ص 102
ومنها :
قوله تعالى : فتلقى آدم من ربه كلمات
وروي على أقسام .
الأول ما رواه جماعة
من أعلام القوم :

منهم الحافظ علي بن محمد الخطيب الشهير بابن المغازلي في مناقبه
(المخطوط) قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة ، أخبرنا محمد بن عثمان
قال : حدثني محمد بن سليمان بن الحرث قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال
: حدثنا حسين الأشقر قال : حدثنا عثمان بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من
ربه فتاب عليه قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تبت علي ،
فتاب عليه . ومنهم العلامة محمد بن محمد بن إسحاق الحمويني الخراساني في مناهج
الفاضلين (ص 147 مخطوط) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن المناقب .
ومنهم العلامة الميرزا محمد خان البدخشي في مفتاح النجا (ص 16 المخطوط) . روى
الحديث من طريق الدارقطني ، وابن النجار عن ابن عباس بعين ما تقدم عن المناقب .
ص 103
ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في المناقب (ص 33 المخطوط) روى الحديث عن ابن
عباس بعين ما تقدم عن المناقب . ومنهم العلامة الشيخ جلال الدين عبد الرحمن
السيوطي في كتابه ذيل اللئالي (ص 58 ط لكهنو) قال : ابن النجار أنبأنا أبو
السيد أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة العلوي الحسيني ، أنبأنا خال والدي
النقيب أبو طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسني ، حدثني الشريف أبو محمد عبد الله بن
عبد المطلب بن الفضل الحسيني ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي البيهقي ، حدثنا ابن
الداعي العلوي ، حدثني عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري ، حدثني أبو سعيد محمد بن
أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري ، أنبأنا أبو القاسم مسعود بن الحسن بن علي بن
عبدوس البغدادي بقراءتي عليه ، حدثنا أبو علي الحسن بن خلف الكرخي إملاء ، حدثنا
القاضي أبو علي الحسن بن علي الخزاعي ، حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر
العطار ، حدثنا محمد بن علي بن خلف فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مناقب الخوارزمي
سندا ومتنا . ومنهم العلامة محمد بن أحمد الحنفي الشهير بابن حسنويه في در بحر
المناقب (ص 46 المخطوط) روى الحديث عن أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بسند يرفعه
إلى ابن عباس بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي . ومنهم العلامة القندوزي في
ينابيع المودة (ص 238 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق ابن المغازلي عن ابن عباس
بعين ما تقدم عنه في المناقب إلى قوله : تبت . وقد تقدم نقل الحديث منا في (ج 3
ص 76 إلى ص 79) عن جماعة : منهم العلامة البيهقي في دلائل النبوة .
ص 104
ومنهم العلامة ابن عساكر في مسنديه . ومنهم العلامة النطنزي في الخصائص
العلوية . والعلامة السيوطي في الدر المنثور وفي جمع الجوامع . والعلامة
المولى معين الكاشفي في معارج النبوة .
القسم الثاني ما رواه القوم :

منهم
العلامة الشهير بابن المغازلي الشافعي في المناقب (المخطوط) قال : ومن كتاب
السفينة للحاكم ره وقد أخبرنا به الفقيه الأجل تاج الدين أحمد ابن الحسين
البيهقي مناولة عن السيد الإمام فخر الدين يحيى بن إسماعيل بن علي ابن أحمد بن علي
بن علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله بن الحسن ابن
الحسن بن الحسن الأفطس ابن علي بن علي زين العابدين ابن الحسين الشهيد ابن علي
الوصي أمير المؤمنين عليه السلام يرفعه إلى الحاكم ره ، وأخبرنا به أيضا شهاب
الدين خطيب الزيدية بنيشابور عبد العزيز بن الحسن الزنقي الزيدي إجازة على لسان
الفقيه العالم جمال الدين بن الحسن بن ناصر أدام الله عزه يرفعه إلى الحاكم ره
قال : روى السيد أبو طالب ره بإسناده عن جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي
الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما أمر الله آدم بالخروج من الجنة
رفع طرفه نحو السماء فرأى خمسة أشباح على يمين العرش فقال : إلهي خلقت خلقا من قبلي
؟ فأوحى الله إليه أما تنظر إلى هذه الأشباح ؟ قال : بلى قال : هؤلاء
ص 105
الصفوة من نوري ، اشتققت أسماءهم من اسمي فأنا الله المحمود وهذا محمد وأنا العالي
وهذا علي وأنا الفاطر وهذه فاطمة وأنا المحسن وهذا الحسن ولي الأسماء الحسنى وهذا
الحسين ، فقال آدم : فبحقهم اغفر لي ، فأوحى الله إليه قد غفرت وهي الكلمات التي
قال الله تعالى : فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه . ومنهم العلامة أبو الفتح
محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي في الخصائص العلوية على ما في أرجح المطالب
(ص 220 ط لاهور) قال : عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : لما خلق الله عز وجل آدم ،
ونفخ فيه من روحه عطس فألهمه الله ، الحمد لله رب العالمين ، قال له : ليرحمك الله
فلما سجد له الملائكة أخله العجب ، فقال : يا رب أخلقت خلقا هو أحب إليك مني ، فلم
يجب ، ثم قال الثانية ، فلم يجب ، ثم قال الثالثة ، فلم يجب ، ثم قال الرابعة ،
فقال الله عز وجل له : نعم ، ولولاهم ما خلقتك ، فقال : يا رب أراهم فأوحى الله عز
وجل إلى ملائكة الحجب : ارفعوا الحجب ، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش ،
فقال : يا رب من هؤلاء ، قال : يا آدم ، هذا محمد نبيي وهذا علي أمير المؤمنين ،
وهذه فاطمة بنت نبيي ، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولد نبي ، ثم قال : هم الأول
، ففرح بذلك ، فلما اقترف الخطيئة ، قال : يا رب أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم ،
وعلي ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، لما غفرت لي فغفر الله له ، فهذا ما قال الله
تبارك وتعالى : فتلقى آدم به من ربه كلمات فتاب عليه فلما اهبط إلى الأرض ، صاغ
خاتما فنقش عليه : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكنى آدم بأبي محمد .
ص 106
القسم الثالث ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي
الشافعي في كتابه انسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية (ج 1 ص 219 ط مصر) قال :
وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا غفرت لي
قال : وكيف عرفت محمدا - وفي لفظ كما في الوفاء ومن محمد وما محمد - قال : لأنك
لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله
إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال :
صدقت يا آدم ولولا محمد لما خلقتك الخ .
ص 107
ومنها :
قوله تعالى : مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الثعلبي في الكشف والبيان
(المخطوط) . قال : أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري قال : حدثنا موسى بن
محمد بن علي بن عبد الله قال : قرأ أبي على أبي محمد الحسن بن علوية القطان من
كتابه وأنا أسمع ، حدثنا بعض أصحابنا ، حدثني رجل من أهل مصر ، يقال له : طسم حدثنا
أبو حذيفة ، عن أبيه ، عن سفيان الثوري في قول الله عز وجل : مرج البحرين يلتقيان
، بينهما برزخ لا يبغيان قال : فاطمة وعلي يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال :
الحسن والحسين . وروى هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير قال : بينهما برزخ محمد .
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري الشافعي البغدادي المتوفى
سنة 884 في نزهة المجالس (ج 2 ص 229 ط القاهرة) قال : قال بعض المفسرين في قوله
تعالى : مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان أي بحر النبوة من فاطمة رضي
الله عنها وبحر الفتوة من علي رضي الله عنه بينهما حاجز من التقوى فلا تبغي فاطمة
على علي ولا يبغي علي على فاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان هو الحسن والحسين
رضي الله عنهما .
ص 108
ومنهم العلامة المذكور في المحاسن المجتمعة (ص 202 نسخة جامعة طهران) . نقل فيه
أيضا عن بعض المفسرين ما تقدم نقله عنه في نزهة المجالس . ومنهم العلامة الشيخ
عبد الله الشافعي في مناقبه (ص 212 مخطوط) روى الحديث عن سفيان الثوري ، وسعيد
بن جبير بعين ما تقدم عن الكشف والبيان . ومنهم العلامة القاضي المير حسين
الميبدي اليزدي في شرح ديوان أمير المؤمنين (مخطوط) روى عن أنس وابن عباس بعين
ما تقدم عن الكشف والبيان . ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 13
مخطوط) روى من طريق ابن مردويه عن ابن عباس وأنس بعين ما تقدم عن الكشف والبيان
. ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 408 ط اسلامبول) روى الحديث بعين
ما تقدم عن الكشف والبيان . ومنهم العلامة الآمرتسري في أرجح المطالب (ص 71
وص 309 ط لاهور) . روى الحديث بعين ما تقدم عن الكشف والبيان . وقد تقدم منا
نقل الحديث في (ج 3 ص 274 إلى 276) عن جماعة . منهم العلامة سبط بن الجوزي في
التذكرة (ص 245 ط النجف) . ومنهم العلامة الخوارزمي في المقتل (ص 112 ط
النجف) . ومنهم الحافظ السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 142 ط مصر) .
