ص 321
(هامش)
عبد الله بن إسحاق البغوي ، أخبرني الحسن بن علي الغنوي أخبرني محمد بن عمران
الزراع أخبرني قيس بن حفص ، حدثني علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي
سعيد الخدري أن النبي ص : دعا الناس إلى علي في غدير خم أمر بما كانت الشجرة من شوك
فقم فذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه ثم رفعه حتى نظر الناس إلى
بياض إبطيه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر
على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي ثم قال : اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله ، فقال حسان بن ثابت الحديث
(ومنهم) صاحب كتاب ترجمان القرآن (ص 822 كما في الفلك) روى عن ابن مردويه وابن
عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : بلغ النبي صلى الله عليه وسلم حكم الولاية لعلي
نزلت قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وروى ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن
أبي هريرة مثله وروى ابن جرير عن ابن عباس (ومنهم) صاحب كتاب أرجح المطالب (ص 73
كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية علي ( ومنهم) الديلمي (كما في الفلك) روى
نزول الآية في ولاية علي (ومنهم) أبو نعيم . (كما في الفلك) روى نزول الآية في
ولاية علي (ومنهم) ابن المغازلي (كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية علي (*)
ص 322
إلى علي (ع) في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك ، فقم ، (1) فدعا عليا (ع)
فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله (ص) وعلي (ع) ثم لم
يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام دينا فقال رسول الله (ص) الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء
الرب برسالتي ، والولاية لعلي بن أبي طالب (ع) بعدي ، ثم قال : من كنت (2) مولاه
فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .
(هامش)
(ومنهم) الصالحاني (كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية علي (ومنهم) العلامة
الآلوسي في روح المعاني (ج 6 ص 55 ط المنيرية بمصر) عن أبي سعيد الخدري إن هذه
الآية نزلت بعد أن قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه في غدير خم :
من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلما نزلت قال عليه الصلاة والسلام : الله أكبر على
إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وولاية علي بعدي (1) قم البيت : كنسه
والقمامة بالضم : الكناسة (2) قد تقدم نقل مآخذ هذا الحديث الشريف في أواخر الجزء
الثاني مع البسط التام والاستيعاب الكامل ولنذكر هيهنا ما فات عنا ذكره لتكميل
البحث والاستدراك فهاك من وقفنا على كلامه وهم عدة من أعلامهم ( ومنهم) الحافظ أحمد
في الفضائل المعزو إلى ابن حنبل (ص 45 مخطوط يظن كتابته في المأة السادسة) حدثنا
أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال : حدثني أبي قال : حدثنا وكيع قال
: حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من كنت وليه فعلي وليه . (*)
ص 323
(هامش)
حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال ، حدثنا محمد بن جعفر ، قال :
حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل ، قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سرحة أو زيد بن أرقم
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه (ص 55 النسخة المذكورة)
حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا حبيش بن
الحارث بن لقيط النخعي عن رياح بن الحارث عن رهط من الناس (ص 60 ، النسخة المذكورة)
حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي ، حدثنا الفضل بن دكين قال : حدثنا ابن أبي
عقبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة (ص 83 ، النسخة المذكورة)
حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبد
الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر عن ثلاثة عشر رجلا (ص 85 ، النسخة
المذكورة) حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ابن نمير قال :
حدثنا عبد الملك بن عطية العوفي (ص 86 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد الله بن أحمد ،
قال : حدثني أبي قال حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن
بريدة الأسلمي (ص 96 النسخة المذكورة) حدثنا إبراهيم ، قال حدثنا حجاج ، قال :
حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء وهو ابن عازب (ص 126 ، النسخة
المذكورة) حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفان ، قال :
حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي عبيدة عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم .
(ص 105 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال حدثنا محمد
بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق ، قال : سمعت سعيد بن وهب عن خمسة أو ستة
(ص 108 ، النسخة المذكورة) (*)
ص 324
(هامش)
حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد
بن سلمة ، قال : حدثنا عدي بن زيد عن عدي تبن ثابت عن البراء بن عازب (ص 104 ،
النسخة المذكورة) حدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا إبراهيم بن بن إسماعيل ، قال :
حدثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي ليلى الكندي إنه حدثه قال : سمعت زيد بن
أرقم (ص 133 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، قال :
حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه بريدة (ص
251 ، النسخة المذكورة) (ومنهم) الحافظ العلامة محمد بن يزيد بن ماجة في سنن المصطفى (ج 1 ص 55 ط التازية
بمصر) حدثنا علي بن محمد ، ثنا أبو الحسين أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن
جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول الله إلى أن قال :
فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست
أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه . حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية ، ثنا موسى بن مسلم عن ابن
سابط وهو عبد الرحمان عن سعد بن أبي وقاص ، قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل
عليه سعد فذكروا عليا إلى أن قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من
كنت مولاه فعلي مولاه . (ومنهم) العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد ربه في عقد الفريد
(ج 3 ص 34 ط مصر) حيث أورد مناظرة المأمون مع الفقهاء ويظهر من تلك المناظرة أن
الحديث كان مسلم الثبوت فراجع . (*)
ص 325
(هامش)
(ومنهم) العلامة الطبراني في المعجم الصغير (ص 33 ط مطبعة الأنصاري بالهند) ثنا
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي المديني الإصبهاني سنة 209 تسع ومأتين
ثنا إسماعيل بن عمر وثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد عن اثنى عشر رجلا
منهم أبو هريرة أبو سعيد أنس بن مالك . (ص 37 ، الطبع المذكور) ثنا أحمد بن إسماعيل
بن يوسف العابد الإصبهاني ، ثنا أحمد بن الفرات الرازي ثنا عبد الرزاق عن سفيان بن
عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم .
(ومنهم) العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط حدود المأة السابعة) أخبرنا أبو القاسم
يعقوب بن محمد السري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حدثنا أبو مسلم
إبراهيم بن عبد الله الكجي ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن علي بن زبيد (زيد
خل) عن عدي بن ثابت عن البراء قال لما أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة وكسح النبي صلى الله عليه وسلم تحت
شجرتين فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله
، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال : هذا مولى من أنا مولاه اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه ، قال فلقيه عمر فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت
وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد العاري ، حدثنا أبو
الحسين محمد بن عثمان النصيبي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين السبعي ، حدثنا علي بن
محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص قالا حدثنا حسين بن حكم ، حدثنا علي بن محمد
الدهان والحسين بن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك الآية ، قال نزلت في علي عليه السلام أمر النبي أن يبلغ فيه فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال
من والاه (*)
ص 326
(هامش)
(ومنهم) العلامة الشيخ محمد الكازروني في السيرة المحمدية (مخطوط) في أواخر الكتاب
قال صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه . (ومنهم) العلامة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (ج 2 ص 379 ط حيدر
آباد) في ترجمة خالد بن عامر وإنه روى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن الحارث عن
علي رضي الله عنه حديث من كنت مولاه فعلي مولاه . (ومنهم) إمام الحرمين الجويني
المتوفى سنة 478 في كتاب (الارشاد) (420 ط مصر) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ومن كنت مولاه فعلي مولاه . (ومنهم) ابن قتيبة في
مختلف الحديث (ص 52 مطبعة كردستان العلمية بمصر) أورد الحديث . (ومنهم) الحافظ شمس
الدين أبو عبد الله المتوفى سنة 746 في كتاب (دول الإسلام) (ج 1 ص 20 ط حيدر آباد
الدكن) قال صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه . (ومنهم) العلامة ابن
أبي الحديد في شرح النهج (ج 2 ص 61 ط مصطفى الحلبي بمصر) ذكر كلام أمير المؤمنين
علي عليه السلام عند مبايعة عثمان وفيه قوله : أفيكم أحد ، قال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من كنت مولاه فهذا مولاه غيري . (ومنهم) العلامة ملا معين الكاشفي
في معارج النبوة (ج 1 ص 329 ط لكهنو) أورد حديث الغدير ما تقدم . (*)
ص 327
قال الناصب خفضه الله أقول : في صحيح البخاري ومسلم : إن هذه الآية نزلت في حجة
الوداع ليلة عرفة حين قال رسول الله (ص) في الموقف ، ولا خلاف في هذا ، والذي ذكره
من مفتريات الشيعة وإن صح فقد ذكرنا قبل هذا أن وصية غدير خم لم يكن نصا (1) بل
توصية لأهله وأقاربه ، وتعريف علي بين العرب وليتخذوه سيد بني هاشم (إنتهى)
(هامش)
(ومنهم) العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي المتوفى سنة 975 في كنز العمال
(ج 5 ص 160 ط مصر سنة 1374) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري
حديث من كنت مولاه بنحو التفصيل . (ومنهم) العلامة الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7 ص
17 ط 1353) روى الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر ، قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عند نزول آية الزكاة في علي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه (ومنهم) العلامة الشوكاني في فتح القدير (ج 4 ص 255 ط مصطفى
الحلبي بمصر) أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة قال : غزوت مع علي إلى
اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا
فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغير وقال يا بريدة : ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت بلى يا رسول الله قال : من كنت مولاه فعلي مولاه . (1)
قد تقدم في بيان دلالة الحديث أنه نص في الخلافة الإلهية والزعامة الدينية بحيث لا
يرتاب فيه إلا من ركب مراكب الميول والأهوية وقادته النفس الأمارة إلى كل وهاد
وتلال وألقته على الصخور والجنادل ، نعوذ بالله من شرورها ونسأله تعالى أن يوقظ
إخواننا السنة من هذه النومة ويفيقهم من الاغماء والغفلة (*)
ص 328
أقول قد نقل هذا الحديث من المتقدمين الثعلبي في تفسيره (1) ومحمد بن جرير الطبري
(2) الشافعي في مجلدات له في طرق هذا الحديث ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني الحافظ المعروف بابن (3) عقدة ، وأبو الحسن بن المغازلي الشافعي (4)
وغيرهم ، ومن المتأخرين الشيخ الحافظ محمد الجزري الشافعي في رسالته (5) المشهورة
الموسومة بأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب (ع)
(هامش)
قد تقدم نقله هيهنا قبيل هذا فراجع (2 ) قد تقدم النقل عنه في (ج 2) (3) قد تقدم
ترجمته في (ج 2 ص 386) فراجع . (4) قد تقدم النقل عنه في ج 2 ص وترجمته في ج 2 ص
485) (5) قد تقدم النقل عن تلك الرسالة في (ج 2) ومؤلفها هو العلامة القاري المقري
المجود المفسر المحدث المؤرخ الأديب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي
بن يوسف الجزري الدمشقي الشافعي أبو الخير يعرف بابن الجزري تبحره واشتهاره في علم
القرائة بين علماء الإسلام ممال لا يحتاج إلى بسط الكلام في ذلك هو إمام في علم
التجويد ومقدام الفن قال في كتاب (غاية النهاية) (ج 2 ص 247 طبع مصر) ما محصله إنه
ولد في ليلة السبت 25 شهر رمضان سنة 751 بدمشق وحفظ القرآن الشريف 764 وأجازه خال
جده محمد بن إسماعيل الخباز وسمع الحديث عن جماعة من أصحاب فخر الدين بن البخاري
وأخذ قرائة القرآن عن جماعة كالشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح الخطيب والشيخ أبي
عبد الله ابن الجندي والشيخ أبي عبد الله محمد بن الصائغ والشيخ أبي محمد عبد
الرحمان بن البغدادي وأبي القاسم علي بن محمد بن حمزة الحسيني والشيخ أحمد بن
الحسين السيواسي والخطيب يعقوب بن عبد الله الخطيب والشيخ عبد الحميد بن أحمد بن
محمد التبريزي وغيرهم وأخذ الفقه عن الشيخ عبد الرحيم الأسنوي وغيره (*)
ص 329
(هامش)
ساح وجال في البلاد والأقطار لطلب العلم إلى أن نزل بشيراز سنة (808) فأمسكه بها
الملك پير محمد بن أمير عمر شيخ ابن الأمير تيمور وفوض له منصب القضاء بها وله
تآليف كثيرة النشر في القراءات العشر في مجلدين ومختصره المسمى التقريب وتحبير
التيسير في القراءات العشر وغاية النهاية في طبقات القراء وشرح مصابيح السنة في
ثلاث مجلدات وغاية المهرة في الزيادة على العشرة وطيبة النشر في القراءات العشر
والجوهرة في علم النحو والمقدمة وأسنى المطالب وغيرها توفي ببلدة شيراز سنة (833)
ودفن بدار القرآن التي أنشأها انتهى ما يستفاد من الغاية وفي الريحانة (ج 1 ص 224)
عد من تأليفه الأربعين حديثا والحصن والحصين من كلام سيد المرسلين في الأدعية
والأذكار المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم والدرة المضية في القراءات الثلاثة
المرضية والهداية في معالم الرواية وغيرها وولده أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن
محمد ابن الجزري كان من المحدثين والقراء أيضا وللمترجم أسانيد في القرائة منتهية
إلى القراء منها إنه أخذ عن تقي الدين محمد المصري عن كمال الدين إبراهيم التميمي
عن تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي محمد عبد الله بن عبد الله بن
علي البغدادي عن أبي الفضل عبد القاهر بن عبد السلام العباسي عن أبي عبد الله محمد
بن الحسين الكارزيني الفارسي عن أبي الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي عن أبي
العباس سهل بن فيروز عن أبي محمد عبيد بن صباح النهشلي عن أبي عمرو حفص بن سليمان
الكوفي عن القاري الشهير الفصيح عاصم بن أبي النجود الكوفي عن القاري أبي عبد
الرحمان السلمي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إلى غير ذلك من أسانيده إلى
عاصم وسائر القراء أوردها في غاية النهاية ومنجد القراء والنشر وغيرها ولنا بحمده
تعالى سبحانه أسانيد منتهية إلى عاصم الكوفي بطرق الجزري وغيره من علماء التجويد
وهي كثيرة أوردتها في كتابي المسلسلات فمنها ما أرويه عن العلامة المتبحر خريت
التجويد والحديث والتفسير السيد إبراهيم الراوي (*)
ص330
(هامش)
البغدادي إمام جامع السيد سلطان علي ومدرسه وصاحب الحلقة فيه وهو يروي عن جماعة
منهم العلامة السيد أبو الهدى شيخ الإسلام الرفاعي صاحب الكتب الكثيرة في فنون
مختلفة وهو عن مشايخه وهو العلامة السيد محمد الأهدلي اليماني الحسيني الشافعي
العلامة السيد محمود آل السيد نسيب آل السيد حمزة الحسيني مفتي الشام ولكل منهما
أسانيد وإثبات مشهورة ومن مشايخ أبي الهدى العلامة السيد محمد مهدي الرواس وهو الذي
كتب تلميذه المذكور كتاب عقود الألماس في ترجمته ويروي الرواس عن جماعة منهم
العلامة شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد المير عن العلامة الشيخ علي الاسقاطي عن
العلامة عبد الله بن سالم البصري عن العلامة الشيخ أبي الامداد إبراهيم اللقاني
والعلامة نور علي بن محمد اللاهوري عن العلامة الشيخ عمر بن الجاوي عن العلامة
الشيخ أبي الفضل السيوطي بأسانيده التي أوردها في الاتقان البغية وثبته وأنهى
أكثرها إلى الجزري وممن أروي عنه في التجويد والقرائة العلامة المحدث الفقيه
المتكلم الشيخ يوسف الدجوي البصير المصري نزيل عزبة النخل في ضواحي القاهرة صاحب
كتاب القول المنيف أو الجواب المنيف في الدر على من قال بالتحريف وغيره وكان من
أعضاء جمعية كبار العلماء هناك رجلا محققا ذا فطنة وكياسة وهو يروي عن العلامة
الشيخ سليم البشري المالكي المصري والعلامة الشيخ هارون عبد الرزاق وهما عن العلامة
الشيخ إبراهيم السقاء الكبير عن العلامة الشيخ محمد الأمير الصغير عن والده العلامة
الشيخ محمد الأمير الكبير بطريقه المذكور وممن أروي عنه في هذا الشأن العلامة
العارف الناسك الشيخ داود بن محمد عبد الله المرزوقي الزبيدي عن العلامة السيد داود
بن عبد الرحمان بن حجر القديمي الزبيدي الشافعي المتوفى سنة 1314 عن العلامة شيخ
الإسلام محمد بن عبد الرحمان بن سليمان الأهدل (*)
ص 331
(هامش)
الحسيني عن والده السيد عبد الرحمان عن والده السيد سليمان بن يحيى الأهدلي بطرقه
التي ذكرها في كتاب ثبته المشهور في زبيد وسائر مدن اليمن وممن أروي عنه العلامة
المصلح الشيخ محمد بهجة البيطار الدمشقي صاحب التآليف الشهيرة وهو يروي عن جماعة
منهم العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي صاحب الكتب الشهيرة بطرقه المعروفة
وممن أروي عنه العلامة الفقيه المحدث المتكلم الشيخ محمد بخيت بالباء ثم الخاء
المعجمة ثم المثناء التحتانية ثم المثناة الفوقانية المصري الموطن المطيعي العشيرة
الحنفي المذهب مفتي الديار المصرية في الأسبق صاحب كتاب الكلمات الحسان وهو يروي عن
جماعة منهم العلامة الشيخ حسن الطويل والعلامة الشيخ محمد البسيوني كلاهما عن
شيخهما العلامة الشيخ محمد عليش والعلامة الشيخ إبراهيم السقاء عن العلامة الشيخ
محمد الأمير الصغير بطريقه المذكور وممن أروي عنه العلامة الشيخ إبراهيم الجبالي
المصري رئيس الجامع الأزهر في الأسبق وهو يروي عن جماعة وهو العلامة الشيخ محمد أبي
الفضل الجيزاوي شيخ الجامع الأزهر في الأسبق والعلامة الشيخ سليم البشري المالكي
شيخ الأزهر في عصره والعلامة الشيخ محمد حسنين محلوف وكيل الجامع الأزهر ومدير
المعاهد الرتبية والعلامة الشيخ محمد السنجدي الشافعي شيخ الشافعية بالأزهر بطرقهم
الشهيرة المذكورة في إثباتهم وممن أروي عنه العلامة السيد أحمد بن محمد مقبول
الأهدلي اليماني الشافعي نزيل زبيد وهو يروي عن والده عن جده العلامة السيد عبد
الرحمان بن سليمان الأهدلي الحسيني بطرقه المشهورة في الديار اليمنية وممن أروي عنه
العلامة السيد محمد بن الصديق البطاح الشافعي اليماني الأهدلي الحسيني الحضرمي عن
العلامة السيد عبد الله بن محمد البطاح عن العلامة داود بن عبد الرحمان (*)
ص 332
(هامش)
القديمي عن العلامة الشيخ العمراني اليماني عن العلامة الشيخ أحمد بن محمد قاطن
اليماني بطرقه الشهيرة في اليمن وممن أروي عنه العلامة مؤرخ البلاد اليمنية السيد
محمد بن محمد بن زباره بالزاء المعجمة ثم الباء الموحدة ثم الالف ثم الراء المهملة
من (زبر الأسد) الحسني الزيدي اليماني صاحب كتاب نشر العرف أجاز لنا كافة مروياته
في القرائة والحديث والتفسير والتاريخ والنسب وغيرها وهو يروي عن شيخه العلامة
المعمر القاضي الحسين بن علي العمري الصنعاني بطرقه الشهيرة في إثبات الأقطار
اليمنية وفهارسها وقد ذكرتها في الجزء الثالث من المسلسلات منها روايته عن العلامة
القاضي الشوكاني اليماني عن شيخه العلامة السيد عبد القادر بن أحمد عن شيخه محمد
حياة السندي المدني عن شيخه الشيخ سالم بن عبد الله البصري عن أبيه العلامة عن شيخه
الشيخ محمد البابلي عن شيخه الشيخ سيف الدين البصير عن شيخه الشيخ أحمد بن عبد الحق
السنباطي عن شيخه جمال الدين يوسف بن زكريا عن والده الشيخ أبي النعيم رضوان بن
محمد عن شيخه أبي إسحاق التنوخي عن شيخه بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة عن
شيخه عبد الله بن عبد الوارث الأنصاري عن شيخه القاري المقري الشهير خريت الفن وأبو
بجدته الشيخ أبو القاسم بن فيرة الشاطبي صاحب المنظومة الشاطبية السائرة الدائرة
بطرقه المعروفة إلى عاصم وغيره من القراء ومنها رواية الشوكاني بطرقه المذكورة في
ثبته (اتحاف الأكابر) المنتهية إلى العلامة الجزري وعنه إلى عاصم بن أبي النجود
وعنه إلى مولينا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام فليراجع . وممن أروي عنه
النحرير في علم التجويد والقرائة أستاذي في هذا الشأن الشيخ نور الدين الشافعي
المشهور بالشيخ نوري الكردي الأصل بطرقه التي ذكرتها في آخر القرآن الشريف الذي
طبعه سابقا المرحوم الشريف الجليل التاجر الوجيه الحاج السيد أحمد سوي المو المشتهر
بالكتابچي (*)
ص 333
(هامش)
وممن أروي عنه العالم الواعظ القاري المحدث المفسر الشيخ عبد السلام الكردستاني
الشافعي الذي استبصر في أواخر عمره ومات على تشيع آل رسول الله وودادهم وهو يروي عن
جماعة بطرق كثيرة منها ما يروي بوسائط عن حافظ القرآن الشريف السيد عمر بن مصطفى
الزيلة عن شيخه الحافظ عثمان شيخ القراء عن شيخه الحاج محمد القاري إمام جامع
السلطان أحمد خان المعروف بچلبي إمام من ملوك آل عثمان عن شيخه الشيخ شعبان ابن
مصطفى الإمام في جامع السلطان محمد خان عن شيخه الشيخ البيائي (البياتي خ ل) عن
الشيخ أحمد المسيري عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي عن شيخ الإسلام القاضي زكريا
الأنصاري عن شيخه العلامة النويري شارح الطيبة عن شيخه الحافظ شمس الدين الجزري عن
تقي الدين الصايغ عن شيخه كمال الدين الضرير عن شيخه القدوة الحافظ الشاطبي القاري
الشهير عن ابن هزيل عن أبي داود عن أبي عمر والداني عن أبي الفتح فارس عن عمر بن
عراك عن همداني بن عوف عن إسماعيل النحاس عن الأرزق القاري الشهير عن ورش الراوي
المعروف عن نافع القاري المشهور أحد القراء السبعة وطرقه إلى ابن عباس مذكورة في
الاثبات وممن أروي عنه جمال الأسرة العلوية وفخر العصابة الفاطمية نسابة آل رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وجامع شملهم الآية الباهرة مولاي الوالد العلامة
السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي المتوفى سنة 1338 فإني قرأت القرآن
الشريف عليه من أوله إلى آخره بالتجويد والترتيل فأجاز لي قدس سره بأسانيده منها ما
يرويه عن والده العلامة المتفنن في العلوم الإسلامية سيما ما يتعلق بالكتاب والسنة
السيد شرف الدين علي الحسيني المرعشي النجفي الحائري المتوفى سنة 1316 عن شيخه
العلامة في هذا الفن حافظ القرآن الشريف الحاج السيد محمد الحسيني القاري الشهير
صاحب كتاب نجوم القرآن والتحفة المحمدية وغيرهما بطرقه منها ما أنهاه إلى الحفاظ
عماد الدين علي القاري الاستراباذي صاحب الكتب الكثيرة في الفن وطرقه إلى القراء
سيما إلى الجزري مشهورة معروفة (*)
ص 334
وأثبت فيها تواتر هذا الحديث من طرق متعددة ، ونسب المنكر إلى الجهل
(هامش)
وممن أروي عنه العلامة البحاثة المتتبع حجة الإسلام السيد أحمد المشتهر بالسيد آقا
التستري الموسوي النجفي من سلالة علامة المحدثين مولانا السيد نعمة الله الجزايري
قدس سره وقد حضرت حلقة تدريسه في التجويد التي كانت تنعقد أيام شهر رمضان في جامع
الهندي من أشهر جوامع مشهد مولاي أمير المؤمنين عليه السلام واستفدت منه دام علاه
كثيرا وأجاز لي في مروياته سيما ما أودعه في كتابه تعويد اللسان بتجويد القرآن
ولعمري هو من أنفس ما ألف في هذا الباب ومن الأسف إنه لم يطبع بعد فما أشبهه بما
جاد به قلم تحريرنا وهو شيئ في فنون شتى مبعثرات متربات في زوايا مكتبتي وخباياها
ولا يسأل عنها ولا غرو فإنه يشبه حظها بحظ ناسقها الذي أصبح في دهر تدور رحى الأمور
بالتشبثات والتعلقات بحيث من آثر الحلس في البيت عد من أصحاب القبور بل رأى هتكه
بالبنان والبيان من آكد الفرائض وأهم المآرب كما فعله بعض مؤلفي التراجم في حقنا إن
كان ما قاله حقا فقد اغتاب وإن لم يكن فقد بهت قد وكلت أمره إلى أمي شفيعة المحشر
الحاكمة بالعدل والقاضية بالقضاء الإلهي يا ربي وسيدي أنت تعلم إني أصبحت مظلوما
فخذ بحقي عمن ظلمني بلسانه وقلمه ونطقه ورقمه وسلط عليهم من يسلك سبيلهم معهم كما
سلكوا معي ومع من يضاهيني ممن لا ناصر له آمين آمين . هذا ما ساعدني التوفيق الإلهي
بتحريره في هذه الأوراق من الأسانيد إلى العلامة الجزري المذكور اسمه في المتن ولنا
طرق متكثرة إلى القراء غير طرقه طوينا عن ذكرها كشحا والرجاء الواثق من كرم الأفاضل
أن يعذروني في ذلك حيث إني من شدة الآلام الروحية بمثابة يعجز الباع عن تحريره
واللسان عن تقريره اللهم يا مسرح الهموم والغموم سرحني عنها سراحا جميلا بالنبي
الأكرم وآله الطاهرين عليهم السلام والتحية . (*)
ص 335
والتعصب وإن تعسف آخرا في إصلاح ما فسده الدهر (1) بحمل تقدم الثلاثة في الخلافة
إلى نحو من الزلات (2) الواقعة عن الأنبياء عليهم السلام فلا يوجب قدحا فيهم وفي
خلافتهم ، وقال الشيخ جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب الاتقان (3) وهو أيضا من
أكابر المتأخرين : أخرج أبو عبيدة عن محمد بن كعب ، قال : نزلت سورة المائدة في حجة
الوداع فيما بين مكة والمدينة ومنها : اليوم أكملت لكم دينكم وفي الصحيح عن عمر
أنها نزلت عشية وعرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع ، لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري : أنها نزلت يوم غدير خم وأخرج مثله من حديث أبي هريرة (إنتهى) والعاقل
الفطن يحكم من هيهنا على أن ما في الصحيح سقيم موضوعا عنادا مع علي (ع) وبالجملة
تكفينا في ترجيح ما نرويه في فضائل علي (ع) موفقة بعض ثقاة الخصام ، لأنه المتفق
عليه بين أهل الإسلام كما مر مرارا وأما ما ذكره قبل هذا ، فقد عرفت قبل هذا ما فيه
من التحريف والتمويه فتذكر ثم الوصية لعلي (ع) وتعريفه بين العرب ، تقضي أن يكون
تلك الوصية لأن يتخذه العرب قاطبة العرب من قريش وغيرهم سيدا لالهم بنو هاشم فقط
كما ذكره الناصب وهذا ظاهر جدا لكن الناصب لأجل الاحتراز عن الاعتراف بلزوم كونه
(ع) سيدا لأبي بكر وعمر وعثمان الذين هم من عرب قريش خص سيادته تحكما ببني هاشم ،
فتأمل ، فإنه صريح في عداوته لعلي (ع) .
(هامش)
(1) إشارة إلى المثل المشهور (وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر) في أبيات شهيرة منها
عجوز تمنت أن تكون فتية * وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر فجاءت إلى العطار تبغي
شبابها * وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر (2) أي التي أسندوها إلى الأنبياء وكانوا
برآء عنها . (3) ذكره في (ج 1 ص 19) فراجع (*)
ص 336
قال المصنف رفع الله درجته
السادسة والثلاثون قوله تعالى : والنجم إذا هوى (1) 
روى
(2) الجمهور عن ابن عباس ، قال : كنت جالسا مع فئة من بني هاشم عند النبي (ص) إذا
انقض كوكب ، فقال رسول الله (ص) : من انقض هذه النجم في منزله فهو الوصي من بعدي ،
فقال فئة من بني هاشم ، فنظروا ، فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب (ع)
، فقالوا : يا رسول الله (ص) غويت في حب علي فأنزل الله : والنجم إذا هوى ما ضل
صاحبكم وما غوى (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : آثار الوضع والافتراء على
هذا النقل ظاهر لا خفاء به ، فإن هذه السورة نزلت في أوايل بعثة النبي (ص) وابن
عباس لم يولد بعد ، فكيف روى هذا الحديث ؟ ثم نسبة الغواية إلى النبي (ص) في حب علي
وربط الآية بها في غاية الركاكة ، ولا يخفى هذا ، ولو صح دل على وصايته ، والوصاية
غير الخلافة (إنتهى) . أقول ما ذكره من أن سورة النجم نزلت في أوايل بعثة النبي (ص)
من مفترياته ، وليس في شيئ من الكتب المتداولة عنه عين ولا أثر ، والظاهر أنه اعتمد
في افترائه هذا على ما قيل : إن السورة مكية ، ، فظن أن كل ما هو مكي نزل في أول
البعثة ، وليس كذلك ، بل منها ما نزل بعد الهجرة في مكة عام الفتح أو عام
(هامش)
(1) النجم . الآية 1 . (2) أورد هذه الرواية عدة من نقلة آثار القوم ونحن نذكر من
وقفنا عليه حال التحرير فنقول : (*)
ص 337
(هامش)
(منهم) العلامة الگنجي في كفاية الطالب (ص 131 ط الغري) أخبرنا أسعد بن المسلم بن
مكي بن علان القيسي ، أخبرنا الحافظ علي بن الحسن بن عساكر ، أخبرنا أبو غالب بن
البناء ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر محمد ابن العباس ، أخبرنا أبو
عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن الحكم الأسدي المعروف باخي حماد ، حدثنا علي
بن محمد بن الخليل بن هارون البصري ، حدثنا محمد ابن الخليل الجهني ، حدثنا هشيم بن
أبي بشير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند
النبي صلى الله عليه وسلم إذا نقض كوكب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي ، فقال فتية من بني هاشم فنظروا فإذا
النجم قد انقض في منزل علي بن أبي طالب ، فقالوا يا رسول الله قد غويت في حب علي ،
فأنزل الله تعالى : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى إلى قوله تعالى : وهو
بالأفق الأعلى ذكره محدث الشام في ترجمة علي عليه السلام انتهى (ومنهم) ابن
المغازلي في (المناقب) (كما في البحار ج 9 ص 53 ط الكمباني) روى عن إبراهيم بن محمد
بن خلف عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن الحسن بن سهل عن ابن أحمد المالكي عن ربيعة بن
محمد الطائي عن ثوبان عن داود عن مالك بن غسان عن ثابت عن أنس قال : انقض كوكب على
عهد رسول الله ، فقال رسول الله انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو
الخليفة من بعدي ، فنظروا فإذا قد انقض في منزل علي ، فأنزل الله : والنجم إذا هوى
. وروى ابن المغازلي أيضا بإسناده إلى ابن عباس قال : كن جالسا مع فتية من بني هاشم
عند النبي إذا انقض كوكب فقال رسول الله من انقض هذا الكوكب في منزله فهو الوصي من
بعدي ، فقام فتية من بني هاشم فنظروا قد انقض الكوكب في منزل علي بن أبي طالب ،
فقالوا يا رسول الله : قد غويت في حب ابن عمك فأنزل الله : والنجم إذا هوى ما ضل
(*)
ص 338
(هامش)
صاحبكم وما غوى وروى ابن المغازلي أيضا عن محمد بن أحمد بن عثمان عن محمد بن العباس
عن الحسين ابن علي الدهان عن علي بن محمد بن الخليل عن هيثم عن أبي بشير عن سعيد عن
ابن عباس مثله . (ومنهم) أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني معنعنا عن عبد الله بن
بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن أبيه ، روى نزول السورة في علي عليه السلام .
(ومنهم) علي بن أحمد الشيباني معنعنا عن نوف البكالي عن علي بن أبي طالب قال : جاء
جماعة من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انصب لنا علما
يكون لنا من بعدك لنهتدي ولا نضل كما ضلت بنو إسرائيل من بعد موسى بن عمران فقد قال
ربك سبحانه : إنك ميت وإنهم ميتون ولسنا لنطمع أن تعمر فينا ما عمر نوح في قومه وقد
عرفت منتهى أجلك ونريد أن نهتدي ولا نضل قال إنكم قريبو عهد بالجاهلية وفي قلوب
أقوام أضغان وعسيت إن فعلت أن لا تقبلوا ولكن من كان في منزله الليلة نزلت آية من
غير ضير فهو صاحب الحق ، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء وانصرف إلى
منزله سقط في منزلي نجم أضائت له المدينة وما حولها وانفلق بأربع فلق وانشعب في كل
شعب فلقة من غير ضير قال نوف : قال لي جابر بن عبد الله : إن القوم أضروا على ذلك
ومسكوا فلما أوحى الله إلى نبيه أن ارفع بضبع ابن عمك قال : يا جبرئيل أخاف من تشتت
قلوب القوم ، فأوحى الله إليه : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن
ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والأنصار فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثني
عليه ثم قال : يا معشر قريش لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم ، ثم قال : يا معشر
الموالي لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم ثم دعا بدواة وطرس فأمر فكتب فيه : بسم الله
الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قال : شهدتم ؟ قالوا : نعم ، قال :
أفتعلمون (*)
ص 339
(هامش)
أنني مواليكم ؟ قالوا اللهم نعم ، قال : فقبض على ضبع علي بن أبي طالب فرفعه في
الناس حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ثم قال : اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وفيه كلام أنزل الله
تعالى : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
فأوحى إليه : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الخ . (ومنهم) ابن سعيد (كما
في البحار ج 9 ص 52 ط كمباني) روى عن فرات عن محمد بن أحمد الهمداني عن الحسين بن
علي عبن عبد الله بن سعيد الهاشمي عن عبد الواحد بن غياث عن عاصم بن سليمان عن
جويبر عن الضاحك عن ابن عباس نزول السورة في علي عليه السلام فذكر تفصيله (ومنهم)
القطان (كما في البحار) (ج 9 ص 52 ط كمباني) روى عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن الحسن
بن زياد عن علي بن الحكم عن منصور بن الأسود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه عن
آبائه عليهم السلام ، نزول السورة في علي عليه السلام (ومنهم) فضل بن شاذان في
الفضائل بالاسناد يرفعه إلى عمر بن الخطاب روى نزول السورة في علي عليه السلام
(ومنهم) جعفر بن أحمد معنعنا عن عائشة قالت : بينا النبي جالس إذا قال له بعض
أصحابه من أخير الناس بعدك يا رسول الله ؟ فأشار إلى نجم في السماء فقال : من سقط
هذا النجم في داره فقال القوم فما برحنا حتى سقط النجم في دار علي عليه السلام ،
فقال بعض أصحابه : ما أشد ما رفع بضبع ابن عمه فأنزل الله تعالى : والنجم إذا هوى
ما ضل صاحبكم وما غوى محمد صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى في علي بن أبي
طالب (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في كتابه مناقب مرتضوي (ص 50
ط بمبئي بمطبعة محمدي) (*)
ص 340
حجة الوداع ، فليكن سورة النجم كلا أو بعضا من هذا القبيل ، ويرشد إلى ما ذكرناه ما
قاله جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب الاتقان (1) من أن للناس في المكي والمدني
اصطلاحات ثلاثة أشهرها أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء نزل
بمكة أم بالمدينة عام الفتح أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار إلى أن قال :
الثاني أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة الخ على أن
هذا مما رواه أبو حامد (أبو سعد خ ل) (2)
(هامش)
نقل عن ابن المغازلي المالكي عن ابن عباس قال بينما نحن شبان القريش جالسون بمكة
حول رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط نجم فقال رسول الله : من نزل هذا النجم في
بيته فهو وصيي ، فلما قام الناس وجدوه ساقطا في بيت علي فقالوا لرسول الله صلى الله
عليه وسلم : إنك ضللت بمحبة علي ، فنزل : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى .
ونقل عن ابن مردويه في المناقب عن ناجية العرفي قال : إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم حيث أمر بسد الأبواب عن المسجد إلا باب علي ، قال بعضهم أخرج عباسا وأبا بكر
وعمر وعثمان وغيرهم وأحل محله ابن عمه فلما رآى رسول الله ذلك صلى جامعة ثم خطب
وقرء والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى . (1) فراجع (ج 1 ص 9 ط مصر) (2) هو
العلامة الحافظ عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم النيسابوري المحدث الفقيه
المفسر الواعظ يعرف بالخرگوشي نسبة إلى (خرگوش) من محلات تلك البلدة سافر إلى
العراق والحجاز والديار المصرية عدة رحلات فأفاد واستفاد وألقى عصا السير في أخريات
عمره بوطنه وأحدث مارستانا أي المستشفى للفقراء والغرباء وأمر تلاميذه بخدمة تلك
المؤسسة الخيرية ، له كتب منها كتاب شرف المصطفى ومنها التفسير الكبير ومنها
المشيخة وغيرها توفي (سنة 406) في بلده وبه قبره فراجع الريحانة ج 1 ص 382 طبع
طهران . (*)
ص 341
الشافعي في كتاب شرف المصطفى ، وأبو الحسن ابن المغازلي (1) الشافعي الواسطي في
كتاب المناقب على رغم هذا الناصب المارقي القاسطي (2) بإسناده إلى ابن عباس فليطلب
من كتابه وأما ما استشكله من نسبة أصحاب النبي (ص) الغواية إليه ، فإنما استشكله
حذرا عن أن يقال : إن الثلاثة من خلفاء الناصب من جملة الناصبين ، وإلا فهذا ليس
بأبعد من نسبة أولاد يعقوب (ع) له إلى الضلال في حبه ليوسف (ع) إذ قالوا : ليوسف
وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين (3) وقالوا ثانيا :
تاالله إنك لفي ضلالك القديم (4) أولاد يعقوب مع كونهم مولودين على الفطرة الصحيحة
وصاروا أنبياء بعد ذلك على ما زعم أصحاب الناصب الشقي إذا قالوا مثل ذلك في شأن
أبيهم ونبيهم ، فما ظنك بجماعة نشأوا في الكفر أفنوا أكثر أعمارهم فيه ؟ ! وأما ربط
الآية فظاهر جدا : لكن لا يرتبط بالقلب الميت المملو من عداوة أهل البيت عليهم
السلام ، وأما ما ذكره من أن الوصاية غير الخلافة فإن أراد به أن الوصاية لا يكون
بمعنى الخلافة والإمامة أصلا فبطلانه ظاهر بل الوصاية إذا أطلق لإيراد به إلا
أولوية التصرف في جميع أمور الموصي ، وهو مساوق للخلافة وذلك لأن أصل معنى الوصية
في اللغة هو الوصل ومعناه العرفي أن يصل الموصي تصرفه بعد الموت بما قبل الموت أي
تصرف كان ، فالوصي إذا أطلق يكون المراد به الأولى بالتصرف في أمور الموصي جميعا
إلا
(هامش)
(1) وسيأتي نقل المير محمد صالح الحنفي الكشفي كلام ابن المغازلي في كتاب المناقب
عن قريب . (2) وصفه بهما لمكان ذبه عن الفئتين اللتين اتصفا حسب نص الحديث النبوي
الشريف بالمروق من الدين والميل عن الحق أعاذنا الله منهما . (3) يوسف الآية 8 .
(4) يوسف الآية 95 . (*)
ص 342
ما أخرجه الدليل ، وإنما يطلق على الوصي الخص كوصي الطفل بالإضافة والتقييد ، فيكون
المراد بالوصي حيث أطلق النبي (ص) في شأن وصيه (ع) أولى التصرف في كل ما كان له
التصرف فيه ، وهذا معنى الخلافة كما لا يخفى وإن أراد أنه قد يكون بمعنى مغاير
للخلافة فمسلم لكنه غير محتمل هيهنا لأن الوصاية التي أوجبت غيرة قريش ونسبتهم فيها
النبي (ص) إلى الغواية في حب علي (ع) هو الوصاية بمعنى الإمامة لا غير كما لا يخفى
على أولي النهى . قال المصنف رفع الله درجته
السابعة والثلاثون أقسم الله بخيل (1)

جهاده في غراة (2) السلسلة كما روي (3)
(هامش)
(1) أي في قوله تعالى : والعاديات ضبحا في سورة : العاديات (2) هي سرية وقعت في أرض
بها ماء يقال لها السلاسل بضم السين الأولى وكسر الثانية وقال الحافظ ابن حجر
المشهور إنها بفتح الأولى قيل سمي المكان بذلك لأنه كان به رمل بعضه على بعض
كالسلسلة يقال ماء سلسل وسلسال إذا كان سهل الدخول في الحلق وتلك الأرض رواء وادي
القرى هكذا في السيرة الحلبية (ج 3 ص 190 طبع مصر) ثم اعلم أن هذه كانت سرية لا
غزوة وأطلقت الغزاة عليها بالمعنى الأعم أي الحرب لأن كل حرب حضر فيه النبي بنفسه
الشريفة يسمى غزاة وما لم يحضره سرية كما في السيرة الحلبية (ج 3 ص 151 طبع مصر) ثم
اعلم أن هذه السرية يقال لها سرية عمرو بن العاص أيضا . (3) ذكرها المحدث الثقة
الأديب العلامة علي بن عيسى الإربلي في كتاب (كشف الغمة) (ص 66) والظاهر أنه نقلها
عن ابن مردويه في (مناقبه) أو ابن المغازلي (مناقبه) أيضا أو الشيخ عز الدين عبد
الرزاق الحنبلي في (كتابه) وحيث لم تكن تلك الكتب حاضرة لدينا اكتفينا بالنقل عنها
بالواسطة . (*)
ص 343
أن جماعة (1) من العرب اجتمعوا على وادي الرملة (2) ليبيتوا (3) النبي بالمدينة
فقال النبي (ص) لأصحابه : من لهؤلاء ؟ فقام جماعة من أهل الصفة (4) وقالوا : نحن
فول علينا شئت فأقرع بينهم فخرجت القرعة على
(هامش)
(1) هم كانوا قبيلة قضاعة تجمعوا يريدون المدينة كما في السيرة الحلبية (ج 3 ص 190
ط مصر) (2) المراد منها أرض ذات السلاسل قيل بضم السين الأولى وكسر الثانية ،
والمشهور إنها بفتح الأولى ، قيل سميت بذلك لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة
كما في (ج 3 ص 190) من السيرة الحلبية . بيت العدو . أي أوقع بهم ليلا . (4) هم
جماعة من الصحابة كانوا زهادا نساكا يجلسون على صفة المسجد النبوي الشريف قال
الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه (337 طبع مصر) في حقهم ما لفظه هم قوم أخلاهم
الحق من الركون إلى شيء من العروض وعصمهم من الافتتان بها عن الفروض وجعلهم قدوة
للمتجردين لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا تلهيهم عن ذكر الله تجارة ولا حال ، لم
يحزنوا على ما فاتهم من الدنيا ولا يفرحوا إلا بما أيدوا به من العقبى كانت أفراحهم
بمعبودهم ومليكهم وأحزانهم على فوت الاغتنام من أوقاتهم وأورادهم هم الرجال الذين
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولم يأسوا على ما فاتهم إلى أن قال فلم يجتمع
لهم ثوبان ولا حضرهم من الأطمعة لونان . ثم سرد أسمائهم ومنهم أوس بن أوس الثقفي
وأسماء بن حارثة والأغر المزني والبراء ابن مالك وثابت بن وديعة وثقيف بن عمرو
وجرهد بن خويلد وجعيل ابن سراقة وجارية بن جميل إلى آخر ما أفاد وقال إن بعض
المؤلفين اشتبه الأمر عليه وعد في أصحاب الصفة من ليس منهم بل هم من أهل القبة
فراجع . (*)
ص 344
ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم فأمر أبا بكر بأخذ اللواء والمضي إلى بني سليم (1) وهم
ببطن الوادي (2) فهز موهم وقتلوا جمعا من المسلمين فانهزم أبو بكر ، فعقد لعمر بن
الخطاب وبعثه فهزموه فساء النبي (ص) فقال عمر وبن العاص ابعثني يا رسول الله فأنفذه
فهزموه وقتلوا جماعة من أصحابه وبقي النبي (ص) أياما يدعو عليهم ثم طلب أمير
المؤمنين (ع) وبعثه إليهم ودعا له وشيعه إلى مسجد الأحزاب وأنفذ معه جماعة منهم أبو
بكر وعمر وعمر وبن العاص فصار الليل وكمن النهار حتى استقبل الوادي منه فمه فلم يشك
عمر وبن العاص أنه يأخذهم فقال لأبي بكر : هذه أرض سباع وذئاب (الضباع خ ل) وهي أشد
علينا من بني سليم والمصلحة أن نعلو الوادي وأراد إفساد الحال ، وقال : قل ذلك
لأمير المؤمنين (ع) فقال له أبو بكر : فلم يلتفت إليه ثم قال لعمر : فقال له : فلم
يجبه أمير المؤمنين وكبس على القوم الفجر فأخذهم فأنزل الله تعالى والعاديات (3)
ضبحا السورة واستقبله النبي (ص) فنزل أمير المؤمنين علي (ع) وقال له النبي (ص) لولا
أن أشفق أن يقول فيك طوايف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقلا
،
(هامش)
(1) قال العلامة القلقشندي في نهاية الارب ص 274 طبع بغداد ما محصله أنهم بطن من
شنوعة من الأزد من القحطانية وهم بني سليم بن قطرة بن غتم بن دوس منهم الطفيل بن
عمرو وأيضا بنو سليم بطن من جذام وأيضا بنو سليم بضم السين قبيلة عظيمه من قيس
غيلان والنسبة إليهم سليمي وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس إلى آخر
ما قال انتهى (2) أي وادي الرملة . (3) قال تعالى : والعاديات ضبحا هي الإبل يعدو
من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى والضبح على هذه مستعار ، لأن أصل استعماله
في الخيل وهو صوت أنفاسها إذا عدون والعدوة لا تخلو من الضبح كذا في تفسير
النيسابوري . (*)
ص 345
لا تمر بملاء منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك اركب فإن الله ورسوله راضيان
(إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : قصة غزوة ذات السلاسل فنقول في الصحاح ،
وأنها تصداها عمرو ابن العاص بتأمير رسول الله (ص) إياه وكان الفتح بيده ، وأما ما
ذكره فليس بمنقول في الصحاح ، بل اشتمل على المناكير ، فإن النبي (ص) كيف يجوز أن
يدعي ألوهية علي والمفهوم من هذا الخبر أن النبي (ص) كان يريد أن يقول بألوهيته
ولكن خاف أن يعبده الناس وهذا كلام غلاة الرفضة ، ولا ينبغي نقل هذ المسلم فضلا عن
فاضل (إنتهى) . أقول ما ذكره من أن الفتح كان بيد عمر وبن العاص مما لم يذكره
البخاري في صحيحه ، فيكون كاذبا في هذا ثم قول النبي (ص) ما خاف معه من الناس
اعتقاد ألوهيته لا يستلزم ادعاءه لألوهيته كما توهمه هذا الناصب الأعوج (1) الأهوج
الرجس المارد (2) المتكلم بكل سخيف بارد بل يكفي في ذلك كشفه (ص) عما خفي من فضائل
علي (ع) وكمالاته وقدرته بتأييد الله تعالى على خوارق العادات التي هي دليل قربة
إلى الله تعالى وكمال عنايته إليه وتأييده له وكيف يفهم ذلك غير فهم وذو عوج مع
قوله (ص) . لولا إن أشفق أي : أخاف أن يقول فيك الخ وكيف تجتمع إرادته (ص) لأن يقول
بألوهيته مع خوفه من عبادة الناس له ، ثم كيف ينكر الحديث ويحكم باشتماله على
المناكير ، مع أن الشافعي إمام هذا
(هامش)
(1) في القاموس الأعوج السيئ الخلق والهوج محركة طول في حمق وطيش ونسرع . (2) يقال
مرد أقدم وعتا . (*)
ص 346
الناصب قد نظم (1) مضمون هذا الحديث في مدحه المتواتر المشهور حيث قال : شعر : لو
أن المرتضى أبدى محله * لأضحى الناس طرا سجدا له كفى في فضل مولانا علي * وقوع الشك
فيه أنه الله وقال أبو نواس (2)
(هامش)
(1) قد صرح به المحدث الشهير المير محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في كتابه
المسمى بمناقب مرتضوي (ص 15 بمبئي بمطبعة المحمدي) ثم إنه قد نقل بيتا آخر في ذيلها
وهو ومات الشافعي وليس يدري * علي ربه أم ربه الله (2) هو أبو نواس حسن بن هاني بن
عبد الأول بن صباح الحكمي الولاء البصري الولادة البغدادي الإقامة ، من مشاهير
الشعراء والأدباء ومن المجاهرين بحب آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حكى عن
الجاحظ أنه كان يقول : إن أبا نواس من أعلم الناس باللغة وعن ابن نوبخت أنه كان
يقول لم أر أحفظ من أبي نواس ولا أوسع علما منه الخ وله قصائد وأشعار رائقة في مديح
مولانا الرضا عليه السلام منها هذه : قيل لي أنت أو حد الناس طرا * إذ تفوهت
بالكلام البديه من لك جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلى ما تركت مدح
ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أستطيع مدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه
قصرت السن الفصاحة * ولهذا القريض لا يحتويه الخ وبالجملة الرجل من مفاخر العرب
علما وأدبا ومن أجلاء الشيعة ، ولد سنة 136 وقيل سنة 139 وقيل 140 وقيل 141 وقيل
145 بالبصرة أو الأهواز . توفي ببغداد سنة 195 وقيل 196 وقيل 198 وقيل 199 وقيل 200
ودفن بالمقبرة (*)
ص 347
شعر لا تحسبني هويت الطهر حيدرة * بفضله وعلاه في ذوي النسب ولا شجاعته في يوم
معركة * ولا التلذذ في الجنات من إرب ولا التبرد من نار الجحيم ولا * رجوت إن ليوم
الحشر يشفع لي لكن عرفت هو السر الخفي وإن * أبحته حللوا قتلى وكفرني يصدهم عنه داء
دواء له * كالمسك يعرض عنه صاحب الكلب قال المصنف رفع الله درجته
الثامنة والثلاثون
قوله تعالى : أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوي (1) 
المؤمن علي ، والفاسق
الوليد نقله الجمهور (2) (إنتهى)
(هامش)
الشونيزية فراجع الريحانة (ج 5 ص 188 طبع طهران) ولله در سيدنا آية الله المحسن
الأمين الحسيني حشره الله مع أجداده الميامين في تأليفه كتابا حافلا حول أبي نواس
وأنهى البحث وأسهب وتقب فليراجع إليه وإلى كتابه النفيس (أعيان الشيعة) ثم ديوان
أبي نواس من الدواوين الشهيرة وله شروح وتعاليق وطبع مرات بمصر وغيره . (1) السجدة
. الآية 18 . (2) الرواية مذكورة في كتب القوم وصحاحهم ونقلها جم غفير من أعلام
القوم وحملة آثارهم ونحن نشير إلى بعض منهم حسب ما وقفنا عليه حال التحرير فنقول :
(منهم) الحافظ أحمد في الفضائل (ص 136 مخطوط تظن كتابتها في المأة السادسة) حدثنا
إبراهيم ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
: أن الوليد بن عقبة قال لعلي عليه السلام ألست أبسط منك لسانا وأملاء منك ، حشوا ،
فأنزل الله عز وجل : أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (ومنهم) الحافظ أبو
نعيم في كتاب (ما نزل من القرآن في علي) (كما في (*)
ص 348
(هامش)
البحار ج 9 ص 66 ط الكمباني) روى عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : ذكر وليد
بن عقبة عليا عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وسلم بما يكره ، فقال : أنا أحد
منه سنانا وإملاء لكتيبة غناء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون وروى عن محمد بن المظفر عن أحمد بن إبراهيم عن الربيع بن
سلمان عن عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن عمر وبن دينار عن ابن عباس في قوله
تعالى : أفمن كان ، الآية قال ابن عباس رضي الله عنه : أما المؤمن فعلي بن أبي طالب
وأما الفاسق فعقبة بن معيط . وروى عن ابن حيان عن عبد الله بن محمد عن إسحاق بن
الفيض عن سلمة بن أحفص عن سفيان الجريري عن حبيب بن أبي العالية عن عكرمة عن ابن
عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة . وروى بإسناد آخر
عن حبيب مثله . وروى عن عبد الله بن محمد بن جعفر عن إسحاق بن بنان عن جيش بن مبشر
عن عبيد الله ابن موسى عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن ابن جبير عن ابن عباس بعين ما
رواه الكلبي ونقلناه فيما مر وروى عن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن
أبي بكر عن أبي حاتم عن أبي عبيدة معمر بن مثنى عن يونس بن حبيب قال : سألت أبا
عمرو عن تلخيص الآي المكي والمدني من القرآن فقال أبو عمرو سألت مجاهدا كما سألتني
فقال : سألت ابن عباس فقال : ألم السجدة نزلت بمكة إلا ثلاث آيات منها نزلت
بالمدينة وذلك أنه شجر بين علي والوليد كلام إلى أن قال : فأنزل الله هذه الآية
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا (ومنهم) العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن
محمد بن عبد الله ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي المالكي المتوفى
سنة 542 (*)
ص 349
(هامش)
أورد في كتاب أحكام القرآن (ج 2 ص 153 ط مطبعة السعادة بمصر) في تفسير الآية
الشريفة مسألتين : المسألة الأولى فيمن نزلت وقد روى أنها نزلت في علي بن أبي طالب
المؤمن وفي عقبة بن أبي معيط الكافر إلى آخر الرواية . (ومنهم) العلامة البغوي في
تفسيره المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 5 ص 187 ط مصر) قال : نزلت في علي بن أبي
طالب والوليد بن عقبة بن معيط أخي عثمان لأمه وذلك إنه كان بينهما تنازع وكلام في
شيئ قال الوليد بن عقبة لعلي أسكت فإنك صبي وأنا والله أبسط منك لسانا وأحد منك
سنانا وأشجع منك جنانا الرواية . (ومنهم) العلامة الطبري في تفسير (ج 21 ص 61
الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة بن الفضيل ، قال ثنا ابن إسحاق عن بعض
أصحابه عن عطاء بن يسار قال نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن
أبي معيط كان بين الوليد وبين علي كلام فقال الوليد بن عقبة : أنا أبسط منك لسانا
وارد منك كتيبة فقال علي : أسكت فإنك فاسق فأنزل الله فيهما : أفمن كان مؤمنا كمن
كان فاسقا لا يستوون قال لا والله ما استووا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة
. (ومنهم) العلامة الگنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 54 ط الغري) أورد أصحاب السير
أن الوليد بن عقبة قال لعلي أمير المؤمنين عليه السلام : أنا أحد منك سننا وأسلط
منك لسانا وأملاء منك حشوا لكتيبة ، فقال له علي عليه السلام : أسكت فإنما أنت فاسق
فغضب الوليد من ذلك وشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل : أفمن كان مؤمنا كمن
كان فاسقا لا يستوون ، يعني بالفاسق الوليد بن عقبة . فأنشأ حسان بن ثابت يقول في
ذلك . أنزل الله والكتاب عزيز * في علي وفي الوليد قرانا فتبوء الوليد من ذلك فسقا
* وعلي مبوء إيمانا ليس من كان مؤمنا عرف الله * كمن كان فاسقا خوانا (*)
ص 350
(هامش)
فعلي يجزى هناك نعيما * ووليد يجزى هناك هوانا سوف يجزى الوليد خزيا ونارا * وعلي
لا شك يجزى جنانا (ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 88 ط مصر
سنة 1356) أخرج الحافظ السلفي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب
والوليد بن عقبة لأمر بينهما . (ومنهم) العلامة الخازن في تفسيره (ج 5 ص 187 ط مصر)
قال : إن الآية الشريفة نزلت في علي بن أبي طالب الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان
بينهما تنازع وكلام في شيئ فقال الوليد لعلي : أسكت فإنك صبي وأنا شيخ وإني أبسط
منك لسانا وأحد منك سنانا وأشجع جنانا وأملاء منك حشوا في الكتيبة فقال له علي أسكت
فإنك إلى آخر ما تقدم وأنزل الله هذه الآية . (ومنهم) العلامة غياث الدين بن همام
المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدري بطهران) أورد جماعة كثيرة من
المفسرين أنه قال الوليد لعلي ع : أنا أبسط منك لسانا فساق الكلام بنحو ما تقدم
فذكر نزول قوله تعالى : أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا فالمؤمن علي الفاسق الوليد .
و(منهم) العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 3 ص 462 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر عطاء بن
يسار والسدي وغيرهما : أنها نزلت في علي بن أبي طالب الوليد بن عقبة ابن أبي معيط .
(ومنهم) العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 217 ط النجف) أورد أن الوليد قال
يوما لعلي ع ألست أبسط منك لسانا وأحد سنانا فنزلت : أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا
لا يستوون . (ومنهم) العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (*)
ص 351
(هامش)
المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 105 ط
القاهرة 1357 ه) رواية في ذيل الآية عن الزجاج والنحاس أنها نزلت في علي وعقبة بن
أبي معيط إلى آخر ما قدمناه . ومنهم العلامة الأديب الشهير بأبي حيان الأندلسي
المغربي المتوفى سنة 754 أورد في تفسير بحر المحيط (ج 7 ص 203 ط مطبعة السعادة
بمصر) عن ابن عباس وعطاء : نزلت في علي والوليد بن عقبة بنحو ما تقدم ، وقال الزجاج
والنحاس : نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح
الترمذي الكشفي في مناقب مرتضوي (ص 36 ط بمبئي مطبعة المحمدي) . روى عن كشاف وأسباب
النزول وبحر المناقب اتفاق جمهور المفسرين في نزولها في علي ووليد بن عقبة بعين
المضمون المتقدم . (ومنهم) العلامة الشوكاني في تفسيره (فتح القدير) (ج 4 ص 247 ط
مصطفى الحلبي بمصر) أخرج أبو الفرج الإصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي
وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال الوليد بن
عقبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملاء
للكتيبة منك فقال له علي رضي الله عنه أسكت فإنما أنت فاسق فنزلت أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معط قال
كان بين الوليد وبين علي كلام فقال الوليد بن عقبة أنا أبسط منك لسانا وأحد منك
سنانا وأرد منك للكتيبة فقال علي رضي الله عنه أسكت فإنك فاسق فأنزل الله أفمن كان
مؤمنا كمن كان فاسق لا يستوون الآيات كلها . وأخرج ابن حاتم عن السدي رضي الله عنه
مثله . وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمان بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله أفمن
كان (*)
ص 352
قال الناصب خفضه الله أقول : جاء في هذا تفسير أهل السنة والآية نازلة في علي كرم
الله وجهه وهو من فضائله التي لا تحصى (إنتهى) . أقول بل الآية دالة على أفضليته
وأولويته للإمامة ، لعدم استواء الفاسق وغير الفاسق عند الله تعالى والثلاثة
المتقمصون للخلافة كانوا فاسقين ظالمين كافرين قبل الإسلام اتفاقا فلا يكونون
مستحقين للخلافة وقد بينا سابقا أن الخلافة والإمامة لا تجتمع مع صدورهم الظلم
سابقا (1) أيضا فتذكر . قال المصنف رفع الله درجته
التاسعة والثلاثون قوله تعالى : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه
شاهد (2) منه 
روى الجمهور (3) أن من كان على
بينة من ربه رسول الله (ع) والشاهد علي (ع) (إنتهى)
(هامش)
مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون قال نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد
بن عقبة . وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا قال أما المؤمن فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما
الفاسق فعقبة بن أبي معيط وذلك السباب كان بينهما فأنزل الله ذلك (1) كما بينه قدس
سره في مبحث عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام وذكرنا هناك ما يسفر عن وجه الحق
ويجلى الظلام وأيدنا كلامه (ره) بكلمات المحققين من علماء الأصول فراجع . (2) هود ،
الآية 17 (3) أورد هذه الرواية كثير من حفاظ القوم ونحن نشير إلى بعض من وقفنا عليه
حال (*)
(هامش)
التحرير فنقول : (منهم) أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي
المتوفى سنة 426 وقيل 427 وقيل 437 (مخطوط وتاريخ كتابتها يقرب من سنة خمسمأة قريبة
من عصر المؤلف) أخبرني أبو عبد الله ، حدثنا القاضي أبو الميسر ، حدثنا أبو بكر
السبيعي ، حدثنا محمد ابن علي الدهان والحسن بن إبراهيم الجصاص قالا أخبرنا الحسين
بن الحاكم حدثنا الحسين بن الحسن النصيبي عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس : أفمن كان على بينة من ربه رسول الله ويتلوه شاهد منهم على خاصة وبه عن
السبيعي قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسن بن الحكم ، حدثنا
إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو الجارود عن جعيب بن جبار عن زاذان قال سمعته يقول :
والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو نشرت لي وسادة فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة
بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان
بفرقانهم والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما من قرشي جرت عليه المواسي إلا وأنا أعرف
له بسوقه إلى جنة أو بقوده إلى النار ، فقام رجل فقال ما آيتك يا أمير المؤمنين
التي نزلت فيك ؟ قال أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه رسول الله على بينة
من ربه وأنا شاهد منه وبه عن السبيعي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الحمداني
قال : حدثني الحسين ابن علي بن بزيع ، قال : حدثني حفص النوا حدثنا صباح مولى محارب
عن جابر بن عبد الله ، قال قال : علي بن أبي طالب : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت
فيه الآية والآيتان فقال له رجل وأي آية نزلت فيك ؟ فقال علي : أما تقرء الآية التي
في هود ويتلوه شاهد منه . (ومنهم) العلامة البغوي في تفسيره (معالم التنزيل)
المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 3 ص 183 ط مصر) قال : المراد علي بن أبي طالب رضي
الله تعالى عنه (*)
ص 354
(هامش)
قال علي ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت ، الرواية . (ومنهم) العلامة فخر الدين
الرازي في تفسيره (ج 17 ص 201 ط البهية بمصر) أورد عن بعض أن المراد هو علي بن أبي
طالب . ( ومنهم) العلامة الطبري في تفسيره (ج 12 ص 10 ط الميمنية بمصر) حدثني محمد
بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا زريق بن مرزوق ، قال ثنا صاحب الفراء عن جابر عن عبد
الله بن يحيى ، قال : قال علي رضي الله عنه : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه
الآية والآيتان فقال له رجل : فأنت فأي شيئ نزلت فيك ؟ فقال علي : أما تقرء الآية
التي نزلت في هود ، ويتلوه شاهد منه . (ومنهم) العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد
الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسير الآية الشريفة أنه علي بن أبي
طالب عليه السلام عن ابن عباس وروى عن علي أنه لما سئل عن أي آية نزلت فيه فقال :
ويتلوه شاهد منه . الجامع لأحكام القرآن (ج 9 ص 16 ط القاهرة) (ومنهم) العلامة سبط
ابن الجوزي (في التذكرة) (ص 20 ط النجف) ذكر الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس إنه علي
(ع) ومعنى ويتلوه شاهده منه أنه أقرب الناس إلى رسول الله . وذكر الثعلبي أيضا
بإسناده إلى علي عليه السلام من رواية زاذان قال سمعته يقول والذي فلق الحبة وبرء
النسمة لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين نفسي بيده ما من رجل
من قريش جرت عليه المواسي إلا وأنا أعرف له آية سوقه إلى الجنة أو تقوده إلى النار
فقال له رجل يا أمير المؤمنين فما آيتك التي أنزلت فيك ؟ فقال : أفمن كان على بينة
من ربه فرسول الله على بينة وأنا شاهد منه . (*)
ص 355
(هامش)
(ومنهم) العلامة الگنجي في كفاية الطالب (ص 110 ط الغري) أخبرنا عبد العزيز بن
بركات الخشوعي بمسجد الربوة من غوطة دمشق ، أخبرنا علي بن الحسين بن هبة الله
الشافعي المؤرخ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن
محمد ، أخبرنا أبو بكر الجوزقي أخبرنا عمر بن الحسن بن علي ، حدثنا أحمد بن الحسن
الخزاز ، حدثنا أبي حدثنا حصين بن مخارق عن ضمرة عن عطاء عن أبي إسحاق عن الحرث عن
علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على علي بينة من ربه
وأنا الشاهد منه . (ومنهم) العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 12 ص 16 بهامش تفسير
الطبري) أو شاهد هو بعض محمد يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه . (ومنهم) العلامة
الخازن في تفسيره (ج 3 ص 183 ط مصر) وقال جابر بن عبد الله قال علي بن أبي طالب ما
من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان الخ . ( ومنهم) صاحب فتح البيان
(على ما في فلك النجاة ص 461 ط لاهور) روى عن علي عليه السلام : أفمن كان على بينة
محمد صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد علي . (ومنهم) العلامة الأديب الشهير بأبي
حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق علي بن
أبي طالب سلام الله عليه في تفسير بحر المحيط (ج 5 ص 210 مطبعة السعادة بمصر)
(ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 3 ص 324 ط مصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ما من رجل من
قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرء سورة
هود : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه رسول الله صلى الله عليه وسلم على
بينة من ربه وأنا شاهد منه . (*)
ص 356
(هامش)
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، أفمن كان على بينة من ربه أنا ويتلوه شاهد منه قال علي . (ومنهم)
العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 12 ص 25 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه عن
علي كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفمن كان على بينة من
ربه أنا ويتلوه شاهد علي . أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي كرم الله وجهه قال
: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل ما نزل فيك ؟ قال :
أما تقرء سورة هود أفمن كان على بينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد منه
وأخرج المنهال عن عبادة بن عبد الله مثله . (ومنهم) العلامة الشيخ سليمان القندوزي
في ينابيع المودة (ص 99 ط ل اسلامبو) روى الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن ابن
عباس وبسنده عن زاذان هما عن علي كرم الله وجهه قال : إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان على بينة من ربه وأنا التالي الشاهد منه . وروى الحمويني أيضا بسنده عن
جابر بن عبد الله وبسنده عن البختري هما عن علي بلفظه . وروى موفق بن أحمد بسنده عن
ابن عباس الحديث . وروى ابن نعيم والثعلبي والواقدي أخرجوه بأسانيدهم عن ابن عباس
وزاذان وجابر كلهم عن علي كرم الله وجهه الحديث . وروى ابن المغازلي بسنده عن عبادة
بن عبد الله قال : سمعت عليا كرم الله وجهه في خطبته ما نزلت آية من كتاب الله فذكر
الحديث بنحو ما تقدم . وروى عن زين العابدين والباقر والصادق عليهم السلام ذكروا
الحديث . وروى أن الحسن بن علي عليهما السلام ذكر هذه الآية وفسرها بمثل ما تقدم في
خطبته . (*)
ص 357
قال الناصب خفضه الله أقول : ليس من تفاسير أهل السنة وإن صح فهي كأخواتها كانت
سهلة (إنتهى) أقول ما نسب المصنف روايته إلى الجمهور قد رواه (1) ابن جرير الطبري
وذكره (2) الثعلبي ، وكذا الحافظ أبو نعيم بثلاثة طرق عن عبد الله (4) بن الأسدي
والفلكي (5) المفسر عن مجاهد (6)
(هامش)
وفي (ص 74) من ذلك الكتاب ، روى الحمويني بسنده عن زاذان قال : سمعت عليا رضي الله
عنه ، فذكر الحديث بعين ما تقدم . (1 ) قد مر النقل عنه في ذيل الآية . (2) قد مر
النقل عنه في ذيل الآية الكريمة قبيل هذا فراجع . (3) قد مر النقل عنه بواسطة
الينابيع في ذيل الآية الشريفة . (4) هو عبد الله بن عبد الله أبو أبو عبد الرحمان
الكوفي عن حصين بن عبد الرحمان وعنه محمد بن بشر قال أبو حاتم محله الصدق ويحتمل
قويا أن يكون المراد به عبد الله بن عبد الله الأسدي الكوفي الزهري أبو محمد الفقيه
المحدث الراوي المفسر المتوفى سنة 180 ويحتمل غيرهما (5) هو محمد بن موسى الفلكي
الرياضي المفسر الخوارزمي أبو جعفر صاحب الكتب الشهيرة ككتاب استخراج تاريخ اليهود
، وكتاب الزيج الأول ، وكتاب الزيج الثاني وكتاب العمل في الأسطرلاب ، وكتاب صورة
الأرض ، وكتاب الحساب وكتاب التفسير ، توفي سنة 232 كما في الريحانة ج 1 ص 426 .
(6) هو أبو الحجاج بن جبر بإسكان الموحدة مولى السائب بن أبي السائب المكي المقري
المفسر عن ابن عباس وقرء عليه ، قال مجاهد : عرضت عليه ثلاثين مرة وأم سلمة وأبي
هريرة وجابر وعن عائشة وعنه عكرمة وعطاء وقتادة والحكم بن عتيبة وأيوب (*)
ص 358
وعن عبد الله (1) بن شداد وغيرهم من قدماء أهل السنة ، ومن المتأخرين فخر الدين
الرازي في تفسيره (2) الكبير حيث قال : قد ذكروا في تفسير الشاهد وجوها أحدها أنه
جبرئيل يقرء القرآن على محمد (ص) وثانيها أن ذلك الشاهد لسان محمد (ص) وثالثها أن
المراد هو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والمعنى أنه يتلو تلك البينة وقوله : منه
أي هذا الشاهد من محمد (ص) وبعض منه والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض من محمد
(ص) (إنتهى) ولا ريب أن شاهد النبي (ص) على أمته يكون أعدل الخلايق سيما إذا تشرفت
بكونه بعضا منه (ص) كما ذكره الرازي فكيف يتقدم عليه غيره ؟ مع كون ذلك الشاهد من
النبي (ص) لأن (من) هيهنا لتبين الجنس فيؤذن بأن علي بن أبي طالب من جنس الرسول (ص)
وقوله : ويتلوه شاهد منه ، فيه بيان لكون علي (ع) تالي الرسول من غير فصل بينهما
يتالي آخر ، فمن جعله تاليا بعد ثلاثة فعليه الدلالة ، لأن التالي هو من يلي غيره
على أثره من غير فصل بينهما ، ولو لم يرد تفسير هذه
(هامش)
وخلق ، وثقه ابن معين وأبو زرعة قال ابن حبان : مات سنة 102 وقيل 103 بمكة ومولده
سنة 21 كذا في الخلاصة للخزرجي ص 315 طبع القاهرة . (1) هو عبد الله بن شداد بن
الهاد واسمه أسامة الليثي أبو الوليد المدني عن أبيه وعمر وعلي ومعاذ وعنه محمد بن
كعب ومنصور والحكم ابن عتيبة وثقة النسائي وابن سعد إلى أن قال : قال الواحدي : قتل
يوم دجيل سنة 81 وقال الثوري فقد في الجماجم سنة 83 انتهى وفي التهذيب إنه هلك ابن
أبي ليلى وابن شداد في الجماجم اقتحم بهما فرساهما الماء فذهبا انتهى ويحتمل أن
يكون المراد به عبد الله بن شداد الأعرج أبا الحسن المدني الراوي عن أبي عذرة وعنه
الثوري قال ابن معين ليس به بأس كما في الخلاصة للخزرجي ص 170 طبع القاهرة . (2) قد
مر النقل عنه قبيل هذا في ذيل الآية الكريمة فراجع . (*)
ص 359
الآية بأن الشاهد هو علي (ع) لدلت عليه بمعونة قول الرسول (1) أنت مني وأنا منك ،
فإنه لم يقل هذا لأحد سواء فظهر اختصاصه بذلك دون غيره . قال المصنف رفع الله درجته
الأربعون : قوله تعالى : فاستوى على سوقه (2) 
قال الحسن البصري (3) : استوى الإسلام
بسيف علي (ع) (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : جاء في التفسير أن هذه نزلت في
الخلفاء الأربعة كزرع رسول الله (ص)*
(هامش)
(1) كما في ينابيع المودة بطرق متعددة (ج 1 ص 52 ط العرفان) ومسند أحمد (ج 4 ص 164
و165 ط القديم بمصر) وهكذا من ذلك المسند (ج 1 ص 98 وج 4 ص 438 وج 5 ص 356 و204)
والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (ص 73 ط القديم) وتاريخ بغداد (ج 4 ص 140 ط مصر)
(2) الفتح . الآية 48 . (3) ونحن نذكر مضافا إلى قول المصنف (قده) أسماء بعض من
أعلام القوم الذين أوردوا رواية دالة على أن المراد (فاستوى على سوقه) علي بن أبي
طالب عليه السلام فنقول : ( منهم) العلامة الزمخشري في الكشاف (ج 3 ص 469 ط مصر)
روى عن عكرمة أن المراد (فاستوى على سوقه) بعلي عليه السلام (ومنهم) العلامة
النيسابوري في تفسيره (ج 26 ص 64 المطبوع بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) عن عكرمة :
فاستوى على سوقه ، بعلي وذهب بعض المفسرين : تراهم ركعا سجدا علي عليه السلام .
(ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 83 ط مصر) في (*)
ص 360
أخرج شطأه أبو بكر فآذره عمر فاستغلظ عثمان ، فاستوى على سوقه علي كرم الله وجهه
وهو من فضايله الكبيرة ولا يدل على النص (إنتهى) أقول الرواية المفصلة التي ذكرها
الناصب قد رواها النيشابوري (1) عن عكرمة ولعل التفصيل أيضا كان مذكورا فيما رواه
المصنف عن الحسن ، لكن قد اقتصر على بعضها الذي كان دليلا إلزاميا وموافقا لما روي
من طريق الإمامية وترك البعض الآخر منها ، لعدم مدخليته في غرضه بل لعدم اعتقاده
لصحته كما أشرنا إليه ثم الرواية دالة على الأفضلية لا على مجرد الفضيلة كما توهمه
الناصب لأنه إذا كان استواء دين الإسلام على ساقه بعلي (ع) وتقويته دون غيره كان
أفضل من غيره قال المصنف رفع الله درجته
الحادية والأربعون قوله تعالى يسقى بماء
(2) واحد 
قال جابر الأنصاري (3) سمعت
(هامش)
حديث طويل عن ابن جرير وابن المنذر أن المراد من (على سوقه) علي عليه السلام وفي
حديث طويل عن ابن مردويه والقلظي وأحمد بن محمد الزهري والشيرازي ليغيظ بهم الكفار
أي بعلي . (ومنهم) العلامة الآلوسي في تفسيره (روح المعاني) (ج 26 ص 117 ط المنيرية
بمصر) عن عكرمة قال : فاستوى على سوقه ، بعلي رضي الله عنه . (1) فراجع تفسير
النيسابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 26 ص 63 ط مصر) (2) الرعد . الآية 3 (3)
رواه عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : (منهم) العلامة جلال الدين
السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 116 ط لاهور) (*)