ص 701
ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلى من همدان، أخبرني الحافظ أبو علي
الحسن (الحسين خ) بن أحمد بن الحسين (حسن خ) فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرني
الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة 473 ثلاث وسبعين
وأربعمأة، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
الإصبهاني، حدثني قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله
الهمداني، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في
كتابه من إصبهان سنة 488 عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني سليمان بن محمد
بن أحمد، حدثني يعلى بن سعد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني رافر بن سليمان
الحرث بن محمد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى مع علي
في البيت يوم الشورى وسمعته يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا
عجميكم بغير ذلك ثم قال: أنشدكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد وحد الله قبلي؟
قالوا: لا، (إلى أن قال في آخر الحديث) قال عليه السلام: أمنكم أحد آخر عهده برسول
الله صلى الله عليه وسلم حين وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: لا. ومنهم العلامة الشيخ
إبراهيم بن محمد بن محمد بن أبي بكر الحمويه الحمويني في (فرائد السمطين) (نسخة
جامعة طهران) روى الحديث بعين ما تقدم عن (مناقب الخوارزمي). ومنهم العلامة الشيخ
عبيد الله الآمرتسري في (أرجح المطالب) (595 ط لاهور) قال: عن أبي الطفيل، قال: كنت
على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات، فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر،
وأنا والله بالأمر به وأحق منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا، أفيكم أحد
كان آخر عهده
ص 702
برسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعه في حفرته غيري - أخرجه العقيلي.
السابع
حديث أبي جعفر رواه القوم:

منهم علامة التاريخ والسير أبو جعفر البلاذري البغدادي
المتوفى سنة 279 في كتابه (أنساب الأشراف) (طبع دار المعارف بمصر ص 570) قال: حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم يعني ابن علية حدثنا ابن جريح، عن
أبي جعفر قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث غسلات بماء وسدر في قميص وغسل
من بئر لسعد بن خيثمة يقال لها: بئر غرس وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب منها
وولي غسله علي بن أبي طالب بيده، والعباس يصب الماء، والفضل بن العباس محتضنه
والفضل يقول: أرحني أرحني قطعت وتيني.
الثامن ما ذكره ابن إسحاق رواه جماعة من
أعلام القوم:

منهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 179 ط محمد
أمين الخانجي بمصر) قال: قال ابن إسحاق: لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي
أسنده على صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ولا يفضى بيده إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ويقول: بأبي وأمي ما أطيبك
ص 703
حيا وميتا ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يرى من الميت وكان العباس
والفضل وقثم يساعدون عليا في تقليب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أسامة بن زيد
وشقران يصبان الماء عليه. ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوي المصري في (مشارق
الأنوار) (ص 65 ط الشرفية بمصر) وفي رواية للبيهقي غسل علي النبي صلى الله عليه
وسلم فكان يقول وهو يغسله: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا. ومنهم العلامة محمد بن
يوسف اطفيش الجزائري في (شامل الأصل والفرع) (ص 278 ط إبراهيم اطفيش) روى الحديث
بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار). ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري الشافعي
في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 165 ط القاهرة) قال: فغسله علي رضي الله عنه بالماء
البارد في ثوبه ومعه العباس ومعه ولده الفضل وأسامة بن زيد يصيب الماء ثم كفنوه في
ثلاثة أثواب بيض تحت السقف وحوله ستر ولم يخرج منه شيء كالأموات، فقال علي رضي الله
عنه: ما أطيبك حيا وميتا يا رسول الله، الخ.
التاسع حديث جعفر بن محمد عليهما
السلام رواه القوم:

منهم العلامة محمد بن يوسف اطفيش الجزائري في (شامل الأصل
والفرع)
ص 704
(ص 279 ط إبراهيم اطفيش الجزائري بالقاهرة) قال: عن جعفر بن محمد لما غسله يعني
عليا عليه السلام، كان الماء يستنقع في جفون النبي صلى الله عليه وسلم فكان علي
عليه السلام يحسوه (إلى أن قال:) وفي رواية أسنده علي عليه السلام إلى صدره وغسله
والفضل والعباس يقلبانه عليه.
العاشر حديث علي عليه السلام

رواه القوم: منهم
العلامة أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (ج 3 ص 18 مصر)
قال: قال الواقدي حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده. قال علي
لما ألقى المغيرة خاتمه: لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر نبي الله، ولا يتحدثون أن
خاتمك في قبر، ونزل علي، فناوله إياه.
الباب الرابع والعشرون في نبذة من كراماته
عليه السلام
أنه انحدر عن مهده في صباوته حين قصدته حية فقتلها

ص 705
رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي
البغدادي المتوفى بعد سنة 884 في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 209 طبع القاهرة) قال: ومن
كرامات علي رضي الله عنه أنه كان رضيعا في مهده فقصدته حية فانحدر من مهده فقتلها
فتعجبت أمه من ذلك فسمعت هاتفا يقول: هذا حيدرة انحدر من مهده إلى عدوه فقتله.
منعه
عليه السلام أمه عن السجود للصنم وهو في بطن أمه

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي البغدادي المتوفى بعد سنة
884 في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 210 طبع القاهرة) قال: ومن كرامته (أي كرامة علي) رضي
الله عنه أنه كان يعترض في بطن أمه فيمنعها من السجود للصنم إذا أرادت ذلك وحكاه
النسفي. ومنهم العلامة الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي في (إنسان العيون)
الشهير - بالسيرة الحلبية - (ج 1 ص 268 طبع مصر) قال: وعن فاطمة بنت أسد رضي الله
تعالى عنها أنها في الجاهلية أرادت أن تسجد لهبل وهي حامل بعلي فتقوس في بطنها
فمنعها من ذلك.
ص 706
حضور ثريد من الغيب في بيته عليه السلام لإعطائه دينارا استقرضه لأهله إلى غيره

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري البغدادي في
(نزهة المجالس) (ج 1 ص 233 ط القاهرة) قال: رأيت في شرح البخاري لابن أبي حمزة أن
عليا دخل منزله وأولاده يبكون فسأل فاطمة عن ذلك فقال: من الجوع فاستقرض دينارا
وإذا برجل يقول: يا أبا الحسن أولادي يبكون من الجوع فأعطاه الدينار وإذا بالنبي
صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي يا أبا الحسن هلا عشيتني الليلة قال: نعم ثقة منه
بالله عز وجل فدخل منزله فوجد ثريدا فقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم فلما أكل قال:
هذا بالدينار الذي أعطيته فلانا.
إنه عليه السلام كان يطحن الرحى في بيته من الغيب
وليس معها أحد يديرها

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة محب الدين الطبري في
(ذخائر العقبى) (ص 98 ط مكتبة القدسي بمصر) قال: وعن أبي ذر قال: بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لي: عد إليه ادعه فإنه في البيت قال: فعدت إليه فسمعت صوت
رحا تطحن فشارفت فإذا الرحا تطحن وليس معها أحد فناديته فخرج إلينا منشرحا فقلت له:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فجاء
ص 707
ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينظر إلي ثم قال: يا أبا ذر ما
شأنك؟ فقلت: يا رسول الله عجبت من العجب رأيت رحا تطحن في بيت علي ليس معها أحد
يديرها فقال: يا أبا ذر أما علمت أن لله ملائكة سياحين في الأرض وقد وكلوا بمعونة
آل محمد صلى الله عليه وسلم أخرج هذه الأحاديث الملا في سيرته. ومنهم العلامة
المذكور في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 222 ط مكتبة الخانجي بمصر) روى الحديث فيه أيضا
من طريق الملا في سيرته عن أبي ذر بعين ما تقدم عنه في (ذخائر العقبى). ومنهم
العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 278 و216 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق
الملا في سيرته عن أبي ذر ملخصا. ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 91
ط الشرقية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى): ومنهم العلامة
الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 686 ط لاهور) روى الحديث من طريق الملا في سيرته عن
أبي ذر بعين ما تقدم عن (ذخائر العقبى). ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان في (إسعاف
الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 176 ط مصر). روى الحديث من طريق الملا في
سيرته عن أبي ذر ملخصا.
بيع جبرئيل ناقة له عليه السلام نسية وشرائها ميكائيل حين
احتاج إلى بيع ثوب فاطمة

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الصفوري في (نزهة
المجالس) (ج 1 ص 223 ط القاهرة) قال:
ص 708
(حكاية) خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه يبيع إزار فاطمة رضي الله عنها ليأكلوا
بثمنه، فباعه بستة دراهم، فرآه سائل، فأعطاه إياها، فجاء جبرئيل في صورة أعرابي
ومعه ناقة، فقال: يا أبا الحسن اشتر هذه الناقة، فقال: ما معي ثمنها قال: إلى أجل،
فاشتراها منه بمأة، ثم تعرض له ميكائيل في طريقه، فقال: أتبيع هذه الناقة؟ قال:
نعم، واشتريتهما بمأة، قال: ولك من الربح ستون، فباعها له، فتعرض له جبرئيل، فقال:
بعت الناقة؟ قال: نعم، قال: ادفع لي ديني، فدفع له دينه مأة ورجع بستين، فقالت له
فاطمة: من أين لك هذا، قال: تاجرت مع الله تعالى بستة دراهم، فأعطاني ستين، ثم جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك، فقال: البائع جبرئيل، والمشتري
ميكائيل، والناقة لفاطمة تركبها يوم القيامة. ومنهم العلامة المولى محمد صالح
الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 368 ط بمبئي) روى الحديث نقلا عن
(زهر الرياض) بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس).
تمثل جبرئيل عليه السلام بصورة رجل
كان يبيع كل يوم طعاما له عليه السلام حين إعساره ويأبى عن أخذ قيمته

رواه القوم:
منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص 224 ط تبريز)
قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس
ص 709
الهمداني كتابة أخبرني أبي (رض) حدثني أبو بلال، حدثني القسم بن بندار، حدثني
إبراهيم بن الحسين، حدثني أبو المظفر، حدثني جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي،
عن أبي سعيد الخدري انقض علي عليه السلام وفاطمة فقالت له فاطمة: ليس في الرحل شيء
فخرج علي يبتغي قال: فوجد دينارا فعرفه حتى سئم فلم يجد له طالبا ولم يصب شيئا ورجع
فقالت له فاطمة: ما صنعت؟ قال: ما أصبت شيئا إلا أني وجدت دينارا فعرفته حتى سئمت
فلم أجد له طالبا باغيا فقالت: هل لك في خير هل لك في أن نقترضه فنتعشى به فإذا جاء
صاحبه أعطيته دينارا فإنما هو دينار مكان دينار فقال علي عليه السلام: أفعل فأخذ
الدينار وأخذ وعاء ثم خرج إلى السوق فإذا رجل عنده طعام يبيعه فقال له علي عليه
السلام: كيف تبيع من طعامك هذا؟ قال: كذا وكذا بدينار فناوله علي عليه السلام
الدينار ثم فتح وعاء فكال له حتى إذا فرغ ضم علي عليه السلام وعاه وذهب ليقوم رد
عليه الدينار وقال: لتأخذنه والله فأخذه ورجع إلى فاطمة فحدثها حديثه فقالت فاطمة:
هذا رجل عرف حقنا وقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلوه حتى أنفدوه ولم
يصيبوا ميسرة فقالت له فاطمة عليها السلام: هل لك في خير تستقرضه فنتعشى به مثل
قولها الأول قال: أفعل فخرج إلى السوق فإذا صاحبه فقال له: مثل قوله الأول وفعل
الرجل مثل فعله الأول فرجع فأخبر فاطمة فدعت له مثل دعائها فأكلوا حتى أنفدوا فلما
كان الثالثة قالت له فاطمة عليها السلام: إن رد عليك الدينار فلا تقبله فذهب علي
عليه السلام فوجده فلما كال له ذهب ليرده عليه فقال له علي عليه السلام: والله لا
آخذ فسكت عنه قال أبو هارون: فقمت فانصرفت من عنده فمررت برجل من الأنصار له صحبة
يطين بيته فسلمت عليه فرد علي وجلست وسايلني فقال: ما حدثكم اليوم أبو سعيد؟ فقلت:
حدثنا بكذا وكذا فقال لي الأنصاري: من كان الذي اشترى منه علي؟ قلت: لا أعلم قال:
كتمكم أبو سعيد قلت: ومن كان البايع؟ قال: لما ذهب علي عليه السلام إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ص 710
قال له: يا علي تخبرني أو أخبرك قال: أخبرني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
صاحب الطعام جبرئيل عليه السلام والله لولا تحلف لوجدته ما دام الدينار في يدك.
ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) (على ما في مناقب الكاشي ص 175)
روى الحديث عن أبي سعيد الخدري بتغيير بعض العبارات.
ملاقاة الخضر معه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن عساكر في (التاريخ الكبير) على ما في
(منتخبه) (ج 5 ص 152 ط الترقي بدمشق) قال: أخرج الحافظ والخطيب البغدادي عن علي رضي
الله عنه أنه قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل متعلق بأستار الكعبة وهو
يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ويا من لا يتبرم بإلحاح
الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك فقلت: يا عبد الله أعد الكلام فقال: نعم
فأعاده ثم قال: والذي نفس الخضر بيده وكان الخضر. وأخرج الحافظ هذا الأمر من طريقين
آخرين. ومنهم العلامة الدميري في (حيوة الحيوان) (ج 1 ص 272 ط القاهرة) قال: في
كتاب الهواتف لأبي بكر بن أبي الدنيا إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لقي الخضر
عليه السلام وعلمه هذا الدعاء وذكر فيه ثوابا عظيما ورحمة لمن قاله لي دبر كل صلاة
فذكر الدعاء بعين ما تقدم عن (تاريخ ابن عساكر) إلا أنه ذكر بدل كلمة: لا تغلطه: لا
تعطله.
ص 711
تميز رغيفه بعد خلط الرغيفين في الثريد أحدهما له والآخر لمنجم يدعي الغيب بعد عجزه
عن تميزه

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري
البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 207 ط القاهرة) قال: دخل علي رضي الله عنه مدينة
فوجد فيها منجما يدعي معرفة الغيب وعنده خلق كثير فقال له علي رضي الله عنه: أنت في
ضيافتي فأعطاه رغيفا وأخذ علي رضي الله عنه رغيفا وقال كل واحد منا يثرد في هذا
الطعام ثم قال له: ميز رغيفك من رغيفي فقال: لا أعلم فقال: رغيف ثردته بيدك عجزت عن
معرفته فكيف تدعي الغيب؟! فقال: يا أمير المؤمنين أأنت تعرف رغيفك؟ قال: لا ولكن
أسأل الله إلهي أن يميزه فارتفع رغيفه فأكل منه نحو ثلاثة آلاف رجل من أهل تلك
المدينة.
إحضاره عليه السلام الثلج على منبر الكوفة عن مسافة فراسخ في واقعة امرأة
حامل أنكرت ملامسة الرجل معها

رواه جماعة من أعلام القوم:
ص 712
منهم الحافظ أبو محمد بن أبي الفوارس في (الأربعين) (ص 35 مخطوط) قال: الحديث
السادس والعشرون - أخبرنا معين الدين محمد بن الحسن بن أحمد السمرقندي في مدينة
السلطان طغلبيك يوم الاثنين ثاني شعبان عن جماعة من الصادقين يرفعونه بالأسانيد
الصحيحة إلى زيد بن أرقم، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنهما قالا: كنا بين يدي
ابن عم رسول الله رضي الله عنه يوم الاثنين لسبعة عشر خلت من صفر فإذا برجفة وزعقة
قد ملأت المسامع وكان علي عليه السلام على دكة عالية له فقال: يا عمار ائتني بذي
الفقار وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي من بايكي فجذبه فنضاه من غمده وتركه على ركبتيه
وقال: يا عمار هذا يوم أكشف فيه لأهل الكوفة الغمة ليزداد المؤمن وفاء والكافر
نفاقا، ائتني بمن على الباب قال عمار: فذا على الباب امرأة على جمل لها وهي تصيح يا
غياث المستغيثين ويا غاية الطالبين ويا كنز الراغبين ويا ذا القوة المتين ويا مطعم
اليتيم ويا رازق العديم ويا محيي كل عظم رميم ويا قديما سبق قدمه كل قديم ويا عون
من لا عون له ويا طود من لا طود له ويا كنز من لا كنز له إليك توجهت وبوليك تقربت
بيض الآن وجهي وفرج عني كربتي قال: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة قوم لها وقوم
عليها فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين فنزلت عن الجمل ونزلت القوم معها ودخلوا المسجد
فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وقالت: يا إمام المتقين لك قصدت
وإليك توجهت فاكشف ما بي من غمة إنك ولي ذلك والقادر عليه وعالم بما كان وبما يكون
فقال علي عليه السلام: يا عمار ناد في الكوفة وفي أسواقها ومحالها أقبلوا يا أهل
الكوفة فانظروا إلى قضاء علي بن أبي طالب قال عمار: فناديت واجتمع الناس حتى صار
القدم على عشرة أقدام قال أمير المؤمنين عليه السلام: سلوا عما بدا لكم يا أهل
الشام فنهض من بينهم رجل شيخ مشيب عليه بردة نجمية وحلة عربية وعلى رأسه عمامة
خراسانية
ص 713
فقال: السلام عليك يا كنز الضعفاء وملجأ اللهفاء ويا مجيب الداعي إذا دعاه هذه
الجارية ابنتي وما قرعها رجل قط وهي عاتق حامل وقد فضحتني في عشيرتي وقومي وأنا
معروف بالشدة والبأس وصعوبة المراس لا تخمد لي نار ولا يضام لي جار عزيز عند العرب
ببأسي ونجدتي وسطوتي وأنا من بيت وأنهم من بيت وأنا لا يرو عني أحد في الحرب من
شجاعتي وقد بقيت حايرا يا علي يا أبا الحسن أكشف هذه الغمة والأمور العظام وهذه
عظيمة لا أجد أعظم منها فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما تقولين يا هذه فيما
يقول أبوك؟ فقالت: أما قول أبي عاتق فقد صدق وقد صدق أيضا فيما قال إني حامل فوالله
يا مولاي ما أعلم من نفسي جناية أبدأ يا أمير المؤمنين فرج عني غمي وكربتي يا أبا
الحسن يا أمير المؤمنين فصعد المنبر وقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر جاء الحق
وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، ثم قال عليه السلام: علي بداية الكوفة فجائت
امرأة يقال لها: السا وكانت قابلة نساء أهل الكوفة فقال لها: يا داية أضربي بينك
وبين الناس حجابا وانظري هذه الجارية عاتق هي؟ ففعلت كما أمرها علي عليه السلام
فقالت: إنها عاتق حامل فقال لأبيها: يا أبا الفضل المقطب ألست من قرية يقال لها:
أسعار من أعمال الشام في طريق بايناس؟ فقال: بلى يا أمير المؤمنين فقال له: هل فيكم
أحد يقدر على قطعة من الثلج؟ فقال الشيخ: الثلج في بلادنا كثير فقال أمير المؤمنين
عليه السلام: بيننا وبين بلدكم مأتان وخمسون فرسخا قال: نعم يا أمير المؤمنين قال
عمار بن ياسر رضي الله عنه: فمد علي عليه السلام يده وهو على منبر جامع الكوفة ثم
ردها وفيها قطعة ثلج ثم قال للداية الكوفية: ضعي هذه القطعة الثلج مما يلي فرج
المرأة فإنها سترمي علقة ووزنها سبعة وخمسون درهما ودانقان قال: فأخذتها وخرجت بها
من الجامع وجاءت بطشت ثم وضعت قطعة الثلج على الموضع منها فرمت علقة كبيرة فوزنتها
الداية فوجدتها كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فأقبلت الداية مع الجارية فوضعت
العلقة بين يدي أمير المؤمنين
ص 714
عليه السلام فالتفت أمير المؤمنين إلى أبيها وقال له: خذ ابنتك فوالله ما زنت قط
وإنما كان قد دخلت في موضع ماء فسجت فيه فدخلت العلقة فيها وهي صبية بنت عشر سنين
وربت في جوفها إلى يومنا هذا فنهض أبوها وهو يقول لأمير المؤمنين عليه السلام: أشهد
أنك تعلم ما في الأرحام وما في الضمائر وأنت علام الغيوب لعن الله مشنيك ومبغضيك.
ومنهم العلامة الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 127، مخطوط) روى الحديث
عن عمار بن ياسر، وزيد بن أرقم بعين ما تقدم عن (الأربعين).
إيصاله عليه السلام
رجلا إلى بيته من مسافة بعيدة بغمضة العين

رواه القوم: منهم العلامة المير محمد
صالح الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 318 ط بمبئي) قال ما ترجمته: روي عن هبيرة
قال: دخلت على علي فرأى مني شوقا إلى لقاء أهلي فأمرني أن أرحل إليه ليلا فلما دخلت
عليه أمرني بغمض العين فلما فتحت فإذا بنفسي على سطح داري بالمدينة فلقيت أهلي
وجددت العهد معهم ثم رجعت فأمرني بغمض العين فلما فتحت وجدت نفسي عنده في الموضع
الأول.
ص 715
إنه عليه السلام كان يختم القرآن بتمامها حين يركب في مدة وضع رجليه في حلقتي
الركاب

رواه القوم: منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في
(المناقب المرتضوية) (ص 307 ط بمبئي) قال ما ترجمته: روى في شواهد النبوة بطرق
صحيحة أن عليا كان يقر القرآن بتمامها حين يركب ويبدء به حين يضع رجله في الركاب
ويختم به قبل أن يضع رجله في الحلقة الأخرى.
إنه عليه السلام أهوى إلى ماء الفرات
بالقضيب حين شكوا إليه طغيانه فنقص بقدر ما يطلبونه

رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي في كتابة (مطالب السؤول
في مناقب آل الرسول) (ص 47 ط طهران) قال: ومنها ما رواه الحسين بن زكوان الفارسي
قال: كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد شكى إليه الناس أمر
الفرات وأنه قد زاد الماء ما لا نحتمله ونخاف أن أهلك مزارعنا ونحب أن تسأل الله
تعالى أن ينقصه فقام ودخل بيته والناس مجتمعون ينتظرونه فخرج وقد لبس جبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعمامته، وردها، وفي يده قضيبه، فدعا بفرسه فركبه ومشى علي ومعه
أولاده وأنا معهم رجالة حتى
ص 716
وقف على الفرات فنزل عن فرسه فصلى ركعتين خفيفتين ثم قام، وأخذ القضيب بيده ومشى
على الجسر وليس معه غير ولديه الحسن والحسين وأنا فأهوى إلى الماء بالقضيب فنقص
ذراعا فقال: أيكفيكم؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين فقام وأومي بالقضيب وأهوى به في
الماء فنقصت الفرات ذراعا آخر وهكذا إلى أن نقصت ثلاثة أذرع فقالوا: حسبنا يا أمير
المؤمنين فعاد وركب فرسه ورجع إلى منزله. وهذه كرامة عظيمة ونعمة من الله جسيمة.
ومنهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه
في كتابه (در بحر المناقب) (ص 22 مخطوط) روى الحديث بمثل ما تقدم عن (مطالب السؤول)
وقال في آخره: فقال عليه السلام: والذي فلق الحبة وبر النسمة لبينت لكم الحيتان في
قراره. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الحنفي في كتابه (المناقب المرتضوية) (ص 309
ط بمبئي) روى الحديث نقلا عن شواهد النبوة بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول).
ظهور
كنز له عليه السلام فأخذ عنه درهما فغاب عن نظر غيره

رواه القوم: منهم العلامة جمال
الدين محمد بن أحمد الحنفي الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 31 مخطوط)
قال: ومن مناقبه عليه السلام التي خصه الله بها بها دون غيره ما رواه من أثق إليه
وهو عمار ابن ياسر رضي الله عنه أنه قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي
الله عنه فقلت
ص 717
له: يا أمير المؤمنين لي ثلاثة أيام مكفل أصوم وأطوي وأملك ما أقتات ويومي هذا هو
الرابع فقال له رضي الله عنه: اتبعني يا عمار فطلع مولاي إلى الصحراء وأنا خلفه إذ
وقف بموضع وحفر فظهر مطلبا مملوا دراهم فأخذ منه درهما فناولني منه درهما واحدا
وأخذ هو الآخر فقال له عمار: يا أمير المؤمنين لو أخذت من ذلك ما تستغني به وتتصدق
به منه ما كان بذلك بأس فقال: يا عمار هذا بقدر كفايتنا في هذا اليوم ثم غطاه وردمه
وانصرف عنه عمار وغاب مليا ثم عاد إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا عمار
كأني بك وقد مضيت إلى كنز لتطلبه فقال: والله يا مولاي إني قصدت الموضع لآخذ من
الكنز شيئا فلم أر له أثرا فقال له: يا عمار لما علم الله سبحانه وتعالى أن لا رغبة
لنا في الدنيا أظهرها لنا ولما علم جل ثناؤه أن لكم إليها رغبة بعدها عنكم.
إن شجرة
اخضرت وأثمرت بكرامته عليه السلام فأكلوا من ثمرتها

رواه القوم: منهم العلامة
المولى محمد صالح الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 317 ط بمبئي) قال ما
ترجمته: روى في مفاتيح القلب إن عليا كان جالسا مع جمع من الصاحبة عند شجر رمان
يابس فقال: لأرينكم اليوم آية موسى على بني إسرائيل حيث نزل عليهم المائدة من
السماء فقال: انظروا إلى هذه الشجرة فلما نظروا فيها وجدوها مخضرة عليها ثمارها
فقال: كلوا منها ببسم الله فقاموا إليها فاقتطف منها بعضهم دون بعض لم تصل يده
إليها فقال عليه السلام: لا يجتني منها من كان في قلبه بغضنا وكذلك في القيامة
أحباؤنا على سرر موضونة متكئين عليها وكلما أرادوا أن يأكلوا من ثمار
ص 718
الجنة يصل أيديهم إليها كما قال الله: وذللت قطوفها تذليلا، وأعداؤنا في النار
يقولون لأهل الجنة: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله فيقولون: إن الله
حرمهما على الكافرين.
انقطاع مياه بلدة بترك صدقة قررها عليهم علي عليه السلام

رواه القوم: منهم العلامة
المولى محمد صالح الحنفي في كتابه (المناقب المرتضوية) (ص 319 ط بمبئي) قال: كان في
المجلد السابع من كتاب (روضة الصفا) إن في حوالي مايل بلدة قد قرر على الصدقة في كل
سنة بشيء معين كلما أعطوه جرت المياه في أنهارهم وكل سنة تركوه انقطعت عنهم.
سماعه
عليه السلام رنة الشيطان ليلة أسرى به النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء

رواه
القوم: منهم العلامة ابن أبي الحديد المدائني المعتزلي في (شرح النهج) (ج 3 ص 254 ط
القاهرة) قال: روى أبو عبد الله أحمد بن حنبل في (مسنده) عن علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الليلة التي أسرى به فيها
وهو بالحجر يصلي فلما
ص 719
قضى صلاته سمعت رنة شديدة فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنة؟ قال: ألا تعلم هذه رنة
الشيطان علم أني أسري بي الليلة إلى السماء فأيس من أن يعبد في هذه الأرض.
إنبات
الشعر في رأس رجل ببركة ملامسة أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سقوطها لما هم
بالخروج على علي عليه السلام في خلافته فتاب عنه فنبتت ثانيا

رواه جماعة من أعلام
القوم:
منهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) قال: أنبأني أبو عبد الله بن
يعقوب الأرجي، عن أبي طالب الهاشمي الواسطي إجازة عن شاذان القمي. قراءة عليه، عن
محمد بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله بن أحمد ابن علي قال: أنا أبو عبد الله الهيثم
بن محمد بن الهيثم المعدل قال: ثنا أبو منصور محمد بن زكريا بن الحسن قال: أنا أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد بن مسلمة الفقيه قال: ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي
قال: ثنا أبو سعيد محمد بن موسى بن علي الكسائي قال: ثنا أحمد بن موسى الأسدي قال:
ثنا أبو يحيى التيمي ثنا إسماعيل ابن إبراهيم، عن يوسف بن هارون، عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة قال: أصاب رجلا منا صداع شديد فأتى به أبوه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأجلسه صلى الله عليه وسلم ومد خدره ما بين عينيه حتى سمع لها ينقص وسكن عن
الرجل الصداع ونبت مواضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم شعرات مثل شعرات القنفذ
فلما كان من أمر علي عليه السلام ما كان من أمر صفين والخوارج هم الرجل بالخروج على
علي عليه السلام قال: فسقطت الشعرات من بين عينيه قال:
ص 720
فجزع من ذلك جزعا شديدا وجزع أهله فقيل له: هذا مما هممت بالخروج على علي عليه
السلام فاستغفر الله فتاب وجلس قال: فرجعت الشعرات إلى بين عينيه ونبتت قال أبو
الطفيل: رأيتها حين سقطت ورأيتها حين رجعت ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي
في (كنز العمال) (ج 11 ص 303 ط الثانية في حيدر آباد) قال: عن أبي الطفيل أن رجلا
ولد له على عهد النبي صلى الله عليه وسلم غلام، فدعى له وأخذ ببشرة جبهته فقال بها
هكذا وغمز جبهته ودعى له بالبركة [قال:] فنبتت شعرة في جبهته كأنها هلبة فرس فشب
الغلام، فلما كان زمن الخوارج أحبهم فسقطت الشعرة عن جبهته، فأخذه أبوه فقيده مخافة
أن يلحق بهم، قال: فدخلنا عليه فوعظناه وقلنا له: [فيما نقول:] ألم تر أن بركة دعوة
النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك: فما زلنا به حتى رجع عن رأيهم، قال:
فرد الله إليه الشعرة بعد في جبهته وتاب وأصلح (ش). ومنهم العلامة الكشفي الترمذي
في (المناقب المرتضوية) (ص 314 ط بمبئي) روى الحديث نقلا عن (دلائل النبوة) بعين ما
تقدم عن (فرائد السمطين) وذكر أن اسم الرجل كان فراس بن عمر.
إحياء علي عليه السلام
رجلا سقط بين صخرتين فمات

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن
تقي الدين الشافعي السبكي
ص 721
في (طبقات الشافعية الكبرى) (ج 2 ص 68 ط القاهرة) قال: روى أن عليا وولديه الحسن
والحسين رضي الله عنهم سمعوا قائلا يقول في جوف الليل: يا من يجيب دعا المضطر في
الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * وعين جودك
يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن زللي * يا من إليه رجاء الخلق في الحرم
إن
كان عفوك لا يرجوه ذو خطأ * فمن يجود على العاصين بالنعم
فقال علي رضي الله عنه
لولده: أطلب لي هذا القائل فأتاه فقال: أجب أمير المؤمنين فأقبل يجر شقيه حتى وقف
بين يديه فقال: قد سمعت خطابك فما قصتك؟ فقال: إني كنت رجلا مشغولا بالطرب والعصيان
وكان والدي يعظني ويقول: إن لله سطوات ونقمات وما هي من الظالمين ببعيد، فلما ألح
في الموعظة ضربته فحلف ليدعون علي ويأتي مكة مستغيثا إلى الله ففعل ودعا فلم يتم
دعاؤه حتى جف شقي الأيمن فندمت على ما كان مني وداريته وأرضيته إلى أن ضمن لي أنه
يدعو لي حيث دعا علي فقدمت إليه ناقة فأركبته فنقرت الناقة ورمت به بين صخرتين فمات
فقال علي رضي الله عنه: رضي الله عنك إن كان أبوك رضي عنك فقال: والله كذلك فقام
علي كرم الله وجهه وصلى ركعات ودعا بدعوات أسرها إلى الله عز وجل ثم قال: يا مبارك
قم فقام ومشي وعاد إلى الصحة كما كان ثم قال: لولا أنك حلفت أن أباك رضي عنك ما
دعوت لك.
ص 722
قلعه عليه السلام صخرة عظيمة لما أصاب أصحابه العطش واستخراجه الماء من تحتها وغيره
مما يشمل عليه الحديث من الكرامات

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ علاء الدين
القوشچي في (شرح التجريد) المطبوع بهامش شرح المواقف (ج 4 ص 330 ط اسلامبول) قال:
روى أنه لما توجه إلى صفين مع أصحابه أصابهم عطش عظيم فأمرهم أن يحفروا بقرب دير
فوجدوا صخرة عظيمة عجزوا عن نقلها فنزل علي عليه السلام فأقلعها ورمى بها مسافة
بعيدة فظهر فيه الماء فشربوا عنها ثم أعادها ولما رأى ذلك صاحب الدير أسلم. ومنهم
العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 7 ط القاهرة) قال: وهو الذي
اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته بيده عليه السلام بعد عجز الجيش كله عنها
فأنبط الماء من تحتها. ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط
اسلامبول) ذكر ما تقدم عن (شرح النهج) بعينه. ومنهم العلامة المحدث الشيخ جمال
الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في (در بحر
المناقب) (ص 19 مخطوط) روى حديثا، تقدم نقله منا في ج 4 ص 97 مشتملا على أمر علي
بحفر
ص 723
بئر عليها صخرة لم يقدر أن يرفعها إلا علي وقول راهب: في كتبنا أنه لا يرفعه إلا
نبي أو وصي نبي (وقال في ص 116): روى بإسناد رفعه إلى ابن عباس رضي الله عنه قال:
لما أقبلنا مع علي بن أبي طالب، فعطش الجيش، ولم يكن بتلك الأرض ماء، فشكوا ذلك إلى
وارث علم النبوة، فجعل يدور في تلك الأرض إلى أن استبطن البر فرأى صخرة عظيمة فوقف
عليها، وقال لها: السلام عليك أيتها الصخرة فقالت: السلام عليك يا وارث علم النبوة،
فقال لها: أين الماء؟ قالت: تحتي يا وصي محمد قال: فأخبر الناس بما قالت الصخرة له
قال: فانكبت عليها مأة رجل فلم يقدروا على تحريكها فعند ذلك قال: إليكم عنها، ثم
إنه عليه السلام وقف عليها، وحرك شفتاه، ورفعها بيده، فانقلبت كلمح البصر، وتحتها
عين ماء أحلي من العسل، وأبرد من الثلج، فسقوا المسلمين، وشربت خيولهم، وأكثروا من
الماء، وسقوا كراعهم، ثم إنه رضي الله عنه أقبل إلى الصخرة وقال لها: عودي إلى
موضعك، فجعلت تدور على وجه الأرض مثل أكرة اليدان حتى أطبقت على العين ثم رجعوا
وارتحلوا عنها. ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي في كتابه (المناقب
المرتضوية) (ص 252 ط بمبئي) روى الحديث عن (شواهد النبوة) و(حبيب السير) و(تاريخ
أعثم) الكوفي بمثل ما تقدم من (در بحر المناقب) وفيه ما نقلناه من العبارة. ومنهم
العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 172 ط بيروت) قال: في شرح نهج البلاغة
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: حدثنا عبد العزيز ابن سبأ قال: حدثنا حبيب بن أبي
ثابت قال: حدثنا سعيد التميمي المعروف بعقيصا
ص 724
قال: كنا مع علي كرم الله وجهه في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب
هذا السواد عطش الناس فانطلق بنا علي كرم الله وجهه حتى أتى إلى صخرة ضرس في الأرض
فأمرنا بقلعها فقلعناها فخرج لنا من تحتها ماء فشرب الناس وارتووا ثم أمرنا
فأكفاناها عليه وسار بالناس حتى إذا مضى قليلا قال علي: أمنكم أحد يعلم مكان هذا
الماء الذي شربتم منه؟ قالوا نعم يا أمير المؤمنين قال: فانطلقوا إليه فانطلق منا
رجال ركابانا ومشاتا حتى انتهينا إلى المكان الذي ترى الصخرة فيه فطلبناها فلم
نجدها ثم انطلقنا إلى دير قريب منا فسألناهم أين هذا الماء الذي عندكم؟ قالوا: ليس
قربنا ماء فقلنا: إنا شربنا منه قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، فقال رئيس
الدير: والله ما بنى هذا الدير إلا بذلك الماء وما استخرجه نبي أو وصي نبي ثم سار
بنا حتى أتى الرقة ولما نزل علي كرم الله وجهه الرقة نزل بموضع يقال له: البلخ على
جانب الفرات فخرج راهب هناك من صومعته فقال لعلي كرم الله وجهه: إن عندنا كتابا
ورثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى ابن مريم عليه السلام ما أملاه عيسى عن الله
تعالى أعرضه عليك قال: نعم فقرء الراهب الكتاب المترجم بالعربية بسم الله الرحمن
الرحيم الذي قضى وسطر فيما قدر إنني باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب
والحكمة ويدلهم على سبيل الله لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة
بل يعفو ويصفح وأمته الحمادون الذي يحمدون الله على كل نشز وعلى كل صعود وهبوط
وتذلل ألسنتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح وينصره الله على من عاداه واختلف أمته من
بعده ما شاء الله فيمر رجل هو وصية وصالح أمته على شاطي الفرات يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر ويقضي بالحق والدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح والموت
أهون عنده من شرب الماء على الظمآن يخاف الله في السر والعلانية وينصح الأمة لا
يخاف في الله لومة لائم فمن أدرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فآمن به كان
ص 725
ثوابه رضواني والجنة ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن القتل معه شهادة ثم
أسلم الراهب ثم قال: أنا مصاحبك فلا أفارقك حتى يصيبني ما أصابك فبكى علي كرم الله
وجهه ثم قال: الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي ذكرني عند نبيه وكتب
شأني في كتب الأبرار فمضى الراهب معه فكان يتغدى مع أمير المؤمنين ويتعشى حتى أصيب
يوم صفين فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال أمير المؤمنين: اطلبوه فلما وجدوه صلى
عليه ودفنه وقال: هذا منا أهل البيت واستغفر له مرارا. روى هذا الخبر نصر بن مزاحم
أيضا في كتاب صفين عن عمر بن سعد، عن مسلم الأعور، عن حبة العرني. ورواه أيضا
إبراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الإسناد في كتاب صفين ويقول المؤلف قوله: واختلف
أمته من بعده ما شاء الله - إشارة إلى أن اختلاف هذه الأمة لا يستمر إلى يوم
القيامة بل ينقضي بظهور المهدي الموعود سلام الله عليه وآله وسلم وإشاراتهم إلى
ظهور المهدي. ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في (المناقب) (ص
159 ط تبريز) روى الحديث عن حبة العرني بعين ما تقدم عن (ينابيع المودة) من قوله:
ولما نزل علي بموضع يقال: البلج. إلى قوله: واستغفر له مرارا. ومنهم العلامة المولى
محمد صالح الكشفي الحنفي في كتابه (المناقب المرتضوية) (ص 215 ط بمبئي) روى نقلا عن
(شواهد النبوة) عن حبة العرني ما نقلناه عن (ينابيع المودة).
ص 726
إحيائه عليه السلام ميتا وتكلمه بعد موته وإخباره عن قاتله

رواه القوم: منهم
العلامة الشيخ جمال الدين بن أحمد الموصلي في (در بحر المناقب) (ص 101 مخطوط) روى
بإسناد رفعه إلى أبي جعفر ميثم التمار رضي الله عنه أنه قال: كنت بين يدي أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه في جامع الكوفة ونحن في جماعة من أصحابه وأصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم كأنه البدر بين الكواكب إذ دخل علينا من الباب رجل طويل
عليه قباء خز أدكن وقد اعتم بعمامة نجمية صفراء وهو متقلد بسيفه فدخل وبرك من غير
سلام ولم ينطق بكلام فتطاولت إليه الأعناق فنظروا إليه بالاماق وقد وقف عليه الناس
من جميع الآفاق ومولينا أمير المؤمنين لا يرفع رأسه إليه فلما هدأت من الناس الحواس
فصح عن لسان كأنه حسام جذب من غمده وقال: أيكم المجتبى في الشجاعة والمعمم بالبراعة
والمدرع بالقناعة، أيكم المولود في الحرم والعالي في الشيم والموصوف بالكرم، أيكم
الأصلع الرأس والثابت الجاش والبطل الدعاس والمضيق النفاس والآخذ بالأنفاس والقصاص،
أيكم غصن أبي طالب الرطيب وبطله المهيب والسهم المصيب والقسم النجيب، أيكم خليفة
محمد صلى الله عليه وسلم الذي نصر به في زمانه واعتز به سلطانه وعظم به شأنه، أيكم
قاتل العمرين فعند ذلك رفع أمير المؤمنين رأسه وقال: ما لك يا أبا سعد بن الفضل بن
الربيع بن مدركة بن نجبة بن الصلت بن الحارث بن الأشعب بن أبي السمعمع الدويني اسأل
عما شئت فأنا عيبة علم النبوة فقال: بلغنا عنك أنك وصي رسول الله وخليفته من بعده
وإنك محل المشكلات
ص 727
وأنا رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم: العقيمة وقد حملوني ميتا قد مات منذ مدة
وقد اختلفوا في سبب موته وهو بباب المسجد فإن أحييته علمنا أنك صادق نجيب الأصل
وتحققنا أنك حجة الله في أرضه وخليفته على عباده وإن لم تقدر على ذلك رددناه إلى
قومه وعلمنا أنك تدعي غير الصواب وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه قال أمير المؤمنين:
يا ميثم اركب بعيرك وناد في شوارع الكوفة ومحالها من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه
الله عليا أخا رسوله وزوج ابنته من العلم الرباني الذي أودعه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيه فليخرج إلى النجف فقال الإمام: يا ميثم هات الأعرابي وصاحبه الميت
قال ميثم: فخرجت راكبا تحت القبة التي فيها الميت فأتى بها إلى النجف فعند ذلك قال
رضي الله عنه: يا أهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا وأوردوا ما تشاهدوا منا ثم
قال: يا أعرابي أبرك جمل المحمل ثم أخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين قال ميثم:
فأخرجت تابوتا من الساج وفيه وطأ ديباج أخضر فحل فإذا تحته بدرة من اللؤلؤ وفيها
غلام أول ما نم عذاره بذوايب كذوايب المرأة الحسناء فسأل علي عن وقت موته قالوا:
أحد وأربعون يوما فقال: ما كان سبب موته؟ فقال الأعرابي: يا فتى إن أهله يريدون أن
تحييه ليخبرهم من قتله فإنه بات سالما فأصبح مذبوحا من أذنه إلى أذنه ويطلب دمه
خمسون رجلا يقصد بعضهم بعضا فاكشف الشك والريب يا أخا محمد فقال الإمام عليه
السلام: قتله عمه لأنه زوجه ابنته فخلاها وتزوج غيرها فقتله خيفا فقال الأعرابي:
لسنا نرضى بقولك فإنا نريد أن يشهد لنفسه عند أهله من قتله ليرتفع السيف من بينهم
والفتنة والقتل فعند ذلك قام رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه وذكر محمد صلى الله
عليه وسلم فصلى عليه وقال: يا أهل الكوفة ما بقرة بني إسرائيل عند الله بأجل مني
قدرا أنا أخو رسول الله أحييت ميتا بعد سبعة أيام ثم دنا من الميت وقال: إن بقرة
بني إسرائيل ضرب ببعضها الميت فعاش وأنا لا أضربه ببعض لأن بعضي خير من البقرة كلها
ثم هزه
ص 728
برجله وقال: قم بإذن الله يا مدركة بن حنظلة بن غسان بن بجير بن سلامة بن الطيب بن
الأشعث فها قد أحياك الله على يد علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو جعفر ميثم التمار: فنهض غلام أضوء من الشمس أضعافا وأحسن من القمر أوصافا
قال: لبيك يا حجة الله على الأنام والمتفضل بالفضل والإنعام فعند ذلك قال: يا غلام
من قتلك؟ قال: قتلني عمي الحارث بن غسان قال له: انطلق إلى قومك فأخبرهم بذلك فقال:
يا مولاي لا حاجة لي إليهم أخاف أن يقتلوني مرة أخرى ولا يكون عندي من يحييني قال:
فالتفت الإمام إلى صاحبه وقال له: امض إلى أهلك فأخبرهم قال: يا مولاي والله لا
أفارقك بل أكون معك حتى يأتي الله بالأجل من عنده فلعن الله من اتضح له الحق فجعل
بينه وبين الحق سترا ولم يزل مع علي بن أبي طالب حتى قتل بصفين.
تكلم الميت مع
أصاحبه بأمره عليه السلام بعد مضي ثلاثة آلاف سنة من موته رواه القوم:

منهم العلامة
ابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 90 مخطوط) قال: روى بإسناده عن عمار بن ياسر أن
أمير المؤمنين عليا لما وقف في خروجه إلى صفين بالفرات ذكر اسما وأمر أصحابه أن
يذهبوا إلى جانب تل وينادوه به ويسألوه عن المخاض فلما دعوه سمعوا صوتا يقول: ويلكم
من عرف اسمي واسم أبي يعرف أين المخاض ولم يبق مني إلا محتف (قحف) رأس وعظم نحر،
ولي ثلاثة آلاف عام فهو والله أعلم بالمخاض مني ويلكم ما أعمى قلوبكم وأضعف يقينكم
ويلكم امضوا إليه فأن خاض خوضوا فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ص 729
تكلم السبع معه وشهادته بأنه أمير المؤمنين وخير الوصيين ووارث علم النبيين وذكره
مناقب له عليه السلام

رواه القوم: منهم الحافظ أبو محمد بن أبى الفوارس في
(الأربعين) (ص 44 المخطوط) قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد اللطيف الخجندي مسلم بن أحمد
بن أبي مسلم عن جنة بنت رزيف قالت: حدثنا زوجي منقد بن الأبقع الأسدي أحد خواص أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في النصف من شهر
شعبان وهو يريد موضعا كان يأوى إليه في الليل وأنا معه حتى أتى إليه ونزل على بغلته
قال: فحمحت البغلة ورفعت أذنيها إلى جهة من الجهات فحس أمير المؤمنين عليه السلام
وقال لي: ما وراك يا منقد؟ فقلت فداك أبي وأمي إن البغلة تنظر شيئا وتحمحم فما أدري
ماذا وراءها قال: فتقدم أمير المؤمنين عليه السلام إلى بين يديها ونظر فرأى سوادا
فقال لي: يا منقد سبع ورب الكعبة فقام من محرابه فتقلد بسيفه ذي الفقار وجعل يخطو
نحو السبع ثم صاح به قف يا ويلك فخاف السبع ووقف فاستقرت البغلة فقال له أمير
المؤمنين عليه السلام: يا ليث أما علمت أني الليث الضرغام والقسور والحيدر ما جاء
بك أيها الليث ثم دعا صلوات الله عليه بدعوات وقال: اللهم اطلق لسانه فقال السبع:
يا أمير المؤمنين يا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين والمفرق بين الحق والباطل
اعلم أني ما افترست شيئا منذ سبع ليالي
ص 730
وقد أضرني الجوع ورأيتكم من بعيد من مسافة فرسخين فدنوت منكم وظننت أن يكون لي فيكم
نصيب فقال له عليه السلام: إنني أبو الأشبال الإحدى عشر أما علمت أن براثني أشد من
مخالبك فإن أحببت أريتك قال: فخضع الليث وذل وامتد بين يديه ونكش رأسه فجعل أمير
المؤمنين عليه السلام يمسح بيده الكريمة على هامته ويقول يا كلب الله في أرضه ما
جاء بك إلينا؟ فقال السبع: يا مولاي الجوع فدعا صلوات الله عليه اللهم آته برزقه
بقدرتك بحقك على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد عليك فالتفت وإذا بين يدي الأسد
شيء على هيئة الجمل وهو يفترسه ويأكله حتى أتى على آخره ثم قال: يا مولاي نحن والله
ما نأكل رجلا يحبك ويحب عترتك وأهل بيتك وينتحل بعترتك وبمحبة الهاشمي فقال له أمير
المؤمنين عليه السلام: أين تكون وأين تأوي؟ فقال: يا أمير المؤمنين إني وأهلي وجميع
السباع مسلطون على أهل الشام فهم فراسانا ليلا ونهارا ونحن نأوي إلى النيل فقال له:
ما الذي جاء بك إلى الكوفة؟ فقال: يا أمير المؤمنين أتيت الحجاز قاصدا زيارتك فلم
أصادفك وإني قد أرسلت في هذه الليلة إلى رجل يقال له: سنان بن وايل ممن أفلت من حرب
صفين وكان يحاربك وإنه نزل بالقادسية وهو رزقي في ليلتي هذه لأنه من مبغضيك
ومعانديك من أهل الشام ثم جعل يمرغ وجهه على أقدام أمير المؤمنين عليه السلام ثم
توجه إلى القادسية فتعجبت من ذلك فقال لي أمير المؤمنين عليه السلام: مم تعجب أهذا
أعجب أم الشمس أم العين أم الكواكب فوالذي فلق الحبة وبر النسمة لو أحببت أن أرى
الناس مما علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات والمعجزات والعجايب يرجعون
كلهم كفارا ثم رجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى مستقره، ثم وجهني إلى القادسية
قبل أن يقيم الإقامة المؤذن قال: فسمعت أناس يقولون: افترس السبع سنان بن وايل قال
منقد: فأتيت فيمن أتاه أنظر إليه فما ترك السبع إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف
الأصابع وأتى على باقيه فحمل رأسه إلى الكوفة بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام
ص 731
فبقي متعجبا متبسما فحدث الناس بما كان من حديث أمير المؤمنين عليه السلام والسبع
فجعلوا يتبركون بتراب أقدام أمير المؤمنين عليه السلام ويستشفعون به فقام صلى الله
عليه خطيبا حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي ثم قال: يا معشر الناس ما أحبنا رجل
فدخل النار وما أبغضنا رجل فدخل الجنة وإني قسيم النار والجنة أقول: هذا إلى الجنة
وهذا إلى النار، أقول ولا أبالي، وأقول يوم القيامة: هذا إلى الجنة يمينا وهذا إلى
النار شمالا وأقول للنار: هذا لي وهذا لك فخذيه حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق
الخاطف أو كالجواد السابق فقام إليه الناس بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون: الحمد
لله الذي فضلك على كثير من خلقه تفضيلا ثم تلا هذه الآية (الذين قال لهم الناس إن
الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا
بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم).
توصيف
حبر من أحبار اليهود بعد فتح خيبر عليا عليه السلام بما وجده مكتوبا في التوراة
وأنه يخرج معه أحد عشر نقيبا

رواه القوم: منهم العلامة الشهير بابن حسنويه في (در
بحر المناقب) (ص 114 مخطوط) قال: روى بإسناد يرفعه إلى عبد الله بن أبي أوفى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما فتحت خيبر قالوا لي: إن بها حبر قد مضي من عمره
مأة سنة وعنده علم التوراة فاحتضر
ص 732
بين يديه قال له: صدقني بصورة ذكري في التوراة وإلا ضربت عنقك قال: فانهملت عيناه
بالدموع وقال له: إن صدقتك قتلني قومي وإن كذبت تقتلني قال له: قل فأنت في أمان
الله قال له الحبر: أريد الخلوة معك قال له: لست أريد أن تقول إلا جهرا قال: إن في
سفر من أسفار التوراة اسمك ونعتك وأتباعك، وأنك تخرج من جبل فاران عرفات ويذكر اسمك
على كل منبر، ورأيت في علاماتك بين كتفيك خاتم تختم به النبوة أي لا نبي بعدك ومن
ولدك أحد عشر سبطا يخرجون من ابن عمك واسمه علي ويبلغ ملك المشرق والمغرب وتفتح
خيبر وتقلع بابها ثم تعبر الجيش على الزند والكف فإن كان فيك هذه الصفات آمنت بك
وأسلمت على يديك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أيها الحبر أما الخاتم فهي لي ثم
كشفها وأما العلامة فهي لناصر ديني علي بن أبي طالب صاحب العلامة قال: فالتفت إليه
الحبر قال له: أنت قاتل مرحب الأعظم قال: بل أنا جدلته بقوة الله وبحوله وأنا معبر
الجيش على زندي، فعند ذلك قال له: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد
رسول الله وأنك معجزته وأنه يخرج منك أحد عشر نقيبا فاكتب لي عهدا ولقومي فإنهم
كنقباء بني إسرائيل أبناء داود عليه السلام فكتبت له بذلك عهدا.
دخول جني بصورة
الثعبان في مسجد الكوفة لسؤال مسألة عنه عليه السلام

رواه القوم: منهم العلامة
المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه في
(در بحر المناقب) (ص 121 مخطوط) قال: روى بإسناد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق عليه
السلام عن أبيه عن جده الشهيد
ص 733
قال: كان أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب بالناس يوم الجمعة على منبر الكوفة
إذ سمع وجبة عظيمة وعدوا الرجال يتواقعون بعضهم على بعض فقال لهم أمير المؤمنين: ما
بالكم يا قوم؟ قالوا: ثعبان قد دخل من باب المسجد كأنه نخلة ونحن نفزع منه ونريد أن
نقتله فلا نقدر عليه فقال عليه السلام: فلا تقربوه وطرقوا له فإنه رسول إلي قد
جاءني في حاجة قال: فعند ذلك انفرجوا الناس وما زال يخترق الصفوف إلى أن وصل إلى
تحت المنبر ثم جعل يرقي المراقي إلى آن وصل إلى عيبة علم النبوة فوضع فاه على أذن
الإمام وجعل ينق له نقيقا طويلا ثم التفت الإمام إلى الثعبان وجعل ينق له مثل ما نق
له ثم نزل عن المنبر وانسل من بين الجماعة فما كان أسرع أن غاب عنهم فلم يروه
فقالوا الجماعة: يا أمير المؤمنين ما هذا الثعبان؟ قال: هذا درجان بن مالك خليفتي
على الجن المؤمنين وذلك أنهم اختلف عليهم شيء من أمر دينهم فأنفذوه إلي ليسألني
عنها فأجبته فاستعلم جوابها والذي اختلفوا فيه ثم رجع. ومنهم العلامة الشيخ علاء
الدين علي بن محمد القوشجي المتوفى سنة 879 في (شرح التجريد) المطبوع بهامش المواقف
(ج 4 ص 330 ط اسلامبول) قال: مخاطبة الثعبان أي مخاطبته مع علي على منبر الكوفة
فسئل عنه فقال: إنه من حكام الجن أشكل عليه مسألة فأجبته عنها.
انصراف السبع برؤية
خاتم علي عليه السلام في يد رجل كان يخافه

رواه القوم: منهم العلامة الشيخ عبد
الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي
ص 734
البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 209 ط القاهرة) قال: رأيت في شوارح الملح قال
رجل لعلي رضي الله عنه: إني أريد السفر وأخاف من السبع فدفع إليه خاتمه وقال: قل له
إذا جاءك: هذا خاتم علي بن أبي طالب، فسافر الرجل فلقيه السبع في الطريق فقال له:
يا سبع هذا خاتم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فلما رأى خاتم علي بن أبي طالب رفع
السبع رأسه إلى السماء وهمهم ثم إلى الأرض كذلك، ثم إلى المشرق كذلك، ثم إلى المغرب
كذلك، ثم ذهب مهرولا فلما رجعت من السفر أخبرت عليا بذلك فقال: إنه يقول: وحق من
رفعها وحق من وضعها وحق من غيبها لا أسكن ببلاد يشكوني فيها لعلي بن أبي طالب.
نسف
الريح بأمره عن صخرة مذكورة في كتب اليهود وعليها مكتوب اسم ستة من الأنبياء وشهادة
اليهود بأنه سيد الوصيين

رواه القوم: منهم الحافظ أبو محمد بن أبي الفوارس في
(الأربعين) (ص 41 المخطوط) قال: روي عن سعيد بن العاص قال: كنت مع أمير المؤمنين
عليه السلام وقد خرج من الكوفة إذ عبرنا القرية التي يقال لها: النخيلة على فرسخ من
الكوفة قال:
فخرج منها خمسون رجلا من اليهود وقالوا لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام: أنت
الإمام علي بن أبي طالب؟ فقال: أنا ذاك فقالوا: لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم
ستة
ص 735
من الأنبياء ونحن نطلب الصخرة فقال عليه السلام: اتبعوني قال عبد الله بن خالد:
فسار القوم خلف أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن استبطن بهم البر وإذا بجبل من رمل
عظيم فقال عليه السلام للريح: أيتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة بحق اسم الله
الأعظم فما كان إلا ساعة حتى نسفت الريح الرمل وظهرت الصخرة فقال عليه السلام: هذه
صخرتكم فقالوا: إن صخرتنا عليها اسم ستة من الأنبياء على ما سمعناه وقرئناه في
كتبنا ولسنا نرى عليها الأسماء فقال عليه السلام: الأسماء التي عليها هي على وجهها
الذي على الأرض فاقلبوها قال: فتعصبوا عليها ألف رجل فما قدروا أن يقلبوها فقال
عليه السلام: تنحوا عنها فمد يده الكريمة إليها فقلبها فوجدوا عليها الأسماء الستة
وهم أصحاب الشرايع: وهم: آدم - ونوح - وإبراهيم - وموسى - وعيسى - ومحمد - رسول
الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين فقالوا إنك أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله
في أرضه على العالمين من عرفك سعد ونجا ومن خالفك ضل وغوى وإلى الجحيم هوى، جلت
مناقبك عن التحديد، وعظمت صفاتك ونعوتك عن التعديد.
التجأ الوحوش إلى قبره عليه
السلام وبذلك ظهر موضع قبره في زمن الرشيد

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة
محمد خواجه پارسارى البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة ص 372 ط
اسلامبول) قال: وروى ابن الدنيا أنه خرج بعض من الصياد زمن هارون الرشيد من الكوفة
متصيدا بناحية الغري فلجأت الضباء إلى ناحية من الغري فقال: أرسلنا عليها الصقور
والكلاب فرجعت الكلاب والصقور، فأخبرنا الرشيد فكان يزوره في كل
ص 736
عام. وقال زين الدين أبو الرشيد الحافظ: لم يزل قبر علي رضي الله عنه مختفيا إلى
زمن الرشيد ثم ظهر بالغري بظاهر الكوفة ويزوره اليوم الناس وصار قبره مأوى كل لهيف،
وملجأ كل هارب. ومنهم العلامة الشيخ علي ددة السكتواري البستوي الحنفي في (محاضرة
الأوائل) (ص 102 ط الاستانة) قال: قبر علي رضي الله عنه أظهره هارون الرشيد وبنى
عليه عمائر حين وجد وحوشا تستأنس بذلك المحل وتفر إليه التجأ من أهل الصيد فسأل عن
سبب ذلك من أهل قرية قريبة هناك فأخبره شيخ من القرية بأن فيه قبر أمير المؤمنين
علي رضي الله عنه عنهما مع قبر نوح عليه السلام (من دلائل النبوة). منهم العلامة
الآمرتسري من المعاصرين في (أرجح المطالب) (ص 669 ط لاهور) قال: عن الشافعي أن
الرشيد خرج مرة إلى الصيد فانتهى بالطرد إلى موضع قبر علي الآن فأرسل فهودا على صيد
فبعث الصيد إلى مكان قبره ووقفت الفهود عند موضع القبر الآن ولم يقدم على الصيد
فعجب الرشيد من ذلك فجاء رجل من أهل الخبرة فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت إن دللتك
على قبر ابن عمك علي بن أبي طالب ما لي عندك؟ قال: أثر مكرمة قال: هذا قبره فقال له
الرشيد: من أين علمت؟ قال: كنت أجئ مع أبي فيزوره أخبرني أنه كان يجئ مع جعفر
الصادق فيزور وأن جعفر كان يجئ مع أبيه محمد الباقر وأن محمدا كان يجئ مع أبيه علي
بن الحسين وهو كان أعلمهم بالقبر، فأمر الرشيد بأن يحجر الموضع فكان أول أساس أوقع
فيه ثم تزايدت الأبنية فيه في أيام السامانية بني حمدان وتفاصم في أيام الديلم أي
أيام بني بويه.
ص 737
لقاء رشيد الهجري عليا عليه السلام بعد شهادته حيا

رواه جماعة من أعلام القوم: منهم
العلامة الذهبي في (ميزان الاعتدال) (ج 1 ص 329 ط القاهرة) قال: قال الشعبي: دخلت
عليه (أي رشيد الهجري) فقال: خرجت حاجا فقلت لأعهدن بأمير المؤمنين فأتيت بيت علي
فقلت لانسان: استأذن إلى علي أمير المؤمنين قال: أوليس قد مات؟ قلت: قد مات فيكم
وإنه ليتنفس الآن بنفس الحي قال: أما إذا عرفت سر آل محمد فادخل فدخلت على أمير
المؤمنين وأنبأني بأشياء تكون فقال له الشعبي: إن كنت كاذبا فلعنك الله وبلغ الخبر
زيادا فبعث إلى رشيد الهجري فقطع لسانه وصلبه على باب عمرو بن حريث. (1)