ص 242
وحديث (1) أنا وأبو بكر كفرسي رهان ، وحديث (2) إن الله لما اختار
(هامش)
(1) قد سبق مناقل كلمات جماعة من عظماء القوم في وضعه ونزيد هنا تتميما للفائدة
فنقول حكم بوضع هذا الحديث جماعة : (منهم) صاحب القاموس في خاتمة سفر السعادة ص 193
طبع دهلي وفي كتابيه الخلاصة والمختصر على ما في تذكرة الفتني ص 92 . (ومنهم)
العلامة الفتني نفسه في الموضوعات (ص 92 طبع بمبئي) (ومنهم) العلامة ابن الجوزي في
الموضوعات على ما حكى عنه حسام الدين القدسي في الانتقاد ص 17 طبع دمشق وأنه قال :
لم أر له أثرا في الصحيح بل هو مما اشتهر بين العرام . (2) صرح بوضعه جماعة (منهم)
الحافظ السيوطي في اللآلي (ج 1 ص 291 طبع مصر) حيث نقل الخبر عن الخطيب بسند فيه
جماعة كابن بابشاذ وهارون بن أحمد وقال أنه يروي المناكير ويسندها إلى الثقات .
(ومنهم) صاحب الميزان على ما في اللآلي وقال في ترجمة هارون بن أحمد : الاسناد باطل
، وقال في ترجمة ابن بابشاذ البصري أنه أتى في هذا النقل بطامة لا تطيب . (ومنهم)
العلامة صاحب القاموس في خاتمة سفر السعادة (ص 193 طبع دهلي) (ومنهم) أيضا العلامة
الفتني الهندي الشيخ محمد طاهر في الموضوعات (ص 93 طبع بمبئي) (ومنهم) العلامة ابن
الجوزي عده في الموضوعات على ما نقله حسام الدين القدسي في الانتقاد ص 17 وحكى عنه
أنه قال لم أر لهذه الأحاديث أثرا في الصحيح ولا في الموضوع وإنما تسمع من العوام .
(ومنهم) العلامة ابن المرتضى اليماني في تلخيص العواصم (ص 49)
ص 243
الأرواح اختار روح أبي بكر ، وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل
(إنتهى كلامه) وقد صرح بوضع الحديثين أيضا مؤلف (1) كتاب تذكرة الموضوعات نقلا عن
الخلاصة (2) والمختصر (3) تأليف الشيخ المذكور . وأما السادس والعشرون فلأنا قد
أثبتنا سابقا دلالة الآية التي بعد هذه الآية التي نحن فيها على إمامة علي (ع) بوجه
، يوجب إسقاط ما أشار إليه من المنع ، ولا يتوقف فيه من له فطرة سليمة وفطنة قويمة
، فتذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين (4) فهذا غاية الشوط في هذا المضمار والله أعلم
بحقايق الأسرار . قال المصنف رفع الله درجته
الثالثة والعشرون قوله تعالى : والذين
آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون (5) 
روى (6) أحمد بن حنبل نزلت في علي (ع) .
(هامش)
(1) ذكره في (ص 93 ط بمبئي) فراجع (2) هو كتاب لصاحب القاموس . (3) هو كتاب له أيضا
. (4) الذاريات . الآية 55 . (5) الحديد . الآية 19 (6) روى نزول هذه الآية الشريفة
في شأن علي بن أبي طالب عليه السلام عدة من أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم حسب
ما وقفنا عليها حال التحرير فنقول : (منهم) الحافظ أحمد بن حنبل في الفضائل (ص 156
مخطوط تظن كتابتها في المأة السادسة) حدثنا محمد ، قال ، حدثنا الحسن بن عبد
الرحمان الأنصاري ، قال : حدثنا عمر بن جميع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد
الرحمان بن أبي ليلى عن أبيه ، قال : قال رسول الله (*)
ص 244
ص : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار وهو مؤمن آل ياسين ، وحزقيل ، وهو مؤمن آل فرعون
، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم . وفيما كتب إلينا عبد الله بن عثام الكوفي يذكر أن
الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى المكفوف حدثهم ، قال : أخبرنا عمر بن جميع البصري
عن محمد بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مثله (ص 193 ، النسخة المذكورة) (ومنهم) العلامة الثعلبي في تفسيره (كما
في العمدة للعلامة ابن بطريق عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا عليه السلام يقول :
أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا الصديق الأكبر ، ولا يقولها
بعدي إلا كل مفتر ، صليت قبل الناس سبع سنين (ومنهم) العلامة الفقيه ابن المغازلي
الواسطي (كما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 113 ط تبريز) قال : أخبرنا أبو الحسين
علي بن عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب سنة ثمان وثلاثين وأربعمأة قال : أخبرنا أبو
بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي ، قال : حدثنا محمد بن يونس أبو
العباس الكريمي ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الرحمان الأنصاري ، حدثنا عمر بن جميع
عن أبي ليلى عن أخيه عيسى ابن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الصديقون ثلاثة حبيب النجار ، الحديث . (ومنهم) العلامة الرازي
في تفسيره (ج 27 ص 57 ط الجديد بمصر) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
الصديقون ثلاثة ، حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، ومؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون
رجلا أن يقول ربي الله ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم . (ومنهم) العلامة ابن حجر
الهيتمي في الصواعق (ص 123 ط المحمدية بمصر) أخرج أبو نعيم وابن عساكر عن أبي ليلى
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (*)
ص 245
قال الناصب خفضه الله أقول لا شك أن عليا من الصديقين والشهداء ، والظاهر أن الآية
نزلت في جماعة من الصديقين والشهداء ، ويمكن أن تكون نازلة في الخلفاء وإن صح
نزولها في علي ، فهي من فضايله ، وليست دالة على مدعي النص (إنتهى) أقول قد ذكرنا
سابقا أن عليا (ع) قال على منبر الكوفة : أنا الصديق الأكبر ، والكلي ينصرف إلى
الفرد الكامل ، فينصرف الصديق في الآية إلى علي (ع) دون غيره فافهم وأما احتمال
نزول الآية في الخلفاء ، فإنما يتم لو أريد من الشهداء الذين يشهدون عند الحاكم في
الدنيا والآخرة . وأما إذا كان المراد المقتولين في سبيل الله فلا ، لأن من الخلفاء
أبا بكر ، وقد مات حتف أنفه ، وأما ما ذكره من أن هذه الآية لا تصلح دليلا على مدعي
النص فقد عرفت جوابه مرارا .
(هامش)
الصديقون ثلاثة ، حبيب النجار ومؤمن آل يس وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم . (ومنهم)
العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 55 ط بمبئى بمطبعة
محمدي) نقل عن المحدث الحنبلي قال : إن الآية نزلت في شأن علي . (ومنهم) العلامة
الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 124 ط اسلامبول) أخرج أحمد في مسنده ،
وأبو نعيم وابن المغازلي وموفق الخوارزمي بالاسناد عن أبي ليلى وعن أبي أيوب
الأنصاري ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصديقون ثلاثة ، الحديث .
(*)
ص 246
قال المصنف رفع الله درجته
الرابعة والعشرون قوله تعالى : الذين ينفقون أموالهم بالليل
والنهار سرا وعلانية (1) 
روى الجمهور (2) أنها نزلت في علي (ع) كانت معه
أربعة دراهم أنفق في الليل درهما ، وبالنهار درهما وفي السر درهما ، وفي العلانية
درهما (إنتهى) .
(هامش)
(1) البقرة . الآية 274 . (2) روى نزول الآية الشريفة في حق أمير المؤمنين علي عليه
السلام عدة كثيرة من أكابر القوم وحفاظهم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : (منهم)
العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 64 ط مطبعة الهندية بمصر) أخبرنا محمد بن يحيى
بن مالك الضبي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الجرجاني ، قال : حدثنا عبد الرزاق ،
قال : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله : الذين ينفقون
أموالهم . الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم ، فأنفق
بالليل واحدا ، (وبالنهار واحدا ظ) وفي السر واحدا ، وفي العلانية واحدا ، أخبرنا
أحمد بن الحسن الكاتب ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن شاذان قال أخبرنا عبد الرحمان
بن أبي حاتم ، قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا يحيى بن يمان عن عبد
الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال : كان لعلي رضي الله عنه أربعة دراهم بنحو ما تقدم قال
الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن يملك إلا أربعة
الخ (ومنهم) الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في (ما نزل في شأن علي) و(منقبة المطهرين)
(على ما في اللوامع) (ومنهم) السيد علي الهمداني في (المودة في القربى) (على ما في
اللوامع) (ومنهم) ابن المغازلي (على ما في اللوامع) (ومنهم) ابن فورك (على ما في
اللوامع) ( ومنهم ) إبراهيم الحمويني (على ما في اللوامع) (*)
ص 247
(هامش)
(ومنهم) صاحب خصائص علوي (على ما في اللوامع) (ومنهم) الماوردي (على ما في اللوامع)
(ومنهم) القشيري (على ما في اللوامع) (ومنهم) الثماني (على ما في اللوامع) (ومنهم)
النقاش (على ما في اللوامع) (ومنهم) القفال (على ما في اللوامع) (ومنهم) عبد الله
الحسين (على ما في اللوامع) ( ومنهم) علي بن حرب الطائي (على ما في اللوامع)
(ومنهم) العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في مناقب الكاشي مخطوط) روى عن ابن عباس ،
قال : كان عند علي بن أبي طالب أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم . (ومنهم) العلامة
البغوي المتوفى سنة 516 في تفسيره : معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 1
ص 249 ط مصر) روى عن مجاهد عن ابن عباس رض قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب
رضي الله تعالى عنه ، كانت عنده أربعة دراهم . الحديث (ومنهم) العلامة الزمخشري في
الكشاف (ج 1 ص 164 ط مصر) عن ابن عباس أنها نزلت في علي رضي الله عنه ، لم يملك إلا
أربعة دراهم ، الحديث (ومنهم) العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 7 ص 89 ط
البهية بمصر) قال : بعث علي رضي الله عنه بوسق من تمر ليلا ، فكان أحب الصدقتين إلى
الله تعالى صدقته فنزلت هذه الآية وقال ابن عباس : إن عليا عليه السلام ما كان يملك
إلا أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، إلى آخر ما قدمنا نقله عن
غيره . (ومنهم) العلامة الخازن في تفسيره (ج 1 ص 249 مصطفى محمد) (*)
ص 255
(هامش)
يدي عمر وبن خالد ، وقال لي : عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين ، وقال لي : عدهن
في يدي علي بن الحسين ، وقال لي : عدهن في يدي أبي الحسين بن علي ، وقال لي : عدهن
في يدي علي بن أبي طالب ، وقال لي : عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عدهن في يدي جبريل ، وقال جبريل : هكذا نزلت بهن من
عند رب العزة : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد
، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك
حميد مجيد ، اللهم ترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم سلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وقبض حرب خمس أصابعه وقبض علي بن أحمد
العجلي خمس أصابعه وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض الحاكم أبو
عبد الله خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض أحمد بن خلف خمس أصابعه وعدهن في أيدينا
. (ومنهم) الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتاب (أخبار أصفهان) (ج 1 ص 131 ط ليدن)
أورد حديث كعب بن عجرة بعين ما تقدم . (ومنهم) الحافظ الحجة أبو عمر يوسف بن عبد
البر النمري الأندلسي المتوفى سنة 463 في (تجريد التمهيد) (ص 185 ط مصر سنة 1350)
روى عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أنه
أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله في مجلس سعد بن عبادة فقال
له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال فسكت
رسول الله (ص) حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى
(*)
ص 256
(هامش)
آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل
إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم . (ومنهم) الحافظ أبو بكر
الخطيب المتوفى سنة 463 في تاريخ بغداد (ج 6 ص 216 ط مطبعة السعادة بمصر) حدثنا
محمد بن بكار ، حدثنا إسماعيل بن زكريا أبو زياد عن الأعمش وعن مسعر بن كدام وعن
مالك بن مغول كلهم عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن
النبي (ص) : الله بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد
. يوسف بن نفيس البغدادي ، حدث عن عبد الملك بن هارون بن عنترة الفزاري ، روى عنه
أبو جعفر مطين ، أخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر الخلدي ، وأخبرني الأزهري حدثنا علي
بن عبد الرحمان البكائي بالكوفة ، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ،
حدثنا يوسف بن نفيس البغدادي حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن
علي ، قال : قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وفي حديث الزهري كما باركت على آل إبراهيم إنك
حميد مجيد . الحسين بن نصر البغدادي حدث عن يزيد بن هارون روى عنه أحمد بن حماد بن
سفيان الكوفي ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي الجحواني أنبأنا أبو بكر عبد الله بن
يحيى الطلحي حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان البزاز حدثنا الحسين بن نصر البغدادي ،
قال : سمعت (*)
ص 257
(هامش)
يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي داود الأعمى عن بريدة
الخزاعي قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟
قال : قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد (ج 8 ص 143 ، الطبع المذكور) (ومنهم) العلامة الواحدي النيسابوري في
أسباب النزول (ص 271 ط الهندية بمصر) أخبرنا أبو سعيد عن ابن عمر النيسابوري ، قال
: أخبرنا الحسن بن أحمد الخلدي ، قال ، أخبرنا المؤمل بن الحسين بن عيسى ، قال :
أخبرنا محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو حذيفة ، قال : أخبرنا سفيان عن الزبير بن
عدي عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب ابن عجرة بنحو ما تقدم ، فنزلت : إن الله
وملائكته . الآية . (ومنهم) العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير
الخازن (ج 5 ص 255 ط مصر) أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن بن العباس الحميدي ،
أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان
الفقيه ببغداد ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب ، أنبأنا موسى بن إسماعيل ،
أنبأنا أبو سلمة بن عبد الواحد زياد ، أنبأنا أبو فروة حدثني عبد الله بن عيسى بن
عبد الرحمان بن أبي ليلى ، سمع عبد الرحمان بن أبي ليلى يقول : الرواية ما نرويه
بواسطة كفاية الخصام (منهم) الثعلبي روى عن كعب بن عجرة بعين ما تقدم . وروى أيضا
بسنده عن أم سلمة . (ومنهم) الحمويني روى بسنده عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن
هشام بن (*)
ص 258
(هامش)
حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمان بن بشير بن مسعود عن ابن مسعود بعين ما تقدم
. وروى أيضا بسنده عن يزيد بن أبي زياد عن كعب بن عجرة بعين ما تقدم . وروى أيضا
بسنده عن أنس بن مالك . وروى أيضا بسنده عن عقبة بن عامر . وروى أيضا بسنده عن ابن
مسعود وروى أيضا بسنده عن واثلة بن الأصقع . (ومنهم) أبو نعيم في حلية الأولياء عن
كعب بن عجرة . وروى أيضا عن عبد الله بن طلحة . (ومنهم) الديلمي في كتاب الفردوس
روى بسنده عن علي عليه السلام قال ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب إلى أن
يدعو لمحمد وآل محمد . (ومنهم) السمعاني في مناقب الصحابة ، روى بسنده عن الحارث
وعاصم بن ضمرة عن علي عليه السلام نحوه . (ومنهم) العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن
عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي
المالكي المتوفى سنة 542 . أورد في كتاب أحكام القرآن (ج 1 ص 184 ط مطبعة السعادة
بمصر) عدة روايات تدل على أنها نزلت في حق النبي صلى الله عليه وسلم وآله الأطهار
منها قوله : روى مالك عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في مجلس سعد بن عبادة إلى آخر الرواية . ومنها قوله : روى النسائي عن طلحة
مثله بإسقاط قوله : في العالمين وقوله والسلام كما قد علمتم . ومنها قوله : عن كعب
بن عجرة ، قال عبد الرحمان بن أبي ليلى تلقاني كعب بن أبي عجرة (*)
ص 259
(هامش)
فقال : ألا أهدي لك هدية ، قلت بلى ، إلى آخر الرواية . ومنها قوله : عن بريدة
الخزاعي قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ إلى
آخر الرواية . ومنها : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قلنا يا رسول الله ، الخ . ومنها
: من طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت
الخ . (ومنهم) العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 25 ص 227 ط مصر) سئل النبي
عليه السلام كيف نصلي عليك يا رسول الله ؟ فقال : قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد
كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . (ومنهم) الذهبي في تلخيص المستدرك (المطبوع
بهامش المستدرك ج 3 ص 148 ط حيدر آباد الدكن) نقل الحديث الذي نقلناه عن المستدرك
بعينه . ( ومنهم) العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة
671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 233 - 234 ط القاهرة
1357 ه) روايات كثيرة دالة على لحوق الآل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند الصلاة
عليه ، ونحن نذكر الرواة عنه صلى الله عليه وسلم ونترك المتون مراعاة للاختصار ،
روى مالك عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في
مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد ، إلى آخر ما ذكرنا قبلا ، ورواه النسائي
عن طلحة مثله ، وروى عن كعب بن عجرة وأبي حميد الساعدي وأبي سعيد الخدري وعلي بن
أبي طالب وأبي هريرة وبريدة الخزاعي وزيد بن خارجة ويقال ابن حارثة أخرجها الترمذي
ومسلم في صحيحها وروى المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة (*)
ص 260
(هامش)
عن الأسود عن عبد الله ، إلى آخره ، وروى أيضا عن كتاب الشفا للقاضي عياض عن علي
ابن أبي طالب عليه السلام مثله ، وقال أيضا في ص 236 : وذكر الدار قطني عن أبي جعفر
محمد بن علي بن الحسين أنه قال : لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي صلى الله عليه
وسلم ولا على أهل بيته لرأيت أنها لا تتم ، وروى مرفوعا عنه عن ابن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم . والصواب أنه قول أبي جعفر ، قاله الدار قطني فراجع . (ومنهم)
العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبي (ص 19 ط مصر سنة 1356) عن عبد الرحمان بن
أبي ليلي ، قال لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك إلى آخر ما تقدم عن المستدرك
. (ومنهم) العلامة محيي الدين يحيى بن شرف النووي في كتابه (رياض الصالحين ص 455 ط
مصر) روى عن أبي محمد كعب بن عجرة قال : خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا
يا رسول الله : قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد ، إلى آخر الرواية . (ومنهم) العلامة الطبري في تفسيره (ج 22
ص 27 ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد ، قال ، ثنا هارون عن عنبة عن عثمان بن موهب
عن موسى بن طلحة عن أبيه ، قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سمعت
الله يقول : إن الله وملائكته يصلون على النبي الآية فكيف الصلاة عليك ؟ فقال :
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد . حدثني معفر بن محمد الكوفي ،
قال : ثنا يعلي بن الأجلح عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن
عجرة قال : لما نزلت : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما قمت إليه فقلت : السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا
رسول الله ؟ قال قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (*)
ص 262
(هامش)
وقال الإمام أحمد ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن الحكم ، قال سمعت ابن أبي
ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية ، خرج علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، قلنا يا رسول الله قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة
؟ فقال قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد
مجيد : وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة في كتبهم من طرق متعددة عن الحكم وهو ابن
عيينة زاد البخاري وعبد الله بن عيسى كلاهما عن عبد الرحمان بن أبي ليلى فذكرهم .
وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا الحسين بن عرفة ، حدثنا هشيم بن بشير عن يزيد بن أبي
زياد ، حدثنا عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة بعين ما تقدم عن كعب بن عجرة
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا الليث عن ابن الهاد عن عبد الله بن
جناب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بنحو ما تقدم عن كعب بن عجرة وحدثنا إبراهيم
بن حمزة ، حدثنا ابن أبي حازم عن يزيد يعني ابن الهاد وقال كما صليت على إبراهيم
وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم وأخرجه النسائي من حديث
ابن الهادية . قال الامام أحمد : قرأت على عبد الرحمان مالك عن عبد الله بن أبي بكر
عن أبيه عن عمرو بن سليم أنه قال : أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول
الله كيف نصلي عليك ؟ فذكر الصلاة على الذرية أيضا . وقد أخرجه بقية الجماعة سوى
الترمذي حديث مالك به . (ومنهم) العلامة السيد عطاء الله الدشتكي الشيرازي الهروي
المتوفى سنة 903 قال في كتاب (روضة الأحباب في باب الصلاة على النبي) : وأما كيفية
الصلاة عليه فقد صح عن كعب بن عجرة أنه قال : سألت عن النبي (ص) إنه قد علمنا كيفية
السلام عليك ، فقد علمنا كيفية الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا اللهم صل على (*)
ص 263
(هامش)
محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إلى آخر الرواية . وقد
ورد في الصحيحين وفي سنن أبي داود والترمذي وغيرها . وقال الإمام الشافعي أفضل صيغ
الصلوات أن يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن
ذكره الغافلون . ونقل عن بعض السلف أنه قال : كنا في البحر على السفينة ، فإذا هب
ريح يقال له افلابية مشهورة بين الملاحين بأن النجاة منه قليل نادر وقع الاضطراب
بين أهل السفينة ، بحيث ارتفعت الضجة منهم ، وكانوا يوادع كل منهم صاحبهم ، فبينما
نحن كذلك فغلبني نعاس فرأيت النبي (ص) وهو (ص) يقول : قل لأهل هذه السفينة أن يصلوا
علي بهذا النحو ألف مرة : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تنجينا
بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع
السيئات وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات
في الحياة وبعد المماة ، فاستيقظت من نومي وأخبرت أهل السفينة بذلك ، فاشتغلنا على
الصلاة عليه بهذه الكيفية ولم يتم ثلاث مأة مرة حتى سكن الريح وسلمنا من هذه البلية
. (ومنهم) العلامة الشيخ محمد إدريس الهندي الكاندهلوي الحنفي في كتابه (التعليق
الصبيح في شرح المصابيح) (ج 1 ص 401 ، إلى صة 402) أورد الحديث بأسانيد متعددة
ومتون مختلفة كلها مشتملة على كيفية الصلاة عليه وعلى آله (ومنهم) العلامة المحدث
السيد إبراهيم نقيب مصر في كتاب (البيان والتعريف) (ج 2 ص 134 ط حلب سنة 1329) قال
: أخرج الإمام أحمد والأئمة الستة سوى الترمذي عن كعب بن عجرة قال قال رسول الله :
قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد ، إلى آخر الحديث . (ومنهم) الخازن في تفسيره
(ج 5 ص 225 ط مصر) عن عبد الرحمان بن أبي (*)
ص 264
(هامش)
ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية إن النبي (ص) خرج علينا إلى آخر
الحديث المتقدم . عن أبي مسعود البدري ، قال أتانا رسول الله (ص) ونحن في مجلس سعد
بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلي
عليك ؟ فسكت رسول الله (ص) الحديث . (ومنهم) العلامة جلال الدين السيوطي الشافعي في
كتاب بغية الوعاة (ص 442 ط مصر بتصحيح الشيخ أحمد الشقيطي) حيث أورد عدة روايات
مسندة مسلسلة بالعد منها قرأت علي الأصيلة الثقة الخيرة الفاضلة الكاتبة أم هاني
بيت أبي الحسن الهوريني وعدتهن في يدي ، قالت أنبأنا الإمام النحوي معنعنا إلى أن
قال : عن زيد بن علي وعدهن في يدي قال : عدهن في يدي جبرائيل (ع) قال جبرائيل هكذا
نزلت بهن من عند رب العزة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبرهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وتحنن على محمد وعلى
آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم وتحنن على
محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم
وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،
وروى أيضا بسند آخر أنهاه إلى ابن مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله (ص) في
مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف
نصلي عليك ؟ الحديث . (*)
ص 265
(هامش)
(ومنهم) العلامة المذكور في الدر المنثور (ج 5 ص 215 - 219 ط مصر) أخرج ابن جرير عن
إبراهيم رضي الله عنه الحديث المذكور المتن إلى آخره وزاد (إنك حميد مجيد وبارك على
محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) . وأخرج ابن جرير عن
يونس بن خباب قال خطبنا بفارس فقال : إن الله وملائكته الآية قال : أنبأني من سمع
ابن عباس رضي الله عنهما يقول هكذا أنزل ، فقالوا يا رسول الله قد علمنا السلام
عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت
على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وارحم محمدا وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم
إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد باركتكما على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
إنك حميد مجيد . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
كعب بن عجرة رضي الله عنه قال لما نزلت : إن الله وملائكته على النبي الآية ، قلنا
يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على
محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . وأخرج عبد
الرزاق من طريق أبي بكر بن محمد بن عمر وبن حزم عن رجل من أصحاب النبي (ص) كان يقول
: اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الحديث . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد
وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن
كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله أما السلام عليك إلى آخر ما
تقدم نقله عن كعب . وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي (ص) من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت
فليقل : (*)
ص 266
(هامش)
اللهم صل على محمد إلى أن قال وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد
مجيد . وأخرج ابن عدي عن علي رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : من سره إلى آخر
الحديث المتقدم ، وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي عاصم والهيتم
بن كليب الشاشي وابن مردويه عن طلحه بن عبيد الله قال : قلت يا رسول الله كيف
الصلاة عليك ؟ قال : قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
نظير ما نقلنا عن طلحة في الحديث السابق وزاد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضي
الله عنه ما نقلناه عنه بطرق كثيرة عن كعب . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد
والبخاري والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن كعب
بن عجرة . وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن مردويه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن بشير بن سعد قال يا
رسول الله : أمرنا الله أن نصلي عليك ؟ فسكت حتى تمنينا إنا لم نسأله ، ثم قال
قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إلى آخر
ما تقدم . وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة أنهم سألوا رسول
الله (ص) إلى آخر ما تقدم . وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو
داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه ما نقلناه
عن كعب بن عجرة . (*)
ص 267
(هامش)
وأخرج ابن مردويه عن علي (ع) قال : قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك إلى آخر ما تقدم
. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف
السلام عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل
محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه
والبيهقي في سننه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو أن رجلا قال يا رسول الله نظير ما تقدم
عن بشير بن سعد الأنصاري . وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي (ص) قال : من قال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل
إبراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم شهدت له
يوم القيامة بالشهادة وشفعت له . وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وابن مردويه عن زيد
بن أبي خارجة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف
نصلي عليك ؟ فقال : صلوا علي واجتهدوا ، ثم قولوا : اللهم بارك على محمد وعلى آل
محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . وأخرج ابن مردويه عن أنس
رضي الله عنه أن رهطا من الأنصار قالوا يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا
: اللهم صل على محمد وآل محمد الحديث . وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن
بريدة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك
؟ إلى آخر ما تقدم عن أبي هريرة وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجه وابن
مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا صليتم على النبي ، فأحسنوا الصلاة عليه
قولوا : اللهم اجعل صلواتك إلى أن قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وآل إبراهيم . (*)
ص 268
(هامش)
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله إلى آخر ما
تقدم عن غيره . (ومنهم) العلامة الهيتمي في الصواعق المحرقة (ص 144 ط المحمدية
بمصر) صح عن كعب بن عجرة ، قال : لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول الله إلى آخر ما
تقدم . ويروى : لا تصلوا علي الصلاة البتراء ، فقالوا وما الصلاة البتراء ؟ قال :
تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد .
وروى مسلم : أمرنا الله أن نصلي عليك فسكت النبي (ص) حتى تمنينا إننا لم نسأله ثم
قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الحديث ، وزاد آخره والسلام كما قد
علمتم وصح أن رجلا قال يا رسول الله : أما السلام عليك فقد عرفناه إلى آخر ما
نقلناه فيما مر . وقد أخرج الديلمي أنه (ص) قال : الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد
وأهل بيته اللهم صل على محمد وآله . (ومنهم) العلامة المولى محمد بن پير علي أفندي
البركوئي من علماء الدولة العثمانية المتوفى سنة 981 في كتاب (الأربعين حديثا) (ص
264 ط الاستانة) أورد الحديث بعين ما تقدم . (ومنهم) العلامة المولى محمد
الاقكرماني القاضي بأزمير من علماء دولة آل عثمان في شرحه لأربعين البكوي (ص 246 ط
الاستانه) قال : أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة كلهم عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : عدهن في يدي رسول الله وقال عدهن في يدي
جبرائيل إلى آخر ما مر من السند المسلسل بالعد عن كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم .
وكذا أخرجه عن علي وابن مسعود وابن عباس . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي
الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 45 ط بمبئي بمطبعة محمدي) (*)
ص 269
(هامش)
روى عن الصواعق المحرقة ومستدرك الحاكم عن كعب كلام النبي صلى الله عليه وسلم عند
نزول الآية قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد بعين المضمون المتقدم . وروى مرسلا
أن بعض الصحابة قال : وعلى آل محمد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من فوق بيني
وبين آلي بعلي فليس من أمتي . ( ومنهم) العلامة الشوكاني في (فتح القدير) (ج 4 ص
293 ط مصطفى محمد بمصر) أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت إن الله وملائكته ، الآية قلنا يا رسول الله : قد
علمنا السلام عليك إلى آخر الحديث المنقول فيما مر عنه . وأخرجه البخاري ومسلم
وغيرهما من حديثه بلفظ قال رجل يا رسول الله إلى آخر ما تقدم . وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وأحمد والنسائي من حديث طلحة بن عبيد الله ، قال : قلت يا رسول الله :
كيف الصلاة عليك ؟ إلى آخر الحديث المتقدم . وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث
أبي حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله قولوا
إلى آخر الحديث . وأخرج أبو مسعود عن ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه أن
رجلا قال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه إلى آخر الحديث المتقدم وأخرج
الشافعي في مسنده من حديث أبي هريرة مثله (ومنهم) العلامة الآلوسي في (روح المعاني)
(ج 22 ص 72 ط المنيرية بمصر) أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والإمام أحمد وعبد بن
حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب بن
عجرة رضي الله عنه الحديث المتقدم نقله عن الدر المنثور وأخرج الإمام مالك والإمام
أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن (*)
ص 270
(هامش)
ماجة وغيرهم عن أبي حميد الساعدي الحديث المتقدم عن الدر المنثور . وأخرج الإمام
أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن أبي سعيد الخدري ، الحديث المتقدم نقله
عن الدر المنثور وأخرج الإمام أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن بريدة ، الحديث
المتقدم نقله عن الدر المنثور . (ومنهم) العلامة السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في
رشفة الصادي (ص 24 و29 ط الاعلامية بمصر) عن عبد الرحمان بن أبي ليلى رضي الله عنه
، قال : لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال ألا أهدي لك هدية سمعتها من رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قلت بلى بعين ما تقدم كرارا (ومنهم) العلامة السيد علوي
بن طاهر بن عبد الله الهدار الحداد العلوي الجاوي المعاصر من مشايخ إجازتنا في
رواية كتب القوم قال في كتاب (القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل ج
2 ص 272 ط مطبعة ارشيفل) مالفظه : (السادس) وهو أن الله تعالى قال في حق نبيه صلى
الله عليه وآله وسلم وأهل بيته كما بينته السنة (إن الله وملائكته يصلون على النبي
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فهذه صلاة عامة ، وقال في حق
المؤمنين : (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور) فهذه صلاة
خاصة ، وقد اتفق العلماء على أن الصلاة على النبي التي أخبر الله بها عنه وعن
ملائكته وأمير المؤمنين بها ليست كصلاته وصلاة ملائكته على سائر المؤمنين ، فما تدل
عليه الآية الأولى مفارق لما تدل عليه الآية الثانية وإن جمعهما مسمى الصلاة واسمها
، كما يجتمع الفرس وزيد في مسمى الحيوانية ويفارق زيد الفرس بالانسانية . ثم إن في
ورود الأمر بالصلاة على الآل وأهل البيت عندما سأل الصحابة رسول الله صلى الله (*)
ص 271
(هامش)
عليه وآله وسلم عن كيفية الصلاة التي أمرهم الله بها إثبات لتبعيتهم له صلى الله
عليه وآله وسلم في هذه الصلاة خاصة وحينئذ فلأهل البيت من الصلاة نوع هو أعظم من
الصلاة على مؤدى الزكاة وآل أبي أوفى وآل سعد بن عبادة ، والصلاة على الآل مأمور
بها شرعا في سائر الأزمان ومن كل أحد بخلاف الصلاة على مؤدى الزكاة ، فإنما تكون من
الإمام أو عامله فلا تطلب من كل أحد ولا في كل وقت ، وكذلك الصلاة على آل أبي أوفى
وآل سعد إلى آخر ما قال . وقال في (ص 184) من هذا الجزء : (7) مسند الإمام أحمد -
قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة قال :
حدثنا علي بن زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم فألقى عليهم كساءا
فدكيا ، قال : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك
على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد ، وقد أخرجه الحافظ الطحاوي ، قال حدثنا ابن
مرزوق ، حدثنا حماد بن سلمة فذكره ، وأخرجه البيهقي بمثله ، وأخرجه الديلمي عن
واثلة بن الأسقع . وله من جهة مالك بسند صحيح على شرط مسلم والطحاوي وابن عساكر
بسند جيد عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة ، الخ وأخرجه الحاكم في
المستدرك ، قال : حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ،
حدثنا جدي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك ، حدثني عبد الرحمان ابن أبي بكر المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب ، عن أبيه ، قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرحمة
هابطة قال : ادعوا لي ، فقالت فية ص : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي عليا
وفاطمة والحسن والحسين ، فجئ بهم فألقى عليهم النبي (ص) كساءه ثم رفع يديه ثم قال :
اللهم هؤلاء إلى فصل على محمد وآل محمد إلى أن قال : وقد صحت الرواية على شرط
الشيخين إنه علمهم الصلاة (*)
ص 272
أما السلام عليك ، فقد عرفناه ، وأما الصلاة عليك فكيف هي ؟ فقال : قولوا : اللهم
صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم (إنتهى) . قال الناصب خفضه
الله أقول كأنه نسي المدعى وهو إثبات النص ، وأخذ بذكر فضائل علي وهذا أمر مسلم
واتفق العلماء على أنها نزلت فيهم آيات كثيرة ومن يظن أنه ينكر فضل محمد وآله فما
ينكره إلا من ينكره ضوء الشمس والقمر (إنتهى) . أقول قد مر أن الناصب نسي عنوان
المبحث أو يتجاهل ترويجا لكاسده ، فإن المصنف جعل المدعى هناك ذكر ما هو أعم من أن
يدل على النص على الإمامة والأفضلية بل الفضيلة وإثبات أفضليته (ع) عن غيره ممن غصب
الخلافة بمنزلة النص عليه ، لأنها من جملة شرايط الإمامة كما بين فيما سبق ، وإذا
ثبت ذلك فيه دون غيره ثبت المطلوب ، ولا ريب في أن الأمر باقتران صلاة النبي (ص)
بصلاة الآل دون الصلاة على غيرهم مع كون استحقاقها في مكان ومرتبة ، وقد ذهب القوم
إلى أن تخصيص واحد بها في الذكر من خصايص النبوة يدل على الإمامة لدى الانصاف ،
(هامش)
على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله ، ثم ساق الرواية عن كعب بن عجرة وفيها :
فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد كما صليت إلى آخر الرواية . وقد روى هذا الحديث بإسناده وألفاظه حرفا
بعد حرف الإمام محمد بن إسماعيل البخاري عن موسى بن إسماعيل في الجامع الصحيح ،
وإنما خرجته ليعلم المستفيد أن أهل البيت والآل جميعا هم . (*)
ص 273
كيف لا ؟ والسر في ذلك على ما تفطن به السلطان الفاضل السعيد غياث الدين أولجايتو
محمد خدابنده (1) أنار الله برهانه إن آل الأنبياء السابقين لما لم يكونوا أوصيائهم
في حفظ شريعتهم لتطرق النسخ على أديانهم وعدم الحاجة إلى حافظ لها بعدهم يكون شريكا
لهم في إيصالها على وجهها إلى من بعدهم لم يستحقوا الصلاة ولم يجب اقتران صلاة
الأنبياء بصلاتهم أصلا ، ولما كان دين نبينا (ص) مأمونا عن النسخ والتبديل وكان على
آله وعترته الأوصياء المعصومين حفظه بعده إلى يوم القيامة أوجب مشاركتهم معه في حفظ
الدين وإبلاغه إلى من بعده على وجه خال عن الخلل والتوهين ، فشاركهم معه (ص) في
استحقاقهم الصلاة وتوجيهه إليهم كما إليه (ص) وأيضا الكلام حقيقة في أن الصلاة
عليهم واجبة في في الصلاة التي هي أفضل الأعمال البدنية ولا تصح بدونها ، ومن كان
هذا شانه كان أفضل ، وقد روى (2) ابن حجر (3) المتأخر في الباب العاشر من صواعقه عن
الشافعي إمامه وإمام هذا الناصب الشقي شعرا في ذلك وهو ذلك قوله : يا أهل بيت رسول
الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر إنكم * من لم يصل
عليكم لا صلاة له وقال عند الاستدلال بهذه الآية على كرامة أهل البيت : إنه (ص)
أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمهم ، ومن ثم لما
أدخل من مر في الكساء قال : اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك
(هامش)
(1) قد مرت ترجمته في مقدمة الجزء الأول من الكتاب ص ، 70 التي سميناها باللآلي
الثمينة (2) ذكره في الصواعق ص 88 الطبع القديم . (3) قد مرت ترجمته في الجزء
الثاني ص 222 وإن الرجل شديد التعصب والعناد وكان متأخرا عن ابن حجر العسقلاني صاحب
الإصابة وعليه لا يخفى لطف التعبير والتوصيف بالتأخر في حقه . (*)
ص 274
ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ، وقضية استجابة هذا الدعاء إن الله تعالى صلى عليهم
معه ، فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ، ويروى (1) لا تصلوا علي الصلاة
البتراء ، فقالوا وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون
بل قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد (إنتهى) قال المصنف رفع الله درجته
السادسة والعشرون قوله تعالى : مرج البحرين يلتقيان (2) 
روى الجمهور (3)
(هامش)
(1) لا يذهب عليك إن النهي عن الصلاة البتراء مما كثر نقله في كتب القوم الحديثية
والكلامية والتفسيرية وقد أوردنا نبذا منها في ذيل الآية الكريمة ونزيد هنا فنقول :
إن ممن روى ذلك ونص عليه العلامة أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي
المتوفى سنة 437 في كتاب تاريخ جرجان (ص 148 طبع حيدر آباد) في ترجمة الحسن بن
الحسين الشاعر قال ما لفظه : أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم العلوي بواسط ، حدثنا
الحسن بن الحسين الجرجاني الشاعر ، حدثني أحمد بن الحسين حدثني الفضل بن شاذان
النيسابوري بإسناد له رفعه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال : إن الله فرض على
العالم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرننا به ، فمن صلى على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يصل علينا لقي الله تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره
(إنتهى) . (ومنهم) القاضي عياض أبو الفضل اليحصبي الأندلسي في كتاب الشفاء (55 طبع
الاستانة) (2) الرحمن . الآية 19 (3) رواه عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض
منهم فنقول : (منهم) العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 245 ط النجف) ذكر
الثعلبي في تأويل قوله تعالى : مرج البحرين عن سفيان الثوري وسعيد بن جبير (*)
(هامش)
ص 275
أن البحرين علي وفاطمة والبرزخ محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان الحسن والحسين عليهما السلام (ومنهم) العلامة الخوارزمي في المقتل (ص 113
ط النجف) أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شهرويه الديلمي فيما كتب إلي من
همدان ، حدثنا الرئيس أبو الفتح بن عبد الله الهمداني كتابة ، حدثنا الإمام عبد
الله بن عبدان ، حدثنا أبو عبد الله نافع بن علي ، حدثنا علي بن إبراهيم القطان ،
حدثنا أحمد بن حماد الكوفي ، حدثنا محمد بن زيدان الهاشمي ، حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمان الموصلي ، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن سعيد الثوري عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : مرج البحرين يلتقيان ، قال علي وفاطمة ،
بينهما برزخ لا يبغيان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
قال : الحسن والحسين . (ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 142 ط مصر)
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : مرج البحرين يلتقيان قال : علي وفاطمة
بينهما برزخ لا يبغيان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
قال : الحسن والحسين وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله تعالى : مرج البحرين
يلتقيان ، قال : علي وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال : الحسن والحسين .
(ومنهم) العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 27 ص 93 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن
مردويه عن ابن عباس ، قال : مرج البحرين يلتقيان ، علي وفاطمة رضي الله تعالى عنهما
بينهما برزخ لا يبغيان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن
والحسين رضي الله عنهما . وأخرج عن أياس بن مالك نحوه لكن لم يذكر فيه البرزخ . (
ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في مناقب (*)
ص 276
قال ابن عباس علي وفاطمة بينهما برزخ (1) لا يبغيان النبي (ص) يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان : الحسن والحسين ، ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلة (إنتهى)
(هامش)
مرتضوي (ص 70 ط بمبئي بمطبعة محمدي) نقل عن كتاب الشيخ شهاب الدين السهروردي وتفسير
العمدة والدرر عن سفيان الثوري بإسناده عن سعد وسلمان الفارسي : مرج البحرين ، علي
وفاطمة بينهما برزخ محمد المصطفى واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين . ( ومنهم)
العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) أخرج أبو نعيم
الحافظ والثعلبي والمالكي بأسانيدهم ، وروى سفيان الثوري هم جميعا عن أبي سعيد
الخدري وابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهم قالوا : علي وفاطمة بحران عميقان لا
يبغي أحدهما على صاحبه وبينهما برزخ هو رسول الله (ص) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
هما الحسن والحسين رضي الله عنهم . وروى في المناقب عن جعفر الصادق قال : كان أبو
ذر رضي الله عنه يقول : إن هذه الآية مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان نزلت في النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم
السلام فلا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر ، فكونوا محبين بحبهم ولا تكونوا
كفارا ببغضهم فتلقون في النار . (1) شارح نص نصوص در شرح فص حكمة إلهية في كلمة
آدمية گفته كه الانسان الكامل هو البرزخ بين البحرين والحاجز بين العالمين وإليه
الإشارة بقوله سبحانه : مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، إنتهى ،
هكذا بخطه (قده) في هامش الكتاب ، ونقله لعبارة شرح النصوص تأييد لإطلاق البرزخ على
الانسان الأكمل الأشرف وهو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله . (*)
ص 277
قال الناصب خفضه الله أقول : هذا ليس من تفاسير أهل السنة ثم ما ذكره من أن النبي
(ص) برزخ بين فاطمة وعلي ، فلا وجه له وإن صح التفسير دل على فضيلته لا على النص
المدعى (إنتهى) أقول هذا مما نقله صاحب كشف الغمة (1) عن الحافظ (2) أبي بكر أحمد
بن موسى بن مردويه ، عن أنس ، وهو مذكور في بعض التفاسير (3) وأكثر كتب المناقب (4)
، وقد أشار إليه الشيخ عز الدين (5) عبد السلام المقدسي الشافعي في فصل من
(هامش)
(1) ذكره في ص 95 فراجع أضف إلى ذلك ما قدمنا نقله عن جماعة منهم في ذيل الآية
الكريمة الشريفة فراجع . (2) قد تقدمت ترجمته (ج 1 ص 115 وفي أوائل ج 3) (3) كالدر
المنثور وروح المعاني وغيرهما وتقدم النقل عنهما . (4) كتذكرة سبط ابن الجوزي
والمناقب المرتضوية وينابيع المودة ومقتل الخوارزمي وغيرها مما تقدم النقل عنه .
(5) هو العلامة الشيخ عز الدين عبد السلام بن داود بن عثمان بن عبد السلام بن عباس
الشافعي المحدث المفسر الأديب المؤرخ ، قال العلامة السيوطي في كتابه نظم العقيان ص
129 طبع ليدن) ما لفظه : ولد سنة (791) وسمع من الكمال بن عبد الحق وعمر البالسي
والمحب بن منيع وفاطمة بنت المنجا وغيرهم ، وأجاز له السويداوي والحلاوي ومريم بنت
الأذرعي وغيرهم وبرع في الفقه وغيره ، وولى تدريس المدرسة الصلاحية ببيت المقدس مات
يوم الخميس خامس رمضان سنة (850) ومن نظمه إذا ما الموائد مدت * من غير خل وبقل
كانت كشيخ كبير * عديم فهم وعقل ، إنتهى (*)
ص 278
بعض رسائله المعمولة في مدح الخلفاء حيث قال : فلما حملت خديجة رضي الله عنها
بفاطمة عليها السلام كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتؤنسها في وحدتها ، وكانت تكتم
ذلك عن رسول الله (ص) ، فدخل النبي يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة ، فقال لها : يا
خديجة لمن تحدثين (بمن تتحدثين خ ل) قالت : أحدث الجنين الذي في بطني فإنه يحدثني
ويؤنسني ، قال : يا خديجة أبشري فإنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، فإن
الله تعالى قد جعلها من نسلي ، وسيجعل من نسلها خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ،
فما برح ذلك النور يعلو وأشعته في الآفاق تنمو حتى جاءه الملك فقال : يا محمد أنا
الملك محمود وأن الله بعثني أن أزوج النور من النور ، فقال رسول الله (ص) ممن ؟ قال
: علي من فاطمة ، ، فإن الله قد زوجها من فوق سبع سماوات وقد شهد ملاكها (1) جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من الكروبيين وسبعين ألفا من الملائكة الكرام
الذين إذا سجد أحدهم سجدة لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة ، أوحى الله تبارك وتعالى
إليهم أن ارفعوا رؤسكم واشهدوا ملاك علي بفاطمة فكان الخاطب جبرئيل والشاهدان
ميكائيل وإسرافيل ، ثم أمر الله عز وجل بحور العين أن يحضرن تحت شجرة طوبى وأوحى
إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك ، فنثرت ما فيها من جوز ولوز وسكر فاللوز من در
والجوز من ياقوت ، والسكر من سكر الجنة فالتقطته حور العين ، فهو عندهن في الاطباق
تتهادينه ، ويقلن هذا من نثار تزويج فاطمة بعلي ، فعند ذلك أحضر النبي (ص) أصحابه ،
وقال : اشهدكم أني زوجت فاطمة من علي (ع) فلما التقى البحران ، بحر ماء النبوة من
فاطمة عليها السلام وبحر ماء الفتوة من علي كرم الله وجهه ، هنالك مرج البحرين
يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان
(هامش)
أقول : هو غير الشيخ عبد السلام الكركي المقدسي الحنفي (المتوفى سنة 897) الذي
أورده القاضي مجير الدين الحنبلي في أنس الجليل (ج 2 ص 579) فلا تغفل . (1) شهد
ملكه وملاكه بكسر الميم فيهما وبفتح الثاني بمعنى تزوجه أو عقده ، القاموس . (*)
ص 279
(هامش)
برزخ التقوى لا يبغي علي على فاطمة بدعوى ولا فاطمة على علي بشكوى ، يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان اللؤلؤ : الحسن ، والمرجان : الحسين ، فجاءا سبطين سيدين شهيدين
حبيبين إلى سيد الكونين فهما روحاه وريحانتاه ، كلما راح عليهما وارتاع إليهما يقول
: هذا ريحانتاي من الدنيا ، وكلما اشتاق إليهما يقول : ولداي هذان سيدا شباب أهل
الجنة وأبوهما خير منهما ، وفاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما يؤذيها ،
ويسرني ما يسرها ، قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (إنتهى) وبه ظهرا
أيضا وجه كون النبي (ص) برزخا بينهما ، فإن وجوده (ص) مؤكد لعصمتهما وعدم صدور خلاف
الأولى من أحدهما إلى الآخر وأما قول الناصب : وإن صح التفسير دل على فضيلته لا على
النص ، فمردود بأنه قد دل على عصمته لا أقل على أفضليته ، وهذا من جملة ما ادعاه
المصنف كما مر ، بل لو دل على مجرد الفضيلة ، لكان من متممات المدعى لأن ذكرها وذكر
غيرها من جهات الفضيلة الحاصلة فيه (ع) يدل على حصر جهات الفضيلة فيه ، فيلزم منه
أفضليته على من لم يستجمعها كما لا يخفى وقد اعترف الناصب بذلك فيما بعد عند
استدلال المصنف في المطلب الرابع على علمه (ع) بما روى (1) من قوله (ص) من أراد أن
ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده الخ حيث قال إن
الجامع للفضائل أفضل ممن تفرق فيهم الفضائل (إنتهى)
(هامش)
(1) وقد ذكره جماعة من أعلام القوم في كتبهم كابن الصباغ في الفصول المهمة
والخوارزمي في المناقب وابن المغازلي في المناقب ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبي
وغيرهم في غيرها وسيأتي ذكر مدارك الحديث تفصيلا عند تعرض المصنف له في ذكر أدلة
إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام من السنة . (*)
ص 280
قال المصنف رفع الله درجته
السابعة والعشرون قوله تعالى : ومن عنده علم الكتاب (1) 
روى الجمهور (2) هو علي (إنتهى)
(هامش)
(1) الرعد . الآية 43 . (2) لا يخفى على من راجع كتب القوم وتنقب في آثارهم أن
الآية الشريفة نزلت في حق علي بن أبي طالب سلام الله عليه دون غيره من عبد الله بن
سلام وأضرابه ، وإنكار الناصب إنكار بارد لا يلتفت إليه من له حظ من العلم والإحاطة
بما ورد في كتب الآثار ونحن مضافا إلى ما ذكره القاضي الشهيد نسرد أسماء بعض منهم
القائل بنزول الآية الشريفة في حق مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام ونقول :
(منهم) العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد
في تفسيره المعروف (الجامع لأحكام القرآن ج 9 ص 336 ط القاهرة 1357 ه) عن عبد الله
بن عطاء ما لفظه : قلت لأبي جعفر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله
عنهم زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام ، فقال إنما ذلك علي بن أبي
طالب رضي الله عنه ، وكذلك قال محمد بن الحنفية . (ومنهم) العلامة السيد عطاء الله
الدشتكي الشيرازي في كتابه (روضة الأحباب) (ج 1) عند ذكر وقايع سنة التاسعة .
(ومنهم) الحافظ عبد الرحمن جلال الدين السيوطي في كتابه (الاتقان) (ج 1 ص 12 ظ
القاهرة) حيث قال : وقال سعيد بن منصور في سننه حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال
سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى (ومن عنده علم الكتاب) أهو عبد الله ابن سلام ؟
فقال كيف وهذه السورة مكية . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الترمذي في مناقب
مرتضوي (ص 49 ط بمبئي بمطبعة محمدي) (*)