ص 109
ومنهم العلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني ج 27 (ص 93 ط مصر) . ومنهم
العلامة المير محمد صالح الكشفي الحنفي في المناقب المرتضوية (ص 70 ط بمبئي)
ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) .
ص 110
ومنها :
قوله تعالى : هل أتى على الانسان حين من الدهر ، الخ

وقد نقلنا الأحاديث
الواردة في نزوله في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في (ج 3 ص 158 ، إلى ص
169) عن كثير من كتب العامة ونكتفي ههنا باستدراك ما فاتنا هناك مما وقفنا عليه بعد
ذلك . فممن وقفنا على تعرضه له العلامة ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج 5 ص
530 ط مصر سنة 1285) قال : قال أبو عثمان : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ
، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بنسأ ، أخبرنا أبي ، أخبرنا عبد الله بن عبد
الوهاب الخوارزمي حدثنا أحمد بن حماد المروزي ، أخبرنا محبوب بن حميد البصري ،
وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا القاسم بن بهرام عن ليث ، عن مجاهد ، عن
ابن عباس قال : في قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا قال : مرض الحسن والحسين فعادهما
جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعادهما عامة العرف فقالوا : يا أبا الحسن لو
نذرت على ولدك نذرا ، فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا
، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت جارية يقال لها فضة نوبية : إن برأ سيداي صمت لله عز
وجل شكرا ، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي
إلى شمعون الخيبري ، فاستقرض منه ثلاثة أصوع ، من شعير
ص 111
فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب
فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله
عز وجل على موائد الجنة فسمعه علي فأمرهم فأعطوه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم
يذوقوا إلا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع
النبي صلى الله عليه وسلم ووضع الطعام بين يديه ، إذا أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال
: السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدي ،
أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلا الماء ، فلما كان اليوم الثالث
قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي مع النبي صلى الله عليه وسلم
ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت
النبوة تأسروننا وتشدوننا ، ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير ، فأعطوه الطعام ومكثوا
ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى
ما بهم من الجوع فأنزل الله تعالى : هل أتى على الانسان حين من الدهر - إلى قوله
- لا نريد منكم جزاء ولا شكورا أخرجها أبو موسى . ومنهم العلامة جار الله أبو
القاسم محمود بن عمر الزمخشري الحنفي المتوفى في سنة (538) في كتابه ربيع الأبرار
(ص 209 مخطوط) قال : عبد الله بن عباس : مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما
صبيان ، فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر ، فقال عمر : يا
أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا إن الله عافاهما فقال : أصوم ثلاثة أيام شكرا لله
، وكذلك قالت فاطمة ، وقال الصبيان : نحن أيضا نصوم ثلاثة أيام ، وقالت جاريتهم فضة
فألبسهما الله عافيته فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام فانطلق علي إلى جار له يهودي
اسمه شمعون فأخذ منه جزة صوف فغزلها له فاطمة صلوات الله عليها بثلاثة أصوع شعير ،
فكلما
ص 112
قدموا فطورهم جاء مسكين فآثروه به ، فبقوا جياعا ليالي صومهم حتى نزلت : ويطعمون
الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (1) . ومنهم الحافظ أبو محمد الفراء البغوي
الشافعي في تفسيره معالم التنزيل (ج 7 ص 159 ط القاهرة) روى عن مجاهد وعطا عن
ابن عباس . نزول الآية في علي وأهل بيته . ومنهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة
الشافعي في مطالب السؤول (ص 31 ط طهران) . روى نزول قوله تعالى : ويطعمون ، الخ
في علي وفاطمة والحسنين . ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (ج 4 ص
376 ط دار الكتب المصرية) . روى الحديث من طريق الثعلبي عن عبد الله بن عبد الوهاب
بعين ما تقدم عن أسد الغابة إلى قوله : فضة النوبية ، واكتفى في ذكر الباقي
بقوله : الحديث . ومنهم العلامة الشهير سبط بن الجوزي في التذكرة (ص 322 ط
الغري) قال : قال علماء التأويل : فيهم نزل قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون
يوما كان شره مستطيرا الآيات .
ص 113
أخبرنا أبو المجد محمد بن أبي المكارم القزويني بدمشق سنة اثنتين وعشرين وستمأة قال
: أخبرنا أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد العطاري ، خبرنا الحسين بن مسعود البغوي
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخوارزمي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم
الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ،
أخبرنا محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي ، حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن فهر بن هلال ،
حدثني القاسم بن يحيى ، عن أبي علي المقري ، عن محمد بن السايب ، عن أبي صالح ، عن
ابن عباس ورواه أيضا مجاهد ، عن ابن عباس فذكر ما تقدم عن أسد الغابة إلا أنه
زاد : سمعت عليا يقول في الليلة الأولى :
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير
الناس أجمعين
أما ترين بائس المسكين ؟ * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله
ويستكين * يشكو إلينا جاع حزين
كل امرء بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعده
جنة عليين * حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوى به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين
فقالت فاطمة عليها السلام : أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجو
إذا أشبعت ذا مجاعة
أن ألحق الأخيار والجماعة * وأسكن الخلد ولي شفاعة
وفي الليلة
الثانية : فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم
قد جائنا الله بذا اليتيم *
قد حرم الخلد على اللئيم
يحمل في الحشر إلى الجحيم * شرابه الصديد والحميم
ص 114
ومن يجود اليوم في النعيم * شرابه الرحيق والتسنيم
فقالت فاطمة عليها السلام : إني
لأعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي* أمسوا جياعا وهم أشبالي
وفي الليلة
الثالثة : فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مؤسد
مني على أسيرنا المقيد * من
يطعم اليوم يجده في الغد
عند العلي الماجد الممجد * من يزرع الخير سوف يحصد
فقالت
فاطمة عليها السلام : لم يبق عندي اليوم غير صاع * قد مجلت كفي مع الذراع
ابناي
والله من الجياع * أبوهما للخير ذو اصطناع
وذكر في آخر الحديث : ثم رفعوا الطعام
وأعطوه للأسير فلما كان اليوم الرابع دخل علي عليه السلام على النبي صلى الله عليه
وآله يحمل ابنيه كالفرخين فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأين
ابنتي ؟ قال : في محرابها ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها ولقد لصق
(بطنها) بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع فقال النبي صلى الله عليه وسلم : واغوثاه
بالله آل محمد يموتون جوعا فهبط جبرئيل وهو يقرء (يوفون بالنذر) الآية . ومنهم
العلامة الخطيب الخوارزمي في المناقب (ص 179 إلى ص 180 ط تبريز) قال : وأخبرني
الشيخ الإمام أبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الفضاري الطوسي فيما كتب إلي من
نيسابور ، أخبرني القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد ابن الفرج ، أخبرني الإمام
أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد
بن محمد الشيباني العدل ، أخبرني أبو حامد أحمد بن محمد
ص 115
ابن الحسين المشرقي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن
عم الأحنف بن قيس ، حدثني أحمد بن حماد المروزي ، حدثنا محمود بن حميد البصري وسأله
عن هذا الحديث روح بن عبادة ، حدثني القاسم بن بهرام ، عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس
. وقال الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي : وأخبرنا أيضا عبد الله
بن حامد ، أخبرني أحمد بن عبد الله المزني ، حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل
بن علي بن مهران الباهلي بالبصرة ، حدثني أبو مسعود عبد الرحمن بن فهر بن هلال ،
حدثني القاسم بن يحيى عن أبي علي المقري ، عن محمد بن السايت ، عن أبي صالح ، عن
ابن عباس فذكر ما تقدم عن التذكرة لكنه ذكر بدل ما ذكر من الأبيات لفاطمة في
الليلة الأولى :
أمرك يا ابن عم سمع طاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة
غذيت من خبز له
صناعة * أطعمه ولا أبالي الساعة
أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة * أن ألحق الأخيار
والجماعة
وأدخل الخلد ولي شفاعة
وذكر أبياته في الليلة الثانية هكذا : فاطم بنت
السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
قد جائنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو
رحيم
موعده في جنة النعيم * قد حرم الخلد على اللئيم
ينزل في النار إلى الجحيم *
شرابه الصديد والحميم
وذكر أبياتها في الليلة الثانية هكذا: إني لأعطيه ولا أبالي *
وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهما يقتل في القتال
ص 116
بكربلا يقتل باغتيال * للقاتل الويل مع الوبال
تهوى به النار إلى سقال * مصفد
اليدين بالأغلال
كبوله زادت على الأكبال
وذكر أبياته في الليلة الثالثة هكذا : فاطم
يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد
هذا الأسير للنبي المهتدي * مكبل في غله مقيد
يشكو إلينا الجوع شكوى مكمد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد *
ما يزرع الزراع سوف يحصد
فأطعمي من غير من أنكد * حتى تجازي بالذي لا ينفد
وزاد في
أبياته في الليلة الثالثة : يصطنع المعروف بابتداع * عبل الذراعين طويل الباع
وما
على رأسي من قناع * إلا قناع نسجته بشاع
وقال : أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيد
الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان ،
أخبرني الشيخ الإمام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة ، أخبرني الشيخ
الشريف أبو طالب الفضيل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بإصبهان في سكة الخوز ،
أخبرني الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الإصبهاني ، حدثني
محمد بن أحمد بن سالم ، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري ، حدثني محمد بن
النعمان ابن شبل ، حدثني يحيى بن أبي روق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن
عباس فذكر الحديث بنحو آخر وفيه نزول الآية في علي عليه السلام وفاطمة حيث باتا
جائعين وأطعما طعامهما للمسكين واليتيم والأسير . ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في
كفاية الطالب (ص 201 ط الغري)
ص 117
قال : أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن القبيطي البغدادي بها ، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان ، أخبرنا الحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي ،
أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن المعروف بالشافعي بمكة ، أخبرنا أبو القاسم
عبيد الله ابن محمد السقطي ، أخبرنا أبو عمر بن أحمد بن عبد الله الدقاق المعروف
بابن السماك ، أخبرنا عبيد الله بن ثابت ، حدثنا أبي ، عن هذيل بن حبيب ، عن أبي
عبد الله السمرقندي ، عن محمد بن كثير الكوفي ، عن الأصبغ بن نباته قال : مرض الحسن
والحسين فذكر ما تقدم عن التذكرة إلا أنه قال : فقال لليهودي علي عليه السلام :
أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزة من الصوف تغزلها لك بنت محمد ، وزاد فيما ذكر
علي من الأبيات في الليلة الأولى :
يا بنت خير الناس أجمعين * يشكو إلينا جائع حزين
وأسقط البيت الثاني من أبيات فاطمة عليها السلام وزاد في أبياته في الليلة الثانية:
من يرحم اليوم فهو رحيم * ويدخل النار وهو مقيم* وصاحب البخل يرى ذميم .
وزاد في
أبياتها : أرجو به الفوز وحسن الحال * أن يرحم الله سينمي مالي
وكان لي عونا على
أطفالي أخصهم عندي في التغالي
بكربلا يقتل في اغتيال * للقاتل الويل مع الوبال
وفي
الليلة الثالثة : فاطم بنت المصطفى محمد * نبي صدق سيد مسود
من يطعم اليوم يجده في
غد * فأطعمي لا تجعليه أنكد
ص 118
وفي أبياتها : قد يصنع الخير بلا ابتداع * عبل الذراعين شديد الباع
وزاد فيه ما
نقلناه في (ج 3 ص 164) ومنهم العلامة العارف الشيخ محي الدين محمد الطائي الأندلسي
المالكي المعروف بابن العربي المتوفى سنة 638 في محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار
(ج 1 ص 103 ط مصر بمطبعة الشعراوي) قال : حدثنا محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن
عبد الكريم قال : قرأت على عمر بن عبد الحميد بمكة أن عبد الله بن العباس قال في
قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا قال : مرض الحسن والحسين
عليهما السلام وهما صبيان فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه أبو بكر
وعمر فقال عمر لعلي : يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذرا إن الله عافاهما قال :
أصوم ثلاثة أيام شكرا لله قالت فاطمة : وأنا أيضا أصوم ثلاثة أيام شكرا لله ، وقال
الصبيان ونحن نصوم ثلاثة أيام ، وقالت جاريتهما فضة : وأنا أصوم ثلاثة أيام
فألبسهما الله العافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام فانطلق علي إلى جار له من
اليهود يقال له : شمعون يعالج الصوف فقال له : هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها
لك بنت محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة أصوع من شعير ؟ قال : نعم فأعطاه فجاء
بالصوف والشعير فأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت ثم غزلت ثلث الصوف وأخذت صاعا من الشعير
فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرصا وصلى علي رضي الله عنه مع النبي صلى
الله عليه وسلم المغرب ثم أتى منزله فوضع الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها علي رضي
الله عنه إذا مسكين واقف على الباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلى الله
عليه وآله أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله من موائد
الجنة فوضع علي اللقمة من يده ثم قال : أفاطم المجد واليقين * يا بنت خير الناس
أجمعين
ص 119
أما ترى ذا البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين* كل امرء بكسبه رهين .
