الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج3)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 481

ما أنزل الله آية وفيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها عليه آلاف التحية والثناء (إنتهى) قال الناصب خفضه الله أقول : هذه أخبار لو صحت دلت على فضايل علي عليه السلام ، وكل ما ينقله من مسند أحمد بن حنبل فهو يدل على أن أهل السنة لا يألون جهدا في ذكر فضايل أمير المؤمنين ، ولو كان النص موجودا في إمامته لكانوا يروونه وينقلونه ولا يكتمونه ، فعلم ، أن لا نص هناك (إنتهى) أقول إنما ذكر أحمد بن حنبل وأضرابه من أهل السنة تلك الفضائل بإجراء الله تعالى ذلك على لسانهم ولسان أقلامهم من غير أن يعرفوا أن الشيعة يتطرق بذلك إلى توهين أمر الخلفاء الثلاثة وكان المقصد (المقصود خ ل) الأصلي لهم من تلك =

(هامش)

السير (ج 2 ص 13 ط الحيدري بطهران) روى الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بسنده عن علي كرم الله وجهه قال : نزل ربع القرآن في شأننا وربعه في أعدائنا وربعه في السير والأمثال وربعه في الفرائض والأحكام ولنا كرائم كلام الملك العلام . (ومنهم) العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 126 ط اسلامبول) أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت في علي أكثر من ثلاثمأة آية في مدحه . (ومنهم) العلامة المذكور في ينابيع المودة (ص 126 ط اسلامبول) روى في المناقب عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن (*)

ص 482

النقول أمران ، دفع تهمة النصب الذي كانوا يخافون منها على أوائل خلفاء بني العباس حيث كانوا شيعة في الاعتقاد وإظهار خلوص ما ذهبوا إليه من تصحيح خلافة الثلاثة عن لوث العصبية الجاهلية وشوب الأغراض والكدورات البشرية ولهذا تراهم لما ضاق عليهم الخناق بذلك واستدل الشيعة بذلك على أفضلية علي عليه السلام اضطروا إلى إنكار المعقول وجوزوا تفضيل المفضول . قال المصنف رفع الله درجته

الثالثة والثمانون روى الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور واستخراجه من التفاسير الاثني عشر (1) عن ابن عباس في قوله تعالى : فاسئلوا أهل الذكر (2)

(هامش)

(1) المراد من التفاسير الاثنا عشر على ما صرح به بعد مطاعن معاوية (تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان) (وتفسير ابن حجر جريح) (وتفسير مقاتل بن سليمان) (وتفسير وكيع ابن جراح) (وتفسير يوسف بن موسى القطان) (وتفسير قتادة) أبي علي بن عبيدة القاسم ابن سلام (وتفسير حرب الطائي) (وتفسير السدي (وتفسير مجاهد) (وتفسير مقاتل بن حيان) (وتفسير أبي صالح) (وتفسير محمد بن موسى الشيرازي) . (2) النحل . الآية 43 . (2 مكرر) أورده من حفاظ القوم وأعيانهم عدة ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : (منهم) العلامة الطبري في تفسيره (چ 14 ص 69 ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن وكيع قال : ثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر : فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال : نحن أهل الذكر . (ومنهم) العلامة الثعلبي كما في العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 150 ط تبريز) في تفسير قوله تعالى : فاسئلوا أهل الذكر قال : قال جابر الجعفي : لما نزلت هذه الآية قال علي عليه السلام : نحن أهل الذكر . (ومنهم) العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 570 مصطفى محمد بمصر) = (*)

ص 483

قال هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، والله ما سمى =

(هامش)

نقل عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال نحن أهل الذكر . (ومنهم) العلامة القطان في تفسيره (كما في كفاية الخصام ص 338 ط طهران) روى عن الوكيع عن الثوري عن السدي نزول الآية في علي عليه السلام . (ومنهم) الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتاب المستخرج من التفاسير الاثني عشر (كما في كفاية الخصام ص 338 ط طهران) قال في قوله تعالى : فاسئلوا أهل الذكر : أي فاسألوا عن أهل البيت والله ما سمى المؤمن مؤمنا إلا بسبب حب علي بن أبي طالب . (ومنهم) العلامة أبو الثناء الآلوسي في روح المعاني (ج 14 ص 134 ط المنيرية بمصر) أورد عن جابر ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر اختصاص أهل الذكر بأئمة أهل البيت روى ابن مردويه عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الرجل ليصلي ويصوم ويحج ويعتمر وإنه لمنافق ، قيل يا رسول الله بماذا دخل عليه النفاق قال : يطعن على إمامه ، وإمامه من قال الله تعالى في كتابه فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون . (ومنهم) العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 119 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي عن جابر بن عبد الله قال : قال علي بن أبي طالب نحن أهل الذكر بكلا معنييه ، فقوله تعالى : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، وقوله تعالى : وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ، وأما معناه محمد صلى الله عليه وسلم فالآية في سورة الطلاق فاتقوا الله يا أولي الألباب إلى آخرها . (*)

ص 484

المؤمن مؤمنا إلا كرامة لأمير المؤمنين ورواه سفيان الثوري عن السدي عن الحارث انتهى . قال الناصب خفضه الله أقول : ليس هذا من روايات تفاسير أهل السنة وهي أشياء تدل على فضيلة آل العباء وهذا أمر لا ريب فيه ، ولا ينكرها إلا المنافق ولا يعتقدها إلا المؤمن الخالص ولكن لا يثبت به النص انتهى . أقول لا يخفى أن الحافظ المذكور من مشاهير أهل السنة والتفاسير التي استخرج منها من تفاسيرهم فالقول بأن هذا ليس من روايات تفاسير أهل السنة لا وجه له ، وكأنه إنما أنكر كون تلك التفاسير من تفاسير أهل السنة لأنه لكمال عداوته مع الأئمة الاثني عشر عليهم السلام لما رأى لفظ التفاسير في كلام المصنف مضافا إلى اثني عشر توحش طبعه وانتشر كذى ناب أهره الشر - أو عاص أحضر في المحشر ، فتوهم أن تلك التفاسير تفاسير الأئمة الاثني عشر أو الاثني عشرية القائلين بإمامة ذلك المعشر ومن كرامات المصنف قدس سره أنه الهم بأن مثل هذا الناصب الجاهل ربما يأتي بمثل هذا الانكار ففصل فيما بعد عند ذكر مطاعن بعض الصحابة أسامي مؤلفي تلك التفاسير ليعلم أنهم من أهل السنة والجماعة ، ولا يبقى مجال للانكار والمنازعة وأما وجه الاستدلال بالآية فظاهر جدا لأن من سماه الله تعالى بأهل الذكر وأمر ساير الأمة بالسؤال عنه لا يكون إلا إماما . قال المصنف رفع الله درجته

الرابعة والثمانون عن الحافظ (1) في قوله تعالى : عم يتسائلون

(هامش)

(1) هو أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي المخطوط) (*) =

ص 485

عن النبأ (1) العظيم

بإسناده إلى السدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ولاية علي يتسائلون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق ولا في غرب ولا في بر ولا في بحر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميت من ربك وما دينك ومن نبيك ومن إمامك ، وعنه عن ابن مسعود قال : وقعت الخلافة من الله تعالى لثلاثة نفر ، آدم في قوله تعالى : إني جاعل في الأرض خليفة وداود إنا جعلناك خليفة في الأرض (2) وأمير المؤمنين ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، داود وسليمان وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم يعني الإسلام وليبدلنهم من بعد خوفهم من أهل مكة أمنا يعني في المدينة يعبدونني يعني يوحدونني ومن كفر بعد ذلك لولاية علي فأولئك هم الفاسقون يعني العاصين لله تعالى ولرسوله وهذا كله نقله الجمهور واشتهر عنهم وتواتر عنهم (إنتهى) . قال الناصب خفضه الله أقول : ما ذكر إن المراد بعم علي عليه السلام فلا يصح بحسب المعنى والتركيب ويكون هكذا علي يتسائلون عن النبأ العظيم ، وأنت تعلم أن هذا تركيب فاسد ، وأما

(هامش)

قال : روى عن عبد الخير عن علي عليه السلام قال : سأل صخر بن حرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمر بعده ، قال : صلى الله عليه وسلم يا صخر الأمر بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى ، فنزلت عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ، فلا يبقى ميت في شرق الأرض ولا غربها في بحر ولا بر إلا منكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين وخلافته يقولان للميت من ربك وما دينك ومن إمامك . (1) النباء . الآية 1 . والنبأ محركة الخبر ، والنبي المخبر عن الله تعالى من نبأ وترك الهمزة . ق (2) يعني أرض بيت المقدس ، كذا في شواهد التنزيل . (*)

ص 486

ما ذكر من السؤال في القبر عن ولاية علي لم يثبت هذا في الكتاب ولا السنة ، ولو كانت من المسئولات في القبر لكان ينبغي أن يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواتر واشتهر كما اشتهر باقي أركان الإسلام وأما ما نقل عن ابن مسعود أنه قال : وقعت الخلافة من الله لثلاثة آدم وداود وعلي فآدم وداود قد صرح باسمهما في الخلافة في القرآن ، وأما أن يكون المراد من قوله تعالى ليستخلفنهم علي فحسب فغير ظاهر ، ولا خبر صحيح يدل على هذا ، بل الظاهر يشتمل الخلفاء الأربع وملوك العرب في الإسلام فإن ظاهر الآية أن الله وعد المؤمنين بأن يجعلهم خلفاء الأرض وينزع الملك من كسرى (1) وقيصر ، ويؤتيه المؤمنين وهذا مضمون الآية ، وما فسره في الآية فكل من باب التفسير بالرأي ، وما ذكر إن كل الأشياء التي ذكرها نقله الجمهور واشتهر عنهم وتواتر ، فهذا كذب أظهر وأبين من كذب مسيلمة الكذاب لأن مراده من الجمهور أهل السنة والجماعة ، وليس كل ما ذكر متواترا عند أهل السنة وكأنه لا يعلم معنى التواتر . أقول لم يقل المصنف : إن المراد بعم ومسمى لفظه هو علي عليه السلام لظهور أنه جار ومجرور لا علم ، وإنما قال : إن الآية نزلت في علي عليه السلام ومراده أن المراد بالنبأ العظيم المذكور فيها هو علي عليه السلام ويدل عليه الشعر المشهور عن عمرو بن

(هامش)

(1) كسرى لقب يخاطب به ملوك الفرس و(قيصر) يخاطب به ملوك الروم كما أن (خاقان) يخاطب به ملوك المغول و(فغفور) يخاطب به ملوك الصين و(السلطان) والملك يخاطب بهما ملوك العرب و(امپراطور) يقال لملوك الغرب والإفرنج و(فرعون) لملوك مصر القدماء و(النجاشي) لملوك الحبشة و(راجه والنواب) لأمراء الهند وهكذا من الألقاب التي يخاطب بها الملوك والأمراء ورؤساء الجمهور في ممالك العالم ومسالكه . (*)

ص 487

عاص أو حسان بن ثابت في مناقبه عليه آلاف التحية والثناء كما أشار إليه (1) النيشابوري في تفسيره حيث قال النباء العظيم القرآن واختلافهم فيه أن بعضهم جعلوه سحرا وبعضهم شعرا وكهانة وقيل نبوة محمد صلى الله عليه وآله ، كانوا يقولون ما هذا الذي حدث وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ، وقالت الشيعة هو علي عليه السلام ، قال القائل في حقه . شعر : هو النبأ العظيم وفلك نوح وباب الله وانقطع الخطاب (إنتهى) ويؤيده ما رواه الحافظ المذكور عن السدي عن علقمة أنه قال : خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام وعليه سلاح ومصحف فوقه ، وهو يقرء عم يتسائلون فأراد البراز فقال علي عليه السلام مكانك وخرج بنفسه وقال : أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ؟ قال لا قال : والله أنا النبأ العظيم الذي فيه اختلفتم وفي ولايتي تنازعتم وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم ، يوم غدير قد علمتم قد علمتم قد علمتم ويوم القيامة تعلمون ما علمتم ثم علاه بسيفه ورمى رأسه ويده ثم قال شعر : أبى الله إلا أن صفين دارنا * وداركم ما لاح في الأرض كوكب وحتى تموتوا أو نموت وما لنا * وما لكم عن حومة (2) الحرب مهرب وأما ما ذكره الناصب من أن السؤال في القبر عن ولاية علي عليه السلام لم يثبت في الكتاب والسنة ، فكفى في رده وثبوت ذلك في الكتاب ما رواه حافظ أهل السنة في شأن نزول الآية ، وأما قوله لو كانت من المسئولات في القبر لكان ينبغي أن يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وتواتر واشتهر إلى آخره فيجاب (فمجاب خ ل) بأن رسول الله صلى الله عليه وآله

(هامش)

(1) ذكره في تفسيره الشهير المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 30 ص 4) فراجع (2) حومة البحر والرمل والقتال وغيره ، معظمه أو أشد موضع فيه . (*)

ص 488

قد بين لنا ذلك في غدير خم عند نزول قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي في شأن ولاية علي عليه السلام لما سبق من دلالته ودلالة غيره من الآيات والأحاديث على أن إمامة علي عليه السلام من أركان الدين ، وقد تواتر واشتهر في زمان النبي صلى الله عليه وآله ، وقبل استقرار شبهة الخلاف في قلوب الناس ، ثم منعت بتقليد السلف وإيقاعهم للشبهة في قلوب الناس سيما في زمان بني أمية المبالغين في محو آثار أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم عن تواترها عند جمهور أهل السنة المقلدة للسلف الخائضين في غمرات الشبهة وبقي متواترا ومشهورا عند غيرهم ، وبالجملة شرط حصول العلم بالخبر المتواتر أن (1) لا يسبق شبهة إلى السامع أو تقليدينا في موجب خبره بأن يكون معتقدا نفيه فإن ارتسام الشبهة ونحوها في الذهن واعتقاد هاله مانع من قبول غيره والاصغاء إليه ، ومن هذا ورد (2) قوله صلى الله عليه وآله : حبك للشيئ

(هامش)

(1) نص بهذا الشرط فحول الأصوليين من الفريقين كسيدنا الشريف المرتضى علم الهدى ذي المجدين في الذريعة ورئيس الفرقة المحقة شيخ الطائفة بالاطلاق في كتاب العدة ، وشيخنا الحقق في المعارج ، ومولينا آية الله العلامة في التهذيب ، وابني أخته الكريمة في شرحي التهذيب وشيخنا صاحب المعالم والمحقق القمي وصاحب الفصول والمؤسس الوحيد البهبهاني في تعليقة المعالم وأستاذ المتأخرين شيخنا العلامة الأنصاري على ما عزي إليه ويلوح من كلماته أيضا إلى غير ذلك من كلمات أصحابنا . وأما من علماء القوم فقد صرح الكثير منهم بتلك الشروط كالعضدي في شرح المختصر والعلامة الشريف في التعليقة عليه ، والمحقق التفتازاني في شرحه ، وابن همام في شرحه وابن الملك في أصوله الشهير ، وصاحب كتاب النقود والردود ، والغزالي في المستصفى والدواني في تعليقته على شرح المختصر ، والنسفي في أصوله ، وغيرهم في كتبهم ومن رام الإحاطة بتلك الشروط فعليه بالرجوع إلى ما سردناه من الكتب والزبر وليس البيان كالعيان . (2) الرواية مذكورة في كتب كثيرة ، منها ما في الجامع الصغير (ج 1 ص 500 ط مصر) = (*)

ص 489

(الشيئ خ ل) يعمي ويصم ، وبهذا الشرط يحصل الجواب لمن خالف الإسلام من الفرق إذا ادعى عدم بلوغ التواتر بدعوى نبينا صلى الله عليه وآله النبوة وظهور المعجزات على يده موافقة لدعواه ، فإن المانع لحصول العم لهم بذلك دون المسلمين سبق الشبهة إلى نفيه ولو لا الشرط المذكور لم يتحقق جوابنا لهم عن غير معجزة القرآن وسيعلم الناصب الشقي كل ذلك عند الموت وبعده كما قال تعالى : كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون (1) وقال : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (2) وأما ما رواه المصنف عن ابن مسعود فمع كونه منقولا من كتب المناقب لأهل السنة مما يدل عليه أنه تعالى كلما ذكر أمر الخلافة أضافه إلى نفسه وأشار إلى كونه من عند الله ، فقال في شأن آدم على نبينا وآله وعليه السلام إني جاعل في الأرض خليفة ، وفي شأن داود إنا جعلناك خليفة وفي حق هارون حكاية عن موسى هرون اخلفني في قومي فإن سياق الآية يدل على أنه إنما قال ذلك بأمره تعالى إلى غير ذلك من نظير هذه الآيات ، والإمامة عند أهل السنة يثبت باختيار الناس بل باختيار رجل (3) واحد كما مر تفصيله ، فلو لم تحمل الآية على خلافة علي وأولاده عليهم السلام للزم خلف وعد الله تعالى ، وتحقيق الكلام وتوضيح المرام يتوقف على =

(هامش)

حب الشيئ يعمى ويصم (حم تخ د) ، عن أبى الدرداء الخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي برزة ، ابن عساكر عن عبد الله بن أنيس - (ح) (1) النبأ : الآية 4 - 5 (2) الشعراء . الآية 227 (3) كما عين أبو بكر عمر بعده كما صرح به أرباب السير والتواريخ حتى قيل له حين ما عينه أمرك العام أمرته اليوم وقد تقدم نقل هذه المقالة عن بعض الأصحاب بمعشر من المهاجرين والأنصار . (*)

ص 490

نقل ما ذكره الرازي في تفسير هذا المقام ، مع إيراد ما سنح لنا عليه من الرد والالزام فنقول : قال : إن الآية دلت على إمامة الأئمة الأربعة (1) وذلك ، لأنه تعالى وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الحاضرين في زمان محمد (صلى الله عليه وآله) : وهو المراد بقوله : ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وأن يمكن لهم دينهم المرضي وأن يبدلهم بعد الخوف أمنا ومعلوم أن المراد بهذا الوعد بعد الرسول صلى الله عليه وآله هؤلاء لأن استخلاف غيره لا يكون إلا بعده ، ومعلوم أنه لا نبي بعده لأنه خاتم الأنبياء ، فإذا المراد بهذا الاستخلاف طريقة الإمامة ، ومعلوم أن الاستخلاف الذي هذا وصفه ، إنما كان في أيام أبي بكر وعمر وعثمان ، لأن في أيامهم كانت الفتوح العظيمة ، وحصل التمكين وظهور الدين وإلا من ، ولم يحصل ذلك في أيام علي رضي الله عنه لأنه لم يتفرغ لجهاد الكفار لاشتغاله بمحاربة من خالفه من أهل الصلاة فثبت بهذا دلالة الآية على صحة خلفاء هؤلاء فإن قيل الآية متروكة الظاهر ، لأنها تقتضي حصول الخلاف لكل من آمن وعمل صالحا ، ولم يكن الأمر كذلك ، نزلنا عنه ، لكن لم لا يجوز أن يكون المراد من قوله : ليستخلفنهم ، هو أنه تعالى يسكنهم في الأرض ويمكنهم من التصرف لا أن المراد منه تعالى خلافة الله ومما يدل عليه قوله : كما استخلف الذين قبلهم واستخلاف من كان قبلهم لم يكن بطريق الإمامة فوجب أن يكون الأمر في حقهم أيضا كذلك ، نزلنا عنه لكن هيهنا ما يدل على أنه لا يجوز حمله على خلافة رسوله الله لأن من مذهبكم أنه عليه السلام لم يستخلف أحدا ، وروي (2) عن علي عليه السلام : أنه قال : أترككم كما ترككم رسول الله صلى الله عليه وآله

(هامش)

(1) المراد منهم الخلفاء كما هو واضح . (2) لا يذهب على الخبير النقاد والبصير النقاب أن هذه مما اختلقته الوضاعون الجناة والكذابون العصاة لتصحيح ما بدرت من أسلافهم من الغيلة والغصب والتقمص بغير حق كما هو غير خفي على من ترك التعصب ودقق النظر . (*)

ص 491

نزلنا عنه ، لكن لم لا يجوز أن يكون المراد منه عليا عليه السلام ، والواحد قد يعبر عنه بلفظ الجمع ، على سبيل التعظيم كقوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) ، وقال في حق علي عليه السلام : والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2) ، نزلنا عنه ، ولكن نحمله على الأئمة الاثني عشر ، والجواب عن الأول إن كلمة من للتبعيض ، فقوله : منكم يدل على أن المراد بهذا الخطاب بعضهم ، وعن الثاني أن الاستخلاف بالمعنى الذي ذكرتموه حاصل لجميع الخلق ، فالمذكور هيهنا في معرض البشارة ينبغي أن يكون مغايرا له ، وأما قوله تعالى : كما استخلف الذين من قبلهم ، فالذين كانوا قبلهم قد كانوا مغايرا له ، وأما قوله تعالى : كما استخلف الذين من قبلهم ، فالذين كانوا قبلهم قد كانوا خلفاء تارة بسبب النبوة ، وتارة بسبب الإمامة والخلافة حاصلة في الصورتين ، وعن الثالث أنه وإن كان من مذهبنا أنه عليه السلام لم يستخلف أحدا بالتعيين ، ولكنه قد استخلف بذكر الوصف (3) والأمر بالاختيار ، فلا يمتنع في هؤلاء الأئمة الأربعة إنه تعالى يستخلفهم وأن الرسول استخلفهم ، وعلى هذا الوجه قالوا في أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالذي قيل : أنه عليه السلام لم يستخلف أريد به على وجه التعيين ، وإذا قيل : استخلف ، فالمراد منه على طريقة الوصف والأمر بالاختيار ، وعن الرابع إن حمل الجمع على الواحد مجاز ، وهو خلاف الأصل وعن الخامس إنه باطل لوجهين ، أحدهما أن قوله تعالى منكم يدل

(هامش)

(1) القدر . الآية 2 . (2) المائدة : الآية 55 . (3) ليت شعري أي وصف أراده الناصب واعتمد عليه ونسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وأي أمر صدر من النبي باختيار الأمة ، فإن أراد ما لفقه سابقا في خلافة أبي بكر من التمحلات والتعصبات فقد مر الكلام فيه وهدم ما أسسه على شفا جرف وأشبعنا الكلام هناك بحيث أسفر الحق وانجلى الظلام وأن أراد غيرها فليبين حتى ينظر فيه أعاذنا الله من نبذ الحق وراء الظهر رعاية لاتباع السلف ولو كانوا مخطئين آمين آمين . (*)

ص 492

على أن هذا الخطاب صحة إمامة الأربعة وهؤلاء الأئمة ما كانوا حاضرين ، الثاني أنه تعالى وعدهم القوة والشوكة والنفاذ في الحكم (العالم خ ل) ولم يوجد ذلك فيهم ، فثبت بهذا صحة إمامة الأئمة الأربعة وبطل قول الرافضة الطاعنين على أبي بكر وعمر وعثمان وبطلان قول الخوارج الطاعنين على عثمان وعلي (إنتهى كلامه) وأقول : وبالله التوفيق فيه نظر من وجوه . أما أولا فلأن ما أجاب به عن الأول مردود بأن كلمة من التبعيضية في الآية إنما تقتضي كون الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، بعض الناس المكلفين ، لا كون الموعود بالاستخلاف بعض الذين آمنوا وعملوا الصالحات فظاهر الآية يقتضي استخلاف كل من آمن وعمل صالحا كما ذكره المعترض وأما ثانيا فلأن ما أجاب به عن الثاني مدفوع ، بأن كون الاستخلاف بالمعنى الذين ذكره المعترض حاصلا لجميع الخلق ممنوع لأن المعترض فسر الخلافة المقابلة للخلافة الإلهية بالسكون في الأرض والتصرف فيها معا وأراد بالتصرف في الأرض التصرف الحاصل لصالحي الملوك المتصرفين فيه بعض الأقطار والأقاليم والبلدان بلا حصول شرايط الخلافة الإلهية فيهم ، ومثل هذا التصرف غير حاصل لجميع الخلق وهو ظاهر جدا وأما ما ذكره مما حاصله أن الخلفاء الذين أشار إليهم سبحانه وتعالى بقوله : كما استخلف الذين من قبلهم ، كانوا خلفاء بطريق النبوة أو الإمامة فتشبيه من تأخر عنهم بهم يقتضي كونهم خلفاء أيضا بأحد ذينك الوجهين فهو تشكيك سهل ومغالطة ظاهرة لأن من يقول بجواز حمل الخلافة في جانب المشبه على غير الخلافة الإلهية كذا يقول : بحملها على ذلك في جانب المشبه به أيضا لظهور أن قبل بعثه نبينا صلى الله عليه وآله كما كانوا خلفاء أنبياء أو أئمة ، كذلك كانوا خلفاء مجازية صالحون في دينهم وأما ثالثا : فلأن ما أجاب به عن الثالث مدخول بأن الأمة على قولين

ص 493

إن الخلافة (1) بالنص دون الاختيار وبالاختيار دون النص ، والذين قالوا إن الخليفة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى ورسوله قالوا إن الخليفة هو علي وأولاده عليهم آلاف التحية والثناء ، والذين قالوا بالاختيار قالوا : بصحة خلافة الصحابة فالقول بالنص مجملا ومعينا في حق غير علي عليه السلام يكون قولا ثالثا خارقا للاجماع واختراعا من الرازي هربا عن الالزام ، مع أن هذا التأويل مما يأبى عنه ظاهر ما رواه المصنف في أول مطاعن أبي بكر عن عمر : من أنه قال : إن لم استخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف ، وإن استخلف فإن أبا بكر استخلف ، ووجه الإباء أن النفي والاثبات في كلامه يقتضيان ورودهما على موضع واحد كما لا يخفى ، وأيضا قال الله تعالى : كما استخلف الذين من قبلهم ، ومن المعلوم أن الذين استخلف من قبل كآدم وداود وهارون عليه نبينا وآله وعليهم السلام ، إنما كان خلافتهم عن النص والتعيين من الله تعالى ، لا على طريق الاختيار من الأمة سيما اختيار جماعة منهم لواحد على التعيين تارة واختيار واحد منهم لواحد غير معين من ستة نفر على طريقة الشورى أخرى ، وأيضا لما كان آراء الناس مختلفة ، فالغالب

(هامش)

(1) لا يخفى على من راجع كتب القوم هذا المضمار أن القول في الخلافة اثنان ولا ثالث لهما الأول ما ذهب إليه الشيعة من أن الإمام لطف ولا بد فيه من العصمة والعلم بمصالح الأمة وغيرهما من الشرائط فيجب نصبه على الله تعالى تحصيلا للغرض ولأن العصمة من الأمور الخفية التي لا يعلمها إلا عالم السرائر ، فيجب أن يكون منصوصا من عنده أو من رسوله والثاني ما عليه العامة من أنه واجب علينا ويكون باختيار الأمة ، فالذين قالوا إنه لا بد وأن يكون فيه من النص قالوا : إن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله هو علي وأولاده [المعصومين عليهم السلام لأن النص ثابت فيهم والذين ذهبوا إلى لزوم اختبار الأمة رجلا فهم قائلون بخلافة من عينه النفر المجتمعون في سقيفة بني ساعدة . (*)

ص 494

أن يكون اختيارهم مورثا للفتنة والنزاع كما صرح به الشيخ أبو علي (1) قدس سره في إلهيات (2) الشفاء ، فكيف يفوض الله تعالى ذلك إلى اختيار الأنام ، وقال الغزالي (3) في منهاج العابدين (4) وأما التفويض فتأمل فيه أصلين ، أحدهما أنك تعلم أن الاختيار لا يصلح إلا لمن كان عالما بالأمور بجميع جهاتها باطنها وظاهرها حالها وعاقبتها ، وإلا فلا يأمن أن يختار الفساد والهلاك على ما فيه الخير والصلاح ، ألا ترى ؟ أنك لو قلت لبدوي أو قروي أو راعي غنم انقد لي هذه الدراهم وميز بين جيدها ورديها (ورديئها خ ل) ، فإنه لا يهتدي لذلك ، ولو قلت لسوقي غير صيرفي فربما يعسر أيضا ، فلا تأمن إلا بأن تعرضها على الصيرفي الخبير بالذهب والفضة وما فيهما من الخواص والأسرار وهذا العلم المحيط بالأمور من جميع الوجوه لا يصلح إلا لله رب العالمين فلا يستحق إذن أحد أن يكون له الاختيار والتدبير إلا الله وحده لا شريك له ، فلذلك قال تعالى : وربك يخلق ما يشاء ، ويختار ما كان لهم الخيرة (5)

(هامش)

(1) قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص 147 (2) ذكره في (الشفاء) في مبحث الخليفة والإمامة طبع طهران وهذا لفظه : والاستخلاف بالنص أصوب فإن ذلك لا يؤدي إلى التشعب والتشاغب والاختلاف فراجع . (3) قد مرت ترجمته في المجلد الأول ص 145 . (4) فراجع منهاج العابدين للعلامة العارف الشهير الشيخ محمد الغزالي (ص 55 المطبوع بمصر في المطبعة الخيرية) وذكر في ص 50 كلمات بهذا المضمون أيضا ، فتأمل في هذه الجمل حتى ترى أن الله سبحانه كيف أنطق قلمه بالحق وإنه لا مساغ لتفويض الإمامة إلى البشر الغير المحيط بشئون الافراد ظاهرها فكيف بالبواطن الغير الصيرفي في هذا المضمار فبالله عليك أي عقل فطري يحكم بجواز هذا التفويض وترك التنصيص نعم لا غرو ممن عقل عقله بعقال إنكار الحسن والقبح وأعمى عين بصيرته بمسمار العناد أن يتفوه بذلك عصمنا الله تعالى آمين آمين . (5) القصص الآية 67 (*)

ص 495

(إنتهى مقاله) ومن اللطايف أن الآية المذكورة على ما ذكره صاحب الكشاف (1) والقاضي البيضاوي (2) وغيرهم ، قد نزلت في شأن قريش لأجل أنهم لم يروا رسالة الله لايقا بحضرة الرسول صلى الله عليه وآله ، وكانوا يقولون لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (3) ، فرد الله عليهم بأن اختيار الرسل وأولي الأمر في الدين إنما يكون من جانبه تعالى ، لأنه عالم بمصالح العباد ، وليس لاختيار العباد فيها مدخل واعتبار لعدم علمهم بالصلاح والفساد ، وكيف يمكن اعتبار اختيار آحاد الأمة في باب الإمامة ؟ ! مع أن الكتاب والسنة ناطقان بأن جمع من الأنبياء الذين كانوا ناظرين بنور النبوة وبصيرة الرسالة مؤيدين بالمكاشفة الإلهية ومخالطة الملائكة اختاروا البعض من قومهم بعد الاختبار والتجربة ، فظهر آخر الأمر ضرر ذلك الاختبار ، وتبين أن الصواب كان خلافه ، فمن ذلك أن يعقوب على نبينا وآله وعليه السلام اختار كبار أولاده لحفظ ولده يوسف على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام ، وقد ظهر ضرره آخرا ، وكذا اختار موسى على نبينا وآله وعليه السلام عن ألوف من قومه سبعين رجلا لميقات ربه ، فلما حضروا ذلك المقام قالوا : أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة (4) ، وآل الأمر إلى أن ظهر على موسى على نبينا وآله وعليهم السلام إنهم كانوا سفهاء فقال أتهلكنا بما فعل السفهاء منا (5) ومن المتفق عليه أن نبينا صلى الله عليه وآله اختار وليد بن عقبة للارسال إلى بني المصطلق (6)

(هامش)

(1) ج 3 ص 417 ط مصر سنة 1354) (2) (ج 4 . ص 129 ط مصر) (3) الزخرف . الآية 31 . (4) النساء الآية 53 . (5) الأعراف . والآية 155 . (6) بنو المصطلق : بطن من خزاعة وهم بنو جزيمة وجزيمة هو المصطلق من الصلق وهو رفع الصوت (*)

ص 496

لأجل أخذ الصدقات وبينه وبينهم أحنة (1) وعداوة ، فلما قرب من ديارهم وسمعوا به استقبلوه تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فحسبهم مقاتليه ، فرجع وقال للنبي صلوات الله عليه وآله وسلم : إنهم ارتدوا ومنعوا الزكاة ، فهم رسول الله صلى الله عليه وآله بإنفاذ جيش لقتال هؤلاء القوم ، فأنزل الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (2) ، وأيضا من المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وآله اختار خالد بن (3) وليد وبعثه لإصلاح حال بني خزيمة (4) إليهم ، وهو قد قتل جمعا كثيرا منهم بسبب عداوة وضغن كان في قلبه سهم من أيام الجاهلية حتى أرسل صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في أثره لاستدراك حالهم وتسليتهم وقال صلى الله عليه وآله في ذلك المقام : اللهم إني أبرء إليك مما فعله خالد ، وكذا ذكر القوم في كتبهم ، أن النبي صلى الله عليه وآله اختار أبا بكر وأعطاه الراية في يوم خيبر فرجع منهزما

(هامش)

بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد إسلام بني المصطلق وليد بن عقبة بن أبي معيط لأخذ الصدقة فكان بينهم وبينه شحناء في الجاهلية فخرجوا للقائه وهم متقلدون السيوف فرحا وسرورا بقدومه فتوهم إنهم خرجوا لقتاله ففر راجعا وأخبر رسول الله إنهم ارتدوا إلى آخر ما ذكره الحلبي (في السيرة) (ج 2 ص 285) (1) الإحنة بالكسر : الحقد والغضب . (2) الحجرات . الآية 6 . (3) قد مرت ترجمته في ج 2 ص 366 فراجع . (4) هم بطن من قريش من العدنانية وهم بنو خزيمة بن لؤي بن غالب فراجع نهاية الارب (ص 217 طبع بغداد) وفي بعض النسخ حزيمة بالحاء المهملة ثم الزاء المعجمة بطن من أنمار بن اراش من القحطانية أو بطن من نهدة والمعتمد ما ذكرناه أولا فلا تغفل . (*)

ص 497

وفي رواية (1) : إنه بعد فرار أبي بكر اختار عمر وهو اختار الفرار على القرار حتى فتح الله على يد كرار غير فرار ، ولا يخفى على العاقل المنصف أنه إذا كان الأنبياء عليهم السلام مع كمال عصمتهم وفضلهم وتأييدهم من عند الله ، قد حصل لهم ضرر الاختيار في كثير من الأمور ، فكيف يمكن الاعتماد على اختيار عدة من الصحابة في بواطن أمور الذين مع ظهور إنهم لم يكونوا إلى ظاهر أكثر الأمور مهتدين ،

(هامش)

(1) صرح بذلك جماعة من أعلامهم (منهم) أبو داود الطيالسي في مسنده (ج 8 ص 264) نقل فرار عمر وعثمان (ومنهم) الطبري في تفسيره (ج 2 ص 199 طبع مصر) نقل فرار عمر في غزوة أحد (ومنهم) الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 123 طبع مصر) نقل فيه فرار أبي بكر وعمر وإن عمر كان يجبن أصحابه (ومنهم) شارح المواقف (ج 2 ص 475 طبع مصر) نقل فرار أبي بكر وعمر في غزوة حنين (ومنهم) ابن قتيبة في كتاب المعارف (ص 54) طبع مصر (ومنهم) العلامة المولى معين الدين الكاشفي في المعارج في الركن الرابع ص 370 . (ومنهم) المير محمد صالح الحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية ص 404 (ومنهم) الشيخ علي المتقي الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 44 نقل فرار أبي بكر وعمر في غزوة خيبر (ومنهم) الطبري أيضا حكى فرار عثمان في تفسيره (ج 2 ص 203) وفرار عمر في غزوة خندق في (ج 2 ص 300) إلى غير ذلك من المأخذ التي سيأتي ذكرها في باب المطاعن إن شاء الله تعالى (*)

ص 498

بل كان من كان في زعمهم عمدتهم أقل فقها وفهما من ناقصات العقل والدين (1) وأما رابعا ، فلأن ما ذكره : من أن حمل الواحد على الجمع خلاف الأصل مقدوح بأن العدول عن الأصل إذا دل الدليل على خلافه جايز ، بل واجب كما في المتشابهات وغيرها ، والدليل هيهنا عدم صلاحية غير علي عليه السلام للخلافة الإلهية (2) كما علم سابقا ، وأيضا ارتكاب تجوز حمل الجمع على الواحد معارض بما ارتكبتم من تجويز حمل الخلافة الثابتة باختيار الناس دون الخلافة الحقيقية الثابتة بالنص من الله ورسوله فافهم وأما خامسا فلأن ما ذكره في الجواب عن الخامس أولا مزيف ، بأنه إن أراد أن أحدا من هؤلاء ، الأئمة لم يكن حاضرا عند نزول الآية ، فكذبه ظاهر

*(الهامش)*

(1) إشارة إلى قول الثاني : كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في الحجال وقد مر في (ص 53 ج 1) من الكتاب . (2) أقول : وقد سنح لي دقيقة أخرى عندما ذكره نور الله مرقده : وهي أن الصالحات لكونها جمعا محلى باللام تشمل جميع الأعمال الصالحة ومن جملتها الصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، أي الثبات في المعارك والصبر عند جهاد الكفار وعدم الفرار عن الزحف ، وهذا المعنى لم يثبت لأحد من الخلفاء الثلاثة بل لأحد من المسلمين سوى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، فالآية قد دلت على أنهم ليسوا من أهل هذه الخلافة فالخلافة الموعودة مختصة لعلي وأولاده عليهم السلام ، فليس على لغير الخلافة ولا غيره بالخلافة جديرا والثلاثة بحمد الله ليسوا من أهل هذه الآية الكريمة فليطلب الرازي وغيره من الناصبين لدائهم دواء غير هذه الآية ، فإنها لا تشفيهم من داء المذنب فإن خلفائهم فروا في أحد ، وخيبر وحنين وغزوة ذات السلاسل ، هذا إذا أريد باللام الاستغراق وإن أريد منها العهد فيمكن أن يكون الصالحات هي الأعمال المشار إليها بقوله : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون أو المشار إليها بقوله ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق الآية ، ، وعلى هذين الاحتمالين أيضا لا يكون أهل الآية إلا علي وأولاده عليهم السلام ، أما على الأول فظاهر = (*)

ص 499

لظهور حضور علي عليه السلام بل الحسن والحسين عليهما الصلاة والسلام أيضا ، وإن أراد أن جميعهم لم يكونوا حاضرين فمسلم ، لكن الخطاب لا يقتضي ذلك ، بل يكفي فيه توجيه الكلام إلى الحاضرين أصالة وإلى الغائبين والمعدومين تبعا كم تقرر في الأصول (1) إن قيل : إن نفس الخطاب وإن كان شاملا للغائبين والمعدومين في زمان النزول لكن التمكين من الدين وتبديل الخوف بالأمن لم يحصل لأكثر هؤلاء الأئمة الذين لم يكونوا حاضرين عن عند النزول ، قلت : الخلافة الإلهية لا تستدعي التمكين من الدين كما علم ذلك من حال كثير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وكذا الكلام في تبديل الخوف بالأمن ، ويشهد له قوله تعالى حاكيا عن موسى على نبينا وآله وعليه السلام : ففررت منكم لما خفتكم (2) ، على أن تبديل الخوف بالأمن لم يحصل في زمن الخلفاء الثلاثة أيضا على حد ما أخبر الله تعالى عنه بقوله :

(هامش)

= لأن الآية نازلة فيه ، وعلى الثاني أيضا لأن أحدا من المسلمين لم تتجمع الأوصاف والأعمال المذكورة فيها بأجمعها إلا في علي عليه الصلاة والسلام ، لأن من جملة الأوصاف المذكورة فيها الصبر حين البأس ، ولم يصبر أحد حينه إلا هو كما هو متفق عليه بين جمهور المسلمين فهو عليه الصلاة والسلام من أهل هذه الآية الكريمة دون غيره ، ومزخرفات فخر الدين وإخوانه من الناصبين أهون من بيت العنكبوت سيما واهيات هذا الناصب المبهوت ، فتأمل (لزين العابدين الحسيني عفى عنه) هكذا في هامش المطبوعة بطهران والظاهر أنه العلامة السيد زين العابدين اللواساني الطهراني ، أو العلامة السيد زين العابدين الحسيني الخوانساري نزيل طهران والله أعلم . (1) بجعل القضية حقيقية وغيرها من الوجوه التي ذكرها المتأخرون من الأصوليين في مبحث الخطابات الشفاهية من الكتب الأصولية . (2) الشعراء . الآية 22 (*)

ص 500

يعبدونني لا يشركون بي شيئا (1) ، فإن تبديل الخوف بالأمن بهذا المعنى لم يحصل في زمان الصحابة إلا في بعض المواضع ، بل لم يحصل الأمن مطلقا في شيئ من المواضع مطردا بالنسبة إلى جميع آحاد المسلمين ، كيف ؟ ! وقد قتل في زمان أبي بكر بنو حنيف (2) وأمثالهم من المسلمين الذين اتهموهم بالردة وأضرموا النار على باب أهل البيت لأجل أخذ البيعة عنهم (3) وأخذوا فدك (4) غصبا إلى غير ذلك ، وكذا في زمان عمر وعثمان كما لا يخفى على من تأمل في مطاعنهم الآتية وأما سادسا فلأن ما ذكره ثانيا ، مخدوش بأن وعد القوة والشوكة لا يقتضي حصوله في الجميع ، بل يكفي حصوله على بعضهم ، لأن قوة بعضهم في الدين في قوة قوة الباقي كما مر (5) عن النيشابوري في تفسير قوله تعالى : من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم (6) الآية . حيث قال : إن محاربة من دان بدين الأوايل هي محاربة الأوايل فافهم ، بل نقول : إن قوله : منكم ، وإن كان يقتضي أن يكون الخطاب مع الحاضرين ، لكن لا يقتضي أن يكون وعده الاستخلاف والتمكين بحصول ذلك لأنفسهم ، بل يكفي في إنجاز الوعد حصوله لبعض ذرياتهم مثلا ، وذلك كما يعد السلطان بعض أهل عسكره بأنه لو حمل على عسكر عدوه وقاتلهم ، ثم قتل أن

(هامش)

(1) النور . الآية 55 (2) وقد مر المراد منهم وأنه يقال لهم بنو كندة أيضا . (3) كرها وإجبارا كما مر في ج 2 من ص 371 إلى ص 374 ذكر مدارك كون البيعة بالكره والاجبار وسيأتي في باب المطاعن زيادة على ذلك . (4) كما سيجئ في باب المطاعن إثبات ذلك وتحديد فدك أيضا (5) ذكره النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 6 ص 144 ط مصر) (6) المائدة . الآية 44 (*)

ص 501

يعطي أولاده شيئا من الإيالة والإمارة ، هذا ، والحق كما صرح به أصحابنا وورد به الخبر (1) عن طريق أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين أن المراد بهذا الخليفة هو مهدي أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين ، لا جميع الأمة ، ولا الخلفاء الثالثة بناءا منهم على فتح بلاد العرب وبعض بلاد العجم في زمانهم كما أشار إليه الناصب هيهنا بقوله : وينزع الملك من كسرى (2) وقيصر ، ولا علي عليه الصلاة والسلام بناء على ما احتج به المصنف هيهنا إلزاما من رواية ابن مسعود المروية من طريق أهل السنة ، وإنما قلنا ذلك ، لأن الظاهر من قوله تعالى : في مشارق الأرض ومغاربها (3) ، وتمكين الدين وتبديل الحوض بالأمن على الوجه الذي ذكر في الآية وعلى جهة الاطراد إنما يحصل لمهدي الأمة الموعود المنتظر الذي قال فيه (4) النبي صلى الله عليه وآله : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى

(هامش)

(1) في المجمع : والمروي عن أهل البيت عليهم السلام : إنها في المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وفيه أيضا وروى العياشي بإسناده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قرء الآية وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الأمة هو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا كم ملئت ظلما وجورا . وروى مثل ذلك عن أبي جعفر أبي عبد الله عليهما السلام وقد تقدم روايات المهدي سلام الله عليه وعبارة الشيخين محيي الدين الأعرابي والشعراني في ذلك وسيأتي ما يدل على ذلك مفصلا إن شاء الله تعالى . (2) قد مر المراد بهاتين اللفظتين قبيل ذلك فراجع . (3) الأعراف . الآية 137 (4) قد مرت مداركه ومآخذه ومر أيضا في هذا الجزء قريبا نقل كلامي قدوة العرفاء (*)

ص 502

يخرج رجلا من ولدي يواطي اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، نور الله عيوننا بنور لقائه ، وجعلنا من المجاهدين تحت لوائه . رجعنا إلى تتمة كلام الناصب فنقول : إن قوله وليس كل ما ذكر متواتر عند أهل السنة وكأنه لا يعلم معنى التواتر ، مردود بأن مراد المصنف قدس سره ، من المتواتر هيهنا معنى لا لفظا كما سنحقق الكلام فيه بعيد ذلك إن شاء الله ، فكأن هذا الناصب الجاهل لا يعلم من التواتر إلا التواتر والله تعالى أعلم .

(هامش)

الشيخ محيي الدين ابن العربي في الفتوحات المكية وأسوة السالكين الشيخ عبد الوهاب الشعراني في اليواقيت فراجع . الاستدراكات مستدرك ما أوردناه من مدارك الأخبار المأثورة بطرق العامة في نزول الآيات المذكورة في المتن في شأن أمير المؤمنين علي عليه السلام مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 399) من مدارك الأخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فممن لم نذكر نقله الحاكم أبو عبد الله النيشابوري في كتاب معرفة علوم الحديث (ص 102 ط مصر سنة 1937) حيث قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، قال : ثنا أبو يحيى عبد الرحمان بن محمد بن سلام الرازي باصبهان ، قال : ثنا يحيى بن الضريس ، قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي قال : نزلت = (*)

ص 503

(هامش)

هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما وليكم الله ورسوله . الآية ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل ، قال يا سائل : أعطاك أحد شيئا ؟ فقال : لا إلا هذا الراكع لعلي - أعطاني خاتما ، ثم أفاد الحاكم أن الحديث نقله الرازيون عن الكوفيين . (ومنهم) الطبراني في الأوسط (كما في فلك النجاة) روى عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل الحديث . (ومنهم) صاحب ترجمان القرآن (ص 930 كما في فلك النجاة) (ومنهم) صاحب تفسير فتح البيان (ج 3 ص 80 كما في فلك النجاة) (ومنهم) الحقاني في تفسيره (ج 3 ص 30 كما في فلك النجاة) (ومنهم) ابن المغازلي في المناقب (كما في فلك النجاة) روى بخمسة أسانيد (ومنهم) الحمويني في (درر السمطين) (كما في فلك النجاة) (ومنهم) الحافظ أبو نعيم في نزول القرآن في أمير المؤمنين (كما في كفاية الخصام ص 178 ط طهران) روى بسنده عن ابن صالح عن ابن عباس نزول الآية في علي عليه السلام وروى أيضا بسنده عن زيد بن الحسن عن عمار بن ياسر نزول الآية في علي عليه إسلام وروى أيضا بسنده عن ضحاك عن ابن عباس في نزول الآية في علي وروى أيضا بسنده عن ابن عباس حديثا آخر في نزول الآية في علي وروى أيضا بسنده عن أبي زبير عن جابر بن عبد الله نزول الآية في علي وروى أيضا بسنده عن سلمة بن كهيل نزول الآية في علي عليه السلام وروى أيضا بسنده عن أبي رافع نزول الآية في علي عليه السلام (ومنهم) العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط في حدود المأة السابعة) حيث قال : (*) =

ص 504

(هامش)

أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفقيه ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني ، قال حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن وزين ، حدثنا المطر بن الحسن الأنصاري حدثنا السندي بن علي الوراق ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن جيش (جبيش خ ل) بن الربيع عن الأعمش عن عيار بن الربيع ، قال بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله ألا قال ذلك الرجل قال رسول الله فقال ابن عباس سألتك بالله من أنت ؟ قال فكشف العمامة عن وجهه فقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهاتين وإلا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول : على قائد البررة وقال الكفرة منصور من نصره ومخذول من خذله أما أني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام ، صليت الظهر فسأل سائل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد إني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا وعلي كان راكعا ، فأومئ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إن أخي موسى سألك وقال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هرون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما ، اللهم وأنا محمد نبيك وحبيبك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري ، وقال أبو ذر فوالله ما استتم رسول الله الكلمة حتى أنزل عليه جبرئيل من عند الله فقال يا محمد إقرأ ، قال : وما أقرء قال إقرأ : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . (*) =

ص 505

(هامش)

سمعت أبا منصور الحمشادي يقول : سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا الحسن علي بن الحسين يقول : سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد ابن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب . (ومنهم) العلامة رزين مؤلف كتاب الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة المائدة قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله الخ حيث قال : ومن صحيح النسائي عن ابن سلام قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : إن قومنا جارونا لما صدقنا رسول الله وأقسموا أن لا يكلمونا فأنزل الله تعالى إنما وليكم الله الخ ثم أذن بلال لصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون ، فمن بين ساجد وراكع إذ سائل يسأل وأعطاه علي خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما وليكم الله الخ . ومن مناقب ابن المغازلي الفقيه في تفسير قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله الخ قال : نزلت في علي عليه السلام . (ومنهم) العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 12 ص 20 ط البهية بمصر) قال هذه الآية نزلت في حق علي . وقال في (ص 26 ، الطبع المذكور) روى عطاء عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب . وروى أن عبد الله بن سلام قال : نزلت هذه الآية قلت يا رسول الله : أنا رأيت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه . وروى عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : صليت مع رسول الله إلى آخر ما تقدم عن تفسير الثعلبي . (*) =

ص 506

(هامش)

(ومنهم) العلامة ابن المغازلي في المناقب كما في كفاية الخصام (ص 176 ط طهران) روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس أن الآية نزلت في علي . وروى أيضا بسنده عن ابن عباس أنه مر على علي عليه السلام سائل ، فأعطاه خاتمه وهو في الركوع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الحمد الله الذي أنزل في شأني وشأن أهل بيتي إنما وليكم الله ، وقال : إن نقش تلك الخاتم سبحان من فخري بأني له عبد . وروى بسنده عن علي عليه السلام نزول الآية فيه وروى أيضا بسنده عن ابن عباس حديثا آخر . وروى بسنده عن علي بن عابس عن أبي جعفر نزول هذه الآية وقوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه في علي عليه السلام . (ومنهم) العلامة أخطب خوارزم موفق بن أحمد (كما في كفاية الخصام ص 176 ط طهران) وروى بسنده عن عيسى بن عبد الله بنت عمر بن علي بن أبي طالب نزول الآية في علي عليه السلام . وروى أيضا بسنده عن ابن عباس نزول الآية علي عليه السلام . (ومنهم) العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 2 ص 156 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر في نزولها في علي عليه السلام أنها نزلت في علي رضي الله عنه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه . (ومنهم) العلامة الگنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 160 ط الغري) أخبرنا الفقيه أبو زكريا يحيى بن علي بن أحمد بن محمد الحضرمي النحوي بجامع دمشق أخبرنا إسماعيل بن عثمان بن إسماعيل القارئ بشادياخ بنيسابور ، أخبرنا هبة الله بن = (*)

ص 507

(هامش)

عبد الواحد بن الأستاذ عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أخبرني جدي عبد الكريم إملاء أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الإصبهاني ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة حدثنا الخضر بن أبان الهاشمي ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا أنس بن مالك أن سائلا أتى المسجد وهو يقول : من يقرض الملي الوفي وعلي عليه السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل : أي إخلع الخاتم من يدي ، قال رسول الله : يا عمر وجبت ، قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما وجبت ؟ قال وجبت له الجنة ، والله ما خلعه من يده حتى خلعه الله من كل ذنب ومن كل خطيئة ، قال : فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل عليه السلام بقوله عز وجل : إنما وليكم الله الآية فأنشأ حسان بن ثابت الأشعار المتقدمة . وقال في (ص 123 ط الغري) أخبرنا المقري أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بالموصل عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني عن أبي محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل ، حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسن يحيى بن الموفق بالله ، حدثنا أبو محمد بن علي المؤدب المعروف بالمكفوف بقرائتي عليه ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن الأسود عن محمد بن أبي هريرة عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أقبل عبد الله به سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : إن منازلنا بعيدة ليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس وإن قومنا لما رأوا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ثم إن النبي خرج إلى المسجد والناس معه قائم وراكع وبصر بسائل فقال له النبي : هل أعطاك أحد شيئا ؟ قال نعم خاتما من ذهب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أعطاكه قال ذلك القائم وأومئ بيده إلى علي بن = (*)

ص 508

(هامش)

أبي طالب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم على أي حال أعطاك ؟ قال : أعطاني وهو راكع فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرء ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ذكره حافظ العراقين في مناقبه وتابعه الخوارزمي ورواه الحافظ محدث الشام بطريقين (أحدهما) عن أبي نعيم (والآخر) عن خاله أبي المعالي القاضي غير هذا اللفظ ومعناه سواء (ومنهم) العلامة النيشابوري في تفسيره (المطبوع بهامش تفسير الطبري ج 6 ص 146) روى عطاء عن ابن عباس أنه علي عليه السلام . روى أن عبد الله بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية ، قلت يا رسول الله أنا رأيت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه وروى عن أبي ذر أنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد إني سألت في مسجد الرسول إلى أن قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم إن أخي موسى سألك فقال رب اشرح لي صدري إلى قوله وأشركه في أمري ، فأنزلت قرانا ناطقا سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به أزري ، قال أبو ذر : فوالله ما أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال يا محمد : إقرأ إنما وليكم الله ورسوله الآية (ومنهم) محيي الدين الأعرابي في تفسيره (ص 294 ط الهند) تعرض لنزولها في حق علي عليه السلام (ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 102 ط مصر سنة 1356) (*) =

ص 509

(هامش)

قال الواحدي في قوله تعالى : إنما وليكم الله : أخرج الواقدي وأبو الفرج بن الجوزي عن عبد الله بن سلام قال : أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون ، فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل فأعطاه علي خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله فقرء علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وليكم الله الآية (ومنهم) العلامة المذكور في الرياض النضرة (ج 2 ص 206 ط محمد أمين الخانجي) قال : نزلت في علي ، أخرجه الواحدي وستأتي القصة وقال في (ج 2 ص 227 من الطبع المذكور) أخرج الواحدي عن عبد الله بن سلام قال : أذن بلال بصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسئل فأعطاه علي خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرء علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وليكم الله الآية . (ومنهم) العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 208 ط النجف) أورد خطبة الحسن وقال فيها : ووصفه الله بالايمان ، فقال إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، والمراد به أمير المؤمنين . (ومنهم) العلامة المذكور في التذكرة (ص 18 ط النجف) ذكر الثعلبي في تفسيره عن السدي وعتبة بن أبي الحكيم وغالب بن عبد الله ، قالوا : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام مر به سائل وهو في المسجد فأعطاه خاتمه وذكر القصة مسندة إلى أبي ذر الغفاري وزاد : وقال رسول الله : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري الآية ، إلى قوله : وأشركه في أمري فأنزلت عليه قرانا ناطقا سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما ، اللهم وأنا محمد صفيك ونبيك ، فشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي أشدد به أزري أو قال ظهري ، قال أبو ذر فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه = *(*)

ص 510

(هامش)

وسلم الكلمة حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله فقال يا محمد : إقرأ إنما وليكم الله الآية . وفي رواية أخرى خرج رسول الله وعلي قائم يصلي وفي المسجد سائل معه خاتم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أعطاك أحد شيئا ، فقال : نعم ذلك المصلي هذا الخاتم وهو راكع فكبر رسول الله فذكر نزول الآية ونقل أشعار حسان . (ومنهم) العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12) قد اشتهر في الغاية أن عليا عليه السلام أعطى السائل خاتمه في الركوع ونزلت لأجل ذلك قوله تعالى : إنما وليكم الله (ومنهم) العلامة السيوطي في (لباب النقول في أسباب النزول) (ص 90 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر ، قال : وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت الآية قال عبد الرزاق ، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله إنما وليكم الله الآية نزلت في علي وروى ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس مثله وأخرج أيضا عن علي مثله وأخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله (ومنهم) العلامة المذكور في الاكليل (ص 93 ط مصر) إن سبب نزولها أن عليا تصدق بخاتمه وهو راكع ، أخرجه الطبراني في الأوسط (ومنهم) العلامة الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7 ص 17 ط القاهرة 1353) = (*)

ص 511

(هامش)

روى الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك ، فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وليكم الله ، الآية (ومنهم) العلامة الهندي في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 38 ط القديم بمصر) خط في المتفق عن ابن عباس قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله فيه إنما وليكم الله ، الآية (ومنهم) العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، روى في كتاب (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الآية الشريفة نزلت في حق علي عليه السلام حين تصدق بخاتمه وهو عليه السلام في الصلاة ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له ورفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري إلى آخر الرواية وقال أيضا : رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره (ومنهم) العلامة الشوكاني في (فتح القدير) (ج 2 ص 50 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس قال : تصدق علي بخاتم وهو راكع فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله فيه إنما وليكم الله ورسوله وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب نحوه = (*)

ص 512

وأخرج ابن مردويه عن عمار نحوه أيضا وأخرج الطبراني في الأوسط بسنده عنه نحوه مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 415) من مدارك الأخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) فممن لم نذكر نقله العلامة ابن الصباغ في فصول المهمة (ص 24 ط النجف) حيث قال : وروى الإمام أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول عن أبي سعيد الخدري نزلت : يا أيها الرسول بلغ . الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب . (ومنهم) صاحب كتاب فتح البيان (ج 3 ص 89 كما في فلك النجاة) أخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر وابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الذين آمنوا بلغ ما أنزل إليك من ربك إن عليا مولى المؤمنين . (ومنهم) صاحب كتاب المظهري (ص 68 كما في فلك النجاة) ذكر بعين ما نقلناه عن فتح البيان . (ومنهم) النظام الأعرج في غرائب القرآن . (ومنهم) صاحب أرجح المطالب (ص 203 كما في فلك النجاة) روى عن ابن مسعود كنا نقرء إلى آخر ما تقدم . (ومنهم) العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط حيدري بطهران) روى في كشف الغمة عن ذر بن حبيش عن عبد الله قال . كنا نقرء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إن عليا مولى المؤمنين = (*)

ص 513

(هامش)

وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس (ومنهم) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 120 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وعن محمد الباقر رضي الله عنهما قالا : نزلت هذه الآية في علي . وأخرج الحمويني في فرائد السمطين عن أبي هريرة الحديث وأخرج المالكي في فصول المهمة عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية في علي في غدير خم ، هكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 502) من مدارك الأخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فممن لم نذكر نقله الحافظ أحمد في الفضائل (ص 73 مخطوط تظن كتابته في المأة السادسة) حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن مصعب هو القرقيساني قال : حدثنا الأوزاعي عن سداد أبي عمار ، قال : دخلت واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فقال . ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : بلى ، فقال : أتيت فاطمة أسألها عن علي عليه السلام ، فقالت : توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه أو قال كسا ، ثم تلا هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية . ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق . = (*)

ص 514

(هامش)

حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه عن أم سلمة حدثته قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قال الخادم : إن عليا وفاطمة عليهما السلام بالسدة ، قالت فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وهما صبيان صغيران ، قالت : فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره وقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى ، وقبل فاطمة وأغدف عليهم خميصه (ثوب أسود مربع) وقال : اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، قلت وأنا يا رسول الله قال وأنت . (ص 81 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال ، حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبد الملك بن عطاء بن أبي رياح قال : حدثني من سمع أم سلمة فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فاتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها حريرة ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك ، فقالت : فجاء علي وحسن وحسين عليهم السلام فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس . الآية قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء وزوى نحو السماء قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فأذهب عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول الله : قال إنك إلى خير ، قال عبد الملك وحدثني بها أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء حدثنا عبد الملك وحدثني داود بن أبي عوف أبو الحجاف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة بمثله سواء (ص 78 ، النسخة المذكورة) = (*)

ص 515

(هامش)

حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا علي بن زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله قال لفاطمة : ايتيني بزوجك وابنيك ، فجائت بهم وألقى عليهم كساءا فدكيا ، قالت : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد ، قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال إنك على خير . (115 ، النسخة المذكورة) حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال ، حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثني الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي ، قال حدثني شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع أنه حدثه ، قال : طلبت عليا في منزله ، فقالت فاطمة : ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فجائا جميعا فدخلا ودخلت معهما فأجلس عليا على يساره وفاطمة على يمينه والحسن بين يديه ثم أسبغ عليهم بثوبه قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهلي ، اللهم أهلي أحق ، قال واثلة : فقلت من ناحية البيت وأنا من أهلك يا رسول الله ، قال وأنت من أهلي ، قال واثلة فذلك أرجا ما أرجا من عملي (ص 161 ، النسخة المذكورة) حدثنا إبراهيم قال : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثني طريف بن عيسى وهو العنبري حدثني يوسف بن عبد الحميد بعد أن ذكر حديثا قال : فحدثنا ثوبان إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأهل بيته فذكر عليا وفاطمة وغيرهما فقلت يا نبي الله أن من أهل البيت أنا ؟ قال فسكت ، ثم قلت أمن أهل البيت أنا ، قال فسكت الخ (ص 164 ، النسخة المذكورة) حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمر الخنفي ، قال : حدثنا عمر بن يونس ، قال : حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري ، حدثنا يحيى بن أبي كثير ، حدثنا عبد الرحمان بن عمرو ، حدثني شداد بن عبد الله ، قال : = (*)

ص 516

سمعت واثلة بن الأسقع وقد جئ برأس الحسين بن علي عليه السلام قال : فلقيه رجل من أهل الشام فغضب واثلة وقال : والله لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة أبدا بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في منزل أم سلمة يقول فيهم ما قال ، قال واثلة رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله وهو في منزل أم سلمة وجاء الحسن فأجلسه على فخده اليمنى وجاء الحسين وأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي عليه السلام فجاء ، ثم أغدف عليهم كساءا خيبريا كأني انظر إليه ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (ص 223 ، النسخة المذكورة) . حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، قال : حدثنا أبو النصر هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا عبد الحميد يعني بهرام ، حدثني مسهر قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق عزوه وأذلوه لعنهم الله فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جائه فاطمة عنده ببرمة قد صنعت لهما فيه عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها أين ابن عمك ؟ قالت : هو في البيت ، قال اذهبي فادعيه وايتيني بابنيه ، قالت : فجاء يقود ابنيها كل واحد منهما بيده وعلي يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة على يساره ، وقالت أم سلمة وأخذ مني كساءا خيبريا كان بساطنا على المنامة في المدينة ، فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا وأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل وقال : اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قلت يا رسول الله : ألست من أهلك ؟ قال بلى قال فادخلي في الكساء قالت : فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وفاطمة عليهم السلام (ومنهم) الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري المتوفى سنة 356 ، قال في كتاب (التاريخ الكبير) (ج 1 من القسم الثاني ص 110 ط حيدر آباد = (*)

ص 517

الدكن) ما لفظه : وقال محمد أبو يحيى ، أخبرنا علي بن ثابت الدهان ، أخبرنا أسباط عن السدي عن بلال ابن مرداس ، عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قال النبي صلى الله عليه وسلم : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس . وقال عثمان : حدثنا جرير عن الأعمش عن حفص بن يزيد عن أم طارق وعن جرير عن الأعمش ، عن جعفر بن عبد الرحمان البجلي عن حكيم بن سعد ، عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ، (ج 1 من القسم الثاني ص 196 من التاريخ الكبير) (ومنهم) العلامة الطبراني في المعجم الصغير (ص 34 ط مطبعة الأنصاري بالهند) ثنا أحمد بن مجاهد الإصبهاني ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، ثنا زافر بن سليمان عن طعمة بن عمرو الجعفري عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن شهر بن حوشب ، قال : أتيت أم سلمة أعزيها على الحسين بن علي ، فقالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على منامة لنا ، فجائته فاطمة رضوان الله ورحمته عليها بشيئ وضعته ، فقال ادعي لي حسنا وحسينا وابن عمك عليا ، فلما اجتمعوا عنده قال : اللهم هؤلاء حامتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (ص 75 ، الطبع المذكور) ثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني بطرسوس ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله جل وعز : إنما يريد الله . الآية قال : نزلت في خمسة في رسول الله . صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم (ومنهم) الحاكم في المستدرك (ج 3 ص 108 ط حيدر آباد الدكن) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن سنان الفزاز ، ثنا عبد الله بن المجيد الحنفي وأخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي = (*)

ص 518

ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : : قال : معاوية لسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ، قال . فقال لا أسب ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب إن هؤلاء أهل بيتي الحديث (ومنهم) الذهبي في تلخيص المستدرك (ج 3 ص 108 بهامش المستدرك الطبع المذكور) أبو بكر الحنفي ، ثنا بكير بن مسمار ، سمعت عامر بن سعد يقول : الحديث (ومنهم) العلامة المذكور في المستدرك (ج 2 ص 416 ط حيدر آباد الدكن) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار ، ثنا شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها إنها قالت : في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ، قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة يا رسول الله : ما أنا من أهل البيت قال : إنك على خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق ، هذا حديث صحيح على شرط البخاري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، قال : سمعت الأوزاعي يقول : حدثني أبو عمار ، قال : حدثني واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : جئت أريد عليا رضي الله عنه فلم أجده ، فقالت فاطمة رضي الله عنها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلس فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ودخلت معهما ، قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبة وأنا شاهد فقال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي . هذا حديث صحيح على شرط مسلم . (ومنهم) العلامة البغوي الشافعي في مصابيح السنة (ج 2 ص 204 ط المطبعة الخيرية) من الصحاح عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود موشى منقوش ، فجاء الحسن بن علي فأدخله = (*)

ص 519

(هامش)

ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (ومنهم) العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 8 ص 85 ط البهية بمصر) روى أنه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود للمباهلة فجاء الحسن رضي الله عنه فأدخله ثم فاطمة ثم علي رضي الله عنه ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث (ومنهم) العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 29 ط جمعية المعارف بمصر) حدثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين كساءا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت أم سلمة : قلت وأنا منهم ؟ قال إنك إلى خير (ومنهم) العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 244 ط النجف) قال أحمد في الفضائل ، حدثنا محمد بن مصعبة ، حدثنا الأوزاعي عن شداد بن عمار عن واثلة بن الأسقع قال : أتيت فاطمة عليها السلام أسألها عن علي فقالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست أنتظره وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل ومعه علي والحسن والحسين قد أخذ بيد كل واحد منهم حتى دخل الحجرة ، فأجلس الحسن على فخذه اليمنى والحسين على فخذه اليسرى وأجلس عليا وفاطمة بين يديه ثم لف عليهم كساء أو ثوبه ثم قرء إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . الآية ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي حقا . وأورد في (ص 245 ، الطبع المذكور) إن الحسين عليه السلام قال لمروان نحن أهل بيت أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، (ومنهم) العلامة الگنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 117) = (*)

ص 520

(هامش)

روى بالسند المتقدم عن ابن عباس المبدو بالقاضي العلامة مفتي الشام في ذلك آية : ومن الناس من يشري نفسه ذكر عشرة مناقب منها قال : وأخذ رسول الله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . (ومنهم) العلامة المذكور في كفاية الطالب (ص 56) قال ما لفظه : وأخبرني مرجى بن أبي الحسن الواسطي بحماة قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الكتاني ، أخبرنا أبو القاسم بن بيان وأخبرنا أبو الحسن علي بن معالي ومحمد بن عمر ابن عسكر الرصافيان بها قالا : أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني وأخبرنا محمد ابن محمود ببغداد ومحمد بن يوسف بتكريت وأبو الفضال بن محمد بالموصل قالوا : أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب ، أخبرنا ابن بيان ، وأخبرنا عبد الله بن الحسين بن رواحة بحلب أخبرنا أبو طاهر السلفي الحافظ بالاسكندرية ، أخبرنا أبو القاسم بن الحسين الربعي قال الربعي وابن بيان ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن محمد حدثنا حسن بن عرفة ، حدثنا علي بن ثابت الجزري عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال رسول الله لعلي ثلاثا لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم وذكر باقي الحديث أنا اختصرته نقلناه هكذا من أصل الربعي . (ومنهم)) الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676 في تهذيب الأسماء واللغات (ص 247 ط المنيرية بمصر) أورد حديث التطهير بنحو ما تقدم . (ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 203 ط محمد أمين الخانجي بمصر) = (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج3)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب