الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 601

روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات).

خشوعه عليه السلام في الصلاة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة أبو حامد الشيخ محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى سنة 505 في (مكاشفة القلوب) (ص 35 ط مصطفى إبراهيم تاج بالقاهرة) قال: (وروي) أن عليا كرم الله وجهه كان أذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: جاءت وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها. ومنهم العلامة الشيخ نصر بن محمد السمرقندي الحنفي في (تنبيه الغافلين) (ج ص 195 ط القاهرة) وروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه كان إذا حضر وقت الصلاة ارتعدت فرائصه وتغير لونه فسئل عن ذلك فقال: جاء وقت الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان فلا أدري أأحسن أداء ما حملت أم لا - وروى هذا أيضا عن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. ومنهم العلامة محمد صالح الكشفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 364 ط بمبئي) قال: روى الحديث نقلا عن ذخيرة الملوك بعين ما تقدم عن (مكاشفة القلوب).

ص 602

كان التوجه إلى الله قد استوعب قلبه في الصلاة بحيث لم يلتفت إلى إخراج السهم من رجله

رواه القوم: منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي في كتابه (المناقب المرتضوية) (ص 364 ط بمبئي) قال: روى إن عليا قد أصاب رجله في غزوة أحد سهم صعب إخراجه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجه حين اشتغاله بالصلاة فأخرجوه من رجله فقال بعد فراغه عن الصلاة: بأنه لم يلتفت بذلك.

قول علي بن الحسين عليه السلام وكان في غاية العبادة: إن عبادتي عن عبادة علي عليه السلام كعبادته عند عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 9 ط القاهرة) قال: قيل لعلي بن الحسين 8 وكان الغاية في العبادة: أين عبادتك من عبادة جدك؟ قال: عبادتي عند عبادة جدي كعبادة جدي عند عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 150 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن (شرح النهج).

ص 603

في أن صلاته عليه السلام كانت تذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله

رواه القوم: منهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي الشافعي المتوفى سنة 458 في (السنن الكبرى) (ج 2 ص 68 ط حيدر آباد) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسين الدارمي، ثنا محمد بن المسيب، ثنا إسحاق بن شاهين، ثنا خالد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين قال صلى مع علي رضي الله عنه بالبصرة فقال عمران: ذكرنا هذا الرجل صلاة كان يصليها بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن شاهين. وفي (ص 134، الطبع المذكور) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النضر الفقيه، ثنا محمد بن نصر، ثنا يحيى بن يحيى، عن حماد بن زيد عن غيلان بن جرير، عن مطرف قال: صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة أخذ عمران بيدي فقال: لقد ذكرني هذا مثل صلاة محمد صلى الله عليه وسلم أو لقد صلى بنا هذا مثل صلاة محمد صلى الله عليه وسلم لفظ حديث يحيى ين يحيى وفي حديث سليمان فلما انصرفنا أخذ عمران بيدي رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى.

ص 604

كان له عليه السلام بيت في المسجد يتعبد فيه كما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله

رواه القوم: منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 45 ط لاهور) قال: عن حارثة بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: كان لعلي بيت في المسجد كان يتعبد فيه كما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم - أخرجه الخوارزمي - (1)

ذكر شطر من وصف عبادته عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 9 ط القاهرة) قال في علي: وأما العبادة فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاتا وصوما منه

(هامش)

(1) وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 16) وكان قد قطع عنه ما يشغله عن الله تعالى ورفع الحجاب عن قلبه وذهب بقلبه إلى ربه وصرف وجهه إليه تعالى حتى قال في بعض كلامه المروي. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 146 ط اسلامبول) روى عن المناقب عن جعفر الصادق عليه السلام قال في حديث: ولقد كان أمير المؤمنين علي عليه السلام يعمل عمل رجل كأنه ينظر إلى الجنة والنار. (*)

ص 605

تعلم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد وقيام النافلة وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه وتمر على صماخيه يمينا وشمالا فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده، وأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله وما يتضمنه من الخضوع لهيبته والخشوع لعزته والاستخذاء له عرفت ما ينطوي عليه من الاخلاص وفهمت من أي قلب خرجت وعلى أي لسان جرت. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 150 ط اسلامبول) ذكر توصيف عبادته بعين عبارة (شرح النهج) بأدنى تلخيص. وفي (ص 144، الطبع المذكور) قال: ولقد كان يعمل عمل رجل كأنه ينظر إلى الجنة والنار.

أنه عليه السلام ينادى يوم القيامة: يا عابد

رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في (المناقب) (ص 253 ط تبريز) قال: وبهذا (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن الإمام محمد بن أحمد بن شاذان هذا أخبرني أبو محمد عبد الله بن الحسين الصالح عن محمد بن علي الأعرج، عن محمد بن الحسين بن عبد الوهاب، عن علي بن الحسين، عن الربيع بن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة ينادون علي ابن أبي طالب عليه السلام بسبعة أسماء: يا صديق، يا دال، يا عابد، يا هادي، يا مهدي، يا فتى، يا علي مر أنت وشيعتك إلى الجنة بغير حساب.

ص 606

 

الباب الثامن في تواضعه عليه السلام

 

 

ونذكر له شاهدين:

الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 182 ط القاهرة) قال: روى يوسف بن يعقوب عن أبي صالح بياع الأكسية أن جدته لقيت عليا عليه السلام بالكوفة ومعه تمر يحمله فسلمت عليه وقالت له: أعطني يا أمير المؤمنين هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك فقال: أبو العيال أحق بحمله قالت: ثم قال لي: ألا تأكلين منه؟ فقلت: لا أريده قالت: فانطلق به إلى منزله ثم رجع مرتديا بتلك الشملة وفيها قشور التمر فصلى بالناس فيها الجمعة. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 234 ط محمد أمين الخانجي بمصر) قال: وعن أبي صالح بياع الأكسية عن جدته قالت: رأيت عليا اشترى تمرا بدرهم فحمله في ملحفته فقيل: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ قال أبو العيال أحق بحمله. أخرجه البغوي في (معجمه). ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 201 3 ط المنيرية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة).

ص 607

ومنهم العلامة السيد مسعود بن أبي بكر القناوي الشافعي المصري في (فتح الرحيم الرحمن في شرح لامية ابن الوردي) (ص 143 ط القاهرة) قال: واشترى علي كرم الله وجه تمرا بدراهم، فحمله في ردائه، فسأله بعض أصحابه أن يحمله عنه، فقال: أبو العيال أحق بحمله. ومنهم العلامة أبو إسحاق برهان الدين محمد بن إبراهيم الأنصاري الكتبي المتوفى سنة 718 في (غرر الخصائص الواضحة) (ص 31 ط الشرفية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 5 ط مصر) قال: وقال أبو القاسم البغوي: حدثني جدي ثنا علي بن هاشم عن (أبي خ) صالح بياع الأكسية عن جدته، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين المولى على المتقى الهندى في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 56 ط الميمنية بمصر) روى الحديث عن صالح بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة الراغب الأصفهاني في (محاضرات الاباد) (ج 1 ص 262 ط مكتبة الحياة في بيروت) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 146 ط اسلامبول) روى الحديث نقلا عن (المناقب) عن صالح بعين ما تقدم عن (شرح النهج) إلا أنه أسقط قوله: قوله: ألا تأكلين؟ فقلت: لا أريده.

ص 608

ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 74 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة). ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 150 ط لاهور) روى الحديث من طريق البغوي في (معجمه) عن أبي صالح بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة).

الثاني ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 5 ط مصر) قال: عن أبي هاشم عن زاذان قال: كان علي يمشي في الأسواق وحده وهو خليفة يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقر (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) ثم يقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس (1)

(هامش)

(1) قال العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 18 ط القاهرة) كان علي ينشد ويقول:

حقيق بالتواضع من يموت * ويكفي المرء من دنياه قوت

فما للمرء يصبح ذا هموم * وجرحي ليس تدركه النعوت

فيا هذا مترحل عن قريب * إلى قوم كلامهم السكوت (*)

ص 609

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 234 ط محمد أمين الخانجي بمصر) قال: وعن زاذان قال: رأيت عليا يمشي في الأسواق فيمسك الشسوع بيده فيناول الرجل الشسع ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة وهو يقر هذه الآية (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ثم يقول: هذه الآية نزلت في ذا القدرة من الناس، أخرجه أحمد في المناقب. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 56 ط القديم بمصر) روى الحديث من طريق زاذان بعين ما تقدم عن (البداية والنهاية). ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 151 ط لاهور) روى الحديث من طريق أحمد في (المناقب) بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة).

الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 146 ط اسلامبول) قال: روي أن أمير المؤمنين عليا كان يجلس جلسة العبد ويأكل أكلة العبد الخ.

الرابع ما رواه القوم:

منهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 73) خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه للصلاة. فوجد شيخا يمشي أمامه، فمشي خلفه ولم يتقدم عليه إكراما لشيبته واحتراما له. فلما ركع النبي صلى الله عليه وسلم

ص 610

وضع جبريل عليه السلام جناحه على ظهره، فكلما أراد أن يرفع منعه جبريل حتى أدركه علي رضي الله عنه.

 

الباب التاسع في تكسبه عليه السلام بكد يمينه

 

 

ونذكر له شواهد:

الأول ما ذكره القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 70 ط مطبعة السعادة بمصر) قال: وكان عليه السلام (أي علي) إذا لزمه في العيش الضيق والجهد، أعرض عن الخلق فأقبل على الكسب والكد.

الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحميد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 3 ص 432 ط القاهرة) قال: وإن عليا عليه السلام مات وخلف عقارا كثيرا يعنون نخلا قيل لهم قد علم كل أحد أن عليا عليه السلام استخرج عيونا بكد يده بالمدينة وينبع وسويعة وأحيا بها مواتا كثيرة ثم أخرجها عن ملكه وتصدق بها على المسلمين ولم يمت وشيء منها في ملكه.

ص 611

الثالث ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني المتوفى سنة 430 في (حلية الأولياء) (ج 1 ص 70 ط مطبعة السعادة بمصر) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن علية، وثنا، عبد الله محمد، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد، قالا حدثنا أيوب السختياني، عن مجاهد، قال: خرج علينا علي بن أبي طالب يوما معتجرا، فقال: جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبا، حتى مجلت يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه، ثم أتيتها، فقلت: بكفي هكذا بين يديها - وبسط إسماعيل يديه وجمعها - فعدت لي ستة عشرة تمرة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأكل معي منها. وقال حماد بن زيد في حديثه: فاستقيت ستة عشر، أو سبعة عشر، ثم غسلت يدي فذهبت بالتمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي خيرا ودعا لي. ورواه موسى الطحان عن مجاهد نحوه، وقال: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني علي بن حكيم الأودي، ثنا شريك، عن موسى الطحان، عن مجاهد، عن علي عليه السلام، قال: جئت إلى حائط أو بستان، فقال لي صاحبه: دلوا وتمرة، فدلوت دلوا بتمرة، فملأت كفي، ثم شربت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمل ء كفي، فأكل بعضه وأكلت بعضه. ومنهم الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في (صفوة الصفوة)

ص 612

(ج ص 124 ط حيدر آباد) روى الحديث عن مجاهد، عن علي بعين ما تقدم أولا عن (حلية الأولياء). ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 231 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن (حلية الأولياء) وزاد في آخر الحديث وقال إلي خيرا ودعا لي أخرجه أحمد وصاحب الصفوة. ومنهم العلامة جمال الدين محمد الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 191 ط مطبعة القضاء) روى الحديث عن مجاهد بعين ما تقدم أولا عن (حلية الأولياء). ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 10 ص 314 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن علي قال: خرجت فأتيت حائطا قال: فقال: دلو بتمرة، قال: فدليت حتى ملأت كفي ثم أتيت الماء فاستعذبت، يعني شربت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمته نصفه وأكلت نصفه رواه أحمد ورجاله وثقوا. وروي الحديث من طريق الترمذي بعضا ومن طريق أبي يعلى كلا بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء). ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي المتوفى سنة 975 في (منتخب كنز بالعمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 56 ط الميمنية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 218 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق أحمد وابن الجوزي، عن علي بعين ما تقدم في

ص 613

(حلية الأولياء) إلا أنه زاد: ودعا لي خيرا. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 145 ط لاهور) روى الحديث ملخصا كما تقدم عن (حلية الأولياء). ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 6 ص 119 ط حيدر آباد) أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا عبيد، ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا المعتمر عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال: أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فخرج يلتمس عملا ليصيب منه شيئا يبعث به إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة فجاء بها إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أين هذا يا أبا الحسن قال: بلغني ما بك من الخصاصة يا نبي الله فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال: فحملك على هذا حب الله ورسوله قال علي: نعم يا نبي الله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: والله ما من عبد يحب الله ورسوله إلا أن الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه من أحب الله ورسوله فليعد تجفافا. وإنما يعني الصبر - وروى عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب فذكر بعض معنى هذه القصة. وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف ابن يعقوب، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب عن مجاهد فذكر بمثل ما تقدم عن (حلية الأولياء).

ص 614

الربع ما رواه القوم:

منهم العلامة السمهودي في (وفاء الوفاء) (ج 2 ط مصر) قال: قال أبو نيزر: جاءني علي وأنا أقوم على الضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال: هل عندك من طعام - وذكر قصة أكله وشربه - قال: ثم أخذ المعول وانحدر فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تصبب جبينه عرقا فانتكف العرق عن جبينه ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فسالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعا وقال: أشهد الله أنها صدقة. ومنهم العلامة الزمخشري في (بيع الأبرار) (مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (وفاء الوفاء).

الباب العاشر في صبره عليه السلام على مصائب الدنيا

رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 101 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: عن علي مرفوعا يا علي كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا وأكلوا التراث أكلا لما وأحبوا المال حبا جما واتخذوا دين الله دغلا ومال الله دولا قال: قلت: يا رسول الله أتركهم وأترك ما فعلوه وإني أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأصبر على مصائب الدنيا وهواها حتى ألحق بك بمشية الله

ص 615

قال: صدقت يا علي اللهم افعل ذلك به أخرجه الحافظ الثقفي في الأربعين. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 217 ط اسلامبول) روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى).

 

صبره عليه السلام على الفقر

 

 

ونذكر له شواهد:

الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخاير العقبى) (ص 105) ط مكتبة القدسي بمصر) قال: وعن سهل بن سعد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل على فاطمة وحسن وحسين يبكيان فقال: ما يبكيهما؟ قالت: الجوع فخرج علي فوجد دينارا في السوق فجاء إلى فاطمة فأخبرها فقال: اذهب إلى فلان اليهودي فخذ لنا به دقيقا فجاء إلى اليهودي فاشترى به دقيقا فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، قال: فخذ دينارك وخذ الدقيق، فخرج علي حتى جاء فاطمة فأخبرها فقالت: اذهب إلى فلان الجزار فخذ لنا بدرهم لحما فذهب فرهن الدينار بدرهم في لحم فجاء به فعجنت وخبزت وطبخت وأرسلت إلى أبيها صلى الله عليه وسلم فجاءهم وقالت: يا رسول الله أذكر لك فإن رأيته حلالا أكلنا وأكلت من شأنه كذا وكذا فقال: كلوا باسم الله فأكلوا فبينما هم بمكانهم وإذا بغلام ينشد الله والاسلام الدينار فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي اذهب إلى الجزار فقل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: أرسل إلي بالدينار ودرهمك علي، فأرسل به فدفعه إليه، أخرجه أبو داود.

ص 616

ومنهم العلامة الشيباني في (تيسير الوصول) (ج 2 ط نول كشور) روى الحديث من طريق أبي داود عن سهل بن سعد بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) ومنهم العلامة النابلسي في (ذخائر المواريث) (ج 1 ص 264 ط القاهرة) أشار إلى الحديث بذكر شي من فقراته.

الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 49 و105 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول بالله صلى الله عليه وسلم أن رسول بالله أتاها يوما فقال: أين ابناي يعني حسنا وحسينا قالت: قلت: أصبحنا وليس في بيتنا شي يذوقه ذائق فقال علي: أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شي فذهب بهما إلى فلان اليهودي فوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضل من تمر فقال: يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر عليهما قال: فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء فلو جلست يا رسول الله حبي أجمع لفاطمة تمرات فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ينزع لليهودي كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شيء من تمر فجعله في حجزته ثم أقبل فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما وحمل علي الآخر أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة في مسند أسماء بيت عميس عن فاطمة رضي الله عنها. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 149 ط لاهور)

ص 617

روى الحديث عن أسماء بنت عميس بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى)

الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن عمر الوصابي الحبشي في (البركة في فضل السعي والحركة) (ص 29 ط المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة) قال: ويروى أن عليا كرم الله وجهه كان يستقي الماء ليهودي كل دلو بتمرة ويروى أنه آجر نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقال: لما أردت أن أبتني بفاطمة واعدت رجلا صواغا على أن يرتحل معي فنأتي بأذخر فنبيعه من الصواغين فأستعين به على وليمة عرسي.

الرابع ما رواه القوم:

منهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 233 ط القاهرة) قال: رأى عثمان درع علي يباع بأربعمأة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان: هذا درع فارس الإسلام علي لا يباع أبدا، فدفع لغلام علي أربعمأة درهم وأقسم عليه أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه.

ص 618

الباب الحادي عشر في كثرة عتقه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 182 ط مصر) قال: روى عنبسة العابد عن عبد الله بن الحسين بن الحسن قال: أعتق علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مملوك مما مجلت يداه وعرق جبينه. ومنهم العلامة السيد أحمد المهدي لدين الله ابن يحيى بن المرتضى الحسني اليماني السمعاني في (الطبقات) (ص 87 ط بيروت) وعن الباقر عليه السلام أنه قال: أعتق علي عليه السلام ألف عبد وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة الخ. ومنهم العلامة القندوزي في (الينابيع) (ص 146 ط اسلامبول) في المناقب عن جعفر الصادق في حديث له: ولقد أعتق (أي علي) ألف مملوك من ماله الذي يجفي فيه يداه ويعرق جبينه التماس وجه الله عز وجل ورضائه.

 

الباب الثاني عشر ثقته عليه السلام بالله تعالى

 

 

ونذكر له شواهد:

ص 619

الأول ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في (الإمامة والسياسة) (ج 1 ص 162 ط مصر) قال: وجاء رجل من مراد إلى علي فقال له: يا أمير بالمؤمنين احترس فإن هنا قوما يريدون قتلك فقال: إن لكل انسان ملكين يحفظانه فإذا جاء القدر خلياه. ومنهم العلامة عبد الرحمان السيوطي في (الحبائك في أخبار الملائك) (ص 86 ط دار التأليف بالقاهرة) قال: وأخرج ابن جرير عن ابن مجلد (والصواب أبي مجلز) قال: جاء رجل من مراد إلى علي فقال: احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه. ومنهم الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير في (تفسير القرآن) (ج 5 ص 245 طبع المنيرية ببولاق مصر) روى الحديث عن أبي مجلز بعين ما تقدم عن (الحبائك). ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 13 ط حيدر آباد) قال: وفي رواية، ملكان يدفعان عنه فإذا جاء القدر خليا عنه، وأنه لا يجد عبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب العلوي الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 18 ط القاهرة) قال: قال علي عليه السلام إن مع كل انسان ملكين يحفظانه فإذا جاء القدر خليا

ص 620

بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة.

الثاني ما رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 64 ط اسلامبول) قال: عن جعفر الصادق عليه السلام قال: كان قنبر يحب عليا حبا شديدا فإذا خرج علي عليه السلام خرج على أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لك؟ قال: جئت لأمشي خلفك، قال: من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض، وإن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من السماء فارجع فرجع.

الثالث ما رواه القوم:

منهم العلامة عبد الرحمان السيوطي في (الحبائك في أخبار الملائك) (ص 87 ط القاهرة) قال: أخرج أبو داود في كتاب القدر وابن أبي الدنيا وابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال: لكل عبد حفظة يحفظونه لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة حتى إذا القدر له خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه.

الرابع ما رواه القوم:

منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي

ص 621

المتوفى سنة 774 في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 12 ط حيدر آباد) قال: وروى أبو داود في كتاب القدر أنه لما كان أيام الخوارج كان أصحاب علي يحرسونه كل ليلة عشرة - يبيتون في المسجد بالسلاح - فرآهم علي فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: نحرسك، فقال: من أهل السماء؟ ثم قال: إنه لا يكون في الأرض شيء حتى يقضى في السماء؟ وإن علي من الله جنة حصينة. وفي رواية: وإن الرجل جنة محصونة، وإنه ليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك فلا تريده دابة ولا شيء إلا قال: اتقه اتقه، فإذا جاء القدر خلى عنه.

الخامس ما رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ أبو نعيم الأصفهاني المتوفى سنة 430 في (دلائل النبوة) (ص 509) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى البابسيرى، ثنا عبد الله بن ناجية، ثنا أحمد ابن منيع، ثنا محمد بن الحسن بن أبي زيد، ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: عرض لعلي رجلان في أصل جدار فقال: رجل يا أمير المؤمنين الجدار يقع فقال علي رضي الله عنه: امض كفى بالله حارسا فقضى بينهما وقام ثم سقط الجدار. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص 97 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (دلائل النبوة). ومنهم العلامة المذكور في (الرياض النضرة) (ص 225) روى الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى) أيضا ومنهم العلامة السيوطي في (تاريخ الخلفاء) (ص 178 ط السعادة بمصر)

ص 622

روى الحديث عن أبي نعيم في (الدلائل) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة المولى علي حسام الدين الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 52 ط الميمنية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (دلائل النبوة) ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 76 مخطوط) روى الحديث نقلا عن أبي نعيم بعين ما تقدم عنه في (الدلائل) ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 685 ط لاهور): روى الحديث نقلا عن أبي نعيم في (الدلائل) والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) بعين ما تقدم عن (الدلائل). ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 64 ط اسلامبول) قال: عن زيد الشحام عن جعفر الصادق عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس فقال بعضهم: لا تقعد تحته فقال: حرس امرءا أجله فلما قام سقط الحائط.

السادس ما رواه القوم:

ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 223 ط القاهرة) قال: رأيت في (شرح البخاري) لابن أبي حمزة: إن عليا دخل منزله وأولاده يبكون، فسأل فاطمة عن ذلك، فقالت: من الجوع، فاستقرض دينارا، وإذا برجل يقول: يا أبا الحسن أولادي يبكون من الجوع فأعطاه الدينار وإذا بالنبي (ص) يقول: يا علي يا أبا الحسن هلا عشيتني الليلة، قال: نعم ثقة منه بالله عز وجل

ص 623

فدخل منزله، فوجد ثريدا، فقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما أكل قال: هذا بالدينار الذي أعطيته فلانا. (1)

الباب الثالث عشر في أمانته عليه السلام

ونقتصر في ذلك على ما ذكره جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المؤرخ أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري المتوفى سنة 213 في (السيرة النبوية) (ج 1 ص 485 مصطفى الحلبي بمصر) قال: قال ابن إسحاق: أما علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقة وأمانته صلى الله عليه وسلم. وفي (ص 493) قال: وأقام علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودايع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل معه كلثوم بن هدم.

(هامش)

(1) قال الحافظ عبد الرحمان جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في (تاريخ الخلفاء) (ط السعادة بمصر ص 180) وأخرج ابن عساكر من طريق جعفر بن محمد عن أبيه أن خاتم علي بن أبي طالب كان من ورق نقشه (نعم القادر الله) وأخرج (أي ابن عساكر) عن عمرو بن عثمان بن عفان: قال: كان نقش خاتم على (الملك لله) (*)

ص 624

ومنهم العلامة محمد بن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 2 ص 106 ط الاستقامة بمصر) ذكر ما تقدم عن (سيرة ابن هشام) بعين عبارته، ثم قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق قال: حدثني هذا الحديث علي بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ومنهم العلامة مطهر بن طاهر المقدسي المتوفى بعد سنة 325 بقليل في (البدء والتاريخ) (ج 4 ص 178 ط الخانجي بمصر) قال: لما خرج خلف عليا بمكة وأمره أن يرد الودائع التي كانت عند رسول الله للناس إلى أهلها ففعل علي وخرج في أثره بعد ثلاث. ومنهم العلامة عز الدين ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) (ج 4 ص 19 ط مصر سنة 1285) قال: قال ابن إسحاق وتتابع الناس في الهجرة وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه علي بن أبي طالب وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخره بمكة وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثا وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم العلامة أبو جعفر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في (أنساب الأشراف) (ص 261) قال: قالوا: وكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودائع وإنما كان يسمى الأمين، فوكل عليا عليه السلام بردها إلى أهلها، فلما وفاهم إياها شخص إلى المدينة حتى نزل على كلثوم بن الهدم ورسول صلى الله عليه وسلم عنده. ومنهم العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية) (ص 55 ط بيروت) قال: وأمره (أي أمر النبي عليا) أن يتخلف بعده حتى يؤدي عنه الودايع التي كانت عنده للناس.

ص 625

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 60 ط مكتبة القدسي بمصر) روى عن ابن إسحاق بعين ما تقدم عن (تاريخ الأمم والملوك). ومنهم العلامة الذكور في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 160 ط محمد أمين الخانجي بمصر) ذكر فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في (نهاية الإرب) (ج 16 ص 331 ط القاهرة) قال: أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بخروجه وأمره (أي علي بن أبي طالب عليه السلام) أن يتخلف بعده حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس. ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 182) قال: (أخبرنا) الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، أخبرنا يحيى ابن أسعد بن يحيى ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن أحمد المخلد، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أخبرنا الخزاز، أخبرنا أبو الحسن، حدثنا أبو علي، حدثنا أبو عبد الله، حدثنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس وإنما كان يسمى الأمين فأقمت ثلاثا وكنت أظهر ما تغيبت يوما واحدا ثم خرجت فجعلت اتبع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدمت على بني عمرو بن عوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم فنزلت على كلثوم بن الهدم وهناك منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم (قلت) هكذا رواه غير واحد. ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 26 ط الغري) قال:

ص 626

ووصاه (أي النبي صلى الله عليه وسلم عليا) بحفظ ذمته وأداء أمانته ظاهرا على أعين الناس وكانت قريش تدعو النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية بالأمين، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم: فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وفاطمة بنت أسد أم علي كرم الله وجهه وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب. ومنهم العلامة السمهودي في (تاريخ المدينة المنورة) (ج 1 ص 177 ط مصر) قال: في رواية ابن إسحاق: وأقام علي رضي الله عنه بعد مخرجه صلى الله عليه وسلم أياما قال بعضهم: ثلاثة حتى أدى للناس ودائعهم التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وخلفه ليردها ثم خرج فلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 203 ط اسلامبول) روى عن ابن إسحاق بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة السيوطي في (تأريخ الخلفاء) (ص 64 ط الميمنية بمصر) قال: ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أمره أن يقيم بعده بمكة أياما حتى يؤدي عنه أمانته والودائع والوصايا التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم يلحقه بأهله ففعل ذلك. ومنهم العلامة المؤرخ المقريزي في (إمتاع الأسماع) (ص 48 ط القاهرة) قال: وقدم علي رضي الله عنه من مكة للنصف من ربيع الأول ورسول الله بقباء لم يرم بعد وقدم معه صهيب وذلك بعد ما أدى علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده وبعد ما كان يسير الليل ويكمن النهار حتى تفطرت قدماه فاعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم فبكي رحمة لما بقدميه من الورم وتفل في يديه وأمرهما على قدميه فلم يشتكهما بعد ذلك حتى قتل رضي الله عنه. ومنهم العلامة السيد فضل الله الهروي في (الأربعين حديثا) (ص 196 مخطوط)

ص 627

روى الحديث بعين ما تقدم في (إمتاع الأسماع). ومنهم السيد أحمد زيني دحلان الشافعي في (السيرة النبوية) (المطبوع بهامش (السيرة الحلبية) ج 1 ص 325 ط مصر) ولما توجه صلى الله عليه وسلم المدينة أمر عليا رضي الله عنه أن يقيم بعده حتى يرد الودايع فقام علي كرم الله وجهه بالأبطح ينادي من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وديعة فليأت تؤدى إليه أمانته. ومنهم العلامة السالك عبد الوهاب المشتهر بالشيخ الشعراني المتوفى سنة 973 في كتابه (كشف الغمة) (ج 2 ص 243 ط مصر) قال: وقال سهل بن سعد رضي الله عنه كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة (رض) فلما كان مرض موته قال: يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ثم أغمي عليه وشغل حتى أفاق فقال ذلك مرارا فبعثتها عائشة إلى فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديد الموت ليلة الاثنين.

الباب الرابع عشر تصلبه عليه السلام في دينه

ونذكر جملة مما روى في ذلك: منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي حسام الدين الحنفي الهندي المتوفى سنة 978 في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 449 ط مصر قال:

ص 628

عن عبد الواحد الدمشقي قال: نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب فإنا ننشدك الله في دمائنا فقال علي: هيهات يا ابن أم ظليم والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت ولكان أهون علي في المؤنة ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالادهان والسكوت والله يقضي. ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 18 ط القاهرة) قال: وكان رضي الله عنه يقول: لم يرض الحق تعالى من أهل القرآن الادهان في دينه والسكوت على معاصيه. ومنهم العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 117 ط القضاء) روى الحديث عن محمد بن سوقة عن عبد الواحد القرشي بعين ما تقدم عن (منتخب كنز العمال). ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: (1)

(هامش)

(1) قال العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 181 ط القاهرة) روى معاوية بن عمار جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ما اعتلج على علي عليه السلام أمران في ذات الله إلا أخذ بأشدهما. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابع المودة) (ص 146 ط اسلامبول) نقل عن المناقب عن جعفر الصادق عليه السلام قال في حديث: ما ورد على علي عليه السلام أمران قط كلاهما رضاء الله إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولا نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شديدة قط (إلا - ظ) وجهه فيها ثقة به. (*)

ص 629

منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 46 ط الغري) قال: وعن ابن عباس (رض) قال: أتيت عليا رضي الله عنه بعد مبايعة الناس له فوجدت المغيرة بن شعبة مستخليا فقلت له بعد أن خرج عنه: ما كان يقول لك هذا؟ فقال: قال لي قبل يومه: إن لك حق الطاعة والنصيحة وأنت بقية الناس وإن الرأي اليوم يحرز ما في غد وأن الضياع اليوم يضيع به ما في غد وأشير عليك بشور وهو أن تقرر معاوية وابن عامر وعمال عثمان على عملهم حتى تأتيك بيعتهم وتسكن الناس ثم اعزل من شئت منه وأبقي من شئت فأبيت عليه ذلك وقلت لا أداهن في ديني ولا أعطي الدنية في أمري، قال: فإن كنت أبيت علي فانزع من شئت واترك معاوية فإن لمعاوية جرئة وهو في أهل الشام يطيعونه ويسمعون منه وذلك حجة في إبقائه فإن عمر بن الخطاب ولاه الشام في خلافته فقلت: لا والله لا أستعمل معاوية يومين فانصرف من عندي. ومنهم العلامة ابن الطقطقي في (الفخر في الأدب السلطانية) (ص 73 ط بغداد) قال: وقد كان ابن عباس والمغيرة بن شعبة (رض) أشارا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن يقر معاوية (رض) بالشام مدة، حتى يبايع الناس ويتمكن ثم يعزله بعد ذلك فلم يطعهما عليه السلام وقال: إني إن أقررته على إمارته - ولو يوما واحدا - كنت عاصيا في ذلك اليوم لله تعالى، ولم تكن الخدع والحيل من مذهب علي عليه السلام ولم يكن عنده غير مر الحق فحين ورد الرسول إلى معاوية (رض) طاوله ثم استشار بعمرو ابن العاص وكان أحد الدهاة وكان معاوية (رض) قد تألفه واستماله الحديث. ومنهم علامة السير والنسب والتاريخ والتفسير والغريب أبو محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276 في (الإمامة والسياسة) (ج 1

ص 630

ص 95 طبع القاهرة بمطبعة مصطفى الحلبي) قال: وذكروا أن عليا كتب إلى جرير أما بعد فإن معاوية إنما أراد بما طلب ألا يكون لي في عنقه بيعة وأن يختار من أمره ما أحب وقد كان المغيرة بن شعبة أشار علي وأنا بالمدينة أن استعمله على الشام فأبيت ذلك عليه ولم يكن الله ليراني اتخذ المضلين عضدا، فإن بايعك الرجل وإلا فاقبل (1)

(هامش)

(1) قال الحافظ ابن عبد البر المتوفى سنة 463 في (الاستيعاب) (ج 2 ص 464 ط حيدر آباد الدكن) وسئل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: كان علي والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه رباني هذه الأمة وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن بالنؤومة عن أمر الله ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا لكع. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 79 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث عن القلعي بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) بعينه. ومنهم العلامة أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب المشتهر بالجاحظ المتوفى سنة 255 (البيان والتبيين) (ج 2 ص 121 ط الاستقامة بمصر) قال: عنبسة القطان قال: شهدت الحسن وقال له رجل: بلغنا أنك تقول: لو كان علي بالمدينة يأكل من حشفها لكان خيرا له مما صنع فقال له الحسن: يا لكع، أما والله لقد فقدتموه سهما من مرامي الله غير سؤوم لأمر الله ولا سروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله فأحل حلاله وحرم حرامه حتى أورده ذلك رياضا مونقة وحدائق مغدقة ذلك علي بن أبي طالب يا لكع.

ص 631

ومنهم العلامة المؤرخ الشهير شهاب الدين المعروف بابن ربه الأندلسي في (العقد الفريد) (ج 2 ص 194 ط الشرفية بمصر) قال: قال: ودخل رجل على الحسن بن أبي الحسن البصري فقال: يا أبا سعيد إنهم يزعمون أنك تبغض عليا قال: فبكى الحسن حتى اخضلت لحيته ثم قال: كان علي بن أبي طالب فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الاستيعاب) إلا أنه ذكر بدل قوله: بالنؤومة عن أمر الله ولا الملومة في دين الله: بالنؤومة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الملومة في ذات الله. ومنهم العلامة أبو إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي المتوفى سنة 356 في (ذيل الأمالي والنوادر) (ص 170 طبع القاهرة) قال: قال أبو علي: قال أبو بكر: حدثني أبي عن العباس بن ميمون قال: سمعت ابن عائشة يقول: حدثني أبي عن عوف الأعرابي قال: سأل رجل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فقال: أعن رباني هذه الأمة تسأل؟ لم يكن بالسروقة لمال الله ولا بالملومة لحق الله أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله، حتى أورده الله على رياض مونقة وجنان غسقة ذلك علي بن أبي طالب يا لكع. ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 118 ط مطبعة القضاء) قال: ويروى أن رجلا جاء إلى الحسن البصري (رحه) فقال له: يا أبا سعيد بلغنا أنك تقول: لو كان علي يأكل من خشف المدينة لكان خيرا مما صنع فقال: يا ابن أخي باطل إنما حقنت بها دما والله لقد فقدوه وكان سهما من مرامي الله، والله لا يلونه شيء عن أمر الله أعطى القرآن عزائمه، أحل حلاله وحرم حرامه، حتى أورده ذلك على حياض غدقة ورياض مونقة ثم ذكر ما تقدم عن (ذيل الأمالي) بعد قوله وفي رواية. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال:

ص 632

ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ الطبراني في (المعجم الصغير) (ص 197 ط الدهلي) قال: ثنا محمد بن الحسين البستنان السرمري بها، ثنا الحسن بن بشر البجلي، ثنا سعدان بن الوليد صاحب السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم هاني بنت أبي طالب بن أبي طالب يوم الفتح وكان جائعا فقالت له: يا رسول الله إن أصهارا لي قد بحثوا إلي وإن علي بن أبي طالب لا تأخذه في الله

(هامش)

(1) أنبأني أحمد بن القاروني عن أبي طالب الهاشمي إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال: أنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن الحسن قال: ثنا أبو نعيم الحافظ قال: ثنا محمد بن الحسن اليقطيني قال: ثنا الحسن ابن عبد الله الرقي قال: ثنا محمد بن عوف قال: ثنا محمد بن خلاد البصري قال: ثنا الحسن ابن زكريا الثقفي عن عينة النحوي قال: شهدت الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجل من ناحية فقال: يا أبا سعيد فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نظم درر السمطين) أقول: ويؤيد ما ذكره من قوله: حقنت بها دما ما ورده الحافظ جمال المزني في (التهذيب) (على ما في فلك النجاة) بإسناده عن يوسف بن عبيد قال: سألت الحسن البصري يا أبا سعيد (كنيته) أنك تقول قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ وإنك لم تدركه قال: يا ابن أخي سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ولولا منزلتك عندي ما أخبرتك أني في زمان كما ترى (وكان في عمل الحجاج) سمعتني أقول: قال: رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم فهو من علي غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا، كذا في (تذهيب تهذيب الكمال) (*)

ص 633

لومة لائم وإني أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هاني آمنا حتى يسمعوا كلام الله، فآمنهم رسول صلى الله عليه وسلم فقال: قد آجرنا من أجارت أم هاني. ومنهم العلامة نور الدين الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 6 ص 175 ط مكتبة القدسي بالقاهرة) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الجامع الصغير) ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الشهير بابن الطقطقي في (الفخري) (ص 69 ط محمد علي صبيح بالقاهرة) قال: لا تأخذه (أي عليا) في الله لومة لائم، وكانت حركاته وسكناته عليه السلام جميعها لله وفي الله لا يقضي بها حق أحد وكان لا يأخذ ولا يعطي إلا بالحق والعدل. ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد بن محمد المخلوف المالكي المصري في (الطبقات الكبرى) (ص 16 ط مطبعة السلفية بالقاهرة) قال: وتصدر فيه للخلافة الراشدة علي المرتضى وهو باب مدينة العلم لكل عالم والأسد الأشد الذي لا تأخذه في الله لومة لائم. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسد ج 5 ص 450 ط الميمنية بمصر) قال: عن طارق بن شهاب قال: رأيت عليا على رحل رث بالربذة وهو يقول

ص 634

للحسن والحسين: ما لكما تحنان حنين الجارية والله لقد ضربت هذا الأمر ظهرا لبطن فما وجدت بدا من قتال القوم أو الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 149 ط اسلامبول) قال: قال: لولا الدين والتقى لكنت أدهى العرب وقال: والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة والله ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة وقال: لا سواء إمام الهدى وإمام الردى وولي النبي وعدو النبي (1) ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ البيهقي في (السنن الكبرى) (الجز الثامن ص 208 ط حيدر آباد الدكن) قال: (أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الإصبهاني الحافظ، أنبأ أبو عمر بن حمدان

(هامش)

(1) قال العلامة بن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 3 ص 119 ط القاهرة) ولو أن عليا صانع أصحابه بالمال وأعطاه الوجوه والرؤساء لكان أمره إلى الانتظام والاطراد أقرب ولكنه رفض جانب التدبير الدنيوي وآثر لزوم الدين وتمسك بأحكام سيد المرسلين والملك أمر آخر غير الدين فاضطرب عليه أصابه وهرب كثير منهم إلى عدوه. (*)

ص 635

ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك ابن سعيد بن حيان عن عمار الدهني قال: حدثني أبو الطفيل، كنت في الجيش الذين بعثهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بني ناجية قال: فنتهينا إليهم فوجدناهم على ثلاث فرق قال: فقال أميرنا لفرقة منهم: ما أنتم؟ قالوا: نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فثبتنا على إسلامنا قال: ثم قال للثانية: من أنتم؟ قالوا: نحن قوم كنا نصارى يعني فثبتنا على نصرانيتنا. قال للثالثة: من أنتم؟ قالوا كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا فقال لهم: أسلموا فأبوا فقال لأصحابه: إذا مسحت على رأسي ثلاث مرات فشدوا عليهم ففعلوا فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري فجئ بالذراري إلى علي رضي الله عنه وجاء مسقلة بن هبيرة فاشتراهم بمأتي ألف، فجاء بمأتي ألف إلى علي رضي الله عنه فأبى أن يقبل فانطلق مسقلة بدراهمه وعمد مسقلة إليهم فأعتقهم ولحق بمعاوية رضي الله عنه، فقيل لعلي رضي الله عنه: ألا تأخذ الذرية قال: لا، فلم يعرض لهم. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 2 ص 586 ط مصر) قال: وأما النجاشي فإنه شرب الخمر في شهر رمضان فأقام علي عليه السلام الحد عليه وزاده عشرين جلدة فقال النجاشي: ما هذه العلاوة؟ قال: لجرئتك على الله في شهر رمضان فهرب النجاشي إلى معاوية. وأما رقبة بن مصقلة فإنه ابتاع سبي بني ناجية وأعتقهم وألط بالمال وهرب إلى معاوية فقال عليه السلام: فعل فعل السادة وأبق إباق العبيد وليس تعطيل الحدود وإباحة حكم الدين وإضاعة مال المسلمين من التألف والسياسة لمن يريد وجه الله

ص 636

تعالى والتزم بالدين ولا يظن بعلي عليه السلام التساهل والتسامح في صغير من ذلك ولا كبير. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 36 ط طهران) قال: نقل عن عبد الملك بن هشام في السيرة ما ملخصه إن زيد بن حارثة جهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش فاتفق أن الجيش أصابوا قوم رفاعة فقتلوا وأسروا وهم لا يعلمون حقيقة حالهم فلما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا وهم معه فلقوا الجيش فأطلق واستنفذ جميع ما في أيديهم حتى لبد المرأة من تحت الرجل ثم عاد بعد ما جمع لهم جميع أموالهم المتفرقة شتا حتى لم يفقدوا منها عقالا ولا بتا وسلك في إقامة ما أمر به طريقة لا عوج فيه ولا أمتا. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في (المناقب) (ص 59 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أبي سعد هذا أخبرني أبو الطيب محمد بن زيد النهشلي العطار بالكوفة بقراءتي عليه، حدثني علي بن عقبة (عقيف خ) الشيباني، حدثني أبو العباس الفضل بن يوسف الجعفي الغصباني، حدثني محمد بن عقبة، حدثني سعيد بن خثيم الهلالي عن محمد بن خالد الضبي قال: خطبهم عمر

ص 637

ابن الخطاب فقال: لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعين؟ قال محمد: فسكتوا فقال ذلك ثلاثا فقام علي عليه السلام فقال: يا عمر إذا كنا نستتيبك فإن تبت قبلناك قال: فإن لم أتب؟ (قال: ظ) فإذن نضرب الذي فيه عيناك فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا أعوجنا أقام. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031 في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 31 ط الأزهرية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب). ومنها

إبائه عليه السلام عن محو رسول الله صلى الله عليه وآله عن اسم النبي

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري في (صحيحه) (ج 5 ص 173 ط محمد علي الصبيح) قال: حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كتب علي بن أبي طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وآله وبين المشركين يوم الحديبية فكتب: هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله فقالوا: لا تكتب رسول الله فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: امحه فقال: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه النبي صلى الله عليه وآله بيده قال: وكان فيما اشترطوا أن يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا ولا يدخلها بسلاح إلا جلبان السلاح قلت لأبي إسحاق: وما جلبان السلاح قال: القراب وما فيه. حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة

ص 638

عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وآله أهل الحديبية كتب علي كتابا بينهم قال فكتب: محمد رسول الله ثم ذكر بنحو حديث معاذ غير أنه لم يذكر في الحديث هذا كاتب عليه. حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن جناب المصيضي جميعا عن عيسى بن يونس (واللفظ لإسحاق) أخبرنا عيسى بن يونس، أخبرنا زكريا عن أبي إسحاق عن البراء (إلى أن قال:) فأمر عليا أن يمحاها فقال علي: لا والله لا أمحاها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرني مكانها فمحاها (1)

(هامش)

(1) وكان عليه السلام مصرا في طاعة النبي صلى الله على وآله وسلم في السفر والحضر ويشهد لذلك تتبع حالته في الحروب وغيرها. والأحاديث التي أوردناها في فضائله إلى هنا ملآن من ذلك ونذكر ههنا حديثين لم نوردها في زمرة الأحاديث لعدم الاهتمام بمضمونها. إحداهما ما رواه القوم منهم العلامة أحمد بن علي العسقلاني المعروف بابن حجر في (الإصابة) (ج 3 ص 149 ط مصر). عن فائد مولى عبد الله بن سلام قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم الجحفة في غزوة الحديبية فلم يجد بها ماءا فبعث سعد بن مالك فرجع بالروايا واعتذر فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا فلم يرجع حتى ملأها. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 123 ط اسلامبول) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الإصابة). ثانيهما ما رواه جماعة من أعلام القوم. منهم الحافظ أبو محمد حسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي المتوفى سنة 516 في (تفسيره معالم التنزيل) (ج 7 ص 62 ط القاهرة). قال في قصة حاطب بن أبي بلتعة: ونزل جبريل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل

ص 639

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وعمارا، والزبير، والمقداد بن أسود، وأبا مرثد فرسا فقال لهم: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب ابن أبي بلتعة إلى المشركين فخذوا منها وخلوا سبيلها وإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها قال: فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لها: أين الكتاب فحلفت بالله ما معها كتاب فبحثوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي رضي الله عنه: والله ما كذبنا ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسل سيفه فقال: أخرجي الكتاب وإلا لأجردنك ولأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجته من ذؤباتها وكانت قد حبسته في شعرها فخلوا سبيلها ولم يتعرضوا لها ولا لما معها الحديث. ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 في (البداية والنهاية) (ج 4 ص 283 ط مصر) قال: قال محمد إسحاق: حدثني محمد بن جعفر عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا: لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة (إلى أن قال): وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام فقال: أدركنا امرأة قد كتب معها حاطب (إلى أن قال) فخرجنا حتى أدركنا بالحليفة حليفة بني أبي أحمد فاستنزلاه فالتمساه في رحلها فلم يجدا فيه شيئا فقال لها علي: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك فلما رأت الجد منه قالت: أعرض، فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه. ومنهم العلامة المذكور في (تفسير القرآن) المطبوع بهامش فتح البيان (ج 9 ص 43 ط بولاق مصر) قال: وقد روي من وجه آخر عن علي قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسن الهسنجابي حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان هو سعيد بن سنان عن

ص 640

عمرو بن مرة الجملي عن أبي إسحاق البختري الطائي عن الحرث عن علي قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى ناس من أصحابه أنه يريد مكة منهم حاطب ابن أبي بلتعة وأفشى في الناس أنه يريد خبير قال: فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد وليس منا رجل إلا وعنده فرس فقال: ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لها: هاتي الكتاب فقالت ما معي كتاب فوضعنا متاعها وفتشناها فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد: لعله أن لا يكون معها فقلت: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا فقلنا لها: لتخرجنه أو لنعرينك فقالت: أما تتقون الله ألستم مسلمين فقلنا لتخرجنه أو لنعرينك قال عمرو بن مرة: فأخرجته من حجزتها وقال حبيب ابن أبي ثابت: أخرجته من قبلها. ومنهم العلامة جلال الدين الدشتكي المتوفى سنة 1000 في (روضة الأحباب) (ص 431) روى الحديث بعين ما تقدم عن (معالم التنزيل) بتلخيص يسير. ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي الحنبلي في (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (ص 9 ط المطبعة السنة المحمدية بمصر) قال: ومن ذلك قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للظعينة التي حملت كتاب حاطب بن أبي بلتعة فأنكرته. فقال لها: (لتخرجن الكتاب أو لنجردنك)، فلما رأت الجد أخرجته من عقاصها.

ص 641

ومنهم الحافظ النسائي في (الخصائص) (ص 50 ط التقدم بمصر) روى الحديث مسندا وقد تقدم نقله في بعض تعليقات باب الشجاعة وفيه: قال علي عليه السلام: لا والله لا أمحوها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أرنيه، فأريته، فمحاها. ومنهم العلامة ابن الأثير في (الكامل) (ج 3 ص 297 ط المنبرية بمصر) روى الحديث مسندا قد تقدم نقله أيضا هناك وفيه: قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بمحو فقلت: لا أستطيع فقال: أرنيه، فأريته فمحاه بيده. ومنهم الحافظ أحمد بن حنبل في (مسنده) (ج 3 ص 298 ط الميمنية بمصر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا حجين، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح مسلم) (إلى أن قال) ولا يخرج من أهلها أحد إلا من أراد أن يتبعه ولا يمنع أحدا من أصحابه أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك فليخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله. ومنهم الفقيه المحدث شمس الأئمة محمد بن أحمد بن سهل السرخسي المتوفى سنة 483 في كتابه (السير الكبير) (ج 4 ص 61 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث بمثل ما تقدم عن (صحيح مسلم) وفيه قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله عليا رضي الله تعالى عنه، أن يمحو ما كتب فأبى علي ذلك حتى محاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده. ومنهم الشيخ ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي في (مشكوة المصابيح) (ج 2 ص 415 ط دمشق) روى الحديث عن البراء بن عازب بعين ما تقدم عن (مسند أحمد). ومنهم الفاضل الكاتب المعاصر الدكتور جواد علي في كتابه (تاريخ العرب

ص 642

والاسلام) (ص 137 ط مطبعة الزعيم ببغداد) قال: إن النبي لما أمر بمحو جملة (رسول الله) التي اعترض عليها رسول قريش ومفوضهم أمر عليا يمحوها فلما قال علي: (لا أمحوك) أو والله لا أمحوك فقال: أرنيه، فأراه إياه، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده الشريفة.

ومما يحكى عن تصلبه عليه السلام في دينه إحراقه لمن ادعى ربوبيته

ونذكر جملة مما روي في ذلك منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 93 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: عن عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: أتى علي بن أبي طالب فقيل له إن ههنا قوما على باب المسجد يزعمون أنك ربهم فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا قال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون إن أطعته أثابني إن شاء الله تعالى وإن عصيت خشيت أن يعذبني فاتقوا الله وارجعوا، فأبوا فطردهم فلما كان من الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال: والله رجعوا يقولون ذاك الكلام قال: أدخلهم علي فقالوا له مثل ما قالوا وقال بهم مثل ما قال وقال لهم: إنكم ضالون مفتونون فأبوا، فلما أن كان اليوم الثالث أتوه فقالوا له مثل ذلك القول فقال: والله لئن

ص 643

قلتم ذلك لأقتلنكم أخبث قتلة فأبوا إلا أن يتموا على قولهم فخد لهم أخدودا بين باب المسجد والقصر وأوقد فيه نارا وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعون فأبوا فقذف بهم فيها أخرجه المخلص الذهبي. ومنهم العلامة المذكور في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 218 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى فيه أيضا من طريق المخلص الذهبي عن الشريك العامري بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخى القندوزى في (ينابيع المودة) (ص 214 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق المخلص الذهبي عن شريك العامري بما تقدم عن (ذخائر العقبى) ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 171 ط لاهور). روى الحديث من طريق المخلص الذهبي عن شريك العامري بعين ما تقدم عن  (ذخائر العقبى) (1)

(هامش)

(1) قال العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد ابن أبي الحديد المتوفى سنة 655 في (شرح نهج البلاغة) (ج 1 ص 9 ط القاهرة) قال: وأما السياسة فإنه كان شديد السياسة خشنا في ذات الله لم يراقب ابن عمه في عمل كان ولاه إياه ولأراقب أخاه عقيلا في كلام جبهه به وأحرق قوما بالنار ونقض دار مصقلة بن هبيرة ودار جرير بن عبد الله البجلي وقطع جماعة وصلب آخرين ومن جملة سياسته حروبه في أيام خلافته بالجمل وصفين والنهروان وفي أقل القليل منها مقنع فإن كل سائس في الدنيا لم يبلغ فتكه وبطشه وانتقامه مبلغ العشر مما فعل عليه السلام في هذه الحروب بيده وأعوانه فهذه هي (*)

ص 644

ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) (ج 2 ص 308 ط القاهرة) قال: وروى أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي عن محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي المعروف بنوين وروى أيضا عن علي بن محمد النوفلي عن مشيخته أن عليا عليه السلام مر بقوم وهم يأكلون في شهر رمضان نهارا فقال: أسفر أم مرضى؟ قالوا: لا ولا واحدة منهما قال: فمن أهل الكتاب أنتم فتعصمكم الذمة والجزية؟ قالوا: لا، قال: فما بال الأكل في نهار رمضان؟ فقاموا إليه فقلوا: أنت أنت يؤمون إلى ربوبيته فنزل عليه السلام عن فرسه فألصق خده بالأرض وقال: ويلكم إنما أنا عبد من عبيد الله فاتقوا الله وارجعوا إلى الإسلام فأبوا فدعاهم مرارا فأقاموا على كفرهم فنهض إليهم وقال: شدوهم وثاقا وعلي بالفعلة والنار والحطب ثم أمر بحفر بئرين فحفرتا فجعل إحداهما سربا والأخرى مكشوفة وألقي الحطب في المكشوفة وفتح بينهما فتحا وألقي النار في الحطب فدخن عليهم وجعل يهتف بهم ويناشدهم ليرجعوا إلى الإسلام فأبوا فأمر بالحطب والنار فالقي عليهم فأحرقوا فقال الشاعر: لترم بي المنية حيث شائت * إذا لم ترمني في الحفرتين إذا ما حشتا حطبا بنار * فذاك الموت نقدا غير دين

(هامش)

= خصائص البشر ومزاياهم قد أوضحنا أنه فيها الإمام المتبع فعله والرئيس المقتفى أثره. وقال العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 150 ط اسلامبول) وأما السياسة فإنه كان خشنا في الله وأحرق قوما بالنار وما أقول في رجل يحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة. (*)

ص 645

وقال قبيل ذلك: وقد كان أمير المؤمنين عثر على قوم من أصحابه خرجوا من حد محبته باستحواذ الشيطان عليهم إلى أن كفروا بربهم وجحدوا ما جاء به نبيهم فاتخذوه ربا وادعوه إلها وقالوا له: أنت خالقنا ورازقنا فاستتابهم واستأنى وتوعدهم فأقاموا على قولهم فحفر لهم حفرا دخن عليهم فيها طمعا في رجوعهم فأبوا فحرقهم وقال: ألا تروني قد حفرت حفرا ثم ذكر البيت المذكور ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة 1205 في (تاج العروس) ج 3 ص 7 (أثر) قال: وصحراء أثير كزبير بالكوفة حيث حرق أمير المؤمنين علي رضي الله عنه النفر الغالين فيه. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (المخطوط) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أنا أبو نصر محمد بن أحمد الخفاف قال: ثنا علي بن محمد بن العلا قال: ثنا علي بن الحسن قال: ثنا علي بن إبراهيم المروزي قال: ثنا خارج بن مصعب قال: حدثنا سلام بن أبي القاسم قال عثمان بن المغيرة قال: كنت عند علي بن أبي طالب جالسا فجاءه قوم فقالوا: أنت هو قال: من أنا فقالوا: أنت هو قالوا: أنت هو ربنا فاستتابهم فلم يتوبوا عما قالوا، فضرب أعناقهم ودعا بحطب ونار فأحرقهم وجعل يرتجز: إني إذا رأيت أمرا منكرا * أوقدت نارا ودعوت قنبرا ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 104 مطبعة القضاء) روى الحديث عن عثمان بن المغيرة بعين ما تقدم عن (فرائد السمطين).

ص 646

ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) (ج 5 ص 125 ط افست مكتبة القدسي) قال: فرقه تغلو غلوا شديدا، وتقول قولا عظيما، وهم أصحاب عبد الله بن سبا يقال لهم: السبائية قالوا لعلي: أنت إله العالمين، أنت خالقنا ورازقنا وأنت محيينا ومميتنا، فاستعظم علي ذلك من قولهم وأمر بهم، فأحرقوا بالنار، فدخلوا النار وهم يضحكون، ويقولون: الآن صح لنا إنك إله إذا لا يعذب بالنار إلا رب النار، وزعم إخوانهم بعد ذلك أنهم لم تمسهم النار، وأنما صارت عليهم - بردا وسلاما - كما صارت على إبراهيم عليه السلام، وعند ذلك قال (رض): إني إذا رأيت أمرا منكرا * أججت نارا ودعوت قنبرا

الباب الخامس عشر في فصاحته عليه السلام

رواه القوم: ومنهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 8 ط القاهرة) قال: وأما الفصاحة فهو عليه السلام إمام الفصحاء وسيد البلغاء وعن كلامه قيل: دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين، ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة قال عبد الحميد بن يحيى: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثم فاضت وقال ابن نباتة: حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة حفظت مأة

ص 647

فصل من مواعظ علي بن أبي طالب ولما قال محفن بن أبي محفن لمعاوية: جئتك من عند أعيى الناس، قال له: ويحك كيف يكون أعيى الناس فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره ويكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ولا يبارى في البلاغة، وحسبك أنه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العشر ولا نصف العشر مما دون له وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والتبيين وفي غيره من كتبه. وقال العلامة القندوزي (ينابيع المودة) (ص 149 ط اسلامبول) في ذكر فصاحته عليه السلام ما تقدم عن (شرح النهج) بعين عبارته متقدما ملخصا. وقد جمعنا من كلماته عليه السلام كثيرا ضبطه علماء العامة في تضاعيف كتبهم نورده في مجلد مستقل برأسه إن شاء الله تعالى وفي ذلك غنى عن ذكر الشواهد على فصاحته.

الباب السادس عشر في سماحته عليه السلام

ونذكر جملة مما روي في ذلك

منها ما رواه القوم: منهم العلامة ابن عبد ربه في (عقد الفريد) (ج 1 ص 63 ط الشرفية بمصر) قال:

ص 648

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأصحابه: من كانت له إلى منكم حاجة فليرفعها في كتاب لأصون وجوهكم عن المسألة. ومنهم العلامة القاضي محمد بن حيان الشهير بوكيع المتوفى سنة 306 في (أخبار القضاة) (ج 2 ص 197 ط السعادة بمصر) قال: أخبرني الرمادي أبو بكر أحمد بن منصور، قال: حدثنا علي بن عبد الله الشريحي من ولد شريح القاضي، وهو الذي كتبت أنا عنه، حدثني أبي، عن أبيه معاوية، عن عن ميسرة، عن شريح، قال: كنت مع علي بن أبي طالب في المسجد جالسا، فجاء رجل فشكا إليه الحاجة وكثرة العيال، فقال: يا عبد الله أما كان من رقعة تستر بها وجهك.

ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة العارف الشهير أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك ابن طلحة القشيري النيشابوري الشافعي المتوفى سنة 465 في كتابة (الرسالة القشيرية) (ص 121 ط مصر) قال: وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا غلاما له فلم يجبه فدعاه ثانيا وثالثا فلم يجبه فقام إليه فرآه مضطجعا فقال: أما تسمع يا غلام، فقال: نعم، قال: فما حملك على ترك جوابي فقال: آمنت عقوبتك فتكاسلت فقال: إمض فأنت حر لوجه الله تعالى. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 152 ط لاهور). روى الحديث نقلا عن (إحياء العلوم) بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية). ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحسيني في (المناقب

ص 649

المرتضوية) (ص 11 ط بمبئي) روى الحديث بمثل ما تقدم. ومنهم العلامة الابشهي في (المستطرف) (ج 1 ص 110) روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية).

ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الراغب الأصفهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 3 ص 228 ط مكتبة الحياة في بيروت) قال: كان لأمير المؤمنين عليه السلام جارية وعلى بابها مؤذن، إذا اجتازت به يقول لها: أنا أحبك، فحكت الجارية لأمير المؤمنين فقال لها: قولي له: وأنا أحبك فماذا؟ فقالت له فقال: نصبر إلى يوم يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب. فأخبرت أمير المؤمنين بذلك فدعاه وقال: خذ هذه الجارية فهي لك: ومنهم العلامة محمد بن أبي المكارم الشهير بابن المعمار البغدادي في (الفتوة) (ص 275 ط القاهرة) قال: يحكى إنه كان لأمير المؤمنين علي عليه السلام جارية تدخل وتخرج في الحوائج وكان له مؤدب شاب ينظر إلى الجارية ويقول لها كلما دخلت وخرجت: أنا والله أحبك، فلما طال ذلك عليها أخبرت أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها: إذا قال لك ذلك فقولي له: وأنا أيضا أحبك، ففعلت الجارية ذلك فقال لها الشاب: فاصبري حتى يوفينا أجورنا من يوفي الصابرين أجورهم بغير حساب واصبري حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين فأعلمت الجارية أمير المؤمنين بقوله، فدعاه وقال له: يا هذا قد حكم الله بينكما ووهب له الجارية.

ص 650

ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ ابن الأثير الجزري في (الكامل) (ج 3 ص 201 ط الميمنية بمصر) قال: وكان علي لا يشتري ممن يعرفه. ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في (صفد الصفوة) (ج 1 ص 122 ط حيدر آباد الدكن) قال: وعن أبي مطرف قال: رأيت عليا عليه السلام مؤتزرا بإزار مرتديا برداء ومعه الدرة كأنه أعرابي (1) يدور حتى بلغ سوق الكرابيس فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا فأتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ثم جاء أبو الغلام فأخبره فأخذ أبوه درهما ثم جاء به فقال: هذا الدرهم يا أمير المؤمنين قال: ما شأن هذا الدرهم قال: كان ثمن قميصا درهمين قال: باعني رضاي وأخذ رضاه. ومنهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 2 ص 472 ط القاهرة) روى الحديث من طريق أحمد بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 108 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث من طريق صاحب الصفوة عن أبي مطرف بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في

(هامش)

هكذا في النسخة لكن في غيره من الكتب: بدوي. (*)

 

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب