الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 201

قول عمر: عجزت النساء أن يلدن بمثل علي ابن أبي طالب عليه السلام (لولا علي لهلك عمر)

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 48 ط تبريز) وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعيد السمان هذا أخبرني أبو عبد الله الحسين بن هارون القاضي الضبي إملاء لفظا أخبرني أبو القسم عبد العزيز بن إسحاق سنة ثلاثين وثلاثمأة إن علي بن محمد النخعي حدثه قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي، حدثني نصر بن مزاحم بن نصر المغفري

(هامش)

= وبهذا الإسناد عن أبي سعد السمان هذا أخبرني أبو القسم علي بن محمد بن علي الأيادي ببغداد لفظا، حدثني أبو القسم حبيب بن حسن القزار، حدثني عمر بن حفص السندوسي، حدثني أبو بلال الأشعري، حدثني عيسى بن مسلم القرشي عن عبد الله بن عمرو ابن نهيك عن ابن عباس قال كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) لزوج أم الغلام امسك عن امرأتك فقال له عمر: ولم يمسك عن امرأته؟ أخرج مما جئت به فقال: نعم، يا أمير المؤمنين يريد أن يستبرئ رحمها لا يلقى فيه شيء فيستوجب به الميراث من أخيه ولا ميراث له فقال عمر: أعوذ بالله من معضلة لا علي لها. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ط مطبعة القضاء) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب). (*)

ص 202

حدثني إبراهيم الزبرفان التيمي، حدثني أبو خالد، حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب، قال: لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل سألها عمر عن ذلك فاعترف بالفجور فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ما بال هذه المرأة فقالوا: أمر بها عمر أن ترجم فردها علي عليه السلام فقال له: أمرت بها أن ترجم؟ فقال: نعم، اعترفت عندي بالفجور فقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ثم قال له علي عليه السلام: فلعلك انتهرتها أو أخفتها فقال عمر: قد كان ذلك قال علي عليه السلام: أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا حد على معترف بعد بلاء إنه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار له فخلى عمر سبيلها ثم قال: عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب ولولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 13 ط طهران) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) ملخصا وفي آخر الحديث: فقال عمر: لولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في (فصل الخطاب) على ما في ينابيع المودة (ص 373 ط اسلامبول) قال: في عدة من المسائل رجع عمر إلى قول علي رضي الله عنه، فقال عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل علي، ولولا علي لهلك عمر. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الميبدي اليزدي في (شرح ديوان أمير المؤمنين) (ص 183 مخطوط)

ص 203

روى الحديث من طريق أحمد بن حنبل، ملخصا إلى قوله هذا سلطانك فساقه بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 75 ط اسلامبول) روى الحديث نقلا عن الموفق بن أحمد بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 124 ط لاهور) روى الحديث نقلا عن (مناقب الخوارزمي) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

قول عمر: لولا علي لافتضحنا

رواه القوم: منهم العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 548 مخطوط) قال: قيل لعمر: لو أخذت حلي الكعبة فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر وما تصنع الكعبة بالحلي فهم بذلك فسأل عليا عليه السلام فقال: إن القرآن أنزل على النبي صلى الله عليه وآله والأموال أربعة، أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرايض، والفئ فقسمه على مستحقيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها، وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه الله على حاله ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا فأقره حيث أقره الله ورسوله فقال له عمر: (لوك لافتضحنا) وتركه. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 122 ط لاهور) نقل عن (ربيع الأبرار) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 204

قول عمر: يا ابن أبي طالب ما زلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم

رواه القوم: منهم الغلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 5 ص 497 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) قال: عن سعيد بن جبير قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة قد ولدت ولدا له خلقتان بدنان وبطنان وأربعة أيد ورأسان وفرجان هذا في النصف الأعلى، وأما في الأسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل سائر الناس، فطلبت المرأة ميراثها من زوجها وهو أبو ذلك الخلق العجيب فدعا عمر بأصحاب رسول الله عليه السلام فشاورهم فلم يجيبوا فيه بشيء فدعا علي بن أبي طالب فقال علي: إن هذا أمر يكون له نبأ فاحبسها واحبس ولدها واقبض مالهم وأقم لهم من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف ففعل عمر ذلك ثم إن أحد البدنين طلب النكاح، فبعث عمر إلى علي فقال له: يا أبا الحسن ما تجد في أمر هذين إن اشتهى أحدهما شهوة خالفه الآخر وإن طلب الآخر حاجة طلب الذي يليه ضدها حتى أنه في ساعتنا هذه طلب أحدهما الجماع فقال علي: الله أكبر إن الله أحلم وأكرم من أن يرى عبدا أخاه وهو يجامع أهله ولكن عللوه ثلاثا فإن الله سيقضي قضاء فيه ما طلب هذا إلا عند الموت فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات فجمع عمر أصحاب رسول الله عليه السلام فشاورهم فيه قال بعضهم: اقطعه حتى يبين الحي من الميت وتكفنه وتدفنه فقال عمر: إن هذا الذي أشرتم لعجب أن نقتل حيا لحال ميت وضج الجسد الحي فقال: الله حسبكم تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله عليه السلام وأقر القرآن فبعث إلى علي فقال: يا أبا الحسن أحكم

ص 205

فيما بين هذين الخلقين فقال علي: الأمر فيه أوضح من ذلك وسهل وأيسر الحكم أن تغسلوه وتكفنوه وتدعوه مع ابن أمه يحمله الخادم إذا مشى فيعاون عليه أخاه فإذا كان بعد ثلاث جف فأقطعوه جافا ويكون موضعه حتى لا يألم فإني أعلم أن الله لا يبقى الحي بعده أكثر من ثلاث يتأذى برائحة نتنة وجيفة ففعلوا ذلك فعاش الآخر ثلاثة أيام ومات فقال عمر رضي الله عنه: يا ابن أبي طالب فما زلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم و(رجاله ثقات).

قول عمر لعلي عليه السلام بأبي أنتم بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعد هذا أخبرني أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان التنوفي بمعرة النعمان بقراءتي عليه وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب بحلب بقراءتي عليه حدثني أبو القسم إسماعيل ابن القسم، حدثني محمد بن الحلبي وقال المؤيد المعروف بالمصري بحلب، حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن المعروف بابن أبي نصلة، حدثنا الشيخ الصالح قال حدثني أبي حدثني يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عبد الله ابن عباس قال: استعدي رجل على علي بن أبي طالب عليه السلام إي عمر بن الخطاب وكان علي جالسا في مجلس عمر بن الخطاب فالتفت عمر إلى علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن وقال المؤيد فقم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك فقام علي فجلس مع خصمه فتناظرا وانصرف الرجل ورجع علي عليه السلام إلى مجلسه فجلس فيه فتبين لعمر التغير

ص 206

في وجهه فقال له: يا أبا الحسن ما لي أراك متغيرا أكرهت ما كان؟ قال: نعم، قال: ولم ذلك؟ قال: لأنك كنيتني بحضرة خصمي أفلا قلت: قم يا علي فاجلس مع خصمك فأخذ عمر برأس علي عليه السلام فقبل عينيه ثم قال: بأبي أنتم بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور. ومنهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 516 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 4 ص 133 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعد السمان هذا أنا أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي النعمان بقراءتي عليه وأبو الفتح المؤيد ابن أحمد بن علي الخطيب بحلب قراءتي عليه ثنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم ثنا محمد بن الحنبلي قال المؤيد المعروف بالمصري بحلب: ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن يعرف بابن أبي فضيلة الشيخ الصالح ثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي صالح عن عبد الله بن عباس فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الابشهي في (المستطرف) (ج 1 ص 91 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 211) روى الحديث نقلا عن (ربيع الأبرار) ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 207

قول عمر: اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 82 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: وعن محمد بن الزبير قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر فقلت: يا شيخ من أدركت؟ قال: عمر رضي الله عنه، فقلت: فما غزوت معه قال: غزوت اليرموك قلت: فحدثني شيئا سمعته قال: خرجت مع فتية حجاجا فأصبنا بيض نعام وقد أحرمنا فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر فأدبر وقال: اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول الله صلى الله عليه وآله فضرب حجرة منها فأجابته امرأة فقال: أثم أبو حسن؟ قالت: لا فمر في المقتاة فأدبر وقال اتبعوني حتى انتهى إليه وهو يسوي التراب بيده فقال: مرحبا يا أمير المؤمنين فقال: إن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون فقال: ألا أرسلت إلي قال: أنا أحق بإتيانك قال: يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما تنج منها أهدوه قال عمر: فإن الإبل تحدج قال علي: والبيض يمرض فلما أدبر قال عمر: اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) قال: قال: أخبرني العدل ظهير الدين علي بن محمود الكازروني ثم البغدادي والعدل شمس الدين علي بن عثمان بن محمود، أنبأ الشيخ أبو سعد ثابت بن مشرف ابن أسعد بن إبراهيم الخباز قال: أنبأ أبو القاسم مقبل بن أحمد بن تركة بن

ص 208

الصدر سماعا عليه في يوم الثلثا سادس عشر في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمأة قال: أنبأ أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي سماعا عليه بقراءة عبد الوهاب الأنماطي في ربيع الأول سنة خمسمأة قال: أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز قيل له حدثكم أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء وأنت تسمع من لفظه قال: نبأ علي بن إبراهيم الواسطي قال: نبأ يزيد بن هارون قال: أنبأ عبد الملك قال: نبأ محمد بن الزبير فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 130 ط مطبعة القضاء) قال: في قضية محمد بن المزر عند دخوله مسجد قريش، قال عمر: اللهم لا ترني شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.

