ص 501
(هامش)
= ومنهم العلامة الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 110 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث
من طريق مسلم عن عبيدة بعين ما تقدم عن (صحيحه) بلا واسطة. ومنهم الحافظ أحمد بن
حنبل في (المسند) (ج 1 ص 113 ط الميمنية بمصر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن
أبي بكر المقدمي، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد عن عبيدة فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن (صحيح مسلم). ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة)
(ج 2 ص 238 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في
(ذخاير العقبى). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 74 مخطوط) روى الحديث
عن عبيدة بعين ما تقدم عن (صحيح مسلم).
(الرابع والعشرون) حديث جابر
رواه جماعة من
القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 291 ط
الثانية في حيدر آباد) قال: عن جابر بن عبد الله قال: أبصرت عيناي وسمعت أذناي من
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وفي ثوب بلال فضة (و) رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقبضها للناس فيعطيهم فقال له رجل: يا رسول الله فقال: ويلك فمن يعدل إذا
لم أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله
فلأقتل هذا المنافق، فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس إنى اقتل أصحابى إن هذا
وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم؟؟؟ من الدين مروق السهم من الرمية (م، ن
وابن جرير، طب). = (*)
ص 502
(هامش)
= وفي (ج 11 ص 179، الطبع المذكور) يجئ قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون
عن الدين كما يمرق السهم من الرمية على فوقه، (ش عن جابر) وفي (ج 11 ص 297، الطبع
المذكور) (عب) عن محمد بن شداد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله نحو حديث الزهري
عن أبي سلمة قال جابر: وأشهد لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليا
حين قتلهم وأنا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم الحافظ الشهير الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 7 ص 237 ط القاهرة) قال:
أخبرنا أبو الصهبا ولاد بن علي الكوفي، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدثنا
أحمد بن حازم، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا سكين بن عبد العزيز قال: حدثنا حفص
بن خالد بن جابر عن أبيه عن جده، فذكر أمره عليه السلام يومئذ بطلب المخدج فوجدوه
بعد أن بالغوا في الطلب فقال (ع): لولا أن تبطروا لحدثتكم الخ.
(الخامس والعشرون)
حديث زيد بن وهب
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو داود السجستاني في
(سننه) (ج 4 ص 336 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق عن عبد
الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين
كانوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي: أيها الناس إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم
شيئا ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ولا = (*)
ص 503
(هامش)
= صيامكم إلى صيامهم شيئا يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم
تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين
يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لتكلوا عن العمل، وآية ذلك
أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض،
أفتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله
إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح
الناس، فسيروا على اسم الله تعالى، قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى
قال: مر بنا على قنطرة، فلما التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي فقال
لهم: ألقوا الرماح وسلوا السيوف من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم
حروراء، فوحشوا برماحهم واستلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال: وقتل بعضهم على
بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه
فلم يجدوه، فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا - قد قتل بعضهم على بعض، فقال: أخرجوهم
(وفي بعض النسخ أخروهم)، فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر وقال: صدق الله وبلغ رسوله
قال: فقام إليه عبيدة السلماني، فقال: يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو
لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إي والله الذي لا إله هو حتى
استحلفه ثلاثا وهو يحلف. ومنهم العلامة النسائي في (الخصائص) (ص 46 ط التقدم بمصر)
قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد وهو ابن وهب
فذكر أمر علي عليه السلام بطلب ذي الثدية فوجدوه بعد المبالغة في الطلب على وصف
ذكره علي عليه السلام. وقال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا
الفضل بن دكين عن موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب، فذكر الحديث
بنحو آخر وفيه أمره عليه السلام بطلب المخدج بين القتلى فوجدوه على وصف ذكره، فقال
عليه السلام: ما كذبت = (*)
ص 504
(هامش)
= ولا كذبت اعملوا ولا تنكلوا لولا أني أخاف أن تنكلوا. ومنهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في (كنز العمال) (11 ص 280 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) روى الحديث
عن زيد بن وهب الجهني بعين ما تقدم عن (سنن أبي داود). ومنهم العلامة الحمويني في
(فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيبي ببغداد قال: ثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قال: نبأ عبد الرزاق قال: فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (سنن أبي داود). ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص
205 ط القاهرة) روى الحديث من طريق إبراهيم بن ديزيل بعين ما تقدم أولا عن
(الخصايص) بأدنى تغيير لا يقدح في المعنى. ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن
عثمان البغدادي في (المنتخب من صحيحي البخاري ومسلم) (ص 118 مخطوط) روى الحديث من
طريق أحمد ومسلم بعين ما تقدم عن (سنن أبي داود) مع تقديم وتأخير في الفقرات وذكر
بدل قوله أفتذهبون إلى معاوية قوله: فسيروا على اسم الله إن هذا القوم قد سفكوا
الدم الحرام وأغاروا سرح الناس وهو أقرب العدو إليكم وأن تسيروا إلى عدوكم وأنا
أخالف أن يخلفكم هؤلاء في أعقابكم. ومنهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي
في (نظم درر السمطين) (ص 116 ط مطبعة القضاء) روى الحديث عن زيد بن وهب بعين ما
تقدم عن (سنن أبي داود). ومنهم العلامة الشيباني في (تيسير الوصول) (ج 2 ص 203 ط
نول كشور) روى الحديث عن زيد بن وهب بعين ما تقدم عن (سنن أبي داود) ثم قال: أخرجه
مسلم = (*)
ص 505
(هامش)
= وأبو داود وأخرجه مسلم عن عبد الله بن رافع بنحوه وفي أوله: أن الحرورية لما خرجت
على علي بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا: لا حكم إلا لله فقال علي (رض) كلمة حق
أريد بها باطل. ومنهم العلامة النبهاني في (منتخب الصحيحين) (ص 254 ط التقدم بمصر)
روى الحديث عن زيد بن وهب بعين ما تقدم عن (سنن أبي داود). ومنهم العلامة الآمرتسري
في (أرجح المطالب) (ص 638 ط لاهور) قال: عن زيد بن وهب، عن علي، قال: لما كان بيوم
النهروان، لقى الخوارج، فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح، فقتلوا جميعا، قال: اطلبوا
ذا الثدية فطلبوه، فلم يجدوه، فقال علي: ما كذبت، ولا كذبت، اطلبوه، فوجدوه في دهدة
الأرض عليه ناس من القتلى فإذا رجل على يده مثل مبلات السنور، فكبر علي، والناس
أعجبهم - أخرجه النسائي.
(السادس والعشرون) حديث أبي موسى الهمداني
رواه جماعة من
أعلام القوم: منهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي الشافعي الخطيب البغدادي في
(تاريخ بغداد) (ج 8 ص 206 ط القاهرة) قال: الحارث بن قيس أبو موسى الهمداني يعد في
الكوفيين سمع علي بن أبي طالب وحضر معه الحرب بالنهروان روى عنه محمد بن قيس الأسدي
أنبأنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام بإصبهان، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم وأنبأنا الحسن بن بكر واللفظ له
أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا محمد بن أحمد الرياحي، حدثنا عبد العزيز بن
أبان قالا: حدثنا سفيان عن محمد بن قيس الهمداني = (*)
ص 506
(هامش)
= عن أبي موسى الهمداني قال: كنت مع علي بن أبي طالب يوم النهروان حين قال: التمسوا
ذا الثدية فالتمسوه فجعلوا لا يجدونه فجعل يعرق جبين علي ويقول: ما كذبت فالتمسوه
فوجدوه في دالية وجدول تحت قتلى فأتى به فخر علي ساجدا -. ومنهم العلامة محمد بن
أحمد بن أبي سهل السرخسي في (السير الكبير) (ج 1 ص 149 ط حيدر آباد) روى الحديث عن
أبي موسى بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) لكنه وصف أبا موسى بالأشعري وذكر بدل كلمة
في دالية وجدول: في ساقية أدبر فسجد علي رضي الله عنه سجدة.
(السابع والعشرون) حديث
حبة العرني
رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1
ص 205 ط القاهرة) قال: وروى أيضا عن مسلم الضبي عن حبة العرني قال: كان رجل أسود
منتن الريح له ثدي كثدي المرأة إذا مدت كانت بطول اليد الأخرى وإذا تركت اجتمعت
وتقلصت وصارت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شوارب الهرة فلما وجدوه قطعوا يده
ونصبوها على رمح ثم جعل علي عليه السلام ينادي: صدق الله وبلغ رسوله لم يزل يقول
ذلك هو وأصحابه بعد العصر إلى أن غربت الشمس أو كادت.
(الثامن والعشرون) حديث أبي
جعفر الفراء
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في
(كنز العمال) (ج 11 ص 277 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) قال: = (*)
ص 507
(هامش)
= عن أبي جعفر الفراء مولى علي قال: شهدت مع علي (على) النهر، فلما فرغ من قتلهم
قال: اطلبوا المخدج فطلبوه فلم يجدوه وأمر أن يوضع على كل قتيل قصبة فوجدوه في وهدة
في منتقع ماء رجل أسود منتن الريح في موضع يده كهيئة الثدي عليه شعرات، فلما نظر
إليه قال: صدق الله ورسوله، فسمع أحد ابنيه أما الحسن أو الحسين يقول: الحمد لله
الذي أراح أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هذه العصابة فقال علي: لو لم يبق من أمة
محمد إلا ثلاثة لكان أحدهم على رأي هؤلاء إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء
(طس). ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 6 ص 242 ط
القدسي بالقاهرة) روى الحديث من طريق الطبراني في الأوسط عن أبي جعفر الفراء بعين
ما تقدم عن (كنز العمال). ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال)
المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 431 ط مصر) روى الحديث من طريق الطبراني في الأوسط عن
أبي جعفر الفراء بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد) لكنه أسقط قوله: كهيئة الثدي عليه
شعرات، وقوله: في منتقع ماء. ومنهم العلامة المعاصر السيد علوي الحضرمي في (القول
الفصل) (ج 1 ص 7 ط الجدار) روى الحديث من طريق الطبراني في الأوسط عن أبي جعفر
الفراء بعين ما تقدم عن (منتخب كنز العمال).
(التاسع والعشرون) حديث طارق بن زياد
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أحمد بن حنبل في (المسند) (ج 1 ص 147
الميمنية بمصر) = (*)
ص 508
(هامش)
= قال: حدثني عبد الله، حدثنا أبو نعيم، ثنا الوليد بن القاسم الهمداني، ثنا
إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن طارق بن زياد قال: سار علي إلى النهروان قال
الوليد في روايته: وخرجنا معه قتال الخوارج فقال: اطلبوا المخدج فإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: (سيجئ قوم يتكلمون بكلمة الحق لا تجاوز حلوقهم يمرقون من
الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم أو فيهم رجل أسود مخدج اليد في يده شعرات
سود، إن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس، وإن لم يكن فيهم فقد قتلتم خير الناس. قال
الوليد في روايته: فبكينا قال: إنا وجدنا المخدج فخررنا سجودا وخر علي ساجدا معنا).
وفي (ص 107، الطبع المذكور) ذكر الحديث بعين ما تقدم عنه. ومنهم الحافظ أبو بكر
أحمد بن علي الشافعي في (تاريخ بغداد) (ج 9 ص 366 ط القاهرة) أخبرنا الحسن بن علي
التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله ابن أحمد، فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (المسند) سندا ومتنا مع تغيير في بعض الكلمات غير دخيلة في معنى الحديث.
ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 7 ص 291 ط حيدر آباد) روى
الحديث بعين ما تقدم أولا عن (المسند) سندا ومتنا. ومنهم العلامة المولى علي المتقي
الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 289 ط حيدر آباد) روى من طريق الدورقي وابن جرير عن
طارق بن زياد بعين ما تقدم عن (المسند) لكنه ذكر بدل كلمة: يمرقون من الرمية:
يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية. = (*)
ص 509
(هامش)
= ومنهم العلامة المذكور في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 434 ط
الميمنية بمصر) روى الحديث أيضا عن طارق بعين ما تقدم عنه في (كنز العمال).
(متمم
الثلاثين) حديث عبد الله بن عمرو
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي
الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 305 و176 ط الثانية في حيدر آباد) قال: روي من طريق
ابن جرير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو
يقسم تبر فقال: يا محمد اعدل فقال: ويحك من يعدل إذا لم أعدل - أو عند من يلتمس
العدل بعدي - ثم قال: يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون كتاب الله وهم أعداؤه يقرؤون
كتاب الله ولا يحل حناجرهم، محلقة رؤوسهم، فإذا خرجوا فاضربوا رقابهم. قال: وعن ابن
عمرو ذكر الحرورية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمرقون من الإسلام كما
يمرق السهم من الرمية (ابن جرير). قال: وعن عبد الله بن عمرو قال: أتى رسول الله
صلى الله عليه بسبعمأة من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه وفيهم رجل من أهل
البادية حديث عهد بأعرابية فلم يعطه منها شيئا فقال: يا محمد والله لئن كان الله
أمرك أن تعدل ما أراك أن تعدل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك ومن يعدل
عليك بعدي فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي أشباه هذا
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، كلما
قطع قرن نشأ قرن حتى يخرج في بقيتهم الدجال. وفي لفظ: لا يجاوز تراقيهم إذا = (*)
ص 510
(هامش)
= لقيتموهم فاقتلوهم ثم إذا لقيتموهم فاقتلوهم. وفي لفظ: فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم
إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم (ابن جرير
(الحادي والثلاثون) حديث ابن
مسعود
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص
182 ط حيدر آباد) روى من طريق ابن عساكر في (تاريخه) عن ابن مسعود قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: من لقى الحرورية فليقتلهم. حديث علقمة رواه القوم: منهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 287 ط حيدر آباد) قال:
عن علقمة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول يوم النهروان: أمرت بقتال المارقين،
وهؤلاء المارقون (ابن أبي عاصم).
(الثاني والثلاثون) حديث كثير العجلي
رواه القوم:
منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 311 ط حيدر آباد)
قال: عن الحسن بن كثير العجلي [عن أبيه] قال: لما قتل علي أهل النهروان خطب الناس
فقال: ألا إن الصادق المصدق صلى الله عليه وسلم حدثني أن هؤلاء القوم يقولون الحق =
(*)
ص 511
(هامش)
= بأفواههم لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ألا وإن
علامتهم ذو الخداجة، فعادوا فجئ به حتى ألقي بين يديه، فنظرت إليه وفي يديه شعرات
سود (خط).
(الثالث والثلاثون) حديث أبي سليمان الجهني
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة النسائي في (الخصائص) (ص 45 ط التقدم بمصر) قال: أخبرنا الحسن بن
مدرك، قال يحيى بن حماد، قال أخبرنا أبو عوانة قال: أخبرني أبو سليمان الجهني فذكر
طلبه عليه السلام لذي الثدية يومئذ وقوله بعد ما وجده: صدق الله وبلغ رسول الله صلى
الله عليه وسلم. ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الشافعي في (تاريخ بغداد) (ج 14
ص 364 ط القاهرة بمصر) قال: أخبرنا الحسين بن أبي بكر أخبر عبد الصمد بن علي الطسي،
حدثنا جعفر بن محمد ابن شاكر، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد
أبي عثمان عن أبي سليمان المرعشي (الجهني صحيح) قال: في (حديث) قال: فقال علي: إن
فيهم رجلا مخدج اليد، أو مثدون، أو مؤدن اليد. قال: فأتي به قال: فقال علي: من رأى
منكم هذا؟ فاسكت القوم، ثم قال علي: من رأى منكم هذا؟ فاسكت القوم، ثم قال علي: من
رأى منكم هذا؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين رأيته جاء لكذا وكذا، قال: كذبت ما رأيته
ولكن هذا أمير خارجة خرجت من الجن. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز
العمال) (ج 11 ص 311 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) روى الحديث من طريق يعقوب بن
شيبة في (مسير علي) عن أبي سليمان المرعشي بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد). = (*)
ص 512
(هامش)
=(الرابع والثلاثون) حديث أبي كثير
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
المحدث أحمد بن حنبل الشيباني المروزي في (المسند) (ج 1 ص 88 ط مصر) قال: حدثنا عبد
الله، حدثني أبي، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، ثنا أبو
كثير مولى الأنصار قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قتل أهل
النهروان، فكان الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم، فقال علي رضي الله عنه: يا أيها
الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية، ثم لا يرجعون فيه أبدا حتى يرجع السهم على فوقه، وإن آية ذلك أن
فيهم رجلا أسود مخدج اليد، أحد ثدييه كثدي المرأة، لها حلمة كحلمة ثدي المرأة، حوله
سبع هلبات فالتمسوه فإني أراه فيهم، فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى
فأخرجوه، فكبر علي رضي الله عنه فقال: الله أكبر صدق الله ورسوله، وأنه لمتقلد قوسا
له عربية، فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجيه ويقول: صدق الله ورسوله وكبر الناس
حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون. ومنهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الشافعي في (تاريخ بغداد) (ج 14 ص 362 ط القاهرة) قال: أبو كثير
الأنصاري مولاهم - حضر مع علي وقعة الخوارج بالنهروان، روى عنه إسماعيل ابن مسلم
العبدي، أخبرنا الحسن بن علي التميمي، والحسن بن علي الجوهري، قالا: أخبرنا أحمد بن
جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي فذكر الحديث بعين ما
تقدم عن (المسند) سندا ومتنا. = (*)
ص 513
(هامش)
= وفي (ج 12 ص 480، الطبع المذكور) أخبرنا ولاد بن علي الكوفي، أخبرنا محمد بن علي
بن دحيم الشيباني، حدثنا أحمد بن حازم أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا الحسن بن
كثير عن أبيه. قال: لما قتل علي أهل النهروان خطب الناس فقال: ألا إن الصادق المصدق
صلى الله عليه وسلم حدثني أن هؤلاء القوم يقولون الحق بأفواههم لا يجاوز تراقيهم
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ألا وإن علامتهم ذو الخداجة. فطلبه
الناس فلم يجدوا شيئا، فقال: عودوا فإني والله ما كذبت ولا كذبت، فعادوا فجئ به حتى
ألقي بين يديه، فنظرت إليه وفي يده شعرات سوده. ومنهم العلامة المولى علي المتقي
الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 286 ط الثانية في حيدر آباد) روى الحديث عن أبي
كثير بعين ما تقدم عن (المسند) لكنه ذكر بدل قوله: أحد ثدييه: إحدى يديه وأسقط
قوله: فكبر علي. إلى قوله: وكبر الناس.
(الخامس والثلاثون) حديث أبي سليم البلخي
رواه القوم: منهم العلامة الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 636 ط
لاهور) قال: عن أبي سليم البلخي، قال: أخبرني أبي إنه كان مع علي يوم النهروان،
قال: وكنت قبل ذلك رجلا على يده شيء، فقلت: ما شأن يدك؟ قال: أكلها بعير، فلما كان
يوم النهروان وقتل علي الحرورية، فخرج على قتلهم حين لم يجد ذا الثدية فطاف حتى
وجده في ساقية، فقال: صدق الله عز وجل، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه
النسائي = (*)
ص 514
(هامش)
= (السادس والثلاثون) حديث أبي بركة الصاعدي
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي
المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 436 ط الميمنية
بمصر) قال: عن أبي بركة الصاعدي قال: لما قتل علي ذا الثدية قال سعيد: لقد قتل علي
بن أبي طالب جان الردهة (ش) ومنهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي الشافعي
الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 1 ص 174 ط القاهرة) قال: أخبرني أحمد بن محمد
بن أحمد بن يعقوب الكاتب قال: نا عمر بن أحمد الواعظ قال: نا البغوي قال: نا محمد
بن حميد الرازي قال: نا سلمة بن الفضل قال: نا محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن
يزيد بن ركانة عن عكرمة عن ابن عباس فذكر أمره عليه السلام بطلب المخدج فوجدوه فلما
رآه خر ساجدا.
(السابع والثلاثون) حديث أبي برزة
رواه القوم: منهم العلامة المولى
علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 293 ط الثانية في حيدر آباد) قال: عن
أبي برزة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير فجعل يقسمها وعنده رجل
أسود مطعوم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود وكان يتعرض لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فلم يعطه فأتاه فعرض له من قبل وجهه فلم يعطه وأتاه من قبل
يمينه فلم يعطه شيئا ثم أتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئا ثم أتاه من خلفه فلم يعطه
شيئا فقال: يا محمد = (*)
ص 515
(هامش)
= ما عدلت منذ اليوم في القسمة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ثم
قال: والله لا تجدون أحدا أعدل عليكم مني، ثلاث مرات، ثم قال: يخرج عليكم رجال من
قبل المشرق كان هذا منهم، (هديهم) هكذا، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من
الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه - ووضع يده على صدره - سيماهم
التحليق، لا يزالون يخرجون (حتى يخرج) آخرهم مع المسيح الدجال فإذا رأيتموهم
فاقتلوهم - ثلاثا، هم شر الخلق والخليقة - يقولها ثلاثا (حم، ن وابن جرير، طب، ك).
(الثامن والثلاثون) حديث بكر بن فوارس
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي
الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 312 ط الثانية في حيدر آباد) قال: عن بكر بن فوارس
أنهم ذكروا ذا الثدية الذي كان مع أصحاب النهر قال سعد بن مالك: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له: الأشهب - أو ابن الأشهب
- علامة سوء في قوم طلمة (ش).
(التاسع والثلاثون) حديث عمر
رواه القوم: منهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 182 ط الثانية في حيدر
آباد) روى من طريق أبي الشيخ عن عمر. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قتله
الحرورية فهو شهيد -. = (*)
ص 516
(هامش)
= (متمم الأربعين) حديث سويد بن غفلة
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي
الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 288 ط حيدر آباد) قال: عن سويد بن غفلة قال: سألت
عليا عن الخوارج فقال: جاء ذو الثدية المخدجي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يقسم فقال: كيف تقسم، والله ما تعدل، قال: فمن يعدل فهم به أصحابه فقال: دعوه،
سيكفيكموه غيركم، يقتل في الفئة الباغية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من
الرمية، قتالهم حق على كل مسلم (ابن أبي عاصم).
(الحادي والأربعون) حديث أبي بحينة
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 310 ط
الثانية في حيدر آباد) قال: (مسند علي) عن أبي بحينة قال: قال علي حين فرغنا من
الحرورية: إن فيهم رجلا مخدجا ليس في عضده عظم، في عضده حلمة كحلمة الثدي عليها
شعرات طوال عقف، فالتمسوه فلم يجدوه فما رأيت عليا جزع جزعا قط أشد من جزعه يومئذ،
فقالوا: ما نجده يا أمير المؤمنين فقال: ويلكم ما اسم هذا المكان؟ قالوا: النهروان،
قال: كذبتم، أنه لفيهم، فثورنا القتلى فلم نجده فعدنا إليه فقلنا: يا أمير المؤمنين
لم نجده، فقال: ما اسم هذا المكان؟ قالوا: النهروان، قال: صدق الله ورسوله وكذبتم،
[أنه لفيهم فالتمسوه] فالتمسناه في ساقية فوجدناه فجئنا به، فنظرت إلى عضده ليس
فيها عظم وعليها حلمة كحلمة ثدي المرأة عليها شعرات طوال عقف (خط). = (*)
ص 517
(هامش)
= (الثاني والأربعون) حديث أبي الطفيل
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي
الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 175 ط الثانية في حيدر آباد) روى من طريق الطبراني
عن أبي الطفيل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا لم أعدل فمن يعدل؟، إنه
سيخرج في أمتي قوم سيماهم سيما هذا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر
في قدحه فلم تر شيئا تنظر في رصافه فلم تر شيئا تنظر في فوقه فلم تر شيئا.
(الثالث
والأربعون) حديث سعد وعمار معا
رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي
في (كنز العمال) (ج 11 ص 180 ط الثانية في حيدر آباد) روى من طريق الطبراني عن سعد
وعمار معا قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج قوم من أمتي يمرقون من
الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي طالب.
(الرابع والأربعون) ما روي
مرسلا
رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 263
مخطوط) روى عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول ظ) يخرج قوم فذكر
وصف الخوارج بأن قرائتهم وصلاتهم وصيامهم يرجح على غيرهم وأنهم يمرقون من الدين وإن
علامتهم رجل ذو الثدية فذكر وصفه. = (*)
ص 518
(هامش)
= ومنهم العلامة الشهير بابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 205 ط القاهرة) قال:
وروى جميع أهل السير كافة أن عليا عليه السلام لما طحن القوم طلب ذا الثدية طلبا
شديدا وقلب القتلى ظهرا لبطن فلم يقدر عليه فساءه ذلك وجعل يقول: والله ما كذبت ولا
كذبت اطلبوا الرجل وأنه لفي القوم فلم يزل يطلبه حتى يجده وهو رجل مخدج اليد كأنها
ثدي في صدره. ومنهم القاضي أبو الحسن عبد الجبار الأسد آبادي المتوفى سنة 415 في
(المغني - في آداب التوحيد والعدل) (ج 16 ص 422 ط دار الكتب بمصر): وفي قصة (ذي
الثدية). ومن يقتل من الخوارج المارقين، بعد قتاله الناكثين والقاسطين. ومنهم
العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص ط مصر) قال: وروى ابن ديزيل أيضا قال
لما عيل صبر علي عليه السلام في طلب المخدج قال: ائتوني ببغلة رسول الله فركبها
واتبعه الناس فرأى القتلى ويقول: اقلبوا فيقلبون قتيلا عن قتيل حتى استخرجوه فسجد
علي عليه السلام. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شبلي المصري في
(رسم المصحف) (ص 26 ط مكتبة نهضة مصر) أشار إلى الحديث بقوله: ومنه قول علي (رضي
الله عنه) في ذي الثدية أنه مخدج اليد. وروى كثير من الناس أنه لما دعى بالبغلة
ليركبها قال: ائتوني بها فإنها هادية فوقفت به على المخدج فأخرجه من تحت قتلى
كثيرين. ومنهم العلامة ابن منظور المصري في (لسان العرب) (ج 13 ص 78 مادة ثدن) قال:
في حديث علي رضي الله عنه أنه ذكر الخوارج فقال: فيهم رجل مثدن اليد. = (*)
ص 519
(هامش)
= ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي ابن سيدة في (المخصص) (ج 2 ص 13
ط بولاق) قال: وجاء في حديث ذي الثدية: مخدج اليد ومودن اليد ومئدن اليد. ومنهم
العلامة الشيخ أبو محمد عثمان بن عبد الله العراقي الحنفي في (الفرق المفترقة بين
أهل الزيغ والزندقة) (ص 11 ط الانقرة) قال: ومن الصحاح في غير هذه الرواية قال حين
وصفهم: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية إنما هم الحرورية وغيرهم من
الخوارج. ومنهم العلامة محمد بن الحسن الشيباني في (السير الكبير) (ج 1 ص 149 ط
حيدر آباد الدكن) قال: (وأصل) هذا ما روي أنه لما قاتل علي رضي الله عنه الحرورية
قال: انظروا فإن فيهم رجلا إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة حدثني به نبي الله أني صاحبه
فقلبوا القتلى فلم يجدوه فقال: انظروا فوالله ما كذبت ولا كذبت قالوا فإن سبعة نفر
تحت نخل لم (نقلبهم) بعد قال انظروا، قال الراوي: فرأيت في رجليه حبلا جروا به حتى
ألقوه بين يديه فخر لله ساجدا وقال: أبشروا، وإنما فعل ذلك لأنه أخبرهم أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بأن القوم الذين فيهم رجل بهذه الصفة يقاتلونك
وهم على الضلالة فحين وجدوه كان ذلك نعمة عظيمة فلهذا خر ساجدا لله تعالى. ومما
يشهد على كونه عليه السلام محقا في غزوة نهروان مضافا إلى ما دل على أن الحق معه في
جميع الأحوال من الأخبار المتواترة، ما أخبر به قبل وقوع المحاربة وكان من العلم
المعهود عنده من أنه لا ينجو منهم عشرة ولا يقتل من أصحابه عشرة وقد تقدم الأحاديث
الدالة عليه في فصل إخباره عن المغيبات في باب العلم فراجع. وممن ذكره العلامة
المولى علي المتقي الهندي الحنفي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5
ص 430 ط الميمنية بمصر) قال: = (*)
ص 520
(هامش)
= عن جندب قال: لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر
القوم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن وإذا فيهم أصحاب النقبات وأصحاب
البرانس فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي ووضعت برنسي
فنشرت عليه درعي وأخذت بمقود فرسي فقمت أصلي إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي: اللهم إن
كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فأذن لي فيه وإن كان معصية فأرني برأيك فأنا كذلك إذ
أقبل رجل علي بن أبي طالب على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء إلي قال:
تعوذ بالله يا جندب من شر السخط فجئت أسعى إليه ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل فقال:
يا أمير المؤمنين ألك حاجة في القوم قال: وما ذاك قال: قطعوا النهر فذهبوا قال: ما
قطعوه قال: فسبحان الله ثم جاء آخر فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا قال على: ما قطعوه
ولا يقطعونه وليقتلن دونه عهد من الله ورسوله ثم ركب فقال لي: يا جندب أما أنا
فأبعث إليهم رجلا يقر المصحف يدعو إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه
حتى يرشقوه بالنبل يا جندب أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ثم قال: من
يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيهم وهو
مقتول وله الجنة؟ فلم يجبه إلا شاب من بني عامر بن صعصعة فقال له علي: خذ هذا
المصحف أما أنك مقتول ولست مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل فخرج الشاب بالمصحف
إلى القوم فلما دنا منهم حيث يسمعوا قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع فرماه انسان
فأقبل علينا بوجهه فقعد فقال علي: دونكم القوم قال جندب: فقتلت بكفي هذه ثمانية قبل
أن أصلي الظهر ولا قتل منا عشرة ولا نجى منهم عشرة كما قال (طس). ومنهم العلامة
المذكور في (كنز العمال) (ج 11 ص 311 ط الثانية في حيدر آباد) عن أبي سليمان
المرعشي قال: لما سار علي إلى النهروان سرت معه، فقال علي: والذي فلق الحبة وبر
النسمة لا يقتلون منكم عشرة ولا يبقى منهم عشرة فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم
فقتلوهم فقال علي: إن فيهم رجلا مخدج اليد، فأتى به فقال علي: من رأى منكم = (*)
ص 521
(هامش)
= هذا؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين رأيته جاء لكذا وكذا، قال: كذبت ما رأيته ولكن
هذا [أمير] خارجة خرجت من الجن يعقوب بن شيبة في كتاب (مسير علي).
محاجة ابن عباس
مع الخوارج
وقد رواها جماعة من أعلام القوم منهم العلامة محب الدين الطبري في
(الرياض النضرة) (ج 2 ص 240 ط محمد أمين الخانجي بمصر) قال: عن ابن عباس قال:
اجتمعت الخوارج في دارها وهو ستة آلاف أو نحوها قلت لعلي بن أبي طالب يا أمير
المؤمنين أبرد بالصلاة لعلي ألقى هؤلا القوم فقال: إني أخافهم عليك، قال: فقلت كلا،
قال: ثم لبس حلتين من أحسن الحلل قال: وكان ابن عباس جميلا جهيرا قال: فأتيت القوم
قال: فلما نظروا إلى قالوا: مرحبا بابن عباس فما هذه الحلة؟ قال: قلت: وما تنكرون
من ذلك لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من أحسن الحلل قال: ثم تلوت
عليهم (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) قالوا: فما جاء بك؟ قلت جئتكم من عند
أمير المؤمنين، ومن عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عند المهاجرين
والأنصار، لأبلغكم ما قالوا ولأبلغهم ما تقولون، فما تنقمون من علي ابن عم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وصهره، قال: فأقبل بعضهم على بعض، فقال بعضهم: لا تكلموه
فإن الله تعالى يقول: (بل هم قوم خصمون) وقال بعضهم: ما يمنعنا من كلام ابن عم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعونا إلى كتاب الله قالوا: ننقم عليه خلالا ثلاثا
قال: وما هن؟ قالوا: حكم الرجال في أمر الله عز وجل وما للرجال ولحكم الله، وقاتل
ولم يسب ولم يغنم، فإن كان الذي قاتل قد حل قتالهم، فقد حل سبيهم، وإن لم يكن حل
سبيهم فما حل قتالهم، ومحى اسمه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو
أمير المشركين، قال: فقلت لهم: غير هذا قالوا: حسبنا هذا قال: قلت: أرأيتم إن خرجت
من هذا بكتاب الله وسنة رسوله أراجعون أنتم؟ قالوا: وما يمنعنا قلت: أما قولكم حكم
الرجال في أمر الله فإني سمعت الله عز وجل يقول = (*)
ص 522
(هامش)
= في كتابه: (يحكم به ذوي عدل منكم) في ثمن صيد أرنب أو نحوه يكون قيمته ربع درهم
فرد الله الحكم فيه إلى الرجال، ولو شاء أن يحكم لحكم وقال تعالى: (وإن خفتم شقاق
بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما)
أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم فإنه قاتل أمكم
وقال الله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فإن زعمتم أنها
ليست بأمكم فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها أمكم فما حل سباها فأنتم بين ضلالين، أخرجت
من هذه؟ قالوا: نعم قال: وأما قولكم: محا اسمه من أمير المؤمنين فإني أنبئكم بذلك
عمن ترضون أما تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وقد جرى
الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو، قال: يا علي اكتب: هذا ما اصطلح محمد رسول الله
وسهيل بن عمرو فقالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك
فقال: اللهم إنك تعلم أني رسولك ثم أخذ الصحيفة فمحاها بيده، ثم قال: يا علي اكتب
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو، فوالله ما أخرجه الله بذاك من
النبوة أخرجت من هذا؟ قالوا: نعم، قال: فرجع ثلثهم وانصرف ثلثهم وقتل سائرهم على
الضلالة أخرجه بكار بن قتيبة في نسخته. ومنهم الحافظ النسائي في (الخصائص) (ص 48 ط
التقدم بمصر) قال: قال: أخبرنا عمر بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال:
حدثنا عكرمة ابن عمار قال: حدثنا أبو زميل قال: حدثني عبد الله بن عباس فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة) بزيادة بعض فقرات غير مهمة وقال في آخر الحديث:
فقتلهم المهاجرون والأنصار.) = (*)
ص 523
قتاله عليه السلام مع الجن

رواه القوم: منهم العلامة الحافظ إسماعيل بن كثير في
(البداية والنهاية) (ج 2 ص 344 ط مصر) قال: وروى البلوى عن عمارة بن زيد عن إبراهيم
بن سعد عن محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن ابن عباس
قصة قتال علي الجن بالبئر ذات العلم التي بالجحفة حين بعثه رسول الله صلى الله عليه
وآله يستقي لهم الماء فأرادوا منعه وقطعوا الدلو فنزل إليهم. ومنهم العلامة الشيخ
علاء الدين علي بن محمد القوشجي في (شرح التجريد) (المطبوع بهامش شرح المواقف ج 4 ص
330 ط اسلامبول) قال: روي أن جماعة من الجن أردوا وقوع الضرر بالنبي حين مسيره إلى
بني المصطلق فحارب علي عليه السلام معهم وقتل منهم جماعة كثيرة. ومنهم الحافظ أبو
محمد بن أبي الفوارس في (الأربعين) (ص 31 مخطوط) روى بالإسناد عن أبي سعيد الخدري
شكوى جن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعث إليهم رجلا يحكم بينهم فعرضه على
أبي بكر فقال: كيف أكلم فيهم ولا أعرف كلامهم فعرضه على عمر فقال مثل ذلك فبعث عليا
فحاربهم وقتل منهم جماعة كثيرة فغلب عليهم.
كان علي عليه السلام حامل راية رسول
الله صلى الله عليه وآله في غزواته
روى في ذلك أحاديث:
ص 524
منها ما رواه سعيد بن جبير

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم أبو عبد الله محمد بن
سعد بن منيع المشهور بابن سعد في (الطبقات الكبرى) (ج 3 ص 240 ط حيدر آباد الدكن)
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا بسطام بن مسلم، عن مالك بن دينار قال: قلت
لسعيد بن جبير: من كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنك لرخو
اللبب فقال لي معبد الجهني: أنا أخبرك، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي فإذا
كان القتال أخذها علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1) ومنهم الحافظ أحمد بن حنبل في
(الفضائل) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا سيار يعني ابن
أبي حاتم قال: حدثنا جعفر يعني ابن سليمان قال: ثنا مالك يعني ابن دينار قال: سألت
سعيد بن جبير قلت: يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: فنظر إلي وقال: كأنك رخي البال فغضب، فشكوته إلى إخوانه من القراء قلت له: ألا
تعجبون من سعيد أني سألته من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلي
وقال:
(هامش)
(1) قال العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عمر العصابي الحبشي
المتوفى سنة 782 في (البركة في فضل السعي والحركة) (ص 29 ط المكتبة التجارية الكبرى
- بالقاهرة) وقال ابن عباس لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث عليا بالراية
قال: أين علي قالوا: هو في الرحا يطحن فقال: وما كان أحدكم يطحن عنه.) (*)
ص 525
إنك لرخي البال، قالوا: أرأيت حين تسأله وهو خائف من الحجاج كان حاملها علي. ومنهم
الحاكم النيشابوري في (المستدرك) (ج 3 ص 137 ط حيدر آباد الدكن) قال: (أخبرنا) أحمد
بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
(الفضائل) سندا ومتنا إلا أنه ذكر بدل قوله قالوا: أرأيت. ثم قال: قالوا: إنك سألته
وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت فاسأله الآن فسألته فقال: كان حاملها علي رضي
الله عنه، هكذا سمعته من عبد الله بن عباس. هذا حديث صحيح الإسناد.
ومنها ما رواه
سعد بن عبادة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد
الغابة) (ج 4 ص 20 ط مصر) قال: وحدثنا جدي، حدثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثنا محمد بن
عمر، حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن يحيى بن سعيد عن ثعلبة بن أبي مالك قال: كان
سعد بن عبادة صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها فإذا كان وقت
القتال أخذها علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري من
المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 483 ط لاهور) روى الحديث عن ثعلبة بعين ما تقدم عن
(أسد الغابة). ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 124
ص 526
ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن الحسن بن علي قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يبعث عليا مبعثا إلا أعطاه الراية، رواه الطبراني.
ومنها ما رواه ابن
عباس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع
الزوائد) (ج 5 ص 321 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن ابن عباس إن راية النبي
صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب وراية الأنصار مع سعد بن عبادة
وكان إذا استحر القتال كان النبي صلى الله عليه وسلم مم يكون تحت راية الأنصار رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح وقال أيضا: وعن ابن عباس إن عليا كان صاحب راية رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقيس بن سعد صاحب راية علي وصاحب راية المهاجرين علي في
المواطن كلها، رواه الطبراني في (الأوسط) و(الكبير). ومنهم العلامة بدر الدين محمود
بن أحمد في (عمدة القاري) (ج 16 ص 216 ط الميمنية بمصر) قال: وقال ابن عباس: فكانت
راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (أي بعد الهجرة) في المواطن كلها مع علي
رضي الله عنه. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 191 ط
محمد أمين الخانجي بمصر) قال:
ص 527
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان علي آخذا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر قال الحكم: يوم بدر والمشاهد كلها، أخرجه أحمد في المناقب. ومنهم العلامة
المذكور في (ذخائر العقبى) (ص 75 ط مكتبة القدسي بمصر) روى فيه أيضا عن ابن عباس
بعين ما تقدم عنه في (الرياض النضرة). ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في (سير
أعلام النبلاء) (ج 1 ص 198 ط دار المعارف بمصر) قال: معمر عن عثمان الجزري عن مقسم
لا أعلمه إلا عن ابن عباس إن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي
وراية الأنصار مع سعد بن عبادة. وقال: حجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
قال: كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علي ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة.
رواه النهدي عن إبراهيم بن الذرقان عنه. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب)
(ص 483 ط لاهور) روى الحديث من طريق أحمد عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الرياض
النضرة). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 209 ط اسلامبول) روى الحديث
نقلا عن أحمد في (المناقب) بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). أقول: وقد تقدم إنه
عليه السلام كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر عن (تاريخ الأمم
والملوك) و(الاستيعاب) و(المستدرك) و(مناقب الخوارزمي) و(سنن البيهقي) و(تلخيص
المستدرك) و(مجمع الزوائد).
ص 528
ومنها ما رواه قتادة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشهير بابن سعد في
(الطبقات الكبرى) (ج 3 ص 23 ط حيدر آباد) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال:
أخبرنا بن أبي عروبة عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم بدر وفي كل مشهد. ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص
193 ط القاهرة) روى الحديث عن قتادة بعين ما تقدم عن (الطبقات).
ومنها ما روي في
كونه عليه السلام حامل اللواء وشهوده في جميع الغزوات

رواه القوم: منهم العلامة ابن
عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 459 ط حيدر آباد الدكن) قال: أجمعوا على أنه صلى
القبلتين وهاجر وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق
وبخيبر بلا عظيما وأنه أغنى في تلك المشاهد
ص 529
وقام فيها المقام الكريم وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وآله بيده في مواطن
كثيرة وكان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان
اللواء بيده دفعه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي رضي الله عنه. ومنهم
العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 212 ط محمد أمين الخانجي بمصر)
ذكر الاجماع على أنه عليه السلام شهد المشاهد كلها إلا تبوك وذكر ما تقدم عن
(الاستيعاب) إلى قوله وقام فيها المقام الكريم ثم قال: وكان لواء رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى علي أخرجه أبو عمر. ومنهم علامة النسب أبو فيد مؤرج بن عمر
السدوسي البصري النسابة في (حذف من نسب قريش) (ص 195 ط دار العروبة في القاهرة)
قال: وعلي بن أبي طالب صلوات الله ورضوانه عليه شهد مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم مشاهده وبارز يوم بدر ويوم الخندق وفي غير مشهد ولم يبارزه رجل إلا قتله.
ومنهم المؤرخ الشهير بابن سعد في (الطبقات الكبرى) (ج 3 ص 23 ط دار الصادر بمصر)
قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى بني سعد بفدك في مأة رجل، وكان
معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث يوم فتح مكة، وبعثه سرية إلى الفلس إلى طئ، وبعثه
إلى اليمن ولم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة غزاها إلا غزوة تبوك
خلفه في أهله. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 19 ط مصر
سنة 1385) قال: وأجمع أهل التاريخ والسند على أنه شهد بدرا وغيرها من المشاهد وإنه
لم يشهد غزوة تبوك لا غير لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على أهله.
ص 530
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) (ص 23 ط النجف) قال: واتفق علماء
السير أن عليا عليه السلام لم يفته مع رسول الله صلى الله عليه وآله مشهد سوى تبوك
واتفقوا على أنه لم يجر فيها قتال وسئل جدي عن هذا فقال: (فقدت الحرب الشجاع من
يقاتل). ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في (إكمال الرجال) (ص 687 ط دمشق) قال: شهد
علي مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها غير تبوك فإنه خلفه في أهله. ومنهم
العلامة الشيخ محمد الشهير باقر كرماني في (شرح أحاديث الأربعين) قال: شهد علي
المشاهد كلها إلا تبوك. ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 113 ط لاهور)
قال: أخرجه ابن سعد ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يقيم بعده عليا
عليه السلام إلى أن قال: وشهد علي بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا
واحدا وسائر المشاهد إلا تبوك، فإن النبي استخلفه على المدينة، وله في جميع الشاهد
آثار مشهورة وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة. ومنهم العلامة
الشهير بالقرماني في (أخبار الدول) (ص 102 ط بغداد) قال: وشهد المشاهد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلها إلا تبوك فإن النبي عليه السلام استخلفه على المدينة
وأعطاه اللواء في مواطن كثيرة خصوصا يوم خيبر وأخبر أن الفتح يكون على يديه. ومنهم
العلامة الشيخ صفي الدين أحمد بن عبد الله بن أبي الخير الخزرجي الأنصاري الساعدي
في (خلاصة تذهيب الكمال) (ص 232 ط القاهرة) قال:
ص 531
علي بن أبي طالب عليه السلام شهد بدرا والشاهد كلها. ومنهم العلامة الشيخ محمد بن
محمد مخلوف في (الطبقات المالكية) (ص 72 ج 2 ط مطبعة السلفية بالقاهرة) قال: شهد
الشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا تبوك فإنه استخلفه فيها على المدينة
وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ومنهم العلامة
البرزنجي الشافعي في (مقاصد الطالب) (ص 8 ط گلزار حسني بمبئي) قال: لم يفارقه صلى
الله عليه وسلم (أي عليا) في مشهد من المشاهد وأعطاه اللواء في أكثر الموارد غير
أنه استخلفه في غزوة تبوك. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 280 ط
اسلامبول) قال: وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله سائر المشاهد إلا تبوك فإنه
استخلفه بالمدينة وقال له حينئذ: أنت مني بمنزلة هارون من موسى وله في جميع المشاهد
الآثار المشهورة. ومنهم العلامة الشيخ إبراهيم البيجوري المصري المتوفى سنة 1277 في
(المواهب اللدنية) في (شرح الشمائل المحمدية) (ص 20 ط مطبعة المصرية ببولاق) علي بن
أبي طالب شهد مع النبي المشاهد كلها ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد المرير
الفقيه المغربي في كتابه (معجم الأعلام) (ج 1 ص 136 ط قطوان من المغرب الأقصى) قال:
هو (أي علي) إمام الخطباء من المسلمين ومن أعظم مفكري العرب والاسلام وهو أول من
آمن من الصبيان.
ص 532
الباب الرابع في عدله عليه السلام
ونذكر فيه أحاديث من كتب القوم غير الأحاديث
الدالة عليه في الأحاديث.
الأول ما رواه القوم:

منهم القاضي أبو بكر محمد بن خلف بن
حيان المشهور بابن وكيع في (أخبار القضاة) (ج 2 ص 200 ط مصر) قال: (1) حدثنا علي بن
عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحارث القاضي قال: حدثني أبي، عن أبيه
معاوية، عن ميسرة عن شريح، قال: لما توجه علي عليه السلام إلى قتال معاوية افتقد
درعا له، فلما رجع وجدها في يد يهودي يبيعها بسوق الكوفة فقال: يا يهودي الدرع درعي
لم أهب ولم أبع، فقال اليهودي: درعي وفي يدي فقال: بيني وبينك القاضي، قال:
فأتياني، فقعد علي إلى جنبي واليهودي بين يدي، وقال: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه
في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أصغروا بهم كما أصغر
الله بهم ثم قال: هذه الدرع درعي
(هامش)
(1) قال العلامة المنشي النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي
المتوفى سنة 821 في (صبح الأعشى) (ج 1 ص 433 ط مصر) أول من قال أطال الله بقاءك عمر
بن الخطاب (رض) تكلم علي رضي الله عنه بحضرته في العدل بكلام أعجبه، فقال له: صدقت
أطال الله بقاءك: ثم نقلها الكتاب إلى استعمالها في مكاتباتهم. وأول من قال: أيدك
الله عمر، قاله لعلي أيضا. (*)
ص 533
لم أبع ولم أهب، فقال لليهودي: ما تقول؟ قال: درعي وفي يدي. قال شريح: يا أمير
المؤمنين هل من بينة؟ قال: نعم، الحسن ابني وقنبر يشهدان أن الدرع درعي قال شريح:
يا أمير المؤمنين شهادة الابن للأب لا يجوز، فقال علي: سبحان الله أرجل من أهل
الجنة لا تجوز شهادته، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة، فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه
أشهد أن هذا الدين على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله وأن
الدرع درعك يا أمير المؤمنين سقطت منك ليلا، وتوجه مع علي يقاتل معه بالنهروان
فقتل. ومنهم العلامة أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في (الأغاني) (ج 16 ص 36 ط
محمد الساسي) قال: حدثني به عبد الله بن محمد بن إسحاق ابن أخت داهر بن نوح
بالأهواز قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثني حكيم بن حزام عن
الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: عرف علي صلوات الله عليه درعا مع يهودي فقال: يا
يهودي درعي سقطت مني يوم كذا وكذا، فقال اليهودي: ما أدري ما تقول درعي وفي يدي
بيني وبينك قاضي المسلمين فانطلقا إلى شريح فلما رآه شريح قام له عن مجلسه فقال له
علي: اجلس، فجلس شريح ثم قال: إن خصمي لو كان مسلما لجلست معه بين يديك ولكني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تساووهم في المجالس ولا تعودوا مرضاهم ولا
تشيعوا جنائزهم واضطروهم إلى أضيق الطرق وإن سبوكم فاضربوهم وإن ضربوكم فاقتلوهم ثم
قال: درعي عرفتها مع هذا اليهودي فقال شريح لليهودي: ما تقول؟ قال: درعي وفي يدي
قال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك كما قلت: ولكن لا بد من شاهد
فدعى قنبرا فشهد له ودعى الحسن بن علي فشهد له، فقال: أما شهادة مولاك فقد قبلتها
وأما شهادة
ص 534
ابنك لك فلا، فقال علي (1) سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ قال: اللهم نعم، قال: أفلا تجيز
شهادة أحد سيدي شباب أهل الجنة والله لتخرجن والله إلى بالقضاء فلتقضين بين أهلها
أربعين يوما ثم سلم الدرع إلى اليهودي، فقال اليهودي: أمير المؤمنين مشى معي إلى
قاضيه فقضى عليه فرضي به صدقت إنها لدرعك سقطت منك يوم كذا وكذا عن جمل أورق
فالتقطتها وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال علي عليه السلام
هذه الدرع لك وهذه الفرس لك وفرض له في تسعمأة فلم يزل معه حتى قتل يوم صفين. ومنهم
العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 4 ط مصر) قال: وقال عمرو بن
شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي قال: وجد علي بن أبي طالب درعه عند رجل نصراني فأقبل
به إلى شريح يخاصمه، قال: فجاء علي حتى جلس جنب شريح وقال: يا شريح لو كان خصمي
مسلما ما جلست إلا معه ولكنه نصراني وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا
كنتم وإياهم في طريق فاضطروهم إلى مضايقه، وصغروا بهم كما صغر الله بهم من غير أن
تطغوا) ثم قال: هذا الدرع درعي ولم أبع ولم أهب، فقال شريح للنصراني: ما تقول فيما
يقول أمير المؤمنين؟ فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين عندي
بكاذب، فالتفت شريح إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين هل من بينة؟ فضحك علي وقال:
أصاب شريح، ما لي بينة فقضى بها شريح للنصراني، قال: فأخذه النصراني ومشي خطئا ثم
رجع فقال: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء، أمير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه
(هامش)
(1) في نسخة (لسان الميزان) أنشدك الله أسمعت والظاهر بقرينة قوله نعم بعد ذلك
سقوطها عن هذه النسخة. (*)
ص 535
يقضي عليه، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الدرع والله درعك
يا أمير المؤمنين اتبعت الجيش وأنت منطلق إلى صفين فخرجت من بعيرك الأورق. فقال:
أما إذ أسلمت فهي لك، وحمله على فرس -. ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء)
(ص 71 ط الشرفية بمصر) روى الحديث عن طريق الدراج عن ميسرة عن شريح القاضي بعين ما
تقدم عن (أخبار القضاة) إلا أنه أسقط كلمة الدين وقال: إن هذا هو الحق وذكر بدل
كلمة الذمي: اليهودي. ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
في (مطالب السؤول) (ص 30 ط طهران) قال: ومنها أنه (أي علي) لما كان بالكوفة حاكم
يهوديا إلى القاضي شريح بها وادعى على اليهودي بدرع في يد اليهودي فأنكر اليهودي
دعواه فطالبه شريح بمن يشهد بها فحضر الحسن بن علي 8 يشهد بالدرع فرد شريح شهادته
فقال: يا أمير المؤمنين كيف أقبل شهادة ابنك لك والولد لا يقبل شهادته لوالده فقال
له عليه السلام: في أي كتاب أو في أي سنة وجدت أن هذه الشهادة لا تقبل إلى آخر ما
قاله. ومنهم العلامة العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 2 ص 342 ط حيدر آباد الدكن)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الأغاني) ولكنه أسقط قوله: وفرض له في تسعمأة. ومنهم
العلامة ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 3 ص 201 ط المنيرية بمصر) روى الحديث
بعين ما تقدم عن (البداية والنهاية) ملخصا. ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في
(الصواعق المحرقة) (ص 78 ط الميمنية بمصر)
ص 536
روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الخلفاء) ملخصا. ومنهم العلامة الحافظ الميرزا
محمد خان البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 79 مخطوط) روى الحديث من طريق أحمد بن نصر
النهرواني الملقب بالذراع بعين ما تقدم عن (تاريخ الخلفاء). ومنهم العلامة الشيخ
سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 290 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما
تقدم عن (الصواعق المحرقة). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 159 ط
لاهور) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل).
الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة
المحدث زين الدين عبد الرحيم العراقي في (القرب في محبة العرب) (ص 37 ط الاسكندرية
بمصر) قال: خاصم يهودي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان علي جالسا عند عمر فلما
جاء خصمه قال عمر: قم يا أبا الحسن فتغير وجه علي وعلاه الغضب فقال له عمر: غضبت
لأني قلت لك: قم لأسوي بينك وبين اليهودي في مجلس القضاء فقال: لا بل غضبت لأنك
ناديتني بكنيتي فقلت: يا أبا الحسن ولم تقل يا علي.
الثالث ما رواه القوم:

ص 537
منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي البغدادي في (شرح النهج) (ج 1 ص 181 ط
القاهرة) قال: روى محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن زاذان قال: انطلقت مع قنبر
غلام علي عليه السلام فإذا هو يقول: قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئا قال:
وما هو ويحك قال: قم معي فقام فانطلق به إلى بيته وإذا بغرارة مملؤة من جامات ذهبا
وفضة فقال: يا أمير المؤمنين رأيتك لا تترك شيئا إلا قسمته فادخرت لك هذا من بيت
المال فقال علي عليه السلام: ويحك يا قنبر لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة ثم سل
سيفه وضربه ضربات كثيرة فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه وآخر ثلثه ونحو ذلك ثم دعا
بالناس فقال: أقسموه بالحصص ثم قام إلى بيت المال فقسم ما وجد فيه ثم رأى في البيت
ابرا ومسال فقال: ولتقسموا هذا فقالوا: لا حاجة لنا فيه وقد كان علي عليه السلام
يأخذ من كل عامل مما يعمل فضحك وقال: ليؤخذن شره مع خيره.
الرابع ما رواه القوم:

منهم العلامة نصر بن مزاحم في (كتاب الصفين) (ص 24) قال: قال علي حين مر بالأنبار
واستقبله بنو خشنوشك دهاقنتها ما هذه الدواب التي معكم وما أردتم بهذا الذي صنعتم؟
قالوا: أما هذا الذي صنعنا فهو خلق منا نعظم به الأمراء، وأما هذه البرازين فهدية
لك وقد صنعنا لك وللمسلمين طعاما وهيأنا لدوابكم علفا كثيرا قال: أما هذا الذي
زعمتم أنه منكم خلق تعظمون به الأمراء فوالله ما ينفع هذا الأمراء وأنكم لتشقون به
على أنفسكم وأبدانكم فلا تعودوا له، وأما دوابكم هذه فإن أحببتم أن نأخذها منكم
فنحبسها من خراجكم أخذناها منكم، وأما طعامكم الذي صنعتم لنا فإنا نكره أن نأكل من
أموالكم شيئا
ص 538
إلا بثمن قالوا: يا أمير المؤمنين نحن نقومه ثم نقبل ثمنه قال: إذا لا تقومونه
قيمته نحن نكتفي بما دونه قالوا: يا أمير المؤمنين فإن لنا من العرب موالي ومعارف
فتمنعنا أن نهدي لهم وتمنعهم أن يقبلوا منا قال: كل العرب لكم موال وليس ينبغي لأحد
من المسلمين أن يقبل هديتكم وإن غصبكم أحد فاعلمونا قالوا: يا أمير المؤمنين إنا
نحب أن تقبل هديتنا وكرامتنا قال لهم: ويحكم نحن أغني منكم فتركهم ثم سار.
الخامس
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 465
ط حيدر آباد الدكن) قال: قال وأخبرني يحيى بن سليمان وحامد بن يحيى (قالا): حدثنا
سفيان قال: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه قال: قدم على علي مال من إصبهان فقسمه سبعة
أسباع ووجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر فجعل علي كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطي
أولا. وأخباره في مثل هذا من سيرته لا يحيط بها كتاب. ومنهم العلامة محب الدين
الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 108 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث من طريق أحمد
والقلعي، عن كليب بعين ما تقدم عن (الاستيعاب). ومنهم ابن الأثير الجزري في
(الكامل) (ص 200 ط المنيرية بمصر) روى الحديث عن بعين ما تقدم عن (الاستيعاب).
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي في (ينابيع المودة) (ص 219
ص 539
ط اسلامبول) روى الحديث من طريق أحمد والقلعي عن كليب بعين ما تقدم عن (الاستيعاب).
ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (159 ط لاهور)
روى الحديث من طريق أحمد والقلعي عن كليب بعين ما تقدم عن (الاستيعاب).
السادس ما
رواه القوم:

منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي في (المناقب المرتضوية)
(ص 365 ط بمبئي) قال: كان أمير المؤمنين علي دخل ليلة في بيت المال يكتب قسمة
الأموال فورد عليه طلحة وزبير فأطفأ عليه السلام السراج الذي بين يديه وأمر بإحضار
سراج آخر من بيته فسألاه عن ذلك فقال: كان زيته من بيت المال لا ينبغي أن نصاحبكم
في ضوئه.
السابع ما رواه القوم:

منهم العلامة الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي في
(شرح النهج) (ج 1 ص 181 ط القاهرة) قال: روى أبو إسحاق الهمداني أن امرأتين أتيا
(أتتا ظ) عليا عليه السلام إحداهما من العرب والأخرى من الموالي فسألتاه فدفع
إليهما دراهم وطعاما بالسواء فقالت إحداهما: إني امرأة من العرب وهذه من العجم
فقال: إني والله لا أجد لبني إسماعيل في
ص 540
هذا الفئ فضلا على بني إسحاق.
الثامن ما رواه القوم:

منهم العلامة أبو القاسم محمود
بن عمر الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 389 مخطوط) قال: قدم عبد الله بن زمعة على
علي عليه السلام في خلافته وكان من شيعه فطلب منه مالا فقال: إن هذا المال ليس لي
ولا لك وإنما هو فئ للمسلمين وجلب أسيافهم فإن شركتهم في حربهم كان لك مثل حظهم
وإلا فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم.
التاسع ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن
الطقطقي في (الفخري) (ص 70 ط محمد علي صبيح بالقاهرة) قال: كان (أي علي) لا يعطي
ولديه الحسن والحسين عليهما السلام أكثر من حقهما فانظر إلى رجل حمله ورعه على هذا
الصنيع لولديه وبأخيه من أبويه.
العاشر ما رواه القوم:

منهم العلامة ابن كثير
الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 5 ط مصر) قال: قال الشعبي: فأخبرني من رآه
يقاتل الخوارج يوم النهروان. وقال سعيد
ص 541
ابن عبيد عن علي بن ربيعة جاء جعدة بن هبيرة إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين يأتيك
الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من أهله وماله، والآخر لو يستطع أن يذبحك لذبحك، فتقضي
لهذا على هذا قال: فلهزه علي وقال: إن هذا شي لو كان لي فعلت، ولكن إنما ذا شي لله.
الحادي عشر ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الجزري المعروف بابن الأثير
في (أسد الغابة) (ج 3 ص 423 ط مصر سنة 1285) قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم
الدمشقي كتابة. أخبرنا أبي قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد
العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي ونقلته من خطه، حدثني أحمد بن
علي بن عبد الله، حدثني محمد بن سعيد العوصي، حدثنا محمود بن محمد الحافظ، حدثنا
عبيد الله بن محمد، حدثني محمد بن حسان الضبي، حدثنا الهيثم بن عدي، حدثني عبد الله
بن عياش المرهبي وإسحاق بن سعد عن أبيه أن عقيل بن أبي طالب لزمه دين فقدم على علي
بن أبي طالب الكوفة فأنزله وأمر ابنه الحسن فكساه فلما أمسى دعا بعشائه فإذا خبز
وملح وبقل فقال عقيل: ما هو إلا ما أرى قال: لا قال فتقضي ديني قال: وكم دينك قال:
أربعون ألفا قال: ما هي عندي ولكن اصبر حتى يخرج عطائي فإنه أربعة ألف فأدفعه إليك
فقال له عقيل: بيوت المال بيدك وأنت تسوفني بعطائك فقال: أتامرني أن أدفع إليك
أموال المسلمين وقد ائتمنوني عليها قال: فإن آت معاوية فأذن له فأتى معاوية فقال
له: يا أبا يزيد كيف تركت عليا وأصحابه؟ قال: كأنهم أصحاب محمد إلا أني لم أر رسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، وكأنك وأصحابك أبو سفيان وأصحابه
ص 542
إلا أني لم أر أبا سفيان فيكم فلما كان الغد قعد معاوية على سريره وأمر بكرسي إلى
جنب السرير ثم أذن للناس فدخلوا وأجلس الضحاك بن قيس معه على سريره ثم أذن لعقيل
فدخل عليه فقال: يا معاوية من هذا معك؟ قال الضحاك بن قيس فقال: الحمد لله الذي رفع
الخسيسة وتمم النقيصة هذا الذي كان أبوه يخصي بهمنا بالأبطح لقد كان بخصائها رفيقا
فقال الضحاك: إني لعالم بمحاسن قريش وإن عقيلا عالم بمساويها وأمر له معاوية بخمسين
ألف درهم فأخذها ورجع. ومنهم العلامة ابن الطقطقي في (الفخري) (ص 69 ط محمد علي
صبيح بالقاهرة) قال: إن أخاه (أي علي) عقيلا وهو ابن أبيه وأمه طلب من بيت المال
شيئا لم يكن له بحق فمنعه عليه السلام وقال: يا أخي ليس لك في هذا المال غير ما
أعطيتك ولكن اصبر حتى يجئ مالي وأعطيك منه ما تريد، فلم يرض عقيل هذا الجواب وفارقه
وقصد معاوية (رض) بالشام. ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 234 ط
مصر) قال: وقال غسان بن مصر: ثنا أبو هلال، ثنا حميد بن هلال أن عقيلا سأل عليا
فقال: إني محتاج وفقير فقال: حتى يخرج عطائي، فألح عليه، فقال لرجل خذ بيده فانطلق
به إلى الحوانيت فقل دق الأقفال وخذ ما في الحوانيت، فقال: تريد أن تتخذني سارقا،
قال: وأنت تريد أن تتخذني سارقا؟ وأعطيك أموال الناس، قال: لأتين معاوية، قال: أنت
وذاك، فأتى معاوية فأعطاه مأة ألف ثم قال: اصعد على المنبر فاذكر ما أولاك علي ما
أوليتك، قال: فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: أيها الناس إني أخبركم أني أردت عليا
على دينه فاختار دينه علي وأردت معاوية على دينه فاختارني على دينه، فقال معاوية:
هذا الذي تزعم قريش أنه أحمق. ومنهم العلامة المذكور في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص
66
ص 543
ط دار المعارف بمصر) روى الحديث عن حميد بن هلال بعين ما تقدم عنه في (تاريخ
الإسلام) إلا أنه ذكر بدل قوله: فقال لرجل: خذ بيده فانطلق به إلى الحوانيت. فقال:
(أي لعقيل) انطلق فخذ ما في حوانيت الناس. وزاد في آخر الحديث: إن معاوية قال لهم:
هذا عقيل وعمه أبو لهب. فقال: هذا معاوية وعمته حمالة الحطب. ومنهم العلامة شهاب
الدين أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 79 ط الميمنية بمصر) روى الحديث
من طريق ابن عساكر بعين ما تقدم عن (تاريخ الإسلام) إلى قوله: فاختار علي دينه.
وذكر بدل: وأعطيك أموال الناس: أن آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم. ومنهم
العلامة الحافظ عبد الرحمان السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ط السعادة بمصر) روى
الحديث من طريق ابن عساكر عن حميد بعين ما تقدم عن (الصواعق المحرقة) ومنهم العلامة
البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 80 المخطوط) روى الحديث من طريق ابن عساكر عن حميد بن
هلال بعين ما تقدم عن (الصواعق المحرقة). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع
المودة) (ص 290 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدم عن (الصواعق
المحرقة).
الثاني عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق
المحرقة) (ص 79
ص 544
ط الميمنية بمصر) قال: وجاء في كثير من الروايات أن عليا كرم الله وجهه كان يعطي
أخاه عقيلا كل يوم من الشعير ما يكفي عياله فاشتهى عليه أولاده مريسا فصار يوقر كل
يوم شيئا قليلا حتى اجتمع عنده ما اشترى به سمنا وتمرا وصنع لهم فدعوا عليا إليه
فلما جاء وقدم له ذلك سأله عنه فقصوا عليه ذلك فقال أو كان يكفيكم ذلك بعد الذي
عزلتم منه؟ قالوا: نعم فنقص مما كان يعطيه مقدار ما كان يعزله منه كل يوم وقال: لا
يحل لي أن أزيد من ذلك فغضب فحمى له حديدة وقربها من خده وهو غافل فتأوه فقال علي
كرم الله وجهه: تجزع من هذه وتعرضني لنار جهنم فقال: لأذهبن إلى من يعطيني تبرا
ويطعمني تمرا فلحق بمعاوية وقد قال معاوية يوما: لولا علم بأني خير له من أخيه ما
أقام عندنا وتركه، فقال له عقيل: أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت
دنياي وأسأل الله خاتمة خير. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 79 مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق المحرقة)
الثالث عشر ما رواه جماعة من أعلام
القوم:

منهم الحافظ أحمد بن محمد المؤدب الهروي في (الغريبين) (ص 142 مخطوط) قال:
في مادة العين مع الظاء - في حديث علي رضي الله عنه والله لأن أبيت على حسك السعدان
مسهدا أو أجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله يوم القيامة ظالما لبعض
العباد وغاصبا لشيء من الحطام والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم
صاعا ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنما
ص 545
سودت وجوههم بالعظلم وعاودني مؤكدا وكرر علي القول فأصغيت إليه سمعي فظن
أني أبيعه ديني واتبع قياده مفارقا طريقي، والله لو أعطيت الأقاليم السبعة على أن
أعصي في نملة أسلبها خلب شعيرة ما فعلته. ومنهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار)
(ص 364 مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الغريبين) وزاد بعد قوله لشيء من
الحطام: وكيف أظلم أحدا لنفس تسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها. وزاد في
آخر الحديث: وإن دنياكم لأهون علي من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي ولنعيم يفنى
ولذة لا تبقى نعوذ بالله من شنان الفعل وقبح الزلل. وأسقط قوله: والله لقد رأيت
عقيلا إلى قوله مفارقا طريقتي وذكره مستقلا في - ص 33 - وزاد بعده: فأحميت له حديدة
ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي كنف من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها
فقلت: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه، وتجرني إلى نار
سجرها جبارها لغضبه، أتئن من الأذى ولا أئن من لظي. ومنهم العلامة ابن الجوزي في
(مختصر الغريبين) (مخطوط). روى الحديث نقلا عن (الغريبين) بعين ما تقدم عنه بلا
واسطة.
الرابع عشر ما رواه القوم:

منهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج 2 ص
464 ط حيدر آباد الدكن) قال: ولا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات وإذا
بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه (قد جائتكم موعظة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان
بالقسط
ص 546
ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين * بقية الله خير لكم إن كنتم
مؤمنين * وما أنا عليكم بحفيظ) إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من أعمالنا
حتى نبعث إليك من يتسلمه منك ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول: اللهم إنك تعلم أني لم
آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك.
الخامس عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ أحمد
بن عبد الحليم بن تيمية الحنبلي في (جوامع السياسة الإلهية) (ص 14) قال: وكان علي
بن أبي طالب رضي الله عنه إذا بلغه أن بعض نوابه ظلم يقول: اللهم إني لم آمرهم أن
يظلموا خلقك ولا أن يتركوا حقك.
السادس عشر ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم
الحافظ يحيى بن آدم بن سليمان القرشي في كتابه (الخراج) (ص 76 ط مصر) قال: أخبرنا
إسماعيل قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا جعفر الأحمر قال: حدثنا عبد
الملك بن عمير قال: أخبرني رجل من ثقيف، قال: استعملني علي بن أبي طالب رضي الله
عنه على (بزرج سابور) فقال: لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم ولا تتبعن لهم رزقا
ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا تقيمن رجلا قائما في طلب درهم
قال: قلت: يا أمير المؤمنين إذا أرجع إليك كما ذهبت من عندك، قال: وإن رجعت كما
ذهبت، ويحك إنا أمرنا أن نأخذ
ص 547
منهم العفو يعني الفضل -. إنتهى. أقول: قال العلامة أبو الأشبال الشيخ أحمد محمد
شاكر من علماء مصر في تعليقته على هذه الصفحة من كتاب الخراج ص 74 ما لفظه: ورواه أبو
يوسف في الخراج (ص 91 و18 ط السلفية بمصر) عن إسماعيل ابن إبراهيم بن المهاجر عن
عبد الملك بن عمير بلفظ آخر وسمي البلد (عكبرا) بضم العين وإسكان الكاف وفتح الباء
يجوز فيه المد والقصر قال ياقوت: قال حمزة الأصفهاني: (بزرج سابور) معرب عن وزرك
شافور وهي المسماة بالسريانية عكبرا، وقال: بينها وبين بغداد عشرة فراسخ -. إنتهى.
ومنهم العلامة ابن الأثير في (أسد الغابة) (ج 4 ص 24 ط مصر) قال: أنبأنا عبد الله
بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن طلحة النعال إجازة إن لم يكن سماعا، أنبأنا
أبو الحسين بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا يحيى بن آدم فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن (الخراج).
السابع عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة المحقق أبو
القاسم محمود بن عمر الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 389 مخطوط) قال: وقال للأشتر
حين ولاه مصر: واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاما
فتتواضع فيه لله الذي خلقك وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك حتى يكلمك متكلمهم
غير متعتع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في غير موطن: لن تقدس أمة
لا يؤخذ لضعيف فيها حقه من القوي غير
ص 548
متعتع، ثم احتمل الخرق منهم والعي ونح عنك الضيق والأنفة يبسط الله عليك أكناف
رحمته ويوجب لك ثواب طاعته.
الثامن عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة الزمخشري في
(ربيع الأبرار) (ص 389 مخطوط) قال: وقال (أي علي عليه السلام) لعامله: انطلق على
تقوى الله وحده لا شريك له ولا تروعن مسلما ولا تجتازن عليه كارها ولا تأخذن منه
أكثر من حق الله في ماله فإذا قدمت على الحي فأنزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم
ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم ولا تخدج التحية لهم ثم
تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله في أموالكم فهل
لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه، فإن قال قائل: لا، فلا تراجعه وإن أنعم لكم
منعم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه فخذ ما أعطاك من ذهب
أو فضة فإن كانت له ماشئة أو إبل فلا تدخلها إلا باذنه فإن أكثرها له فإذا أتيتها
فلا تدخلها دخول متسلط عليه ولا عنيف به ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعنها ولا تسعرن
صاحبها فيها.
التاسع عشر ما رواه القوم:

منهم العلامة الرياضي محمد بن محمد بن أحمد
الشهير بابن الأخوة في (معالم القربة في أحكام الحسبة) (ص 203 ط كيمبرج) قال: يحكى
أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولى أبا الأسود الدؤلي القضاء ساعة من نهار ثم
عزله، فقال له: لم عزلتني فوالله ما خنت ولا خونت قال: بلغني أن كلامك يعلو كلام
الخصمين إذا تحاكما إليك.
ص 549
متمم العشرين ما رواه القوم:

منهم العلامة أمير كبير السيد علي الهمداني في (ذخيرة
الملوك) (ص 102 ط أمرتسر) قال: روى أن عليا أرسل أبا أمامة الباهلي بحكومة البصرة،
فأخبره رجل بأنه دعى إلى ضيافة، فكتب إليه: يا بن حنيف بلغني إنك دعيت إلى مأدبة،
عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، تستطاب لك الألوان، وتنقل بك الجفان، وما ظننت أنك تجيب
إلى طعام قوم غنيهم مدعو، وعائلهم مجفو، وعزله عن الحكومة.
الحادي والعشرون ما رواه
القوم:

منهم العلامة أبو بكر محمد بن خلف المشهور بابن وكيع في (أخبار القضاة) (ج 1
ص 59) قال: حدثنا الزعفراني قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي،
عن علي بن ربيعة، أن عليا استعمل رجلا من بني أسد يقال له: ضبيعة ابن زهير، فلما
قضى عمله أتى عليا بجراب فيه مال - فقال: يا أمير المؤمنين إن قوما يهدون لي حتى
اجتمع منه مال فهاهوذا، فإن كان لي حلالا أكلته، وإن كان غير ذاك فقد أتيتك به،
فقال علي: لو أمسكته لكان غلولا. منه وجعله في بيت المال.
الثاني والعشرون ما رواه
القوم:

ص 550
منهم العلامة جار الله الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 418 مخطوط) قال: قال علي عليه
السلام حين أشير عليه بترك محاربة طلحة والزبير: والله لا أكون كالضبع تنام طول
اللدم حتى يصل إليها طالبها ويخيلها راصدها ولكني أضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه
وبالسامع المطيع العاصي المريب حتى يأتي على يومي.
الثالث والعشرون ما رواه القوم:

منهم القاضي أبو يوسف في (الخراج) (ص 214 ط السلفية بمصر) قال: إن الصحيح عندنا من
الأخبار عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه لم يقاتل قوما قط من أهل القبلة ممن
خالفه حتى يدعوهم وأنه لم يتعرض بعد قتالهم وظهوره عليهم بشيء من مواريثهم ولا
لنسائهم ولا لذراريهم ولم يقتل منهم أسيرا ولم يذفف منهم على جريح ولم يتبع منهم
مدبرا. وقال: حدثنا بعض المشيخة عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا رضي الله عنه أمر
مناديه فنادى يوم البصرة: لا يتبع مدبر، ولا يذفف على جريح، ولا يقتل أسيرا ومن
أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن قال: ولم يأخذ من متاعهم شيئا. ومنهم
العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 11 ص 309 ط حيدر آباد) قال:
عن عرفحة عن أبيه قال: جئ علي بما في عسكر أهل النهر فقال: من عرف شيئا فليأخذه
فأخذوه. ومنهم العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد التيمي البغدادي في
(أصول الدين) (ص 284 ط الاستانة في مطبعة الدولة) قال:
|