الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 651

(مطالب السؤول) (ص 34 ط طهران) روى الحديث عن أبي مطرف بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة). ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 4 ط القاهرة) روى الحديث من طريق عبد بن حميد قال: ثنا محمد بن عبيد، ثنا المختار ابن نافع عن أبي مطرف بنحو مبسوط يشمل على ما تقدم عن (صفة الصفوة) بعينه. ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 72 تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرني أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد بن عبيد، حدثني المختار وهو ابن نافع، عن أبي مطرف، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (البداية والنهاية) مع زيادة لم تكن مرتبطا بالمقام. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 57 ط الميمنية بمصر) قال: روي عن أبي مطرف في حديث ما تقدم عن (صفة الصفوة) بعينه إلا أنه ذكر بدل قوله: ثم جاء أبو الغلام الخ فأخبره: فجاء صاحب الثوب فقيل: إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال: فهلا أخذت منه درهمين فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى علي فقال: أمسك هذا الدرهم قال: كان قميصا ثمنه درهمان باعك ابني بثلاثة دراهم قال: باعني برضاي وأخذت برضاه. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 219 ط اسلامبول) روى الحديث عن أبي مطرف بعين ما تقدم عن (صفة الصفوة).

ص 652

ومنها ما رواه القوم: منهم الحافظ البخاري المتوفى سنة 253 وقيل 256 في (التاريخ الكبير) (ج 4 قسم 1 ص 132 ط حيدر آباد الدكن) قال: قال أبو نعيم: نا حميد الأصم عن فروخ مولى الأشتر قال: رأيت عليا فقال: أتعرفني؟ قلت: نعم، ثم أتى غلاما فقال: أتعرفني؟ قال: نعم، ثم أتى آخر فقال: أتعرفني؟ قال: لا، فاشترى منه قميصا فلبسه فإذا هو مع الأصابع فقال: كفوا فلما كفوا قال: الحمد لله كسا علي بن أبي طالب. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة الحافظ أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة 665 في كتابه (جامع مسانيد أبي حنيفة) (ج 2 ص 3 حيدر آباد) قال: أبو حنيفة عن أبي صخرة جامع بن شداد المحاربي قال: وافينا المدينة بتجارة فابتاع منها رجل لا نعرفه فتذاكرنا ذلك فيما بيننا فقالت عجوز لنا: اربعوا فلقد بايعتم رجلا لم يكن ليقف على رجل أن يلبسه سنان الغدر فأرسل إلينا فأتيناه فنثر التمر على أنطاع ثم قال: كلوا فأصدرنا منه شبعا ثم سقانا لبنا حتى روانا عنه ريا ثم أوفانا فأفضل فلم نر بعده مثله في الوفاء فسألنا عنه فقيل: علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وأخرجه الحافظ طلحة بن محمد في مسنده عن أحمد بن محمد سعيد الهمداني

ص 653

عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبي حنيفة (رض). ونقله بأسانيد عديدة. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة المعاصر سيد بن علي المرصفي المصري المالكي في (رغبة الآمل - في شرح الكامل) (ج 5 ص 49 ط القاهرة) قال: في شرح قول الماتن (وكانت أم علي بن الحسين) كذلك كانت أم سالم وأم القاسم فقد ذكر الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار قال: أتي عمر بن الخطاب بسبي فارس وكان فيه ثلاث بنات ليزدجرد فأمر عمر ببيعهن فقال له علي بن أبي طالب: إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة بنات السوقة قال: وكيف الطريق معهن قال علي: يقومن ومهما بلغ ثمنهن قام به يختارهن، فقومن فأخذهن علي فدفع واحدة لابن عمر فأولدها سالما ودفع أخرى لمحمد بن أبي بكر فأولد القاسم ودفع الثالثة لابنه الحسين فأولدها عليا زين العابدين. ويزدجرد بن شهريار بن أبرويز بن هرمز بن أنوشروان آخر ملوك الفرس مات سنة إحدى وثلاثين من الهجرة. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة أبو المؤيد الموفق أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 112 ط تبريز) روى بسند ينتهي إلى محراة السدوسي. تقدم نقله منا في (فصل أخباره

ص 654

بالمغيبات) وفيه: أنه عليه السلام دعا بالمصحف فأخذ بيده وقال: أيها الناس من يأخذ هذا المصحف فيدعو هؤلاء القوم إلى ما فيه قال: فوثب غلام من مجاشع يقال له مسلم، عليه قباء أبيض فقال له: أنا آخذه يا أمير المؤمنين فقال له علي: يا فتى إن يدك اليمنى تقطع فأخذ بيدك اليسرى فتقطع اليسرى ثم عليه بالسيف حتى تقتل فقال الفتى لأصبر على ذلك يا أمير المؤمنين عليه السلام قال: فنادى علي عليه السلام ثانية والمصحف في يده فقال إليه ذلك الفتى وقال: أنا آخذه يا أمير المؤمنين قال: فأعاد عليه مقالته الأولى فقال الفتى: لا عليك يا أمير المؤمنين فهذا قليل في ذات الله (نصر دين الله خ ل) ثم أخذ الفتى المصحف وانطلق به إليهم فقال: يا هؤلاء هذا كتاب الله بيننا وبينكم قال: فضرب رجل من أصحاب الجمل يده اليمنى فقطعها فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتى قتل رحمه الله. ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 446 ط الميمنية بمصر) روى الحديث على نحو ما تقدم في (الناقب) ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة ابن الطقطقي في (الفخري) (ص 82 ط محمد علي بالقاهرة) قال: وكان علي عليه السلام دائما يحسن إلى ابن ملجم لعنه الله ومنها ما رواه القوم:

ص 655

منهم العلامة أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي المتوفى سنة 245 في (المجموعة السادسة من أسماء المغتالين) (ص 162 ط القاهرة) قال: ثم إن عليا رحمه الله قال: أطيبوا طعامه (أي ابن ملجم)،. ألينوا فرشه. فإن أعش فعفو أو قصاص، وأن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين. ومنها ما رواه القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 112 ط مكتبة القدس بمصر) قال: وقيل له: إن ابن ملجم سم سيفه ويقول: إنه سيقتلك به قتلة يتحدث بها العرب فبعث إليه وقال: لم تسم سيفك؟ قال: لعدوي وعدوك، فخلي عنه وقال: ما قتلني بعد أخرجه أبو عمر.

الباب السابع عشر في سماحته عليه السلام في محارباته

منها ما رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة المؤرخ الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 3 ص 520 ط الاستقامة) قال: قالت عائشة: يا ابن أبي طالب ملكت فاسجح (فاسمح ط) نعم ما أبليت قومك اليوم،

ص 656

فسرحها علي وأرسل معها جماعة من رجال ونساء وجهزها وأمرتها (لها - ظ بإثني عشر ألفا من المال. ومنهم العلامة الشهير بابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 7 ط القاهرة) قال: وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره فلما ظفر بها أكرمها وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم وقلدهن بالسيوف فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به وتأفقت وقالت: هتك ستري برجاله وجنده الذين وكلهم بي، فلما وصلت المدينة ألقى النساء عمائمهن وقلن لها: إنما نحن نسوة ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 86 ط الغري) قال: قال هشام بن محمد فجهزها (أي عائشة) علي أحسن الجهاز ودفع لها مالا كثيرا وبعث معها أخاها عبد الرحمان في ثلاثين رجلا وعشرين امرأة من أشراف البصرة وذوات الدين من همدان وعبد القيس وألبسهن العمائم وقلدهن السيوف بزي الرجل وقال لهن: لا تعلمنها أنكن نسوة وتلثمن وكن حولها ولا يقربها رجل وسرن معها على هذا الوصف، فلما وصلت إلى المدينة قيل لها: كيف كان مسيرك؟ فقالت: بخير والله لقد أعطى فأكثر ولكنه بعث رجالا معي أنكرتهم، فبلغ ذلك النسوة فجئن إليها وعرفنها أنهن نسوة فسجدت وقالت: والله يا ابن أبي طالب ما ازددت إلا كرما وددت أني لم أخرج هذا المخرج وأني أصابني كيت وكيت قال ابن الكلبي: وكان إذا ذكرت يوم الجمل بكت حتى تبل خمارها وتأخذ بحلقها كأنها كأنها تخنق بنفسها، وكانت أم سلمة تذكر نهيها لها وتبكي وقال هشام بن محمد، إنما رد علي عليه السلام عائشة إلى المدينة امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وفي نسخة لما وصلت عائشة إلى المدينة خرج إليها النساء فبكت حتى غشي عليها وكانت إذا ذكرت يوم الجمل تخنق نفسها تأخذ بحلقها وتقول: وددت أني مت