قول عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحاكم النيشابوري في (المستدرك) (ج 1 ص 457 ط حيدر آباد الدكن) قال: أخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل من أصل كتابه، ثنا محمد بن صالح الكيليني، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمرو العدني، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حججنا مع فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر

ص 209

لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بن أبي طالب: بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع قال: بم؟ قال: بكتاب الله تبارك وتعالى قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له افتح فاك قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يؤتي يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليست فيهم يا أبا حسن. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 82 ط مكتبة القدسي بالقاهرة) قال: عن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شي فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيه يا أبا الحسن. ومنهم العلامة الذهبي في (تلخيص المستدرك) (المطبوع بذيل المستدرك ج 1 ص 457 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المستدرك) بتلخيص السند. ومنهم العلامة محمد بن أبي الفتح الإسحاقي في (أخبار الأول) (ص 31) روى الحديث من طريق الشعبي عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن (المستدرك)

ص 210

ومنهم العلامة صاحب إزالة الخفاء في (كتابه) (ج 2 ص 35 على ما في فلك النجاة) قال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن رواه الهندي في (فضائل مكة) وأبو الحسن القطان في (المطولات). ومنهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 248 مخطوط) قال: وأخرج الدار قطني عن أبي سعيد أن عمر سأل عليا عن شي فأجابه فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن. وفي رواية: لا ألقاني الله بعدك يا علي. ومنهم العلامة الشهير بالقلندر الهندي في (الروض الأزهر) (366) وأخرج أيضا أن عمر سأل عليا عن شي فأجابه فقال له عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 122 ط لاهور) روى الحديث من طريق الخجندي في (فضائل مكة) وأبو الحسن القطاني في (المطولات) والحاكم في (المستدرك) والبيهقي في (شعب الإيمان) والسيوطي في (البدور السافرة في أحوال الآخرة) عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن (المستدرك).

قول عمر: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو المؤيد أخطب خوارزم في كتابه (مقتل الحسين)

ص 211

(ص 45 ط الغري) قال: أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري أخبرنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين السمان الرازي أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن يحيى ابن الحسين العاصمي أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الجعابي حدثني أبو يزيد خالد بن النضر القرشي أخبرنا محمد بن أبي صفوان الثقفي أخبرنا مؤمل بن إسماعيل عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال (سمعت) عمر يقول: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيا. ومنهم العلامة المذكور في (المناقب) (ص 58 ط تبريز) روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (المقتل). ومنهم العلامة أبو عبد الله البلخي في كتابه على ما في (تلخيصه) (ص 16 ط الحيدري بمبئي) نقل عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 72 ط الغري) نقل عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 132 ط مطبعة القضاء) روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 17 ط الغري) روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 157 ط الغري)

ص 212

نقل كلام عمر بعين ما تقدم في الكتب السالفة وقال: وفي رواية أتي عمر بامرأة وضعت لستة أشهر فأمر برجمها فقال علي ليس عليها رجم لأن الله تعالى يقول: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) وقال: (وحمله وفصاله ثلثون شهرا) فستة للحمل وسنتان لمن أراد أن يتم الرضاعة فخلى عنها وقال: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب. ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 72 ط بمصر) روى عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 75 ط اسلامبول) روى عن طريقين عن سعيد بن المسيب بعين ما تقدم عن (المناقب).

قول عمر: لا أبقاني الله بعدك يا علي

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة موفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 60 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعيد هذا حدثني أبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد البغدادي السرابي، حدثنا أبو عمرو محمد بن عبد الواحد الزاهد، حدثنا محمد بن عثمان العيسى، حدثني عقبة بن مكرم، حدثني يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى بن عقيل قال: كان عمر بن

ص 213

الخطاب يقول لعلي بن أبي طالب فيما كان يسأله عنه فيفرج عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 82 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث عن يحيى بن عقيل بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الشيخ السعدي الإبي في (شرح إرجوزته) (ص 294 مخطوط) قال: وأما كونه (أي علي) أعلمهم فلا مرية فيه، وقد كان عمر يرجع إليه في المشكلات ويقول: لا أبقاني الله في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. ومنهم العلامة المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 248 مخطوط) قال قال عمر: لا أبقاني الله بعدك يا علي. ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 157 ط الغري) قال: وفي رواية أن رجلين من قريش أودعا امرأة مأة دينار وقالا لها: لا تدفعيها إلى أحدنا حتى يحضر الآخر وغابا مدة ثم جاء أحدهما فقال: إن صاحبي قد هلك وأريد المال فدفعته إليه ثم جاء الآخر فطلبه فقالت: أخذه صاحبك فقال: ما كان الشرط كذا فارتفعا إلى عمر فقال للرجل: ألك بينة؟ قال: هي فقال عمر: ما أراك إلا ضامنة فقالت: أنشدك الله ارفعنا إلى علي بن أبي طالب فرفعهما إليه فقصت المرأة القصة عليه فقال للرجل: ألست القائل لا تسلميها إلى أحدنا دون صاحبه؟ فقال: بلى فقال: مالك عندنا أحضر صاحبك وخذ المال، فانقطع الرجل وكان محتالا فبلغ ذلك عمر فقال: لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب

ص 214

وفي هذا المعنى يقول الصاحب بن عباد:

هل مثل قولك إذ قالوا مجاهرة * لولا علي هلكنا في فتاوينا

وهذا البيت من قصيدة طويلة أولها:

حب النبي وأهل البيت معتمدي * إذا الخطوب أسأت رأيها فينا

أيا ابن عم رسول الله أفضل من * ساد الأنام وساس الهاشميينا

يا ندرة الدين يا فرد الزمان أضح * لمدح مولى يرى تفضيلكم دينا

هل مثل سبقك في الإسلام لو عرفوا * وهذه الخصلة الغراء تكفينا

هل مثل علمك إن زلوا وإن وهنوا * وقد هديت كما أصبحت تهدينا

هل مثل جمعك للقرآن تعرفه * لفظا ومعنى وتأويلا وتبيينا

هل مثل صبرك إذ خانوا وإذ فشلوا * حتى جرى ما جرى في يوم صفينا

هل مثل بذلك للعاني الأسير وللطفل الصغير وقد أعطيت مسكينا

يا رب سهل زياراتي مشاهدهم * فإن روحي تهوى ذلك الطينا

يا رب صير حياتي في محبتهم * ومحشري معهم آمين آمينا

ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 122 ط لاهور) نقل من طريق الخجندي عن يحيى بن عقيل بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة السيد نور الدين علي أبو الحسن بن عبد الله الشافعي السمهودي المدني في (جواهر العقدين) في فضل الشرفين حيث ذكر

ص 215

أن عمر قال: لا أبقاني الله بعدك يا علي (1).