فقالت فاطمة
رضي الله عنها من حينها : أمرك سمع يا ابن عم وطاعة * مالي من لوم ولا ضراعة
غديت
باللب وبالبراعة * أرجو إذا أنفقت من مجاعة
أن ألحق الأبرار والجماعة * وأدخل الجنة
في الشفاعة
قال : فعمدت إلى ما في الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا وأصبحوا
صياما لم يذوقوا إلا الماء القراح ، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم
أخذت صاعا فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا وصلى علي المغرب مع
النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى منزله فلما وضعت الخوان وجلس فأول لقمة كسرها علي
رضي الله عنه إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم
أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون
أطعمكم الله من موائد الجنة فوضع علي اللقمة من يده وقال :
فاطم بنت السيد الكريم *
قد جائنا الله بذا اليتيم
من يطلب اليوم رضى الرحيم * موعده في الجنة النعيم
فأقبلت
السيدة فاطمة رضي الله عنها وقالت : فسوف أعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أمثالي * أصغرهم يقتل في القتال
ثم عمدت إلى جميع ما كان في الخوان
فأعطته اليتيم وباتوا جياعا لم يذوقوا إلا الماء القراح وأصبحوا صياما ، وعمدت
فاطمة إلى باقي الصوف فغزلته وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد
قرصا وصلى علي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى منزله فقر بت إليه الخوان
ثم جلس فأول
ص 120
اللقمة كسرها إذا أسير من أسارى المسلمين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد
صلى الله عليه وآله إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا فوضع علي اللقمة
من يده وقال :
يا فاطمة بنت النبي أحمد (ص) * بنت نبي سيد مسود
هذا
أسير جاء ليس يهتدي * مكبل في قيده المقيد
يشكو إلينا الجوع والتشدد * من يطعم
اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزراع يوما يحصد
فأقبلت فاطمة
رضي الله عنها تقول : لم يبق مما جاء غير صاع * قد دبرت كفي مع الذراع
وابناي والله
لقد أجاعا * يا رب لا تهلكهما ضياعا
ثم عمدت إلى ما كان في الخوان فأعطته إياه
فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، وأقبل علي والحسن والحسين نحو رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع فلما أبصرهما رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : يا أبا الحسن أشد ما يسوئني ما أدرككم انطلقوا بنا إلى ابنتي فاطمة
فانطلقوا إليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها
فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمها إليه وقال واغوثاه فهبط جبرئيل عليه
السلام وقال : يا محمد خذ هنيئا في أهل بيتك قال : وما آخذ يا جبرئيل قال :
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا - إلى قوله - وكان سعيكم مشكورا .
ومنهم العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 102 ط مصر) . روى عن ابن
عباس نزول قوله تعالى ويطعمون الطعام الخ في علي وأهل بيته .
ص 121
ومنهم العلامة المذكور في الرياض النضرة (ص 227 ط القاهرة) . روى فيه أيضا عن
ابن عباس نزول قوله تعالى ويطعمون الطعام الخ في علي وأهل بيته . ومنهم الحافظ
ابن حجر العسقلاني في الكاف الشاف (ص 180 ط مصطفى محمد بمصر) . قال عند نقل
الحديث عن الكشاف : الثعلبي من رواية القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس في قوله تعالى يوفون بالنذر الآية فذكر تمام الحديث وزاد
في أثنائه أشعارا لعلي وفاطمة (أقول) وقد تقدم منا نقل الحديث في (ج 3 ص 158 ، إلى
ص 169) عن كثير من كتب العامة فراجع . ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري
البغدادي في نزهة المجالس (ج 1 ص 213 ط القاهرة) : روى نزول قوله تعالى
ويطعمون الخ في علي وفاطمة والحسنين . ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في
البداية والنهاية (ج 5 ص 329 ط السعادة بمصر) نقل الحديث عن أسد الغابة ومنهم
العلامة الحبري في كتابه على ما في مناقب عبد الله الشافعي (المخطوط) روى
الحديث عن ابن عباس . ومنهم العلامة ابن المغازلي في مناقبه روى بسند يرفعه إلى
ابن طاوس نزول قوله تعالى ويطعمون الخ في علي وأهل بيته .
ص 122
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي الحنف في ينابيع المودة (ص 212 ط اسلامبول)
: قال في ذكر الآيات النازلة في علي عليه السلام : ومنها : ويطعمون الطعام على
حبه مسكينا ويتيما وأسيرا عن ابن عباس أنها نزلت في علي وفاطمة وابنيهما
وجاريتهما فضة . ومنهم العلامة السيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي في مقاصد الطالب
(ص 11 قال) : ونزل في علي وفاطمة ويطعمون الطعام الخ . ومنهم العلامة السيد
محمد صديق بن حسن خان الحسيني الحنفي ملك بهوپال في فتح البيان (ج 10 ص 137 ط
بولاق مصر) قال : وعن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن مردويه . ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله
الحنفي الآمرتسري في أرجح المطالب (ص 165 ط لاهور) . روى الحديث ملخصا . وفيه :
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : ما أشد سوء فيما أريكم ، وقام
فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها فساء ذلك
فنزل جبرئيل فقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك فقرأ : ويطعمون الطعام
على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا . (وفي ص 58 ، الطبع المذكور) نقل الحديث عن
الواحدي وقد نقلناه عنه بلا واسطة في أسباب النزول ثم نقله عن الكشاف ونقلناه
أيضا عنه بلا واسطة فراجع (ج 3 ص 185) .
ص 123
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري في نزهة المجالس ومنتخب النفائس (ج 1 ص
213 ط عثمان خليفة بالقاهرة) قال : حكاية حصل لعلي بن أبي طالب ولأهله جوع ، فأخذ
من يهودي صوفا لتغزله فاطمة رضي الله عنها بثلاثة آصع من شعير ، فغزلت أول يوم شيئا
منه وطحنت صاعا وخبزته ، فلما أرادوا الأكل طرق بابهم مسكين ، وقال : السلام عليكم
يا أهل بيت النبوة ، أنا مسكين من مساكين أمة محمد صلى الله عليه وسلم أطعموني شيئا
لله ، فدفعوا إليه الأقراص ، وفي اليوم الثاني جائهم يتيم ، وقال : السلام عليكم يا
أهل بيت النبوة ، أنا يتيم من أيتام أمة محمد صلى الله عليه وسلم أطعموني شيئا لله
، فدفعوا إليه الأقراص وفي اليوم الثالث جائهم أسير ، وقال : السلام عليكم يا أهل
بيت النبوة أنا أسير من أسرى أمة محمد صلى الله عليه وسلم أطعموني شيئا لله ،
فدفعوا له الأقراص وباتوا على الماء فجاع الحسن والحسين رضي الله عنهما جوعا شديدا
، فخرج علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك ، فطاف على نسائهم ، فلم يجد
شيئا ، ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه يشتكي الجوع ، فقيل : يا رسول الله إن المقداد
بن الأسود عنده تمر ، فخرجوا إليه ، فلم يجدوا شيئا ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لعلي رضي الله عنه ، خذ هذه السلة ، فاذهب إلى تلك النخلة وقل لها : إن محمدا
صلى الله عليه وسلم يقول لك : أطعمينا من تمرك ، فرمت عليهم رطبا بإذن الله تعالى ،
فأكلوا حتى شبعوا وأرسلوا إلى فاطمة وولديها ما يشبعهم فأنزل الله تعالى في حق علي
: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا - الآية - .
ص 124
ومنها :
قوله تعالى : مثل نوره كمشكاة فيها مصباح الآية

رواه القوم : منهم العلامة
السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 28 ط مصر) قال : أخرج أبو
الحسن المغازلي من طريق موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال سألت الحسن عن قول الله
عز وجل : كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة قال المشكاة فاطمة والشجرة
المباركة إبراهيم ، لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية يكاد زيتها يضئ
ولو لم تمسسه نار نور على نور قال : من ذريتها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره
من يشاء يهدي الله لولايتنا من يشاء . ومنهم صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة
الطاهرة على ما في كفاية الخصام (ص 404 ط طهران) روى بسنده عن علي بن جعفر
بعين ما تقدم عن رشفة الصادي .
ص 125
ومنها :
قوله تعالى : فاسئلوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون

رواه جماعة من أعلام
القوم : منهم العلامة محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من التفاسير
الاثني عشر (كما في كفاية الخصام ص 338 ط طهران) قال في قوله تعالى : فاسئلوا أهل
الذكر : أي فاسألوا عن أهل البيت والله ما سمي المؤمن مؤمنا إلا بسبب حب علي بن أبي
طالب . ومنهم العلامة الطبري في تفسيره (ج 14 ص 69 ط الميمنية بمصر) قال :
حدثنا ابن وكيع : قال : ثنا ابن يمان ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر :
فاسئلوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون قال : نحن أهل الذكر . ومنهم العلامة الثعلبي
في تفسيره كما في العمدة لابن بطريق (ص 150 ط تبريز) في قوله تعالى : فاسئلوا
أهل الذكر قال : قال جابر الجعفي : لما نزلت هذه الآية قال علي : نحن أهل الذكر .
ومنهم العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 570 ط مصر) روى الحديث بعين ما تقدم
عن تفسير الطبري . ومنهم العلامة الآلوسي في روح المعاني (ج 14 ص 134 ط
مصر) ورد عن جابر ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر اختصاص أهل الذكر بأئمة
ص 126
أهل بيت . ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 119 ، ط اسلامبول) . روى
عن الثعلبي بعين ما تقدم عن العمدة .
ص 127
ومنها :
قوله تعالى : سلام على آل ياسين

رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة
ابن المغازلي في المناقب (على ما في مناقب الشيخ عبد الله الشافعي) المخطوط قال
: وعن ابن عباس في قوله تعالى : سلام على آل ياسين قال : على آل محمد . ومنهم
العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين (ص 94 ط مطبعة
القضاء) قال : وقال ابن عباس في قوله تعالى : سلام على آل ياسين : على آل محمد
صلى الله عليه وسلم ومنهم العلامة حميد بن أحمد المحلي في الحدائق الوردية
(مخطوط) قال : وروينا عن ابن عباس في قوله تعالى : سلام على آل ياسين قال : على
آل محمد . ومنهم العلامة أحمد بن عبد الوهاب النويري في نهاية الأدب (ج 2 ص 338
ط مصر) قال : إن آل ياسين آل محمد صلى الله عليه وسلم . ومنهم العلامة السيد محمد
صديق حسن خان ملك بهوپال في فتح البيان (ج 8 ص 78 ط بولاق بمصر) قال : قال
الكلبي : المراد بآل ياسين آل محمد صلى الله عليه وسلم .
ص 128
وقد تقدم منا نقل الحديث عن جماعة في (ج 3 ص 449 وص 450) منهم الحافظ ابن مردويه
على ما في مفتاح النجا (ص 6 مخطوط) ومنهم العلامة الإمام فخر الدين الرازي في
تفسيره (ج 26 ص 162 ط مصر) . ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي في تفسيره
الجامع لأحكام القرآن (ج 15 ص 119 ط القاهرة) ومنهم العلامة أبو حيان الأندلسي
المغربي في البحر المحيط (ج 7 ص 373 ط السعادة بمصر) ومنهم الحافظ ابن كثير
الدمشقي في تفسيره (ج 4 ص 20 ط مصطفى محمد بمصر) ومنهم العلامة الهيتمي في
الصواعق المحرقة (ص 146 ط المحمدية بمصر) . ومنهم الحافظ السيوطي في الدر
المنثور (ج 5 ص 286 ط مصر) ومنهم العلامة المير صالح الكشفي الترمذي في المناقب
المرتضوية (ص 45 ط بمبئي) . ومنهم العلامة الشوكاني اليماني في فتح القدير (ج
4 ص 400 ط مصطفى محمد بمصر) ومنهم العلامة الآلوسي البغدادي في روح المعاني (ج
23 ص 129 ط المنيرية بمصر) . (ج 8)
ص 129
ومنهم العلامة السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 24 ط مصر) ورواه
أيضا العلامة العسقلاني في لسان الميزان (ج 6 ص 125 ط حيدرآباد) والحافظ نور
الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في مجمع الزوائد (ج 6 ص 174 ط القدسي بالقاهرة)
والعلامة القندوزي في ينابيع المودة (ص 7 ط اسلامبول) .
ص 130
ومنها :
قوله تعالى : ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا

رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 7 ط مصر) قال : وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس ومن يقترف حسنة قال : المودة لآل محمد . ومنهم العلامة حميد
بن أحمد المحلي في الحدائق الوردية (المخطوط) قال : وعن ابن عباس في قوله تعالى
: ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال : الموالاة لآل محمد . ومنهم أبو إسحاق
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في الكشف والبيان (مخطوط) قال : أخبرني ابن
فنجويه ، حدثنا ابن حبش ، حدثنا أبو القاسم الفضل ، حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا
إسماعيل بن موسى ، حدثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي عن ابن مالك ، عن ابن عباس رضي
الله عنه ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال : المودة لآل محمد (1) . (1) قال
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في ينابيع المودة (ص 98 ط اسلامبول) قال
: وفي المناقب بسنده عن جابر الجعفي ، عن الباقر عليه السلام في قوله عز وجل (ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال : من توالى الأوصياء من آل محمد صلى الله عليه
وعليهم واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل
ولايتهم إلى = (*)
ص 131
ومنهم الحافظ ابن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب (مخطوط) قال : أخبرنا أحمد
بن محمد بن عبد الوهاب إجازة إن أبا أحمد بن عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم ،
حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال : حدثنا محمد
بن الصباح الدولاني قال : حدثنا الحكم بن ظهير . فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
الكشف والبيان سندا متنا . ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي
في نظم درر السمطين (ص 86 ط مطبعة القضاء) . روى الحديث عن ابن عباس بعين ما
تقدم عن الكشف والبيان . ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في المناقب (ص 156
مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن الكشف والبيان . ومنهم العلامة المير حسين
الميبدي في شرح ديوان أمير المؤمنين (ص 191 مخطوط) . روى الحديث بعين ما تقدم
عن الكشف والبيان .