ص 657

قبل ذلك بعشرين سنة وكانت إذا رأت أم سلمة تبكي تذكر نصيحتها أشار هاشم إلى ما روى أحمد بن حنبل قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا فضل بن سلمان، حدثنا محمد بن يحيى عن أبي أسماء مولا ابن جعفر عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي بن أبي طالب: سيكون بينك وبين عائشة أمر قال: فإذن أنا أشقاهم قال: لا ولكن إذا جرى ذلك فارددها إلى منامها فقال هشام: فكانت عائشة تبكي بعد يوم الجمل وتقول: يا ليتني كنت نسيا منسيا أي الحيضة الملقاة انتهت قصة الجمل على وجه الاختصار. ومنهم علامة اللغة والأدب جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور المصري المتوفى سنة 711 في (لسان العرب) (ج 2 ص 475 طبع دار الصادر في بيروت) قال: وهو مروي عن عائشة، قالته لعلي، (رض) يوم الجمل حين ظهر على الناس فدنا من هودجها ثم كلمها بكلام فأجابته: ملكت فأسبحح (فاسمح ظ) أي ظفرت فأحسن وقدرت فسهل وأحسن العفو، فجهزها عند ذلك بأحسن الجهاز إلى المدينة. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط اسلامبول روى ما تقدم من (شرح النهج) بعينه (1).

(هامش)

(1) قال ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 1 ص 9 ط القاهرة): وما أقول في رجل أحب كل أحد أن يتكثر به وود كل أحد أن يتجمل ويتحسن بالانتساب إليه حتى الفتوة التي أحسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فإن أربابها نسبوا أنفسهم إليه وصنفوا في ذلك كتبا وجعلوا لذلك أسنادا أنهوه إليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المشهور المروي أنه سمع من السماء يوم أحد: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) (*)

ص 658

ومنها ما رواه القوم منهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني المتوفى سنة 655 في (شرح نهج البلاغة) (ج 1 ص 7 ط القاهرة) قال: وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة وكان له عدوا فأعرض عنه ولم يقل له شيئا. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 125 ط لاهور) نقل عن (شرح النهج) ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط اسلامبول) ذكر ما تقدم عن (شرح النهج) بعينه. ومنها ما رواه القوم منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط اسلامبول) قال: وأما الحلم والصفح فحيث ظفر يوم الجمل بمروان بن الحكم كان أعدى الناس له وأشدهم بغضا فصفح عنه وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد وخطب ابن الزبير يوم البصرة فقال: قد أتاكم الوغب اللئيم علي بن أبي طالب فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيرا فصفح عنه وقال له: اذهب فلا أرنيك. ومنها ما رواه جماعة من أعلام القوم:

ص 659

منهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني في (شرح نهج البلاغة) (ج 1 ص 8 ط القاهرة) قال: ولما ملك عسكر معاوية الماء وأحاطوا بشريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا سألهم علي عليه السلام وأصحابه أن يسوغوا لهم شرب الماء فقالوا: لا الله ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان فلما رأى عليه السلام أنه الموت لا محالة تقدم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة حتى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع سقطت منه الرؤوس والأيدي وملكوا عليهم الماء وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء لهم فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ولا تسقهم منه قطرة واقتلهم بسيوف العطش وخذهم قبضا بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب فقال: لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم أفحسوا لهم عن بعض الشريعة ففي هذا السيف ما يعني عن ذلك (1) ومنهم العلامة الشهير بابن الطقطقي في (الفخري) (ص 75 ط محمد علي صبيح بالقاهرة) قال: وقال علي عليه السلام: خذوا حاجتكم من الماء ولا تمنعوهم منه. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط اسلامبول) ذكر ما تقدم عن (شرح النهج) بعينه.

(هامش)

قال ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 588 ط القاهرة): لما حال معاوية بين أهل العراق وبين الماء قال: ولا منعهم وروده فاقتلهم بشفار الظمأ قال له عمرو بن العاص: خل بين القوم وبين الماء فليسوا ممن يرى الماء ويصبر عنه فقال: لا والله لا أخلي لهم عنه فسفه رأيه وقال: أتظن أن ابن أبي طالب وأهل العراق يموتون بإزائك عطشا والماء منهم بمعقد الازر وسيوفهم في أيديهم فلج معاوية وقال: لا أسقيهم قطرة كما قتلوا عثمان عطشا فلما مس أهل العراق العطش أشار علي عليه السلام إلى الأشعث أن احمل = (*)

ص 660

ومنها ما رواه القوم: منهم علامة الأدب الشيخ الحسين بن محمد بن مفضل أبي القاسم الراغب الأصفهاني المتوفى سنة 565 في (محاضرات الأدباء س 234 طبع مكتبة الحيات في بيروت) قال: ولما غشي أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عمرو بن العاص طرح نفسه على الدابة وتلقاه بعورته، فأعرض عنه. ومنهم العلامة المؤرخ أبو الحسن علين الحسين المسعودي المتوفى سنة 300 في كتابه (مروج الذهب) (ج 2 ص 47 الطبع الأول بمصر) حيث قال عمرو بن العاص في جواب معاوية: فإني أعلم أن علي بن أبي طالب على الحق وأنا على ضده فقال معاوية: مصر والله أعمتك ولولا مصر لألفيتك بصيرا ثم ضحك معاوية ضحكا ذهب به كل مذهب قال: مم تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنك قال: أضحك من حضور ذهنك يوم بارزت عليا وإبدائك سوئتك أما والله يا عمر ولقد وقعت المنايا ورأيت الموت عيانا ولو شاء لقتلك ولكن أبى

(هامش)

= وإلى الأشتر أن احمل فحملا بمن معهما فضرب أهل الشام ضربا أشاب الوليد وفر معاوية ومن رأى رأيه وتابعه على قوله عن الماء كما تفر الغنم خالطتها السباع وكان قصارى أمره ومنتهى همته أن يحفظ رأسه وينجو بنفسه وملك أهل العراق عليهم الماء ودفعوهم عنه فصاروا في البر القفر وصار علي عليه السلام وأصحابه على شريعة الفرات مالكين لها فما الذي كان يؤمن عليا عليه السلام لو أعطش القوم أن يذوق هو وأصحابه منهم مثل ما أذاقهم وهل بعد الموت بالعطش أمر يخافه الانسان وهل يبقى له ملجأ إلا السيف يحمل به فيضرب خصمه إلى أن يقتل أحدهما. (*)

ص 661

ابن أبي طالب في قتلك إلا تكرما فقال عمرو: أما والله إني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فأحولت عيناك وبدا سحرك وبدا منك ما أكره ذكره لك من نفسك فاضحك أودع -. ومنها ما رواه القوم: منهم علامة التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد المرواني الأصفهاني المتوفى سنة 356 في (الأغاني) (ج 14 ص 31 ط دار الفكر) قال: قال محمد بن جرير: حدثني محمد بن الحسين، قال حدثنا أحمد بن المفضل عن السدي قال: لما برز رسول الله صلى الله عليه وآله بأحد إلى المشركين أمر الرماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين وقال لهم: لا تبرحوا مكانكم إن رأيتم قد هزمناهم فإنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم وأمر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوات ابن جبير ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله عز وجل تعجلنا بسيوفكم إلى النار وتعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل منكم أحد تعجله الله بسيفي إلى الجنة أو تعجلني بسيفه إلى النار فقام إليه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله عز وجل بسيفي إلى النار أو يعجلني بسيفك إلى الجنة فضربه علي فقطع رجله فبدت عورته فقال: أنشدك الله والرحم يا ابن عم فتركه فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لعلي أصحابه: ما منعك أن تجهز عليه قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه.

ص 662

ومنها ما رواه القوم: العلامة الدولابي المتوفى سنة 310 في (الكنى والأسماء) (ج 2 ص 42 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا كيسان أبو عمر قال حدثني مولاي يزيد بن بلال قال: شهدت مع علي عليه السلام الصفين فكان إذا أتي بالأسير قال: لن أقتلك صبرا إني أخاف الله رب العالمين وكان إذا أخذ الأسير أخذ سلاحه وحلفه أن لا يقاتله وأعطاه دراهم ويخلي سبيله. ومنهم العلامة البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 8 ص 182 ط حيدر آباد الدكن) قال: (وفيها أجاز لي) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ أن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي فاختة أن عليا رضي الله عنه أتي بأسير يوم صفين فقال، لا تقتلني صبرا فقال علي رضي الله عنه: لا أقتلك صبرا إني أخاف الله رب العالمين فخلي سبيله ثم قال: أفيك خير تبايع (قال الشافعي) والحرب يوم صفين قائمة ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها منتصفا أو مستعليا وعلي رضي الله عنه يقول لأسير من أصحاب معاوية: لا أقتلك صبرا إني أخاف الله رب العالمين.

الباب الثامن عشر في أمره عليه السلام بالمعروف في الأسواق

رواه جماعة من أعلام القوم:

ص 663

منهم الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 4 ط مصر) قال: وقال عبد بن حميد: ثنا محمد بن عبيد، ثنا المختار بن نافع عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما، فمشيت خلفه وهو مؤتزر بإزار ومرتد برداء ومعه الدرة كأنه أعرابي بدوي فقلت: من هذا؟ فقال لي الرجل: أراك غريبا بهذا البلد. فقلت: أجل أنا رجل من أهل البصرة، فقال: هذا علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين حتى انتهى دار بني أبي معيط وهو يسوق الإبل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة، ثم أتى أصحاب التمر فإذا خادمة تبكي فقال: ما يبكيك؟ فقالت: باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فرده مولاي فأبى أن يقبله، فقال له علي: خذ تمرك وأعطها درهمها فإنها ليس لها أمر، فدفعه، فقلت: أتدري من هذا؟ فقال: لا، فقلت: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فصب تمره وأعطاها درهمها، ثم قال الرجل: أحب أن ترضي عني يا أمير المؤمنين، قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم، ثم مر مجتازا بأصحاب التمر فقال: يا أصاحب التمر أطعموا المساكين يرب كسبكم ثم مر مجتازا ومعه المسلمون حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال لا يباع في سوقنا طافي، ثم أتى دار فرات - وهي سوق الكرابيس - فأتى شيخا فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم وكمه ما بين الرسغين إلى الكعبين يقول في لبسه، الحمد الله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي -. فقيل له يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: لا، بل شيء سمعته من

ص 664

رسول الله صلى الله عليه وآله يقوله عند الكسوة فجاء أبو الغلام صاحب الثوب فقيل له: يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم، قال: أفلا أخذت منه درهمين؟ فأخذ منه أبوه درهما ثم جاء به إلى أمير المؤمنين وهو جالس مع المسلمين على باب الرحبة فقال: أمسك هذا الدرهم. فقال: ما شأن هذا الدرهم؟ فقال: إنما ثمن القميص درهمان، فقال: باعني رضاي وأخذ رضاه. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 72 ط تبريز) قال: وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في الكتابة) عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد، حدثني محمد بن عبيد، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (البداية والنهاية) سندا ومتنا. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 234 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى شطرا من الحديث نقلا عن (المناقب الخوارزمي) بعين ما تقدم عنه ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 57 ط الميمنية بمصر) روى الحديث عن أبي مطر بعين ما تقدم عن (البداية والنهاية) إلا أنه ذكر بدل قوله: فإنه أبقى لربك وأنقى لثوبك، ولخص قوله: فمشيت خلفه إلى قوله: انتهى إلى دار أبي معيط. (1)

(هامش)

(1) قال علامة الأدب واللغة أبو عمر محمد عبد الواحد الشهير بالمطرز في (المداخل في اللغة) (ص 69 ط القاهرة) قال ابن الأعرابي: ومنه خبر عمر بن الخطاب (رض) أنه كان يطوف بالبيت، فقال له رجل = (*)

ص 665

الباب التاسع عشر في جماله عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 57 ط القاهرة بمصر) قال: وكان علي عليه السلام ربعة من الرجال ادجع العينين، عظيمهما حسن الوجه كأنه قمر لليلة البدر عظيم البطن إلى السمن: عريض ما بين المنكبين، المنكبة مشاش كمشاش السبع الضاري، لا يبين عضده من ساعده قد أدمج ادماجا، شثن الكفين عظيم الكراديس اغيد، كأن عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كثير شعر اللحية، وكان لا يخضب وقد جاء عنه الخضاب. والمشهور أنه كان أبيض

(هامش)

= يا أمير المؤمنين أن عليا لطم عيني، فوقف عمر حتى جائه علي كرم الله وجهه فقال: يا أبا الحسن لطمت عين هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ولم؟ يا أبا الحسن قال: لأني رأيته ينظر إلى حرم المسلمين في الطواف. فقال له عمر: أحسنت، ثم أقبل على الملطوم، فقال له: وقعت عليك عين من عيون الله تعالى، قال أبو العباس ثعلب: فسألت ابن الأعرابي عنها، فقال: خاصة من خواص الله عز وجل وولي من أوليائه وحبيب من أحبائه. (1) ربعة: لا طويل ولا قصير، والدعج: سدة سواد العين مع سعتها، والأغيد: المائل العنق. والغيد: النعومة: وامرأة غيداء وغادة: ناعمة والمشاش: رؤوس العظام اللينة الواحد مشاشة. وأدمج: يقال أدمج الشيء في الشيء إذا أدخله فيه. يريد والله أعلم أن عظمي عضده وساعده للينهما قد اندمجا وهكذا صفة الأسد. والضاري: المعود الصيد، وتكفأ: تمايل في مشيته. (*)

ص 666

اللحية، وكان إذا مشى تكفأ، شديد الساعد واليد، وإذا مشي إلى الحروب هرول ثبت الجنان قوي، ما صرع أحدا إلا صرعه، شجاع منصور عند من لاقاه. ومنهم علامة اللغة ابن منظور في (لسان العرب) (ج 14 ص 261 طبع دار الصادر في بيروت) قال: وجاء في حديث عن ابن عباس، رحمه الله، أنه قال: كان علي أمير المؤمنين يشبه القمر الباهر والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر، أشبه من القمر ضوئه وبهائه ومن الأسد شجاعته ومضائه ومن الفرات جوده وسخائه ومن الربيع خصبه وحيائه. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 204 ط القاهرة) قال: باب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان مربوع القامة ادعج العينين عظيمهما حسن الوجه كان وجهه القمر ليلة البدر عظيم البطن أعلاه علم وأسفله طعام وكان كثير اللحية قليل شعر الرأس عنقه إبريق فضة رضي الله عنه وعن أمه وأخويه جعفر وعقيل وعميه حمزة والعباس. ومنهم العلامة الشهير السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيري الحنفي في (تاج العروس) (ج 4 ص 401 في مادة (شر ص) ط القاهرة) قال: وفي حديث ابن عباس ما رأيت أحسن من شرصة علي رضي الله تعالى عنهم. ومنهم العلامة الزمخشري في (الفائق) (ج 1 ص 651 ط) قال: قال ابن عباس: ما رأيت أحسن من شرصة علي ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي المتوفى سنة 1205 في كتابه (تاج العروس) (ج 5 ص 522 في مادة (نزع) ط القاهرة) قال:

ص 667

وفي صفة علي رضي الله عنه: البطين الأنزع والعرب تحب النزع وتتيمن بالأنزع ومنهم العلامة محمد خواجه البخاري في (فصل الخطاب) على ما في ينابيع المودة ص 373 ط (اسلامبول) قال: وفي شرح الكرماني لصحيح البخاري كان علي كرم الله وجهه حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر ضحوك السن. وفي الأربعين التاج الإسلام الخدابادي البخاري كان علي رضي الله عنه حسن الوجه شديد الأدمة مربوعا أصلع عظيم العينين عظيم البطن كثير العشر طويل اللحية قد ملأت ما بين منكبيه خضب بالحناء مره ولم يكن أعضاؤه وأطرافه مستوية متناسبة حتى وصفه بعضهم وقال: كأنه كسرت أعضاؤه ثم جبرت وضمه رسول الله عليه السلام إلى نفسه في القحط الذي كان بمكة قبل البعثة وتولى تربيته وعلمه. ومنهم الحافظ أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشافعي في (فضائل أمير المؤمنين) (مخطوط) قال: كان علي حسن الوجه، شديد الأدمة من بعيد وإن بينته من قريب قلت: رسم مائل إلى الحمرة - إلى أن قال -: ضمه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى نفسه في القحط الذي كان بمكة قبل البعث وتولى تربيته في بيته وعلمه.

