ص 361
رسول الله (ص) يقول الناس من شجر شتى ، وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة (إنتهى) .
قال الناصب خفضه الله أقول : قوله تعالى : يسقى بماء واحد نزل في بيان أن الفواكه
تختلف طعومها مع أنها يسقى بماء واحد ، وهذا من غرايب صنع الله تعالى ، وأما ما
ذكره من الحديث لا ربط بالآية والعجب أن كلام هذا الرجل في غاية التشويش ، وكأنه
يزعم أن أحد لا ينظر في كتابه أو كان ضعيف الرأي لا يعرف ربط الدليل بالمدعى
(إنتهى) .
(هامش)
أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة . (ومنهم) العلامة ابن حجر الهيتمي في
الصواعق المحرقة (ص 121 ط المحمدية بمصر) أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد
الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة
واحدة (ومنهم) العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671
، أورد في تفسيره المعروف (الجامع لأحكام القرآن ج ص 283 ط القاهرة 1357 ه) رواية
عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه : الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة إلى آخر ما قدمنا
(ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 4 ص 44 ط مصر) أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه (*)
ص 362
أقول قد ذكر صاحب كشف الغمة (1) الرواية المذكورة نقلا عن الحافظ أبي بكر بن مردويه
قال : قوله تعالى : وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد (2)
عن (3) جابر بن عبد الله (4) أنه سمع النبي (ص) يقول : الناس من شجر شتى وأنا وأنت
يا علي من شجرة واحدة ، ثم قرء النبي (ص) الآية (إنتهى) ثم إن للقرآن ظهرا وبطنا
فلا ينافي أن يكون ظاهر معنى الآية ما ذكره الناصب : من بيان اختلاف طعوم الفواكه
وباطنه ما روي عن جابر رضي الله عنه ، وبالجملة الصنوان المذكور في الآية جمع صنوة
هي النخلة لها رأسان وأي بعد في الكناية عن اتحاد النبي ووصيه عليهما السلام بنخلة
لها رأسان يسقى بالماء الواحد من الفيض الإلهي ، ولو امتنع الناصب عن قبول هذا
التأويل هينها لأشكل عليه الأمر في الحديث الذي ذكره قبيل ذلك في تفسير قوله تعالى
: كزرع أخرج
(هامش)
وسلم يقول : يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرء النبي صلى
الله عليه وسلم جنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان (1) (في ص 93 طبع طهران)
(2) الرعد . الآية 13 (3) كما تقدم قبيل هذا نقل مدركه من كتابي الصواعق وتاريخ
الخلفاء فراجع (4 ) هو جابر بن عبد الله بن عمر وبن حرام بفتح المهملة الأنصاري
السلمي بفتحتين أبو عبد الرحمان أو أبو عبد الله أو أبو محمد المدني الصحابي
المشهور جليل القدر عظيم المنزلة شهد العقبة وغزى تسع عشرة غزوة ، عنه بنوه وطاووس
والشعبي وعطاء وخلق قال جابر : استغفر لي رسول الله ليلة البعير خمسا وعشرين مرة
قال الفلاس : مات (سنة 78 عن أربع وسبعين سنة انتهى ما في الخلاصة للخزرجي ص 50)
أقول وجلالة الرجل ونبالته وورعه واختصاصه بأهل البيت مما لا ينكر عمر حتى أدرك
مولينا الباقر عليه السلام وبلغه سلام جده الرسول (*)
ص 363
شطأه الآية ، حيث جعل فيه الزرع المذكور في الآية عبارة عن رسول الله (ص) وباقي
كلماتها الواقعة في وصف الزرع كناية عن بعض أصحابه مع أن ما نحن فيه من الحديث
الدال على الاتحاد الذاتي مما يؤيده الحديث المشهور وهو قوله (ص) : (1) خلقت أنا
وعلي من نور واحد : وغير ذلك مما يوافقه في المعنى فظهر أن ما ذكره : من عدم ارتباط
الحديث بالآية ناش عن بلوغ عناده إلى النهاية وأن التعجب الذي ذكره مما ينبغي أن
يذكر عن لسان المصنف قدس سره إلى هذا الناصب السفيه الذي يتعجب مما جهله ويطعن فيه
قال المصنف رفع الله درجته
الثانية والأربعون قوله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا
الله عليه (2) 
نزلت في علي (ع) (3)
(هامش)
وفي كتب أحاديث الفريقين عدة روايات رواها المترجم ومن رام الوقوف على أكثر من هذا
فليراجع إلى رجال شيخنا الأستاذ العلامة المامقاني وغيره من المعاجم (1) قد مر نقله
في ذيل الآية الكريمة قبيل هذا فراجع (2) الأحزاب . الآية 23 . (3) رواه عدة من
أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم فنقول : (منهم) العلامة ابن الصباغ فصول المهمة
(ص 133 ط النجف) قيل سئل علي وهو على المنبر عن هذه الآية فقال نزلت في وفي عمي
حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب أما عبيدة بن الحارث فإنه قضى
شهيدا يوم بدر وأما عمي حمزة فإنه قضى نحبه يوم أحد وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب
هذه من هذا وأشار إلى لحيته ورأسه عهد عهده إلى حبيبي أبي القاسم صلى الله عليه
وسلم (ومنهم) العلامة الخازن في تفسيره (ج 5 ص 203) يعني حمزة (*)
ص 364
قال الناصب خفضه الله أقول : هذه الآية نزلت في قتلى أحد حين قتلوا ووقف رسول الله
(ص) على مصعب ابن عمير (1) وهو ممن قتل بأحد فقرأ عليه هذه الآية ، وإن صح نزوله في
علي كرم الله وجهه فهو من فضايله ولا يدل على النص المقصود (إنتهى) أقول يكذب ما
ذكره الناصب : من أن الآية نزلت في قتلى أحد أن الله تعالى قسم الرجال الذين صدقوا
ما عاهدوا الله عليه ورسوله على قسمين ، مقتول ومنتظر ، حيث قال : من المؤمنين رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
الآية أي منهم من قتل فوفى بنذره
(هامش)
وأصحابه (أقول) المراد من الأصحاب بمقتضى الروايات الواردة في كتب التفاسير علي
عليه السلام (ومنهم) العلامة البغوي في معالم المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 5 ص
203) روى بعين ما تقدم نقله عن الخازن (ومنهم) العلامة ابن مردويه في كتاب المناقب
(كما في كشف الغمة ص 93) (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في
مناقب مرتضوي (ص 63 ط بمبئي بمطبعة المحمدي) نقل عن مناقب الخطيب في قوله تعالى من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر من قضى
نحبه عبيدة وحمزة ومن ينتظر علي بن أبي طالب (1) هو أبو عبد الله مصعب بن عمير بن
هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبقري يكنى أبا عبد الله كان من
أجلة الصحابة وفضلائهم وهاجر إلى الحبشة في أول من هاجر إليها ثم شهد بدرا ولم يشهد
بدرا من بني عبد الدار إلا رجلان : (*)
ص 365
من الثبات مع رسول الله (ص) وهم حمزة بن عبد المطلب (1) ومن قتل معه من بني
(هامش)
مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة ويقال ابن حريملة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
قد بعث مصعب بن عمير إلى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن
ويفقههم في الدين ، وكان يدعى القاري والمقري ويقال : إنه أول من جمع الجمعة
بالمدينة قبل الهجرة قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من المهاجرين المدينة
مصعب بن عمير بني أخو عبد الدار بن قصي ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم ، ثم أتانا
بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب في
عشرين راكبا ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقدم علينا مع أبي بكر وقتل
مصعب بن عمير يوم أحد شهيد اقتله ابن عمه الليثي فيما قال ابن إسحاق وهو يومئذ ابن
أربعين سنة إلى آخره (1) هو أسد الله رسول سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بن هاشم
عم النبي صلى الله عليه وآله يكنى أبا عمارة وأبا يعلى أيضا قال الحافظ الأندلسي في
الاستيعاب ج 1 ص 101 ما لفظه أسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل بل كان إسلام
حمزة بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم في السنة السادسة من
مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وآله بأربع
سنين إلى أن قال شهد حمزة بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا مشهورا وشهد أحدا بعد بدر فقتل
يومئذ شهيدا قتله وحشي بن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم بن عدي على رأس اثنين
وثلاثين شهرا من الهجرة وكان يوم قتل ابن 59 سنة ودفن وهو ابن أخته عبد الله بن جحش
في قبر واحد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال حمزة سيد الشهداء وروى
خير الشهداء آخر ما قاله وفي التجريد ج 1 ص 139 طبع حيدر آباد : أن أمه هالة بنت
أهيب وهي بنت عم آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم انتهى بالجملة أمره في الجلالة
فوق ما تحوم حوله العبارة واسمه مذكور في كتب السير والمغازي والرجال والتراجم بكل
جميل رضوان الله تعالى عليه (*)
ص 366
هاشم وأنس بن النضر (1) وأصحابه ، ومنهم من ينتظر النصر والقتل على ما مضى عليه
أصحابه ، فلم يغيروا العهد لا من استشهد ولا من انتظروا عن علي (ع) فينا نزلت (2)
والله وأنا المنتظر وما بدلت تبديلا ، ولا يخفى أن أنس بن النضر وأصحابه وإن لم
يكونوا من بني هاشم لكن رأسهم ورئيسهم في الصدق وسببية نزول الآية حمزة ومن معه من
بني هاشم دون العكس ، وبالجملة مقصد المصنف قدس سره أن المراد بصادق العهد المنتظر
هو علي (ع) وكفى به تفضيلا وإما أن الآية نزلت في مصعب بن عمير فلم نجده في شيئ من
التفاسير المتداولة حتى في تفسير فخر الدين الرازي الذي كل عليث (3) وفليس فتأمل .
قال المصنف رفع الله درجته
الثالثة والأربعون قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا (4) 
وهو علي (ع) (5) (إنتهى)
(هامش)
(1) هو أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب النجاري الأنصاري عم أنس ابن
مالك الأنصاري قتل يوم أحد شهيدا كما في الاستيعاب ج 1 ص 34 طبع حيدر آباد (2) قد
تقدم قبيل هذا نقل مدركه في ذيل الآية الشريفة فراجع ، (3) قال العلامة ابن الأثير
في كتاب النهاية ج 3 ص 286 ط مصر ما لفظه : (علث) (س فيه) ما شبع أهله من الخمير
العليث أي الخبز المخبوز من الشعير والسلت والعلث والعلاثة الخلط ويقال بالغين
المعجمة أيضا انتهى وقال بعض اللغويين : العلث ما خلط في البر وغيره مما يخرج فيرمى
به الخ والفلس قطعة مضروبة من النحاس يتعامل بها وهو أقل النقود مالية واللفظان
ذكرا في مقام الكناية عن خسة مطالب الكتاب وابتذالها وعدم الجدوى فيها وأنها ليست
إلا السواد على البياض (4) الفاطر الآية 32 (5) ذكره ابن مردويه في (مناقب) (كما في
كشف الغمة) (*)
ص 367
قال الناصب خفضه الله أقول : على من جملة ورثة الكتاب ، لأنه عالم بحقيق الكتاب ،
فهذا يدل على علمه ووفور توغله في معرفة الكتاب ولا يدل على النص (إنتهى) أقول روى
نزول الآية في شأن علي خاصة الحافظ أبو بكر بن مردويه (1) فقول الناصب أقول علي من
جملة ورثة الكتاب غفلة أو تغافل وتحامل على علي (ع) ثم الظاهر أنه ارتكب هذا التمحل
والتحامل تطرقا إلى احتمال اشتراك أبي بكر وعمر مع علي (ع) في ذلك الميراث لئلا
يلزم ما قصده المصنف عن تفضيله (ع) عليهما وليت شعري كيف يشتركان معه في ميراث
الكتاب مع أنهما كانا من أجهل (2) الناس بالكتاب والسنة حتى لم يعرف أبو بكر الأب
والكلالة (3) وغيرهما من الكتاب ، وقد اعترف عمر بأن النساء المخدرات في البيوت
أفقه وأعلم منه (4) وكان مدار (5) أمرهما الرجوع إلى علي (ع) ومن دونه
(هامش)
وذكره المير محمد صالح الكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) (ص 59 ط بمبئي بمطبعة
محمدي) قال : روى عن علي عليه السلام في قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب الذين ، قال
نحن أولئك (1) كما تقدم النقل عنه في التعليقة السابقة (2) كما يفصح عن ذلك ما
ينقله مولانا القاضي (قده) هنا وفي باب المطاعن ، ونزيد هناك في التعليقة ما يؤكده
فاصبر والصبر مفتاح الفرج . (3) كما أوضحناه مفصلا في (ج 1 ص 52) وسيجئ نقل ذلك عن
مآخذ كثيرة في بحث السنة من مباحث الإمامة وكذا في باب المطاعن إن شاء الله تعالى
(4) كما تقدم نقله في (ج 1 ص 53) وسيأتي في باب المطاعن (5) كما مر في أوائل هذا
الجزء نقل رجوعهما إليه عليه السلام في موارد عديدة وسيأتي (*)
ص 368
من علماء الصحابة كما هو المشهور وسيأتي في هذا الرق المنشور (1) قال المصنف رفع
الله درجته
الرابعة والأربعون قوله تعالى : أنا ومن اتبعني (2) هو علي (ع) (3)

(إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول : إن أراد أنه ما تبع النبي (ص) غير علي فهذا
باطل كما لا يخفى وإن أراد أنه من جملة المتابعين فهذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل
والنسبة له بالمدعى (إنتهى) أقول المراد حصر المتابعة الكاملة التي يكون بحسب
الظاهر والباطن ولا يشوبها شائبة تردد ونفي هذه المتابعة عن غير علي غبر ظاهر
البطلان وانحصار المتابعة الكاملة فيه (ع) دليل أفضليته عن غيره وهو المدعى . قال
المصنف رفع الله درجته
الخامسة والأربعون قوله تعالى : أفمن يعلم إنما أنزل إليك من
ربك الحق (4) 
هو علي (ع) (5) إنتهى .
(هامش)
البحث عن ذلك في ذكر فضائله عليه السلام وكذا في باب المطاعن . (1) مقتبس من قوله
تعالى في سورة الطور . الآية 3 (2) الرعد . الآية 19 . (3) ذكره الحافط ابن مردويه
في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 93) (4) العنكبوت . الآية 2 (5) ذكره الحافظ
ابن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 93) (*)
ص 369
قال الناصب خفضه الله أقول : هذا من تفاسير الشيعة لا من تفاسير أهل السنة ، وإن صح
تدل على علمه بحقية الكتاب ، لا على التنصيص بإمامته وهو المدعى . أقول المدعى من
الاستدلال بالآية إثبات الأفضلية ونسبته بهذا المدعى حاصلة فإن تمام الآية قوله
تعالى : أفمن يعلم إنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا
الألباب (1) الآية وقد ضرب الله المثل بعلي (ع) في أن حال من علم أن ما أنزل الله
هو الحق واستجاب مخالف بحال الجاهل الذي لا يستبصر فلا يستجيب ويقصر في المتابعة
ولله المثل الأعلى (2) لكن الناصب الشقي الذي قلبه أعمى لا يتذكر كما قال تعالى :
إنما يتذكر أولوا الألباب قال النيشابوري أي إنما ينتفع بالأمثال أولوا الألباب
الذين يميزون القشر عن اللباب (إنتهى) فليتأمل أولياء الناصب إن من يميز القشر عن
اللباب هو ابن أبي قحافة وابن الخطاب أم من عنده علم الكتاب وفصل الخطاب ؟ ! قال
المصنف رفعه الله
السادسة والأربعون قوله تعالى : ألم أحسب الناس أن يتركوا أن
يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (3) 
قال علي (ع) (4) يا رسول الله : ما هذه الفتنة ؟ قال
يا علي : بك ،
(هامش)
الرعد . الآية 19 (2) مقتبس من قوله تعالى في سورة النحل . الآية 60 (3) العنكبوت .
الآية 2 . (4 ) ذكره الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة
ص 93) قال : روى في قوله تعالى ألم أحسب الناس قال علي عليه السلام : قلت يا رسول
الله ما هذه (*)
ص 370
وأنت مخاصم فاعتد للخصومة (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : أجمع المفسرون على
أن الآية نزلت في رجل وامرأة أسلما ، وكان لهما ولد يحبانه حبا شديدا فمات فافتتنا
، وكادا يرجعان عن الإسلام فأنزل الله هذه الآية ، وأما ما ذكره من الخبر فالظاهر
أن النبي (ص) لم يجعل عليا فتنة للمسلمين وهذه من القوادح لا من الفضايل على ما
ذكره (إنتهى) أقول من العجب أن الناصب الشقي يكذب في شأن النزول ثم يدعي اجتماع
المفسرين عليه مع أن إمامه فخر الدين الرازي ذكر في سبب النزول أقوالا ثلاثة ليس
هذا شيئ منها ولو كان لهذا السبب نحو صحة لكان هو أولى بذكره لعدم مبالاته باشتمال
كتابه على كل غث (1) وسمين ثم أقول الفتنة (2) في الآية بمعنى الامتحان وحاصل الآية
كما صرح به الرازي والنيشابوري أن الناس لا يتركون بمجرد التلفظ بكلمة الإسلام بل
يؤمرون بأنواع التكاليف الشاقة ويمتحنون بها ولا ريب أن من جملة ما امتحن الله به
أمة نبيه (ص) الكتاب والعترة الطاهرة فإن إطاعة حكمهما ثقيل على الأمة ، ولهذا سميا
في الحديث المشهور بالثقلين وسيد العترة هو
(هامش)
الفتنة قال يا علي بك وإنك تخاصم فأعد للخصومة . وذكره أيضا المير محمد صالح الكشفي
الحنفي في كتاب (مناقب مرتضوي) (ص 61 ط بمبئي بمطبعة المحمدي) قال : روى عن علي
عليه السلام في قوله تعالى ألم أحسب الناس قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بم يفتنون قال بتصديق ولايتك . (1) الغث : المهزول وغث الحديث فاسده كاغث . ق (2 )
صرح بذلك جماعة من المفسرين غير الرجلين اللذين ينقل عنهما مولينا القاضي الشهيد
(*)
ص 371
علي (ع) وقد فتن به المشايخ الثلاثة والطوايف الثلاثة من الناكثين ، والقاسطين
والمارقين وأضرابهم ولهذا قال علي (ع) أنا دابة الأرض ، وغرضه (ع) على ما تفطن به
بعض العارفين (1) أنه كما أن دابة الأرض سبب تميز الكافر عن المسلم أنا أيضا سبب
تميز أحدهما عن الآخر ، ولا قدح في ذلك كما توهمه الناصب ، بل هو فضيلة تفوق كثيرا
من الفضايل والكمالات كما لا يخفى . قال المصنف رفع الله درجته
السابعة والأربعون
قوله تعالى : وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى (2) 
قال (ص) في أمر (3) علي
(ع) (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول : هذه من رواياته وآثر النكر عليه ظاهر .
ولا دلالة له أصلا على ثبوت النص المدعى (إنتهى) أقول الرواية المذكورة في كشف
الغمة (4) رواية عن الحافظ أبي بكر بن مردويه والمراد من قوله (ص) في أمر علي (ع)
في أمر إمامته فهو نص على إمامته وشقاوة من شاقوا في ذلك
(هامش)
(1) هو المولى الفاضل قطب الدين الأنصاري الشيرازي الشافعي صاحب المجلدات والمكاتب
(2) سورة محمد صلى الله عليه وآله الآية 32 (3) ذكره أيضا في كتاب (المناقب) (كما
في كشف الغمة ص 93) وذكره أيضا المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في كتاب
(مناقب مرتضوي) (ص 61 ط بمبئي بمطبعة المحمدي) (4) تقدم محل ذكره في التعليقة
المتقدمة . (*)
ص 372
قال المصنف رفعه الله
الثامنة والأربعون قوله تعالى : ويؤت كل ذي فضل فضله (1) 
هو
علي (ع) (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول : إن صح نزوله فيه فهو دال على فضله
المتفق عليه ولا دلالة على النص (إنتهى) أقول الراوية مذكورة في كشف الغمة (2) نقله
عن ابن مردويه ومعنى الآية كما في تفسير النيشابوري (3) وشيخنا الطبرسي (4) قدس سره
أن كل ذي فضل يؤت موجب فضله ومقتضاه يعني الجزاء المترتب على عمله بحسب تزايد
الطاعات وورود الآية في شأن علي (ع) يدل على أنه كان زايدا في العمل عن غيره من
الأمة كما يدل عليه قول النبي لضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين (5)
فيكون أفضل وهذا ما أراده المصنف قدس سره . قال المصنف رفعه الله
التاسعة والأربعون
قوله تعالى : فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه (6) 
هو من رد قول رسول
الله (ص) في علي (ع) (7) (إنتهى)
(هامش)
(1) هود الآية 3 . (2 ) روى ابن مردويه في كتاب (مناقب) كما في كشف الغمة (ص 93)
قال علي بن أبي طالب في قوله تعالى : ويؤت كل ذي فضل فضله : أنا ومن اتبعني (3) في
(ج 12 ص 6) المطبوع بهامش تفسير الطبري طبع القاهرة (4) في كتابه النفيس (مجمع
البيان) (ج 5 ص 142 ط طهران) (5) قد تقدم نقل مداركه عن كتب متعددة قبيل هذا فراجع
(6) الزمر . الآية 53 . (7) روى الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما
في كشف الغمة ص 93) (*)
ص 373
قال الناصب خفضه الله أقول : هذا من رواياته وإن صح لا تدل على ثبوت المقصد (إنتهى)
أقول هذا من روايات ابن مردويه حافظ أهل السنة ، وكفى دلالة على ذلك كنيته الشريف
(1) والظاهر أن المراد من قول رسول الله (ص) في علي (ع) قوله في إمامته كما وقع في
يوم غدير خم ، ومن الذي رد عليه حارث بن النعمان الفهري كما مر (2) أو من رد عليه
عند وفاته بقوله : إن الرجل ليهجر (3) فتدبر ، وعلى هذا يكون نصا في المقصد ولو سلم
فالدلالة على مجرد الفضيلة يكفي في ثبوت المقصد كما مر بيانه مرارا . قال المصنف
رفع الله درجته
الخمسون قوله تعالى : وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (4) ، 
(هامش)
عن موسى بن جعفر عليه السلام في قوله تعالى فمن أظلم ممن كذب على الله أو كذب
بالصدق إذ جائه قال هو من رد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي عليه السلام
(1) فإن من ألقابه الشريفة الصديق ، سماه به النبي صلى الله عليه وآله كما في
الرياض النضرة (ج 2 ص 153 ط مصر) فالظاهر أن المراد بالكنية المعنى الأعم الشامل
للقب فلا تغفل (2) قد مر ذكره في (ج 2 ص 491) من الكتاب فراجع . (3) هذا مما لا
مساغ لإنكاره كيف وقضية اختلاف القوم في دار النبي وإسناد الهجر إليه مشهورة مذكورة
في كتب القوم فمنها شرح على البخاري (ج 8 ص 439 طبع حيدر آباد) ومنها تاريخ ابن
الأثير (ج 2 ص 217) وكتاب الذهبي ج 2 ص 310 طبع مصر وفتح الباري لابن حجر العسقلاني
(ج 7 ص 109) حيث قال : وصمم عمر على الامتناع الخ (4) آل عمران . الآية 173 (*)
ص 374
قال أبو رافع (1) : وجه النبي عليا (ع) في طلب أبي سفيان فلقيهم (2) أعرابي من
خزاعة (3) فقال : إن القوم قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا فقالوا :
(هامش)
(1) رواه عدة من حفاظ القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : (منهم) الحافظ أبو بكر
بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 93 روي عن أبي رافع أن النبي صلى
الله عليه وسلم وجه عليا عليه السلام في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من
خزاعة فقال إن القوم قد جمعوا لكم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت قوله تعالى
حسبنا الله ونعم الوكيل (ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 2 ص 103 ط مصر)
أخرج ابن مردويه عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في
طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال إن القوم قد جمعوا لكم قالوا حسبنا الله
ونعم الوكيل فنزلت فيهم هذه الآية (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي
في مناقب مرتضوي (ص 59 ط بمبئي بمطبعة محمدي) روى عن أبي رافع في قوله تعالى :
حسبنا الله ونعم الوكيل أنها نزلت في علي بعين الرواية المتقدمة (1 مكرر) هو
إبراهيم أو أسلم أو ثابت مولى رسول الله صلى الله عليه وآله شهدا أحد أو الخندق له
68 حديثا عنه ابنه عبيد الله وسليمان بن يسار قال الواقدي مات بعد عثمان بقليل كذا
في الخلاصة للخزرجي (ص 378 طبع القاهرة) وفي التهذيب إنه مات قبل قتل عثمان وقيل في
خلافة علي عليه السلام . (2) أي لقي عليا عليه السلام ومن معه من العسكر . (3 ) هم
قبيلة من الأزد من القحطانية وهم بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن مزيقيا وعمرو (*)
ص 375
حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : الآية نزلت في
البدر الصغرى ، (1) وذلك أن أبا سفيان لما انقضى الحرب يوم أحد قال : الموعد بيننا
في موسم بدر ، فلما كان وقت الموسم لم يستطع أبو سفيان أن يخرج لجدب السنة فأرسل
نعيم بن مسعود ليثبط رسول الله (ص) من القتال فجاء نعيم بن مسعود وخوف رسول الله
(ص) وأصحابه فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل وتتمة الآية تدل على ما ذكرنا ، فإنه
يقول الذين قال لهم الناس وهو نعيم بن مسعود إن الناس قد جمعوا لكم أبو سفيان وقريش
فقال المؤمنون : حسبنا الله ونعم الوكيل ، هذا رواية أهل السنة وإن صح ما رواه فلا
يدل على المقصود كما علمت (إنتهى) أقول الرواية التي ذكرها المصنف قد رواها ابن
مردويه أيضا وهو من حفاظ أهل السنة وأكابرهم فيكون روايته حجة عليهم ووجه دلالته
على المقصود أن من يزيد إيمانه في هذه المخاوف إشجع وأخلص نية في الدين عن غيره
فيكون أفضل ، وهذا ما أردناه والناصب حذف من الرواية التي ذكرها المصنف قوله :
فزادهم إيمانا
(هامش)
المذكور في سرد النسب أبو خزاعة كلها ومنه تفرقت بطونها فراجع نهاية الارب (ص 205
طبع بغداد) أقول إن خزاعة قبيلة كانوا معروفين بوداد أهل البيت عليهم السلام وهم
إلى اليوم هكذا ترى على سيماهم النبالة والجلالة (1) المراد منها غزوة بدر الأخيرة
وسميت صغرى لعدم وقوع القتال فيها فهي صغرى بالنسبة إلى التي وقع فيها القتال وهي
الكبرى وتسمى هذه أيضا بدر الموعد للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم أحد وتسمى بدر
الثالثة أيضا وكانت في شعبان سنة أربع بعد ذات الرقاع على قول أبي إسحاق فراجع
السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ص 89 طبع مصر . (*)
ص 376
مع أنه مذكور (1) في كتاب كشف الغمة أيضا بل في صدر الآية لتصير الدلالة خفية
فيعترض على المصنف وقد كشف الله عن سوء عمله والحمد لله قال المصنف رفعه الله
الحادية والخمسون قوله تعالى : وكفى الله المؤمنين القتال (2) 
في قرائة ، ابن مسعود
بعلي بن أبي طالب عليهما السلام (إنتهى)
(هامش)
(1) مذكور في (ص 93 طبع طهران) . (2) الأحزاب . الآية 25 . روى نزول الآية الشريفة
في علي عليه السلام عدة من أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعض منهم فنقول : (منهم)
العلامة الگنجي في كفاية الطالب (ص 110 ط الغري) أخبرنا إبراهيم بن بركات بن
إبراهيم القرشي بجامع دمشق أخبرنا علي بن الحسن الحافظ أخبرنا أبو الفرج سعيد بن
أبي الرجاء أخبرنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود ، قالا أخبرنا أبو المقري حدثنا
إسماعيل بن عباد البصري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا الفضل بن القاسم عن سفيان الثوري
عن زيد بن مرة عن عبد الله ابن مسعود إنه كان يقرء : وكفى الله المؤمنين القتال
بعلي (ومنهم) العلامة الأديب الشهير بأبي حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754
أورد نزوله الآية الشريفة في حق قدوة المهضومين علي بن أبي طالب سلام الله عليه
بقوله : وقيل المراد علي بن أبي طالب ومن معه برزوا للقتال ودعوا إليه وقتل علي من
الكفار ، إلى آخر ما تقدم . البحر المحيط (ج 7 ص 224 ط مطبعة السعادة بمصر) (ومنهم)
العلامة ملا معين الكاشفي في معارج النبوة (ج 1 ص 163 ط لكهنو) قرء عبد الله بن
مسعود وكفى الله المؤمنين القتال بعلي (ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج
3 ص 192 ط مصر) (*)
ص 377
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه إنه كان يقرء
هذا الحرف : وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب (ومنهم) العلامة المير
محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 55 ط بمبئي محمدي) نقل عن الحافظ ابن
مردويه عن ابن عباس كنا نقرء على عهد رسول الله كفى الله المؤمنين القتال بعلي .
(ومنهم) الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 93) روى
عن ابن مسعود إنه كان يقرء هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب
وكان الله قويا عزيزا (ومنهم) العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 21 ص 156 ط
المنيرية بمصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله
عنه إنه كان يقرء هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب (ومنهم)
العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 94 ط اسلامبول) روى الحافظ جلال
الدين السيوطي في مصحف ابن مسعود كفى الله المؤمنين القتال بعلي وروى في المناقب
بالسند عن زياد بن مطرب قال كان ابن مسعود يقرء : وكفى الله المؤمنين القتال بعلي
وسبب نزوله أن عمرو بن عبدود كان فارسا مشهورا يعدل بألف فارس ويوم الخندق نادى هل
من مبارز فلم يجبه أحد فقام علي عليه السلام وقال أنا يا رسول الله فقال : إنه عمرو
واجلس فنادى ثانية فلم يجبه أحد فقام علي عليه السلام وقال : أنا يا رسول الله فقال
: إنه عمرو ، فقال : وإن كان عمروا (*)
ص 378
قال الناصب خفضه الله أقول : ليس هذا من القراءات المتواترة ، والشيعة يعدونها من
الشواذ وإن صح دل على فضيلته ، لا على إمامته بعد رسول الله (ص) (إنتهى) أقول هذا
وإن لم يكن من القراءات المتواترة ليست من الشاذة أيضا ، لوجود الواسطة بينهما وهي
الآحاد الصحيحة تدل على هذا ما نقله الشيخ جلال الدين السيوطي في كتاب الاتقان (1)
عن القاضي جلال الدين البلقيني (2) أنه قال : إن القرائة
(هامش)
فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال حذيفة بن اليمان : ألبسه رسول الله صلى
الله عليه وسلم درعه الفضول وعممه عمامته فساق الحديث إلى أن قال فنزلت وكفى الله
المؤمنين القتال وروى محمد بن العباس بسنده عن مرة عن ابن مسعود أورد هذا الحديث
بعينه وروى أبو نعيم الحافظ نزول الآية في علي (1) ذكره في الجزء الأول (ص 77 ط
مصر) أقول : وممن صرح بتثليث القرائة العلامة المقري خريت الفن الشيخ أحمد بن محمد
ابن عبد الغني الدمياطي الشافعي المشهور بالبناء المتوفى سنة 1117 في كتابه (إتحاف
فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر) (ص 9 طبع مصر فراجع) . (2) قال الحافظ العلامة
جلال الدين أبو بكر عبد الرحمان السيوطي في كتاب حسن المحاضرة (ج 1 ص 186 ط مصر) في
ضمن ترجمة بدر الدين بن سراج الدين ما لفظه : وأخوه جلال الدين أبو الفضل عبد
الرحمان قاضي القضاة ولد في رمضان سنة ثلاث وستين وسبعمأة واشتغل على والده وغيره
وكان ذكيا قوي الحافظة إلى أن قال : ومات في عاشر شوال سنة أربع وعشرين وثمانمأة
انتهى أقول وبيت البلقيني بيت جلالة وفضل وعلم وأدب (*)
ص 379
تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ فالمتواتر القراءات السبعة (1) المشهورة والآحاد
القراءات الثلاثة (2) التي هي تمام العشر ويلحق بها قرائة الصحابة والشاذ قرائة
(هامش)
منهم تاج الدين محمد ابن المترجم وبدر الدين بن تاج الدين المذكور وسراج الدين أبو
المترجم وغيرهم ثم البلقيني بضم الباء الموحدة وسكون اللام وفتح القاف ثم الباء
المثناة التحتانية الساكنة نسبة إلى (بلقين) فلا تغفل (1) وهي قرائة نافع بن عبد
الرحمان بن أبي نعيم المدني المتوفى سنة 159 أو سنة 167 أو سنة 168 أو سنة 169
بالمدينة وقرائة عبد الله بن كثير بن عمرو المتوفى سنة 120 أو سنة 125 وقرائة أبي
عمرو بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن حصين التميمي البصري المتوفى بالكوفة سنة
148 وقيل سنة 154 وقيل سنة 155 وقيل سنة 156 وقيل 157 وقيل 159 وقرائة عبد الله بن
عامر بن يزيد بن ربيعة الشامي اليحصبي المتوفى سنة 118 وقرائة عاصم بن عبد الله أبي
النجود المتوفى سنة 128 وقيل 129 وقيل سنة 130 وقرائة حمزة بن حبيب بن عمارة بن
إسماعيل الزيات المتوفى سنة 154 وقيل 156 وقيل سنة 158 وقرائة علي بن حمزة بن عبد
الله الأسدي التميمي الشهير بالكسائي المتوفى سنة 182 وقيل 183 وقيل 189 هذا ما
أهمنا ذكره من أسماء القراء السبعة اقتصرنا في النقل على كتاب (تعويد اللسان بتجويد
القرآن) للعلامة حجة الإسلام السيد أحمد المشتهر بالسيد آقا من مشايخنا في علم
التجويد ابن المرحوم السيد حسين بن محمد بن حسين بن عبد الكريم بن محمد جواد بن عبد
الله بن نور الدين ابن العلامة الشهير السيد نعمت الله الموسوي الجزائري نزيل النجف
الأشرف أدام الله بركته ومن رام الوقوف والاطلاع على أكثر من ذلك فليراجع إلى كتاب
طبقات القراء للعلامة الشيخ شمس الدين الجزري المقري ووفيات الأعيان لابن خلكان
وغيرهما (2) وهي قرائة يزيد بن قعقاع المخزومي المدني أبي جعفر المتوفى سنة 128
وقيل 130 وقيل (*)
ص 380
التنابعين كالأعمش (1) ويحيى (2) اه وأما وجه الدلالة على المقصود فظاهر ، لظهور
دلالة الآية بناء على تلك القراءة على كون علي (ع) إشجع من كل الأمة وأنه تعالى به
(ع) كفى شر العدو عنهم يوم الأحزاب فيكون أفضل منهم وفضل الله المجاهدين على
القاعدين أجرا عظيما (3) قال المصنف رفعه الله
الثانية والخمسون قوله تعالى واجعل
لي لسان صدق في الآخرين (4) 
هو علي (ع) عرضت ولايته على إبراهيم على نبينا وآله
و(ع) فقال : اللهم اجعله من ذريتي
(هامش)
132 وقيل 133 وقرائة يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله البصري المتوفى سنة 205
وقرائة خلف بن هشام بن ثعلب البغدادي المتوفى سنة 227 كما في الخلاصة للخزرجي ص 9
فراجعه وإلى كتاب تعويد اللسان للأستاذ حرسه الباري ثم إن لكل قار رواة كما أن هناك
عدة قراء لم نذكرهم في هذه التعليقة روما للاختصار (1) هو أبو محمد سليمان بن مهران
الكاهلي مولاهم الكوفي الأعمش أحد المشاهير في الحفظ والإحاطة روى عن عبد الله بن
أبي أوفى وعكرمة قال أبو حاتم لم يسمع عنهما وزيد بن وهب وأبي وائل وإبراهيم
التميمي والشعبي وخلق وعنه أبو إسحاق والحكم وزبيد من شيوخه وسليمان التيمي من
طبقته وشعبه وسفيان وزائدة ووكيع وخلائق قال ابن المديني له نحو 130 حديث وقال ابن
عيينة كان أقرئهم وأحفظهم وأعلمهم إلى أن قال قال أبو نعيم مات 148 عن 84 سنة انتهى
ما في خلاصة الخزرجي (ص 131 طبع مصر) (2) هو يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفي
المقري عن ابن عباس وابن عمر وعنه طلحة بن مصرف وأبو إسحاق والأعمش وثقة النسائي
وقال أبو الشيخ إمام في القرائة قال الهيثم بن عدي مات سنة 103 كذا في خلاصة
الخزرجي (ص 368 طبع مصر) (3) النساء الآية 95 (4 ) الشعراء الآية 84 (4 مكرر) أورده
عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : (*)
ص 381
ففعل الله ذلك (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول : مفهوم الآية : إن إبراهيم عليه
وعلى نبينا وآله السلام سأل من الله تعالى أن يجعل له ذكر جميل بعد وفاته وهو
المراد من لسان الصدق وحمل لسان الصدق على علي (ع) بعيد بحسب المعنى والشيعة لا
يبالون (1) بمثل هذا ويذكرون كلما يسمعون ولا دليل لهم فيما يفترون (إنتهى) أقول ما
أشار إليه المصنف من الرواية قد رواها ابن مردويه وبعد تسليم الناصب للرواية لا وجه
لاستبعاد حمل لسان الصدق على علي (ع) على أن النيشابوري قال في تفسيره إن الإضافة
في قوله : لسان صدق كقوله : قدم صدق وقيل : سأل ربه أن يجعل من ذريته في آخر الزمان
داعيا إلى ملته وهو محمد (ص) (إنتهى) وأنت خبير بأنه لا فرق في القرب والبعديين حمل
لسان الصدق على محمد (ص) وبين
(هامش)
(ومنهم) الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 94) روى
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال : هو علي بن أبي طالب عرضت ولايته
على إبراهيم عليه السلام فقال : اللهم اجعله من ذريتي ففعل الله ذلك (ومنهم)
العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 55 ط بمبئي بمطبعة
محمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب عن الإمام الباقر عليه السلام أن لسان صدق هو
علي عليه السلام وأن ولايته عرض على إبراهيم فدعا ربه أن يجعله من ذريته فاستجاب له
(1) انظر أيها المصنف إلى بذائة الرجل فما أقل حيائه في مضمار العلم بالله عليك هل
يسوغ في المسائل العلمية سلوك السفلة الرعاع كلا ثم كلا (*)
ص 382
حمله على علي (ع) ولكن الناصب متى يسمع فضيلة فضايل علي (ع) اختل من الغيظ عقله
واحتال في دفعه لظفره وأنيابه وشنع على الشيعة في روايتها ولو من كتب (1) أصحابه
ولنعم ما قيل : شعر : إذا ذكرت الغر من آل هاشم * تنافرت عنك الكلاب الشاردة فقل
لمن لامك في حبه * خانتك في مولدك الوالدة نظم : همه نپذيرى چون زال على باشد حرف
زود بخروشى وگوئى نه صوابست خطاست بيگمان گفتن توباز نمايد كه ترا بدل اندر غضب
دشمني آل عبا است ولا يستبعد من قلب تمكن فيه بغض علي بن أبي طالب (ع) أن يصير
محروما مهجورا عن توفيق الهداية والسعادة وكمال البصيرة وضياء الانصاف حتى يكون
ساير أقواله واقعا له خطاء رياء خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين (2) قال
المصنف رفع الله درجته
الثالثة والخمسون قوله تعالى والعصر إن الانسان (3) لفي خسر

يعني (4) أبا جهل إلا الذين آمنوا علي وسلمان (إنتهى) .
(هامش)
(1) وهل يجوز في شرع العقل إلزام الخصم بمنقول لا يراه صحيحا كلا ثم كلا (2) الحج
الآية 11 (3) العصر الآية 1 (4) رواه عدة من أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعض منهم
حسب الوسع فنقول : (*)
ص 383
قال الناصب خفضه الله أقول هذا تفسير لا يصح أصلا لأن الانسان إذا أريد به أبو جهل
يكون لاستثناء منقطعا ولم يقل به أحد وإن كان الاستثناء متصلا لا يصح أن يراد
بالانسان أبو جهل فالمراد منه أفراد الانسان على سبيل الاستغراق وعلى هذا لا يصح
تخصيص المؤمنين بعلي وسلمان فإن غيرهم من المؤمنين ليسوا في خسر وهذا الرجل يعلف كل
نبت ولا يفرق بين السم والحشيش (1) أقول قد قال بكون الاستثناء منقطعا مقاتل (2)
وغيره من أسلاف الناصب الشقي
(هامش)
(منهم) الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 94 والدر
المنثور كما سيأتي) روى عن ابن عباس في قوله تعالى والعصر إن الانسان لفي خسر إلا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال إن الانسان لفي خسر يعني أبا جهل إلا الذين آمنوا
علي وسلمان (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوي
(ص 62 ط بمبئي بمطبعة محمدي) روى عن عبد الله بن عباس إن الانسان لفي خسر ، أبو جهل
، إلا الذين آمنوا ، علي وسلمان (ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص
392 ط مصر) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى والعصر إن الانسان لفي خسر
يعني أبا جهل بن هشام إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ذكر عليا وسلمان (ومنهم)
العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 30 ص 228 ط المنيرية بمصر) دكر اقتصار ابن عباس
الآية بعلي وسلمان (1) تبا لهذا الناصب العديم الأدب والحياء فكأنه لم يشم رائحة
الانسانية والحجى وكأنه عاشر طول عمره مع من تكون فاكهة مجلسه أمثال هذه الكلمات
الركيكة (2) هو مقاتل بن سليمان بن زيد الرازي الخراساني البلخي القاري المفسر
الراوي كان من أصحاب الباقرين عليهما السلام له كتب منها تفسيره الكبير الذي ينقل
عنه في (*)
ص 384
رغما لأنفه قال النيشابوري في تفسيره (1) وعن مقاتل أنه أبو لهب وفي خبر مرفوع أنه
أبو جهل كانوا يقولون إن محمدا (ص) لفي خسر فأقسم الله تعالى أن الأمر بالضد مما
توهموه وعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا (إنتهى) وأما قول الناصب : فإن غير علي
وسلمان من المؤمنين ليسوا في خسر فغير مسلم وإنما يكون كذلك لو أريد بالخسر الكفر
ولو أريد به مطلق الذنب والتقصير فلا ، لما قاله شيخنا الطبرسي في تفسيره (2) من أن
الانسان ينقص من عمره كل يوم وهو رأس ماله فإذا ذهب رأس ماله ولم يكتسب به الطاعة
كان طول عمره في النقصان إلا المؤمنين الصالحين الكاملين فإنهم اشتروا الآخرة
بالدنيا فيربحوا وفازوا واستعدوا (إنتهى) وزاد عليه فاضل النيشابوري (3) في تفسيره
وقال : وإن كان العبد مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شيئ من الخسر لأنه يمكنه أن
يعمل فيه عملا يبقى أثره ولذته دائما وإن كان مشغولا بالطاعات فلا طاعة إلا ويمكن
الاتيان به على وجه أحسن لأن مراتب الخضوع والعبادة غير متناهية كما أن جلال الله
وجماله ليس لهما نهاية (إنتهى) فليفرق الناصب الذي لم يفرق بين الفرق والقدم بين
الحشيش والسم وليمسك عنان القلم عما يورث الخجالة والندم
(هامش)
زبر التفسير ومنها نواسخ القرآن ومنسوخه ومنها تفسير الخمس مأة آية ومنها الأجوبة
في القرآن ومنها القراءات ومنها متشابه القرآن ومنها نوادر التفسير وغيرها توفي سنة
150 قال الشافعي على ما في الخلاصة للخزرجي (ص 331 طبع مصر) الناس عيال عليه في
التفسير وقال ابن المبارك ما أحسن تفسيره لو كان ثقة الخ (1) فراجع إلى تفسيره
المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 30 ص 159 ط مصر) (2) فراجع تفسير مجمع البيان (ج 10
ص 536 المطبوع بمطبعة الإسلامية طهران) . (3) ذكره في تفسيره المطبوع بهامش تفسير
الطبري (ج 3 ص 160 ط مصر) (*)
ص 385
قال المصنف رفع الله درجته
الرابعة والخمسون وتواصوا بالصبر (1) 
قال ابن عباس (2)
ره هو علي (ع) (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول أنت خبير بأن الصبر صفة من الصفات
، وليس هو من الأسامي حتى يراد شخص وهذا قريب من السابق (إنتهى) أقول نعم نحن خبير
بذلك لكن هيهنا خبر آخر ليس للناصب الجاهل عنه خبر . شعر : خبريست نورسيده تومگر
خبر ندارى ؟ ! جگر حسود خون شد تومگر جگر ندارى ؟ ! وذلك : لأن ضمير هو في قول ابن
عباس هو علي ليس راجعا إلى الصبر كما توهمه الناصب العاجز عن فهم واضح الكلام بل هو
راجع إلى مدلول ضمير الجمع
(هامش)
(1) والعصر . الآية الأخيرة . (2) أورده عدة من أعلام القوم ونحن نكتفي بسرد أسماء
بعض منهم فنقول : (منهم) العلامة الأندلسي القرطبي في تفسيره (ج 20 ص 180 المطبوع
بمصر سنة 1936) قال : قال أبي بن كعب قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والعصر
: قال صلى الله عليه وسلم تواصوا بالصبر علي رضي الله عنه (ومنهم) العلامة المير
محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 62 ط بمبئي بمطبعة محمدي) روى عن ابن
عباس في قوله تعالى وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر أن الآية نزلت في علي (ومنهم)
الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) (كما في كشف الغمة ص 94) قال : روى عن
ابن عباس أنها نزلت في علي عليه السلام . (*)
ص 386
في قوله : تواصوا ، المراد به علي (ع) بشخصه وبخصوصه تعظيما له (ع) وكم له نظاير في
كلام الملك العلام ؟ ! قال المصنف رفع الله درجته
الخامسة والخمسون والسابقون
الأولون (1) 
علي وسلمان (2) (إنتهى)
(هامش)
(1) التوبة الآية 100 . (2) أورد نزول الآية الشريفة في علي جمع من المفسرين ولنذكر
ما أمكننا من نقل مقالات القوم في هذا الشأن فنقول : (منهم) العلامة الثعلبي في
تفسيره (المخطوط الذي تاريخ كتابته في حدود (المأة السابعة) روى عبد الله بن موسى
عن العلاء بن منهال بن عمر عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا يقول : أنا عبد
الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبل الناس
سبع سنين (ومنهم) العلامة الموفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم المتوفى سنة 568
في المقتل (ص 40 ط النجف) ذكر محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثني أحمد بن محمد بن
موسى عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حماد بن
سلمه عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي يا أنس ما
حملك على أن لا تؤدي ما سمعت مني في علي بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة ولولا
استغفار علي بن أبي طالب لك ما شممت رائحة الجنة أبدا ولكن ابشر في بقية عمرك إن
عليا وذريته ومحبيهم السابقون الأولون إلى الجنة وهم جيران أولياء الله ، وأولياء
الله حمزة وجعفر والحسن والحسين ، وأما علي هو الصديق الأكبر لا يخشى يوم القيامة
من أحبه . (ومنهم) العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (*)
ص 387
(هامش)
المتوفى سنة 671 ، ورد في تفسير الآية الشريفة أن أول من أسلم هو علي بن أبي طالب
عليه السلام ، روى ذلك عن زيد بن أرقم وأبي ذر والمقداد وغيرهم . قال الحاكم أبو
عبد الله : لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن عليا أولهم إسلاما الجامع لأحكام
القرآن (ج 8 ص 236 ط القاهرة سنة 1357) (ومنهم) العلامة الهيتمي في الصواعق المحرقة
(ص 159 ط المحمدية بمصر) روى : السابقون إلى ظل العرش طوبى لهم قيل : ومن هم يا
رسول الله ؟ قال : شيعتك علييا ومحبوك . (ومنهم) العلامة غياث الدين بن همام
المعروف بخواند مير في تاريخ حبيب السير (ج 2 ص 11 ط طهران مطبعة الحيدري) روى في
كشف الغمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
معنى قوله تعالى : السابقون الأولون أولئك المقربون في جنات النعيم قال : قال لي
جبرئيل : ذلك علي وشيعته والسابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم .
(ومنهم) العلامة الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 102 ط قاهرة 13530) روى الطبراني
عن بن عباس قال : السبق ثلاثة السابق ثلاثة السابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق
إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ومنهم)
العلامة ابن تيمية الحراني الحنبلي الشهير في رسالة رأس الحسين (ص 23 ط السنة
المحمدية بمصر) قال : ثم علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث هم من السابقين الأولين
فهم أفضل من الطبقة الثانية من سائر القبائل فذكر نزول قوله تعالى هذان خصمان فيهم
يوم بدر (ومنهم) الحافظ ابن مردويه في (المناقب) (كما كشف الغمة ص 94) روى أن
السابقون الأولون علي وسلمان . (*)
ص 388
قال الناصب خفضه الله أقول المراد بالسابق إن كان السابق في الإسلام فسلمان ليس
كذلك وإن كان السابق في الأعمال الصالحات فغيره من الصحابة هكذا ولا صحة لهذا النقل
وهو من تفاسير الشيعة (إنتهى) أقول قد روى (1) الحافظ أبو بكر بن مردويه ما في معنى
ذلك وما ذكره : من أن سلمان ليس سابقا في الإسلام إن أراد به نفي كونه أسبق الكل
فنحن لا ندعيه ولا دلالة للآية عليه وإن أراد به نفي كونه من السابقين الأولين بأن
يكون ثاني الأولين أو ثالثهم فهو جهل بحال سلمان عليه وإلا تجاهل ، لأجل ترويج حال
أبي بكر وسد باب تقدم إسلام سلمان عليه وإلا فقد روى (2) الرازي وغيره من المفسرين
أن سلمان قد جاء النبي (ص) قبل البعثة ، ولهذا كان الكفار يتهمون النبي (ص) عند
بعثته بأن ما يذكره من الأخبار الماضية ويجئ به من كلام الله إنما هي بتعليم سلمان
، فرد الله تعالى عليهم بقوله : لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين
(3) الآية نعم لما كان سلمان رجلا غريبا مسكينا لم يحصل له خلافة وأمارة لم يلتفت
الجمهور إلى ضبط حاله ولم يرضوا أن يذكروا فيه ما يزري بشأن أبي بكر ووباله ، ولو
نال سلمان الخلافة أولا ولو بالجلافة لقالوا إنه أفضل وأسبق إسلاما من ابن أبي
قحافة وقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة إن سلمان رضي الله عنه هو الذي صار واسطة في
تقريب أبي بكر إلى النبي (ص) فقال للنبي (ص) بمحضر علي (ع) أن أبا بكر وإن كان من
أرذل (4) طوايف قريش لكنه لم يزل كان معلما لصبيانهم
(هامش)
(1) قد مرت مدارك هذا النقل في ذيل الآية الشريفة فراجع . (2) فراجع التفسير الكبير
للعلامة فخر الدين الرازي (ج 20 ص 117 ط مصر) (3) النحل . الآية 303 . (4) كما
سيأتي في باب المطاعن . (*)
ص 389
مطاعا لمن أخذ عنه فتيانهم ، فهم لأجل رعاية حق التعليم يتلقونه بالتبجيل والتعظيم
ولكلامه فيهم أثر عظيم وإن معلمي الصبيان طالبون للرياسة راغبون في الترأس والدراسة
فلو رغبناه إلى ما أخبره به الأحبار من ظهور سلطانكم وسطوح برهانكم وأطمعناه فيما
يترقب من جاهكم وذللناه إلى تجاهكم ، لكان أدخل في تأليف القلوب وأقرب إلى نيل
المطلوب فاستصوبا عليهما السلام ذلك وشرع سلمان في دلالة الرجل وإدخاله في الإسلام
والله أعلم بحقايق المرام . قال المصنف رفع الله درجته
السادسة والخمسون قوله تعالى : وبشر المخبتين إلى قوله ومما
رزقناهم ينفقون (1) 
علي (ع) منهم (2) (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول هذا مسلم لا نزاع فيه ، ولكن
لا تدل على المدعى (إنتهى) أقول بل يدل على المدعى بضم الفضائل الأخر التي ذكره
المصنف (إنتهى)
(هامش)
(1) الحج . الآية 22 (2 ) أقول : وممن نقله وصححه في كتابه العلامة أبو عبد الله
محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، عد في تعداد من نزلت هذه الآية
الشريفة في حقهم علي ابن أبي طالب سلام الله عليه ، (الجامع لأحكام القرآن ج 12 ص
59 ط القاهرة 1257 ه) فراجع (ومنهم) الحافظ أبو بكر بن مردويه الأصفهاني في كتاب
(المناقب) كما في كشف الغمة للعلامة الوزير الإربلي (ص 94 ط طهران) حيث قال : إن
منهم علي وسلمان رضي الله عنهما (*)
ص 390
قال المصنف رفعه الله
السابعة والخمسون قوله تعالى : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى (1)

علي (ع) منهم (2) (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : هذا مسلم لا نزاع فيه ،
ولا يكن لا يدل على المدعى (إنتهى) . أقول فيه إن الحسنى الخصلة المفضلة في الحسن ،
فيدل على أفضلية علي (ع) على غيره ممن لم يدخل في الآية .
(هامش)
(1) الأنبياء . الآية 21 . (2) ومن رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه الأصفهاني في
كتاب (المناقب) على ما في كشف الغمة (ص 94 ط طهران) حيث قال : روي عن النعمان بن
بشير أن عليا عليه السلام تلاها ليلة وقال : أنا منهم وأقيمت الصلاة وهو يقول : لا
يسمعون حسيسها . ( ومنهم) العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 3 ص 198 ط مصطفى محمد
بمصر) قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أبي شريح حدثنا محمد بن الحسن بن
أبي يزيد الهمداني عن ليث بن أبي سليم عن ابن عم النعمان بن بشير عن نعمان بن بشير
قال وسمر مع علي ذات ليله فقرء إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ،
وعد نفسه ممن دخل تحتها (ومنهم) العلامة الأديب الشهير بأبي حيان الأندلسي المغربي
المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق عدة وعد منهم علي بن أبي طالب
عليه السلام بقوله : وروي أن عليا كرم الله وجهه قرء هذه الآية ثم قال : أنا منهم .
بحر المحيط (ج 6 ص 342 ط مطبعة السعادة بمصر) (*)
ص 391
قال المصنف رفع الله درجته
الثامنة والخمسون قوله تعالى : من جاء بالحسنة (1) 
قال علي (ع) : الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا من جاء بها أكبه الله على وجهه
في النار (2) (إنتهى)
(هامش)
(ومنهم)* العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 59 ط بمبئي
بمطبعة محمدي) روى عن النعمان البشير أنها نزلت في شأن علي عليه السلام حيث صلى
وكان يقرء لا يسمعون حسيسها (ومنهم) العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 17 ص 89 ط
المنيرية بمصر) روى ابن أبي حاتم وجماعة عن النعمان بن بشير عن علي كرم الله وجهه
قال : أنا منهم (ومنهم) العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 3 ص 200 ط مصطفى محمد بمصر)
روى أن عليا كرم الله وجهه قرء هذه الآية وعد نفسه منها (ومنهم) العلامة السيوطي في
(الدر المنثور ج 4 ص 339 ط مصر) عن ابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه عن النعمان
بن بشير (1) الأنعام . الآية 6 . (2) أورده عدة من فحول القوم الذين يعتمدون عليهم
ويكثرون النقل عنهم ولا بأس بذكر من وقفنا على نقله حال التحرير فنقول : ( منهم)
الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب) كما في كشف الغمة (ص 94 ط طهران) قال
ما لفظه : روي عن علي عليه السلام قال : الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا من
جاء بها أكبه الله على وجهه في النار . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي
الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوي (ص 60 ط بمبئي بمطبعة محمدي) (*)
ص 392
قال الناصب خفضه الله أقول : لا شك أن حب أهل بيت محمد (ص) من الحسنات ، ولكن لا
يثبت النص (إنتهى) .
(هامش)
روى عن علي عليه السلام في قوله تعالى : من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع
يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار قال : الحسنة حبنا أهل البيت
والسيئة بغضنا من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار (ومنهم) العلامة الشيخ
سليمان القندوزي البلخي في ينابيع المودة (ص 98 ط اسلامبول) روى أبو نعيم الحافظ
والثعلبي والحمويني في قوله تعالى : من جاء بالحسنة فله خير منها بأسانيدهم عن بي
عبد الله الجدلي قال : قال لي علي كرم الله وجهه : يا أبا عبد الله ألا أنبئك
بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة والسيئة التي من جاء بها أكبه الله في
النار ولم يقبل معها عملا ؟ قلت : بلى قال : الحسنة حبنا والسيئة بغضنا . وروى في
المناقب عن عبد الرحمان بن كثير عن جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام قال هذا
الحديث وزاد : الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا
أهل البيت وروى عن ابن كثير عن الصادق عليه السلام قال قوله : تعالى من جاء بالحسنة
فله عشر أمثالها قال هي للمسلمين عامة وأما الحسنة من جاء بها فله خير منها وهم من
فزع يومئذ آمنون فهي ولايتنا وحبنا . وروى عن محمد بن زيد بن علي عن أبيه قال :
سمعت أخي محمد الباقر عليه السلام دخل أبو عبد الله الجدلي علي أمير المؤمنين عليه
السلام فقال له يا أبا عبد الله ألا أخبرك قول الله عز وجل من جاء بالحسنة إلى قوله
كنتم توعدون ؟ قال بلى جعلت فداك قال الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا أهل
البيت (*)
ص 393
أقول ليس الكلام في الحب وحده لأن حب سائر المؤمنين من الحسنات ، وإنما الكلام في
بغضهم فإن بغض غير أهل البيت من المؤمنين لم تقع فيه الوعيد بالانكباب في النار
فيدل ذلك على الأفضلية ، لأن هذا مرتبة الأنبياء عليهم السلام كما لا يخفى قال
المصنف رفع الله درجته
التاسعة والخمسون فأذن مؤذن بينهم (1) 
هو علي (ع) (2) (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول لم يثبت هذا في الصحاح والتفاسير
وإن صح لا يدل على النص (إنتهى)
(هامش)
(1) الأعراف الآية 44 (2 ) أورده من حفاظ القوم نقله آثارهم عدة ونحن نشير إلى من
وقفنا عليه حال التحرير فنقول : (منهم) الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب)
(كما في كشف الغمة ص 95) روى عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى فأذن مؤذن قال
: هو علي عليه السلام (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في
مناقب مرتضوي (ص 60 ط بمبئي بمطبعة المحمدي) روى عن الإمام الباقر عليه السلام .
(ومنهم) العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 8 ص 107 ط مصر) أورد عن ابن عباس أنه
علي كرم الله وجهه . (ومنهم) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص
101 ط النجف) (*)
ص 394
أقول قد روى ذلك ابن مردويه على ما في كتاب كشف الغمة ، فالانكار مردود هو نص في
الدلالة على الأفضلية ، لأن من أدن بإذن الله تعالى بين الناس يوم القيامة وينادي
أهل الجنة والنار أن لعنة الله على الظالمين ، ينبغي أن يكون منزها عن ساير شوائب
الظلم معصوما عن الكبائر والصغائر فيكون أفضل من غيره سيما من مضى أكثر عمره في
الكفر والعدوان والله المستعان . قال المصنف رفعه الله درجته
الستون إذا دعاكم لما يحييكم (1) 
دعاكم ، إلى ولاية علي بن أبي طالب عليهما
(هامش)
روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بسنده عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه عن أبيه علي
كرم الله وجهه قال : أنا ذلك المؤذن وروى الحاكم بسنده عن أبي صالح عن ابن عباس رضي
الله عنهما أنه قال علي رضي الله عنه في كتاب الله أسماء لي لا يعرفها الناس منها
فأذن مؤذن بينهم يقول إلا لعنة الله على الظالمين الذين كذبوا بولايتي واستخفوا
بحقي وروى في المناقب عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال : خطب أمير
المؤمنين صلوات الله عليه بالكوفة عنه انصرافه من النهروان وبلغه أن معاوية بن أبي
سفيان يسبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا إلى أن قال : وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة
قال الله عز وجل : فأذن مؤذن بينهم يقول ألا لعنة الله على القوم الظالمين أنا ذلك
المؤذن وقال عز وجل : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر وأنا ذلك
الأذان وروى عن محمد بن الفضيل عن أحمد بن عمر الحلال عن أبي الحسن موسى عليه
السلام قال المؤذن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه يؤذن أذانا يسمع الخلائق
والدليل على ذلك وأذان من الله ورسوله قال أمير المؤمنين عليه السلام أنا ذلك
الأذان (1) الأنفال : الآية 24 (*)
ص 395
السلام (1) (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : ليس هذا في التفاسير ، وإن صح لا
يدل على المقصود (إنتهى) . أقول هذا أيضا مما رواه ابن مردويه وجه دلالته على
المقصود يتوقف على تمهيد مقدمة وهي : أن تمام الآية قوله تعالى : يا أيها الذين
آمنوا استجيبوا لله وللرسل إذا دعاكم لما يحيكم الآية وقال فخر الدين الرازي في
تفسيره (3) : إن الفقه قالوا ظاهر الأمر للوجوب ، وتمسكوا بهذه الآية على صحة قولهم
من وجهين الوجه الأول أن كل من أمره الله بفعل فقد دعاه إلى ذلك الفعل ، وهذه الآية
تدل على أنه لا بد من الإجابة في كل ما دعاه الله إليه ، فإن قيل : قوله : استجيبوا
لله أمر فلم قلتم إنه يدل على الوجوب ؟ وهل النزاع إلا فيه ؟ ويرجع حاصل هذا الكلام
إلى إثبات إن الأمر للوجوب بناء على أن هذا الأمر يفيد الوجوب ، وهو يقتضي *
(هامش)
(1) وممن أورده وصححه الحافظ أبو بكر بن مردويه (على ما في تفسيره اللوامع وكشف
الغمة ص 95 طبع طهران) روي بإسناده مرفوعا إلى الإمام الباقر عليه السلام أن هذه
الآية قد نزلت في ولاية علي بن أبي طالب . (ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي
الترمذي في (مناقب مرتضوي) (ص 56 ط بمبئي بمطبعة المحمدي) نقل عن ابن مردويه في
المناقب عن الإمام الباقر أن المراد من قوله تعالى إذا دعاكم لما يحييكم ولاية علي
بن أبي طالب رضي الله عنه (2) كما تقدم في التعليقة المتقدمة فراجع . (3) ج 15 ص
146 الطبع الجديد (*)
ص 396
إثبات الشيئ بنفسه وهو محال . والجواب : إن من المعلوم بالضرورة أن كل ما أمر الله
به ، فهو مرغب فيه مندوب إليه ، فلو حملناه قوله : استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم
على هذا المعنى ، كان هذا جاريا مجرى إيضاح الواضحات ، وأنه عبث ، فوجب حمله على
فايدة زايدة وهي الوجوب صونا لهذا النص عن التعطيل ويتأكد هذا بأن قوله تعالى بعد
ذلك : واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون جار مجرى التهديد
والوعيد ، وذلك لا يليق إلا بالايجاب (إنتهى) فنقول : لا يخلو إما أن يكون المراد
من الولاية المذكورة في شأن نزول الآية الخلافة والإمامة كما هو الظاهر المتبادر
إلى الفهم ، فقد دلت الآية على وجوب الطاعة له عليه آلاف التحية والسلام واعتقاد
خلافته وإن كان المراد النصرة والمحبة فيلزم تفضيله (ع) على غيره من الأمة ، لأن
نصرة غيره من آحاد الأمة غير واجبة خصوصا مع هذا التأكيد والتهديد الذي عرفته من
كلام الرازي ، وعلى التقديرين يحصل المقصود كما لا يخفى . قال المصنف رفع الله
درجته
الحادية والستون في مقعد صدق عند مليك مقتدر (1) 
علي (ع) (2) (إنتهى)
(هامش)
(1) القمر . الآية 55 (2) وممن رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (المناقب)
(كما في كشف الغمة ص 95) روى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلى الله عليه وسلم : إن أول أهل
الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب قال أبو دجانة الأنصاري يا رسول الله أخبرتنا أن
الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك قال بلى يا
أبا دجانة أما علمت أن الله لواء من نور وعمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور لا
إله الله محمد رسولي محمد خير البرية صاحب (*)
ص 397
ولا يخفى إن الناصب اكتفى في جرحه هذا بنسخة سقيمة من نسخ المتن قد سقط فيها هذا
الفصل ثم كتب في هذا المقام من جرحه : أنه لم يذكر هيهنا الأولى وكأنه في الحساب
أيضا غالط (إنتهى) . أقول الغالط من اعتمد على الغلط وأشد غلطا من ذلك أنه عبر عن
الحادية بالأولى فتأمل قال المصنف رفع الله درجته
الثانية والستون ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (1) 
قال
(هامش)
اللواء إمام القيامة وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب قال فسر رسول الله بذلك قول
الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك فقال له ابشر يا علي ممن عبد ينتحل مودتنا إلا بعثه
الله معنا يوم القيامة ثم قرء رسول الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر (ومنهم)
العلامة درويش برهان الحنفي في كتاب بحر المناقب قال فيه (ص 158 عند ذكر الآية 19
المخطوط) ما لفظه : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا أصحاب رسول الله
الجنة فقال صلى الله عليه وسلم : إن أول الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب عليه
السلام ، فقال أبو دجانة الأنصاري : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرتنا أن
الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك فقال بلى يا
أبا دجانة أما علمت أن لله لواءا من نور وعمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور : لا
إله إلا الله محمد رسول الله آل محمد خير البرية صاحب اللواء إمام القيامة ، وضرب
بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك
عليا فقال : الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك ، فقال له : ابشر يا علي ما من عبد
سيتجبل مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
: في مقعد صدق عند مليك مقتدر (1) الزخرف . الآية 57 (*)
ص 398
النبي (ص) (1) لعلي عليه آلاف التحية والثناء : إن فيك مثلا من عيسى أحبه قوم ،
فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم ، فهلكوا فيه ، فقال المنافقون . أما يرى له مثلا إلا عيسى
فنزلت هذا الآية .
(هامش)
(1) أورده عدة كثيرة من أعلام القوم وحفظة آثارهم ونحن نسرد أسماء من اطلعنا عليه
حال التحرير فنقول : (منهم) الحافظ أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ص 172 ، مخطوط
تظن كتابتها في المأة السادسة) حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا سريح بن يونس والحسن
بن عرفة قالا : حدثنا أبو حفص عن الحكم بن عبد الملك عن حارث بن حصين عن أبي صادق
عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا
علي فيك مثل عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل
الذي ليس له وقال علي يهلك في رجلان محب يفرطني بما ليس في ومبغض يحمله شناني على
أن يبهتني . (ومنهم) الحافظ أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي في الخصائص (ص 39
ط النجف) أخبرنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك
المخزومي قال : حدثنا يحيى بن معين : قال : أخبرنا أبو حفص الآبار عن الحكم بن عبد
الملك عن الحرث ابن الحصين عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي فيك مثل من مثل عيسى أبغضته اليهود حتى
بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به (ومنهم) العلامة محب
الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 92 ط مصر سنة 1356) أخرج أحمد في مسنده عن علي رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (*)
ص 399
(هامش)
فيك مثل من عيسى عليه السلام ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى
نزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، ثم قال : يهلك في رجلان محب مفرط بما ليس في مبغض
يحمله شناني على أن يبهتني وأخرج أحمد في المناقب أنه قال لتحبني أقوام حتى يدخلوا
النار في حبي ويبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي (ومنهم) العلامة ابن عبد ربه
الأندلسي في عقد الفريد (ج 2 ص 194 ط الشرفية بمصر) قال الشعبي : كان علي بن أبي
طالب في هذه الأمة مثل المسيح بن مريم في بني إسرائيل أحبه قوم فكفروا وأبغضه قوم
فكفروا في بغضه (ومنهم) الحافظ أبو بكر بن مردويه في (المناقب) (كما في كشف الغمة ص
95) روى عن علي عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن فيك مثلا من
عيسى أحبه قوم فهلكوا فيه وأبغضه قوم فهلكوا فيه ، فقال المنافقون : أما رضي له
مثلا إلا عيسى ؟ فنزلت قوله تعالى : ولما ضرب ابن مريم مثلا - الآية (ومنهم)
العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق (ص 121 ط المحمدية بمصر) أخرج البزار وأبو يعلى
والحاكم عن علي قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن فيك مثلا من
عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى نزلوه بالمنزل الذي ليس به ،
ألا وإنه يهلك في اثنان ، محب مفرط يفرطني بما ليس في مبغض يحمله شناني على أن
يبهتني . (ومنهم) العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 117 ط لاهور) أخرج البزار
وأبو يعلى والحاكم عن علي قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن فيك
مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي
ليس به ألا وإنه يهلك في اثنان محب مفرط يفرطني بما ليس في ومبغض يحمله شناني (*)
ص 400
(هامش)
على أن يبهتني . (ومنهم) العلامة المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (بهامش المسند
ج 5 ص 35 ط القديم بمصر) أبو نعيم في فضائل الصحابة : يا علي إن فيك من عيسى مثلا
أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها .
(ومنهم) العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 58 ط بمبئي
بمطبعة محمدي) . روى عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إن فيك مثلا من عيسى بن مريم هلك فيك مبغض ومحب فنزلت الآية . (ومنهم) عبد الله
بن عبد العزيز عن عبد الله بن عبد المطلب عن شريك عن عثمان بن نمير البجلي عن عبد
الرحمان بن أبي ليلى عن علي عليه السلام (كما في البحار ج 9 ص 60 ط ي كمبان)
(ومنهم) سعيد بن الحسين بن مالك عن عبد الواحد عن الحسن بن يعلى عن الصباح ابن يحيى
عن الحارث بن الحصيرة عن ربيعة (كما في البحار ج 9 ص 61 ط كمباني) (ومنهم) سفيان بن
وكيع عن الجراح بن مليح عن خالد بن مخلد عن أبي غيلان الشيباني عن الحكم بن عبد
الملك عن الحارث بن الحصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناحد عن علي عليه السلام (كما
في البحار ج 9 ص 61 ط كمباني) (ومنهم) أبو عمر وعن ابن عقدة عن الحسين بن عبد
الرحمان عن أبيه وعثمان بن سعيد معا عن عمرو بن ثابت عن صباح المزني عن الحارث بن
الحصيرة (كما في البحار ج 9 ص 61 ط كمباني) (*) ص