شرح إحقاق الحق (ج3) |
ص 521
عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فذكر إن ابن عباس
شرع في ذكر عشر فضائل لعلي وقال فيما قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه
فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا . (ومنهم) شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748
في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 6 مطبعة السعادة بمصر) روى بطرق صحاح عن شهر بن حوشب عن
أم سلمة : أن النبي جلل عليا وحسنا وحسينا وفاطمة كساه ثم قال : اللهم هؤلاء أهل
بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وروى من وجهين آخرين عن أم سلمة الحديث
وروى عن عطية العوفي عن أبى سعيد أن هذه الآية نزلت فيهم (ومنهم) العلامة ابن عبد
ربه الأندلسي في عقد الفريد (ج 2 ص 194 ط العامرة بمصر) وجمع النبي صلى الله عليه
وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فألقى عليهم كسائه وضمهم إلى نفسه ثم تلا هذه
الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (ومنهم) العلامة الخوارزمي في مقتله (ج 1
ص ص 71 ط النجف) وأخبرني بهذا الحديث عاليا قاضي القضاة نجم الذين أبو منصور محمد
بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلى من همدان بروايته عن الإمام نور الهدى أبي
طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي بروايته عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد
المروزية بمكة حرسها الله بهذا الاسناد هذه السياقة قيل لها أخبركم الشيخ الإمام
أبو علي زاهر بن أحمد ، حدثنا معاذ بن يوسف الجرجاني حدثنا أحمد بن محمد بن غالب ،
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا نمير عن مجالد عن ابن عباس قال خرج أعرابي من بني
سليم يبتدئ في البرية فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه = (* )
ص 522
فسعى وراءه حتى اصطاده ثم جعله في كمه وأقبل يزدلف نحو النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فلما وقف بإزائه ناداه يا محمد يا محمد ، وكان من أخلاق رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إذا قيل له يا محمد قال يا محمد وإذا قيل له يا أحمد قال يا أحمد
وإذا قيل له يا أبا القاسم قال يا أبا القاسم وإذا قيل له يا رسول الله قال لبيك
وسعديك ويتهلل وجهه ، فلما أن ناداه الأعرابي يا محمد يا محمد قال النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يا محمد يا محمد ، فقال له : أنت الساحر الكذاب الذي ما أظلت
الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أكذب منك أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء
إلها بعث بك إلى الأسود والأبيض ، فواللات والعزى لولا أني أخاف أن يسميني قومي
العجول لضربتك بسيفي هذا ضربة أقتلك فيها فأسود بك الأولين والآخرين فوثب إليه عمر
بن الخطاب ليبطش به ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم إجلس أبا حفص فقد كاد
الحليم أن يكون نبيا ، ثم التفت النبي إلى الأعرابي فقال له يا أخا بني سليم :
أهكذا تفعل العرب يتهجمون علينا في مجالسنا ويجاهروننا بالكلام الغليظ يا أعرابي
والذي بعثني بالحق نبينا إن أهل بالسماء السابعة ليسمونني أحمد الصادق ، يا أعرابي
أسلم تسلم من النار ويكون لك ما لنا وعليك ما عينا وتكون أخانا في الإسلام قال :
فغضب الأعرابي وقال : واللات والعزى لا أؤمن بك يا محمد أو يؤمن هذا الضب ورمى
بالضب عن كمه ، فلما وقع الضب ولى هاربا فناداه النبي صلى الله عليه وآله أيها الضب
أقبل إلي ، فأقبل الضب ينظر إلى النبي فقال له النبي صلى الله عليه وآله أيها الضب
من أنا ، فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير متلكئ ويقول : أنت محمد بن عبد الله ابن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فقال له النبي : من تعبد فقال : أعبد الله عز وجل
الذي فلق الحبة وبرأ النسمة واتخذ إبراهيم خليلا واصطفاك يا محمد حبيبا ، ثم أطبق
على فم الضب فلم يحر جوابا ، فلما نظر الأعرابي إلى ذلك قال : واعجبا ضب اصطدته من
البرية ثم أتيت به في كمي لا يفقه ولا ينقه ولا يعقل يكلم محمدا بهذا الكلام ويشهد
له بهذه الشهادة لا أطلب أثرا بعد عين مد يمينك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا = (*)
ص 523
عبده ورسوله فأسلم وحسن إسلامه ثم أنشأ شعرا في ذلك وقال : (شعر) ألا يا رسول الله
إنك صادق * فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما * عبدنا كمثال
الحمير الطواغيا فيا خير مدعو ويا خير مرسل * إلى إنسها والجن لبيك داعيا أتيت
ببرهان من الله واضح * فأصبحت فينا صادق القول زاكيا فبوركت في الأحوال حيا وميتا *
وبوركت مولودا وبوركت ناشيا ونحن أناس من سليم وإننا * أتيناك نرجو أن ننال
العواليا قال : فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه وقال : علموا
الأعرابي سورا من القرآن فلما علم الأعرابي شيئا من القرآن قال له النبي صلى الله
عليه وآله وسلم هل لك شيئ من المال ؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيا إن بني سليم
أربعة آلاف رجل ما فيهم أفقر مني ولا أقل مالا ، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله
سلم إلى أصحابه وقال لهم : من يحمل الأعرابي على ناقة وأنا أضمن له عليه الله ناقة
من نقوق الجنة ، فوثب عبد الرحمان بن عوف فقال : فداك بأبي وأمي عندي ناقة حمراء
عشراء ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا أصف لك الناقة التي تعطاها بدلا من
ناقة الأعرابي ، قال بلى فداك أبي وأمي فقال : يا عبد الرحمان ناقة من ذهب أحمر ،
قواهما من العنبر ووبرها من الزعفران وعيناها من ياقوت أحمر وعنقها من زبرجد أخصر
وسنامها من كافور أشهب ودفتها من الدر ، وخطامها من اللؤلؤ الرطب ، عليها قبة من
درة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تدير بك في الجنة ، ثم التفت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه فقال : من يتوج الأعرابي وأنا أضمن له
على تاج التقى ؟ فوثب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : فداك أبي وأمي وما
تاج التقى فذكر صفته ، فنزع علي عليه السلام عمامته فعمم بها الأعرابي ثم التفت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : من يزود الأعرابي وأنا أضمن له على الله =
(*)
ص 524
زاد التقى ؟ فوثب إليه سلمان وقال : فداك أبي وأمي وما زاد التقوى ، فقال : يا
سلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم ألقك أبدا ،
قال فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله صلوات الله عليه فلم يجد
عندهن شيئا ، فلما ولى راكعا نظر إلى حجرة فاطمة فقال : إن يكن خير فمن منزل فاطمة
فقرع الباب فأجابته من وراء الباب من بالباب فقال : أنا سلمان الفارسي فقالت : وما
تريد ، فشرح لها قصة الأعرابي والضب وما ضمنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لزاده
فقالت يا سلمان : والذي بعث بالحق محمدا نبيا أن لنا ثلاثا ما طعمنا وإن الحسن
والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ولكن يا سلمان
لا أرد الخير يأتي خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل له : تقول فاطمة
بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك
إن شاء الله تعالى ، فأخذ سلمان الدرع وأتى به إلى شمعون اليهودي فأخذ شمعون الدرع
وجعل يقبله في شفه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول : يا سلمان هذا هو الزهد في
الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران ف في التوراة ، فأنا أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا عبده فأسلم وحسن إسلامه ودفع لسلمان صاع من تمر وصاعا من شعير
فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها واختبزته وأتت به إلى سلمان وقالت له : خذه
وامض به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال سلمان يا فاطمة خذي منه قرصا
تعللين به الحسن والحسين ، قالت يا سلمان هذا شيئ أمضيناه لله عز وجل فلسنا نأخذ
منه شيئا ، فأخذه سلمان وأتى النبي فلما نظره صلى الله عليه وآله وسلم قال يا سلمان
من أين لك هذا ؟ قال من منزل ابنتك فاطمة ، قال وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لم يطعم طعاما منذ ثلاث ، فقام حتى أتى حجرة فاطمة فقرع الباب فكان إذا قرع الباب
لا يفتح له إلا فاطمة ، فلما فتحت له نظرت إلى صفرة وجهها وتغير حدقتيها ، فقال يا
بنية ما الذي أراه من صفرة وجهك وتغير حدقتيك : قال يا أبة : إن لنا ثلاثا ما طعمنا
= (*)
ص 525
وإن الحسن والحسين اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ، قال
فنبههما النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجلس واحدا على فخذه الأيمن وواحدا على
فخذه الأيسر وأجلس فاطمة بين يديه واعتنقهم ، فدخل علي بن أبي طالب فاعتنق النبي من
ورائه ، ثم رفع النبي طرفه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي ،
اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ثم وثبت فاطمة إلى مخدعها فصفت قدميها وصلت
ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي : هذا نبيك محمد وهذا علي
ابن عم نبيك وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك ، إلهي فأنزل علينا مائدة كما أنزلتها
على بني إسرائيل أكلوا منها وكفروا بها ، اللهم فأنزلها فإنا بها مؤمنون ، قال ابن
عباس : فوالله ما استتم الدعوة إلا وهي ترى جفنة من ورائها يفوح قتارها وإذا قتارها
أذكى من المسك الاذفر ، فاحتضنتها وأتت بها إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم وعلي
والحسن ، فلما نظرها علي قال : يا فاطمة أنى لك هذا ولم يكن يعهد عندها شيئا ، فقال
: كل يا أبا الحسن ولا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثله مثل مريم
، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ، قال يا مريم : أنى لك هذا قالت :
هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، قال فأكل النبي وعلي وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام وخرج النبي وتزود الأعرابي فاستوى على راحلته وأتى بني
سليم وهم يومئذ أربعة آلاف رجل ، فلما حل في وسطهم ناداهم بأعلى صوته : قولوا لا
إله إلا الله محمد رسول الله ، فلما سمعوا هذه المقالة أسرعوا إلى سيوفهم فجردوها
وقالوا صبوت إلى دين محمد الساحر الكذاب ، فقال لهم : والله يا بني سليم ما هو
بساحر وكذاب ، إن إله محمد خير إله وإن محمد خير نبي ، أتيته جائعا فأطعمني وعاريا
فكساني وراجلا فحملني ، ثم شرح لهم قصة الضب وما قاله ، وقال لم : يا معشر بني سليم
أسلموا تسلموا من النار ، فأسلم ذلك اليوم أربعة آلاف وهم أصحاب الرايات الخصر حول
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم = (*)
ص 526
(ومنهم) الشيخ محمد الكازروني في كتاب (السيرة المحمدية) روى أنه خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن ابن علي فأدخله ، ثم
جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية وغن عمر بن أبي سلمة لما نزلت : إنما يريد
الله الآية وذلك في بيت أم سلمة دعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره
، ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (ومنهم) العلامة
النيشابوري في تفسيره (ج 3 ص 206 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) وروى عن
عائشة أنه صلى الله عليه وسلم لما خرج في المرط الأسود جاء الحسن فأدخله ، ثم جاء
الحسين فأدخله ، ثم فاطمة ثم علي عليه السلام ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس ويطهركم تطهيرا وهذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير . (ومنهم)
الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي في (مشكل الآثار) (ج 1 ص 332 ط حيدر آباد
الدكن) حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، حدثنا
بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام ، وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي
. حدثنا فهد ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن جعفر
عن عبد الرحمان البجلي عن حكيم بن سعيد عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في رسول
الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا حدثنا
أبو أمية خالد بن مخلد القطواني ، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، أخبرني ابن هاشم =
(*)
ابن عتبة عن عبد الله بن وهب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة
والحسن والحسين ثم أدخلهم تحت ثوبه وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي . حدثنا مخول بن
إبراهيم بن راشد الحناط ، حدثنا عبد الجبار ، ثنا عباس الشيباني حدثنا عمار بن
معاوية الدهني عن عمرة عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، يعني في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول
الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وما قال إنك من أهل البيت .
وحدثنا الحسن أيضا ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، حدثنا جعفر الأحمر عن الأجلح
عن شهر بن حوشب عن أم سلمة وعبد الملك عن عطاء عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة بطعام
لها إلى أبيها وهو على منازله ، فقال : أي بنية ايتيني بأولادي وأنت وابن عمك قالت
: ثم جللهم أو قالت حوى عليهم الكساء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت أم سلمة : يا رسول الله وأنا معهم ؟ قالت : أنت من
أزواج النبي وأنت على خير أو إلى خير حدثنا أبو أمية حدثنا بكر بن يحيى بن زبان ،
حدثنا مندل عن أبي الجحاف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى الله
عليه وسلم في بيتي فجائته فاطمة بحريرة فقال : أدني لي بعلك وابنيك فدعته وابنيها
فجاء بكساء فحفهم به ثم أخد طرفه بيده ثم رفع يديه فقال : اللهم هؤلاء ذريتي وأهل
بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا ، قالت فرفعت الكساء وادخلت رأسي فيه فقلت
وأنا يا رسول الله ؟ قال : إنك على خير حدثنا فهد ، حدثنا أبو غسان حدثنا فضيل بن
مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة ، قالت : نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فقلت يا رسول الله ألست من أهل
البيت ! قال أنت خير = (*)
إنك من أزواج النبي وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين . حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا
روح بن أسلم ، حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة نحوه .
حدثنا سليمان الكيساني ، حدثنا عبد الرحمان بن زياد وحدثنا الربيع المرادي حدثنا
أسد بن موسى ، قال : حدثنا عبد الحميد بن بهرام ، حدثنا شهر بن حوشب عن سلمة حين
جاء نعي الحسين بن علي قالت : قتلوه قتلهم الله وغروه أذلهم الله ، فإني رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم وجائته فاطمة غدية ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها في
طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها : ابن ابن عمك ؟ قالت : هو في البيت قال :
إذهبي فادعيه وايتيني بابنيك ، قالت : فجائت تقود ابنيها كل واحد منهما وعلي في
أثرهم يمشي حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي
على يمينه وجلست فاطمة على يساره ، قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحت كساء حبرا كان
بساطا لنا بالمدينة فأخذ بشماله طرف الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل فقال
اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثلاث مرات ، قالت : قلت يا رسول الله : ألست
من أهلك ؟ قال : بلى ، قال : فأدخل في الكساء قالت : فدخلت بعد ما قضت دعائه لابن
عمه علي وابنيه وابنته فاطمة رضي الله عنهم . حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان
الواسطي وأبو إسحاق محمد بن أبان الواسطي حدثنا محمد بن سليمان الإصبهاني عن يحيى
بن عبيد المكي عن عطاء بن أبي رياح عن عمر بن أبي سلمة قال نزلت هذه الآية على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة فذكر بنحو ما تقدم في رواية شهر بن
حوشب حدثنا فهد ، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، حدثنا ابن لهيعة عن أبي صخر عن أبي
معاوية البجلي عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت أم سلمة فسلمت عليها ، فقالت : من أنت
؟ فقلت = (* )
ص 529
عمرة الهمدانية ، فقالت عمرة يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين
أظهرنا فمحب ومبغض تريد علي بن أبي طالب ، قالت أم سلمة : أتحبينه أم تبغضينه ؟
قالت : ما أحبه ولا أبغضه إلى أن قال : فأنزل الله هذه الآية إنما يريد الله إلى
آخرها وما في البيت إلا جبرئيل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن
والحسين عليهم السلام ، فقلت يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟ فقال : إن لك عند
الله خيرا فوددت أنه قال نعم ، فكان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب حدثنا محمد
بن الحجاج الحضرمي وسليمان الكيساني قالا : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي ، أخبرني
أبو عمار ، حدثني واثلة قال : أتيت عليا فلم أجده ، فقالت فاطمة : انطلق إلى رسول
الله يدعوه ، قال : فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا ودخلت معهما فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذه وأدنى
فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وأنا يومئذ ثم ، قال : إنما يريد الله ليذهب
عنكم الآية ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي إنهم أهل حق ، فقلت يا رسول الله وأنا
من أهلك ، فقال وأنت من أهلي قال واثلة فإنها من أرجى ما أرجو . حدثنا ابن مرزوق ،
ثنا أبو عاصم النبيل عن عبادة قال أبو جعفر وهو ابن مسلم الفزاري من أهل الكوفة ، :
قد روى عنه أبو نعيم ، حدثني أبو داود ، قال أبو جعفر وهو نفيع بن الحارث الهمداني
الأعمى من أهل الكوفة أيضا : حدثني أبو الحمراء قال صحبت رسول الله صلى الله عليه
وسلم تسعة أشهر كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال : السلام عليكم يا أهل البيت إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية . (ومنهم) العلامة المحدث أبو عبد الله محمد بن
عمران المرزباني بسنده إلى أبي الحمراء قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحوا من تسعة أشهر أو عشرة فرأيته عند كل فجر لا يخرج من بيته حتى يأخذ بعضادتي باب
علي ثم يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين :
وعليك السلام يا نبي الله = (*)
ورحمة الله وبركاته ثم يقول : الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس .
الآية ثم ينصرف إلى مصلاه ، ونقلنا عن كتاب المرزباني بواسطة كتاب المناقب للعلامة
الشيخ محمد بن علي بن حيدر بن الحسن المقري الكاشي والنسخة مخطوطة وهو من نفائس كتب
الفضائل . (ومنهم) على ما في كتاب المقري الكاشي صاحب كتاب شرف النبي أورد فيه مثل
ما نقلنا عن المرزباني مع زيادة جمل قد مرت مرارا . (ومنهم) العلامة الهيثمي في
مجمع الزوائد (ج 7 ص 91 ط القاهرة 1353) روى الطبراني عن أبي سعيد قال : نزلت هذه
الآية إنما يريد الله ليذهب الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي
الله عنهم . (ومنهم) العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواندمير في حبيب السير
(ج 2 ص 11 ط الحيدري بطهران) روى عن أم سلمة بعين الرواية المتقدمة عنها . (ومنهم)
القاضي بهجت أفندي في تاريخ آل محمد (ص 42 ، الطبع الرابع) قال : اتفق الأمة على
نزول آية التطهير في حق الخمسة آل العباء . (ومنهم) العلامة السيد صديق حسن خان في
حسن الأسوة (ص 293 ط الجوائب بقسطنطنية) أخرج الترمذي عن أم سلمة قال : لما نزلت
هذه الآية وأنا جالسة على باب بيت النبي وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين رضي
الله عنهم فجللهم بكساء وقال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ، فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ فقال : إنك إلى خير أنت من أزواج
النبي . وأخرج الترمذي عن أنس قال . كان رسول الله حين نزلت : إنما يريد الله يمر
بباب فاطمة إلى آخر ما تقدم عنه . = (*)
أخرج مسلم عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرجل أسود
فجاء الحسن إلى آخر ما تقدم عنه . وأخرج مسلم عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال :
قال رسول الله : ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله هو حبل الله الذي من
اتبعه كان على هدى ومن تركه كان على الضلالة ، وعترتي أهل بيتي ، فقلنا من أهل بيته
نسائه ؟ قال أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى
أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده مستدرك ما أوردناه (ج
3 ص 1) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (قل لا أسئلكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى) فممن لم نذكر نقله العلامة الخوارزمي في المقتل (ص 57 ط
النجف) أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الصيرفي
، أخبرنا سليمان بن أحمد أخبرنا محمد بن عبد الله أخبرنا جرير بن الحسين أخبرنا
أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ،
قالوا يا رسول الله : من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال صلى الله عليه
وسلم : علي وفاطمة وابناهما . (ومنهم) العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص
138 ط مصر سنة 1356) عن زيد بن الحسين قال : خطب الحسن الناس حين قتل علي بن أبي
طالب وفيها : وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال الله
تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها
حسنا . = (*)
مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 88) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فممن لم نذكر نقله العلامة السيوطي في تفسير الدر
المنثور (ج 4 ص 45 ط مصر) حيث قال : أخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في
المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال : لما نزلت إنما أنت منذر ولكل قوم
هاد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده
إلى منكب علي رضي الله عنه فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي .
أخرج ابن مردويه عن أبي برده الأسلمي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : إنما أنت منذر ووضع يده على صدره نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول :
لكل قوم هاد . وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في
الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المنذر والهادي علي بن أبي طالب رضي الله
عنه . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط
والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله
تعالى : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت
المنذر وأنا الهادي وفي لفظ الهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه = (*)
مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 104) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى
(قفوهم إنهم مسئولون) فممن لم نذكر نقله العلامة الگنجي في كفاية الطالب (ص 120 ط
الغري) روى ابن جرير وتابعه الحافظ أبو العلاء الهمداني ، وذلك ذكره الخوارزمي أبي
إسحاق ورفعه ابن جرير وحده إلى ابن عباس في قوله تعالى : قفوهم إنهم مسئولون يعني
عن ولاية علي عليه السلام . المستدرك لما ذكره المصنف (قده) من الآيات النازلة في
شأن أمير المؤمنين علي وأهل البيت عليهم السلام ثم اعلم إن المصنف الهمام العلامة
(قده) لرعاية الاختصار لم يذكر من الآيات الشريفة النازلة في شأن مولانا أمير
المؤمنين وأهل بيته الطاهرين إلا النزر القليل ، ونحن نورد هنا ما وقفنا عليه من
الآيات التي لم يذكرها (قده) وقد أوردها المخالفون في مطاوي كتبهم ولعل الباحث
المنقب في زبرهم ومسفوراتهم يجد أضعاف ما أوردناه . هذا بالنسبة إليهم ، وأما
أصحابنا شيعة آل الرسول فلا تسأل عن عدد ما أوردوه ونقلوه من الآيات الشريفة
النازلة في شأنهم عليهم السلام فإنها من حيث الكثرة بمثابة يعد = (*)
استقصائها عسيرا ، ومن رام التطلع عليها والإحاطة بها فعليه بالمأت والألوف من
كتبهم أفبعد ذلك يبقى ريب لمرتاب في شأنهم وجلالتهم كلا ورب الراقصات ، وكيف ذلك
بعد كثرة النقل من الفريقين وصحة الطرق ووضوح الدلالة والتواتر المعنوي . فمن شك
بعده لا أظن أن يحصل له جزم بشيئ من المآرب والمطالب والاذعان بحصول تواتر خبر في
العالم وأستميحك أيها الأخ المنصف أن تنبذ الأهوية والتقاليد وتأخذ بما هو الحق
حيثما كان ولا أظن ترتاب في فضلهم ونبلهم وأنهم قرناء التنزيل ومحاة الأضاليل
والسادة البهاليل الذين ارتضعوا من ثدي النبوة وتغذوا بلبان الولاية كانوا مع الحق
أينما يدور وهو معهم أينما داروا إلى متى وحتى متى هذه العصبية والنار الموقدة التي
تطلع على الأفئدة . وأرجو من فضل ربي الكريم المفضال أن يشفي تلك القلوب العليلة
السقيمة مما فيها وأن ينبهها ويبصرها ويوقظ القوم من السنة والغفلة حتى يروا
الحقيقة الراهنة ويتمسكوا بذيل العترة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،
وها نحن نذكر تلك الآيات الكريمة ومن نص على نزولها في حقهم عليهم السلام من مشاهير
السنة وأعلامهم الذين يعتمدون عليهم ويستندون إليهم فنقول : إن ما وقفنا عليه من
الآيات التي روى المخالفون نزولها في شأن أمير المؤمنين علي وسائر أهل البيت عليهم
السلام ولم يتعرض لها المصنف أربع وتسعون آية . (1) قوله تعالى (اهدنا الصراط
المستقيم) (الحمد . الآية 6) فممن ذكره : العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في كفاية
الخصام ص 345 ط طهران) روى عن مسلم بن حيان عن أبي بريدة في تفسير قوله تعالى :
اهدنا الصراط المستقيم : ، أي صراط محمد وآل محمد (ومنهم) وكيع بن جراح في تفسيره
(كما في كفاية الخصام) عن السدي عن = (*)
مجاهد عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : اهدنا الصراط المستقيم أي إلى حب محمد
وأهل بيته . (2) قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى
شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون (البقرة . الآية 14) فممن ذكره الثعلبي
في تفسيره (كما في البحار ج 9 ص 66 ط كمپاني) قال روى أبو صالح عن ابن عباس أن عبد
الله بن أبي وأصحابه تملقوا مع علي في الكلام ، فقال علي عليه السلام : يا عبد الله
اتق ولا تنافق ، إن المنافق شر خلق الله ، فقال مهلا يا أبا الحسن والله إن إيماننا
كإيمانكم ثم تفرقوا ، فقال عبد الله كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه فنزل (وإذا
لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) (ومنهم) الهذيل في تفسيره (كما في البحار ج 9 ص 66 ط
كمپاني) روى عن محمد الحنفية في خبر طويل قالوا : إنما نحن مستهزؤون بعلي بن أبي
طالب أصحابه ، فقال الله تعالى : الله يستهزئ بهم يعني يجازيهم بالآخرة جزاء
استهزائهم بأمير المؤمنين (ومنهم) المجاهد في تفسيره (كما في البحار ج 9 ص 66 ط
كمپاني) روى مثله . (ومنهم) الگنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 121 ط الغري) روى
الخوارزمي في كتابه عن أبي صالح عن ابن عباس بمثل تقدم عن الثعلبي (3) قوله تعالى
(بشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) (البقرة
الآية 25) فممن ذكره الجبري من أعيان علماء العامة عن ابن عباس قال فيما نزل من
القرآن في خاصة رسول الله وعلى وأهل بيته دون الناس من سورة البقرة وبشر الذين
آمنوا الآية ، = (*)
ص 536
نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب (كما في غاية المرام ص 442
ط طهران) (ومنهم) الحسين بن حكم عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن حنان بن علي العنزي
عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله (4) قوله تعالى (استعينوا بالصبر والصلاة
وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين) (البقرة . الآية 45) فممن ذكره الحسين بن الحكم
(على ما في البحار ج 9 ص 67) عن الحسن بن الحسين عن حنان بن علي عن الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة وأنها لكبيرة إلا على
الخاشعين ، الذليل الخاشع في صلاته المقبل عليها رسول الله وعلي بن أبي طالب (5)
قوله تعالى (ادخلوا في السلم كافة) (البقرة الآية 208) فممن ذكره جعفر الفزاري (كما
في البحار ج 9 ص 67 ط كمپاني) عن أحمد بن الحسين والحسن بن سعيد وجعفر بن محمد
جميعا عن ابن مروان عن عامر عن رياح بن أبي رياح عن شريك في قوله تعالى : (يا أيها
لذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قال في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام
(ومنهم) الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 111 ط اسلامبول) أخرج أبو نعيم
الحافظ بسنده عن جعفر الصادق رضي الله عنه في هذه الآية قال ، النعيم (السلم ظ)
ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وأخرج في المناقب عن مسعدة بن
صدقة عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن الحسين عن أمير المؤمنين علي عليه السلام
قال : ألا العلم الذي هبط به آدم عليه السلام وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم
النبيين في عترة خاتم النبيين فأين يتاه بكم وأين تذهبون ، وإنهم فيكم كأصحاب الكهف
ومثلهم باب حطة وهم باب السلم في قوله تعالى : يا أيها = (*)
الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان . (6) قوله تعالى :
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض (البقرة الآية 253) فممن ذكره ابن أبي الحديد في
شرح النهج ، قال نصر وحدثنا محمد بن يعلى عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى علي
عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم بالدعوة واحدة
والرسول واحد والصلاة واحدة والحج واحد ، فماذا نسميهم ؟ فقال : سمهم بما سماهم
الله في كتابه ، قال ما كل ما في الكتاب أعلمه ، قال : أما سمعت الله تعالى قال :
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله إلى قوله : ولو شاء الله ما اقتتل
الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ،
فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنبي وبالحق ، فنحن الذين آمنوا
وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم فقتالهم بمشية الله وإرادته (كما في غاية المرام
ص 430 ط طهران) (7) قوله تعالى : (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين) (آل عمران . الآية 33) فممن ذكره الثعلبي في تفسيره (كما في غاية
المرام ص 318 ط طهران) قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي ، قال : حدثنا
أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن
صالح السبيعي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أحمد بن ميثم بن
نعيم قال : حدثنا أبو عبادة السلولي عن الأعمش عن أبي واثل قال : قرأت في مصحف عبد
الله بن مسعود : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين . (8)
قوله تعالى (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) (آل عمران . الآية 37) فممن ذكره
البيضاوي في تفسيره (ج 2 ص 17 ط مصطفى محمد بمصر) روى : أن فاطمة رضي الله تعالى
عنها أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفين وبضعة = (*)
ص 538
لحم فرجع بها إليها ، فقال هلمي يا بنية ، فكشفت عن الطبق فإذا هو مملو خبزا ولحما
فقال لها : أنى لك هذا ؟ فقالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ،
فقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ، ثم جمع عليا والحسن
والحسين وجمع أهل بيته عليه حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو فأوسعت على جيرانها .
(ومنهم) العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 2 ص 20 ط مصر) . وقد أخرج أبو يعلى عن
جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ،
فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال : يا بينة هل
عندك شيئ آكله فإني جائع ، فقالت : لا والله ، فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة
لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت : والله لأوثرن بهذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة
طعام ، بعثت حسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها ، فقالت له : بأبي
أنت وأمي قد أتى الله تعالى بشيئ قد خبأته لك ، قال : هلمي يا بنية بالجفنة ، فكشفت
عن الجفنة فإذا هي مملؤة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله
تعالى فحمدت الله تعالى وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : من أين لك هذا
يا بنية ؟ قالت يا أبتا (يا أبة) هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ،
فحمد الله سبحانه ثم قال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ،
فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى رزقا فسئلت عنه قالت : هو من عند الله إن الله
يرزق من يشاء بغير حساب . (ومنهم) الآلوسي في تفسير روح المعاني (ج 3 ص 124 ط
المنيرية بمصر) . وقد أخرج أبو يعلى عن جابر بعين ما تقدم عن الدر المنثور وزاد ثم
جمع عليا والحسن والحسين وأهل بيته حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو فأوسعت فاطمة رضي
الله عنها على جيرانها . = (*)
(9) قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (آل عمران . الآية 103) .
فممن ذكره العلامة الثعلبي (كما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 150 ط تبريز) قال في
تفسير قوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، قال : وأخبرني عبد الله
بن محمد بن عبد الله ، حدثنا عثمان بن الحسن ، حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد ، حدثنا
حسن بن حسين ، حدثنا يحيى بن علي الربعي أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهما
السلام قال : نحن حبل الله الذي قال الله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا
تفرقوا . (ومنهم) العلامة الهيتمي في الصواعق المحرقة (149 ط المحمدية بمصر) . أخرج
الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال : نحن حبل الله الذي قال
الله فيه : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (ومنهم) العلامة السيد أبو بكر
العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 15 ط الاعلامية بمصر) أخرج الثعالبي في تفسير هذه
الآية عن جعفر بن محمد رحمه الله أنه قال : نحن حبل الله الذي قال : واعتصموا بحبل
الله جمعيا ولا تفرقوا ، ولإمامنا الشافعي رضي الله عنه . شعر : ولما رأيت الناس قد
ذهب بهم * مذاهبهم في ابحر الغي والجهل ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل
بى المصطفى خاتم الرسل وأمسكت حبل الله وهو ولاءهم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
(ومنهم) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص 119 = (*)
ط اسلامبول) أخرج الثعلبي بسنده عن أبان بن تغلب عن جعفر الصادق رضي الله عنه قال :
نحن حبل الله الذي قال الله عز وجل : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأخرج
صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنا عند النبي
صلى الله عليه وسلم ذا جاء أعرابي فقال : يا رسول الله سمعتك تقول : واعتصموا بحبل
الله ، فما حبل الله الذي نعتصم به ؟ فضرب النبي صلى الله عليه وسلم يده في يد علي
وقال : تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين . (ومنهم) العلامة الآلوسي في تفسيره (روح
المعاني ج 4 ص 17 ط مصر) قال ما لفظه : وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله عز وجل ممدود ما بين
السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . (10) قوله
تعالى : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله
شيئا وسيجزي الله شاكرين (آل عمران . الآية 144) فممن ذكر إبراهيم بن محمد الحمويني
، قال : أخبرني الشيخ أبو علي بن أبي بكر ابن الحلال إذنا بدمشق ، أخبرتنا الشيخة
الأصلية أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي ابن الخضر سماعا ، أنبأ الشيخان أبو
الخير محمد بن أحمد بن عمر الباغباني ومسعود بن الحسن القاسم الثقفي إجازة قالا ،
أنبأ أبو عمر وعبد الوهاب بن الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده
الحافظ ، قال : أنبأ خيثمة بن سلمان ، قال : نبأ أحمد بن حازم الغفاري ، قال : نبأ
عمر بن حماد ، نبأ أسباط بن نصر ، قال نبأ سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس : إن
عليا صلوات الله عليه كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز
وجل يقول : الآية لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت وإني لأخوه ووليه وابن عمه
ووارثه ومن أحق مني ؟ = (*)
(ومنهم) ابن شهرآشوب أورده من طريق العامة بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في
قوله تعالى أفإن مات الآية . يعني بالشاكرين علي بن أبي طالب عليه السلام ،
والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه (كما في غاية المرام ص 406 ط طهران) (11)
قوله تعالى : الذين استجابوا لله والرسول بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم
واتقوا أجر عظيم (آل عمران . الآية 172) فممن ذكره الفلكي المفسر عن الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس وعن أبي رافع ، نزلت في علي عليه السلام ، وذلك أنه عليه السلام
نادى يوم الثاني من أحد في المسلمين فأجابوه وتقدم علي عليه السلام براية المهاجرين
في سبعين رجلا حتى انتهى إلى حمراء الأسد ليرهب العدو وهي سوق على ثلاثة أميال من
المدينة ، ثم رجع إلى المدينة وخرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحا ، فلقي معبد
الخزاعي فقال : وما ورائك فأنشده كانت تهد من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد
الأبابيل تردى بأسد كرام لا تناهله * عند اللقاء ولا خرق معاذيل فقال أبو سفيان
لركب من عبد قيس : أبلغوا محمدا أني قتلت صناديدكم واردت الرجعة لاستيصالكم ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : حسبنا الله ونعم الوكيل ورجع إلى المدينة يوم الجمعة .
(ومنهم) ابن شهرآشوب مع التزامه الرواية عن العامة ، قال روى عن أبي رافع بطرق
كثيرة : أنه لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحا ، قالوا : لا الكواعب أردفتم
ولا محمدا قتلتم ، ارجعوا ، فبلغوا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث في
آثارهم عليا عليه السلام في نفر من الخزرج فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلا نزله
علي ، فأنزل الله الآية . وفي خبر أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل في
جراحه ودعا له ، وبعثه خلف = (*)
ص 542
المشركين ونزلت فيه الآية . (كما في غاية المرام ص 407 ط طهران) (12) قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (آل عمران .
الآية 200) فممن ذكره السيد الفاضل الحسن بن مساعد في كتابه قال من طريق المخالفين
إن الآية نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وحمزة (كما في غاية المرام ص
408 ط طهران) (13) قوله تعالى (ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله
عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) (النساء ، 69) فممن ذكره أبو بكر
بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في أربعين الكاشي) نقل عن عبد الله بن
عباس في قوله تعالى : ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، قال من النبيين يعني محمدا صلى الله عليه
وسلم والصديقين يعني عليا ، والشهداء يعني عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين ،
والصالحين يعني سلمان وأبا ذر وصهيبا وبلالا وحباب بن الأزرق وعمار ياسر ، وحسن
أولئك رفيقا يعني في الجنة ، وكان عليما يعني على أن مكان علي وفاطمة والحسن
والحسين متحد مع مكان رسول الله في الجنة . (14) قوله تعالى (ولو ردوه إلى الرسول
وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (النساء الآية 83) فممن ذكره الشبعي عن ابن عباس في تفسير مجاهد أن الآية نزلت في علي حين استخلفه في مدينة
النبي ص . وفي إبانة الفلكي أنها نزلت حين شكا أبو بردة من علي (كما في غاية المرام
ص 433 ط طهران) (15) قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله
لكم المائدة . الآية 87 فممن ذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 208 ط النجف) = (*)
ص 543
أورد خطبة الحسن عليه السلام حين غصب معاوية للخلافة وفيها : إن الذي أشرتم إليه قد
صلى إلى القبلتين ، إلى أن قال عليه السلام : وإنه حرم على نفسه الشهوات وامنع من
اللذات حتى أنزل الله فيه : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم
أخرجه مسلم عن ابن عباس . (16) قوله تعالى (إن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم
بظلم) (الأنعام الآية 82) فممن ذكره العلامة الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي
(كما في مناقب الكاشي) روى عن أبي الطيب السامري ، عن بشير بن موسى ، عن التنعيم
الفضل بن دكين ، عن سفيان الثوري ، عن مجاهد عن عبد الله بن عباس قال في قوله تعالى
: إن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم : إن هذه الآية اختصت لعلي عليه السلام
وقال : الله ما آمن أحد إلا بعد شرك ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فإنه
آمن بالله من غير أن يشرك بطرفة عين أولئك لهم الأمن . (17) قوله تعالى (وإن هذا
صراطي مستقيما فاتبعوه) (الأنعام . الآية 153) فممن ذكره الشيرازي من أعيان العامة
أسند إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله تعالى : هذا صراطي مستقيما قال يقول : هذا
طريق علي بن أبي طالب وذريته طريق مستقيم ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح
لا عوج فيه (كما في غاية المرام ص 434 ط طهران) (ومنهم) إبراهيم الثقفي (كما في
البحار ج 9 ص 69 ط أمين الضرب ، نقال عن مناقب ابن شهرآشوب) بإسناده إلى أبي بردة
الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه
وألا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله سألت الله أن يجعلها لعلي . (18) قوله تعالى
(وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) (الأعراف . الآية 46) = (*)
فممن ذكره الهيتمي في الصواعق المحرقة (ص 167 ط المحمدية بمصر) أخرج الثعلبي في
تفسير قوله تعالى : وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم عن ابن عباس رضى الله
عنهما أنه قال الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي ابن أبي طالب
وجعفر ذو الجناحين . (ومنهم) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص
102 ط اسلامبول) روى الحاكم بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند علي رضي الله
عنه فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآية ، فقال : ويحك يا ابن الكواء نحن نقف يوم
القيامة بين الجنة والنار فمن أحبنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا
عرفناه بسيماه فدخل النار . وروى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأعراف
موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه
ومبغضيهم بسواد الوجوه وروى في المناقب بسنده عن زاذان عن سلمان الفارسي رضي الله
عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي أكثر من عشر مرات : يا علي
إنك والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه
ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه . وروى في المناقب بسنده عن مقرون قال :
سمعت جعفر الصادق عليه السلام يقول : جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين فسأل عن هذه
الآية ، قال : نحن الأعراف ونحن نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذين لا يعرف
الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف يوقفنا الله عز وجل يوم القيامة على
الصراط ، لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا
وأنكرناه ، إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف الناس نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه
وسبيله ووجهه الذي يتوجه منه إليه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل = (*)
علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب
الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر
ربها لا نفاد له ولا انقطاع . (19) قوله تعالى (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم
بسيماهم) (الأعراف (الآية 48) فممن ذكره العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي في
مناقب مرتضوي (ص 59 ط بمبئي بمطبعة محمدي) روى عن علي عليه السلام في قوله تعالى :
ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قال : نحن أصحاب الأعراف . (20) قوله
تعالى : وما رميت إذ رميت ولكم الله رمى (الأنفال . الآية 17) فممن ذكره إبراهيم بن
محمد الحمويني ، قال : أخبرني عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ، إجازة عن علي بن
أبي طالب عبد السميع الواسطي ، إجازة عن شاذان القمي قرائة عليه عن محمد بن عبد
العزيز ، عن محمد بن أحمد بن علي النظيري ، قال : أنبأ محمد بن الفضيل بن محمد
العراني ، قال : نبأ أبو بكر زيدة ، قال : نبأ الطبراني ، قال : نبأ محمد بن عثمان
بن أبي شيبة ، قال : نبأ عمي القاسم ، قال : أنبأ يحيى بن يعلى عن سلمان ابن قر عن
سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : ناولني
كفا من حصبا فناوله فرمى به وجوه القوم ، فما بقي أحد منهم إلا امتلأت عيناه من
الحصى ، فنزلت : وما رميت إذ رميت الآية (ومنهم) الثعلبي عن سماك حرب عن عكرمة عن
ابن عباس نحوه . (كما في غاية المرام ص 407 ط طهران) (21) قوله تعالى (وما كان الله
ليعذبهم وأنت فيهم) (الأنفال . الآية 33) = (*)
|
شرح إحقاق الحق (ج3) |