(هامش)

(1) قال القسطلاني في (توضيح الدلائل) (على ما في فلك النجاة ص 409 ط هند) وكان علي بإجماع الصحابة مرجوعا إليه في علمه موثوقا بفتواه وحكمه والصحابة كلهم يراجعونه مهما أشكل عليهم ولا يسبقونه. وينبغي ههنا ذكر نبذة من الموارد التي رجع فيها عمر إلى رأيه وعمل به، ونتبعه بذكر شيء من الموارد التي رجع إليه فيها أبو بكر، وعثمان، ومعاوية. منها ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفى سنة 722 في كتابه (فرائد السمطين) قال: أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي كتابة في شهر ربيع شهور سنة إحدى وسبعين وستمأة وأبيه عن السيد النسابة فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر بن محمد الدوري عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: نبأنا محمد بن أبي القاسم، عن حبان السراج، عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال: شهدت جنازة أبي بكر يوم مات وشهدت عمر حين بويع وعلي جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر، فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم قال: فطأطأ رأسه فقال: إياك أعني وأعاد عليه القول فقال له عمر: ما ذاك قال: إني جئتك مرتادا لنفسي شاكا في ديني فقال: دونك هذا الشاب قال: ومن هذا الشاب؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (ص) وهو أبو الحسن والحسين (ع) ابني رسول الله (ص) وهذا = (*)

ص 216

(هامش)

= زوج فاطمة بنت رسول الله، فأقبل اليهودي على علي (ع) قال: كذلك أنت؟ قال: نعم. قال: إني أريد أن أسألك عن ثلاث، وثلاث، وواحدة، قال: فتبسم علي (ع) ثم قال: يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا؟ فقال: أسألك عن ثلاث فان علمتهن سألت عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم علم، قال علي: فإنني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني؟ قال: ما جئت إلا لذاك قال: فاسأل قال: فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي، وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي، وأول شيء اهتز على وجه الأرض أي شيء هو؟ فأجابه أمير المؤمنين (ع) قال: فأخبر عن الثلاث الآخر أخبرني عن محمد (ص) كم بعده من إمام عدل وفي أي جنة يكون ومن يساكنه معه في جنته؟ فقال: يا هاروني إن لمحمد (ص) من الخلفاء اثنا عشر إماما عدلا لا يضرهم من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم وأنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ومسكن محمد في جنته مع أولئك الاثني عشر إماما العدل قال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى (ع) قال: فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده، وهل يموت أو يقتل، قال: يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما، ثم يضرب ضربة هنا يعني قرنه فتخضب هذه من هذا قال: فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأنك وصيه ينبغي تفوق ولاتفاق وأن تعظم ولا تستضعف ثم مضى به علي (ع) إلى منزله فعلمه معالم الدين. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة فخر الدين الرازي في (الأربعين) روى الحكم بن مروان عن جبير بن خبيب قال: نزلت بعمر بن الخطاب نازلة قام لها وقعد وترتج لها وتفطر ثم قال: معاشر المهاجرين ما عندكم فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين = (*)

ص 217

(هامش)

= أنت المفزع والمترع فغضب ثم قال: يا أيها الذين آمنوا قولوا قولا سديدا أما والله إني وإياكم لنعرف أين نجدها والخبير بها قالوا: كإنك أردت ابن أبي طالب قال: وأني يعدل بها عنه وهل طفحت حرة بمثله قالوا: فلو بعثت إليه قال: هيهات هناك شيخ من بني هاشم ولحمه من الرسول وأثارة من علم يؤتى لها ولا يأتي امضوا بنا إليه فافضعوا نحوه وأفضوا إليه وهو في حايط عليه تبان يتوكأ على مسحاته وهو يقول (أيحسب الانسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى) ودموعه تجري على خديه فاجمش القوم بالبكاء لبكائه فلما سكن سكنوا فسأله عمر عن مسألته فأصدر إليها جوابها فلوى عمر يديه وقال: أما والله لقد رادك الحق ولكن أبى قومك فقال: يا أبا حفص هون عليك من هنا ومن هنا (إن يوم الفصل كان مقاتا * يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) فانصرف عمر وقد أظلم وجهه وكأنما ينظر من ليل. ومنهم العلامة ابن حسنويه الحنفي الموصلي في (در بحر المناقب) (ص 81، مخطوط) روى الحديث نقلا من كتاب (أعلام النبوة) عن الحكم بعين ما تقدم عن (الأربعين) ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة المقريزي في (الخطط والآثار) (ج 1 ص 103 ط دار إحياء العلوم) قال: قال القضاعي: ووجدت في رسالة منسوبة إلى الحسن بن محمد بن عبد المنعم قال: لما فتحت العرب مصر عرف عمر بن الخطاب (ر ض) ما يلقى أهلها من الغلا إلى أن قال: فاستشار أمير المؤمنين عمر (ر ض) عليا رضي الله عنه في ذلك فأمره أن يكتب إليه أن يبني مقياسا وأن ينقص ذراعين من اثني عشر ذراعا وأن يقر ما بعدها على الأصل وأن ينقص من كل ذراع بعد الستة عشر ذراعا أصبعين ففعل ذلك. = (*)

ص 218

(هامش)

= ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة ابن عساكر في (التاريخ الكبير) (على ما في منتخبه ج 1 ص 181 ط الترقي بدمشق) قال: روي أن عمر بن الخطاب أراد أن يقسم سواد العراق فاستشار علي بن أبي طالب فقال له: دع القسمة ليكون أهل السواد مادة للمسلمين فتركهم. وفي (ج 5 ص 581، الطبع المذكور) عن عمر أنه أراد أن يقسم السواد بين المسلمين فأمر أن يحصوا فوجد الرجل يصيبه ثلاثة من الفلاحين فشاور في ذلك فقال له علي بن أبي طالب: دعهم يكونوا مادة للمسلمين فتركهم وبعث عليهم عثمان بن حنيف فوضع عليهم ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثنا عشر. ومنهم العلامة الحموي في (معجم البلدان) (ج 3 ص 275) روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (التاريخ الكبير). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 2 ص 112 الاستقامة بمصر): قال: حدثني عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا الدراوردي عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: جمع عمر بن الخطاب الناس فسألهم فقال: من أي يوم نكتب؟ فقال علي عليه السلام: من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه. ومنهم العلامة الحاكم النيسابوري في (المستدرك) (ج 3 ص 14 ط حيدر آباد) قال: = (*)

ص 219

(هامش)

= حدثنا أحمد بن محمد بن سلمة، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عبيد الله أبي رافع، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الأمم) ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد. ومنهم الحافظ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) على ما في منتخبه (ج 1 ص 36 ط الترقي بدمشق) قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنا عمر بن عبد الله بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله، نا حنبل، نا هارون بن معروف، ثنا عبد العزيز ابن محمد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الأمم). قال حنبل: وحدثني أبي إسحاق، ثنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سيرة، عن عثمان بن عبد الله بن رافع عن ابن المسيب قال: أول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتب لستة عشرة من المحرم بمشورة علي بن أبي طالب. أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة، أنا أبو طالب المخلص، نا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدثني عبد الرحمان بن المغيرة قال: كتب عمر التاريخ في شهر ربيع الأول سنة ستة عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب. ومنهم الحافظ الذهبي في (تلخيص المستدرك) المطبوع بذيل المستدرك (ج 3 ص 14) روى الحديث نقلا عن المستدرك بعين ما تقدم عنه بتلخيص السند. ومنهم العلامة المقريزي في (الخطط والآثار) (ج 1 ص 39 ط دار إحياء العلوم) روى الحديث عن سعيد بعين ما تقدم عن (تاريخ الأمم). ومنهم العلامة محمد بن عبد الرحمان السخاوي المصري في (الاعلان = (*)

ص 220

(هامش)

= بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) (ص 80 ط القاهرة) روى الحديث من طريق الحاكم عن سعيد بعين ما تقدم عن مستدركه. ثم قال: وكانت العرب قبل ذلك تؤرخ بعام الفيل وهو العام الذي ولد فيه رسول الله (ص) فقال: سعد بن أبي وقاص لعمر: ارخ وفاة النبي (ص)، فقال علي: بل أرخ بهجرة الرسول (ص) فإنها فرقت بين الحق والباطل وأظهرت الإسلام فاجتمع رأي المسلمين على الابتداء بسنة الهجرة إذ هي السنة التي عز فيها الإسلام وأهله، ثم اختلفوا في الشهر فقال عبد الرحمان ابن عوف أرخ برجب فإنه أول الأشهر الحرم، فقال: علي: بالمحرم فإنه أول السنة، وهو من الأشهر الحرم، فأمر عمر بذلك فانتشر في سائر بلاد الإسلام. إلى أن قال وفي كون أول السنة من المحرم حديث أورده الديلمي في الفردوس. وتبعه ولده عن علي رضي الله عنه. ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في (الوسائل) (ص 129 ط القاهرة) قال: أول من ورخ بالهجرة عمر بن الخطاب بمشورة علي بن أبي طالب سنة ست عشرة.. ومنهم العلامة المذكور في (الشماريخ) (ص 4 ط ليدن) قال: قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا عبد العزيز ابن محمد عن عثمان بن رافع سمعت سعيد بن المسيب يقول: قال عمر: متى نكتب التاريخ فجمع المهاجرين فقال له علي: من يوم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم نكتب التاريخ رواه الواقدي عن ابن أبي بشره عن عثمان بن عبد الله بن رافع فكأنه نسب إلى جده انتهى. وروى عن ابن المسيب بعين ما تقدم ثانيا عن (تاريخ دمشق). ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي دده السكتواري البستوي في (محاضرة الأوائل) (ص 28 طبع القاهرة) قال: أول من ورخ بالهجرة عمر بمشورة علي رضي الله عنه سنة عشرة. = (*)

ص 221

(هامش)

= ومنها ما رواه القوم: منهم علامة التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني) (ج 21 ص 330 ط دار الفكر) قال: أخبرني الحسن بن علي، وعيسى بن الحسين الوراق، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثني صالح بن عبد الرحمان الهاشمي، عن العمري، عن العتبى، قال: أتي عمر ابن الخطاب (ر ض) بجماعة فيهم أبو محجن الثقفي وقد شربوا الخمر، فقال: أشربتم الخمر بعد أن حرمها الله ورسوله، فقالوا ما حرمها الله ولا رسوله إن الله تعالى يقول: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات) فقال عمر لأصحابه: ما ترون فيهم فاختلفوا فيه فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فشاوره فقال علي: إن كانت هذه الآية كما يقولون فينبغي أن يستحلوا الميتة والدم ولحم الخنزير فسكتوا فقال عمر لعلي: ما ترى فيهم؟ قال: أرى وإن كانوا شربوها مستحلين لها أن يقتلوا وإن كانوا شربوها وهم يؤمنون إنها حرام أن يحدوا فسألهم فقالوا: والله ما شككنا في أنها حرام ولكنا قدرنا أن لنا نجاة فيما قلناه، فجعل يحدهم رجلا رجلا وهم يخرجون حتى انتهى إلى أبي محجن فلما جلده أنشأ يقول: ألم تر أن الدهر يعثر بالفتى * ولا يستطيع المر صرف المقادر

صبرت فلم أجزع ولم أك كائعا * لحادث دهر في الحكومة جائر

وإني لذو صبر وقد مات إخوتي * ولست عن الصهباء يوما بصابر

رماها أمير المؤمنين بحتفها * فخلانها يبكون حول المعاصر

فلما سمع عمر قوله (ولست عن الصهباء يوما بصابر) قال: قد أبديت ما في نفسك ولأزيدك عقوبة لإصرارك على شرب الخمر فقال له علي عليه السلام: ما ذلك لك وما يجوز أن تعاقب رجلا قال: لأفعلن وهو لم يفعل وقد قال الله في الشعراء (وإنهم يقولون ما لا يفعلون) = (*)

ص 222

(هامش)

= فقال عمر: قد استثنى الله منهم قوما فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فقال علي عليه السلام: أفهولاء عندك منهم وقد قال رسول الله (ص): لا يشرب العبد الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 59 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي بالإسناد الذي تقدم في كتابه) عن أبي سعد هذا أخبرني أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد (أحمد بن الحسن بن أحمد - خ) البوشنجي الفلمرزي قدم حاجا سنة تسعين حدثني أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفا، حدثني علي بن عبد العزيز حدثني أبو نعيم، حدثني عبد السلام عن عطا عن صالح بن عبد الرحمن فذكر الحديث بمثل ما تقدم عن (الأغاني سندا ومتنا. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 54 ط الميمنية بمصر) قال: عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وربما شهدنا وغبت ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهن علم قال علي: وما هن؟ قال الرجل ولم ير منه خيرا والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا قال علي: نعم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأرواح في الهواء جنود مجندة تلتقي فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف قال واحدة: والرجل يتحدث الحديث نسيه أو ذكره قال علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر يضئ إذ علت سحابة فأظلم (واضاء ظ) اذ تجلت قال عمر: اثنتان والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوما ألا يعرج = (*)

ص 223

(هامش)

= بروحه في العرش فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والتي تستيقظ دون العرش هي الرؤيا التي تكذب فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 81 ط القدسي في بالقاهرة) قال: وعن عبد الله بن الحسن قال: دخل علي على عمر وإذا امرأة حبلى تقاد ترجم قال: ما شأن هذه قالت: يذهبون بي يرجموني فقال: يا أمير المؤمنين لأي شيء ترجم إن كان لك سلطان عليها فما لك سلطان على ما في بطنها فقال عمر رضي الله عنه: كل أحد أفقه مني ثلاث مرات فضمنها علي حتى ولدت غلاما ثم ذهب بها إليها فرجمها. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (81 ط القديس في القاهرة) قال: عن مسروق أن عمر أتي بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال وقال: لا يجتمعان أبدا فبلغ عليا فقال: إن كانا جهلا فلما المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر رضي الله عنه وقال: ردوا الجهالات إلى السنة فرجع إلى قول علي أخرج جميع هذه الأحاديث ابن النعمان في كتاب (الموافقة). ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 57 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعيد السمان هذا أخبرني = (*)

ص 224

(هامش)

= أحمد بن الحسين الموسى آبادي بقرائتي عليه حدثني أبو علي الفلاس، وأبو عبد الله القطان وأبو سعيد أحمد بن مكي البيع، قالوا حدثنا علي بن موسى القمي، حدثني ابن أبي طالب حدثني معلى بن أبي زايدة، حدثني أشعث، عن عامر، عن مسروق شناخ وحدثنا ابن أبي زائدة عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن مسروق. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) لكنه ذكر بدل قوله إن كانا جهلا: إن كانوا جهلوا السنة. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص ط الغري) روى الحديث وفي آخره فخطب عمر وقال فيه: لولا علي لهلك عمر. ومنهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 131 ط مطبعة القضاء) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنهم العلامة الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 124 ط لاهور) روى الحديث من طريق أحمد بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي) ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 80 ط مكتبة القدسي بالقاهرة) قال: وعن زيد بن علي عن أبيه، عن جده قال: أتي عمر رضي الله عنه بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فتلقاها علي فقال: ما بال هذه؟ قالوا: أمر عمر = (*)

ص 225

(هامش)

= برجمها فردها علي وقال: هذه سلطانك عليها فما في بطنها ولعلك انتهرتها وأخفتها قال: قد كان ذلك قال: أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا حد على معترف بعد بلاء إنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له فخلى سبيلها ومنها ما رواه القوم منهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 57 ط تبريز) قال: وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي أخبرني الأستاد الأمين أبو الحسن علي بن مردك الرازي الحافظ، أخبرنا الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان أخبرني أبو عبد الله محمد بن محمد بن زكريا التستري بقراءتي عليه، حدثني محمد بن أحمد بن عمر الزيبقي، حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرني أبو بدر، عن سعد بن أبي عروبة، عن راقد أبي القضاف، عن أبي حرب، عن أبي الأسود، قال: أتي عمر بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم أن يرجمها فبلغ ذلك عليا عليه السلام فقال: ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله فقال علي (ع): (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) وقال: (وحمله وفصاله ثلثون شهرا) وستة أشهر حمله وحولان تمام الرضاعة لا حد عليها وإن شئت لا رجم عليها قال: فخلى عنها ثم ولدت بعد ستة أشهر -. ومنهم العلامة الحمويني في كتابه (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرنا المشيخة الجلة نجم الدين عثمان بن الموفق وتاج الدين علي بن الخيب ومجد الدين عبد الله بن محمود وأمين الدين أبو اليمن عبد الوهاب بن عبد الصمد وغيرهم بروايتهم عن أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن الشعري الجرجاني إجازة بروايتهما عن العلامة أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري إجازة فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) سندا ومتنا. = (*)

ص 226

(هامش)

= ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 75 ط اسلامبول) روى الحديث عن أبي حرب بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم جمال الدين الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 131 ط مطبعة القضاء) روى الحديث عن أبي حرب بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ الشيخ أبو محمد علي بن محمد بن حزم الأندلسي الظاهري المتوفى سنة 456 في كتابع (المحلى) (ج 1 ص 85 ط القاهرة) قال: حدثنا عبد الله بن ربيع، ثنا محمد بن معاوية، ثنا أحمد بن شعيب، ثنا أحمد بن عمرو بن السرح عن ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم عن سليمان هو الأعمش عن أبي ظبيان عن عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب قال لعمر بن الخطاب: أوما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 48 ط تبريز) قال: أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الزمخشري الخوارزمي أخبرنا الإمام الأستاد الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي أخبرني الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان أخبرني أبو القاسم عبد الرحمان (خ الله) ابن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن الصباح بقراءتي عليه حدثني عبد الصمد علي ين محمد بن مكرم البزار، حدثني السري بن سهل الجند نيسابوري، حدثني عبد الله بن رشيد (خ رشد) حدثني عبد الوارث بن سعيد عن (خ بن) عمرو عن (خ بن) الحسن أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى قد زنت فأراد أن يرجمها فقال له علي عليه السلام: يا أمير المؤمنين = (*)

ص 227

(هامش)

= أو ما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وما قال؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرء وعن الغلام حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ قال فخلى عنه (عنهاظ) -. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أنبأني العدل أبو طالب بن أنجب المعروف بابن الساعي، فيما رواه عن الحافظ محب الدين محمود بن محمد بن الحسن بن النجار البغدادي، بإجازته له، قال: أنا الإمام برهان الدين أبو الفتح ناصر الدين أبو المكارم المطرزي الخوارزمي إجازة بروايته عن أخطب خوارزم فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب) سندا ومتنا. ومنهم العلامة محمد خواجه پارساى البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 373 ط اسلامبول) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 81 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن أبي ظبيان قال: شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بامرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا بها ليرجموها فلقاهم علي فقال: ما لهذه؟ قالوا: زنت فأمر عمر برجمها فانتزعها علي من أيديهم فردهم فرجعوا إلى عمر فقالوا: ردنا علي قال: ما فعل هذا علي إلا لشيء فارسل إليه فجاءه، فقال: ما لك رددت هؤلاء؟ قال: أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ورفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل، فقال: بلى فقال: هذه مبتلاة بني فلان، فلعله أتاها وهو بها، فقال عمر: لا أدري قال: فأنا أدري فترك رجمها. ومنها ما رواه القوم: = (*)

ص 228

(هامش)

= منهم العلامة البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 8 ص 236 ط حيدر آباد) قال: أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم جعفر بن محمد العلوي بالكوفة وأبو بكر أحمد ابن الحسن القاضي بنيسابور قالا: أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أنبأ وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة جهدها العطش فمرت على راع فاستسقت فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت فشاور الناس في رجمها فقال علي رضي الله عنه: هذه مضطرة أرى أن تخلي سبيها ففعل. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 81 ط القدسي بالقاهرة) روى الحديث عن أبي عبد الرحمان السلمي بعين ما تقدم عن (السنن الكبرى). ما رواه القوم: منهم العلامة جار الله محمود بن عمر الزمخشري في (الفائق) (ج 3 ص 202 طبع إحياء الكتب العربية) في مادة (هرد) قال: عمر رضي الله تعالى عنه - في حديث القتيل الذي اشترك فيه سبعة نفر أنه كاد يشك في القود، فقال له علي: يا أمير المؤمنين أرأيت لو أن نفرا اشتركوا في سرقة جزور فأخذ هذا عضوا وهذا عضوا، أكنت قاطعهم؟ قال: نعم، فذلك حين استهرج له الرأي. ومنها ما رواه القوم: منهم ابن قيم الجوزي في (أعلام الموقعين) (ج 4 ص 378 ط السعادة بالقاهرة) قال: إن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر رضي الله عنه أنه وجد في بعض نواحي العرب = (*)

ص 229

(هامش)

= رجلا ينكح كما تنكح المرأة، فاستشار أصحاب النبي (ص) وفيهم أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه وكان أشدهم قولا: إن هذا الذنب لم تعص الله به أمة من الأمم إلا واحدة فصنع الله بهم ما قد علمتم أرى أن يحرقوه بالنار، فأجمع رأى أصحاب رسول الله (ص) على أن يحرقوه بالنار فكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنهما بأن يحرقوا فحرقهم، ثم حرقهم ابن الزبير، ثم حرقهم هشام بن عبد الملك. ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في (الكبائر) (ص 58 ط مصطفى محمد) روى الحديث عن خالد بن الوليد بعين ما تقدم عن (أعلام الموقعين). ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي في (الطرق الحكمية) (ص 15 ط السنة المحمدية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (أعلام الموقعين). ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 8 ص 232 ط حيدر آباد الدكن) قال: أخبر أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا: ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم، أنبأ داود ابن بكر، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان أن خالد بن الوليد كتب. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (أعلام الموقعين) إلى قوله: فكتب أبو بكر. ثم قال: وروى من وجه آخر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه في غير هذه القصة قال يرجم ويحرق بالنار. ومنهم العلامة ابن قيم الجوزي في (الداء والدواء) (ص 248 ط مطبعة المدني) روى الحديث بعين ما تقدم عن (السنن). ومنهم العلامة المذكور في كتابه (الجواب الكافي لمن سئل الدواء الشافي (ص 146 ط القاهرة) = (*)

ص 230

(هامش)

= روى فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (الداء والدواء). ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 463 ط حيدر آباد الدكن) حيث قال: روى عبد الرحمان بن أذينة العبدي عن أبيه أذينة بن سلمة العبدي قال أتيت عمر بن الخطاب (ر ض) فسألته من أين أعتمر فقال: ائت عليا فاسأله وذكر الحديث وفيه وقال عمر: ما أجد لك إلا ما قال علي. ومنهم الحافظ الشيخ أبو محمد علي بن محمد بن حزم الأندلسي الظاهري المتوفى سنة 456 في (المحلى) (ج 7 ص 75 ط القاهرة) قال: روينا من طريق عبد الرحمان بن أذينة بن مسلمة العبدي عن أبيه قال: قلت لعمر ابن الخطاب: إني ركبت السفن، والخيل، والإبل، فمن أين أحرم؟ فقال: ائت عليا فاسأله؟ فسأل فقال له: من حيث أبدئت أن تنشئها من بلادك فرجع إلى عمر فأخبره فقال له عمر: هو كما قال لك علي. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 195 ط محمد أمين الخانجي بمصر) قال: عن أذينة العبدي قال: أتيت عمر فسألته من أين أعتمر قال: ايت عليا فسله أخرجه أبو عمرو ابن السمان في الموافقه. ومنهم العلامة المذكور في (ذخائر العقبى) (ص 79 ط مكتبة القدسي بمصر) ذكر فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (الرياض النضرة). ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي في (تاج العروس) (ج 7 ص 125 في مادة (خرك) ط القاهرة) = (*)

ص 231

(هامش)

= روى الحديث عن أذينة بمثل ما تقدم عن (المحلى) منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 121 ط لاهور) روى الحديث نقلا عن (الاستيعاب) بعين ما تقدم عنه. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة السيوطي في (الوسائل) (ص 58 ط القاهرة) قال: أول من جلد في شرب الخمر ثمانين عمر بن الخطاب بمشورة علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة المهدي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المغربى في (الموطأ) (ص 400 ط الجزائر) قال: وعن ثور بن زيد الديلي أن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل فقال له علي بن أبي طالب: نرى أن تجلده ثمانين فإنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى أو كما قال: فجلد عمر في الخمر ثمانين. ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 30 ط طهران) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الموطأ). ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة ابن قيم الجوزي في (أعلام الموقعين) (ج 1 ص 215 ط السعاة بمصر) قال: لما أرسل عمر إلى المرأة فأسقطت جنينها استشار الصحابة فقال له عبد الرحمان بن عوف وعثمان: إنما أنت مؤدب ولا شيء عليك، وقال له علي: أما الماثم فأرجو أن يكون محطوطا عنك وأرى عليك الدية، فقاسه عثمان وعبد الرحمان بن عوف على مؤدب امرأته وغلامه = (*)

ص 232

(هامش)

= وولده وقاسه علي على قاتل الخطأ فاتبع عمر قياس علي. ومنها ما رواه القوم: منهم القاضي أبو بكر محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد الضبي المشهور بابن وكيع في (أخبار القضاة) (ج 1 ص 89 ط مصر) قال: حدثني القاسم بن محمد بن حماد القرشي، عن عمر بن طلحة القيار، عن عبيد الله ابن المهلب، عن المنذر بن زياد، عن ثابت، عن أنس، قال: قال عمر لرجل: اجعل بيني وبينك من كنا أمرنا - إذ اختلفنا في شيء أن نحكمه، يعني عليا. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الخوارزمي في (المناقب) (ص 57 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي السعد السمان هذا أخبرني أبو القاسم أحمد بن محمد بن عثمان العثماني بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله بقراءتي عليه حدثني علي بن محمد بن الزبير الكوفي حدثني الحسن ومحمد ابنا علي بن عثمان قالا حدثنا الحسن بن عطية القرشي عن الحسن بن صالح بن حي حدثنا أبو المغيرة الثقفي عن رجل عن ابن سيرين قال: إن عمر سأل الناس كم يتزوج المملوك وقال لعلي: إياك أعني يا صاحب المعافري - والمعافري رداء كان عليه - فقال: اثنين. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي) سندا ومتنا. ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ الحاكم النيسابوري في (المستدرك) (ج 1 ص 400 ط حيدر آباد) = (*)

ص 233

(هامش)

= أخبرنا محمد بن موسى الصيدلاني، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر رضي الله عنه، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالا خيلا ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فافعله فاستشار عمر عليا رضى الله عنه في جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال علي: هو حسن، إن لم يكن جزية يؤخذون بها راتبة -. هذا حديث صحيح الإسناد. ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه (على ما في تظلم الزهراء) (مخطوط) قال: نابت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نايبة فجمعهم عمر فقال لعلي: تكلم فأنت خيرهم وأعلمهم. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 82 ط مطبعة القدسي بالقاهرة) قال: إن عمر اجتمع عنده مال فقسمه ففضل منه فضلة فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا: نرى أن تمسكه فإذا احتجت إلى شيء كان عندك وعلي في القوم لا يتكلم فقال عمر: ما لك لا تتكلم يا علي قال: قد أشار عليك القوم قال: وأنت فأشر قال: فإني أرى أنك تقسمه ففعل. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 111 مخطوط) = (*)

ص 234

(هامش)

= قال: بالإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) يرفعه إلى أنس بن مالك أنه قال وفد الأسقف النجراني على عمر بن الخطاب لأجل أدائه الجزية فدعاه عمر إلى الإسلام فقال له الأسقف: أنتم تقولون: لله جنة عرضها كعرض السماوات والأرض فأين تكون النار؟ قال: فسكت عمر ولم يرد جوابا فقالت الجماعة أجبه يا أمير المؤمنين حتى لا يطعن في الإسلام قال: فأطرق خجلا من أهل الجماعة الحاضرين حتى بقي ساعة لا يرد جوابا فإذا بباب المسجد رجل قد سده بمنكبيه فتأملوه فإذا هو عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب قال: فدخل فضج الناس عند رؤيته قال: فقام عمر والجماعة على أقدامهم وقال: عمر: يا مولاي أين كنت عن هذا الأسقف الذي علانا منه كلام أخبره يا مولاي بعجل قبل ما يرتد الإسلام فأنت بدر التمام ومصباح الظلام وابن عم رسول الله ومعدن الإيمان فعند ذلك جلس علي رضي الله عنه وقال: ما تقول يا أسقف قال: يا فتى تقولون: لله جنة عرضها كعرض السماوات والأرض فأين تكون النار؟ قال له الإمام عليه السلام: أرأيت إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ فقال الأسقف: دعني أنت يا فتى حتى أسأل هذا الفظ الغليظ أنبئني يا عمر عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة ولم تطلع عليها من قبل ولا من بعد قال: دعني واسأل هذا أخبره يا أبا الحسن قال علي رضي الله عنه: هي الأرض التي فلق الله البحر لموسى بن عمران حتى عبر هو وجنوده فوقعت عليها الشمس تلك الساعة ولم تقع قبله وانطبق البحر على فرعون وجنوده فلم تطلع عليه بعده فقال الأسقف: صدقت يا فتى قومه وسيد عشيرته أخبرني عن شيء هو في أهل الدنيا تأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص بل يزداد قال عليه السلام: هو القرآن والعلوم قال: صدقت أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا من الجن ولا من الإنس؟ قال عليه السلام: ذاك الغراب بعثه الله لما قتل قابيل هابيل أخاه فبقي متحيرا لا يعلم ما يصنع به فعند ذلك بعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال: صدقت يا فتى بقي لي مسألة تخبرني يا هذا عنها وأومئ بيده إلى عمر، أخبرني يا عمر أين الله؟ قال: فغضب عمر عند ذلك فالتفت إليه الإمام علي = (*)

ص 235

(هامش)

= ابن أبي طالب رضي الله عنه وقال: لا تغضب يا أبا حفص حتى لا يقول عجز عنها قال: فأخبره أنت يا أبا الحسن فعند ذلك قال الإمام: كنت يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: أين كنت؟ قال: كنت عند ربي فوق سبع السماوات قال ثم أقبل ملك ثاني وقال له أين كنت؟ قال: كنت عند ربي تخوم الأرض السابعة السفلى ثم أقبل ملك آخر ثالثا فقال له: أين كنت؟ قال: كنت عند ربي في مغرب الشمس فإن الله تعالى لا يخلو منه مكان ولا شيء ولا على شيء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر فلما سمع الأسقف ذلك قال: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك خليفة الله في أرضه ووصي رسوله وأن هذا الجالس الفظ الغليظ ليس بأهل لهذا المكان وأنك أنت أهله فتبسم رضي الله عنه. ومنهم الحافظ محمد بن أبي الفوارس في كتابه (الأربعين) (ص 15 مخطوط) روى الحديث عن أنس بن مالك بما يشتمل على الاسألة الخمسة المتقدمة وزاد عليه بقوله: قال الأسقف: أخبرني يا عمر هل للسماوات أبواب؟ فقال عمر: سل الفتى فقال علي عليه السلام: نعم يا أسقف أنا أجيبك قال: يا فتى هل لذلك الأبواب أقفال؟ فقال: نعم يا أسقف أبوابها أشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدا رسول الله (ص) وأقفالها الشرك بالله قال الأسقف: صدقت يا فتى قال: فما مفتاح تلك؟ قال: مفتاحها أشهد أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله لا يحجبها شيء دون العرش قال: صدقت يا فتى قال الأسقف: يا عمر أخبرني بأول دم وقع على وجه الأرض أي دم كان؟ فقال سل الفتى فقال علي (ع): أنا أجيبك يا أسقف أما نحن فلا نقول أنه دم ابن آدم الذي قتله أخوه وليس هو كما قلتم ولكنه أول دم وقع على الأرض مشيمة حوا حين ولدت قال الأسقف: صدقت يا فتى. ومنها ما رواه القوم منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب = (*)

ص 236

(هامش)

= المرتضوية) (ص 275 ط بمبئي) روى عن ابن عباس أن رجلا من أهل آذربيجان كان له ناقة يكريها ويستعين بها على معيشة أهله فاتفق له أن الناقة قطعت زمامها وفر في الصحارى فكان لا يقدر الرجل على أخذها إلى أن تشرف إلى المدينة فشكا حالها إلى عمر بن الخطاب فلم يعالجها ثم شكا إلى علي (ع) فقال له: إذا لقيتها أقرء عليه هذا الدعاء: اللهم اللهم إني أتوجه نبيك نبي الرحمة وأهل البيت الذي اخترتهم على العالمين اللهم ذلل لي صعوبتها واكفني شرها فإنك الكافي والمعافي والغالب القاهر فلما قرأها عليها تذللت وانقادت له. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري الشافعي المتوفى بعد سنة 884 بقليل في (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) (ص 43 ج 1 ط عثمان خليفة بالقاهرة): ودخل أبو موسى الأشعري (رض) مدينة، فوجد فيها خزانة مختومة بالرصاص، ففتحها فوجد فيها ميتا في كفن منسوج بالذهب، فتعجب أبو موسى من طوله حتى قاس أنفه، فزاد على شبر، فكتب إلى عمر بذلك، فقال علي رضى الله عنه: هو دانيال، فكتب إليه عمر ادفنه في مكان لا يقدر عليه أهل تلك البلدة بعد أن تصلي عليه. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الكشفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 253 ط بمبئي) روى نقلا عن شواهد النبوة و(دلائل النبوة) أن ملك الروم أرسل كتابا إلى عمر بن الخطاب وسأل فيه عن مسائل فلما رآه عمر أرسل الكتاب إلى علي (ع) فكتب (ع) جوابه من ساعته فلما عطاه عمر إلى رسول ملك الروم سأله عمن كتبه فقال: ابن عم رسول الله (ص) وختنه علي. = (*)

ص 237

رجوع أبي بكر إلى علمه وعمله برأيه.

 

 

ونقتصر على ذكر عدة من موارده منها:

رجوعه إليه في الغزوات

العلامة المعاصر الشيخ محمد بن محمد مخلوف المالكي المصري في (الطبقات المالكية) (ص 41 ج 2 ط مطبعة السلفية بالقاهرة) قال: كان أبو بكر رضي الله عنه كثيرا ما يعمل بما يشير به علي رضي الله عنه عند بعث الجنود ولا يأذن له الخروج مع المجاهدين حرصا على بقائه معه للانتفاع برأيه ومشورته الخ.

استشارته عليا في غزوة الروم وبشارة علي عليه السلام إياه بالفتح

ما رواه القوم: منهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ص 444 ط ليدن) قال: قال أبو بكر: (أي عند استشارته عليا في فتح الروم) ماذا ترى يا أبا الحسن؟ فقال: أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم أنشأ الله فقال: بشرك الله بخير ومن أين علمت ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناواه حتى يقوم الدين والله ظاهرون فقال: سبحان الله ما أحسن هذا الحديث لقد سررتني به سرك الله -.

رجوعه إلى رأي علي عليه السلام في قتال أهل الردة

ما رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 1 ص 129 ط دار التأليف بمصر) قال: وقد شاوره (أي عليا) أبو بكر في قتال أهل الردة بعد أن شاور الصحابة فاختلفوا عليه = (*)

ص 238

فقال له: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال: أقول لك إن ترك شيئا مما أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فأنت على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما إن قلت ذلك لأقاتلنهم وإن منعوني عقالا أخرجه ابن السمان. ومنهم العلامة المذكور في (ذخاير العقبى) (ص 97 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث فيه أيضا من طريق ابن السمان بعين ما تقدم عنه في (الرياض النضرة).

سؤاله عليا عليه السلام عن فرض الجدة

ما رواه القوم: منهم أبو عبد الله محمد بن حارث بن أسد الأندلسي القيرواني الخشني المتوفى سنة (361) في كتابه (قضاة قرطبة) (ص طبع السيد عزت المحطار الحسني) قال: قال أبو عثمان دخلت عليه (أي أبي موسى) فأجلسني معه في مكانه وهو يقول لرجل من أهل العراق: المعلم يكون أعلم من المتعلم أبدا والعراقي يقول: نعم وأهل المجلس لا ينطقون قال فقلت: بقي شيء أو أتكلم فتمادى وقال: أليس المتعلم يكون أبدا محتاجا إلى المعلم والعراقي يقول: نعم، قال أبو عثمان: وفهمت مراده وقصده وأنه إنما أراد توكيد الطعن على أبي بكر الصديق إذا سأل عليا عن فرض الجدة وذكر لي معنى ذلك (الخ) فظهر منها تسلم القضية ثم أقول وأبو عثمان هو سعيد بن محمد بن الحداد من قضاة قرطبة مشهور بالمناظرة.

أحالته اليهود علي عليه السلام في توصيف رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله: إن الحديث شديد

رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 80 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: = (*)

ص 239

عن ابن عمر رضي الله عنه أن اليهود جاؤا إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا: صف لنا صاحبك فقال: معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتين ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لقى خنصره ولكن الحديث عنه صلى الله عليه وآله شديد وهذا علي بن أبي طالب فأتوا عليا فقالوا: يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك فوصفه لهم صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في (ذيل اللئالي) (ص 49 ط لكهنو) قال: ابن عساكر: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكردي وأبو الحسن علي بن أحمد بن مقاتل قالا: أنبأنا أبو القاسم الكردي وأبو الحسن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد ابن أبي نصر أنبأنا أبو علي بن شعيب حدثني محمد بن عثمان بن حملة الأنصاري وأحمد بن محمد التميمي قالا: حدثنا عبد الوارث بن الحسين عمرو القرشي بيساني، حدثنا آدم بن أبي أياس. حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (ذخاير العقبى) ثم ساق مبسوط كلامه في توصيفه ننقله في ضمن كلماته.

قوله: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم عندما أجاب علي عليه السلام عن مسائل عجز عنه أبو بكر.

رواه القوم: منهم العلامة المحدث الشهير بابن حسنويه الحنفي الموصلي في كتابه (در بحر المناقب) (ص 76 مخطوط): قال: وبالإسناد يرفعه إلى أنس بن مالك قال دخل يهودي في زمن خلافة أبي بكر فقال أريد خليفة رسول الله؟ قال: نعم، أما تنظرني في مقامه ومحرابه قال له: إن كنت كما تقول يا أبا بكر فأسألك عن أشياء قال: اسأل عما بدا لك وما تريد فقال اليهودي: أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله، قال أبو بكر عند ذلك: هذه مسائل الزنادقة يا = (*)

ص 240

يهودي قال: فعندها هم المسلمون بقتل اليهودي وكان ممن حضر ذلك ابن عباس رضي الله عنه فزعق بالناس وقال: يا أبا بكر ما أنصفتم الرجل قال: سمعت ما تكلم به قال ابن عباس: فإن كان يرد جوابه وإلا أخرجوه حيث شاء من الأرض قال: فأخرجوه وهو يقول: لعن الله قوما جلسوا في غير مراتبهم يريدون قتل النفس التي حرم الله بغير علم قال: فخرج وهو يتكلم ويقول: أيها الناس ذهب الإسلام حتى لا يجيبوا عن مسألة، أين رسول الله؟ وأين خليفة رسول الله؟ فتبعه ابن عباس وقال له: ويلك اذهب إلى عيبة علم النبوة إلى منزل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: فعند ذلك خرج أبو بكر والمسلمون في طلبه فلحقوه في بعض الطريق فأخذوه وجاءوا به إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه فاستأذنوا عليه ثم دخلوا إليه وقد ازدحم الناس قوم يضحكون وقوم يبكون قال فقال أبو بكر: يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني عن مسائل الزنادقة فقال الإمام رضي الله عنه: ما تقول يا يهودي؟ قال اليهودي: أسألك وتفعل بي ما أراد هؤلاء أن يفعلوا بي؟ قال: وأي شيء أرادوا أن يفعلوا بك؟ قال: أرادوا أن يذهبوا بدمي قال رضي الله عنه: دع هذا وسل عما شئت فقال: سؤالي لا يعلمه إلا نبي أو وصي نبي قال: اسأل عما تريد قال اليهودي: أنبئني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله قال له عليه السلام: على شرط يا أخا اليهود قال: وما هو الشرط؟ قال: تقول معي قولا عدلا مخلصا: لا إله إلا الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله قال: نعم يا مولاي قال: يا أخا اليهود أما قولك ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم فقال: صدقت يا مولاي، وأما قولك ما ليس لله فليس له صاحبة ولا ولد ولا شريك قال: صدقت يا مولاي، وأما قولك ما ليس يعلمه الله ما يعلم الله أن له صاحبة ولا ولدا ولا شريكا ولا وزيرا وهو قادر على ما يشاء ويريد فعند ذلك قال: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله وأنك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه فجزاك الله عن الإسلام خيرا قال: فضج الناس عند ذلك فقال أبو بكر: يا كاشف الكربات أنت يا علي فارج الهم قال: فعند ذلك خرج أبو بكر ورقا المنبر وقال: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم قال: فخرج عليه عمر وقال: = (*)

ص 241  

يا أبا بكر ما هذا الكلام؟ فقد ارتضيناك لأنفسنا ثم أنزله عن المنبر فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام بذلك.

ومن الموارد التي رجع فيها إليه عليه السلام عثمان.

ما رواه القوم: منهم الحافظ ابن كثير الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 774 في (تفسير القرآن) (ج 9 ص 185 ط بولاق مصر) قال: قال محمد بن إسحاق بن سيار عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن معمر بن عبد الله الجهني، قال: تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت لتمام ستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان (رض) فذكر ذلك له فبعث إليها فلما قامت لتلبس ثيابها بكت أختها فقالت: وما يبكيك فوالله ما التبس بي أحد من خلق الله تعالى غيره قط فيقضي الله سبحانه وتعالى في ما شاء فلما أتي بها إلى عثمان (رض) أمر برجمها فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه: فأتاه فقال له: ما تصنع؟ قال: ولدت تماما لستة أشهر وهل يكون ذلك فقال على رضى الله عنه: أما تقر القرآن قال: بلى قال: أما سمعت الله عز وجل يقول: (وحمله وفصاله ثلثون شهرا)؟ وقال: (حولين كاملين ) فلم نجده بقي إلا ستة أشهر فقال عثمان (رض): ما فطنت لهذا علي بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها قال: فقال معمر: فوالله ما الغراب بالغراب ولا البيضة بالبيضة بأشبه منه بأبيه فلما رآه أبوه قال: ابني والله لا أشك فيه. وفي (ج 9 ص 151، الطبع المذكور) روى الحديث عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب حدثني ابن أبي ذئب عن قسيط عن نعجة بن بدر الجهني بمثل ما تقدم وفيه: قال: فوالله ما عبد عثمان (رض) إن بعث إليها ترد. ومنها ما رواه القوم: = (*)

ص 242

منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 126 ط لاهور) قال: عن محمد بن يحيى بن جان، إن جان بن منقذ كان تحته امرأتان هاشمية وأنصارية، فطلق الأنصارية، ثم مات رأس الحول فقالت: لم تنقض عدتي، فارتفعوا إلى عثمان، فقال: هذا ليس لي به علم، فارتفعوا إلى علي، فقال علي: أتحلفين عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم إنك لم تحض ثلاث حيضات، ولك الميراث، فحلفت فأشركت في الميراث - أخرجه ابن الحرب الطائي.

ومن الموارد التي رجع فيها إليه عليه السلام معاوية

ما رواه القوم: منهم الحافظ مالك بن أنس إمام المالكية في (الموطأ) (ج 1 ص 117 ط الحلبي بمصر) قال: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد بن المسيب، أن رجلا من أهل الشام يقال له: ابن خيبر وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلهما معا، فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه فكتب إلى أبي موسى الأشعري، يسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب فقال له علي: إن هذا الشيء ما هو بأرضي عزمت عليك لتخبرني فقال له أبو موسى: كتب إلى معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك فقال علي: أنا أبو الحسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليمط (فليعط) برمته. ومنهم العلامة الساعاتي في (بدايع المنن) (ج 2 ص 397 ط القاهرة) قال: الشافعي أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سئل عن رجل وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلها فقال: إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته. ثم روى من طريق الشافعي بعين ما تقدم عن (الموطأ) سندا ومتنا. ومنهم الحافظ البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 8 ص 337 ط حيدر آباد الدكن) = (*)

ص 243

قال: أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن بكير، ثنا مالك، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الموطأ) سندا ومتان. وفي (ج 8 ص 230، الطبع المذكور) أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الموطأ) سندا ومتنا. بتلخيص في المعنى. ومنهم العلامة ابن الدبيع الشيباني في (تيسير الوصول إلى جامع الأصول) (ج 2 ص 226 ط نول كشور في كانفور) روى الحديث من طريق مالك عن ابن المسيب بعين ما تقدم عن (الموطأ). ومنهم العلامة الشيخ علي بن برهان الدين إبراهيم الشامي في (انسان العيون) (الشهير بالسيرة الحلبية ج 3 ص 149 ط القاهرة). روى الحديث نقلا عن الشافعي في (كتاب الأم) عن سعيد بعين ما تقدم عن (الموطأ) إلا أنه أسقط قوله: أو قتلهما وذكر بدل قوله فليعط: قتلناه. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في (شرح الجامع الصغير) (ص 247 مخطوط) قال: وفي شرح الهمزية أن معاوية كان يرسل يسأل عليا عن المشكلات فيجيبه فقال أحد بنيه: تجيب عدوك قال: أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا؟!. ومنها ما رواه القوم: = (*)

ص 244

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 5 ص 499 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) قال: عن أبي الوضين أن رجلا تزوج إلى رجل من أهل الشام ابنة له ابنة مهيرة فزوجه وزف إليه ابنة له أخرى بنت فتاة فسألها الرجل بعد ما دخل بها ابنة من أنت؟ فقالت: ابنة فلانة تعني الفتاة، فقال: إنما تزوجت إلى أبيك ابنة المهيرة فارتفعوا إلى معاوية بن أبي سفيان فقال: امرأة بامرأة وسأل من حوله من أهل الشام فقالوا له: امرأة بامرأة فقال الرجل لمعاوية: ارفعنا إلى علي بن أبي طالب فقال: اذهبوا إليه فأتوا عليا فرفع علي شيئا من الأرض وقال القضاء في هذا أيسر من هذا لهذه ما سقت إليها بما استحلت من فرجها وعلي أبيها أن يجهز الأخرى بما سقت إلى هذه ولا تقربها حتى تنقضي عدة هذه الأخرى قال: وأحسب أنه جلد أباها أو أراد أن يجلده. قال علامة الأدب الشيخ ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الأثير الشافعي الجزري الموصلي المتوفى سنة 637 في (المثل السائر) (ص 191 طبع القاهرة): إن معاوية علم ما لعلي رضي الله عنه من السبق إلى الإسلام، والأثر فيه وما عنده من فضيلة العلم فلم يعرض في المنافرة إلى شيء من ذلك. أقول: وقد اقتصرنا على هذا المقدار مع أن موارد رجوع الصحابة إليه عليه السلام كثيرة جدا ونحن نقول ما قاله العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 23 ط مصر): ولو ذكرنا ما سأله الصحابة مثل عمر وغيره رضي الله عنه عنهم لأطلنا.. (*)

ص 245

الباب الثاني في زهد علي عليه السلام

ونقتصر في هذا الباب على ذكر ما ورد في كتب القوم في زهده عليه السلام: وقد تقدم في تضاعيف الأحاديث المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله في فضائل مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام أحاديث كثيرة في ذلك نشير إليها وموضع ذكرها في المجلدات السابقة لتتميم الفائدة وهي قوله عليه السلام: (علي مثل يحيى في زهده) (ج 4 ص 396 وص 403). (علي مثل نوح في تقواه) (ج 4 ص 349). (علي مثل يونس في ورعه) (ج 4 ص 396). (علي مثل عيسى في زهده) (ج 4 ص 397 و398 وج 5 ص 4 و5). (علي مثل يحيى في عبادته) (ج 4 ص 400). (علي مثل موسى في زهده) (ج 4 ص 404). (إن الله زهد عليا في الدنيا) (ج 4 ص 489). (علي أزهد الناس في الدنيا) (ج 4 ص 331). إذا عرفت ذلك فلنتعرض لذكر جملة غير المأثورات من رسول الله صلى الله عليه وآله في زهده عليه السلام مما أورده القوم في كتبهم.

ص 246

 

زهده عليه السلام عن الدنيا وأمتعتها

 

 

ونذكر عدة من الأحاديث الدالة عليه.

الحديث الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أحمد بن محمد بن أبي عبيد الهروي في (الغريبين) (ص 113 مادة العين مع الراء) قال: ومنه حديث علي: لدنياكم هذه أهون علي من عراق خنزير في يد مجذوم. ومنهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 13). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (الغريبين). ومنهم العلامة التفتازاني في (شرح المقاصد) (ج 2 ص 220). روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (الغريبين).

الحديث الثاني ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 7 ص 352 ط دار الصادر ببيروت) قال: في حديث علي: ولكانت دنياكم هذه أهون علي من عطفة عنز. ومنهم العلامة التفتازاني في (شرح المقاصد) (ج 2 ص 220) قال: عن علي: والله لنعيم دنياكم هذه أهون عندي من عطفة عنز. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 143 ط اسلامبول) قال:

ص 247

قال علي في خطبة: أما والذي فلق الحبة وبر النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عطفة عنز. ومنهم العلامة الدهلوي في (تجهيز الجيش) (ص 187 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن ينابيع المودة).

الحديث الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 364 مخطوط) قال: قال علي بعد كلام له: وإن دنياكم لأهون علي من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من شنآن الفعل وقبح الزلل.

الحديث الرابع ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن الأثير في (أسد الغابة) (ج 4 ص 24 ط مصر) قال: أخبرني أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي، أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه، أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن الحسين قال: وأنبأنا أبي وأنبأنا زاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قالا: حدثنا أبو عند الله الحافظ، حدثنا أبو قتيبة سالم بن الفضل الأدمي بمكة، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه قال: سمعت أبا نعيم قال: سمعت سفيان يقول: ما بني علي لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتي بحبوته من المدينة في جراب.

ص 248

ومنهم العلامة المذكور في (الكامل) (ج 3 ص 201 ط المنيرية بمصر) قال: قال سفيان: إن عليا لم يبن آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتي بحبوبه من المدينة في جراب. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 70 ط تبريز) قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرني أبو الحسين بن بشران، أخبرني أبو عمر ابن السمان، حدثني سهل بن إسحاق فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (أسد الغابة) سندا ومتنا. ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي الشافعي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 203 ط مصر) قال: وقال سفيان الثوري إذا جاءك عن علي شيء فخذ به ما بنى لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولقد كان يجاء بحبوبه في جراب. ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 3 ط مصر) روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (أسد الغابة). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 671 ط لاهور) روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (أسد الغابة). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 146 ط اسلامبول) روى نقلا عن (المناقب) عن جعفر بن محمد في حديث قال ولقد ولي أمير المؤمنين علي قرب خمس سنة فما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا أورث بيضاء ولا صفراء إلا سبعمأة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما.

ص 249

الحديث الخامس ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 81 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا مسدد، وثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة قالا: ثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه أن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال: والله الذي لا إله إلا هو ما رزئت من فيئكم إلا هذه وأخرج قارورة من كم قميصه فقال: أهداها إلى مولاي دهقان. ومنهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 465 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن فرج الرياشي قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ومعاذ بن العلاء أخي عمرو بن العلاء عن أبيه عن جده قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ما أصبت من فيئكم إلا هذه القارورة أهداها إلي الدهقان ثم نزل إلى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول: أفلح من كانت له قوصرة يأكل منها كل يوم مرة. ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الدمشقي الشافعي الذهبي في (تاريخ الإسلام) قال: وقال أبو عمرو بن العلاء عن أبيه قال: خطب علي فقال: أيها الناس والله الذي لا إله إلا هو ما رزئت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه القارورة -. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال)

ص 250

(ج 5 ص 54، المطبوع بهامش المسند) قال: عن ابن عمرو بن العلاء عن أبيه قال: خطب علي فقال: يا أيها الناس والله الذي لا إله إلا هو ما رزئت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه، وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال: أهداها إلى دهقان. ومنهم الحافظ عماد الدين بن كثير في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 2 ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) سندا ومتنا وزاد بعد قوله قارورة: فيها طيب -. ومنهم العلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي في (تاج العروس) (ج 3 ص 487 مادة (قرر) ط القاهرة) قال: في حديث علي رضي الله عنه ما أصبت منذ وليت عملي إلا هذه القويريرة أهداها إلي الدهقان.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب