الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج7)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 361

الباب السابع والستون بعد المأتين في أن قاتل علي عليه السلام شبه اليهود

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ علاء الدين المولى علي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 62 ط الميمنية بمصر) عن معاوية بن جرير الحضرمي قال: عرض علي الخيل فمر عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه أو قال نسبه فانتمى إلى غير أبيه فقال له: كذبت حتى انتسب إلى أبيه فقال: صدقت أما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثني إن قاتلي شبه اليهود وهو يهود فامضه.

الباب الثامن والستون بعد المأتين في أنه ينزل في كل يوم وليلة سبعون ألف ملك ويسلمون على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام

ص 362

رواه القوم منهم العلامة الشيخ جمال الدين الموصلي الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 107 مخطوط) قال: الحديث الخامس وبالإسناد عنهم عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله يخلق خلقا كثيرا من الملائكة وأنه ينزل من كل سماء في كل يوم سبعين ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتى إذا طلع الفجر ينصرفون إلى قبر النبي فيسلمون عليه ثم يأتون قبر علي فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل طلوع الفجر ثم ينزل عوضهم في النهار ثم يعرجون قبل مغيب الشمس والذي نفسي بيده إن حوا قبر ولدي الحسين أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة ورئيسهم ملك يقال له منصور وأن الملائكة عون لمن زاره فلا يزوره زاير إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلا شيعوه ولا يمرض إلا عادوه ولا يموت إلا صلوا عليه واستغفروا له بعد موته.

الباب التاسع والستون بعد المأتين في أنه إذا مات علي عليه السلام فسد الدين ولا يصلحه إلا المهدي عليه الصلاة والسلام.

ما رواه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 259 ط اسلامبول) قال: ابن عباس رفعه إن الله فتح هذا الدين بعلي، وإذا مات علي فسد الدين ولا يصلحه إلا المهدي بعده.

ص 363

 

الباب المتمم للسبعين بعد المأتين في أنه قد صلت الملائكة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وحدهما سبع سنين ولم يكن أحد معهما يشهد بالاسلام

 

 

وما نخصه بالذكر في هذا الباب من الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قسمين:

الأول حديث أنس بن مالك

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 31 ط تبريز) أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمأة أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد ابن موسى بن مردويه الإصبهاني قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين

ص 364

وأربعمأة عن أبي بكر بن مردويه حدثني سليمان بن أحمد بن منصور سجاده حدثني سهل بن أبي صالح المروزي حدثنا محمد بن عبد الرحمان حدثنا الحسن بن علي البصري حدثني كامل بن طلحة قالا حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر قال سمعت أنس ابن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني ومن علي. ومنهم العلامة الفقيه ابن المغازلي في (المناقب) (مخطوط) قال: أخبرني أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز قال حدثني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن أسد البزاز إملاء قال حدثني ابن مقاتل حدثني الحسن بن أحمد بن منصور. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي) سندا ومتنا. ومنهم الحافظ الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي المتوفى سنة 748 في كتابه (ميزان الاعتدال) (ج 2 ص 11 ط القاهرة) روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 853 في (لسان الميزان) (ج 3 ص 232 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن (مناب الخوارزمي). ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في ينابيع المودة) (ص 61 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق الخوارزمي بعين ما تقدم عنه في (المناقب)

ص 365

الثاني حديث أبي أيوب الأنصاري

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم النقيب أبو جعفر عبد الله الإسكافي البغدادي المتوفى سنة 241 في (رسالة النقض على العثمانية) (ص 292) قال: وروى أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لقد صلت الملائكة علي وعلى علي عليه السلام سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي رجل فيها غيره -. ومنهم الفقيه ابن المغازلي في (المناقب أمير المؤمنين) (المخطوط) قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر البغدادي قدم علينا واسطا قال أخبرني أبو الحسين علي بن محمد بن عرفة بن لؤلؤ قال حدثني عمر بن محمد العاقلاني قال حدثني محمد بن خلف الحداد قال حدثني عبد الرحمان ابن قيس بن معاوية قال حدثني عمر بن ثابت عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمان ابن سعد مولى أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره. ومنهم الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني المتوفى سنة 509 في (الفردوس) في الجزء الثاني في باب اللام عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله: إن الملائكة صلت علي وعلى علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر. م ومنهم العلامة ابن الأثير في (أسد الغابة) (ج 4 ص 18 ط مصر سنة 1285) أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم

ص 366

الباقرجي أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف المقري العلاف أنبأنا أبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد الباقرجي حدثنا محمد بن جرير الطبري حدثنا عبد الأعلى بن واصل حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن مسلم عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذاك أنه لم يصل معي رجل غيره. ومنهم العلامة الثبت الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي البغدادي المتوفى سنة 655 في (شرح النهج) (ج 3 ص 285 ط القاهرة روى الحديث من طريق الإسكافي عن أبي أيوب بعين ما تقدم عنه في (العثمانية). وفي (ج 2 ص 236، الطبع المذكور) روى الحديث عن أبي أيوب نقلا بالمعني. ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 253 طبع الغري) قال: أخبرنا العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي أخبرنا الحافظ علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أخبرنا الإمام الحافظ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب محدث العراق ومؤرخها أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عمر بن برهان البغدادي بصور أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي رافع عن عبد الله بن عبد الرحمن الحرمي عن أبيه عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا (قلت) أخرجه محدث الشام في مناقبه بطرق شتى. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 165

ص 367

ط محمد أمين الخانجي بمصر): روى الحديث من طريق أبي الحسن الخلعي عن أبي أيوب بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) إلا أنه أسقط كلمة سبع سنين. ومنهم العلامة المذكور في (ذخائر العقبى) (ص 64 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث فيه أيضا من طريق أبي الحسن الخلعي بعين ما تقدم عنه في (الرياض النضرة) ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (المخطوط) قال: أخبرني الشيخ الإمام كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدحميسي الحمويني كتابة من كرمان قال أنبأ الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو علي الحسن بن الصباح المصري الحمري قرائة عليه قال أنبأ القاضي أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي العرضي أنبأ القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسن الخليعي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربعمائة أبو محمد الحسن رشيق العسكري نبأ أبو عبد الله محمد بن رزين بن جامع المدني سنة سبع وسبعين ومأتين نبأ أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي نبأ علي بن هاشم. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في (نظم درر السمطين) (ص 83 ط مطبعة القضاء) روى الحديث عن أبي أيوب بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة السيد محمود بن محمد بن محمود الدركزيني الطالبي القرشي المتوفى سنة 911 في (نزل السائرين) (على ما في درر المناقب مخطوط) روى الحديث عن أبي أيوب بعين ما تقدم عن (رسالة النقض على العثمانية) -.

ص 368

ومنهم العلامة حسام الدين الهندي المتوفى سنة 975 في (منتخب كنز العمال) المطبوع بهامش المستدرك (ج 5 ص 33 ط الميمنية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار) ومنهم العلامة المحدث الواعظ السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي الهروي المتوفى سنة 1000 في (الأربعين حديثا) (ص 15 مخطوط) قال: روى الحديث عن أبي أيوب بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة عبد الله الشافعي المتوفى سنة 1000 في (المناقب) (مخطوط) روى الحديث من طريق ابن المغازلي عن أبي أيوب بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031 في (كنوز الحقايق) (حرف اللام) روى الحديث من طريق الديلمي بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 60 ط اسلامبول) روى الحديث عن ابن المغازلي والحمويني بعين ما تقدم عنه وفي (ص 62) روى الحديث من طريق ابن المغازلي عن أبي أيوب بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. وروى أيضا من طريق الحمويني عن أبي أيوب بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. وروى الحديث من طريق الديلمي عن أبي أيوب بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. وفي (ص 204، الطبع المذكور): روى الحديث من طريق أبي الحسن الخلعي عن أبي أيوب بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنهم العلامة المولوي سيد أبو محمد الحسيني البصري في (ج 23)

ص 369

(كتابة انتهاء الأفهام) (ص 68 ط نول كشور): روى من طريق ابن المغازلي، والحمويني أنهما أخرجا بسنديهما عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، لأنه لم يكن من الرجال غيره.

 

خاتمة في إيراد ما يشتمل عليه أحاديث نعوت أمير المؤمنين علي عليه السلام وأوصافه من سائر المناقب والمكارم ألجأنا تفرقها في تضاعيف الروايات المذكورة التقاطها بالتقطيع وإفرادها بالذكر مع الإشارة إلى مواضع نقلها

 

 

المكرمة الأولى ما رواه القوم:

منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 54 مخطوط) روى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (تقدم نقله منا في ج 4 ص 20) وفيه قال النبي: أفلح من صدقه وخاب من كذبه (يريد عليا).

ص 370

المكرمة الثانية ما رواه جماعة

منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 54 مخطوط) روى حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (تقدم نقله منا في ج 4 ص 20) وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: بيده لواء الحمد فلا يمر بملاء من الملائكة إلا قالوا: هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين، فينادي مناد من لدن العرش أو قال من بطنان العرش: ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش رب العالمين، هذا علي بن أبي طالب.

المكرمة الثالثة ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 235 ط تبريز) روى حديث مسندا ينتهي إلى ابن عباس (تقدم نقله منا في ج 4 ص 22) وفيه قول النبي لعلي: ألقى (الله) محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين. ومنهم العلامة الحنفي الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 37 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب)

المكرمة الرابعة ما رواه جماعة من أعلام القوم:

ص 371

منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 235 ط تبريز) روى حديث مسندا ينتهي إلى ابن عباس (تقدم نقله منا في ج 4 ص 22) وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ولواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنة زفا زفا، قد أفلح من تولاك وخسر من عاداك محبو محمد محبوك ومبغضه مبغضوك، لن تنالهم شفاعة محمد. ومنهم العلامة الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في (در بحر المناقب) (ص 37 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب).

المكرمة الخامسة ما رواه القوم:

منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 92 ط تبريز) روى حديثا مسندا ينتهي إلى كدير الهجري (تقدم نقله منا في ج 4 ص 24) وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: اللهم أعنه واستعن به، اللهم انصره وانتصر به فإنه عبدك وأخو رسولك.

المكرمة السادسة ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (المطبوع بذيل الإصابة ج 4 ص 169 ط مصطفى محمد بمصر) روى حديثا مسندا ينتهي إلى أبي ليلى الغفاري (قدم نقله منا في ج 4 ص 26) وفيه قال رسول الله: ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب

ص 372

ومنهم ابن شيرويه الديلمي في (الفردوس) على ما في (مناقب عبد الله الشافعي) (ص 28 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 62 ط تبريز) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم الحافظ ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 5 ص 287 ط مصر سنة 1285) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الحافظ المعروف بابن مندة الإصبهاني في (أسماء الرجال) (على ما في مناقب الكاشي ص 140 مخطوط) وقد فاتنا نقله هناك وننقله ههنا بتمامه لاشتماله على فضيلة أخرى. روى عن الحسن، عن أبي ليلى الغفاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان كذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء الأعلى، وهو الفاروق بين الحق والباطن.

المكرمة السابعة ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 63 ط السعادة بمصر): روى حديثا مسندا ينتهي إلى حسن بن علي (تقدم نقله منا في ج 4

ص 373

ص 37) وفيه قال النبي: هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي، فإن جبرئيل أمرني بالذي قلت لكم من الله عز وجل، قال: ورواه أبو بشر عن سعيد ابن جبير، عن عائشة نحوه. ومنهم الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 131 ط مكتبة القدسي في القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم في (حلية الأولياء) متنا (تقدم نقله منا في ج 4 ص 40) ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد الحنفي في (مقتل الحسين) (ص 41 ط الغري) روى حديثا مسندا ينتهي إلى الأصبغ (تقدم نقله منا في ج 4 ص 222) وفيه قول النبي في علي: إذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في علي إلا ما أمرني به ربي. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 208 ط القاهرة) روى حديثا عن حسن (تقدم نقله منا في ج 4 ص 362) وفيه قول النبي: ألا أدلكم على من إذا تمسكتم به لن تضلوا بعده؟ قالوا: بلى نبي الله، قال: هذا: علي فأحبوه بحبي فأكرموه بكرامتي. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 6 ص 400 ط حيدر آباد الدكن) روى حديثا عن مسند السيد حسن (تقدم نقله منا في ج 4 ص 2348) وفيه عن النبي: ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا، هذا علي فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي.

ص 374

ومنهم العلامة المذكور في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 9 ص 47 ط القديم بمصر) روى الحديث عن السيد حسن بعين ما تقدم عن عن (كنز العمال). ومنهم العلامة صاحب (أرجح المطالب) (ص 20) على ما في فلك النجاة روى الحديث بعين ما تقدم روايته عن الحسن بن علي في (حلية الأولياء) وقال: رواه أيضا أبو البشر عن سعيد بن جبير، وأخرجه الطبري في الرياض، والطبراني في الكبير، والبيهقي والحاكم والخطيب عن عائشة والدارقطني عن ابن عباس.

المكرمة الثامنة ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 6 ص 39 ط حيدر آباد الدكن) روى حديثا عن المسيب بن عبد الرحمان (تقدم نقله منا في ج 4 ص 40) وفيه قال النبي: يا علي بأبي أنت والذي نفسي بيده إن معك من لا يخذلك. ومنهم العلامة المحدث الشيخ علي بن برهان الدين إبراهيم الشامي الحلبي الشافعي في (انسان العيون) الشهير بالسيرة الحلبية (ج 3 ص 37 ط مصر) روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم في (لسان الميزان) (نقلناها في (ج 4 ص 42)

المكرمة التاسعة ما رواه القوم:

منهم العلامة المولى الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 123 ط بمبئي)

ص 375

روى حديثا عن أبي ذر الغفاري (تقدم نقله منا في ج 5 ص 44) وفيه قول النبي: من أراد أن يطفئ غضب الله، وأن تقبل الله عمله، فلينظر إلى علي فالنظر إليه يزيد في الإيمان.

المكرمة العاشرة ما رواه القوم:

منهم العلامة أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) (ص 95 ط الغري) روى حديثا مسندا ينتهي إلى أبي سلمي راعي إبل رسول الله (تقدم نقله منا في ج 5 ص 45) وفيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الله يقول: ثم اطلعت الثانية فاخرت عليا وشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي.

المكرمة الحادية عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 52 ط اسلامبول) روى حديث عن علي (تقدم نقله منا في ج 5 ص 50) وفيه قول النبي لعلي: إنك مني كنفسي، روحك من روحي وطينتك من طينتي.

المكرمة الثانية عشر ما رواه القوم:

منهم الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج 1 ص 440 ط حيدر آباد الدكن). روى حديث مسندا ينتهي إلى أنس (تقدم نقله منا في ج 4 ص 53) وفيه:

ص 376

إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر طوله ثلاثون ميلا، ثم يدعى بعلي فيجلس دونه بمرقاة.

المكرمة الثالثة عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 117 طبع بمبئي) روى حديثا ينتهي إلى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (تقدم نقله منا في ج 4 ص 55) وفيه: يقضي موعودي علي بن أبي طالب. وفي ص 96 ط بمبئي إن أخي ووزيري وخير من أترك بعدي، يقضي موعودي علي بن أبي طالب.

المكرمة الرابعة عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 62 ط اسلامبول) روى حديثا مسندا ينتهي إلى جابر (تقدم نقله منا في ج 4 ص 58) وفيه قول النبي في علي: اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي.

المكرمة الخامسة عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 120 ط بمبئي). روى حديثا عن النبي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 101) وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

ص 377

يا علي بخ بخ من مثلك، والملائكة لتشتاق إليك والجنة لك، وفيه: ولك منبر من نور. وفيه: أوتي بمفاتيح الجنة والنار فأدفعها إليك.

المكرمة السادسة عشر ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الشيخ إبراهيم الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى حديثا مسندا ينتهي إلى أنس بن مالك (تقدم نقله منا في ج 4 ص 116) وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يوم القيامة نصب لي منبر يقال لي: أرق فأكون أعلاه، ثم ينادي مناد أين علي، فيكون قبلي دوني بمرقاة، فيعلم جميع الخلائق أن محمد سيد المرسلين وأن عليا سيد الوصيين، قال أنس: فقام إليه رجل منا يعني من الأنصار، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن يبغض عليا بعد هذا؟! ومنهم الحافظ الدارقطني في (صحيحه) على ما في مناقب عبد الله الشافعي (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (فرائد السمطين).

المكرمة السابعة عشر ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 80 ط اسلامبول) روى حديثا عن جعفر الصادق (تقدم نقله منا في ج 4 ص 118) وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة. ومنهم الحافظ محمد بن أبي الفوارس في (الأربعين) (ص 19 مخطوط) روى حديث عن سلمان الفارسي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 126) وفيه

ص 378

عن النبي: أعطيت في علي خمس خصال الواحدة منهم خير من الدنيا وما فيها: فذكر من أحب عليا أحبه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، وذكر إن الله افترض حب علي على أهل السماوات والأرض، وذكر إنه سيد الأوصياء، وذكر إن حبه شجرة أصلها في الجنة وبغضه شجرة أصلها في النار، وذكر إن في يوم القيامة أنا على منبري وإبراهيم على منبره وعلي على كرسي الكرامة.

المكرمة الثامنة عشر ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أبو بكر البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 4 ص 339 ط مصر) روى حديثا مسندا ينتهي إلى علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 133) وفيه قال النبي لعلي: سألت الله فيك خمسا فأعطاني أربعا ومنعني واحدة، سألته فأعطاني فيك: أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي معك لواء الحمد وأنت تحمله، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي. ومنهم العلامة المولى علي المتقي في (منتخب كنز العمال) المطبوع بهامش مسند أحمد (ج 5 ص 35 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد). ومنهم العلامة الشيخ أحمد النقشبندي في (راموز الأحاديث) (ص 293 ط آستانة). روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد). ومنهم العلامة الميرزا محمد خان المعتمد البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد).

ص 379

المكرمة التاسعة عشر ما رواه القوم:

منهم الحافظ أبو محمد بن أبي الفوارس في (الأربعين) (ص 27 مخطوط) روى حديثا عن عبد الله بن مسعود (تقدم نقله منا في ج 4 ص 144) وفيه قال النبي: من عرف حقه أي علي زكى وطاب. -

المكرمة المتممة للعشرين ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 86 ط اسلامبول) روى حديثا عن علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 160) وفيه: يا علي أنت مني بمنزلة شيث من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم.

المكرمة الحادية والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 233 ط تبريز) روى حديثا مسندا ينتهي إلى علي (تقدم سنده منا في ج 4 ص 264) وفيه قال علي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إني سألت الله فيك خمس خصال فأعطاني أما أولها فسألت ربي أن تشق عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأما الثانية فسألت ربي أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني وأما الثالثة فسألت الله أن يجعلك حامل لوائي الأكبر وهو لواء الله الأكبر عليه المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي

ص 380

عن حوضي فأعطاني، وأما الخامسة فسألت ربي أن تكون قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي من علي بذلك.

المكرمة الثانية والعشرون ما رواه القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 66 ط السعادة بمصر) روى حديثا مسندا ينتهي إلى أبي برزة (نقدم نقله منا في ج 4 ص 166) وفيه قول النبي في علي: من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني وفيه: أنه قال: قلت: اللهم أجل قلبه واجعله ربيعة الإيمان، فقال الله: قد فعلت به ذلك.

المكرمة الثالثة والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة أخطب خوارزم (في المناقب) (ص 240 ط تبريز) روى حديثا مسندا ينتهي إلى علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 167) وفيه قال الله في ليلة المعراج: لولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي.

المكرمة الرابعة والعشرون ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 209 ط محمد أمين الخانجي بمصر): روى الحديث عن زيد بن أبي أوفى (تقدم نقله منا في ج 4 ص 175) وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: أنت معي في قصري.

ص 381

ومنهم العلامة السيد جمال الدين الهروي في (الأربعين حديثا) (ص 43 مخطوط): روى حديثا عن يعلى بن مرة (تقدم نقله منا في ج 4 ص 177) وفيه قول النبي لعلي: أنت مني بمنزله هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت معي في قصري في الجنة. مع ابنتي فاطمة.

المكرمة الخامسة والعشرون ما رواه القوم:

 منهم العلامة الشيخ إبراهيم الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى حديثا مسندا ينتهي إلى علي بن موسى الرضا (تقدم نقله منا في ج 4 ص 82) وفيه: أن النبي قال في علي: قوله قولي، وأمره أمري، ونهية نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي.

المكرمة السادسة والعشرون ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 86 ط اسلامبول) روى حديثا عن علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 160) وفيه: بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ويميز بين المؤمنين والمنافقين والكفار.

المكرمة السابعة والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ جمال الدين الموصلي الشهير بابن حسنويه في

ص 382

(در بحر المناقب) (ص 114 مخطوط) روى حديثا عن أبو مسعود (تقدم نقله منا في ج 4 ص 91) وفيه: لما وقع آدم في الخطيئة فجعل يتوسل إلى ربه، فيتوسل إلى الله بعلي وذريته عليهم السلام فتاب عليه.

 المكرمة الثامنة والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي في (در بحر المناقب) (ص 104 مخطوط) روى حديثا مسندا طويلا يرفعه إلى عبد الله بن سليمان (تقدم نقله منا في ج 4 ص 95) وفيه: قال لهما: إنه قال: وحق من شرك الشرق، وعرب الغرب، ورفع السماء، ودحي الأرض، ليبعثن الله في آخر الزمان نبيا اسمه محمد، له وصي اسمه علي عليه السلام، وعلمكما جميعا مثل هذه القطرة في هذا البحر.

المكرمة التاسعة والعشرون ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 133 ط اسلامبول) روى حديثا عن ابن عباس (تقدم نقله منا في ج 4 ص 170) وفيه قول النبي لعلي: لا يحبك إلا طاهر الولادة، ولا يبغضك إلا خبيث الولادة.

المكرمة المتممة للثلاثين ما رواه القوم:

ص 383

منهم العلامة المولى علي حسام الدين المتقي الهندي المتوفى سنة 975 في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 32 ط مصر) روى حديثا (تقدم نقله منا في ج 4 ص 205) وفيه قول النبي: اللهم كب من عاداه في النار (يريد عليا).

المكرمة الحادية والثلاثون ما رواه القوم:

منهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني الحنفي في (أئمة الهدى) (ص 41 ط القاهرة) روى حديثا عن أنس (تقدم نقله منا في ج 4 ص 225) وفيه قال النبي في علي: على مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين. -

المكرمة الثانية والثلاثون ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 123 ط اسلامبول) روى حديثا عن علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 227) وفيه: قول النبي لعلي: أتباعك أتباعي، وفيه: إن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبتك وولايتك، وفيه: قولك قولي وأمرك أمري. وروى أيضا حديثا عن أمير المؤمنين علي وفيه قول النبي لعلي: من عرفنا فقد عرف الله عز وجل ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل.

ص 384

المكرمة الثالثة والثلاثون ما رواه القوم:

منهم العلامة الحافظ ابن المغازلي في (المناقب) (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص 22 مخطوط) روى حديثا عن ابن عباس (تقدم نقله منا في ج 4 ص 233) وفيه قول النبي: يا أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.

المكرمة الرابعة والثلاثون ما رواه القوم:

منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 64 مخطوط) روى حديثا عن أبي سعيد (تقدم نقله منا في ج 4 ص 265) وفيه قال النبي لعلي: يا علي أنت تغسل جثتي، وتؤدي ديني، وتواريني في حفرتي، وتفي بذمتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.

المكرمة الخامسة والثلاثون ما رواه القوم:

منهم العلامة الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 118 ط بمبئي) روى حديثا عن النبي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 278) وفيه قول النبي في علي: بحبه يدخلون الجنة، وببغضه يدخلون النار.

المكرمة السادسة والثلاثون ما رواه القوم:

ص 385

منهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 55 ط اسلامبول) روى حديثا عن جابر بن عبد الله (تقدم نقله منا في ج 4 ص 287) وفيه قول النبي: حزب علي حزب الله، وحزب أعدائه حزب الشيطان. وفي (ص 495) روى الحديث بعين ما تقدم.

الكرمة السابعة والثلاثون ما رواه القوم:

منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 250 ط تبريز) روى حديثا مسندا عن علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 271) وفيه عن النبي أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم. أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأنت معي، ومعنا لواء الحمد وهو بيدك تسير به أمامي.