الباب المتمم للعشرين في أنه عليه السلام كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله

وقد تقدم في الأحاديث المروية عنه صلى الله عليه وآله تكريره في التصريح بأن عليا

ص 668

أحب الناس إليه، والمقصود بالذكر ههنا ما ورد في كتب القوم غير المأثورات المذكورة. (1) ونذكر ههنا حديثين:

الأول ما رواه جميع بن عمير عن عائشة رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم لعلامة الحافظ الترمذي في (صحيحه) (ج 13 ص 251 ط الصاوي بمصر) قال: حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير التيمي، قال: دخلت مع عمي على عائشة، فسألت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: فاطمة قيل: فمن الرجال قالت: زوجها

(هامش)

(1) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أيضا أحب الناس إلى علي عليه السلام وقد روي ذلك في كتب القوم. فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر ابن الشيخ محمد الملأ الحنفي البغدادي في (حادي الأنام إلى دار السلام) (ص 121 ط مكتبة دار العروبة) قال: وقال علي رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وأمهاتنا من الماء البارد على الظمأ ومنهم العلامة السيد أحمد زيني دحلان الشافعي في (السيرة النبوية) (المطبوع بهامش السيرة الحلبية ج 3 ص 317 ط مصر) روى الحديث عن علي عليه السلام بعين ما تقدم عن (حادي الأنام إلى دار السلام). (*)

ص 669

إن كان ما علمت: صواما قواما. ومنهم العلامة النسائي في (الخصائص) (ص 29 ط التقدم بمصر) قال: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان المصيصي، قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبيه، عن جميع، وهو ابن عمر. قال: دخلت مع أمي على عائشة وأنا غلام فذكر، لها عليا رضي الله عنه، فقالت: ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته. أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا عمرو بن علي البصري قال: حدثني عبد العزيز بن الخطاب - ووثقه - قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمر، قال: دخلت مع أبي على عائشة يسألها من وراء الحجاب عن علي رضي الله عنه، فقالت: تسألني عن رجل ما أعلم أحدا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ولا أحب إليه من امرأته. ومنهم الحافظ ابن عبد ربه الأندلسي في (العقد الفريد) (ج 2 ص 194 ط الشرفية بمصر) قال ذكر علي عند عائشة، فقالت: ما رأيت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ولا رأيت امرأة كانت أحب إليه من امرأته. ومنهم الحاكم أبو عبد الله النيشابوري المتوفى سنة 405 في (المستدرك) (ج 3 ص 154 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشلشي، ثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، ثنا علي بن سعيد بن بشير، عن عباد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، فذكر الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن (الخصائص) سندا ومتنا إلا أنه ذكر بدل كلمة أحد في قوله: ما أعلم أحدا: رجلا. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد.

ص 670

وفي (ج 3 ص 157، الطبع المذكور) قال: حدثني أبو بكر بن أبي دارم، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، ثنا مالك بن إسماعيل النهدي، ثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي الحجاف، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) سندا ومتنا ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد. ومنهم العلامة أبو إسحاق الثعلبي (على ما في كتاب التظلم للعلامة الشيخ عبد علي الجزائري) روى عن جميع بن عمير عن عمته قالت سألت عائشة من كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قلت: إنما سألتك عن الرجال، قالت: زوجها، وما يمنعه فوالله إن كان ما علمت صواما قواما جدير أن يقول بما يحب الله ويرضى. ومنهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 751 ط حيد آباد الدكن) قال: أخبرنا خلف بن قاسم، حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا الحسن بن يزيد، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) سندا ومتنا. ومنهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي الشافعي في (تاريخ بغداد) (ج 11 ص 430 ط القاهرة) قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ، إملاء في ثمان وعشرين وثلاثمأة. أخبرنا علي بن سهل بن قادم، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحاف، عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة فقالت عمتي لعائشة: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت فاطمة. قالت: من الرجال؟ قالت: زوجها.

ص 671

ومنهم العلامة القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي في (المعتصر من المختصر) للقاضي أبي الوليد الباجي المالكي المتوفى سنة 474 (ج 2 ص 345 ط حيد آباد الدكن) روى عن عائشة أنه ذكر لها علي فقالت: ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الحنفي المتوفى سنة (538) في كتابه (ربيع الأبرار) (ص 152 مخطوط) روى عن جميع بن عمير، دخلت على عائشة فقلت: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة، قلت: إنما أسألك عن الرجال، قالت: زوجها وما يمنعه فوالله إن كان صواما قواما ولقد سالت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده، وردها إلى فيه، قلت: فما حملك على ما كان من وقعة الجمل؟ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت، وقالت: أمر قضي علي. ومنهم العلامة أخطب خطباء خوارزم في (الناقب) (ص 47 ط تبريز قال: أنبأني مهذب الأئمة هذا، أنبأنا محمد بن علي القرشي، أخبرنا محمد بن علي الشاهد، حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمان، حدثني أبو الطيب محمد بن الحسين التميلي، حدثني زيدان، حدثني يوسف ين سابق، حدثني ابن عيينة، عن أبيه عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير، عن عائشة، قال: دخلت عليها وأنا غلام، فذكرت لها عليا عليه السلام، فقالت ما رأيت رجلا قط أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي عليه السلام، ولا امرأة من امرأته (زوجته خ) فاطمة الزهراء. (1)

(هامش)

(1) قال بعد ذلك: ولبعضهم ولبديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين الهمداني في أمير المؤمنين علي: (*)

ص 672

ومنهم العلامة المذكور في (مقتل الحسين) (ص 57 ط الغرى) قال: أخبرنا الإمام الأجل ركن الإسلام أبو الفضل عبد الرحمان بن محمد الكرماني، أخبرنا أمام الأئمة أبو بكر محمد بن الحسين الارسابندي (ره) أخبرنا القاضي الإمام أبو الحسن علي بن الحسين علي بن الحسين السعدي، أخبرنا الحافظ بن أبو عبد الله محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن محمد بن علي الطوسي، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، أخبرني الحسن بن يزيد الطحان، أخبرني عبد السلام بن حرب، عن دائد بن أبي عوف، عن جميع بن عمير قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فسألت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قيل، فمن الرجال؟ قالت: زوجها. وسمعت هذا الحديث أيضا في جامع أبي عيسى بهذا السياق إلا أنه زاد في خبره: إن كان ما علمت صواما قواما تعني عليا عليه السلام. ومنهم العلامة محد الدين أبو السعادات المبارك بن الأثير الجزري المتوفى سنة 606 في (جامع الأصول) (ج 10 ص 81 ط السنة المحمدية بمصر) روى الحديث نقلا عن (صحيح الترمذي) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري المتوفى سنة 630 في (أسد الغابة) (ج 5 ص 522 ط مصر سنة 1285) روى الحديث عن جميع بن عمير بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي).

(هامش)

= يقولون لي لا تحب الوصي * فقلت الثرى بفم الكاذب

أحب النبي وآل النبي * وأخص آل أبي طالب

وأعطى الصحابة حق الولاء * وأجرى على السنن الواجب

وإن كان رفضا ولاء الوصي * فلا ترض بالرفض من جانب

وإن كان نصبا ولاء الجميع * فإني كما زعموا ناصب

ولو كنتم من ولاء الوصي * على العجز كنت على الغارب

يرى الله سري إذا لم تروه * فكم تحكمون على الغائب (*)

ص 673

ومنهم العلامة محب الدين الطبري المتوفى سنة 694 في (ذخاير العقبى) (ص 35 و62 ط مطبعة القدسي بمصر) روى الحديث عن جميع بن عمير بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) ومنهم العلامة المذكور في (الرياض) النضرة) (ج 2 ص 161 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى الحديث فيه أيضا عن جميع بن عمير بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) قال: وعن مجمع قال: دخلت مع أبي على عائشة، فسألتها عن مسراها يوم الجمل فقالت: كان قدرا من الله وسألتها عن علي، فقالت: سألت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج أحب الناس إليه. قال: وعنها وقد ذكر عندها علي، فقالت: ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته أخرجه المخلص والحافظ الدمشقي. ومنهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 وقيل زائد في (نظم درر السمطين) (ص 102 ط مطبعة القضاء) روى عن جميع بن عمير، قال: دخلت على عائشة فسألتها من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة، قلت: أسألك عن الرجال فقالت: زوجها. ثم قال: ويروى أن امرأة من الأنصار قالت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة شمس الدين أبو عبد الله الذهبي المتوفى سنة 748 في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 198) روى الحديث عن جميع بن عميربعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) إلا أنه

ص 674

ذكر بدل كلمة عمي: عمتي. ومنهم العلامة المذكور في (تلخيص المستدرك) المطبوع بذيل المستدرك (ج 3 ص 154 ط حيدر آباد الدكن) روى الحديث عن (المستدرك) بتلخيص السند. ومنهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 5 ص 154 ط حيدر آباد الدكن) قال: محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة قلت لعائشة: من كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: علي بن أبي طالب قلت: أيش كان سبب خروجك إليه؟ قالت: لم تزوج أبوك أمك؟ قلت: ذاك من قدر الله قالت: وذاك من قدر الله. ومنهم العلامة العلامة الخطيب التبريزي من علماء القرن الثامن في (مشكاة المصابيح) (ص 570 ط دهلي) روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) إلى قوله: قالت زوجها. ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين الابشهي المتوفى بعد سنة 850 في (المستطرف) (ج 1 ص 127 ط القاهرة) روى الحديث عن جميع بن عمير بعين ما تقدم عن (ربيع الأبرار). ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله عبد الله عبد الرحمان بن علي بن أحمد بن عمر الشيباني المتوفى سنة 944 في (تيسير الوصول) (ص 159 ط) روى الحديث من طريق الترمذي عن جميع بن عمير بعين ما تقدم عنه في (صحيحه). ومنهم العلامة شهاب الدين علي بن أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 975 في (الصواعق المحرقة) (ص 72 ط الميمنية بمصر)

ص 675

روى الحديث من طريق الترمذي، عن عائشة بعين ما تقدم عن (صحيحه) معنى مع تغير في اللفظ. ومنهم العلامة جلال الدين عطاء الله الدشتكي المتوفى سنة 1000 في (روضة الأحباب) (ص 664) روى الحديث بالترجمة الفارسية بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) إلى قوله: قالت: زوجها. ومنهم العلامة العارف الشهير الشيخ عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي المتوفى سنة 1143 في (ذخائر المواريث) (ج 4 ص 198 ط القاهرة) روى الحديث عن الترمذي. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشيرازي المتوفى سنة 1172 في (الاتحاف بحب الأشراف) (ص 9 ط مصر) منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي من علماء القرن الثاني عشر في (مفتاح النجا في مناقب آلعبا) (المخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) إلى قوله: قالت: زوجها. ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المصري المتوفى سنة 1206 في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ض 169) روى الحديث من طريق الترمذي. ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 166 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق الترمذي عن عائشة نقلا عن (المشكاة) بعين ما تقدم

ص 676

عن (صحيح الترمذي) إلى قوله: قالت: زوجها. وفي (ص 172، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق الترمذي نقلا عن (المشكاة) بعين ما تقدم عنهما. وفي (ص 204، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق الترمذى عن عايشة بعين ما تقدم عن صحيحه . وروى من طريق المخلص الذهبي والحافظ أبي القاسم الدمشقي عن عائشة بعين ما تقدم أولا عن (الخصائص). وفي (ص 259، الطبع المذكور) روى الحديث بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) إلى قوله: إن كان ما علمت. ومنهم العلامة حسن بن المولوى أمان الله الدهلوي في (تجهيز الجيش) المخطوط ص 252 وص 375) روى الحديث بعين ما تقدم عن صحيح الترمذى إلى قوله: قالت: زوجها. ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان الهندى البهوبالى المتوفى سنة 1307 في حسن الاثر (ص 292 ط الاستانه) روى الحديث من طريق الترمذي. ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 244 ط لاهور) روى الحديث من طريق الترمذي والنسائي عن جميع بن عمير بعين ما تقدم عن (صحيح الترمذي) وفي (ص 504، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق الطبري عن عائشة بعين ما تقدم عن (الرياض النضرة).

ص 677

الثاني ما رواه بريدة روى عنه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة النسائي في (الخصائص) (ص 29 ط التقدم بمصر) قال: أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أخبرني زكريا بن يحيى قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا شاذان عن جعفر الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن ابن بريدة قال: جاء إلى أبي فسأله أي الناس أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من النساء فاطمة ومن الرجال علي رضي الله عنه (1) ومنهم الحاكم أبو عبد الله في (المستدرك) (ج 3 ص 155 ط حيدر أباد الدكن) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا شاذان الأسود بن عامر، ثنا جعفر بن زياد الاحمر، عن عبد الله بن عطا، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي. هذا حديث صحيح الإسناد. ومنهم الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) (ج 2 ص 751 ط حيدر أباد الدكن) قال: وأخبرني إبراهيم بن سعيد الجواهري قال: حدثنا شاذان عن جعفر

(هامش)

(1) قال العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية) (ص 251 ط بيروت) روى ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعمامة سدل طرفها على منكبي وقال: إن الله أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معممين هذه العمة وقال: إن العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين. (*)

ص 678

الأحمر فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (المستدرك) سندا ومتنا. ومنهم العلامة محب الدين الطبري المتوفى سنة 694 في (ذخائر العقبى) (ص 35 ط القدمي بمصر) روى الحديث عن بريدة بعين ما تقدم عن (المستدرك). ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الإسلام) (ج 2 ص 197 ط دار المعارف بمصر) روى الحديث عن جعفر الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن بريدة، عن أبيه بعين ما تقدم عن (المستدرك). ومنهم العلامة المذكور في (تلخيص المستدرك) المطبوع بذيل المستدرك (ج 3 ص 155 ط حيدر أباد الدكن) روى الحديث عن المستدرك بتلخيص السند. ومنهم العلامة جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) (ص 100 ط مطبعة القضاء) روى عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قيل له: من أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: علي بن أبي طالب. ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشيرازي الشافعي المصري المتوفى سنة 1172 في كتابه (الاتحاف بحب الأشراف) (ص 9 ط مصر) روى الحديث عن بريدة بعين ما تقدم عن (المستدرك). ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفى الامرتسرى في (أرجح المطالب) (ص 244 ط لاهور) روى الحديث من طريق ابن عبد البر عن بريدة بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 679

الثالث ما رواه أبو ذر

روى عنه القوم: منهم الحافظ ابن مردويه في (المناقب) (على ما في مناقب عبد الله الشافعي (ص 87 مخطوط) روى بسند يرفعه إلى داود بن أبي عوف قال: حدثني معاوية بن أبي ثعلبة الحسني الليثي قال: ألا أحدثك بحديث لم تختلف قلت: بلى قال: مرض أبو ذر فأوصى إلى علي عليه السلام فقال بعض من يعود: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر لكان أجمل لوصيتك من علي فقال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقا وإنه والله أمير المؤمنين وإنه الربيع الذي يسكن إليه ولو فارقكم لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الأرض قال: قلت: يا أبا ذر إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله أحبهم إليك قال: أجل، قلنا: فأيهم أحب إليك؟ قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه يعني علي بن أبي طالب.

 

الباب الحادي والعشرون صعود علي عليه السلام على منكب النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام فوق الكعبة بأمره

 

 

وننقل في ذلك أحاديث:

ص 680

الأول حديث أبي مريم عن علي عليه السلام رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة المحدث أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي في (المسند) (ج 1 ص 84 ط الميمنة بمصر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا أسباط بن محمد، ثنا نعيم بن حكيم المدائني عن أبي مريم، عن علي رضي الله عنه قال: انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم، حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا (1)، فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال: اصعد على منكبي،

(هامش)

(1) قال العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 139 ط اسلامبول) وفي المناقب عن محمد بن حرب الهلالي قال: قلت لمولاي جعفر الصادق لم يطق على حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حط الصنم من سطح الكعبة مع قوته وقلعه باب خيبر ورميه على الخندق ولا يطيق حمل باب أربعون رجلا وأن النبي (ص) يركب بغلا أو حمارا فيحمله فكيف لا يحمله علي قال: إن النبي (ص) حينئذ يعلم ضعف علي لصباوته ولكن وضع قدمه على كتفي علي إشارة إلى خلقتهما من نور واحد يحمل الجزء من النور الجزء الآخر كما قال علي: أنا من أحمد كالكف من اليد وكالذراع من العضد وكالضوء من الضوء. وإنهما كانا نورا واحدا قبل خلق الخلق، وإن الملائكة لما رأت النور قد تلألأ قالوا: الهنا وا هذا النور؟ قال تعالى: هذا نور من نوري لولاه لما خلقت الخلق ثم قال جعفر: أما علمت أنه صلى الله عليه وآله وسلم رفع يد = (*)

ص 681

قال: فصعدت على منكبيه، قال: فنهض بي، قال: فإنه يخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت ازاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقذف به، فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس. ومنهم العلامة النسائي في (الخصائص) (ص 31 ط التقدم بمصر) قال: أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدثنا أسباط عن نعيم

(هامش)

= علي بغدير خم حتى نظر الناس بياض إبطيه فجعله مولى المسلمين وقد احتمل الحسن والحسين يوم حديقة بني النجار وكانا نائمين فيها وقال: نعم الراكبان وأبوهما خير منهما وأنه صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه فأطال سجدته فيقول: إن ابني ركبني فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل باختياره فعل ذلك إظهارا لشرفهم وعظم قدرهم عند الله عز وجل وحمل عليا على ظهره إشارة إلى أنه أبو ولده والأئمة من صلبه كما حول ردائه في الاستسقاء أعلاما أنه تحول الجدب خصبا وإعلاما أن ما حمل المعصوم فهو معصوم وقال: يا علي إن الله حمل ذنوب أتباعك ومحبيك علي ثم غفرها لي وذلك قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) وإعلاما أنه صلى الله عليه وآله وسلم أصل الشجرة وعلى والحسن والحسين أغصانها ثم قال جعفر: بهذا السر قال صلى الله عليه وسلم: علي نفسي وأخي أطيعوه والإمام الشافعي رحمة الله أنشأ هذه

قيل لي قل لعلي مدحا * ذكره يخمد نارا مؤصدة

قلت لا أقم في مدح امرء * ضل ذو اللب إلى أن عبده

والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما أصعده

وضع الله بظهري يده * فأحس القلب أن قد برده

وعلي واضع أقدامه * في محل وضع الله يده (*)

ص 682

ابن حكم المدائني قال: أخبرنا أبو مريم قال: قال علي رضي الله عنه: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا الكعبة فصعد رسول الله على منكبي فنهض به علي فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفي قال لي: اجلس فجلست فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وجلس لي وقال لي: اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه فنهض بي، فقال علي رضي الله عنه: أنه يخيل إلى أني لو شئت لنلت أفق السماء، فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أعالجه لأزيله يمينا وشمالا وقداما ومن بين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم اقذفه فقذفت به فكسرته كما تكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد. ومنهم العلامة عبد الملك عبد الملك بن عثمان في (شرف النبي) (على ما في مناقب الكاشي المخطوط ص 119) روى الحديث عن علي عليه السلام بعين ما تقدم عن (المسند). ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 1 ص 119 ط حيدر أباد الدكن) روى الحديث من طريق أحمد عن علي بعين ما تقدم عنه في (المسند). ومنهم العلامة يوسف بن قزاوغلي سبط بن الجوزي في (تذكرة الخواص) (ص 31 ط النجف) روى الحديث عن أحمد بعين ما تقدم عنه في (المسند) سندا ومتنا إلا أنه زاد بعد قوله: لأنهض به: فلم أطق. ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) (ص 85 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث من طريق أحمد، وصاحب الصفوة بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ص 683

منهم العلامة أبو عبد الله محمد بن عثمان البغدادي في (المنتخب من صحيحى البخاري ومسلم) (المخطوط ص 196) روى الحديث من طريق أحمد عن علي بعين ما تقدم عنه في (المسند). ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجتمع الزوائد) (ج 6 ص 23 مكتبة القدسي في القاهرة) روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (المسند) ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 54 ط القديم بمصر) روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (المسند) لكنه زاد بعد قوله ومن خلفه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هيه هيه وأنا أعالجه، وفي آخر الحديث، فلم يرفع عليها بعد. ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 27) روى الحديث من طريق أحمد عن علي بعين ما تقدم عنه في (المسند). ومنهم العلامة عطاء الله بن فضل الله الحسيني الهروي في (الأربعين حديثا) (المخطوط ص 68) روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن (المسند) ثم قال: في هذا يقول حسان بن ثابت أبياتا أوردتها في كتاب (روضة الأحباب) مع القصة بأهم مما ذكرت ههنا والأبيات هذه:

قيل لي قل لعلي مدحا * ذكره يخمد نارا مؤصدة

قلت لا أقدم في مدح امرء * ضل ذو اللب إلى أن عبده

والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده

وضع الله بظهري يده * فأحث القلب أن قد برده

ص 684

وعلي واضع أقدامه * في محل وضع الله يده

ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 139 ط اسلامبول) روى الحديث نقلا عن (جمع الفوائد) من طريق أحمد، والبزار، والموصلي عن علي بعين ما تقدم عن (المسند) منهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 45 ط لاهور): روى الحديث نقلا عن أحمد في (المناقب) والنسائي في (الخصايص) بعين ما تقدم عن (المسند).

الثاني حديثه بنحو آخر رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحاكم النيشابوري في (المستدرك) (ج 2 ص 367 ط حيدر آباد الدكن) قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي إملاء، ثنا عبد الله ابن روح المدايني، ثنا شبابة بن سوار، ثنا نعيم بن حكيم، ثنا أبو مريم، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: انطلق بي رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى بي الكعبة فقال لي: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله بمنكبي ثم قال لي: انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي: اجلس فنزل وجلست ثم قال لي: يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نهض بي خيل إلى لو شئت نلت أفق السماء فصعدت فوق الكعبة وتنحي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: ألق صنمهم الأكبر صنم قريش وكان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد

ص 685

إلى الأرض فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: عالجه ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي: إيه إيه (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال: اقذفه فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وآله نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم قال علي: فما صعدته حتى الساعة. وفي (ج 3 ص 5، الطبع المذكور) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق، أنبأ محمد بن موسى القرشي، ثنا عبد الله داود، ثنا نعيم بن حكيم فذكر الحديث بعين ما تقدم عنه أولا سندا ومتنا لكنه أسقط قوله تعالى: جاء الحق الآية وذكر بدل قوله اقذفه فقذفته: دقه فدققته وأسقط قوله: وترديت الخ ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الشافعي في (موضح أوهام الجمع والتفريق) (ج 2 ط حيدر آباد ص 432) قال: أخبرنا الحسن ابن الجوهري، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي رضي الله عنه قال: كان علي الكعبة أصنام فذهبت لأحمل النبي صلى الله عليه وسلم إليها فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء. ومنهم الحافظ المذكور في (تاريخ بغداد) (ج 13 ص 302 ط القاهرة) قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ إملاء، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبد الله بن داود الحزيني فذكر الحديث من قوله: انطلق بي الخ بعين ما تقدم عن (المستدرك) سندا ومتنا. ومنهم العلامة أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 73 ط تبريز) قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرني شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن

ص 686

الحسين البيهقي، أخبرني أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو بكر فذكر الحديث بعين ما تقدم أولا عن (المستدرك) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (المخطوط ص 57) قال: أنبأني الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقرائتي عليه بنابلس بروايته عن عبد الصمد ابن محمد بن أبي الفضل الخراساني إذنا فأمر به قال: أنا محمد بن الفضل أبو عبد الله إجازة قال: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ قال: أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أنا أبو بكر فذكر الحديث بعين ما تقدم أولا عن (المستدرك) سندا ومتنا. ومنهم الحافظ الذهبي في (تلخيص المستدرك) (المطبوع في ذيل المستدرك ج 3 ص 5 ط حيدر آباد) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المستدرك) بتلخيص السند. ومنهم العلامة الزرندي في (درر السمطين) (ص 125 ط مطبعة القضاء) روى الحديث عن علي عليه السلام بعين ما تقدم أولا عن (المستدرك) بأدنى تغير لعله من اختلاف النسخة. ومنهم العلامة المير حسين بن معين الدين الميبدي في (شرح ديوان أمير المؤمنين) (188 المخطوط) روى الحديث من طريق أحمد ملخصا. ومنهم العلامة السيد أحمد زيني دحلان في (السيرة النبوية) المطبوع بهامش السيرة الحلبية (ج 2 ص 285 ط القاهرة) روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عنه ثانيا. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 254 ط اسلامبول)

ص 687

روى الحديث عن علي عليه السلام بعين ما تقدم ثانيا عن (المستدرك) من قوله انطلق بي الخ. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 406 ط لاهور) روى شطرا من الحديث نقلا عن الحاكم بعين ما تقدم عنه في (المستدرك)

الثالث حديث أبي هريرة روى عنه جماعة من أعلام القوم:

منهم الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي المتوفى سنة 483 في كتابه (مناقب أمير المؤمنين) قال: قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحان إجازة عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن معلى الحنوطي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الخشابي قال: حدثنا محمد بن غياث، حدثنا هدية بن خالد، حدثنا حماد بن يزيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب يوم فتح مكة: أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة قال: بلي يا رسول الله قال: فأحملك فتناوله قال: بل أنا أحملك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي لما قدروا ولكن قف يا علي فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى ساقي على فوق القرنوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال لي: ما ترى يا علي قال: أرى الله عز وجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء لمسستها فقال له: تناول الصنم يا علي فتناوله علي فرمى به ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحت علي وقد ترك رجليه

ص 688

فسقط إلى الأرض فضحك فقال له: ما أضحكك يا علي فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل عليه السلام. ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في (المناقب) (ص 38 مخطوط) روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي). ومنهم العلامة المير محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في (المناقب المرتضوية) (ص 188 ط بمبئي) روى الحديث بعين ما تقدم عن أبي هريرة لكنه أرسل الحديث.

الرابع حديث ابن مسعود رواه القوم:

منهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 406 ط لاهور) قال: عن ابن مسعود، إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وحوله ثلاثمأة وستون صنما لقبائل العرب، لكل قوم صنم، فجعل يطعنها، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، فينكب الصنم بوجه حتى ألقاها جميعا، وبقي صنم خزاعة فوق الكعبة، وكان من قوارير صفر، فقال: يا علي ارم به، فحمله النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد فرمى به فكسر - (تفسير النيسابوري) في قوله تعالى: جاء الحق وزهق الباطل.

ص 689

الخامس ما روي مرسلا رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة ابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 8 مخطوط) قال: وعنه (أي علي) قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنزل خديجة عليها السلام ذات ليلة فلما صرت إليه قال: اتبعني يا علي فما زال يمشي وأنا ورائه ونحن نخترق بيوت مكة حتى أتينا الكعبة وقد أنام الله كل عين فقال لي رسول الله: يا علي قلت: لبيك يا رسول الله قال: اصعد يا علي فوق كتفي وكسر الأصنام قلت: بل أنت يا رسول الله اصعد فوق كتفي قال: بل أنت اصعد يا علي ثم انحنى صلى الله عليه وسلم فصعدت على كتفه فأقبلت الأصنام على رؤوسها ونزلت وخرجنا من الكعبة شرفها الله تعالى حتى أتينا منزل خديجة عليها السلام فقال لي: يا علي إنه أول من كسر الأصنام جدك إبراهيم عليه السلام ثم أنت يا علي آخر من كسر الأصنام قال: فلما أصبحوا أهل مكة وجدوا الأصنام منكسة مقلوبة على رؤوسها فقالوا: ما فعل هذا بآلهتنا إلا. محمد أو ابن عمه ثم لم يقم بعدها في الكعبة صنم -. ومنهم العلامة عطاء الله بن فضل الله الهروي في (روضة الأحباب) (ص 443 المخطوط) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين حمل ثقل النبوة: إنك لا تستطيع. ثم ساق الحديث بعين ما تقدم في حديث أبي هريرة عن (مناقب المغازلي) من قوله: ما ترى يا علي الخ ثم ذكر الأبيات المتقدمة.

ص 690

ومنهم العلامة الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي في (السيرة الحلبية) (ص 86 ط مصر) قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي عليه السلام: اصعد على منكبي واهدم الصنم فقال: يا رسول الله بل اصعد أنت فإني أكرمك أن أعلوك فقال: إنك لا تستطيع حمل ثقل النبوة فاصعد أنت فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فصعد علي عليه السلام على كاهله ثم نهض به قال علي: فلما نهض بي فصعدت فوق ظهر الكعبة (إلى أن قال) قيل لعلي: كيف كان حالك وكيف وجدت نفسك حين كنت على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان من حالي إني لو شئت أن أتناول الثريا لفعلت الخ. ومنهم العلامة الشيخ أحمد الساعاتي المشهور بالنبأ في (الفتح الرباني) (ص 224 ط) روى الحديث من طريق أحمد، وابنه، وأبي يعلى، والبزار ثم قال: ورجال الجميع ثقات (1) ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 87 قال:

(هامش)

(1) قال العلامة عبد الله الشافعي في (المناقب) (ص 37 مخطوط) قال محمد ابن المازندراني في كتاب (البرهان في أسباب نزول القرآن) إن تخصيص النبي صلى الله على وآله وسلم لعلي عليه السلام بحمله على ظهره ورميه الأصنام تشريف له على غيره من سائر الأنام. وروى حديث كسر الأصنام أبو يعلى الموصلي في (مسنده) والخطيب البغدادي في (تاريخه) ومحمد بن الصباح الأصفهاني الزعفراني في (الفضائل) والبيهقي والقاضي أبو عمرو عثمان في كتبهم والمعلى في (تفسيره) وابن مردويه في (المناقب) وابن منذر في (المعرفة) والطبري في (الخصائص) والخوارزمي في (الأربعين وصنف في صحته أبو عبد الله الجعل وأبو القاسم الحسكاني وأبو الحسن شاذان مصنفات وهؤلاء من أهل السنة. (*)

ص 691

وأراد علي رضي الله عنه أن يرفع النبي صلى الله عليه وسلم على رقبته ليعلو على ظهر الكعبة، فعجز عن ذلك، فرفعه النبي صلى الله عليه وسلم على ذراعيه قال علي رضي الله عنه: لو شئت لعلوت السماء الثانية لقوته صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 188 ط بمبئي) روى الحديث ملخصا ثم قال: ونقل عن عبد الله بن عباس أن عليا كلما أشار يومئذ إلى صنم سقط على ظهره إلا ما كان على سطح الكعبة.

 

الباب الثاني والعشرون في أن عليا عليه السلام كان أقرب عهدا إلى حياة رسول الله صلى الله عليه وآله

 

 

ونروي في ذلك عدة من الأحاديث الواردة من طرق العامة:

الأول حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 36 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي فلما رآه

ص 692

النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه ثم قال: أدن مني أدن مني فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفي. ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 592 ط لاهور) روى الحديث عن (المعجم الكبير) عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد). ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 27 المخطوط) روى صعود علي عليه السلام على منكب النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام فوق الكعبة. ثم قال: وجاء في بعض الروايات إنه كرم الله وجه لما أراد أن ينزل ألقى نفسه من صوب الميزاب تأدبا ولما وقع على الأرض تبسم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن تبسمه قال: لأني ألقيت نفسي من هذا المكان وما أصابني ألم قال: كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمد وأنزلك جبرئيل ثم ذكر الأبيات المتقدمة. ومنهم العلامة عبد الحق الدهلوي في (مدراج النبوة) (ص 253 ط هند) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب المغازلي) عن أبي هريرة من قوله ما ترى يا علي الخ.

الثاني حديث آخر له رواه القوم:

منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 35 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن ابن عباس قال: جاء ملك الموت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي

ص 693

قبض فيه فاستأذن ورأسه في حجر علي رضوان الله عليه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال له علي: ارجع فإنا مشاغيل عنك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تدري من هذا يا أبا الحسن هذا ملك الموت أدخل راشدا فلما دخل قال: إن ربك يقرئك السلام قال: أين جبريل؟ قال: ليس هو قريب مني الآن يأتي فخرج ملك الموت حتى نزل عليه جبريل وهو قائم بالباب. ما أخرجك يا ملك الموت؟ قال: التمسك محمد صلى الله عليه وسلم فلما جلسا قال جبريل: سلام عليك يا أبا القاسم هذا وداع مني ومنك فبلغني أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده رواه الطبراني. ومنهم العلامة النبهاني في (الأنوار المحمدية) (ص 587 ط الأدبية ببيروت) روى الحديث من طريق الطبراني عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد).

الثالث حديث عائشة رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 112 9 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة قالتا فاخبرينا عن علي قالت: عن أي شيء تسألن عن رجل وضع من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعا فسألت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه فقال: إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه قالتا: فلم خرجت عليه؟ قالت: أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شيء رواه أبو يعلى.

ص 694

ومنهم العلامة السمهودي في (تاريخ المدينة المنورة) (ج 1 ص 23 ط مصر) نقل عن ابن الجوزي في الوفاء عن عائشة بعين ما تقدم عن (مجمع الزوائد) عن قوله: واختلفوا إلى أخر الحديث.

الرابع حديث آخر لها رواه القوم:

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في كتابه (كنز العمال) (ج 7 ص 179 ط الثانية في حيدر آباد) قال: عن أبي غطفان قال: سألت ابن عباس أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: توفي وهو إلى صدر علي قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري فقال ابن عباس: أتعقل والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الخامس حديث علي عليه السلام رواه القوم:

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 7 ص 178 ط الثانية في حيدر آباد الدكن) قال:

ص 695

عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعوا لي أخي فدعي له فقال: أدن مني فدنوت منه فاستند إلى فلم يزل مستندا إلي وأنه يكلمني حتى أن بعض ريق صلى الله عليه وسلم ليصيبني ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل في حجري فصحت يا عباس أدركني فإني هالك فجاء العباس فكان جهدهما جميعا أن اضجعاه.

السادس حديث آخر له رواه القوم:

منهم العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 591) قال: وقال علي في رواية: ففاضت نفسه (أي النبي) في يدي فأمررتها على وجهي.

السابع حديث جابر رواه القوم:

منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 269 ط بمبئي) روى نقلا عن روضة الأحباب عن جابر بن عبد الله أن كعب الأحبار سأل عمر بن الخطاب في أيام خلافته عن آخر ما تكلم به النبي حين موته فقال: إني لم أكن عنده فسأله عليا فلما سأله فقال: توفي صلى الله عليه وسلم وهو إلى صدري ورأسه على منكبي فقال في أذني: الصلاة الصلاة.

ص 696

 

الباب الثالث والعشرون في أنه عليه السلام أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وآله بعد موته

 

 

ونذكر فيه أحاديث:

الأول حديث ابن عباس رواه القوم:

منهم العلامة الهيتمي في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 36 ط مكتبة القدسي بالقاهرة) روى عن ابن عباس في حديث قال: فلما قضى قام علي وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي يقول: بأبي أنت طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها (إلى أن قال) فغسله علي يدخل يده من تحت القميص. قلت: روى ابن ماجه بعضه ورواه الطبراني في الأوسط والكبير.

الثاني حديث أخر له أيضا

رواه القوم:

ص 697

منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (كنز العمال) (ج 7 ص 179 ط الثانية في حيدر آباد) روى عن ابن غطفان، عن ابن عباس قال: وهو أي النبي صلى الله عليه وسلم مستند إلى صدر علي وهو الذي غسله وأخي الفضل بن عباس وأبى أبي أن يحضر وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نستتر فكان عند السترة. ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن المقدسي في (الأنس الجليل) (ص 194 ط القاهرة) قال: وغسله صلى الله عليه وسلم علي والعباس وابناه: الفضل وقثم وغسلوه وعليه قميصه لم ينزع وكان علي بن أبي طالب يحضنه إلى صدره والعباس يصب الماء.

الثالث حديث آخر له أيضا

رواه القوم: منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 37 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال: وعن ابن عباس قال: دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل وشق لحده رجل من الأنصار وهو الذي شق قبور الشهداء يوم أحد قلت: رواه ابن ماجه أطول من هذا وليس فيه ذكر العباس ولا الذي شق لحده صلى الله عليه وسلم رواه البزار عن شيخه أيوب بن منصور وقد وهم في حديث رواه له أبو داود وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص 698

الرابع حديث آخر له أيضا رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة المحدث أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي في (المسند) (ج 1 ص 260 ط الميمنة بمصر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يعقوب، ثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري ثم أحد بني عوف بن الخزرج وكان بدريا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال يا علي: نشدتك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال له علي: أدخل، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يل من غسله شيئا، قال: فأسنده إلى صدره وعليه قميصه وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان أسامة ابن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء وجعل علي يغسله ولم ير من رسول الله شيء مما يراه من الميت وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم الحافظ البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 4 ص 53 ط حيدر آباد) روى الحديث بالسند المتقدم عن (المسند لكنه لخصه في متنه. ومنهم العلامة القرطبي في (أقضية رسول الله) (ص 124)

ص 699

روى الحديث نقلا عن سيرة ابن هشام من قوله: فأسنده إلى صدره. إلخ.

الخامس حديث سعيد بن المسيب رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 405 في (المستدرك) (ج 1 ص 362 ط حيدر آباد) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله صلى الله عليه وآله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا صلى الله عليه وآله حيا وميتا وولي دفنه واجنانه دون الناس أربعة: علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ولحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحدا ونصب عليه اللبن نصبا. ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في (السنن الكبرى) (ج 4 ص 53 ط حيدر آباد) روى الحديث بعين ما تقدم عن (المستدرك) سندا ومتنا. ومنهم العلامة الأباضي الجزائري في (شامل الأصل والفرع) (ص 278 ط إبراهيم اطفيش بالقاهرة) روى الحديث عن عليه السلام بعين ما تقدم عن (المستدرك) إلى قوله: فلم أر شيئا. ومنهم علامة التاريخ والسير أبو جعفر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري البغدادي في (أنساب الأشراف) (ص 570 طبع دار المعارف بمصر) قال:

ص 700

حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: ولي غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم واجنانه دون الناس أربعة: العباس وعلي والفضل بن العباس وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة الفتني في (مجمع بحار الأنوار) (ج 3 ص 25 ط نول كشور في لكهنو) قال: ش - غسلت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجد منه شيئا. وفي (ج 1 ص 215 ط نول كشور في لكهنو): نه - ومنه ح ولي دفنه صلى الله عليه وسلم واجنانه علي والعباس أي دفنه وستره. ومنهم العلامة القاضي أبو عبد الله محمد بن فرج المالكي الأندلسي القرطبي في (أقضية رسول الله) (ص 124) قال: وفي الواضحة وغيرها إن الزهري روى عن سعيد بن المسيب إن الذين غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلوه في قبره: العباس، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السادس حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 246 ط تبريز) قال: وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النحيب سعد بن عبد الله

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج8)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب