الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 151

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 356 ط اسلامبول) قال: وعن إبراهيم النخعي قال: خرج علي كرم الله وجهه فجلس في المسجد، واجتمع أصحابه، فجاء الحسين رضي الله عنه فوضع يده على رأسه، فقال: يا بني إن الله ذمم أقواما في كتابه فتلى الآية، وقال: يا بني لنقتلن بعدي ثم تبكيك السماء والأرض وقال: وما بكت السماء والأرض إلا على يحيى بن زكريا وعلى والحسين ابنى علي. ومنهم العلامة القاضي البهلول بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد) (ص 171 ط مطبعة افتاب ط چهارم) روى إبراهيم النخعي عن علي أنه قال لولده الحسين يا بني ستقتل بعدي وتبكي عليك السماء والأرض.

الثاني عشر حديث ابن سيرين عن بعض أصحابه

رواه القوم: منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 52 ط القاهرة) قال: روى هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن بعض أصحابه قال: قال علي لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (ج 5 ص 113 المطبوع بهامش المسند ط الميمنية بمصر) روى الحديث عن ابن سيرين: عن بعض أصحابه بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام).

ص 152

الثالث عشر إخباره عليه السلام عن استغاثة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بأهل الكوفة وأنهم لا يغاثون

رواه القوم: منهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في (فيض القدير) (ج 1 ص 170 طبع القاهرة) قال: وقد قال علي كرم الله وجهه لأهل الكوفة: سينزل بكم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستغيثون بكم فلم يغاثوا، فكان منهم في شأن الحسين ما كان.

الرابع عشر ما روي عنه عليه السلام من الأبيات في شهادة الحسين

رواه القوم: منهم العلامة المير حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي في (شرح ديوان أمير المؤمنين) (ص 284 مخطوط) قال: قال علي: كأني بنفسي وأعقابها * وبالكربلاء ومحرابها

فتخضب منا اللحي بالدماء * خضاب العروس بأثوابها

أراها ولديك رأي العيان * وأوتيت مفتاح أبوابها

مصائب تأباك من أن يرد * فأعدد لها قبل منتابها

ص 153

وفي (ص 287) وقال علي:

سقى الله قائمنا صاحب * القيامة والناس في دأبها

هو المدرك الثار لي يا حسين * بل لك فاصبر على أتعابها

لكل دم ألف ألف دماء * يقصر في قتل أحزابها

هنالك لا ينفع الظالمين * قول بعذر وأعتابها

إخباره عليه السلام عن شهادة سبعة من خيار شيعتهم منهم حجر بن الأزد

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ج 4 ص 86 ط روضة الشام) قال: روى أن عليا رضي الله عنه قال: (يا أهل الكوفة سيقتل فيكم سبعة نفر هم من خياركم بعذراء مثلهم كمثل أصحاب الأخدود) - ورواه البيهقي أيضا والطبري إلى أن قال: وقال معاوية ما قتلت أحدا إلا وأنا أعرف فيما قتلت ما خلا حجرا فإني لا أعرف بأي ذنب قتلته. ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 6 ص 225 ط السعادة بمصر) قال: قال يعقوب بن سفيان: ثنا ابن بكير، ثنا ابن لهيعة، حدثني الحارث، عن يزيد، عن عبد الله بن رزين الغافقي قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: يا أهل العراق، سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، فقتل

ص 154

حجر بن عدي وأصحابه. ومنهم العلامة السيوطي في (الخصائص) (ج 2 ص 141 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث من طريق البيهقي وابن عساكر بعين ما تقدم عن (البداية والنهاية). ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (ج 5 ص 55 ط الميمنية بمصر) قال: عن علي قال: يا أهل الكوفة سيقتل منكم سبعة نفر خياركم مثلهم كمثل أصحاب الأخدود منهم حجر بن الأزد وأصحابه قتلهم معاوية في العذراء من دمشق كلهم من أهل الكوفة.

إخباره عليه السلام عن شهادة كميل بيد الحجاج

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) (ج 3 ص 300 ط مصر) قال: قال جرير عن مغيرة طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاءهم فلما رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير قد نفد عمري لا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم فخرج إلى الحجاج فلما رآه قال له: لقد أحببت أن أجد عليك سبيلا فقال له كميل: إنه ما بقي من عمري إلا القليل فاقض ما أنت قاض فإن الموعد الله وقد أخبرني أمير المؤمنين علي أنك قاتلي قال: بلي قد كنت فيمن قتل عمر، اضربوا عنقه فضربت عنقه (ز) ومنهم العلامة الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 673 ط لاهور) ذكر القصة بعين ما تقدم عن (الإصابة).

ص 155

ومنهم العلامة الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 250 ط بمبئي) روى الحديث نقلا عن شواهد النبوة بعين ما تقدم عن (الإصابة).

إخباره عليه السلام عن شهادة مزرع وصلبه بين شرافتين من شرف المسجد

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 211 ط مصر) قال: روى أبو داود الطيالسي، عن سليمان بن رزيق، عن عبد العزيز بن صهيب، قال: حدثني أبو العالية قال: حدثني مزرع صاحب علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه قال: ليقتلن جيش حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم قال أبو العالية: فقلت له: إنك لتحدثني بالغيب فقال: احفظ ما أقول لك فإنما حدثني به الثقة علي بن أبي طالب وحدثني أيضا شيئا آخر ليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرافتين من شرف المسجد فقلت له: إنك لتحدثني بالغيب فقال: احفظ ما أقول لك، قال أبو العالية: فوالله ما أتت علينا جمعة حتى أخذ مزرع فقتل وصلب بين شرافتين من شرف المسجد قلت: حديث الخسف بالجيش قد خرجه البخاري ومسلم في (الصحيحين) عن أم سلمة رضي الله عنها.

إخباره عليه السلام عن شهادة رشيد الهجري وأنه يقطع لسانه ويصلب

رواه القوم:

ص 156

منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 211 ط مصر) قال: قال إبراهيم، وحدثني إبراهيم بن العباس الهندي، قال: حدثني مبارك البجلي، عن أبي بكر بن عياش قال: حدثني المجالد، عن الشعبي، عن زياد بن النصر الحارثي قال: كنت عند زياد قد أتي برشيد الهجري، وكان من خواص أصحاب علي عليه السلام فقال له زياد: ما قال خليلك لك إنا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني فقال زياد: أما والله لأكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال: ردوه لا نجد شيئا أصلح مما قال لك صاحبك أنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه، فقطعوا يديه ورجليه، وهو يتكلم فقال: اصلبوه خنقا في عنقه فقال رشيد: قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه، فقال زياد: اقطعوا لسانه، فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال: نفسوا عني أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه، فقال: هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين أخبرني بقطع لساني فقطعوا لسانه وصلبوه. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 267 ط بمبئي) روى نقلا عن مصابيح القلوب أن عليا كان جالسا عند نخلة مع جمع من أصحابه ومنهم رشيد الهجري فقال له: إنك تصلب بعدي على خشبة هذه النخلة. فكان رشيد بعد شهادته عليه السلام يسقيها كل يوم حتى قطعوه فقال رشيد فأرسل إلي عبيد الله يحضرني فلما وصلت إلى داره رأيت خشبة تلك النخلة على بابها فلما رآني عبيد الله قال: هات من أكاذيب أبي الحسن فقلت: والله إنه ما كذب قط وقد أخبرني إنك تقطع يدي ورجلي ولساني ثم تصلبني فقال: إني أقطع يدك ورجلك وأصلبك ولا أقطع لسانك ليظهر كذبه فكان رشيد يروي من فضائل أهل البيت مصلوبا ويقول:

ص 157

اكتبوها قبل أن يقطعوا لساني فلما وصل ذلك إلى عبيد الله أمر بقطع لسانه.

إخباره عليه السلام عن شهادة جويرية وأنه يقطع يده ورجله ويصلب تحت جذع كافر

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 209 ط مصر) روى إبراهيم بن ميمون الأزدي عن حبة العرني قال: كان جويرية بن مسهر العبدي صالحا وكان لعلي بن أبي طالب صديقا وكان علي يحبه ونظر يوما إليه وهو يسير فناداه يا جويرية الحق بي فإني إذا رأيتك هويتك قال إسماعيل بن أبان: فحدثني الصباح، عن مسلم، عن حبة العرني قال: سرنا مع علي عليه السلام يوما فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيدا فناداه يا جويرية الحق بي لا أبا لك ألا تعلم أني أهواك وأحبك قال: فركض نحوه فقال له: إني محدثك بأمور فاحفظها ثم اشتركا في الحديث سرا فقال له جويرية: يا أمير المؤمنين إني رجل نسي فقال إني أعيد عليك الحديث لتحفظه ثم قال له في آخر ما حدثه إياه: يا جويرية أحبب حبيبنا ما أحبنا فإذا أبغضنا فابغضه، وأبغض بغيضنا ما أبغضنا فإذا أحبنا فأحبه قال: فكان ناس ممن يشك في أمر علي عليه السلام يقولون: أتراه جعل جويرية وصيه كما يدعي هو من وصية رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يقولون ذلك لشدة اختصاصه له حتى دخل على علي عليه السلام يوما وهو مضطجع وعنده قوم من أصحابه فناداه جويرية أيها النائم استيقظ فلتضربن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك قال: فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام قال: وأحدثك يا جويرية بأمرك أما والذي نفسي بيده لتتلن إلى العتل الزنيم فليقطعن

ص 158

يدك ورجلك وليصلبنك تحت جذع كافر قال: فوالله ما مضت الأيام على ذلك حتى أخذ زياد جويرية فقطع يده ورجله وصلبه إلى جانب جذع ابن مكعبر وكان جذعا طويلا فصلبه على جذع قصير إلى جانبه.

إخباره عليه السلام بشهادة ميثم وأنه يصلب على نخلة باب دار عمرو بن حريث مع تسعة وما يصيبه من البلايا

ما رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 210 ط مصر) قال: روى إبراهيم في كتاب الغارات، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: كان ميثم التمار مولى علي بن أبي طالب عليه السلام عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه علي عليه السلام منها وأعتقه، وقال له: ما اسمك؟ فقال: سالم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم فقال: صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين فهو والله اسمي قال: فارجع إلى اسمك ودع سالما فنحن نكنيك به فكناه أبا سالم قال: وقد كان قد اطلعه علي عليه السلام على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية فكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك فيه قوم من أهل الكوفة وينبسون عليا عليه السلام في ذلك إلى المخرقة والايهام والتدليس حتى قال له يوما بمحضر من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص: يا ميثم إنك تؤخذ بعدي وتصلب فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دما حتى يخضب لحيتك فإذا

ص 159

كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضي عليك فانتظر ذلك والموضع الذي تصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث إنك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة يعني الأرض ولأرينك النخلة التي تصلب على جذعها ثم أراه إياه بعد ذلك بيومين وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي نبت، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي حتى قطعت فكان يرصد جذعها ويتعاهده، ويتردد إليه، ويبصره وكان يلقي عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري فلا يعلم عمرو ما يريد فيقول له: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم قال: وحج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة (ر ض) فقالت له: من أنت؟ قال: عراقي فاستنسبته فذكر لها أنه مولى علي بن أبي طالب فقالت: أنت هيثم قال: بل أنا ميثم فقالت: سبحان الله والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليا في جوف الليل فسألها عن الحسين بن علي فقالت: هو في حائط له قال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ولا أقدر اليوم على لقائه وأريد الرجوع فدعت بطيب فطيبت لحيته فقال لها: أما إنها ستخضب بدم فقالت: من أنباك هذا؟ قال: أنبأني سيدي فبكت أم سلمة وقالت له: إنه ليس بسيدك وحدك، وهو سيدي وسيد المسلمين، ثم ودعته فقدم الكوفة وأخذ وأدخل على عبيد الله بن زياد وقيل له: هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب قال: ويحكم هذا الأعجمي؟! قالوا: نعم، فقال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك قال: قد كان بعض ذلك فما تريد؟ قال: وإنه ليقال: إنه قد أخبرك بما سيلقاك قال: نعم، إنه أخبرني قال: ما الذي أخبرك أني صانع بك؟ قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة قال: لأخالفنه قال: ويحك كيف تخالفه إنما أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله

ص 160

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرائيل وأخبر جبرائيل عن الله فكيف تخالف هؤلاء أما والله لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة وإني لأول خلق الله الجم في الإسلام بلجام كما يلجم الخيل فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الجبار الذي نحن في حبسه وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخديه، فلما دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد يأمره بتخلية سبيله وذاك إن أخته كانت تحت عبد الله بن عمر ابن الخطاب فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد فشفع فأمضى شفاعته وكتب بتخلية سبيل المختار على البريد فوافى البريد وقد أخرج ليضرب عنقه فأطلق، وأما ميثم فأخرج بعده ليصلب وقال عبيد الله: لأمضين حكم أبي تراب فيه فلقاه رجل فقال له: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم فتبسم وقال: لها خلقت ولي غذيت فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث فقال عمرو: لقد كان يقول لي: إني مجاورك فكان يأمر جاريته كل عشية أن تنكس تحت خشبته وبرشه وتجمر بالمجمر تحته، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم ومخازي بني أمية وهو مصلوب على الخشبة فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد فقال: ألجموه، فألجم فكان أول خلق الله الجم في الإسلام فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دما فلما كان في اليوم الثالث طعن بحربة فمات، وكان قتل ميثم قبل قدوم الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيام. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 278 ط بمبئي) روى عن عمران بن ميثم إخباره عليه السلام عن قتله بأمر معاوية بعد أمره له بالتبري عنه وامتناعه منه ثم ذكر شرحا من أحواله يتضمن علمه عليه السلام بكيفية قتله بما يطول ذكره.

ص 161

إخباره عليه السلام عن شهادة عمرو بن الحمق

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 209 ط مصر) قال: وروى محمد بن علي الصواف، عن الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن شمير ابن سدير الأزدي قال: قال علي عليه السلام لعمرو بن الحمق الخزاعي: أين نزلت يا عمرو؟ قال: في قومي، قال: لا تنزلن فيهم، قال: فأنزل في بني كنانة جيراننا؟ قال: لا، قال: فأنزل في ثقيف، قال: فما تصنع بالمعرة، والمجرة؟ قال: وما هما؟ قال: عنقان من نار يخرجان من ظهر الكوفة يأتي أحدهما على تميم وبكر بن وائل فقلما يفلت منه أحد، ويأتي العنق الآخر، فيأخذ على الجانب الآخر من الكوفة فقل من يصيب منهم، إنما يدخل الدار فيحرق البيت والبيتين، قال: فأين أنزل؟ قال: أنزل في بني عمرو بن عامر من الأزد قال: فقال قوم حضروا هذا الكلام: ما نراه إلا كاهنا يتحدث بحديث الكهنة فقال: يا عمرو إنك لمقتول بعدي وإن رأسك لمنقول وهو أول رأس نقل في الإسلام والويل لقاتلك، أما أنك لا تنزل بقوم إلا أسلموك برمتك إلا هذا الحي من بني عمرو بن عامر من الأزد فإنهم لن يسلموك ولن يخذلوك قال: فوالله ما مضت الأيام حتى تنقل عمرو بن الحمق في خلافة معاوية في بعض أحياء العرب خائفا مذعورا حتى نزل في قومه من بني خزاعة فأسلموه فقتل وحمل رأسه من العراق إلى معاوية بالشام وهو أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد.

ص 162

إخباره عليه السلام عن شهادة زيد

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ص 175 ج 2 ط القاهرة) قال: وقوله فيه خب صب يروم أمرا ولا يدركه ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا وهو بعد مصلوب قريش.

إخباره عليه عن شهادة قنبر

رواه القوم: منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 215 ط بمبئي) روى الحديث نقلا عن شواهد النبوة أن الحجاج قال يوما لقرنائه: إني أريد أن أتقرب إلى الله بسفك دم رجل من أصحاب أبي تراب فقالوا: لا نعلم أحدا كان أقرب إليه من قنبر فأمر بإحضاره فقال له: إني أريد قتلك وبأي قتلة تختار أن أقتلك فعلته، فقال: بأي قتلة قتلتني أقتلك غدا بذلك فإن أمير المؤمنين عليا أخبرني بأنك تقتلني بظلم فأمر بقتله فقتلوه.

إخباره عليه السلام عن ملك معاوية

رواه القوم: منهم العلامة ابن الأثير الجزري في (النهاية) (ج 2 ص 15 ط الخيرية بمصر) قال:

ص 163

وفي حديث علي سيظهر بعدي عليكم رجل مندحق البطن أي واسعها كان جوانبها قد بعد بعضها من بعض فاتسعت. ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في (تاج العروس) (ج 8 ص 206 في مادة بلعم ط القاهرة) قال: في حديث علي لا يذهب أمر هذه الأمة إلا على رجل واسع السرم ضخم البلعوم. تكذيبه عليه السلام عمن أخبره بموت معاوية وأنه لا يموت حتى يملك الكوفة رواه القوم:

تكذيبه عليه السلام عمن أخبره بموت معاوية وأنه لا يموت حتى يملك الكوفة

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ تاج الدين أحمد بن عطاء الله السكندري في (مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح) في هامش (لطائف المنن) (ج 1 ص 64) قال: ذكر الأخباريون، أنه أرجف بالكوفة إن معاوية قد مات فقال علي رضي الله عنه إذ بلغه: والله ما مات ولن يموت حتى يملك تحت قدمي هاتين وإنما أراد ابن هند أن يشيع ذلك حتى يستتر علمي فيه فمن يومئذ كاتب أهل الكوفة معاوية وعلموا أن الأمر صائر إليه.

 

إخباره عليه السلام عن ملك بني أمية

 

 

وهو على انحاء

الأول رواه القوم:

ص 164

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (ج 5 ص 454 ط الميمنية بمصر) قال: عن قيس بن أبي حازم قال: قال: سمعت علي بن أبي طالب على منبر الكوفة يقول: ألا لعن الله الأفجرين من قريش بني أمية وبني مغيرة أما بنو مغيرة فقد أهلكهم الله بالسيف يوم بدر، وأما بنو أمية فهيهات هيهات، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كان الملك من وراء الجبال ليثبوا عليه حتى يصلوا (كر).

الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن الأثير الجزري في (نهاية اللغة) (ج 4 ص 142 ط مصر) قال: في حديث علي، أقسم لتنخمنها أمية كما تلفظ النخامة.

الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (ج 5 ص 455) قال: عن علي قال: لا يزال بلا بني أمية حتى يبعث الله العصب مثل قزع الخريف يأتون من كل لا يستأمرون أميرا ولا مأمورا فإذا كان كذلك أذهب الله نور ملك بني أمية.

ص 165

الرابع ما رواه القوم:

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 455 ط الميمنية بمصر) قال: عن علي قال: ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية ألا إنها فتنة عمياء مظلمة.

الخامس ما رواه القوم:

منهم العلامة المذكور في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج د ص 455 ط الميمنية بمصر) قال: عن علي قال: لكل أمة آفة وآفة هذه الأمة بنو أمية. (أقول: فيه إشارة إلى تسلطهم على هذه الأمة).

السادس ما رواه القوم:

منهم العلامة المذكور في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 455 ط الميمنية بمصر) قال: عن علي قال: لا يزال هذا الأمر في بني أمية ما لم يختلفوا فيه، نعيم.

ص 166

السابع ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 179 ط القاهرة) قال: قال علي في ذكر بني أمية يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملأ الأرض عدوانا وظلما وبدعا إلى أن يضع الله عز وجل جبروتها ويكسر عمدها وينزع أوتادها ألا وإنكم مدركوها فانصروا قوما كانوا أصحاب رايات بدر وحنين تؤجروا ولا تمالؤا عليهم عدوهم فتصرعكم البلية وتحل بكم النقمة.

الثامن ما رواه القوم:

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 455 ط الميمنية بمصر) قال: عن علي قال: الأمر لهم يقتلوا قتيلهم ويتنافسوا بينهم فإذا كان ذلك بعث الله عليهم أقواما من المشرق فقتلوهم بددا وأحصوهم عددا والله لا يملكون سنة إلا ملكنا أربعا.

التاسع ما رواه القوم:

منهم العلامة الزمخشري في (الفائق) (ج 1 ص 576 في مادة سحل) قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: إن بني أمية لا يزالون يطعنون في مسحل ضلالة،

ص 167

ولهم في الأرض أجل ونهاية، حتى يهريقوا الدم الحرام في الشهر الحرام، والله لكأني أنظر إلى غرنوق من قريش يتشحط في دمه، فإذا فعلوا ذلك لم يبق لهم في الأرض عاذر، ولم يبق لهم ملك على وجه الأرض بعد خمس عشرة ليلة -. ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي المتوفى سنة 1205 في (تاج العروس) (ج 7 ص 35 في مادة (غرنق) ط القاهرة) قال: وفي حديث علي رضي الله عنه فكأني أنظر إلى غرنوق من قريش يتشحط في دمه (أي شاب ناعم) ومنهم علامة اللغة محمد بن مكرم بن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 10 ص 286 ط دار الصادر في بيروت) قال: في حديث علي عليه السلام فكأني أنظر إلى غرنوق من قريش يتشحط في دمه.

إخباره عليه السلام عن دعاة الدولة العباسية من أهل خراسان

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 175 ط القاهرة) قال: أخبر علي عن ظهور الرايات السود من خراسان وتنصيصه على قوم من أهلها يعرفون ببني رزيق بتقديم المهملة وهم آل مصعب الذين منهم طاهر بن الحسين وولده وإسحاق بن إبراهيم وكانوا هم وسلفهم دعاة الدولة العباسية.

ص 168

إخباره عليه السلام عن ملك بني عباس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد المتوفى سنة 285 في (الكامل) (ج 1 ص 367) قال: ويروى عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه أنه افتقد عبد الله بن العباس رحمه الله فقال ما بال أبي العباس لم يحضر؟ فقالوا ولد له مولود فلما صلى على رحمه الله قال امضوا بنا إليه فأتاه فهنأه فقال: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ما سميته؟ قال: أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه فأمر به فأخرج إليه فأخذه وحنكه ودعا له ثم رده إليه وقال خذه إليك أبا الأملاك قد سميته عليا وكنيته أبا الحسن. ومنهم علامة المالك والممالك الشيخ مطهر بن طاهر الشافعي في (البدء والتاريخ) (ج 6 ص 56 ط (افست) بمكتبة (المثنى). روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل) ملخصا. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 425 ط الميمنية بمصر) عن ابن عباس قال: قلت لعلي بن أبي طالب: متى دولتنا يا أبا الحسن؟ قال: إذا رأيت فتيان أهل خراسان أصبتم أنتم إثمها وأصبنا نحن برها - نعيم. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 254 ط بمبئي) قال: عن (شواهد النبوة، إن أمير المؤمنين كرم الله وجهه أشار في بعض خطبه بقتل الناس ببغداد، وقال: كأني أرى رجلا من بني عباس ينحر كما ينحر الإبل ولا يقدر أن يدفع عن نفسه، ويل له ثم ويل له، ما أذله لما ولي عن أمر ربه

ص 169

وأقبل إلى الدنيا الدنية إلى أن قال: لو شئت عن أسمائهم وكنيهم ومواضع قتلهم لأخبرت.

إخباره عليه السلام عن فتن بني مروان

رواه القوم: منهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الحنفي في (ربيع الأبرار) (ص 615 مخطوط) قال: أسر مروان بن الحكم يوم الجمل فكلم فيه الحسن والحسين: فخلاه علي عليه السلام فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين فقال: أولم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته إنها كف يهودية لو بايعني بيده لغدر بسبته أما إن له إمرة كعلقة الكلب أنفه وهو أبو الأكبش الأربعة وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر.

 

إخباره عليه السلام عن خالد بن عرفطة قائد مقدمة جيش ابن زياد في الطف وحبيب صاحب لوائه

 

 

وقد روى القوم في ذلك حديثين:

الأول حديث سويد بن غفلة

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 208 ط مصر) قال:

ص 170

وروى الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن سويد بن غفلة أن عليا خطب ذات يوم فقام رجل من تحت منبره فقال: يا أمير المؤمنين إني مررت بوادي القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له فقال: والله ما مات ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن حمار فقام رجل آخر من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين أنا حبيب بن حمار (عمار ظ) وإني لك شيعة ومحب فقال: أنت حبيب بن حمار قال نعم فقال له ثانية: والله إنك لحبيب بن حمار (عمار ظ) فقال: إي والله قال: أما والله إنك لحبيب لحاملها ولتحملنها ولتدخلن بها من هذا الباب وأشار بها إلى باب الفيل بمسجد الكوفة قال ثابت: فوالله ما مت حتى رأيت ابن زياد وقد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليه السلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب بن حمار صاحب رايته فدخل بها من باب الفيل.

الثاني حديث عطاء بن السائب عن أبيه

رواه القوم: منهم العلامة أبو الفرج في (مقاتل الطالبيين) (ص 71) قال: فحدثني أبو عبيدة الصيرفي وأحمد بن عبيد الله بن عمار قالا: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثني محمد بن عمرو الرازي، قال: حدثنا مالك بن شعير، عن محمد بن عبد الله الليثي، عن عطاء بن السائب، عن أبيه قال: بينما علي على المنبر إذ دخل رجل فقال: يا أمير المؤمنين مات خالد بن عرفطة، فقال: لا والله ما مات ما مات إذ دخل رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين مات خالد بن عرفطة، فقال:

ص 171

لا والله ما مات، ولا يموت حتى يدخل من باب هذا المسجد، يعني باب الفيل، براية ضلالة يحملها له حبيب بن عمار قال: فوثب رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنا حبيب ابن عمار وأنا لك شيعة قال: فإنه كما أقول فقدم خالد بن عرفطة على مقدمة معاوية يحمل رايته حبيب بن عمار. قال مالك: حدثنا الأعمش بهذا الحديث، فقال حدثني صاحب هذا الدار وأشار بيده إلى دار السائب أبي عطاء إنه سمع عليا يقول هذه المقالة.

إخباره عليه السلام عن الملوك الذين ظهروا من ولده بطبرستان

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 175 ط القاهرة) قال: أخبر علي عن الأئمة الذين ظهروا من ولده بطبرستان كالناصر والداعي وغيرهما في قوله عليه السلام وإن لآل محمد بالطالقان لكنزا سيظهره الله إذا شاء دعائه حق يقوم بإذن الله فيدعو إلى دين الله وكإخباره عن مقتل النفس الزكية بالمدينة الحديث.

إخباره عليه السلام عن غرق البصرة وإنه يستوعبها الماء ولا يبقى منها إلا مقدار سفينة

رواه القوم:

ص 172

منهم العلامة الدولابي في (الكنى والأسماء) (ج 2 ص 104 ط حيدر آباد الدنك ) قال حدثنا ابن صالح بن عبد الله الترمذي، قال: حدثنا محمد بن فضيل عن الأعرابي مالك العجلي، عن شبيل بن عزرة، عن أبي حبرة، قال: لما قدم علي البصرة خطبهم، فقال: كأني ببصرتكم هذه كأنها جؤجؤ سفينة، ثم قال: والله ليظهرن عليكم أهل الشام ثم ليعركنكم كما يعرك الأديم الصرف (1) ومنهم العلامة الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي المتوفى سنة بعد 325 بقليل في (البدء والتاريخ) (ج 4 ص 104 ط الخانجي بمصر) روى عن علي عليه السلام أنه قال: ليخرب البصرة وليغرقن حتى يصير المسجد كأنه جؤجؤ سفينة -. ومنهم العلامة مكرم بن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 1 ص 42 طبع دار الصادر في بيروت) قال:

(هامش)

(1) قال العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 84 ط القاهرة) قال: فأما إخباره عليه السلام أن البصرة تغرق عدا المسجد الجامع بها فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على أن البصرة تهلك بالماء الأسود، ينفجر من أرضها فتغرق، ويبقى مسجدها، والصحيح أن المخبر به قد وقع، فإن البصرة غرقت مرتين، مرة في أيام القادر بالله، ومرة في أيام القائم بأمر الله غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام، جائها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها، وغرق كلما في ضمنها، وهلك كثير من أهلها، وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة يتناقله خلفهم عن سلفهم. إلى أن قال: حتى لقد صرخ عليه السلام بأعلى صوته: ويلكم اعقروا الجمل فإنه شيطان، ثم قال: اعقروه وإلا فنيت العرب. (*)

ص 173

وفي حديث علي كرم الله وجهه كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة أو كجؤجؤ طاير في لجة بحر. ومنهم علامة علمي التاريخ أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب البغدادي الشهير باليعقوبي المتوفى سنة 284 في (البلدان) (ص 164 ط ليدن) قال: وقال أمير المؤمنين للكوفة: (ويحك يا كوفة وأختك البصرة، كأني بكما تمدان مد الأديم وتعركان عرك العكاظي إلا أني أعلم فيما أعلمني الله عز وجل أنه ما أراد بكما جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل. ومنهم العلامة أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487 في كتابه (معجم ما استعجم) (ج 2 ص 699 طبع لجنة النشر في القاهرة) قال: وفي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إن عين زغر بالبصرة، قال ابن عباس: فيما روي عنه إن عليا لما فرغ من حرب البصرة خطب الناس فذكر أحداثا تكون بالبصرة، ثم قال: وتكون هنات وهنات ثم تغرق الغرق المدمر من عين زغر، قال: ثم نزل واتبعه الناس وبيده قضيب حتى انتهى إلى بركة ضيقة الرأس، فقال وأومأ بالقضيب إلى فوهتها: هذه زغر هذه زغر قال ابن عباس: ففاضت فقال لها أمير المؤمنين: اسكني زغر كفي زغر، ما آن أوانك ولا حان حينك قال: فغارت وعين زغر هي التي سأل عنها الدجال، في حديث تميم الداري، وقال ابن سهل الأحول: سميت بزغر بنت لوط. ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) (ج 2 ص 175 ط القاهرة) قال: وكإخباره أي علي عن هلاك البصرة بالغرق، وهلاكها تارة أخرى بالزنج وهو الذي صحفه قوم فقالوا: بالريح.

ص 174

ومنهم العلامة الأديب ياقوت الحموي في (معجم البلدان) (ج 1 ص 436 ط) قال: وفي رواية أخرى، أنه رقي المنبر فقال: يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة يا جند المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، دينكم نفاق وأحلامكم دقاق وماؤكم زعاق، يا أهل البصرة والبصيرة والسبخة والحريبة، أرضكم أبعد أرض الله من السماء، وأقربها من الماء، وأسرعها خرابا وغرقا، ألا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: أما علمت أن جبرئيل حمل جميع الأرض على منكبه الأيمن فأتاني بها؟ ألا إني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها هرابا، ليأتين عليها يوم لا يرى منها إلا شرفات جامعها كجؤجؤ السفينة في لجة البحر، ثم قال: ويحك يا بصرة ويلك من جيش لا غبار له، فقيل يا أمير المؤمنين ما الويح وما الويل؟ فقال: الويح والويل بابان فالويح رحمة والويل عذاب -.

 

إخباره عليه السلام عن هدم الكعبة

 

 

وهو على قسمين:

الأول رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الزمخشري في (الفائق) (ج 2 ص 24 ط القاهرة) قال: عن علي رضي الله عنه. استكثروا من الطواف بهذا البيت، قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل من الحبشة أصعل أصمع حمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم -. ومنهم العلامة مكرم بن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 8 ص 207

ص 175

ط دار الصادر ببيروت) قال: وفي حديث علي رضي الله عنه كأني برجل أصعل أصمع أحمش الساقين يهدم الكعبة. وفي (حرف الباء) وفي حديث علي رضي الله عنه كأني بحبشي مخرب علي هذه الكعبة. ومنهم العلامة النسابة السيد محمد الزبيدي الحنفي في (تاج العروس) (ج 5 ص 418 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (لسان العرب). ومنهم العلامة الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) (ج 2 ص 210 ط مطبعة الخانجي بمصر) وروي عن علي صلوات الله عليه وسلامه قال: حجوا قبل أن لا تحجوا فوالذي خلق الحبة وبر النسمة، ليرفعن هذا البيت من بين أظهركم حتى لا يدري أحدكم أين كان مكانه بالأمس وقال: كأني أنظر إلى أسود حمش الساقين قد علاها وينقضها طوبة طوبة.

القسم الثاني رواه القوم:

منهم العلامة الذهبي في (تلخيص المستدرك) (المطبوع في ذيل المستدرك ج 1 ص 448 ط حيدر آباد الدكن) قال: أخبرنا أبو بكر الضبيعي ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا حصين بن عمر الأحمسي، ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي: عن الحارث بن سويد سمعت عليا (ر ض) يقول: حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى

ص 176

حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجرا حجرا فقلت له: شي تقوله برأيك أو سمعته من النبي صلى الله عليه وآله فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولكني سمعته من نبيكم.

 

إخباره عليه السلام عن الحجاج بن يوسف

 

 

وقد أخبر عن ذلك في موارد:

المورد الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 352 ط مصر) قال: قال يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب، حدثني حبيب بن أبي ثابت قال: قال علي رضي الله عنه لرجل: لامت حتى تدرك فتى ثقيف قيل: يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف؟ قال: ليقالن له يوم القيامة اكفنا زاوية من زوايا جهنم رجل يملك عشرين سنة أو بضعا وعشرين سنة لا يدع لله معصية إلا ارتكبها. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 454 ط الميمنية بمصر) روى الحديث من طريق البيهقي في (الدلائل) عن حبيب بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) وزاد في آخر الحديث حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة وكان بينه وبينها باب لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن أطاعه من عصاه. ومنهم العلامة المؤرخ الشهير ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 73 روضة الشام)

ص 177

روى الحديث عن حبيب بعين ما تقدم عن (منتخب كنز العمال) لكنه أسقط قوله: ليقالن إلى قوله: زوايا جهنم وقال في آخر الحديث: قال الحسن: قال علي رضي الله عنه ذلك وما خلق الله الحجاج يومئذ.

المورد الثاني ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 1 ص 485 ط حيدر آباد الدكن) قال: في (الثقاة) لابن حبان أيوب بن عبد الرحمان شيخ يروي عن مالك بن أوس بن الحدثان، روى عنه أبو مراية العجلي، قال ابن حبان: حدثنا ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، ثنا معتمر، ثنا أبي، عن أسلم، عن أبي مراية، عن أيوب بن عبد الرحمان، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال سمعت علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يقول: الشاب الذيال أمير المصرين يلبس فروتها، ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 454 ط الميمنية بمصر) روى الحديث من طريق البيهقي في (الدلائل) بعين ما تقدم عن (لسان الميزان) وزاد ويقتل أشراف حضرتها يشتد منه الفرق ويكثر منه الأرق يسلطه الله على شيعته.

ص 178

المورد الثالث ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أبو عبيد الهروي العبدي في (الغريبين) (ص 234 مخطوط) قال: في مادة الفاء مع الذال - وفي حديثه (أي علي) أنه خطب الناس بالكوفة قال: اللهم إني قد مللتهم وملوني فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال يلبس فروتها ويأكل خضرتها. وفي (ص 519، الطبع المذكور في مادة النون مع العين) ومنه حديث علي ذكر فتي ثقيف فقال: به نعرة، أراد كبره وهو الحجاج ومنهم العلامة الزمخشري في (الفائق) (ج 2 ص 270 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن (الغريبين) وزاد بعد قوله ملوني: وسئمتهم وسئموني. ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في (النهاية) (ج 1 ص 334 ط الخيرية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الغريبين) لكنه أسقط كلمة الميال. ومنهم العلامة المكرم بن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 15 ص 152 ط دار الصادر في بيروت) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الغريبين). ومنهم العلامة الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفتني الوطن في (مجمع بحار الأنوار) (ج 1 ص 350 ط نول كشور في لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الغريبين) لكنه أسقط كلمة: الميال.

ص 179

المورد الرابع ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 3 ص 352 ط مصر) قال: قال جعفر بن سليمان: ثنا مالك بن دينار، عن الحسن، إن عليا كان على المنبر فقال: اللهم إني ائتمنتهم فخانوني، ونصحتهم فغشوني، اللهم فسلط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم وأموالهم بحكم الجاهلية. ومنهم العلامة ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (على ما في منتخبه ج 4 ص 72 ط روضة الشام) روى الحديث عن الحسن بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) وزاد في آخر الحديث فوصفه وهو يقول: الشاب الذيال يفجر الأنهار يأكل خضرتها ويلبس فروتها قال الحسن البصري: هذه والله صفة الحجاج. ومنهم العلامة عماد الدين ابن كثير في (البداية والنهاية) (ج 6 ص 237 ط السعادة بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) سندا ومتنا إلى قوله فغشوني وذكر بدل بقية الحديث: فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتها ويلبس فروتها ويحكم فيهم بحكم الجاهلية قال: فتوفي الحسن، وما خلق الله الحجاج يومئذ. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 454 ط الميمنية بمصر) روى الحديث عن الحسن بعين ما تقدم عن (البداية النهاية).

ص 180

المورد الخامس ما رواه القوم:

منهم العلامة الزمخشري في (الفائق) (ص 58 ط القاهرة) قال: عن علي أنه أمر الناس بشيء وهو على المنبر، فقام رجال، فقالوا: لا نفعله. فقال: اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء، اللهم سلط عليهم غلام ثقيف اعلموا أن من فاز بكم فقد فاز بالقدح الأخيب.

المورد السادس ما رواه القوم:

منهم العلامة المكرم بن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 2 ص 632 ط دار الصادر في بيروت) قال: في حديث علي كرم الله وجهه: أما والله ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال، إيه أبا وذحة.

المورد السابع ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 209 ط القاهرة) قال: روى عثمان بن سعيد، عن يحيى التيمي، عن الأعمش، عن إسماعيل بن

ص 181

رجأ قال: قام أعشى باهلة وهو غلام يومئذ حدث إلى علي عليه السلام وهو يخطب ويذكر الملاحم فقال: يا أمير المؤمنين، ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة فقال: علي عليه السلام إن كنت آثما فيما قلت يا غلام فرماك الله بغلام ثقيف ثم سكت فقام رجال فقالوا: ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟ قال: غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك لله حرمة إلا انتهكها يضرب عنق هذا الغلام بسيفه فقالوا: كم يملك يا أمير المؤمنين؟ قال: عشرين إن بلغها قالوا: فيقتل قتلا أم يموت موتا، قال: بل يموت حتف أنفه بدأ البطن يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه قال: إسماعيل بن رجاء: فوالله لقد رأيت بعيني أعشى باهلة وقد احضر في جملة الأسراء الذين أسروا من جيش عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث بين يدي الحجاج فقرعه ووبخه واستنشده شعره الذي يحرض فيه عبد الرحمان على الحرب ثم ضرب عنقه في ذلك المجلس.

إخباره عليه السلام للحجر المرادي بأنه يؤمر بلعنه

ما رواه القوم: منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 77 ط الميمنية بمصر) قال: أخرج عبد الرزاق، عن حجر المرادي، قال: قال لي علي: كيف بك إذا أمرت أن تلعنني، قلت: أو كائن ذلك؟ قال: نعم، قلت: فكيف أصنع؟ قال: العني ولا تبرء مني. قال: فأمرني محمد بن يوسف أخو الحجاج وكان أميرا من قبل عبد الملك بن مروان على اليمن أن ألعن عليا، فقلت: إن الأمير أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله فما فطن لها إلا رجل أي لأنه إنما لعن الأمير ولم يلعن عليا. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 76 مخطوط)

ص 182

روى الحديث نقلا عن الحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام الحميري الصنعاني عن حجر المرادي بعين ما تقدم عن (الصواعق المحرقة). ومنهم العلامة العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 4 ص 122 ط حيدر آباد الدكن) قال: عبيد بن قنفذ البزار، قال: حدثنا يحيى، ثنا ابن عيينة عن ابن طاوس، عن أبيه قال: كان حجر بن قيس المدري من خدمة علي، فقال له يوما: يا حجر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعني فالعني ولا تبرأ مني فرأيت حجرا وقد أقامه أحمد بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع وقد وكل به ليلعن عليا أو يقتل فقال حجر: أما إن الأمير أحمد بن إبراهيم أمرني أن ألعن عليا، فالعنوه لعنه الله.

 

الباب السادس في ذكر كلمات عمر في الاعجاب لعلمه عليه السلام

 

 

قوله: لولا علي لهلك عمر

نذكر جمعا ممن ذكره من أعلام القوم: منهم العلامة الشهير بابن قتيبة الدينوري في (تأويل مختلف الحديث) (ص 202 ط القاهرة) قال: قال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه (على ما في تظلم الزهراء) (مخطوط) قال:

ص 183

وفي رواية يقول (أي عمر) لولا علي لهلك عمر. ومنهم الحافظ محمد بن يوسف بن محمد البلخي في كتابه (على ما في تلخيصه) (ص 17 ط الحيدري ببمبئي) قال: وقال عمر رضي الله عنه: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة المحقق الكركي في (نفحات اللاهوت) (ص 64) قال: وقال عمر: كل الناس أفقه منك يا عمر حتى المخدرات، وشعاره لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الشيخ السعدي الإبي في (شرح إرجوزته) (ص 294 مخطوط) قال: وكان - أي عمر - يقول: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 70 ط اسلامبول) قال: وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عدة مواطن: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة السيد أحمد بن محمد المغربي في (فتح الملك العلي) (ص 35) قال: كان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة بهلول بهجت أفندي في (تارخ آل محمد) (ص 135 ط مطبعة آفتاب ط چهارم) قال: قال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي البغدادي في (شرح النهج) (ج 1 ص 6) بعد ما ذكر أكثر الصحابة وأكابرهم كابن عباس وعمر بن الخطاب كانوا يستفيدون عن علي: إن عمر قال: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة المولى علاء الدين علي بن محمد القوشجي الحنفي في

ص 184

(شرح التجريد) (ص ط الاستانة) حيث قال: قال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد العجلي في (ذخيرة المال) قال: قال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن محمد بن علي الخوافي حيث قال بعد كلام طويل ما لفظه: فلذا اختص علي بمزيد العلم والحكمة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا مدينة العلم وعلي بابها وقال: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة القاضي سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني في (شرح القصيدة التائية لابن الفارض) حيث قال: قال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة المولى سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني الحنفي المتوفى سنة 792 قال في (المطول على شرح تلخيص المفتاح) (ص 136 في الكلام على لو الشرطية) ما لفظه: لولا علي لهلك عمر قال: معناه إن وجود علي سبب لعدم هلاك لا أن وجوده دليل على عدم علي أن عمر لم يهلك يعني لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن قادر العجلي في (ذخيرة المآل) (ص) قال: كان عمر رضي الله عنه يقول: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن حسن العدوي الشامي الشافعي في (مطالب السؤول) قال:

ص 185

إن عمر قال: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة أخطب خوارزم موفق الدين الخوارزمي في (المناقب) (ص 48) ذكر أمر عمر برجم المرأة فمنعه علي قال عمر: عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة العارف الشيخ نظام الدين أولياء الچشتي الهندي الحنفي المشتهر بسلطان المشايخ في (الملفوظات والأمالي العرفانية) قال: قال عمر بن الخطاب: لولا علي لهلك عمر (1)

(هامش)

(1) ونذكر أنموذجا من موارد قوله ذلك فمنها ما رواه القوم جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (المطبوع بذيل الإصابة ج 3 ص 39 ط مصطفى محمد بمصر) قال: قال: في المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر، فأراد عمر رجمها، فقال له علي: إن الله تعالى يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) الحديث، وقال له: إن الله رفع القلم عن المجنون الحديث، فكان عمر يقول: لو لا علي لهلك عمر. ومنهم القاضي علي بن عبيد الله المالقي في (قضاء الأندلس) (ص 73 ط دار الكاتبة بالقاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 82 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: إن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت بستة أشهر، فقال علي: إن الله تعالى يقول: = (*)

ص 186

(هامش)

= (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وقال الله تعالى: (وفصاله في عامين) فالحمل ستة أشهر، والفصال في عامين، فترك عمر رجمها، وقال: لولا علي لهلك عمر - أخرجه ابن السمان والخلعي. ومنهم العلامة الشهير بابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 18 ط الغري) قال: وقال عمر (رض) مرة: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة سبط بن الجوزي في (التذكرة) (ص 175 ط الغري) قال: وقال أحمد في الفضائل والمسند أيضا حدثنا عفان، حدثنا عطاء بن السائب عن أبي ظبيان، أن عمر (ر ض) أتي بامرأة قد زنت، فأمر برجمها فذهبوا ليرجموها، فرآهم علي (عليه السلام) في الطريق، فقال: ما شأن هذه، فأخبروه فخلى سبيلها، ثم جاء إلى عمر، فقال له: لم رددتها، فقال: لأنها معتوهة آل فلان وقد قال رسول الله صلى الله (صلى الله عليه وآله): رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق، فقال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم صاحب كتاب (توضيح الدلائل) (على ما في (فلك النجاة) ج 1 ص 432 ط هند) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة القاضي عضد الدين عبد الرحمان الإيجي الشيرازي في (المواقف) قال: ونهى عمر عن رجم من ولدت لستة أشهر ونبهه، ونهاه أيضا عن رجم الحاملة التي أقرت فقال عمر: لولا علي لهلك عمر. = (*)

ص 187

(هامش)

= ومنهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 247 مخطوط ) قال: وأخرج أحمد أن عمر أمر برجم امرأة فمر بها علي فانتزعها، فأخبر عمر فقال: ما فعله إلا لشيء، فأرسل عليه فسأله، فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: رفع القلم عن ثلاث الحديث، قال: نعم، قال: فهذه مبتلاة بني فلان لعله أتاها وهو بها، فقال عمر: لولا علي هلك عمر، واتفق له من أبي بكر نحوه. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 211 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق أحمد، والقلعي، وابن السمعان بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 123 ط لاهور) روى الحديث نقلا عن محب الدين بعين ما تقدم عنه في (ذخائر العقبى). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 192 ط الغري) قال: حدثنا داود بن أبي الهند، عن عامر بن مسروق، قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة نكحت في عدتها، ففرق بينها، وجعل صداقها في بيت المال، وقال: لا أجبر مهرا أرد نكاحه، وقال: لا يجتمعان أبدا، فخبر علي (عليه السلام) بذلك، فقال: لها المهر بما استحل من فرجها، يفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب، فخطب عمر الناس، وقال فيه: لولا علي لهلك عمر، (قلت): رواه غير واحد من أهل النقل وهذا لفظ الخوارزمي في كتابه. = (*)

ص 188

(هامش)

= ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 157 ط الغري) روى الحديث بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) لكنه ذكر بدل قوله فخطب عمر الناس وقال: فبلغ عمر فقال: ومنها ما رواه القوم منهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 96 ط الغري) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد الذي تقدم في كتابه) عن حذيفة بن اليمان، أنه لقي عمر ابن الخطاب فقال له عمر: كيف أصبحت يا ابن اليمان، فقال: كيف تريدني أصبح، أصبحت والله أكره الحق، وأحب الفتنة، وأشهد بما لم أره، وأحفظ غير المخلوق، وأصلي على غير وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء، فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره، وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك، فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب، فرأى الغضب في وجهه، فقال: ما أغضبك يا عمر؟ فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبحت، فقال: أصبحت أكره الحق، فقال: صدق، يكره الموت وهو حق، فقال: يقول: وأحب الفتنة، قال: صدق يحب المال والولد، وقد قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) فقال يا علي يقول: وأشهد بما لم أره، فقال: صدق يشهد لله بالوحدانية والموت البعث، والقيامة، والجنة، والنار، والصراط، ولم ير ذلك كله. فقال: يا علي وقد قال: اننى أحفظ غير المخلوق، قال: صدق يحفظ كتاب الله تعالى القرآن وهو غير مخلوق، قال: ويقول، أصلي على غير وضوء، فقال: صدق يصلي على ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله على غير وضوء، والصلاة عليه جائزة، فقال يا أبا الحسن قد قال: أكبر من ذلك، فقال: وما هو؟ قال: قال: إن لي في الأرض ما ليس لله في السماء، قال: صدق له زوجة وتعالى الله عن الزوجة والولد، فقال عمر: يهلك ابن الخطاب لولا علي = (*)

ص 189

(هامش)

= ابن أبي طالب (قلت:) هذا ثابت عند أهل النقل ذكره غير واحد من أهل السير، وقال السيد الحميري في المعنى: (سائل قريشا إن كنت ذا عمه * من كان أثبتها في الدين أوتادا) (من كان أعلمها علما وأحكمها * حكما وأصدقها قولا وميعادا) (إن يصدقوك فلن يعدوا أبا حسن * إن أنت لم تلق للأبرار حسادا) ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرني الإمام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري خطيب بيت المقدس كتابة، أنا شرف الدين أبو طالب عبد الرحمان بن عبد السميع الواسطي كتابة، أنا شاذان جبرئيل القمي قراءة عليه محمد بن عبد العزيز القمي، أنا الإمام حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي رحمه الله قال: أنا الأستاذ الإمام أبو محمد أحمد بن الفضل، قال أنا بكر محمد بن عمر الواعظ القاري بقرائتي عليه قال: أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمان بن أحمد القاضي قال: أنا هلال بن محمد بن الفقيه قال: أنا أنا عبد الله بن أحمد بن عامر قال: أنا أبي قال: قال علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي (عليه السلام) فذكر الحديث بمثل ما تقدم عن (كفاية الطالب). ومنهم العلامة الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 129 ط مطبعة القضاء) روى الحديث بمثل ما تقدم عن (كفاية الطالب). ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة ابن حسنويه الحنفي في (در بحر المناقب) (ص 23، مخطوط) قال: كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حسن الثياب، مليح الصورة فزار النبي صلى الله عليه وآله، وقصد المسجد، ولم يزل ملازما له = (*)

ص 190

(هامش)

= مشتغلا بالعبادة صائم النهار قائم الليل، وذلك في زمن خلافة عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الناس، والخلق يتمنى أن يكون مثله، وكان عمر يأتي إليه ويسأله أن يكلفه حاجة. فيقول له المقدسي: الحاجة إلى الله تعالى ولم يزل كذلك إلى أن عزم الناس إلى الحج. فقال: معي وديعة أحب أن تستودعها مني إلى حين عودي من الحج، فقال له عمر: هات الوديعة فاحضر حقا من عاج عليه قفل من حديد مختوم بخاتم الشاب فتسلمه، وخرج الشاب مع الوفد وخرج عمر إلى مقدم الوفد، وقال له: أوصيك بهذا وجعل يودع الشاب فرجع عمر، وكان في الوفد امرأة من الأنصار فما زالت تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزله، فلما كان في بعض الأيام دنت منه وقالت: يا شاب إني والله أرق لهذا الجسم الناعم الترف كيف يلبس الصوف، فقال لها: يا هذه جسم يأكله الدود ومصيره التراب هذا له كثير، فقالت إني أخاف على هذا الوجه المضئ كيف تشعثه الشمس، فقال لها: يا هذه اتقي الله وكفي فقد أشغلني كلامك عن عبادة ربي. فقالت له: إليك حاجة فإن قضيتها فلا كلام وإن لم تقضها فما أنا بتاركتك حتى تقضيها، فقال لها: وما حاجتك، قال: حاجتي أن تواقعني فزبرها وخوفها من الله تعالى فلم يردعها ذلك، قالت: والله إن لم تفعل ما آمرك به وإلا رميتك بداهية من دواهي النساء ومكرها، ولا تنجو منها فلم يلتفت إليها ولم يعبأ بكلامها فلما كان في بعض الليالي وقد أسهر أكثر ليله في عبادة ربه، ثم رقد في آخر الليل وغلب عليه النوم فأتته وتحت رأسه مزاده فيها زاده فانتزعتها منه وطرحت فيها كيسا فيه خمسمأة دينار، ثم أعادتها تحت رأسه فلما ثوروا الوفد قامت الملعونة من نومها وقالت: أنا بالله وبالوفد يا وفد الله امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتي ومالي، أنا بالله وبكم فحبس المتقدم على الوفد، وأمر رجلا من الأنصار ورجلا من المهاجرين أن تفتشوا الوفد ففتشوا الفريقين فلم يجدوا شيئا ولم يبق من الوفد إلا من فتش رحله ولم يبق غير المقدسي، وأخبروا مقدم الوفد بذلك، فقالت: يا قوم ما ضركم لو فتشتموه فله أسوة بالمهاجرين والأنصار وما يدريكم أن يكون ظاهره مليح وباطنه قبيح، ولم تزل بهم المرأة حتى حملتهم على = (*)

ص 191

(هامش)

= تفتيش رحله فقصده جماعة من الوفد وهو قائم يصلي، فلما رآهم أقبل عليهم فقال: ما بالكم وما حاجتكم؟ فقالوا له: هذه الامرأة الأنصارية ذكرت أنها سرق لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رحال الوفد بأسره لم يبق غيرك، ونحن لا نتقدم إلا بإذنك لما سبق من وصية عمر بن الخطاب فيما يعود إليك، فقال: يا قوم ما يضرني ذلك ففتشوا ما أحببتم وهو واثق من نفسه، فأول ما نفضوا المزادة التي فيها زاده فوقع منها الهميان فصاحت الملعونة الله أكبر هذا والله كيسي ومالي فيه كذا وكذا دينار، وفيه عقد لؤلؤ وزنه كذا وكذا مثقال فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة، فراموا إليه بالضرب الموجع والسب والشتم وهو لا يرد جوابا فسلسلوه وقادوه راجلا إلى مكة، فقال لهم يا وفد بحق هذا البيت إلا ما تصدقتم علي وتركتموني حتى أقضي الحج، وأشهد الله تعالى علي ورسوله وأقسم بالله أنني إذا قضيت حجي عدت إليكم وتركت يدي في أيديكم، فأوقع الله الرحمة في قلوبهم فأطلقوه، فلما قضى مناسك الحج وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال: ها أنا قعدت إليكم فافعلوا بي ما تريدون، فقال بعضهم لبعض: لو أراد المفارقة لما عاد إليكم اتركوه فتركوه ، ورجع الوفد طالبا مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فأعوز تلك المرأة الملعونة الزاد في الطريق فوجدت راعيا فسألته الزاد، فقال لها عندي ما تريدين غير أني لا أبيعه، فإن آثرت أن تمكنيني من نفسك ففعلت وأخذت منه زادا، فلما انحرفت عنه عرض لها إبليس لعنه الله، فقال لها: يا فلانة إنك حامل، فقالت: ممن، فقال لها: من الراعي، فقالت: وافضيحتاه، فقال لها: مع رجوعك إلى الوفد فقولي لهم: إني سمعت قراءة المقدسي فقربت منه فلما غلبني النوم دنا مني وواقعني ولم أتمكن من الدفاع عن نفسي وقد حملت منه وأنا امرأة من الأنصار وخلفي جماعة من الأهل، ففعلت الملعونة ما أشار عليها إبليس لعنه الله فلم يشكو في قولها لما عاينوه أولا من وجود المال في رحله فاعكفوا على الشاب المقدسي، وقالوا يا هذا: ما كفاك السرقة حتى فسقت فأوجعوه ضربا وأوسعوه شتما وسبا وأعادوه إلى السلسلة وهو لا يرد جوابا، فلما قربوا من المدينة على ساكنها = (*)

ص 192

(هامش)

= السلام خرج عمر بن الخطاب ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد، فلما قربوا منه لم يكن له همة إلا السؤال عن المقدسي، فقالوا: يا أبا حفص ما أغفلك عن المقدسي وقد سرق وفسق وقصوا عليه القصة، فأمر بإحضاره بين يديه فأحضر وهو مسلسل، فقال له: يا ويلك يا مقدسي تظهر بخلاف ما تبطن حتى سرقت وفضحك الله تعالى، والله لأنكلن بك أشد النكال وهو لا يرد جوابا، فجمع له الخلق وازدحم الناس لينظروا ما يفعل به، وإذا بنور قد سطع فتأملوه (فتأمله ظ) الحاضرون، وإذا به بعيبة علم النبوة علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ما هذا الرهج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا أمير المؤمنين إن الشاب المقدسي الزاهد فسق وسرق فقال عليه السلام: ما سرق وفسق ولا حج أحد غيره فلما أخبروا عمر قام قائما على قدميه وأجلسه موضعه فنظر إلى الشاب المقدسي وهو مسلسل وهو مطرق إلى الأرض والامرأة قائمة فقال لها أمير المؤمنين محل المشكلات وكاشف الكربات: ويلك قصي علي قصتك فأنا باب مدينة العلم فقالت: يا أمير المؤمنين إن هذا الشاب سرق مالي وقد شاهد الوفد مالي في مزادته وما كفاه ذلك حتى كنت ليلة من الليالي قربت منه فاستغرني بقراءته واستبا مني ووثب إلي وواقعني وما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة وقد حملت منه فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه يا أبا حفص اعلم أن هذا الشاب مجبوب ليس له إحليل وإحليله في حق عاج ثم قال: يا مقدسي أين الحق؟ فالتفت إلى عمر وقال: يا أبا حفص قم هات وديعة هذا الشاب فأرسل عمر فاحضر الحق ففتحوه وإذا فيه خرقة من حرير وبها إحليله فعند ذلك قال الإمام: قم يا مقدسي فقام فقال: جردوه فجردوه من ثيابه لينظروا أو يتحققوا من اتهمه بالفسوق، فجردوه من أثوابه فإذا هو مجبوب فعند ذلك ضج العالم فقال لهم: اسكتوا واسمعوا مني حكومة أخبرني بها ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: ويلك يا ملعونة فقد تجرئتي على الله ويلك ألم تأتين إليه وقلت له: كيت وكيت فلم يجبك إلى ذلك فقلت له: والله أدر منك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها فقالت: بلى يا = (*)

ص 193

كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن

 رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن عبد البر في (الاستيعاب) (المطبوع بذيل الاصابة ج 3 ص 39 ط مصطفى محمد بمصر) قال: قال أحمد بن زهير، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا مؤمل بن

(هامش)

= أمير المؤمنين كان ذلك فقال عليه السلام: ثم استنميته وتركتي الكيس في مزادته أقرى قالت: نعم يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام: اشهدوا عليها ثم قال لها: وهذا حملك من الراعي الذي طلبت منه الزاد فقال: أنا لا أبيع الزاد ولكن مكنيني من نفسك وخذي حاجتك ففعلت ذلك وأخذت الزاد وهو كذا وكذا قالت: صدقت يا أمير المؤمنين فضج العالم فأسكتهم وقال لها: فلما خرجت عن الراعي عرض لك شيخ صفته كذا وكذا فناداك وقال لك: يا فلان إنك حامل من الراعي فصرخت وقلت: وافضيحتاه فقال: لا بأس عليك قولي للوفد إن المقدسي استباحني وواقعني وقد حملت منه فيصدقوك كما ظهر لهم من سرقته ففعلت ذلك كما قال لك الشيخ فقالت: نعم، فقال الإمام: أتعرفين ذلك؟ قالت: لا قال: هو إبليس اللعين فعجب الناس من ذلك فقال عمر: يا أبا الحسن ما تريد أن تصنع بها قال: يحفر لها في مقابر اليهود ويدفن نصفها وترجم ففعل بها ذلك كما أمر مولينا أمير المؤمنين عليه السلام وأما المقدسي فلم يزل يلازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قبض رضي الله عنه فعند ذلك قام عمر وهو يقول: لولا علي لهلك عمر، لولا علي لهلك عمر، ثم انصرف الناس وقد عجبوا من حكومة علي بن أبي طالب عليه السلام -. (*)

ص 194

إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. ومنهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في (تأويل مختلف الحديث) (ص 202 ط القاهرة) قال: ويقول (أي عمر): أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن. ومنهم العلامة أبو عبيد العبدي المؤدب الهروي في (الغريبين) (مخطوط) قال: ومنه حديث عمر نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. ومنهم العلامة جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 1 ص 121 ط حيدر آباد الدكن) قال: عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. ومنهم الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه (على ما في تظلم الزهراء) (مخطوط) قال: وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الأول من إفراد البخاري في (مسنده) إلى أبي بن كعب إن عمر كان يقول: لا عاش عمر لمعضلة ليس لها أبو الحسن يعني عليا عليه السلام. ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 95 ط الغري) قال: أخبرنا الحافظ محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار مؤرخ العراق ببغداد، أخبرنا أبو علي ضيأ بن أبي القاسم بن أبي علي الخريف، أخبرنا القاضي محمد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، حدثنا أبو عمر الخزاز، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا أبو عبد الله الوراق، أخبرنا

ص 195

عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا يحيى بن سعيد بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن الهاشمي. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 22 ط مصر سنة 1285) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج الحنبلي الشهير بابن الجوزي في (مختصر الغريبين) نقل ما تقدم عن الغريبين بعينه. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 82 ط مكتبة القدسي بمصر) نقل من طريق أحمد وأبي عمر عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرني الإمام أبو الفضل بن أبي البناء بن مودود الحنفي إجازة قال: أخبرني أبو الفتح بن عبد المنعم بن أبي البركات بن محمد إجازة قال: أنا جد والد بن محمد بن الفضل أبو عبد الله الفراوي إجازة قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي سماعا عليه قال: أنا أبو سعيد يحيى بن محمد الإسفراني قال: أنا أبو محمد بن الحسين بن كوثر قال: ثنا بشر بن موسى قال: ثنا الحميدي قال: ثنا سفيان قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد ين المسيب فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم الحافظ الذهبي الدمشقي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 199)

ص 196

نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم المؤرخ المشهور بابن سعد المتوفى سنة 771 في كتابه (الطبقات الكبرى) (ج 2 ص 339 ط دار الصارف بمصر) قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر القواريري، أخبرنا مؤمل بن إسماعيل، أخبرنا سفيان بن عيينة، أخبرنا يحيى ين سعيد فذكر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن علي بن الحسين النباهي المالقي في (قضاة الأندلس) (ص 23 ط دار الكاتب بالقاهرة) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم الحافظ الفقيه الشيخ ولي الدين أبو زرعة العراقي في (طرح التثريب في شرح التقريب) (ج 1 ص 86 ط جمعية النشر بمصر) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم الحافظ شهاب الدين العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 1 ص 337 ط حيدر آباد) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 76 ط الميمنية بمصر) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة محمد خواجه پارسا البخارى يفي (فصل الخطاب) على ما في (ينابيع المودة) (ص 373 ط اسلامبول) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب). ومنهم الحافظ شهاب الدين العسقلاني في (الإصابة) (ص) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 66 ط الشرفية بمصر)

ص 197

نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الصديقي الفتني في (مجمع بحار الأنوار) (ج 2 ص 396 ط نول كشور في لكهنو) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 211 ط اسلامبول) نقل من طريق أحمد وأبي عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). وفي (ص 286، الطبع المذكور) نقله من طريق ابن سعد. ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 6) بعد ما ذكر أن أكثر الصحابة وأكابرهم كابن عباس وعمر بن الخطاب كانوا يستفيدون عن علي عليه السلام أن عمر قال: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن. ومنهم العلامة زين الدين الشيخ عبد الرؤوف المناوي الشافعي في (فيض القدير في شرح الجامع الصغير) (ص) ذكر أن عمر تعوذ بالله من معضلة ليس لها علي. ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن قادر العجلي في (ذخيرة المال) (ص) قال كان عمر رضي الله عنه يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. ومنهم العلامة ابن قيم الجوزية في (أعلام الموقعين) (ج 1 ص 15 ط السعادة بمصر) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 56 مخطوط) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة).

ص 198

ومنهم العلامة النبهاني في (الشرف المؤبد) (ص 59 ط مصر) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ط مصر) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 74 ط مصر) نقل من طريق ابن سعد عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الشهير بالقلندر في (روض الأزهر) (ص 365) نقل عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم لعلامة المعاصر الشيخ محمد المالكي المصري في (طبقات المالكية) (ج 2 ص 71 ط مطبعة السلفية بالقاهرة) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة المعاصر السيد أحمد بن محمد المغربي في (فتح العلى) (ص 35 ط القاهرة) روى من طريق ابن خيثمة بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 247 مخطوط) نقل كلام عمر بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 121 ط لاهور) روى الحديث من طريق أحمد عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة) (1).

(هامش)

(1) ونذكر موارد من موارد قوله ذلك: (الأول) = (*)

ص 199

(هامش)

= ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 17) قال: روى أن رجلا أتي به إلى عمر بن الخطاب (ر ض) وكان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس: وقد سألوه كيف أصبحت قال: أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق، وأصدق اليهود والنصارى، وأومن بما لم أره، وأقر بما لم يخلق، فأرسل عمر إلى علي رضي الله عنه فلما جائه أخبره بمقالة الرجل فقال: صدق يحب الفتنة قال الله تعالى: إنما أموالكم وأولادكم فتنة ويكره الحق يعني الموت، قال الله تعالى: وجأت سكرة الموت بالحق ويصدق اليهود والنصارى، قال الله تعالى: وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء وقالت النصارى: ليست اليهود على شيء، ويؤمن بما لم يره يؤمن بالله عز وجل، ويقر بما لم يخلق يعني الساعة فقال عمر (ر ض): أعوذ بالله من معضلة لا علي لها. ومنهم الحافظ أبو عبد الله البلخي الشافعي في كتابه على ما في (تلخيصه) (ص 16 ط الحيدري بمبئي) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة). ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 74 ط المليجية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة). (الثاني) ما رواه القوم: منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) (ص 154 ط الغري) قال: قال أحمد في الفضائل، حدثنا عبد الله القواريري، حدثنا مؤمل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن قال ابن المسيب: ولهذا القول سبب وهو أن ملك الروم كتب إلى عمر يسأله عن = (*)

ص 200

(هامش)

= مسائل فعرضها على الصحابة فلم يجد عندهم جوابا فعرضها على أمير المؤمنين فأجاب عنها في أسرع وقت بأحسن جواب قال ابن المسيب: كتب ملك الروم إلى عمر (ر ض) من قيصر ملك بني الأصفر إلى عمر خليفة المسلمين أما فإني مسائلك عن مسائل فأخبرني عنها فذكر المسائل بطولها إلى أن قال: فقرء علي الكتاب وكتب في الحال خلفه بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فقد وقفت على كتابك أيها الملك وأنا أجيبك بعون الله تعالى وقوته وبركته وبركة نبينا (ص) فساق الجواب إلى أن قال: قال ابن المسيب، فلما قرأ قيصر الكتاب قال: ما خرج هذا الكلام إلا من بيت النبوة، ثم سأل عن المجيب فقيل له: هذا جواب ابن عم محمد (ص) فكتب إليه سلام عليك أما بعد فقد وقفت على جوابك وعلمت أنك من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأنت موصوف بالشجاعة والعلم وأوثر أن تكشف لي عن مذهبكم والروح التي ذكرها الله في كتابكم في قوله (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) فكتب إليه أمير المؤمنين أما بعد فالروح نكتة لطيفة ولمعة شريفة من صنعة باريها وقدرة منشئها أخرجها من خزان ملكه وأسكنها في ملكه فهي عنده لك سبب وله عندك وديعة فإذا أخذت مالك عنده أخذ ماله عندك والسلام ومن هنا أخذ ابن سينا فقال:

هبطت إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وترفع

انفت فما الفت فلما آنست * كرهت مفارقة الديار البلقع

وأظنها نسيت عهودا بالحمى * ومنازلا بفراقها لم تقنع

تبكى اذا ذكرت عهودا بالحمى * بمدامع تهمل ولم تتقطع

(الثالث) ما رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 58 ط تبريز) قال: = (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب