص 14 ط البهية بمصر) قال ابن عباس رضي الله عنه : وضع رسول
الله (ص) يده على صدره فقال أنا المنذر ، ثم أومأ إلى منكب علي رضي الله عنه وقال :
أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي . (*)
ص 89
(هامش)
(ومنهم) العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 501 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر) عن أبي
جعفر بن جرير ، حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري حدثنا
معاذ بن مسلم ، حدثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي
الله عنه ، قال : لما نزلت : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ، قال : وضع رسول الله (ص)
يده على صدره وقال : أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب على فقال : أنت
الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي . وفيه أيضا عن ابن أبي حاتم حدثنا علي بن
الحسين ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن
علي (ولكل قوم هاد) قال : الهادي رجل من بني هاشم ، قال الجنيد : هو علي بن أبي
طالب رض وفيه أيضا بسند آخر نحو ذلك ، قال ابن أبي حاتم : وروى عن ابن عباس في إحدى
الروايات ، وعن أبي جعفر محمد بن علي نحو ذلك . (ومنهم) العلامة ابن صباغ المالكي
في فصول المهمة (ص 105 ط النجف) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزل قوله تعالى
: إنما أنت منذر ولكل قوم هاد قال رسول الله (ص) أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا
علي يهتدي المهتدون . (ومنهم) العلامة الگنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 109 ط
الغزي) قال : أخبرنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه ،
أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، أخبرنا أبو طالب علي بن عبد
الرحمان ، أخبرنا أبو الحسن الخلعي ، أخبرنا أبو محمد بن النحاس ، أخبرنا أبو سعيد
بن الأعرابي ، حدثنا أبو العباس الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي ، حدثنا
الحسن الحسن بن الحسين الأنصاري في مسجد حبة العرني ، حدثنا معاذ بن مسلم عن عطاء
بن السائب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت : إنما أنت منذر . الآية
قال النبي (ص) (*)
ص 90
(هامش)
أنا المنذر وعلي الهادي ، بك يا علي يهتدي المهتدون . قلت : هذا لفظه في تاريخه
وذكره بطرق شتى وذكره غير واحد من أئمة التفسير على نحو ما رواه في تاريخه ، منهم
محمد بن جرير الطبري وأحمد بن محمد بن الثعلبي النيشابوري النقاش وغيرهم . (ومنهم)
العلامة الطبري في تفسيره (ج 13 ص 63 ط الميمنية بمصر) قال : حدثنا أحمد بن يحيى
الصوفي قال : ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ، قال : ثنا معاذ بن مسلم تباع الهروي
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد وضع (ص) يده على صدره فقال : أنا المنذر ولكل قوم هاد ، وأومأ بيده
إلى منكب علي فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي . (ومنهم)
العلامة الأديب الشهير بأبي حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول
الآية الشريفة في تفسيره المسمى بالبحر المحيط في حق علي بن أبي طالب (ع) وأنهى
سنده إلى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : وضع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي بن أبي طالب
فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من من بعدي (ج 5 ص 367 ط مطبعة
السعادة بمصر) . (ومنهم) العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 73 3 بهامش تفسير الطبري
ط الميمنة بمصر) . روى عن ابن عباس أن رسول الله (ص) وضع يده على صدره فقال : أنا
المنذر ، وأومأ إلى منكب علي فقال : وأنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي
. (ومنهم) صاحب كتاب فتح البيان (ج 5 ص 97 كما في الفلك) ذكر بعين ما تقدم عن
السيوطي في الدر المنثور . (*)
ص 91
(هامش)
(ومنهم) صاحب كتاب ترجمان القرآن (ص 831 كما في الفلك) ذكر مثله . (ومنهم) العلامة
الشيخ علي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 34 ط القديم
بمصر) الديلمي عن ابن عباس عن رسول الله (ص) قال : أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك
يهتدي المهتدون من بعدي . (ومنهم) العلامة الحمويني في فرائد السمطين (كما في كفاية
الخصام ص 333 ط طهران) روى بسنده عن أبي هريرة الأسلمي أن المراد من الهادي علي
بعين ما تقدم . (ومنهم) العلامة المير غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في
كتاب حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدري بطهران) قد ثبت بطرق متعددة أنه لما نزل قوله
تعالى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ، قال لعلي : أنا المنذر وأنت الهادي ، بك يا علي
يهتدي المهتدون من بعدي . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب
مرتضوي (ص ص 42 ط بمبئي بمطبعة محمدي) روى عن المحدث الحنبلي في المسند وشيرويه في
فردوس الأخبار وابن مردويه في المناقب أن المراد من الهادي علي (ع) بعين المضمون
المتقدم . (ومنهم) العلامة الشوكاني في تفسيره (ج 3 ص 6 ط مصطفى الحلبي بمصر) وأخرج
ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار عن ابن
عباس قال : لما نزلت : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد وضع رسول الله (ص) يده على صدره
فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب على فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي
المهتدون من بعدي وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال سمعت رسول الله فذكر
نحوه . (*)
ص 92
(هامش)
وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس مرفوعا نحوه أيضا . وأخرج عبد
الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه
وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب في الآية نحوه أيضا . (ومنهم) العلامة
الآلوسي في روح المعاني (ج 13 ص 97 ط المنيرية بمصر) وأخرج ابن جرير وابن مردويه
والديلمي وابن عساكر عن ابن عباس قال : لما نزلت : إنما أنت منذر ، الآية وضع رسول
الله (ص) يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى علي كرم الله تعالى وجهه
فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي . وأخرج عبد الله بن أحمد في
زوائد المسند وابن أبي حاتم والطبراني والأوسط والحاكم وصححه وابن عساكر أيضا عن
علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال في الآية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
أنا المنذر وأنت الهادي ، وفي لفظه رجل من بني هاشم يعني نفسه (ومنهم) العلامة
الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، روى عن ابن عباس رض قال : لما نزل قوله تعالى
: إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ، قال رسول الله (ص) : أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا
علي يهتدي المهتدون . (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) (ومنهم) العلامة الشيخ
سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 99 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي عن عطاء بن
السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزل قوله تعالى : إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد ، وضع (ص) يده على صدره وقال أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي
المهتدون . وأخرج الثعلبي أيضا عن السدي عن عبد خير عن علي كرم الله وجهه قال :
المنذر النبي (ص) والهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه . وأخرج الحمويني بسنده عن أبي
هريرة الحديث بعينه . (*)
ص 93
قال الناصب خفضه الله أقول : ليس هذا في تفاسير السنة ، ولو صح دل على أن عليا (ع)
هاد وهو مسلم ، وكذا أصحاب رسول الله (ص) هداة لقوله (ص) : أصحابي كالنجوم (1)
بأيهم اقتديتم اهتديتم ولا دلالة فيه على النص (إنتهى) . أقول هذا مذكور في تفسير
إمام أهل السنة فخر الدين الرازي (2) مع تفصيل حيث قال : وذكروا هيهنا أقوالا إلى
أن قال : والثالث المنذر النبي والهادي علي ، قال ابن عباس : وضع رسول الله (ص) يده
على صدره فقال : أنا المنذر ، وأومأ إلى منكب علي ، وقال أنت الهادي يا علي ، بك
يهتدي المهتدون بعدي (إنتهى) . وقد صنف ابن عقدة (3) كتابا في هذه الآية ، وروايات
نزولها في شأن علي (ع)
(هامش)
وأخرج صاحب المناقب عن الباقر والصادق رضي الله عنهما نحوه . وأخرج الحاكم أبو
القاسم الحسكاني بسنده عن الحكم بن جبير عن بريدة الأسلمي قال : دعا رسول الله (ص)
ماء الطهور فأخذ بيد علي بعد ما تطهر ، فألصق يده بصدره فقال : أنا المنذر ثم رد
يده إلى صدر علي فقال : أنت لكل قوم هاد ، ثم قال له : أنت مناد الأنام وغاية الهدى
وأمير الغر المحجلين أشهد على ذلك أنك كذلك . (1) قد مر في المجلد الأول أنه من
الموضوعات (ص 39) وسيأتي عن قريب تصريح جماعة من فطاحل القوم بكونه من المختلفات
(2) فراجع تفسير الرازي (ج 21 ص 14 ط سنة 1357) وهكذا إلى المستدرك (ج 3 ص 130 ط
حيدر آباد) وإلى ينابيع المودة (ص 81 وص 21) (3) قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 486) (*)
ص 94
ورواها (1) الثعلبي في تفسيره مسندة عن ابن عباس أيضا بعين ما ذكره الرازي (2) في
تفسيره ، ورواها الثعلبي أيضا مسندة إلى علي (ع) قال : قال المنذر النبي (ص)
والهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه (إنتهى) فإنكار الناصب كما ترى ، وأما قوله :
ولو صح دل على أن عليا هاد ، وهو مسلم ففيه أن دلالته ليست مقصورة على أصل الهداية
ومجرده ، بل على كمال الهداية بل على حصر الهادي من أمة محمد (ص) فيه ، وبالجملة
هذه الخصوصيات الزائدة مع خصوصية وقوعه ، مقابلا للنبي (ص) في إتيان أحدهما
بالانذار وآخر بالهداية ، دليل على تقديمه على كل من نازعه الخلافة ، وأنه أحق بها
منه ، لأن انحصار مطلق الهداية فيه ، يقتضي كونه هاديا في ساير أوقاته ، وقد ثبت
ذلك الأمر له بقول الله تعالى مجملا ، وبقول الرسول (ص) مبينا ، كما عرفت وأما ما
رواه من حديث أصحابه كالنجوم ففيه من آثار الوضع والبطلان ما لا يخفى لأن ذلك القول
لا يخلو إما أن قاله النبي (ص) لأصحابه وغيرهم ، أو قاله لأصحابه دون غيرهم ، أو
قاله لغير أصحابه فإن قالوا : إنه قاله للصحابة وغيرهم ، أو قاله للصحابة دون غيرهم
، قلنا فهل يستقيم في الكلام الفصيح المحكم أن يقول لأصحابه : أصحابي كالنجوم بأيهم
اقتديتم اهتديتم ؟ وإن قالوا إنه قاله لغير الصحابة ، قلنا لهم ، هل يعلم خبر بهذا
معروف مجمع عليه أم هو شيئ تتخرصونه باستحسان عقولكم وآرائكم لأن الصحابة هم الذين
رووها ، بل إنما رواه عمر فلو كان قاله لغيرهم لكان قد ذكروا ذلك الخبر ، وكانوا
يقولون ، أو يقول : إن الرسول قال لجميع من أسلم غير الصحابة كالنجوم الخ ولما لم
يكن في نقلكم شيئ من هذا التخصيص ، بطل ادعائكم في ذلك ، ومما
(هامش)
(1) قد تقدمت قبيل هذا في تعاليقنا في ذيل الآية . (2) قد تقدمت قبيل هذا أيضا
فراجع . (*)
ص 95
يكشف عن ذلك (1) ما ذكره شارح كتاب الشفا (2) للقاضي عياض المالكي (3) حيث قال :
اعلم أن حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم أخرجه الدارقطني (4) في الفضائل
، وابن عبد البر (5) في العلم من طريقه من حديث جابر ، وقال : هذا
(هامش)
(1) أي أن الحديث موضوع . (2) هو المولى علي بن سلطان محمد القاري الهروي الحنفي
المكي المتوفى سنة 1014 وكان من مشاهير عصره في الحديث والتفسير والكلام وإليه
ينتهي أكثر إجازات علماء القوم كما صرحوا به في إجازاتهم لنا في رواية كتبهم وله
تآليف كثيرة منها كتاب في الأحاديث القدسية ، وشرح مشكاة المصابيح وشرح الشفاء
للقاضي عياض في مجلدات والجمل التي نقلها مولانا القاضي هنا مذكورة في شرح الشفاء
(ج 2 ص 91 ط مصر) (3) قد مرت ترجمته في (ج 1 ص 328 وج 2 ص 213 من الكتاب) (4) قد
مرت ترجمته في أوائل هذا الجزء . (5) هو الحافظ العلامة أبو عمر ويوسف بن عبد الله
بن محمد بن عبد البر الأندلسي القرطبي المالكي الفروع ، الأشعري الأصول البحاثة
الشهير في علوم الحديث والتفسير والرجال ويعبر عنه بحافظ المغرب ، ولد كما قال
الذهبي في التذكرة سنة 368 ، له تآليف شهيرة أشهرها كتاب الاستيعاب في معرفة
الأصحاب وقد طبع مرات وهو أحد المصادر التي نقلنا عنها كثيرا في تعاليق الكتاب ،
ومن آثاره كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، وقد طبع في هذه
الأيام ، وهو كتاب جليل القدر في موضوعه ، وكتاب الكافي في فقه المالكية وكتاب
مختصر جامع بيان العلم وفضله ، وقد طبع سنة 1320 وكتاب الدرر في المغازي والسير قيل
: إنه طبع على نفقة بعض المستشرقين من هولندا وكتاب بهجة المجالس في المحاضرات
وغيرها توفي سنة 463 في بلدة شاطبة من بلاد الأندلس ومن غريب التصادف أن حافظ
المشرق أي الخطيب البغدادي مات في هذه السنة أيضا ، ومن ثم اشتهرت تلك السنة بعام
موت (*)
ص 96
إسناد لا تقوم به حجة لأن الحارث بن غصين مجهول (1) ورواه عبد بن حميد (2) في مسنده
من رواية عبد الرحيم بن زيد (3) العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب (4) عن ابن عمر
قال البزار (5)
(هامش)
الحافظين فراجع الريحانة (ج 6 ص 76 طبع طهران) وغيره . (1) صرح بذلك الحافظ ابن عبد
البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله (ص 152 ط مصر بمطبعة الموضوعات) (2) هو أبو
محمد عبد بن حميد بن نصر الكشي المحدث المتكلم ، توفي سنة 249 ذكره الخزرجي في
الخلاصة (ص 210 طبع مصر) وقال إنه يروي عن علي بن عاصم ومحمد بن بشر العبدي وعبد
الرزاق والنضر بن شميل وغيرهم . (3) هو عبد الرحيم بن زيد العمى ، قال الخزرجي في
الخلاصة (ص 201 طبع مصر) ما لفظه : إنه روى عن أبيه وعنه مرحوم العطار قال البخاري
تركوه انتهى . وقال في الهامش نقلا عن التهذيب ما لفظه : قال أبو بكر بن أبي عاصم
مات سنة أربع وثمانين ومأة 184 . (4) قد مرت ترجمته قبيل ذلك وإن القوم ضعفوه ولا
يعتمدون على رواياته (5) قال الحافظ بن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله ص
151 ط مصر ما لفظه : وعن محمد بن أيوب الرقي قال : قال لنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن
عبد الخالق البزار : سألتهم عما يروى عن النبي ما في أيدي العامة يرونه عن النبي
(ص) أنه قال إنما مثل أصحابي كمثل النجوم أو أصحابي كالنجوم بأيهم اقتدوا واهتدوا ،
قالوا هذا الكلام لا يصح عن النبي (ص) ، رواه عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن
سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي وربما رواه عبد الرحيم عن أبيه عن ابن عمر ،
وإنما أتى ضعف هذا الحديث (*)
ص 97
منكر لا يصح ، ورواه ابن (1) عدي في الكامل من رواية حمزة بن أبي حمزة
(هامش)
من قبل عبد الرحيم بن زيد لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه ، والكلام أيضا
منكر عن النبي (ص) إلى أن قال : هذا آخر كلام البزار ثم قال : قال أبو عمر ونعني
نفسه قد روى أبو شهاب الخياط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول
الله (ص) إنما : أصحابي مثل النجوم ، فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم وهذا إسناد لا يصح
ولا يرويه عن نافع من يحتج به ، إلى أن قال وقد روى في هذا الحديث إسناد غير ما ذكر
البزاز عن سلام بن سليم قال حدثنا الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . أصحابي النجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم قال
أبو عمر : هذا إسناد لا تقوم به حجة ، لأن الحارث بن غصين مجهول وعن الحكم بن عتيبة
قال : ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم
وعن ابن أبي عمر قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ليس أحد من
خلق الله إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن
وهب قال : سمعت سفيان يحدث عن عبد الكريم من مجاهد مثله ، وعن الحسن بن محمد بن
الصباح الزعفراني قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن مجاهد مثله أيضا .
(5 مكرر) هو العلامة أبو بكر أحمد بن عمر وبن عبد الخالق البصري صاحب كتاب المسند
قال الذهبي في التذكرة (ج 2 ص 204 طبع حيدر آباد) ما محصله : إنه سمع هدية بن خالد
وعبد الأعلى بن حماد والحسن بن علي بن راشد وعبد الله بن معاوية الجمحي ومحمد بن
يحيى بن فياض الرماني وطبقتم روى عنه عبد الباقي بن قانع ومحمد بن العباس بن نجيح
وأبو بكر الختلي وعبد الله بن الحسن وأبو الشيخ ارتحل في آخر عمره إلى إصبهان وإلى
الشام توفي بالرملة سنة 292 وقال الدار قطني هو ثقة . (1) هو العلامة أبو أحمد عبد
الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني
ص 98
النصيبي ، (1) عن نافع ، (2) عن ابن عمر (3) بلفظ بأيهم أخذتم ، بقوله : بدل
اقتديتم وإسناد ضعيف ، لأجل حمزة ، لأنه متهم بالكذب (4) ، ورواه البيهقي (5) في
المدخل من حديث عمر ومن حديث ابن عباس ، ومن وجه آخر
(هامش)
ويعرف بابن القطان أيضا ، له كتب أشهرها الكامل في الجرح والتعديل ، قال الذهبي في
التذكرة (3 ص 143 طبع حيدر آباد) ما ملخصة : إنه ولد سنة 277 وتوفي سنة 365 ، سمع
عن جماعة منهم بهلول بن إسحاق الأنباري ومحمد بن يحيى المروزي وأبا خليفة الجمحي
وأبا عبد الرحمن النسائي وغيرهم وعنه أبو العباس بن عقدة شيخه وأبو سعيد الماليني
والحسن بن أمين وخلق (1) هو حمزة بن أبي حمزة ميمون الجعفي الجزري النصيبي قال
الخزرجي في الخلاصة (ص 79 طبع مصر) ما لفظه : هو يروي عن نافع وعنه بكر بن مضر قال
البخاري : منكر الحديث ، له عنده فرد حديث انتهى . وقال في التهذيب نقلا عن النسائي
والدار قطني متروك الحديث انتهى (2) الظاهر أن المراد به أبو عبد الله نافع العدوي
مولاهم مملوك عبد الله بن عمر ، يروي عن مولاه ابن عمر وعن أبي هريرة وأبي لبابة
وعائشة ، توفي سنة 120 ، واختلف في قبول رواياته ويحتمل أن يكون المراد بنافع في
الكتاب نافع بن جبير ، والأول عندي أظهر لقرائن يطول بنا الكلام لو سردناها . (3)
هو عبد الله أبو عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب ، توفي سنة 74 ، وعنه بنوه سالم وحمزة
وعبيد الله وابن المسيب ومولاه نافع . (4) والشاهد على ذلك ما أسلفنا نقله بعيد هذا
من النسائي والدار قطني والبخاري فراجع . (5) هو العلامة أحمد بن الحسن (الحسين خ
ل) بن علي بن موسى بن عبد الله الشافعي الخسروجردي البيهقي له كتب في الحديث
والتفسير ككتاب دلائل النبوة والمدخل والمبسوط والسنن الصغير والسنن الكبير وشعب
الايمان والأربعين وغيرها ، توفي
ص 99
مرسلا وقال متنه مشهور ، وأسانيده ضعيفة ، لم يثبت منها في هذا الباب إسناد ، وقال
ابن حزم (1) : إنه مكذوب موضوع باطل ، وقال الحافظ زين الدين العراقي (2) وكان
ينبغي للمصنف (للقاضي خ ل) ، أن لا يذكر هذا الحديث بصيغة
(هامش)
في بلدة نيشابور ونقل إلى البيهق وبالجملة الرجل من أكابر القوم وعظمائهم في فنون
العلم فراجع الريحانة (ج 1 ص 192 طبع طهران) فبالله عليك أيها المصنف النقاب الغواص
في تيار الأخبار لالتقاط صحاحها هل بقي لك ريب بعد شهادة عدة من فرسان العلم وحفظة
الحديث كابن حزم والبيهقي وابن عبد البر والبزار وزين الدين العراقي وغيرهم ممن
أسلفنا أسمائهم سابقا في كون رواية أصحابي النجوم من الموضوعات ومن وليدات المرتزقة
من خزانة الأمراء الأموية والعباسية اختلقوها لجلب الحطام ونيل المرام خذلهم الله
وأخزاهم كأنه لم يقرع آذانهم قول النبي الأكرم (ص) من كذب على فليتبوء مقعده من
النار ، أعاذنا الله ما يسخط نبيه وويل لمن شفعائه خصمائه . (1) قد مرت ترجمته في
(ج 1 ص 101) وفي (ج 2) (2) هو العلامة الحافظ الشيخ أبو زرعة وأبو الفضل عبد الرحيم
بن الحسين بن عبد الرحمن ابن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الكردي الرازياني ثم
المصري الشافعي المذهب المحدث الفقيه الرجالي الشهير بالشيخ زين الدين العراقي تارة
وصاحب الألفية أخرى ، والعراقي في كتب الحديث والرجال للقوم ينصرف إليه . قال
العلامة الشيخ جلال الدين السيوطي في ذيل التذكرة (ص 220 طبع مصر) : إنه قدم أبوه
من (رازيان) وهي من أعمال إربل إلى القاهرة ، فولد له المترجم بها سنة 725 ، أخذ
العلم عن جم وروى عن خلق كثير كالسبكي والعلائي الاخنائي والجاولي وابن سمعون وابن
لاجين الرشيدي وشهاب الدين بن السمين والسراج الدمنهوري وغيرهم ، وله تآليف كثيرة
سردها السيد أبو المحاسن في الذيل (ص 220 طبع مصر) (*)
ص 100
(هامش)
وكذا السيوطي في الذيل (ص 371 طبع مصر) وكذا في كتاب حسن المحاضرة (ص 151 الطبع
الأول بمصر) منها تخريج أحاديث الاحياء وتكملة شرح الترمذي لابن سيد الناس والنجم
الوهاج في نظم المنهاج أي منهاج الأصول للبيضاوي ، ومنظومة في غريب القرآن والدرر
السنية في نظم السير الزكية ، ونظم الاقتراح ، والكلام على الأحاديث التي حكم
عليهما بالوضع ، وطرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، والألفية المنظومة في دراية
الحديث وهو أشهر آثاره التي سارت به الركبان وشرحها الكثير من علماء القوم وقد طبعت
مرات فمن أبياتها قوله في أقسام الحديث : وأهل هذا الشأن قسموا السنن * إلى صحيح
وضعيف وحسن فالأول متصل الاسناد * بنقل عدل ضابط الفؤاد عن مثله من غير ما شذوذ *
وعلة قادحة فتوذي إلى أن قال في تعيين أصح الأسانيد وقيل زين العابدين عن أبه * عن
جده وابن شهاب عنه به الخ فراجعها (ص 5 طبع دهلي) ومن أحسن شروحها التي رايته كتاب
فتح الباقي في شرح ألفية العراقي ، وأروي هذه الألفية بالسند المتصل إلى الناظم من
طرق القوم الذين أجازوا لي كالعلامة السيد إبراهيم الراوي البغدادي والعلامة الشيخ
محمد بخيت بالخاء المعجمة المحدث الفقيه مفتي الديار المصرية وعن العلامة السيد عمر
الاهدلي الحضرمي وغيرهم . ويروي عن العراقي جماعة كالحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره
، توفي سنة 806 ورثاه جماعة من الأعيان منهم ابن حجر المذكور بقصيدة قافية أوردها
الحافظ السيوطي في حسن المحاضرة (ص 151 طبع مصر) منها قوله : مصاب لم ينفس للخناق *
أساد (أسال خ ل) الدمع جار للماق فروض العلام بعد الزهوزاو * وروح الفضل قد بلغ
التراقي (*)
ص 101
الجزم لما عرف من حاله عند علماء الفن وقد سبق له مثله مرارا (إنتهى كلام شارح
الشفا) وهو كاف شاف في الرد على أهل الشقاء ، ولو فرضنا صحته ، فليس على إطلاقه لأن
من أصحابه الناكثين والقاسطين والمارقين (1) ونحوهم ، وقد عرفت ما جاء في حقهم وحق
اتباعهم ، وإلا لكان المقتدى بمن يمرق من الدين مثلا مهتديا ، وأيضا فإن من الناس
من اقتدى في قتل عثمان بالصحابة إما بجميعهم على خلاف أو ببعضهم وفاقا ، فإن رضي
الناصب بأنهم مهتدون في قتلهم عثمان فلا أرغم الله إلا أنفه ، فتعين أن يكون المراد
بالأصحاب المذكور فيه أفاضل الصحابة المتصفين بمزايا العلم والكمال ، لأنهم الذين
يهتدي بهم كالنجوم ، وقد صرح بمثل هذا التخصيص ابن حجر في صواعقه في توجيه ما روي
(2) من قوله : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، ولولا إرادة الخاص
لزم مفاسد شتى أشرنا إلى بعضها هيهنا ، وذكرنا بعضها في أوايل الكتاب ، ولنعم ما
قيل في الفارسية :
(هامش)
(1) قال المحدث القمي في كتاب سفينة البحار (ج 2 ص 535) ما لفظه : باب أمر الله
ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ح م 454 باب أخبار النبي بقتال المارقين
وكفرهم ح نه 596 ، النبوي فيمن قال له في تقسيم غنائم هوازن : لم أرك عدلت قال :
دعوه فإنه سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (ونه 612) قال
في مج : المارقون هم الذين مرقوا من دين الله واستحلوا القتال من خليفة رسول الله
(ص) ومنهم عبد الله بن وهب وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية وتعرف تلك
الوقعة بيوم النهروان وهي من أرض العراق على أربعة فراسخ من بغداد انتهى ، وأورد
العلامة الگنجي في كفاية الطالب (ص 69 ط الغري في باب 37) بسنده عن ابن عباس عن
النبي (ص) حديثا طويلا منه هذه الجملة في وصف علي عليه السلام يقتل القاسطين
والناكثين المارقين الخ . (2) فراجع الصواعق (ص 91 ط الميمنية بمصر) (*)
ص 102
(شعر) صحابه گرچه جمله كالنجوم اند * ولي بعض كواكب نحس وشومند فلينظهر هذا الناصب
الضال ، أن المتصف بهداية الأمة أهو من يطالع اللوح المحفوظ بشهادة ابن حجر
العسقلاني (1) في شرح صحيح البخاري كما مر ، ويقول : سلوني عما دون العرش (2) ونحو
ذلك ، مما يدل على غزارة علمه ؟ أو من لا يعرف معنى الكلالة (3) والأب من القرآن ؟
أو من يعترف بأفقهية مخدرات النساء عنه (4) ، ويقول سبعين مرة لولا علي لهلك عمر
(5) : وهذه معضلة [6] ولا أبا حسن فيها ، أفمن
(هامش)
(1) صرح بذلك العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في فضائل الحسن عليه السلام
في حالة الرضاء . (2) أورده الحافظ محب الدين الطبري في كتاب ذخائر العقبي (ص 83 ط
مصر) . (3) قد سبقت مدارك هذا في (ج 1 ص 53) وستأتي في باب المطاعن أيضا إن شاء
الله تعالى . (4) قد مر بيان مداركه في (ج 1 ص 416) وفي كتاب الجامع للعلم (ص 150)
في مسألة أمره برجم المجنونة ، وفي المرأة التي وضعت لستة أشهر وكذا ابن حجر في
الإصابة والطبري في الذخائر والگنجي في كفاية الطالب وأحمد بن حنبل في المسند
وغيرهم وبالجملة الأمر مما لا يرتاب فيه إلا المعاند عصمنا الله عن العصبية الباردة
تراث الجاهلية (6) قد نقلت هذه الاستعاذة من عمر كثيرا فمن تلك الموارد ما ذكره ابن
عبد البر الأندلسي في كتاب الاستيعاب (ج 2 ص 461 طبع حيدرآباد) قال ما لفظه : وقال
أحمد بن زهير حدثنا عبيد الله القواريري حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان (*)
ص 103
يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون (1) تكميل
جميل ينبغي أن يعلم أنه إذا دل حديث مروي من طريق أهل السنة على أفضلية علي (ع) أو
على تفرده بفضيلة مخصوصة كما فيما نحن فيه ثم وجد حديث آخر من طريقهم يدل على
أفضلية غيره ، أو تفرد غيره بتلك الفضيلة المخصوصة أو اشتراكه معه فيها ، فالعقل
السليم حاكم بصدق الأول ، وكذب الثاني كما أوضحه والدي الشريف (2) روح الله روحه في
بعض تعليقاته (3) حيث قال : لا يخفى على أولي النهى أن اجتماع النقيضين وارتفاعهما
أيضا محال فلا يكون في الواقع إلا أحدهما ، فنقول حينئذ : إنا نجد كثيرا في
الأحاديث المعتبرة عند الجمهور ويزعمون أنها من الصحاح حديثين نقلهما ناقل واحد ،
أحدهما يدل دلالة واضحة صريحة على أفضلية مولانا أمير المؤمنين (ع) والآخر يدل على
أفضلية من (*)
(هامش)
الثوري عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو
حسن انتهى . وكذا في طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة 476 في علم علي
عليه السلام وقضاوته قال وروي عن سعيد بن المسيب أنه قال كان عمر يتعوذ بالله من
معضلة ليس فيها أبو الحسن . وكذا غيرهما وسنذكر أشطرا من كلمات القوم في بيان
فضائله عليه السلام النفسانية . (1) يونس . الآية 35 (2) هو العلامة السيد محمد
شريف بن العلامة المير نور الله الأول الحسيني المرعشي المعاصر لشيخنا البهائي ،
وكان من أجله العلماء في عصره وقد ذكرنا نبذا من ترجمة أحواله في مقدمة الكتاب التي
طبعت في أول المجلد الأول فراجع ثم التعبير بالشريف لا يختفي ما فيه من اللطف
والايماء إلى الجهتين الوصفية والعلمية . (3) على مختصر الأصول وعلى الشرح الجديد
للتجويد . (*)
ص 104
فضلوه عليه على زعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد ، فلا يكون الناقل في نقل الحديثين
صادقا لما بينهما من التناقض ، ولا يكون فيهما كاذبا لأن طرح الكل مخالف للأصول
فيبقى أن يكون في أحدهما صادقا وفي الآخر كاذبا ، فإن قالوا إن ناقلهم فيما نقله في
حق علي (ع) كاذب ، وفي حق غيره صادق منعناه : لأن من تطرق الكذب في إحدى روايته لم
يعتبر روايته الأخرى ، فهو فيما نقل في حقه (ع) صادق وفي الآخر كاذب ، لكن لا من
جهة مجرد نقل ناقلهم ، بل لأنا وجدنا أخبارا صحاحا متواترة مروية عن المعصومين وعن
كبار الصحابة المنتجبين الموثوقين يؤيد ما روى روايتهم ، ويوثق ما حكى ناقلوهم
وثقاتهم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (1) قال المصنف رفع الله درجته
الحادية عشر قوله تعالى : وقفوهم إنهم مسئولون (2) 
روى الجمهور (3) عن ابن عباس وعن
أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال : عن ولاية علي بن أبي طالب (إنتهى) .
(هامش)
(1) البقرة . الآية 213 . (2) سورة الصافات . الآية 24 . (3) قد صرح بذلك فطاحل من
أعاظم القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم روما للاختصار فنقول (ومنهم) العلامة ابن حجر
الهيتمي في الصواعق المحرقة (147 ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري
أن النبي (ص) قال : وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي . (ومنهم) العلامة الشيخ عز
الدين عبد الرزاق الحنبلي على ما في كشف الغمة (ص 92) قوله تعالى : وقفوهم إنهم
مسئولون قال أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله (ص) : مسئولون عن ولاية علي بن أبي
طالب (ع) (ومنهم) العلامة الآلوسي ذكر رواية بعض عن ابن جبير عن ابن عباس : (*)
ص 105
(هامش)
يسئلون عن ولاية علي كرم الله وجهه ، وأيضا عن أبي سعيد الخدري مثله . (ومنهم)
العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) نقل عن ابن مردويه في
المناقب ، وأحمد بن حنبل في المسند ، عن أبي سعيد الخدري أنه يسئل في القيامة عن
ولاية علي بن أبي طالب . ونقل في فردوس الأخبار عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري قال
في قوله تعالى : يسئلون عن الاقرار بولاية على بن أبي طالب . وزاده إن في بعض الكتب
إن الأنبياء قالوا لرسول الله في ليلة المعراج إنا بعثنا على شهادة لا إله إلا الله
والاقرار بنبوتك ، وولاية علي بن أبي طالب . (ومنهم) العلامة سبط بن الجوزي في
التذكرة (ص 22 ط النجف) قال مجاهد في قوله تعالى : قفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي
عليه السلام (ومنهم) صاحب كتاب أرجح المطالب (ص 63 كما في الفلك) روى عن أبي سعيد
وابن عباس في قوله تعالى قفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي عليه السلام (ومنهم)
الديلمي في الفردوس (كما في الفلك) روى عن أبي سعيد وابن عباس مثله . (ومنهم) صاحب
كتاب أرجح المطالب (كما في الفلك) روى عن أبي سعيد وابن عباس مثله . (ومنهم) الشيخ
الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي مخطوط)
روى عن النبي (ص) قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط ولا
يجوز أحد إلا ببرائة علي بن أبي طالب ومن لم يكن معه برائته أكبه الله في النار وهو
قوله تعالى : قفوهم إنهم مسئولون (ومنهم) العلامة ابن شيرويه الديلمي في كتاب
الفردوس (كما في كفاية (*)
ص 106
(هامش)
الخصام ص 359 ط طهران) روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال في قوله
تعالى : قفوهم إنهم مسئولون أي عن ولاية علي بن أبي طالب (ومنهم) العلامة أبو نعيم
الإصبهاني كما في كفاية الخصام (ص 360 ط طهران) روى بسنده عن الشعبي عن ابن عباس في
قوله تعالى قفوهم إنهم مسئولون ، أي عن ولاية علي بن أبي طالب (ومنهم) العلامة
الحبري في كتابه كما في كفاية الخصام (ص 361 ط طهران) روى بعين ما تقدم عن أبي نعيم
. (ومنهم) العلامة المشتهر بدرويش برهان في كتاب (بحر المناقب) (ص 155 مخطوط) قال
في ذيل الآية الشريفة : إن ابن مردويه روى في المناقب عن ابن عباس أنهم مسئولون عن
ولاية علي بن أبي طالب (ع) ، وروى المحدث الحنبلي عن أبي سعيد الخدري صاحب رسول
الله أنهم مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب (ع) وروى شيرويه في فردوس الأخبار عن
ابن عباس وأبي سعيد الخدري أنهما قالا : قال رسول الله (ص) : قوله تعالى : وقفوهم
إنهم مسئولون ، يسئلون عن الاقرار بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام . ط طهران) .
روى عن أبي معاوية ضرير عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رواية مفصلة وفيها يقول الله تعالى يوم القيامة : قفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي
وحب أهل البيت . وروى أيضا أبو الحسن بن شاذان عن أبي سعيد الخدري . (*)
ص 107
قال الناصب خفضه الله أقول : ليس هذا من رواية أهل السنة ولو صح دل على أنه من
أولياء الله تعالى ، والولي هو المحب المطيع ، وليس هو بنص في الإمامة (إنتهى) أقول
الانكار ناش عن الجهل والعناد ، فإنه مذكور في الصواعق لابن حجر (1) عن الديلمي (2)
(هامش)
(ومنهم) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 112 ط اسلامبول) أخرج
الديلمي في كتابه الفردوس بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي (ص) قال
في هذه الآية : إنهم مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب . وأخرج أبو نعيم بسنده عن
الشعبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي (ص) في هذه الآية ،
قال : عن ولاية علي بن أبي طالب . وأخرج محمد بن إسحاق المطلبي صاحب كتاب المغازلي
والأعمش والحاكم وجماعة أهل البيت قالوا إنهم مسئولون عن حب أهل البيت وأخرج في
المناقب عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي (ص) قال :
إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية
علي بن أبي طالب . وذلك قوله تعالى : وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي . (1) رواه
في الصواعق عن أبي سعيد الخدري (ص 89 ط القديم بمصر) (1 مكرر) وفي البحار أنه رواه
أبو نعيم عن الشعبي عن ابن عباس وأبو بكر بن مردويه في المناقب عن ابن عباس وابن
شيرويه في الفردوس عن أبي سعيد الخدري والعز المحدث الحنبلي عن أبي سعيد الخدري ،
فهذه أربع روايات غير ما رواه ابن حجر في صواعقه فكيف يدعي الناصبي الأعمى والآخرة
والأولى أنه ليس من رواية أهل السنة هكذا في هامش بعض النسخ المخطوطة . (2) هو
العلامة الحافظ شيرويه بن شهر داد (شهر دار خ ل) بن شيرويه بن فنا خسرو (*)
ص 108
والواحدي (1)
(هامش)
الهمداني أبو شجاع المشتهر بالحافظ الديلمي تارة وبابن شيرويه أخرى من أكابر محدثي
القوم وهو الذي أكثروا النقل عنه في كتبهم واعتمدوا على مروياته ، وله تآليف كثيرة
أشهرها كتاب فردوس الأخبار أورد فيه عشرة آلاف حديث ، وفيه عدة روايات صحيحة
الإسناد صريحة الدلالة في فضائل مولانا أمير المؤمنين وعترته الميامين ، وقد ألف
الحافظ السيوطي كتابه الجامع الصغير على نمطه ، وعنه استمد في تأليفه ، ومن آثار
المترجم كتاب رياض الأنس في سيرة النبي والخلفاء وغيرهما ، توفي سنة 509 كما في
الريحانة (ج 2 ص 37 ط طهران) وممن اعتمد في نقل الفضائل عليه العلامة المحب الطبري
في ذخائر العقبي ، والعلامة الگنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والطبري أيضا في رياض
النضرة ، وابن حجر المكي في الصواعق ، والشبراوي في الاتحاف بحب الأشراف ، والصبان
في إسعاف الراغبين وابن الصباغ في الفصول المهمة وشيخ شيخنا في الإجازة العلامة
السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحضرمي في رشفة الصادي والشبلنجي في نور الأبصار ،
والنبهاني في الشرف المؤبد ، والدهلوي في المدارج وغيرهم مما يطول بنا الكلام لو
سردنا أسمائهم . (1) هو العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متويه
النيسابوري الواحدي كان من أجلة عصره في التفسير والحديث والعلوم الأدبية ، ذا حظ
عظيم عند الوزير نظام الملك . وله كتب منهم البسيط في التفسير ، الوجيز في التفسير
الوسيط في التفسير وكتاب المغازي وكتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف وشرح ديوان
المتنبي وشرح الأسماء الحسنى وكتاب الإعراب في علم الأعراب ، وكتاب أسباب النزول
وهو أشهر آثاره ، وقد طبع مرات ، أخذ العلم وروى عن جماعة ، منهم الثعلبي صاحب
التفسير الشهير وغيره ، توفي سنة 465 وقيل 468 ، وترجمته مذكورة في طبقات الشافعية
(*)
ص 109
قال : وأخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري (1) أن النبي قال : وقفوهم إنهم مسئولون ،
عن ولاية علي ، وكان هذا مراد الواحدي بقوله : روى في قوله تعالى : إنهم مسئولون أي
عن ولاية علي (ع) وأهل البيت ، لأن الله تعالى أمر نبيه (ص) أن يعرف الخلق إنه لا
يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى ، والمعنى إنهم يسئلون هل
والوهم حق المولاة ؟ ! كما أوصاهم النبي (ص) أم أضاعوا وأهملوها ، فتكون عليهم
المطالبة والتبعة (إنتهى) وأما قوله : ولو صح دل على أنه من أولياء الله والولي هو
المحب المطيع الخ . فمدخول ، بأن ما يوجب التوقف والسؤال هو الولاية بمعنى الإمامة
المساوقة للنبوة دون المحبة ، فإن المحبة لم يجعل بانفرادها أصلا اعتقاديا يسئل
عنها ، وإنما هي من لوزام اعتقاد نبوة الشخص أو إمامته ، فيكون نصا على الإمامة على
رغم أنف الناصب الشقي (*)
(هامش)
وتذكرة الحفاظ وفي الريحانة (ج 4 ص 265 ط طهران) . وما نقله في الصواعق عنه مذكور
في تفسيره البسيط . (1) هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن خدرة
المشتهر بالأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج الخدري الصحابي الجليل المشهور ، قال
الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 553 ط حيدر آباد) أنه مشهور بكنيته ، أول
مشاهده الخندق ، وغزى مع رسول الله (ص) اثنتي عشرة غزوة ، وكان ممن حفظ عن رسول
الله (ص) سننا كثيرة وروى عنه علمه جما ، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم
، توفي سنة أربع وسبعين 74 ، روى عنه جماعة من التابعين انتهى . أقول : الرجل ممن
أكثر في نقل فضائلهم أهل البيت موثوق بجلالته وفقهه ، قال مولينا العلامة الحلي قدس
سره في خلاصة الرجال في باب الكنى ، أبو سعيد الخدري من السابقين الذين رجعوا إلى
أمير المؤمنين وإنه من الأصفياء وقال شيخنا العلامة الحائري أبو علي في رجاله :
فيما كتبه الرضا (ع) للمأمون من محض الإسلام الولاية (*)
ص 110
قال المصنف رفع الله درجته
الثانية عشر قوله تعالى : ولتعرفنهم في لحن القول (1)

روى الجمهور (2) عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري قال : ببغضهم عليا .
(هامش)
لأولياء أمير المؤمنين الذين مضوا على منهاج الرسول ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد
نبيهم وهم سلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر
وسهل بن حنيف حذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن سعيد وعبادة بن
الصامت وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو سعيد الخدري وأمثالهم
رضي الله عنهم وفي رجال شيخنا العلامة الحبر في فنه أبو عمر الكشي : حمدويه قال :
حدثنا أيوب عن عبد الله بن المغيرة قال حدثني ذريح عن أبي عبد الله (ع) ذكر أبو
سعيد الخدري فقال كان من أصحاب رسول الله وكان مستقيما . وفي جامع الأصول للعلامة
ابن الأثير أن الخدري بضم الخاء المعجمة وسكون المهملة منسوب إلى خدر واسمه الابجر
انتهى وإن شئت الوقوف على ترجمته الواسعة فراجع الاستيعاب ، والإصابة ، وأسد الغابة
، والتجريد وغيرها . (1) محمد . الآية 30 (2) هذه الرواية نقلها عدة من أعاظم القوم
وحملة آثارهم ونحن نسرد أسماء بعضهم حسب ما اقتضاه المجال فنقول : (منهم) الحافظ
أحمد في كتاب الفضائل (ص 73 ، مخطوط تظن كتابته في المأة السادسة) حدثنا عبد الله
بن أحمد ، قال حدثني أبي قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : إنما كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا . (*)
ص 111
(هامش)
(ومنهم) الحافظ المذكور في الفضائل (ص 171) قال : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال
حدثنا علي بن مسلم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا محمد بن علي السلمي
عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله ، قال : ما كنا نعرف منافقينا
معشر الأنصار إلا ببغضهم عليا (ومنهم) الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله المعروف
بابن عبد البر المتوفى سنة 463 في الاستيعاب (ج 2 ص 464 ط حيدر آباد الدكن) . روى
عمار الذهبي عن أبي الزبير عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن
أبي طالب ، (ومنهم) الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي في كتاب (تاريخ دول
الإسلام) (ج 1 ص 20 ط حيدر آباد الدكن) قال النبي (ص) لعلي (ع) : لا يحبك إلا مؤمن
ولا يبغضك إلا منافق . (ومنهم) العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج 9 ص 473 ط
المحمدية بمصر) أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال : كنا لنعرف
المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب . وأخرج الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن . (ومنهم)
العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 29 ط جمعية المعارف بمصر) .
حدثنا محمد بن عيسى ، حدثنا قتيبة : حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن
أبي سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي
طالب أخبرنا عبد العزيز بن بركات بن الخشوئي بمسجد الربوة من غوطة دمشق ، أخبرنا
علي
ص 112
(هامش)
ابن الحسين بن هبة الله الشافعي المؤرخ ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك
، أخبرنا سعيد بن أحمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الجوزقي أخبرنا عمر بن الحسن بن
علي ، حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز ، حدثنا أبي ، حدثنا حصين عن الخليل بن لطيف عن
أبي هارون عن أبي سعيد الخدري في قوله عز وجل : ولتعرفنهم في لحن القول قال : قال
ببغضهم علي بن أبي طالب . ذكره ابن عساكر ترجمة علي (ع) بطرق شتى كما أخرجناه .
(ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 214 ط محمد أمين
الخانجي) أخرج ابن شاذان عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على
عهد رسول الله إلا بثلاث بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة وبغضهم علي بن أبي
طالب . (ومنهم) العلامة الشيخ علي المتقي الهندي في كنز العمال (ج 6 ص 152) (كما في
فلك النجاة) . روى عن أبي سعيد الخدري قال : كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار
بغضهم على بن أبي طالب (ومنهم) العلامة المذكور في منتخب كنز العمال (بهامش المسند
ج 5 ص 36 ط القديم بمصر) عن أبي ذر قال : كنا لا نعرف المنافقين على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة وببغضهم علي بن أبي
طالب (ومنهم) الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676 في (تهذيب
الأسماء واللغات) (ص 348 ط المنيرية بمصر) نقل عن الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال :
كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا . (*)
ص 113
(هامش)
(ومنهم) العلامة الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 172 ط المحمدية بمصر) . أخرج أحمد
والترمذي عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا . وأخرج أحمد مرفوعا
: من أبغض أهل البيت فهو منافق . (ومنهم) العلامة الشيخ عبد الرؤوف المناوي في
(الكواكب الدرية) (ص 39 ط مطبعة الأزهر بمصر قال رسول الله (ص) علي لا يحبه إلا
مؤمن ولا يبغضه إلا منافق . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي
في مناقب مرتضوي (ص 61 ط بمبئي بمطبعة محمدي) . قال : ولتعرفنهم في لحن القول ببغض
علي بن أبي طالب (ومنهم) العلامة الشوكاني في فتح القدير (ج 5 ص 39 ط مصطفى الحلبي
بمصر) . أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله : ولتعرفنهم في لحن
القول ، قال : ببغضهم علي بن أبي طالب (ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج
6 ص 66 ط مصر) أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله
: ولتعرفنهم في لحن القول قال : ببغضهم في علي بن أبي طالب وأخرج ابن مردويه عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلا ببغضهم علي بن أبي طالب . (ومنهم) العلامة الآلوسي في (روح المعاني) (ج 26
ص 71 ط المنيرية بمصر) ذكروا من علامات النفاق بغض علي كرم الله وجهه ، فقد أخرج
ابن مردويه عن ابن (*)
ص 114
قال الناصب خفضه الله أقول : ليس في تفسير أهل السنة وإن صح دل على فضيلته ، لا نص
على إمامته (إنتهى) أقول قد ذكر ذلك الحافظ أبو بكر موسى بن مردويه (1) في كتاب
المناقب (2) في جملة ما ذكره من الآيات النازلة في شأن علي (ع) وهي مذكورة في كتاب
كشف الغمة (3) ووجه الاستدلال به على المطلوب : أن من جعل الله تعالى بغضه دليل
النفاق والكفر في دين الله لا يكون إلا نبيا أو إماما ، ولا أقل من أن يكون أفضل
الخلق بعد النبي (ص) . قال المصنف رفع الله درجته
الثالثة عشر قوله تعالى :
والسابقون السابقون أولئك المقربون (4) 
، روى الجمهور (5) عن ابن عباس قال : سابق
هذه الأمة علي بن أبي طالب (إنتهى) .
(هامش)
مسعود : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلا ببغضهم علي بن أبي طالب
وأخرج هو وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري ما يؤيده . (1) قد مرت ترجمته (ج 2 ص 215)
فراجع . (2) صرح بذلك العلامة الآلوسي في تفسير روح المعاني كما مر بعيد هذا وكذا
ابن عساكر كما مر . (3) هو كشف الغمة للعلامة الجليل الوزير على بن عيسى الإربلي ،
وقد مرت ترجمته في (ج 1 ص 29) فراجع . (4) الواقعة . الآية 10 . (5) روى الحديث جم
غفير من أعاظم القوم ونحن نذكر كلمات جماعة من مخرجي الحديث (ومنهم) العلامة ابن
المغازلي المتوفى سنة 483 كما في كتاب العمدة (*)
ص 115
(هامش)
للعلامة ابن البطريق قال : أخبرنا أحمد بن محمد عبد الوهاب اجازة : أخبرنا عمر بن
عبد الله بن شوذب قال : حدثنا محمد بن أحمد بن منصور قال : حدثنا أحمد بن الحسين
قال : حدثنا زكريا قال : حدثنا أبو صالح عن الضحاك قال : حدثنا سفيان بن عبد الله
عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : السابقون السابقون قال : سبق
يوشع ابن نون آل موسى فسبق موسى آل فرعون وصاحب ياسين آل عيسى وسبق علي آل محمد
وبالاسناد المتقدم قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الفرج بن
الأزهر البغدادي ، قدم علينا واسط قال : أخبرني أبو الحسن على بن محمد بن عروة بن
لؤلؤ ، قال : حدثني عمر بن محمد العلاقلاني قال : حدثني محمد بن خلف الحداد قال :
حدثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال : حدثني عمر بن ثابت عن يزيد بن أبي زياد عن
عبد الرحمن بن سعد مولى أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله (ص) : صلت الملائكة
على علي سبع سنين وذلك إنه لم يصل معي أحد غيره . (ومنهم) العلامة سبط بن الجوزي في
التذكرة (ص 21 ط النجف) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أول من صلى مع رسول الله
(ص) علي (ع) وفيه نزلت الآية . (ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في (الرياض
النضرة) (ج 2 ص 158 ط محمد أمين الخانجي بمصر) . أخرج ابن الضحاك في الآحاد
والمثاني عن ابن عباس قال : السباق ثلاثة ، سبق يوشع ابن نون إلى موسى ، وصاحب
ياسين إلى عيسى ، وعلي إلى النبي صلى الله عليه وآله . (ومنهم) العلامة ابن كثير
الدمشقي في تفسيره (ج 4 ص 283 ط مصر) عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : يوشع
بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ، وعلي بن أبي طالب سبق إلى
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن هارون الفلاس عن
عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز (*)
ص 116
(هامش)
عن سفيان بن الضحاك المدائني عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به . (ومنهم)
العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 154 ط مصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله تعالى : والسابقون السابقون قال : يوشع بن نون ، وسبق إلى موسى
، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعلي بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : والسابقون ، قال : نزلت في
حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلي بن أبي طالب ، وكل رجل
منهم سابق أمته وعلي أفضلهم سبقا . (ومنهم) العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق
(123 ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي أيضا عن عائشة والطبراني وابن مردويه عن ابن
عباس : إن النبي (ص) قال : السبق ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق
إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب . (ومنهم) العلامة السيد عطاء
الله الحسيني الدشتكي الشيرازي الهروي المتوفى سنة 903 قال ، في كتاب (روضة الأحباب
على ما في ترجمته التركية ج 3 ص 10 ط العامرة بالاستانة) ما تعريبه مخلصا : وقال
قوم : إن أول من أسلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وهذا القول مروي عن أبي ذر
الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد وخباب وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبي أيوب
الأنصاري وزيد بن أرقم أنس بن مالك ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس : السبق ثلاثة ،
السابق إلى موسى عليه السلام يوشع والسابق إلى عيسى عليه السلام صاحب ياسين والسابق
إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب . وروى عن أبي ذر الغفاري وسلمان
الفارسي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ من يد علي بن أبي طالب فقال : إن
هذا أول من آمن في وقد مر في أول هذا الكتاب في (*)
ص 117
(هامش)
المقصد الأول في باب تزويجه (ص) فاطمة عليا أنه (ص) قال لها ما ملخصه : إني قد
زوجتك بأول من آمن بي وعرفني وساعدني . وقال خزيمة بن ثابت مديح علي المرتضى كرم
الله وجهه أبياتا وهذا منها أليس أول من صلى لقبلتهم * وأعلم الناس بالقرآن والسنن
ويؤيد هذا ما روي عن علي المرتضى كرم الله وجهه من قوله سبقتكم إلى الإسلام كلا *
غلاما ما بلغت أوان حلمي وقال بعض فصحاء العرب (نظم) قال لابن ملجم والاقتدار غالبة
* هدمت ويلك للاسلام أركانا قتلت أفضل من يمشي على قدم * وأول الناس إسلاما وإيمانا
والصحيح عند المحققين إن أول من آمن برسول الله (ص) خديجة الكبرى وبعدها علي
المرتضى وبعده زيد بن حارثة وبعده أبو بكر وبعده بلال رض الخ (ومنهم) العلامة المير
محمد صالح الكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) (ص 49 بمبئي بمطبعة محمدي) نقل عن
الخطيب في المناقب والإربلي في كشف الغمة عن ابن عباس ما تقدم . (ومنهم) صاحب كتاب
أرجح المطالب (ص 83 كما في فلك النجاة) أخرج الضحاك والطبراني وابن مردويه قال رسول
الله (ص) : سبق يوشع بن نون إلى موسى عليه السلام ، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى عليه
السلام ، وسبق علي بن أبي طالب إلى محمد بن عبد الله (ص) . (ومنهم) العلامة
الشوكاني في (فتح القدير) (ج 5 ص 148 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى والسابقون السابقون قال : يوشع بن نون سبق إلى
موسى ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ، وعلي بن (*)
ص 118
(هامش)
أبي طالب سبق إلى رسول الله (ص) وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : نزلت
في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين وعلي بن أبي طالب (ومنهم)
العلامة الآلوسي في تفسير روح المعاني (ج 27 ص 114 ط المنيرية مصر) أخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين
وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم . (ومنهم)
العلامة الشيخ سليمان الحسيني البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص 60 ط اسلامبول)
. ابن المغازلي بسنده عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : والسابقون السابقون قال
: سبق يوشع ين نون إلى آخر ما تقدم . موفق بن أحمد أيضا أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس
. وفي ص (114) أخرج الحمويني بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا في مسجد
المدينة في خلافة عثمان أن جماعة من المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلي ساكت
، فقالوا يا أبا الحسن تكلم فقال يا معشر قريش والأنصار أسألكم ممن أعطاكم الله هذا
الفضل أبأنفسكم أم بغيركم ، قالوا أعطانا الله ومن علينا بمحمد (ص) قال : إني وأهل
بيتي كنا نورا ، يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر
آلاف سنة ، فلما خلق الله آدم (ع) وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم
حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه
السلام ، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من
الآباء والأمهات لم يكن واحد منا على سفاح قط ، فقال أهل السابقة وأهل بدر واحد نعم
قد سمعناه ، ثم قال : أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على
المسبوق في غير آية (*)
ص 119
(هامش)
ولم يسبقني أحد من الأمة في الإسلام ، قالوا نعم ، قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث
نزلت : والسابقون السابقون أولئك المقربون ، سئل عنها رسول الله (ص) فقال أنزلها
الله عز وجل في الأنبياء وأوصيائهم فإنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي وصيي أفضل
الأوصياء قالوا نعم ، قال أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وحيث نزلت إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وحيث نزلت لم يتخذوا من دون
الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ؟ وأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم
وأن يفسر لهم من الولاية كما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم فنصبني للناس بغدير
خم فقال : أيها الناس إن الله جل جلاله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس
يكذبني فأوعدني ربي ، ثم قال : أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين
وأنا أولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله فقال آخذا بيدي : من كنت مولاه
فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام سلمان وقال : يا رسول الله
ولاء علي ماذا ؟ قال ولائه كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه
فنزلت : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ، فقال
(ص) : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء ربي برسالتي وولاية علي بعدي
قالوا يا رسول الله هذه الآيات في على خاصة ؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم
القيامة ، قالوا بينهم لنا ، قال علي أخي ووارثي ووصيي وولي كل مؤمن بعدي ، ثم ابني
الحسن ثم الحسين ، ثم التسعة من ولد الحسين القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه
ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض ، قال بعضهم : قد سمعنا ذلك وشهدنا وقال بعضهم قد
حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا ثم قال :
أتعلمون أن الله أنزل إنما يريد الله ليذهب عنكم (*)
|