المكرمة الثامنة والثلاثون ما رواه القوم:

منهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 55 ط اسلامبول) روى حديثا عن جابر بن عبد الله (تقدم نقله منا في ج 4 ص 287) وفيه قول النبي: ولي وعلي ولي الله، وعدو علي عدو الله.

المكرمة التاسعة والثلاثون ما رواه القوم:

ص 386

منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 8 ص 314 ط مكتبة القدسي في القاهرة) روى حديثا عن عبد الله بن مسعود (تقدم نقله منا في ج 4 ص 286) وفيه: فقلت (أي عبد الله بن مسعود) يا رسول الله ألا تستخلف عليا، قال: ذاك والذي لا إله إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة أكتعين. وفي (ج 5 ص 185) روى أيضا قلت: فاستخلف، قال: من؟ قلت: علي بن أبي طالب، قال: أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين.

المكرمة المتممة الأربعين ما رواه القوم:

منهم العلامة الإمام الفاضل أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في (رسالة الاعتقاد) على ما في مناقب الكاشي روى حديثا عن النبي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 331) وفيه: من أراد منكم النجاة بعدي والسلامة من الفتن، فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب.

المكرمة الحادية والأربعون ما رواه القوم:

منهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز في (ميزان الاعتدال) (ج 1 ص 242 ط السعادة بمصر) قال: روى حديثا عن أبي ذر (تقدم نقله منا في ج 4 ص 340) وفيه عن النبي: علي وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم الدين.

ص 387

المكرمة الثانية والأربعون ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 223 ط القاهرة) روى حديثا (تقدم نقله منا في ج 4 ص 342) وفيه: قول جبرئيل للنبي: اختار (الله) لك أخا ووزيرا وصاحبا فزوجه ابنتك فاطمة، فقلت: يا جبرئيل من هذا الرجل؟ قال: أخوك في الدارين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب، وإن الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي، وإلى الحوار أن تزيني، وإلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك من الحلي والحلل

المكرمة الثالثة والأربعون رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ ابن مردويه في (المناقب) (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص 49 مخطوط) روى حديثا طويلا عن أم سلمة (تقدم نقله منا في ج 4 ص 76) وفيه: إن النبي قال لأم سلمة: إن جبرئيل أتاني من الله يأمرني أن أوصي عليا بأمر من بعدي، وكنت بين جبرئيل وعلي، وجبرئيل عن يميني وعلي عن شمالي، فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن إلى يوم القيامة. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم (في المناقب) (ص 88 ط تبريز) روى الحديث أيضا عن أم سلمة بعين ما تقدم عن (مناقب ابن مردويه).

ص 388

المكرمة الرابعة والأربعون ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الموصلي الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 99 مخطوط) روى حديثا عن أبي ذر وسلمان والقادر والمقداد (تقدم نقله منا في ج 4 ص 27) وفيه قال النبي: علي يقاتل على سنتي. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 66 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث عن علي (تقدم نقله منا في ج 4 ص 228) وفيه قول النبي لعلي: تقاتل على سنتي.

ص 389

هذا ما اقتضه الظروف ووسعه المجال من ذكر السنن والروايات المأثورة في مناقب سيد المظلومين وقدوة المضطهدين إمام البررة مولينا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام التي لم يذكرها ولم يشر إليها في (المتن)، وقد آن بنا أن نورد شطرا من متن كتاب (إحقاق الحق) مع الإشارة إلى مدارك ما أورد فيه من الأحاديث، والله هو نعم المعين وهو المستغاث به في كل نائبة وملمة

ص 390

بقية متن الاحقاق في الاستدلال بالسنة على خلافة علي عليه السلام

قال المصنف رفع الله درجته وأما السنة: فالأخبار المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدالة على إمامته عليه السلام وهي أكثر من أن تحصى، وقد صنف الجمهور وأصحابنا في ذلك وأكثروا، ولنقتصر ههنا على القليل، لأن الكثير غير متناه وهي أخبار:

الأول - حديث اتحاد النورين

ما رواه (1) أحمد بن حنبل في مسنده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كنت أنا وعلي بن أبي طالب نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا، وجزء علي، (2) وفي حديث آخر رواه ابن المغازلي الشافعي (3)، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل أنا وعلي في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الخلافة. وفي خبر آخر رواه ابن المغازلي عن جابر (4) في آخره: حتى قسمها جزئين جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيا، وأخرج عليا وصيا (إنتهى).

(هامش)

(1) تقدم منا مشروح هذه الأحاديث في (الباب الثامن من الفضائل المأثورة لأمير المؤمنين علي) (ج 5 ص 242، إلى 255) وفي (صفات أمير المؤمنين ج 4 ص 91) (2) تقدم نقله منا في (ج 5 ص 243) (3) تقدم نقله منا في (ج 4 ص 91) (4) تقدم نقله منا في (ج 4 ص 92) (*)

ص 391

قال الناصب خفضه الله

أقول: ذكر ابن الجوزي هذا الحديث بمعناه في كتاب الموضوعات في طريقين: وقال: هذا حديث موضوع (1) على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمتهم به في الطريق الأول محمد بن خلف المروزي، قال: يحيى بن معين كذاب، وقال الدارقطني متروك، وفي الطريق الثاني المتهم به جعفر بن أحمد، وكان رافضيا، وقال أبو سعيد ابن يونس: كان رافضيا كذابا يضع الحديث في سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والنسبة إلى مسند أحمد باطل وزور. وأما ما ذكران الأخبار متواترة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إمامة علي عليه السلام فنسأله أولا عن معني المتواتر فإن قال: أن يبلغ عدد الرواة حدا لا يمكن للعقل أن يحكم بتواطيهم على الكذب، فنقول: اتفقت كلمة جميع المحدثين أنه ليس لنا حديث متواتر إلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار، فهذا

(هامش)

(1) لا يخفى على البحاثة المنقب أن الرواية مذكورة في مجامع الحديث المعتبرة) وقد أوردناها بأسانيدها المختلفة كما بيناه والعجب من هذا الرجل المتوغل في العناد المحترق بنار العصبية واللجاج كل ما لم يجد من فضائل أهل البيت شيئا في كتبهم يحكم ببطلانه ووضعه وعدم وجوده أخذه الله بصنيعه السيئ وكافاه ببغضه مع آل رسول الله (ص) ثم لا يكاد ينقضي تعجبي من خيانة الناصب واحتياله حيث إن محمد بن خلف المروزي وجعفر بن أحمد بن علي واقعان في الروايتان اللتين رواهما الخطيب لا في سند الروايتين اللتين رواهما المصنف وهما موجودتان في كتاب المناقب لأحمد بن حنبل كما رأيناه ومسنده كما نص عليه ابن أبي الحديد، والفردوس للديلمي كما صرح به ابن أبي الحديد أيضا، وليس في سنديهما محمد بن خلف ولا جعفر بن أحمد حتى يحكم عليهما بالضعف والوضع مع إنهما ليسا بوضاعين ولا ضعيفين كما سيظهرك لك من كلماتنا عن قريب. (*)

ص 392

الحديث في كل عصر رواه جماعة يحكم العقل على امتناع تواطيهم على الكذب، وبعضهم ألحق حديث البينة على المدعي واليمين على من أنكر بالمتواتر، فكيف هذا المرء الجاهل بالحديث والأخبار، بل بكل شيء، حتى أني ندمت من معارضة كتابه وخرافاته بالجواب، لسقوطه عن مرتبة المعارضة، لانحطاط درجته في ساير العلوم معقولها ومنقولها أصولها وفروعها ولكن ابتليت بهذا مرة فصبرت حتى بحكم بأن المنقول من مسند أحمد متواتر، وأحمد بن حنبل قد جمع في مسنده الضعيف والمنكر، لأنه مسند لا صحيح، وهو لا يعرف المسند إلا الصحيح، ولا يفرق بين الغث والسمين. وابن المغازلي رجل مجهول لا يعرفه أحد ولم يعده أحد من العلماء من جملة المصنفين والمحدثين، والعجب أن هذا الرجل لا ينقل حديثا إلا من جماعة أهل السنة، لأن الشيعة ليس لهم كتاب (1)

(هامش)

(1) تعسا لهذا الرجل العنيد القليل الاطلاع، أوما رأى الألوف والملائين من تصانيف الشيعة وتآليفهم في فنون العلم وضروب الفضل خزائن الكتب مشحونة بها في العراق والعجم والهند ومصر وسوريا والحجاز وتركيا وسائر ممالك الإسلام وبلاده أفلم ينظر في فهرست الشيخ والمعالم لابن شهرآشوب والفهرست للشيخ منتجب الدين والفهرست لابن النديم والتراجم وكتب الرجال كالكشي والنجاشي والخلاصة وكشف المقال وابن داود والنقد للتفرشي والعناية ورياض العلماء وروضات الجنات وأعيان الشيعة وريحانة الأدب ولباب الألقاب ورسالة مشايخ الشيعة وهكذا مما يتعسر عده حتى يظهر له قدم قدم أصحابنا في العلوم الإسلامية وغيرها فما من علم من تلك إلا كان أول من دون فيه أو هذبه علمائنا رضوان الله عليهم أجمعين وإن شئت أن تقف على صدق هذه المقالة فعليك بكتاب تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام، لأستاذنا العلامة الإمام المسند الرحلة شيخ الإجازة في عصره وقطب رحاها مولانا آية الله أبي محمد السيد حسن صدر الدين =

ص 393

ولا رواية (1) ولا علما مجتهدون ومستخرجون للأخبار، فهو في إثبات ما يدعيه عيال (2) على كتب أهل السنة، فإذا صار كذلك فلم لا يروى عن كتب الصحاح، فهو يترك المنقولات في الصحاح، بل يطعن فيها ويذكر المناكير والضعفاء والمجهولات من جماعة مجهولة منكرة ويجعله سندا لمذهبه الباطلة الفاسدة وهذا عين التعصب والتخبط، ثم ما ذكر من التواتر فإن ادعى أنها متواتر عند أهل السنة والجماعة، فقد بينا بطلانه، وأنه ليس حديث متواتر عندنا إلا ما ذكرناه، وإن ادعي التواتر عند الشيعة والروافض فكل الناس يعلمون أن عدد الشيعة والروافض في كل عصر من العصر الأول إلى هذا العثر ما بلغ

(هامش)

= الموسوي الكاظميني المتوفى سنة 1354 وكذا إلى كتابة (الشيعة وفنون الإسلام) فإنه قدس سره القدوس أتعب نفسه النفسية في ذلك وأسفر عن الحق جزاه الباري سبحانه عن هذه الخدمة خيرا وحشره مع أجداد البررة الكرام آمين. (1) ليت هذا المسكين في الإحاطة والاطلاع راجع الكتب الحديثية التي دونها أصحابنا كالكافي والفقيه والاستبصار والتهذيب والمحاسن وقرب الإسناد والأصول الأربعمأة والخرائج وكفاية الأثر والعيون والاكمال والخصال والعلل والشفاء في أخبار آل المصطفى والبحار والوافي والوسائل والجامع والعوالم وغيرها مما لا مجال لسرد أسمائها من حيث الكثرة فإنهم شكر الله مساعيهم وضاعف أجورهم وجزاهم عن آل الرسول خيرا لم يألوا الجهود بجمع كلمات النبي (ص) وخلفائه أئمة أهل البيت في كتبهم الشريفة على تنوعها ومن كانت له أدنى بصيرة وبحث في كتب لرأي ذلك بعين العيان المغنية عن التحبير بالبنان والتقرير باللسان ولا ينقضي تعجبي عن هذا الرجل كيف يتفوه بأمثال هذه الكلمات وكيف ينكر الضرورات نعوذ بالله سبحانه من هذه العصبية الباردة المعمية المصمة تراث الماضين. (2) غير خفي على من له أدنى مسكة أن تمسكه قدس سره الشريف بمروياتهم من باب المشي على قانون المحاورة والمناظرة والتمسك بما يعترف الخصم بصحته ويرتضيه. (*)

ص 394

حدث الكثرة (1) والاستفاضة، فضلا عن حد التواتر، فلا يمكن لهم دعوى التواتر، في أي مدعي كان، وما ذكره من الأخبار في هذا الباب أكثرها ضعيف وموضوع (2) فلا يصح له الاستدلال به: ولكن نذكره على دأبنا ونتكلم على كل (3) خبر بما هو الحق فيه (إنتهى)

أقول حديث اتحاد النورين أظهر صحة من النور على شاهق الطور، لكن المخالفين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره الكافرون (4)، فإنا

(هامش)

(1) أيها المتوغل في اللجاج والغريق في تيار العناد كيف يسوغ لك هذا التعبير فهل هو الاناش عن عدم اطلاعك بهذه الطائفة المتمسكة بالثقلين العاملة بقول النبي (ص) وما عذرك في عدم الاطلاع في هذا الشأن. (2) ليت شعري ما هو المعيار في تحقق التواتر لدى هذا الرجل المعاند الناصب حيث يحكم بثبوته فيما له وينكره فيما عليه تعسا ثم تعسا ما أشنعه فكأنه حلف بالطلاق واليمين الفاجرة أن يسلك سبيل السوفسطائية في إنكار البديهيات والمظاهرة على الحسيات ألا من منصف بين القوم يخاطبه ويقول: أيها الرجل العنيد أي حديث من الأحاديث التي ينقلها مولانا آية الله العلامة (قده) من الضعاف أو الموضوعات بعد أن أوردها كلها فطاحل السنة ورجالاتهم المعتمدين الاثبات عندهم في أسفارهم وزبرهم الحديثية والتفسيرية متلقين إياها بالقبول صدورا والوضوح دلالة كما نقلنا عنهم الكثير وسننقل الأكثر إن شاء الله تعالى. (3) وسننقل بحول الباري سبحانه وقوته مدارك تلك الأخبار من كتبهم المعتمدة لديهم في ذيل كل آية من الآيات الكريمة التي يوردها المصنف الهمام الليث الضرغام وسنبين إن شاء الله تعالى أن الحق صحة تلك الأحاديث وإن الباطل تضعيفها. (4) الصف: الآية 8 (*)

ص 395

قد أريناك مرارا كذب هذا الناصب الشقي وتحريفه للكتاب والسنة وافترائه على الكتب ومصنفيها ترويجا لأمره وخروجا عن عهدة ما التزمه وتورطه فيه من إبطال ما في هذا الكتاب المستطاب، فإن الحكم بوضع هذا الحديث أو ضعفه لم يوجد في كتب المتأخرين من أهل السنة، كمختصر (1) الفيروزآبادي، والمقاصد (2) الحسنة للسخاوي، وكتاب اللآلي (3) للسيوطي، وكتاب الذيل (4)

(هامش)

(1) هو كتاب في الأحاديث الموضوعة للعلامة الفيروز آبادي صاحب القاموس وقد طبع بالهند وكذا ذكر هو في خاتمة كتابه سفر السعادة في الفقه الحنفي عدة أحاديث موضوعة وقد مرت ترجمته في ج 3. (2) هو كتاب في الأحاديث الموضوعة والمجعولة نفيس في بابه حوى الكثير الوافر من هذا الباب مؤلفه العلامة الرجالي المحدث المؤرخ أبو الخير الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي الشافعي ولد سنة 831 تلمذ لدى جماعة منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني وأكثر من الاستفادة عنه إلى أن توفي شيخه المذكور له تآليف كثيرة مفيدة منها الضوء إلا مع في أعيان القرن التاسع في مجلدات والمقاصد الحسنة والتبر المسبوك في تذييل السلوك للمقريزي وتحفة الأحباب في المزارات ورجحان الكفة في أصحاب الصفة وشرح ألفية العراقي في الدراية وارتقاء الغرف بحب آل الرسول وذوي الشرف وغيرها توفي سنة 902 فراجع نظم العقيان ص 152 والريحانة ج 2 ص 173 يروي عن جماعة أشهرهم ابن حجر العسقلاني المذكور ولنا طرق منتهية إليه في رواية صحاح القوم وسائر كتبهم. (3) هو كتاب اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ السيوطي الشيخ عبد الرحمن الشهير المتوفى سنة 911 في مجلدين وقد مرت ترجمة مؤلفه في (ج 2 ص 35) وهذا الكتاب ملخص كتابه الذي سماه النكت البديعات في الموضوعات. (4) هو تذييل للمؤلف نفسه وقد يعبر بالتعقيب أيضا فلا تغفل في مجلد واحد. (*)

ص 396

له، وكتاب الوجيز (1) له، وموضوعات (2) الصغاني، فما نسبه إلى ابن الجوزي لا يسلم منه إلا بعد ظهور صحة النقل، وبعد تسليم ظهوره لا يلتفت (3) إليه ههنا

(هامش)

(1) هو كتاب له أيضا لخصه من اللآلي وزاد عليه يسيرا في مجلد واحد. (2) كتابه في الأحاديث الموضوعة وله ذيول وقد مرت ترجمة مؤلفه في (ج 2 ص 390 فراجع. (3) حكى المولى الچلبي في كشف الظنون (ج 2 ص 571 طبع الآستانة) عن ابن الصلاح ومن تبعه في علم الحديث أن ابن الجوزي معترض عليه في كتابه الموضوعات فإنه أورد فيه أحاديث كثيرة وحكم بوضعها وليست بموضوعة إلى أن قال: وقد أورد ابن حجر في الذب عن مسند أحمد جملة من الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي في الموضوعات وهي في مسند أحمد ورد عنها أحسن الرد وأبلغ من ذلك أن منها حديثا مخرجا في صحيح مسلم حتى قال شيخ الإسلام هذه غفلة شديدة من ابن الجوزي حيث حكم على هذا الحديث بالوضع وقد شرع ابن حجر في تأليف تعقبات على الموضوعات الخ. أقول وقد رد الفاضل المعاصر حسام الدين القدسي في كتابه (انتقاد المغني) على ابن الجوزي وقال فيه إنه طعن بالوضع كثيرا على الأحاديث الصحيحة الصريحة وإنه غفلة منه وذهول واشتباه. ثم أقول والعجب من الناصب ونظرائه أنهم يروون أحاديث في مناقب أبي بكر كرواية أن الله يتجلى يوم القيامة للناس عامة ولأبي بكر خاصة ورواية ما صب الله شيئا في صدري إلا وصببته في صدر أبي بكر ورواية كان النبي (ص) إذا اشتاق إلى الجنة قبل شيبة أبي بكر ورواية أن الله لما اختار الأرواح اختار روح أبي بكر ورواية أنا وأبو بكر كفرسي رهان ولما حكم ابن الجوزي بوضعها طعنوه بالسباب والوقيعة ونسبوه إلى الوهم ولكن لما مال إلى تضعيف أحاديث فضائل مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه اعتمدوا عليه في حكمه واستندوا إليه فيا أيها الناصب المبغض إن لم يكن ابن الجوزي ممن يركن إليه في =

ص 397

من وجهين. أحدهما أن الحديث مما اتفق على نقله الفريقان، وجرح واحد منهما له لا يعادل روايتهما له، سيما وقد صرح السخاوي في شرح الرسالة (1) المنظومة لابن الجوزي في أصول الحديث بأن المعتمد أن ليس في مسند أحمد شيء موضوع، وهذا القدر كاف فيما نحن فيه. والثاني أن ابن الجوزي متهم (2) عند أصحابه بأنه تجاوز في حكم الوضع حد الاعتدال، فهو عند الشيعة أولى بذلك، خصوصا في مناقب علي عليه السلام، قال: جلال الدين السيوطي في كتبه الثلاثة: (3) قد أكثر ابن الجوزي في الموضوعات إخراج الضعيف، بل ومن الحسان، بل ومن الصحاح، كما نبه عليه الحفاظ، ومنهم ابن الصحاح (4) وقد ميز في وجيزه ثلاثمأة حديث، وقال: لا سبيل إلى

(هامش)

= الضعيف فكيف تركن إليه أنت وأضرابك النصاب الكامنون نصبهم المظهرون للولاية بنظم كليمات مكسورات النظم والقوافي التي سبق نقلها وسيأتي أيقظهم الله من سنة الغفلة ونومة الأرنب هذا مضافا إلى إنا بينا لك احتيال الناصب وخيانته في سند الحديث فراجع. (1) هي شرح رسالة لابن الجوزي في الدراية. (2) كما أسلفنا نقله عن مشاهيرهم قبيل هذا. (3) اللآلي والذيل والوجيز. (4) هو العلامة الحافظ أبو عمرو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى ابن أبي نصر الكردي الشهرزوري ثم الدمشقي الشافعي المحدث الشهير بابن الصلاح لمكان لقلب أبيه صلاح الدين تلمذ عنده جماعة منهم القاضي شمس الدين ابن خلكان صاحب الوفيات وغيره له تآليف وتصانيف منها كتاب فوائد الرحلة في علوم متنوعة، وكتاب الفتاوى يعرف بفتاوى ابن الصلاح، وكتاب في علوم الحديث يعرف بمقدمة ابن الصلاح ولد في قرية (شيرخان) من قرى شهر زور من أربل في سنة 577 وتوفى في سنة 643 بدمشق الشام ودفن في مقابر الصوفية فراجع كتاب الريحانة ج 6 ص 54 وإلى الرسالة المستطرفة للعلامة المعاصر المحدث السيد محمد بن جعفر الكتاني المغربي الحسني ص 84 طبع بيروت. (*)

ص 398

إدراجها في الموضوعات، فمنها حديث في صحيح مسلم، وفي صحيح البخاري، رواية حماد بن شاكر، وأحاديث في بقية السحاح والسنن، ونقل فيه عن أحمد ابن المجد، أنه قال: ومما لم يصف فيه ابن الجوزي إطلاقه الوضع لكلام قايل في بعض رواية فلان ضعيف، أو ليس بقوي، أو لين، يحكم بوضعه من غير شاهد عقل ونقل، ومخالفة كتاب أو سنة أو إجماع، وهذا عدوان ومجازفة (إنتهى)، وكذا الكلام في يحيى بن معين، (1) فإنه كان أمويا ناصبيا طاعنا في كل من استشم منه رايحة من محبة أهل البيت عليهم السلام، قال: فخر الدين الرازي في رسالته المعمولة لتفضيل مذهب الشافعي: أن يحيى كان ينسب الشافعي: إلى التشيع وكان شديد الحسد له، وكان يلوم أحمد بن حنبل على تعظيمه، وكان أحمد يلومه على ذلك الحسد، وقد طعنوا في يحيى بكثرة طعنه في الناس فقالوا: لابن معين في الرجال وقيعة * سيسأل عنها والمليك شهيد فإن يك صدقا فهي لا شك غيبة * وإن يك زورا فالقصاص شديد (إنتهى)

(هامش)

(1) قال العلامة العسقلاني في تهذيب التهذيب (ج 11 ص 286 ط حيدر آباد الدكن) ما لفظه: وقد انفرد يحيى بأشياء في الفقه يخالف فيها مذهبة، منها قال عباس الدوري: سمعت يحيى في زكاة الفطر لا بأس أن يعطي فضة، وسمعت يحيى يقول: لا أرى الصلاة على الرجل بغير البلد، ولا أرى أن يزوج الرجل امرأته على سورة من القرآن، وفي الرجل يصلي خلف الصف وحده قال: يعيد، وفي امرأة ملكت أمرها رحلا فأنكحها قال: بل يذهب إلى القاضي فإن لم يكن فإلى الوالي وذكر عنه شيئا غير ذلك. وقال أبو بكر المقري: سمعت محمد بن محمد بن عقيل البغدادي يقول: قال إبراهيم بن هاني: رأيت أبا داود يقع في يحيى بن معين، فقلت تقع في مثل يحيى بن معين فقال: من جر ذيول الناس جروا ذيله، الخ (*)

ص 399

هذا مع ما علم من دأب أهل السنة أنهم أذا أظهر علماء الشيعة عليهم حديثا، يدل على خلافة أمير المؤمنين أو أفضليته عليه السلام أو طعن أحمد من الصحابة الثلاثة مرويا في كتب أسلافهم اهتم أخلافهم في قدح بعض رجاله أو تأويله أو تخصيصه إلى غير ذلك من التصرفات كما مر. وأما ما ذكر من أن الحديث المتواتر منحصر عند جميع المحدثين في واحد أو اثنين، فذلك لو سلم إنما هو في الحديث المتواتر لفظا دون المتواتر معني، والمصنف إنما ادعى تواتر الحديث المذكور معني (1) وهو عبارة عن إخبار جماعة بلغوا

(هامش)

(1) وقد يقال: إن الشيعة تدعي تواتر النص الجلي على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ودعوى تواتر مثل هذا النص مع عدم اشتهاره عند غيرهم يوجب أن يكون في محل المنع فإنه لو كان متواتر لاشتهر كساير المتواترات لعظم الأمور كان علي (ع) منصوصا بالإمامة لتابعه الصحابة لشدة محبتهم للنبي (ص) وإلا لكان يلزم إسناد الوقاحة إلى جميع الصحابة مع كثرتهم واعترافهم بفضائل علي عليه السلام وروايتهم الأخبار الكثيرة في شانه وبرائتهم عن الأغراض الدينية والدنيوية في هذا الباب وعدم تأذي أحد من الناس من علي عليه السلام بغير إذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا سيما الأنصار الذين لم يقل على منهم أحدا وانتفاء نفعهم بإمامة أبي بكر لعدم المال المطبوع فيه لأبي بكر وعدم التخفيف لهم منه تكليفا من التكاليف وعدم خوفهم منه لقلة ماله وأعوانه والجواب أنه لا يجب الاشتهار بين كافة الناس كما أنه لم يشتهر بينهم كون بسم الله الرحمن الرحيم من الفاتحة أم لا مع مشاهدة الصحابة صلاة النبي (ص) كل يوم مرات كثيرة وكما أنه لم يشتهر بينهم أن فصول الأذان مثنى أو فرادى مع تكررها على سمعهم في كل يوم مرات إلى غير ذلك. على أنه أن يكون عدم اشتهاره لحسد بعضهم ببغض الرواة ولو من الطبقة الذين كانوا في زمن بني أمية ومن شاكلهم ولدخول الشبهة في نسخه بقوله (ص) الأئمة من قريش أو ترك عمل الصحابة بالنص ترجيحا لرأيهم كما وقع عن عمر حيث قال:

ص 400

(هامش)

متعتان كانتا في عهد رسول الله (ص) وأنا أنهي عنهما وأعاقب عليهما وكما قال أبو حنيفة في مقابل نص النبي (ص) على مشروعية القرعة في بعض المشتبهات ومشروعية اشعار الهدي في الحج: إن القرعة قمار والاشعار مثلة أو لطمعهم في ترك النقل النفع من ملوك بني أمية ومن بعدهم من الملوك الذين سلكوا مسلكهم في بغض أهل البيت (ع) على أن ذلك متواتر معنى عند كافة أهل السنة أيضا وهو كاف لثبوت إمامته عليه السلام وقد قال بتواتره لفظا ومعنى جماعة من مشاهير أهل السنة كمحمد بن جرير الطبري وابن أثير الجزري وغيرهما وإسناد الوقاحة إلى مخالفي علي عليه السلام من الصحابة مما لا يبالي منه الشيعة بل حديث عكاشة وغيره مما ذكر في البخاري ومسلم صريح في ارتداد جمع كثير من الصحابة بعد النبي (ص) وكثرة الصحابة لا يجدي نفعا في منع القدح فيهم قال الله تعالى: لا خير في كثير من نجويهم وقال تعالى: ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب، وقال عبد الرحمن الجامي من متعصبي أهل السنة شعر: هر كه او روى به بهبود نداشت * ديدن روى نبى سود نداشت وأما اعترافهم بفضائل علي عليه السلام ورواية الأخبار في شأنه فإنما كان لإزالة تهمة عداوتهم له عليه السلام، وانتفاء نفعهم بإمامة لأبي بكر ممنوع بل طمع الناس في تصرف الأمور بالسلطان الأبله الجاهل بالأحكام أكثر من طمعهم بماله خصوصا عند قلة أعوانه، وبرائتهم عن الأغراض ممنوعة، وعدم تأذى الناس من علي عليه السلام بغير إذن النبي (ص) لا يفيد عدم تضررهم وبغضهم معه فإن أكثر الناس من قريش وغيرهم كانوا يبغضونه وهو قاتل أولادهم وإخوانهم وأقاربهم وإن كان ذلك بإذن النبي (ص) مع جواز أن يكونوا في بغض علي عليه السلام وإهمال جانبه مظهرين عداوة النبي (ص) في ذلك الإذن منتقمين عنه (ص) بعد وفاته بإيصال الضرر بابن عمه (ع) فإن هؤلاء الطالبين لثاراتهم اتفقوا على منعه من الخلافة وهجموا على استخلاف أبي بكر رغما له (ع) ولهذا روى صاحب الفتوح إن في حرب صفين مع ظهور حقية علي (ع) وبطلان معاوية كان مع (ج 25)

ص 401

حدا يمتنع تواطيهم على الكذب باخبار كثيرة عن امور معتددة يشترك في معني كلي وإن كان كل واحد من تلك الاخبار غير متواترة، فان ذلك الكلي المشترك يكون متواتر أضرورة اخبارهم عن جزئياته المشتملة عليه بالتضمن أو الالتزام، مثال الأول: لو أخبر واحد بأن حاتما أعطى مأة دينار وآخر بانه أعطى جملا، وآخر بأنه أعطى فرسا، وهلم جرا، تواتر القدر المشترك وهو اعطاء ماله غيره وهو المعبر عنه بالسخاوة بوجوده في الكل، والسخاوة التي هي مطلق إعطاء المال للغير جزء لكل من

(هامش)

علي (ع) من قريش خمسة نفر ومع معاوية ثلاث عشر قبيلة مع الأهل والأولاد وتفصيل هذه الأجوبة مذكور متفرقا في هذا الشرح فليطلب من مواضعها منه نور الله مرقده. قال بعض فضلاء الحنابلة: الأخبار المنقولة في باب الأمور الجزئية العلمية على أربعة أقسام أحدها متواتر لفظا ومعنى الثاني أخبار متواترة معنى وإن لم يتواتر بلفظ الثالث أخبار مستفيضة متلقاة بالقبول بين الأمة الرابع أخبار آحاد مروية بنقل العدل الضابط عن مثله حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأما القسمان الأولان فكالأخبار الواردة في عذاب القبر والشفاعة والحوض والأحاديث الواردة في إثبات المعاد والجنة والنار ونحو ذلك مما يعلم باضطرار أن رسول الله (ص) جاء بها كما يعلم بالاضطرار أنه جاء بالتوحيد وفرائض الإسلام وأركانه ما من باب هذه الأبواب إلا وقد تواتر فيه المعنى المقصود عن النبي (ص) تواترا معنويا لنقل ذلك عنه بعبارات متنوعة من وجوه متعددة يمتنع في مثلها في العادة التواطئ على الكذب عمدا أو سهوا، وإذا كانت العادة العامة والخاصة المعهودة من حال سلف الأمة وخلفها بمنع التواطؤ والاتفاق على الكذب في هذه الأخبار ويمتنع في العادة وقوع الغلط فيها أفادت العلم اليقيني انتهى منه نور الله مرقده وكيف حل له تسمية جميع الكتاب وأحاديثه بالصحيح مع أن كثيرا من أحاديثه في نظره أيضا ليس بصحيح كما صرح به الفنازاني في التلويح وصرح به بعض المحشين له غاية التصريح حيث قال: إن ما ذكره البخاري في صحيحه قسمان: قسم تصدى لإثباته وقسم أورده للاستشهاد والتأييد والأول هو الصحيح مطلقا بخلاف الثاني انتهى منه نور الله مرقده. (*)

ص 402

الاعطاء آت الجزئية، وهذا بحسب الظاهر، وإلا فالسخاوة كما هو المشهور كيفية نفسانية هي مبدء ذلك الاعطاء، ومثال الثاني: الإخبارات عن وقايع حضرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حروبه، من أنه هزم الشجعان في خيبر، وقتل عمرو بن عبدود في وقعة الخندق، وقد عجز عنه جميع الحاضرين، ولم يقدموا على مبارزته وهو عليه السلام إذن في سن اثني عشر (1) سنة فضربه ضربة بعد المجادلة والمشابكة العظيمتين، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (2) ولضربة علي بوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، ودخل على المسلمين سرور ذلك اليوم لم يدخلهم مثله قط إلى غير ذلك مما لا يحصى، فإنها تفيد العلم بالقدر المشترك الذي هو الشجاعة وهو أمر لازم، وهو ظاهر. والحاصل أن المخبرين إذا بلغوا حدى التواتر، ولكن اختلف أخبارهم بالوقايع التي أخبروا بها مع اشتراكها في معنى هو قدر مشترك بينهما، فالكل مخبرون عن ذلك المشترك ضرورة أخبارهم عن جزئيات المشتملة عليه بالتضمن كما في الأول، أو المستلزمة له كما في الثاني، ومعنى تواتر القدر المشترك من العلم القطعي به يحصل من سماعها بطريق العادة، فاحفظ هذا، ونظير ما نحن، فيه ما قال ابن حجر المتأخر في صواعقه: من أن الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي موسى الأشعري في مرض الموت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: مروا أبا بكر فليصل بالناس الخ حديث متواتر، فإنه ورد من حديث عايشة وابن عباس وابن مسعود، وابن عمرو عبد الله بن ربيعة، وأبي سعيد الخ فتدبر، وأما ما ذكره من انحطاط درجة المصنف (قدس سره) في ساير العلوم فهو بجهله معذور في ذلك، وقد قيل: إنما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه. ولا يخفى على من تأمل في تواريخ الدولة القاهرة

(هامش)

(1) الظاهر أن كلمة اثني عشر من غلط النسخ. (2) تقدم منا نقل مدارك هذا الحديث بأقسامه في (ج 6 ص 4، إلى ص 8). (*)

ص 403

الايلخانية المنسوبة إلى السلطان الفاضل السعيد أولجايتو محمد خدابنده أنار الله برهانه، إن زمانهم أكثر تربية للأولياء والعلماء الحكماء والفقهاء، وكان معاصر المصنف العلامة خلق كثير كنجم الدين عمر الكاتبي، القزويني، والقاضي البيضاوي، والعلامة الشيرازي، والحكيم أحمد بن محمد الكيشي والمولى الفاضل بدر الدين محمد الحنفي الشوشتري، والقاضي نظام الدين عبد الملك المراغي، والسيد ركن الدين موصلي، وولد صدر جهان البخاري، وغيرهم من مشاهير الحكماء والمتكلمين الذين عجزوا عن مناظرته، فسلموا له حقيقة مذهبه إلى أن اختار السلطان مع كثير من أهل زمانه مذهب الإمامية على التفصيل المشهور المسطور في سير الجمهور، فالقول بانحطاط درجة مثل هذا العلم العلامة الذي سلم علو درجته مثل هذه العلماء الأعلام إزراء بجلالة قدرهم، مع ظهور أن هذا الناصب الشقي الفضول لا يصلح لحمل غاشيتهم، بل لرعي ماشيتهم، وبالجملة ما أتى به من القول بسقوط درجة المصنف العلامة، كلام ساقط، قد كفى مؤنة الرد عليه شيوع صيت كماله بين الجمهور وظهور ندور أمثاله كالنور على قلل الطور، ولا لوم على هذا القاصر الشقي في النفي والانكار المذكور، لأن ذلك من هزل الدهر مع أهل الجهل والغرور، وأما قوله وهو لا يعرف المسند إلا الصحيح، فكلام سقيم، والصحيح أن الناصب لم يعرف من الصحيح إلا ما سماه مؤلفه بالصحيح ولو سموا جميع المسندات والمرسلات بالصحيح، لاستوى الكل عنده في الصحة ومن أين علم أن البخاري ومسلما قد أتيا بما شرطاه من أسباب الصحة، وقدرا على تميز رواة الصحيح من رواة الضعيف، وأن أحمد مثلا لم يميز ذلك بمثله، ولم لا يجوز أن لا يكون جرح من جرحه مسلم، وروى عنه أحمد مثلا ثابتا عنده، كما قيل بمثله في جواب من عاب مسلما بروايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء والمتوسطين، فقد نقل النووي في ذلك عن أبي الصلاح وجوها من الجواب، منها: أن ذلك يمكن

ص 404

أن يكون فيمن هو ضعيف عند غيره ثقة عنده، ولا يقال: الجرح مقدم على التعديل: لأن ذلك فيما إذا كان الجراح ثابتا مفسر السبب وإلا فلا يقبل الجرح إذا لم يكن كذا، وقد قال الإمام أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي وغيره إن ما احتج به البخاري ومسلم وأبو داوود من جماعة علم الطعن فيهم من غيرهم، محمول على أنه لم يثبت الطعن المؤثر مفسر السبب (إنتهى) ومما يناسب التنبيه عليه في هذا المقام، أن اعتقادهم لصحة جميع ما في جامعي البخاري ومسلم ناش عن محض التعصب أو الحماقة يدل على ذلك ما ذكره ابن حجر العسقلاني في مقدمة شرحه على البخاري في الفصل التاسع في سياق أسماء من طعن فيه من رجال هذا الكتاب، حيث قال: ينبغي أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده، وصحة ضبطه وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطلاق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما (إنتهى) ووجه الحماقة فيه ظاهر، لأنه لما ادعى (1) البخاري جمع الأحاديث الصحاح في كتابه، وسمى هو كتابه بالصحيح، لزم الجمهور ذلك الاطلاق وتسمية عرفا وعادة، وإن كان ما فيه سقيما، فإن العرف قد جرى بأن واحدا منا إذا سمى عبده الزنجي مثلا بالكافور، وافقه الجمهور في ذلك الاطلاق وسموه به مع علمهم بأنه من تسمية الشيء باسم ضده، ولهذا ترى فقهاء أهل السنة مع حكمهم بحرمة علم المنطق وأقسام حكمة الفلاسفة والحكم بكفرهم، يعبرون عن كتابي

(هامش)

(1) وكيف حل له تسمية جميع الكتاب وأحاديثه بالصحيح مع أن كثيرا من أحاديثه في نظره أيضا ليس بصحيح كما لوح به الفاضل التفتازاني في التلويح وصرح به بعض المحشين له غاية التصريح حيث قال: إن ما ذكره البخاري في صحيحه قسمان قسم تصدي لإثباته وقسم أورده للاستشهاد والتأييد والأول هو الصحيح مطلقا دون الثاني (إنتهى). (*)

ص 405

الشفا والنجاة لأبي علي بن سينا بذينك الاسمين لا بالمرض والهلاك، ونحوهما، فلا دلالة في تعبير الجمهور عن كتاب البخاري بالصحيح على تعديل من ذكر فيه من الرواة، وما ذكرناه من أن البخاري نفسه سمى كتابه بالصحيح أمروا ضح، قد سبق من هذا الشارح التصريح به، حيث قال في أوايل المقدمة إن المصنف التزم فيه الصحة وأن لا يورد فيه إلا حديثا صحيحا، هذا أصل موضوعه، وهو مستفاد من تسميته إياه بالجامع الصحيح المسند (1) من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسننه وأيامه مما نقلناه عنه من رواية الأئمة عنه صريحا الخ فتدبر، وسيجئ في إيضاح سقم صحاحهم مزيد بيان في شرح البحث الخامس إن شاء الله تعالى، وأما قوله: وابن المغازلي رجل مجهول لا يعرفه أحد ولم يعده أحمد من العلماء من المصنفين والمحدثين، فإنكار بارد لا يروج على أحمد من العلماء المحدثين، فإن ابن المغازلي هو مؤلف كتاب المناقب أبو الحسن الفقيه الشافعي الواسطي الذي يعرفه من متأخري المحدثين ابن حجر المتأخر الشافعي، وينقل عنه في كتابه المسمى بالصواعق المحرقة عند ذكر الآية السادسة من الآيات الواردة في فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فظهر أن الداعي له إلى الحكم بجهالة ابن المغازلي إنما هو جهله أو تجاهله الناشئ من تعصباته الجاهلية، وأما قوله: والعجب أن هذا الرجل لا ينقل حديثا إلا من جماعة أهل السنة، لأن الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء مجتهدون الخ فمن أعجب العجايب الذي قصد به خدعة العوام لظهور أن الشيعة إنما يحتجون على أهل السنة بأحاديثهم لكونه أتم في الالزام وأقوى في

(هامش)

(1) وقال النووي الشافعي في ترجمة البخاري من كتابة الموسوم بتهذيب الأسماء. فصل: في اسم صحيح البخاري وتعريف محله وسبب تصنيفه وكيفية جمعه وتأليفه أما اسمه فسماه مؤلفه البخاري الجامع لمسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنينه وأيامه (إنتهى) منه (ره). (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج7)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب